كتائب حزب الله: لن نلقي السلاح حتى رحيل آخر جندي أميركي
السبت 21 آب 2010 - 10:24 ص 3567 0 عربية |
كتائب حزب الله: لن نلقي السلاح حتى رحيل آخر جندي أميركي
تحذير القوات العراقية من العمل كرأس حربة وحماية الأميركية
بيان كتائب حزب الله حول الإنسحاب الأميركي |
في أول رد فعل للمقاومة العراقية المسلحة على الإنسحاب الجزئي الأميركي من العراق، إعتبرت كتائب حزب الله الشيعية هذا الإنسحاب واحدة من صفحات هزيمة الغزو وحذرت القوات الأمنية العراقية من العمل كمصد ورأس حربة للدفاع عن الاميركية، وأكدت أنها لن تلقي السلاح حتى رحيل آخر جندي اميركي من العراق. فيما قال الجيش الاميركي ان ماتبقى من جنوده في العراق يبلغ حاليًا 52 الفًا وسيتناقص عددهم الى 50 الفا في الأول من الشهر المقبل.
قالت كتائب حزب الله التي تطلق على نفسها (المقاومة الاسلامية في العراق) والمقربة من ايران "ان اعلان الاحتلال عن إنهاء عملياته القتالية في العراق لتكون المهمة القادمة هي الدعم والاسناد لم يكن الا إعادة انتشار وتغيير قواعد الاشتباك مما يوفر لتلك القوات وضعاً امنياً بعد أن وصل شعورهم بالتهديد من عمليات أبناء كتائب حزب الله الى أقصاه".واشارت الى ان القوات الاميركية لها في العراق حاليا 56 الف عسكري و94 قاعدة عسكرية ومئات الآلاف من رجال الامن والمتعاقدين واكبر سفارة في العالم عدد موظفيها يصل الى 6 الاف موظف وحماية لهؤلاء من المارينز وهو ما يعتبر الآن من اكبر القواعد العسكرية للاحتلال في العالم.. وقالت ان كل ذلك ما هو الا مظهر بشع من مظاهر الاحتلال.
واضافت كتائب حزب الله في بيان حصلت "ايلاف" على نسخة منه اليوم انه "في الوقت الذي نعتبر ان ما حصل هو الصفحة الاولى من صفحات الهزيمة في مسيرة الاحتلال فإننا في الوقت نفسه نجدد العهد بأننا لم ولن نلقي البندقية حتى خروج آخر اميركي دخل العراق ضمن المشروع الاميركي".وقالت "إننا نعتقد بأن الاحتلال سيلجأ الى اساليب جديدة في العمل من اهمها أن يتمترس بالقوات الامنية العراقية سواء من الجيش او الشرطة وهنا لابد من تنبيه أبناءنا وإخواننا من منتسبي تلك القوات من ان يعملوا كمصد او رأس حربة لحماية تلك القوات وكذلك لابد من تنبيه من يراهن على مصداقية قوات الاحتلال فيما يتعلق بالانسحاب او غيره فإنما يراهنون على سراب وسيكتشفون لاحقا حقيقة ما نقول".
واشارت الكتائب في الختام الى "ان ما استطاع الاحتلال نقله من جنوده تحت جنح الظلام ولم يعلن عنهم الا بعد وصولهم الى قواعد خارج العراق سوف لن يضمن فرصةً كهذه لمن بقي من عناصره داخل العراق وما عملية الهروب تلك وبهذا الاسلوب الا اشارةً واضحة الى المأزق الذي يعاني منه الاحتلال من عمليات ابناء كتائب حزب الله".
ومن جهتها قالت القوات الاميركية في العراق ان ماتبقى من عدد جنودها في هذا البلد يبلغ 52 الفا الان وليس 56 الفا كما اشارت تقارير صحافية وعسكرية سابقة. واضافت في بيان تلقت "ايلاف" نسخة منه ان هذه القوات تمضي "في المسار الصحيح لخفض عدد جنودها الى 50 الف عسكري جندي بحلول الأول من الشهر المقبل والذي يعد بداية عملية الفجر الجديد والانتقال الكامل لعمليات تحقيق الاستقرار".
واوضحت ان الرقم المنقول سابقا وهو 56 الفا يمثل أخر حساب لعدد الجنود الموجودين في العراق بتاريخ 17 اَب (أغسطس) الحالي فيما يتم نقل هذه الأرقام الى وسائل الأعلام اسبوعيا وسيتم تحديثها كل ثلاثة الى اربعة ايام مع استمرار انسحاب القوات. واشارت الى ان الجنود المتبقين هم عبارة عن أعداد صغيرة من وحدات دعم وهم يستعدون للرحيل بحلول الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل.
وقد انسحبت آخر كتيبة مقاتلة اميركية الخميس الماضي من العراق بعد سبع سنوات من الاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين ما اثار مخاوف بين قسم من العراقيين من تصاعد العنف الذي تنفذه المجموعات المسلحة برغم تأكيد الحكومة العراقية ثقتها في قدرة قواتها على مواجهة التحدي الامني. وتطلب نقل 360 عربة عسكرية و1200 جندي برا الى الكوبت يومين وغادر باقي جنود الكتيبة الاربعة آلاف جوا. وبحسب الكابتن روسيل فارنادو من مخيم عريفجان وهي قاعدة اميركية هامة تبعد 70 كلم جنوبي العاصمة الكويتية فان القوات تستعد للعودة الى الولايات المتحدة "قريبا".
فوج من القوات الأميركية لدى إنسحابه من العراق |
وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان وزارة الخارجية ستضاعف عدد موظفي شركات الامن الخاصة في العراق لرفع عددهم الى سبعة آلاف حيث ستقوم مهمة هؤلاء على حماية خمسة معسكرات محصنة كانت القوات المقاتلة تتولى مكلفة بضمان امنها.
ومن المقرر بقاء خمسين الف عسكري اميركي في البلاد لتدريب وتقديم المشورة للقوات العراقية في اطار "عملية الفجر الجديد" وهو الاسم الجديد الذي اطلق على المهمة الاميركية التي تنتهي آخر عام 2011. وتقر واشنطن بأن النزاع العراقي الذي ادى الى مقتل 4400 اميركي وكلف واشنطن الف مليار دولار شكل "ثمنا باهظا".
ومن جهته اكد المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان "جاهزية القوات العراقية كافية لمواجهة التهديدات"، مضيفا انه كان "علينا ان نوازن بين وجود طويل الامد لقوات اجنبية على ارضنا أو القيام بالمهمة بمفردنا. واخترنا القيام بالمهمة بواسطة قواتنا الامنية". وكان قائد اركان الجيش العراقي اللواء بابكر زيباري حذر الاسبوع الماضي من ان الانسحاب الاميركي الكامل سابق لاوانه معتبرا ان قواته لن تكون قادرة على ضمان الامن بالكامل قبل عام 2020.
وكانت كتائب حزب الله قد هددت القوات الاميركية الشهر الماضي بشن هجمات ضد قواعدها العسكرية واحالة مقر السفارة والقواعد الاميركية في العراق الى ركام وطالبتها باطلاق سراح معتقليها والكف عن التدخل في تشكيل الحكومة العراقية. وقالت الكتائب المتهمة بعلاقات مع حزب الله اللبناني والمدعومة من ايران انها قد توعدت القوات الاميركية منذ اليوم الاول لاحتلال العراق عام 2003 بأنها ستخرجه من البلاد "منهزماً ذليلاً لا يفكر بعدها بالعوده الى منطقتنا".
وجاء هذا التهديد اثر اعلان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال راي اوديرنو ان القوات الاميركية قد شددت اجراءات الامن في بعض القواعد الاميركية في العراق بسبب مخاطر هجمات متزايدة من جانب متشددين تدعمهم ايران. وحدد بالاسم كتائب حزب الله التي تقول وزارة الخارجية الاميركية ان لها علاقة بحزب الله اللبناني على انها الجماعة التي تقف وراء التهديدات. وقال اوديرنو "في الاسبوعين الماضيين كان يوجد خطر متزايد... لذلك شددنا اجراءات الامن على بعض قواعدنا." واضاف "هذه محاولة اخرى من جانب ايران واخرين للتأثير على الدور الاميركي هنا ".
وعادة مايتهم مسؤولون اميركيون طهران بالتدخل في شؤون العراق وتأييد جماعات "شيعية" مسلحة تعمل هناك لكن طهران ترد بالقول ان العنف في هذا البلد هو نتيجة للغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.
وقال اوديرنو ان الذين وراء التهديدات ذهبوا الى ايران لتلقي تدريب خاص ثم عادوا الى العراق وتم ايفاد خبراء من ايران لمساعدتهم "في الشهر الاخير أو نحو ذلك". واضاف "سواء كان لهذا علاقة مباشرة بالحكومة الايرانية -- يمكننا ان نبحث ذلك." وقال "لكن من الواضح ان لهم صلة بالحرس الثوري الايراني."
يذكر ان عمليات كتائب حزب الله ضد القوات الاميركية تندرج ضمن النزاع الايراني الاميركي بشأن برنامج ايران النووي الذي تقول طهران انه مخصص للاغراض السلمية المحضة لكن واشنطن وحلفائها يقولون انه يهدف الى تطوير اسلحة نووية.
وتقول كتائب حزب الله التي تاسست بعد دخول القوات الاميركية الى العراق عام 2003 في ادبياتها ان الاحتلال هو عدوها الأول وانها تحرم دم العراقيين من عناصر الشرطة والجيش ومنتسبي أجهزة الدولة كافة وتحترم المدنيين وتسعى لعدم الحاق الاذى بهم.
وقد أعتمدت الكتائب سلاح الهاونات أساليب تكتيكية عديدة منها قصف القواعد الاميركية من أماكن متحركة مما يحافظ على سلامة عناصرها من نيران القوات المعادية والأسلوب الاخرهو سلاح الهاون ذي العيار الثقيل وتنفذ به العمليات حينما تغلق المنطقة أمنيا.
وقد ادرجت اشنطن الصيف الماضي "كتائب حزب الله" ومستشار لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني على قائمتها للارهاب وفرضت عليهما عقوبات مالية. واعلنت وزارة الخزانة في بيان تجميد اصول كتائب حزب الله وابو مهدي المهندس (عراقي الجنسية ونائب في البرلمان العراقي السابق) المستشار لدى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني لاعتبارهما يشكلان خطرا امنيا في العراق. واوضحت ان المهندس معروف بحوالي 19 اسما حركيا وقالت ان فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني قدم "دعما لكتائب حزب الله وجماعات مسلحة شيعية عراقية اخرى مسؤولة عن استهداف وقتل" عناصر في القوات الاميركية والاجنبية الاخرى وقوات الامن العراقية.
كما صنفت وزارة الخارجية الاميركية كتائب حزب الله بين "المنظمات الارهابية الاجنبية" لاعتبارها "ترتكب او تشكل خطرا كبيرا بارتكاب اعمال ارهابية". واشارت الى ان "المهندس وكتائب حزب الله نفذت ووجهت ودعمت او شكلت خطرا كبيرا بارتكاب اعمال عنف ضد قوات الائتلاف وقوات الامن العراقية". واضافت ان كتائب حزب الله ضالعة في تنفيذ هجمات بالقنابل والصواريخ على القوات الاميركية في العراق خلال السنوات الاخيرة واوضحت ان الكتائب تحصل على تمويل من فيلق القدس الايراني.
المصدر: موقع إيلاف الإلكتروني