تحليل سياسي

"حلفاء النظام السوري في لبنان باتوا في حالة تراجع وسيتراجعون أكثر"

تاريخ الإضافة السبت 11 حزيران 2011 - 6:19 ص    عدد الزيارات 3387    التعليقات 0    القسم محلية

        



 

"حلفاء النظام السوري في لبنان باتوا في حالة تراجع وسيتراجعون أكثر"
قراءة 14 آذارية للمرحلة الآتية: انتهى تدخل الدولة المجاورة !

"القيادة السورية منشغلة عن لبنان بحالها. للمرة الأولى منذ 40 عاماً تنشغل عنا. وأياً تكن نتائج الأحداث التي يشهدها البلد المجاور لن تكون هناك عودة إلى الوراء. نشهد اليوم بداية لنهاية محتومة قد تستغرق وقتاً، أول تجلياتها أن التدخل السوري في لبنان أصبح من الماضي. وحتى نحن نكاد لا نصدق، فكيف بخصومنا حلفاء النظام الحالي في دمشق؟ ولكن فلنكن منصفين وموضوعيين: لا نحن نعرف ما الذي يجب فعله في هذا الوضع المفاجئ، ولا هم يعرفون. نحن جميعاً في لبنان أشبه بروسي عجوز قيل له إن النظام الشيوعي انتهى. كل ما عاشه في حياته اختفى فجأة...".
كان القيادي في حركة 14 آذار يعرض لرفاقه في لقاء سياسي رؤيته لتطورات لبنان وسوريا متجاوزا بلا اكتراث كلاما كثيرا في الصحافة والصالونات على حكومة ميقاتية أو جلسة اشتراعية يستقتل من أجلها الرئيس نبيه بري. كان يقرأ في الحاضر ويستخلص عبرة:"حلفاء النظام السوري في لبنان باتوا في حالة تراجع، وسيتراجعون أكثر. فليكابروا ما شاؤوا، ففي النتيجة المعطيات تفرض نفسها. أما نحن فليس لنا أن نتباهى أو نتوهم انتصارات ونتصرف على أساسها. فما يحصل في سوريا يحصل من دوننا وليس لنا أي تأثير فيه. لا نحن نسقط النظام في دمشق ولا نحن نبقيه".
ينتقل القيادي إلى استنتاج للزمن الآتي: "في وقت ما سيكون علينا الدعوة إلى رؤية لحل، ليس اليوم بالطبع، لأن الطرف الآخر (8 آذار) لا يزال يرى الأمور من زاوية مناقضة ولا يزال يأمل في انقلاب للأوضاع أو معجزة. وحتى في أسوأ الأحوال، إذا توجهنا إليه بلهجة انتصار فسيرفض السماع ويرمي ما نعرضه عليه في سلة المهملات. وقد تراوده فكرة أن يحكم لبنان وحده متى تأكد اختفاء حليفه الإقليمي. بالطبع الفكرة هذه مجنونة وانتحارية والتجارب على مرّ التاريخ أثبتت استحالتها المطلقة. ولكن لا نغفل أننا نتحدث عن فريق أثبت في بعض المراحل افتقاده المنطق في التحليل والمنطق، علماً أن تعامله حتى اليوم مع القرار 1701 يوحي نضجاً في مكان ما.
 سيجيء وقت يطلب هو سماعنا. أعتذر عن المقارنات ولا أقصد التعميم، ولكن هل تلاحظون مثلي أن الردود على التحديات متشابهة عند الشيعة والعلويين: معنا السلاح نتفوق به، ومن يقدر علينا فليأخذنا بالقوة؟ هناك فئة أخرى عادت تقيم على قلق، هي المسيحيون. والدروز يقفون على هامش الصراع الكبير. أما السُنة ففي مرحلة اندفاع في كل العالم العربي، وفي الخلفية تركيا.
في لبنان لن تكون لنا أجوبة عن هواجس كل طائفة، بل جواب واحد لكل الطوائف: مشروع بناء الدولة الحديثة التي تحمي الجميع وتؤمن مصالحهم والحريات".
يشدّد القيادي على ترابط بين انتهاء مرحلة التدخل السوري في لبنان والدعوة إلى حل: "إذا قلت له (الآخر 8 آذار، تحديداً "حزب الله") تفضل إلى الحل فيجب أن يسبق ذلك تذكيره بالواقع. "انتهت"... "تفضل". أما بنود الحل فيجب أن ترتكز على مشروع بناء الدولة وتتعرض بدءاً لسلاح الحزب ليكون في كنف الدولة، كما تتضمن البنود مصالحة ومسامحة حقيقيتين، ولكن من غير تهرب من العدالة".
المشاركون في اللقاء وافقوا على مقاربة القيادي، وبعضهم لفت إلى احتمال مرور وقت طويل قبل جلاء الأمور في سوريا، في حين يعاني اللبنانيون ضياعاً وشبه عمى سياسي في ظل وضع اجتماعي ومعيشي صعب، مما يجعلهم يتخبطون ويذهبون في اتجاهات شتى. بعضهم يظن أن الحل عند الكنيسة، وهي على ما بدر منها حتى اليوم، سواء في لبنان وسوريا أو في مصر تواجه ظروفاً جديدة بأدوات قديمة. وبعضهم يكتفي بموقف التشكيك في الذات والشكوى إلى درجة ندب الإنجازات التي حققتها "ثورة الأرز"، لكأنها مهزومة، فيما منطقها ينتصر في العالم العربي القريب والبعيد. وتناول أحد الحضور وضع النائب الجنرال ميشال عون، وفي رأيه أنه لا يؤخذ في الحسبان عند التفكير في مبادرات حلول لأنه "محترف خسارات طوال تاريخه. راهن على الرئيس العراقي السابق عندما أصدر العالم بأكمله حكماً في حقه، ويراهن اليوم على القيادتين في سوريا وإيران في وقت يصدر العالم حكمه في حقهما".
أما البطريرك الماروني بشارة الراعي فلا يلجم سياسيو الفريق الـ 14 آذاري أنفسهم عن مقارنة مكبوتة، ظالمة ربما وقبل الأوان، بينه وبين سلفه الكاردينال نصرالله صفير الذي "كلمته كانت تهز البلد والجوار". ينتقد هؤلاء السياسيون فكرة رائدها الراعي، أن جمع كلمة القادة المسيحيين تحت خيمة بكركي يتيح للبطريرك الجديد تحقيق إنجازات للمسيحيين على المستوى الوطني. "هذا خطأ"، يقولون، فتحسين أوضاع المسيحيين يكون بالتركيز على الشراكة مع المسلمين، أي جوهر فكرة 14 آذار التي تلتقي مع فكرة الكنيسة التاريخية عن دولة لبنان المستقل. صفير كان أول مدركي هذا الواقع. بين فكرتي لبنان ونقيضه ولم يقف في الوسط والرمادي. رغم ذلك لا مفر من إقرار بأن البطريرك الراعي قوي ويتعاطى الشأن العام بذكاء. ليس من مصلحة أي فريق سياسي أن يعارضه حتى لو تعرض في هذه المرحلة للتحجيم تحت عصا بطريركية.
 

إيلي الحاج      


المصدر: جريدة النهار

...Can the Hizbollah-Israel Ceasefire Hold?...

 الأربعاء 4 كانون الأول 2024 - 3:05 م

...Can the Hizbollah-Israel Ceasefire Hold?... Lebanon and Israel have reached an agreement to en… تتمة »

عدد الزيارات: 178,817,715

عدد الزوار: 8,626,736

المتواجدون الآن: 53