خبراء يحذرون
خبراء يحذرون من خطورة سقوط هيبة «المرشد» في إيران
السبت 4 تموز 2009 - 6:47 ص 5177 0 دولية |
حذر خبراء سياسيون من خطورة التطورات التي تشهدها إيران ومن سيطرة «العسكر» على النظام، وسقوط هيبة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي. وأكد الخبراء لـ «العرب»، أن الأزمة السياسية الحالية، بعد فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية، ليست وليدة اللحظة، وإنما نتاج تراكمات سابقة، معتبرين أن الصراع الذي تشهده البلاد «صراع نخبة» لا دخل للمواطن الإيراني العادي به.
باكينام الشرقاوي أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، حذرت من خطورة التطورات الجديدة التي وصفتها بـ «غير المسبوقة»، وخاصة فيما يتعلق «بخدش» هيبة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، وإصرار مير حسين موسوي وأنصاره على الخروج في المظاهرات، خلافا لما أمر به المرشد الذي يمثل الرجل الأول في إيران قبل رئيس الجمهورية، ويعد الالتزام بتعليماته التزاما بتعليمات الإمام المنتظر، والذي يقوم عليه فكر الدولة الإيرانية.
وقالت الشرقاوي إن من بين المخاطر التي تشهدها إيران «عسكرة» النظام الإيراني، واستعانة نجاد بقيادات من الحرس الثوري والمخابرات والأمن الداخلي، وأصبح هذا المكون العسكري أكثر بروزا بعد الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، إلى جانب اهتزاز مصداقية الانتخابات الإيرانية، التي كان يشهد الجميع بنزاهتها على مدار الأعوام الماضية، مشيرة إلى أن كل ذلك قد يكون بداية مرحلة تطور ديمقراطي طويل المدى.
من جهته، اعتبر الدكتور محمد السيد عبدالمؤمن أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس، أن الصراع الجاري في إيران صراع نخبة ليس للمواطن الإيراني العادي دخل به، مشيرا إلى أن الإصلاحيين نجحوا في استخدام حرفيتهم السياسية من شعارات وخطابات في تحريك هؤلاء النخب. وأرجع عبدالمؤمن سبب دعم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية للرئيس نجاد، إلى تمسك الأخير بمبادئ الثورة، وتسخير سياسته في تطبيق مبادئها، مشيرا إلى أن نجاد كرر أكثر من مرة بأن الثورة الإيرانية لم تدفع كل هذا الثمن لكي تنتهي إلى ما انتهى إليه الشاه، وأن مصلحة إيران والنظام مع المبادئ التي رفعتها الثورة الإسلامية ولا ينبغي أن يتحرك النظام عكس ذلك، في إشارة إلى ما يريده الإصلاحيون من تغليب الجانب القومي على الجانب الإسلامي. وقال عبدالمؤمن إن الاصلاحيين أخطؤوا عندما أظهروا نجاد على أنه لا يفهم شيئا في الاقتصاد، وأنه فشل في سياسته الاقتصادية، مؤكدا أن نجاد نجح منذ توليه الحكم في قلب موازين القوى وخاصة في المجال الاقتصادي، واتباعه منهج توزيع الثروة على المواطنين الإيرانيين، لأنه أدرك أن النظام الاقتصادي الغربي لا يتفق وطبيعة البيئة الإيرانية.
وأضاف أن نجاد كان يتبع مبدأ إطعام المواطن وتوفير حاجاته الأساسية، ليكون على استعداد لتعلم مبادئ الديمقراطية والإصلاح السياسي، على عكس السياسة الاقتصادية التي نادى بها الإصلاحيون من خلق اقتصاد تنموي، يساعدهم على تنمية البلاد ثم تعليم المواطن حقوقه وواجباته السياسية.
وأرجع عبدالمؤمن سبب عدم تدخل الإدارة الأميركية في الانتخابات الإيرانية، وعدم تأييدها لمرشح ضد آخر، إلى أنها تفهمت الوضع الإيراني وقرأته بشكل جيد، حيث أدركت أن التعامل مع النظام الإيراني يكون من خلال زعيم النظام وليس من خلال أي طرف آخر.
وقال الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام الاستراتيجي، إن الصراعات التي تشهدها إيران حاليا، تعد مؤشرا على أن «إيران جديدة تولد»، وأن الإيرانيين يدخلون معركة حقيقية من أجل التغيير.
وأضاف إدريس إن ما يحدث في إيران حاليا ليس وليد اللحظة، وإنما نتاج تراكمات سياسية بدأت باستبعاد %90 من الإصلاحيين في الانتخابات السابعة لمجلس الشورى الإيراني في 2004، لتأتي بعدها انتخابات الرئاسة في 2005 باختيار الرئيس أحمدي نجاد، موضحا أن هذا العام شهد «انفراط التيار الإصلاحي».
وتابع: منذ هذه اللحظة يحاول الإصلاحيون استعادة أنفسهم من جديد، وبدأت التيارات الإصلاحية اليسارية في الظهور وهدفها انتقاد التيار الإسلامي، والعمل على ترسيخ مبدأ «الشيفونية القومية الإيرانية»، مشيرا إلى أن هذا التيار الإصلاحي اليساري بدأ ينظر إلى العرب نظرات احتقار، ويرفض التعامل مع القضية الفلسطينية بحجة أنهم يرفضون العمل مع مهزومين، ويدعون لإقامة علاقات مع أميركا وإسرائيل فيما يخدم المصلحة الإيرانية.
وتوقع إدريس سيناريوهين لإنهاء الصراع الحالي، أولهما لجوء المرشد الأعلى للثورة إلى استخدام القوة المفرطة، غير أن هذا السيناريو قد يأتي بنتيجة عكسية، وثانيهما أن يعقد المرشد مساومة أو صفقة سياسية مع الإصلاحيين يتنازل فيها عن بعض صلاحياته لرئيس الجمهورية.
المصدر: جريدة العرب القطرية