برعاية العاهل السعودي وسليمان وحضورهما في دمشق
مصالحة بين الأسد والحريري بعد تشكيل الحكومة في 16 الجاري
الأربعاء 1 تموز 2009 - 6:41 ص 5889 0 عربية |
تهدف الاتصالات السعودية – السورية في شأن الملف اللبناني الى ارساء قواعد متينة لترسيخ الاستقرار السياسي والامني في البلاد بدعم من الرياض ودمشق معا، وذلك لمواجهة مخطط رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الرامي الى عرقلة الاستعداد الذي يبديه الرئيس الاميركي باراك أوباما توصلا الى تسوية لأزمة المنطقة والصراع العربي – الاسرائيلي، ومن أخطر نتائج تلك العرقلة على لبنان تكريس توطين اللاجئين الفلسطينيين من خلال تدمير "مبادرة السلام العربية" التي كانت قد أقرت في قمة بيروت العربية عام 2002.
وأفادت مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت ان العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز يضع كل ثقله من أجل تنقية العلاقات اللبنانية – السورية عموما وعلى الاخص بين الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس المكلف تشكيل الحكومة النائب سعد الحريري، وسيتم ذلك بعد ولادة الحكومة وخلال قمة ثلاثية سعودية – سورية – لبنانية تعقد في دمشق في 16 من الجاري على الارجح وتضم الى الملك عبدالله والرئيس الاسد ورئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس الحريري.
وأشارت الى ان أول نتيجة ايجابية على المستوى اللبناني للجهود الملكية مع الرئيس الاسد هي مصالحة الاسد والحريري في حضور الزعماء الثلاثة، وأن التحضيرات للقمة اصبحت جاهزة عموما، لا سيما بالنسبة الى المحكمة الخاصة بمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري، وأن سوريا تعهدت التجاوب مع ما ستقرره المحكمة بشأن أي سوري متورط في الجريمة. وتوج نجاح هذه المساعي حتى الآن باستقبال الرئيس الاسد مبعوث العاهل السعودي عبد العزيز بن عبدالله وزير الاعلام والثقافة عبد العزيز خوجة وتم خلال اللقاء الاتفاق على الاخراج لتلك المصالحة. وانتقل خوجة على الاثر الى بيروت واجتمع بالحريري بعد انتهائه من المشاورات مع الكتل البرلمانية والنواب المنفردين وأطلعه على نتائج المحادثات السعودية – السورية التي تؤشر الى زخم في الدعم السوري – السعودي الى لبنان برعاية عبدالله والاسد، مما سيساعد الرئيس المكلف في انجاز التشكيل في غضون عشرة أيام او اكثر بقليل، ووضع مشروع البيان الوزاري وطرحه على مجلس النواب لنيل الحكومة ثقة كبيرة، وربما من جميع الكتل النيابية التي ستتثمل في معظمها اذا قررت التنازل وعدم التمسك بعدد الوزراء والحقائب وبنوعيتها.
وأشارت الى ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان على علم بما يحضّر، فأوفد في شكل مفاجىء أمس الثلثاء الى سوريا الامين العام لرئاسة الجمهورية كلود غيان ومستشاره الديبلوماسي جان دافيد لوفيت في مهمة مستعجلة، وكان الوضع السياسي الناشىء في بيروت في رأس جدول المحادثات مع الرئيس الاسد و"نقلا تأييد الرئيس الفرنسي للتحرك السعودي ولمصالحة الاسد والحريري لأنها ستفتح صفحة جديدة بين البلدين المتجاورين وتعطي زخما استثنائيا للحكم والحكومة من أجل الانطلاق في ورشة معالجة الازمة الاقتصادية ومواجهة التطورات الاقليمية ولا سيما ما يبيته نتنياهو حيال لبنان بذريعة رد الاعتبار من خلال مهاجمة "حزب الله" من جديد على أساس انه خطر ويهدد أمن اسرائيل".
ولفتت الى ان التعجيل في تشكيل الحكومة لم يعد مطلبا لبنانيا فحسب بل أصبح فرنسيا وسعوديا وسوريا وحتى أميركيا، وقد عبّر عنه أمس قائد القيادة المركزية الجنرال ديفيد بيترايوس لمناسبة زيارته القصيرة للبنان، وهو المسؤول عن القوات العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى، مع الاشارة الى ان مهمته في بيروت محض أمنية ومتصلة بالتعاون العسكري والمساعدات للقوات المسلحة.
كل هذه العوامل تبدو مسهلة لمهمة الحريري حتى أن بعضهم يقول ان اكثر من مشروع تشكيلة مسبق جرى تداوله خارج الحدود، وان العقبات لا تزال قائمة، لكن الرئيس المكلف بدأ بمحاولاته منذ أمس لارضاء الكتل الرئيسية والاصرار على أن يكون الرئيس سليمان الفيصل لبت الخلافات التي تنشأ في جلسات مجلس الوزراء. كما أن الحريري لن يهمل نتائج الانتخابات النيابية والحصة التي تستحقها أي كتلة او تيار او حزب، وهو بالتأكيد سيحافظ على التوازن الطائفي وعلى توزيع الحقائب السيادية التي ستكون في معظمها من حصة الرئيس سليمان واحداها للحريري.
كتب خليل فليحان
المصدر: جريدة النهار