أوباما يتقدم بـ6 نقاط قبل 48 ساعة من الحسم
الثلاثاء 4 تشرين الثاني 2008 - 4:26 م 7502 0 دولية |
وسع المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية باراك أوباما الفارق بينه وبين خصمه الجمهوري جون ماكين إلى 6 نقاط اليوم الأحد، قبل 48 ساعة من انطلاق الانتخابات التي تعتبر الأغلى في تاريخ الانتخابات الأمريكية.
وأعلن القائمون على الحملة الانتخابية لماكين عن إطلاق حملة إعلانية تلفزيونية جديدة للترويج للمرشح الجمهوري في الانتخابات، فيما زادت حملة أوباما من الأنشطة التي تستهدف الولايات ذات التوجه التقليدي للجمهوريين.
وأظهر الاستطلاع اليومي لوكالة "رويترز" ومركز "سي. سبان" ومعهد زغبي لاستطلاعات الرأي عن موقف المرشحين للانتخابات اليوم الأحد أن تقدم أوباما على ماكين زاد بشكل طفيف إلى ست نقاط.
وأوضح الاستطلاع الذي يجرى على مستوى البلاد تفوق أوباما على ماكين بواقع 50% مقابل 44%، متقدما بذلك على النسبة التي سجلها أمس السبت وهي 5%.
ويبلغ هامش الخطأ في الاستطلاع الذي يجرى عبر الهاتف 2.9 نقطة مئوية.
حملة محمومة
على صعيد متصل، تسارعت وتيرة الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة الأمريكية في محاولة لجذب المزيد من الأصوات.
وقد أدلى نحو مليوني شخص بأصواتهم في الاقتراع المبكر بولاية جورجيا الأمريكية، وأشارت تقديرات مسئولي الانتخابات إلى أن نحو 35% من الناخبين المسجلين بالولاية وعددهم 5.7 ملايين ناخب، أدلوا بأصواتهم في الاقتراع المبكر، لكن المسئولين لم يمددوا الفترة المسموح بها في الاقتراع المبكر.
واعتبر مراقبون أن هذا الأمر يشير إلى حماسة متزايدة تجاه الانتخابات، وفسروه بأنه مؤشر "قد يساعد" أوباما.
بينما مددت نورث كارولاينا وفلوريدا ساعات الاقتراع بعد أن واجهتا أيضا حشودا كبيرة خلال الاقتراع المبكر.
وكانت ولاية جورجيا معقلا للجمهوريين في الانتخابات الرئاسية السابقة؛ حيث فاز بها بوش بفارق يقارب 17%، لكن استطلاعات الرأي الأخيرة تصنف الولاية بأنها "غير مضمونة الجانب"، أي أن فرص الفوز فيها متعادلة بالنسبة لكلا المرشحين، ولكن ماكين يتقدم فيها حاليا بفارق 4%.
وتصاعدت حدة "حرب الولايات" بين أوباما وماكين، وبصفة خاصة في الولايات التي صوتت للجمهوريين في انتخابات عام 2004.
وذهب ماكين إلى ولاية فرجينيا؛ حيث دعا الناخبين إلى "التطوع وطرق الأبواب"، بينما قرر القائمون على حملته إنفاق الملايين من الدولارات على حملة إعلانية تلفزيونية قبل التصويت.
وحاول ريتشارد تشيني نائب الرئيس الأمريكي تقديم الدعم لماكين، وحث على التصويت له، قائلا: "إن ماكين هو الأنسب لقيادة البلاد؛ لأنه يتفهم الأخطار التي تهدد أمريكا"؛ حيث تطرق تشيني إلى الحديث عن هجمات 11 سبتمبر 2001 في هذا الإطار.
وأضاف: "لقد نال تأييدنا وثقتنا، وحان الوقت ليكون القائد الأعلى للقوات المسلحة"، كما دعا تشيني إلى التصويت لسارة بالين كنائبة للرئيس.
وفي كولورادو شن أوباما هجوما على تشيني، وقال عنه: "لقد خرج من مكان لم يكشف عنه، لينضم إلى ركب الحملة الانتخابية".
وأضاف أوباما: "تشيني يدرك أنه مع وجود ماكين سيكون هناك أمران: السياسة الاقتصادية لجورج بوش، والسياسة الخارجية لديك تشيني، ولكن هذه مخاطرة لا يمكن أن نجازف بها".
ميزانية 7 دول
وقدرت تكاليف حملة الانتخابات الأمريكية التي تجرى الثلاثاء المقبل بنحو 2.4 مليار دولار، لتكون بذلك أكثر الحملات الرئاسية تكلفة في التاريخ، بحسب "رويترز".
وبحسب مصادر في مراكز البحوث الأمريكية فإن هذا المبلغ يبلغ ضعف اللازم لإدارة حكومات سبع دول في المحيط الهادي، وهي: كيريباتي، وجزر سليمان، وفانواتو، وتونجا، وبالوا، وجزر مارشال، وساوما.
وقدر مركز "سياسات رد الفعل" الأمريكي -وهو مركز أبحاث يراقب مثل تلك الأمور- أن يقترب الإجمالي النهائي الذي ينفقه مرشحا الرئاسة الجمهوري والديمقراطي وجماعات المصالح الخاصة المرتبطة بهما من ربع تريليون دولار.
وبسبب حملات المرشحين، فإنه ينفق جزء كبير من الأموال على الإعلانات التلفزيونية؛ حيث تنفق حملة أوباما وماكين في المتوسط 1.4 مليون دولار يوميا على الإعلانات التلفزيونية.
وحملة أوباما هي الأكثر إنفاقا حتى الآن؛ حيث جمعت 150 مليون دولار في شهر أكتوبر الماضي، بينما جمعت حملة ماكين في خزائنها 132 مليون دولار، بحسب "رويترز".
وأثار ذلك انتقادات واسعة في صفوف المواطن الأمريكي الذي يعاني من وطأة أزمة المال التي تضرب قطاعات عريضة من الاقتصاد الأمريكي.
وقالت شيلا كرومولز المديرة التنفيذية لمركز سياسات رد الفعل: "حققت حملة أوباما بشكل خاص نجاحا مذهلا، لكي نعطي تصورا (نقول): إن أوباما جمع 150 مليونا في شهر واحد".
وأضافت أن ذلك يمثل نحو نصف ما جمعه سلفه جون كيري في كل حملته الانتخابية في الانتخابات السابقة، وقالت: "وعليه فلا توجد مقارنة بين هذه الدورة من الإنفاق والأموال التي خصصت للانتخابات الرئاسية السابقة.. الوضع مختلف تماما".
وتُموَّل التبرعات من المؤسسات التي تؤيد كلا الحزبين، خصوصا من شركات وول ستريت جزءا كبيرا من الانتخابات؛ حيث قدمت كل من (جولدمان ساتشز) و(جيه. بي. مورجان تشيس) و(سيتي جروب) مئات الألوف من الدولارات لكل مرشح، وتبرعت (ميريل لينش) بحوالي 350 ألف دولار لحملة ماكين وحدها.
كما تسعى الحملتان للحصول على تبرعات من الأفراد من خلال رسائل البريد المباشرة، وعبر مواقع الحملات والشبكات الاجتماعية على الإنترنت، لكن بالمقارنة بضخامة تبرعات الشركات تعتبر تبرعات مئات الألوف من الأفراد ضئيلة للغاية.
وقالت كرومولز: "الأمريكي العادي لا يقدم تبرعات للحملات الانتخابية، أقل من نصف واحد في المائة من الأمريكيين يقدمون تبرعات بمبالغ لها قيمة، أكثر من 200 دولار، ونعرف من الدراسات المختلفة أن نسبة قليلة من الأمريكيين ربما تتراوح بين 5 و10% على أقصى تقدير يقدمون تبرعات سياسية من أي نوع".
كما قدمت هوليوود أموالا في هذه الحملة الانتخابية خصوصا لأوباما، وفي سبتمبر الماضي جمع أوباما مبلغ تسعة ملايين دولار في حفل نظمته الممثلة الأمريكية باربرا سترايساند خصيصا لذلك.
لكن حتى في هوليوود ذات الأجور الفلكية يبدو الإنفاق على الانتخابات باهظا بالنسبة للبعض.
ونقلت "رويترز" عن الممثلة تشارلز ثيرون: "أعتقد أنك إذا كنت تنافس في حملة فيتعين أن تفعل ما تشعر أنه صائب من الناحية الأخلاقية على أمل أن تتمكن من النوم ليلا، لكن دعونا لا نتظاهر بأننا نتعامل مع موضوع روحاني، فالسياسة ليست كذلك، وكان المال دائما جزءا من ذلك".
المصدر: إسلام أون لاين