التوتر مستمر في زاهدان
مقتل 5 في حريق مفتعل
الثلاثاء 2 حزيران 2009 - 5:25 ص 5708 0 دولية |
في حادث أمني جديد بمدينة زاهدان ذات الغالبية السنية والمحاذية لأفغانستان وباكستان، قتل خمسة أشخاص في حريق مفتعل، وذلك قبل أيام من الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران.
وأورد موقع شبكة "برس تي في" الايرانية الذي يبث بالانكليزية على شبكة الانترنت ان خمسة موظفين في شركة مهر المالية للإقراض قضوا "في هجوم متعمد ادى الى اشتعال النار في المبنى". وتلا الهجوم مقتل 25 شخصاً في تفجير بمسجد شيعي في زاهدان. ووصفت شركة "مهر" نفسها في موقعها على الانترنت بأنها شركة للتسليف تهدف الى "تحسين حياة الناس، وخصوصاً الباسيج"، الميليشيات الإسلامية التي تعمل بقيادة الحرس الثوري "الباسدران".
وأفادت الشرطة الايرانية في وقت سابق انها اعتقلت عدداً من الاشخاص الذين يشتبه في ضلوعهم في إشعال العنف الطائفي في زاهدان بعد هجمات على عدد من المباني العامة في المدينة، بينها مكتب انتخابي للرئيس محمود احمدي نجاد. والسبت أبطلت قوى الامن الايرانية قنبلة عثر عليها في مرحاض احدى الطائرات التي كانت متجهة من مدينة الاهواز الغنية بالنفط الى طهران.
وقال المسؤول في الشرطة احمد رضا رادان إن "بعض العناصر الخارجة على القانون وعملاء الاعداء الذين يريدون بث الفرقة بين الاخوة المسلمين، سعوا الى إيجاد حال من عدم الامن في بعض المواقع في زاهدان وزعزعة الأمن. وفي الايام الاخيرة خطط البعض لاثارة الانقسامات بين المواطنين الشيعة والسنة في المنطقة. ولحسن الحظ، حال الوجود اليقظ لمسؤولي الحكومة ورجال الدين دون وقوع اضطرابات". وأضاف ان المعتقلين "من السنة والشيعة، سعوا الى زرع الفرقة بين السنة والشيعة"، ولكن "الآن عاد النظام والامن إلى المدينة"، وإن تكن "اضرار لحقت بمبان عامة" خلال "مواجهات متفرقة".
وحض زعماء دينيون من السنة والشيعة على الهدوء في المدينة، وهي عاصمة محافظة سيستان - بلوشستان الجنوبية الشرقية المحاذية لافغانستان وباكستان، والتي تعيش فيها اقلية مهمة من البلوش الذين يدينون بالمذهب السني من الاسلام. وتردد ان جماعة "جند الله" السنية المتمردة التي يتزعمها عبد المالك ريغي تبنت الهجوم الأخير على المسجد. واتهمت ايران مراراً عملاء اميركيين وبريطانيين في العراق وافغانستان بالتحريض على شن هجمات على محافظاتها الحدودية. وصرح وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي امس: "نحن نعتبر ان شبكة ريغي مرتبطة ببعض القوى الاجنبية في افغانستان". وأضاف ان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري يتعاون مع بلاده لمقاتلة المتشددين.
ويعتقد مسؤولون ايرانيون ان "جند الله" أقرت بالعمل في مناسبات عدة عبر الحدود في باكستان. واستدعت ايران السفير الباكستاني في طهران بعد تفجير المسجد. ونفى وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي التقارير التي تحدثت عن اقفال الحدود بين باكستان وإيران اثر الهجوم الذى تعرض له المسجد. وفي إقليم بلوشستان الباكستاني، كان المسؤول قمر مسعود تحدث عن اقفال معبر تافتان.
وقال الزعيم السني في زاهدان مولاي عبد الحميد اسماعيل زيهي إن الاحتجاجات في انحاء المدينة بدأت بعدما تعرض وحراسه لهجوم عندما زاروا الاحد المسجد المستهدف للتعزية والمشاركة في تشييع الضحايا. واضاف :"بعض الناس هتفوا بشعارات ضدي وتعرض احد حراسي للضرب. عندما انتشرت تقارير عن العنف في المدينة، بدأ الناس الاحتجاج". ودعا الى الهدوء، محذراً من ان سلامته في خطر.
واطلق رجل الدين الشيعي آية الله عباسي - علي سليماني دعوة مماثلة. وناشد الشيعة والسنة عدم الوقوع في شرك "المخططات لتصعيد التوترات المذهبية من عناصر الاضطهاد (في اشارة الى الولايات المتحدة) واعداء النظام الاسلامي".
وفي الطرف الآخر من ايران بتبريز في شمال غرب البلاد، أوقف ثلاثة اشخاص بعد العثور على 11 قنبلة يدوية وعلى ذخيرة حربية، على ما نشرت صحيفة "كيهان" التي لم تورد مزيداً من التفاصيل. وأفاد قائد شرطة محافظة اذربيجان الشرقية الكولونيل رحمن ايمان نجاد إنه "تم تسليم الاشخاص الموقوفين الى القضاء".
المصدر: جريدة النهار