بطاقات توفير مدعومة من "حزب الله" للأنصار والحاشية "الأمير" و"نور"
الأربعاء 5 تشرين الثاني 2008 - 7:59 ص 7268 0 محلية |
منال صقر
أثناء تجوالك في أسواق الضاحية الجنوبية وبين متاجرها تلفت انتباهك عجقة الناس غير المألوفة في المحالّ التجارية ومحالّ الألبسة والمكتبات وغيرها... على الرغم من الأحوال المادية الصعبة والحالة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها معظم اللبنانيين. ويزيد من وطأة الأزمة بدء موسم المدارس.
إحدى السيدات تقصد أحد محالّ الألبسة على أوتوستراد السيد هادي نصر الله وخلفها يسير أولادها الأربعة. تنتقي بعض الملابس وتتجه وأولادها إلى غرفة القياس، ثم تخرج بعد بضع دقائق متوجهة إلى عاملة الصندوق التي تستقبلها بابتسامة عريضة آخذة منها الملابس. وبعد هنيهة تعلمها أن ثمن الألبسة "175 ألفاً" مدام. لكن سرعان ما أخرجت تلك السيدة من حقيبتها السوداء بطاقة، وقالت للعاملة: "هناك حسومات على بطاقة نور كما أعلم" فأردفت العاملة: "إذاً يصبح حسابك 150 ألفاً. أهلاً وسهلاً بك".
تخرج هذه السيدة من المحل وتتجه إلى مكتبة قريبة، وبدافع الحشرية وحب الاستطلاع ومعرفة المزيد عن أمر هذه البطاقات تبعتها إلى المكتبة ولكن دون أن تشعر بي.
كانت المكتبة تعج بالزبائن، ولكن ما يثير الانتباه لافتة كبيرة علقت فوق صندوق المحاسبة، كتب عليها "حسومات من 10 إلى 50 في المئة على بطاقتي نور والأمير".
اتجهت السيدة فوراً إلى رفوف القرطاسية... وعند انتهائها من الشراء اتجهت إلى عامل الصندوق وفي يديها ما اختارته لأولادها ، فأبرزت له بطاقة "نور". وبعد تفحص الموظف المشتريات وقال:"مع الحسم طبعاً مدام".
سألت أحد الموظفين عن صاحب المكتبة فأشار إلى رجل سمين، أبيض الشعر، كثيف اللحية، يلبس بدلة سوداء ويجلس على كرسي في زاوية المكتبة، وفي يده سبّحة تبدو باهظة الثمن. سألته عن هذه البطاقات فأجاب: "من يملك إحدى البطاقتين يحصل على حسومات من 10 إلى 50 في المئة. فهناك مشتريات قد يصل الحسم عليها إلى 50 في المئة وكما ترين الإقبال هذه السنة على المشتريات كبير جداً قياساً بالسنوات الماضية بفضل هاتين البطاقتين على الرغم من أوضاع اللبنانيين المعيشية. "نور" و"الأمير" توفران كثيراً على الأهالي وتساعدانهما في شراء كل ما يحتاجون إليه من كتب وملابس ومواد غذائية وحتى وسائل ترفيه.
ولدى سؤالي عن الفائدة التي تعود على أصحاب المحالّ لقاء تلك الحسومات، أجاب بابتسامة عريضة: "ليس المشتري وحده هو المستفيد بل نحن أيضاً، وذلك عبر الإعلانات والدعايات المجانية التي تحصل عليها محالّنا من الجهة التي أصدرت هذه البطاقات. فإذا أردنا، وعلى نفقتنا الخاصة، تصوير إعلان أو دعاية عن محالّنا ومؤسساتنا التجارية ، فهذا حتماً سيكلف مبالغ كبيرة، ونحن بفضل هاتين البطاقتين نحصل عليها مجاناً. وعلى كل حال البائع كما تعلمين لا يخسر أبداً. فلو عادت علينا هذه البطاقات بخسارة واحد في المئة لما كنا تعاملنا بها. وبهذه الحالة يكون البائع والشاري مستفيدين على السواء".
محمد .ت. الناشط في "حزب الله" أحد حاملي هذه البطاقات يوضح أن سعرها هو 10 دولارات فقط ويمكن الحصول عليها من الشركة التي تصدرها. وحسب زعمه أن هذه الشركة أسسها بضعة شبان وعرضوا الفكرة على أحد المسؤولين في "حزب الله" الذي بارك الخطوة.
مقهى مثل "الفانتزي وورد"، الذي يكلفه الإعلان آلاف الدولارات شهرياً، وهو يضم مدينة للملاهي ومطعماً يقصده نواب "حزب الله" وشخصيات من فريق 8 آذار يقدم حسومات لحاملي البطاقات تصل إلى 50 في المئة حتى على الألعاب ووسائل الترفيه للأطفال، علماً أنه ذائع الصيت في الضاحية ولا يحتاج إلى إعلان يتولى نشره بضعة شبان. لكن المستغرب أن أحداً لم يسمع بهذه الإعلانات ولا يعرف عن طريقة الإعلان إن كانت عبر المجلات أو الصحف أو الوسائل الإعلامية الأخرى. فلا تلفزيون "المنار" ولا إذاعة "النور" تروّجان لهذه المحالّ في أوساط جمهور "حزب الله"، وهما الوسيلتان الإعلاميتان الأكثر انتشاراً في الضاحية الجنوبية.
بعض متابعي نشاطات "حزب الله" يفيدون أن إيران قدمت في شهر رمضان الماضي مساعدات مالية للشيعة الموالين لها في لبنان. وحسب المصادر نفسها، فإن كل عائلة شيعية رصد لها مبلغ يصل إلى 5000 دولار أميركي على ان يتولى "حزب الله" توزيعها. لكن، تضيف المصادر، لم تصل هذه المساعدات المالية إلى الأفراد المستفيدين منها وربما كان هناك رابط بين قيمة هذه المساعدات الضخمة وبرنامج "الأمير" و"نور". عدا عن أن "حزب الله" لم يعمد إلى توزيع الأموال على أنصاره وإنما اكتفى بإقامة مقاهٍ شعبية مجانية للشبان في مناطق عدة في الضاحية وبيروت والجنوب. هذه المقاهي تقدم النارجيلة مجاناً وكذلك الشاي وغيره.
ليست بطاقتا "نور" و"الأمير" سوى عيّنة من المساعدات التي يقدمها الحزب لجماهيره العريضة. فبعد عدوان تموز العام 2006 بدأ الحزب بتوزيع المساعدات تحت عناوين مختلفة مثل" إيواء" و"القرض الحسن" ومشروع "تسهيلات"...
وينقل بعض المقيمين في مناطق الضاحية والجنوب أن قسماً من المساعدات الغذائية التي وصلت إلى لبنان في آب العام 2006 لا تزال مكدسة في مستودعات تابعة لـ"حزب الله" الذي قام بتوزيع قسم منها في شهر رمضان الفائت.
تجدر الإشارة إلى أننا حاولنا استيضاح أحد مسؤولي "حزب الله" عن بطاقات "الأمير" و"نور" إلا أنه رفض التحدث إلينا عن الأمر.
المصدر: موقع لبنان الآن