"علماء المسلمين" تطالب القادة ب¯"انتشال" العراق من محنته
الثلاثاء 31 آذار 2009 - 5:30 م 5673 0 عربية |
بغداد - يو بي اي: وجهت هيئة "علماء المسملين" في العراق, التي تمثل مرجعية دينية سنية, رسالة مفتوحة الى القادة العرب عشية انعقاد قمتهم ال¯21 في الدوحة اليوم, دعتهم فيها الى "انتشال العراق من أزمته وبنائه" بما يعيده إلى مكانته بينهم, وعاتبتهم على "تلكئهم" في إعانة أبنائه خلال السنوات الأخيرة, وحذرتهم من التعويل على الحكومة العراقية لأنها "جزء من المشكلة".
وخاطبت الهيئة في رسالة, موقعة من قبل أمينها العام حارث الضاري القادة العرب, بالدعوة إلى "انتشال العراق من أزمته وبنائه على نحو تعود إليه مكانته بينكم, ويكون مصدر خير لنفسه ولجيرانه, ويكون كسابق عهده جدارا منيعا يحول بينكم وبين طمع الطامعين".
واضافت "أمامكم اليوم فرصة ذهبية, وذلك من خلال دعم القوى الوطنية المناهضة للعملية السياسية, ولو معنويا في ظل الاحتلال, فهذه القوى تمثل جميع أطياف الشعب العراقي, أديانا وأعراقا ومذاهب, وهي اليوم متفقة على مشروع يقضي ببناء عراق يناسب التطورات في المنطقة والعالم, عراق يكون تداول السلطة فيه سلمياً, ووفق المنافسة الشريفة بين أبناء الشعب العراقي, بعيدا عن المحاصصات العرقية والطائفية".
وعاتبت الهيئة القادة العرب "لتلكئهم" في اعانة الشعب العراقي في مواجهة الازمات الخطيرة التي مر بها خلال السنوات الماضية, وقالت "لقد احتُل بلدنا ظلما وعدوانا, وفقدنا حتى اللحظة أكثر من مليون ونصف مليون شهيد, ودمرت بنانا التحتية, وهاجر الملايين من أبنائنا, وغدونا الشعب الأفقر في المنطقة, في بلد هو الأغنى فيها, ولم نجد منكم ما يعيننا على تجاوز محنتنا, فكأن عراقنا ليس من منظومة البلاد العربية, وكأن شعبنا لا يمت إليكم بصلات العرق والدم والدين".
ودعت الهيئة القادة العرب الى مد يد العون إلى العراق الذي وصفته ب¯"البلد العريق, صاحب المواقف العربية الأصيلة عبر التاريخ", مذكَّرة بأن "شعبه جزء من عالمكم, ومن ثم فإن في أعناقكم مسؤولية مد يد العون إليه في الملمات والأزمات, وهي مسؤولية تمليها عليكم أواصر العروبة, وصلات الدم, وقبل ذلك وبعده, مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف".
وانتقدت العملية السياسية في العراق واصفة القائمين عليها بأنهم "محسوبون على العراق وهم لا ينتمون إليه أصلا أو ثقافة, ولا يدينون بالولاء له", متهمة هؤلاء بتشكيل عملية سياسية على أسس المحاصصة الطائفية والعرقية, و"هي أسس أسهمت بشكل واسع في إذكاء الروح الطائفية الإقصائية التي لم يعرفها العراق ولا العراقيون من قبل, كما أسهمت في تأجيج بعض الفتن التي كادت أن تعرض العراق وشعبه الى التمزق والاحتراب لولا إرادة الله سبحانه وتعالى".
وتطرقت الرسالة الى مرحلة ما بعد انسحاب القوات الاميركية من العراق, وسألت القادة العرب "ما الذي أعددتموه لتلك اللحظة, في وقت يعمل فيه غيركم ليل نهار وبشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة, ليبسط نفوذه على العراق, ويهيمن على خيراته وسياساته, ويجعل منه منطلقا لتحقيق أحلامه وأوهامه".
وشدد البيان على ان عراقا مستقلا مستقرا, يحكمه أبناؤه, ولا يسمح لأحد بالتدخل في شؤونه "هو الخيارالوحيد أمامكم لاستقرار المنطقة, والحفاظ على مصالحكم, وأمن بلدانكم وشعوبكم", واعتبر التعويل على الحكومة العراقية الحالية, برئاسة نوري المالكي, "خطأ قاتل" لأنها "جزء كبير من المشكلة, وهي سبب من أسبابها".
ووصف تأكيدات الحكومة العراقية بتحقيق الامن في العراق بأنه وسيلة ل¯"استدراجكم نحو دعمها ومد يد العون لها", مؤكدا ان الواقع ينفي ذلك معربا عن الاسف الشديد لأن ثمة "من يصدق هذه المزاعم".
وفندت هيئة علماء المسلمين شعارالمصالحة الوطنية, الذي قالت ان الحكومة العراقية ترفعه الان قائلة "لو كانوا جادين لتحققت المصالحة في سنة 2005 وسنة 2006, حين اجتمعت جميع الأطراف في لقاءي القاهرة للوفاق العراقي الوطني اللذين رعتهما جامعة الدول العربية آنذاك".
المصدر: جريدة السياسة الكويتية