أمير الكويت يلتقي أركان الدولة اللبنانية والأسد يبحث والحريري «التطورات الإيجابية»
الأربعاء 19 أيار 2010 - 6:52 ص 4158 0 محلية |
ازدحمت التحركات الخارجية في اتجاه لبنان أمس، وتحركات لبنان في اتجاه الخارج وسيستمر الأمر حتى الأسبوع المقبل، في إطار الاتصالات التي يجريها المسؤولون اللبنانيون تحت عنوان حماية لبنان من التهديدات الإسرائيلية والتشاور في التطورات في المنطقة.
وفيما بدأ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمس محادثات مع رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والبرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري خلال زيارة رسمية تستمر يومين، أجرى الرئيس السوري بشار الأسد محادثات مع الحريري خلال زيارة سريعة قام بها الأخير لدمشق بعد الظهر، قبل ان ينضم مجدداً مساء الى المحادثات مع الضيف الكويتي، بينما اجتمع مساعد المبعوث الأميركي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط فريدريك هوف مع وزير الخارجية علي الشامي، وبحثا الجهود الأميركية في إطار المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ثم اجتمع هوف ليلاً مع الرئيس الحريري.
وبينما يصل الى بيروت اليوم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العربي، ينتظر ان يواصل الحريري جولته العربية الإقليمية آخر الأسبوع لتشمل القاهرة وعمان وأنقرة قبل أن ينتقل الى واشنطن للقاء الرئيس باراك أوباما، على أن يصل الى بيروت وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في سياق تحرك فرنسي لتخفيف التوتر في المنطقة، فيما أعلن السفير الفرنسي في بيروت دوني بييتون امس بعد لقائه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «لا مؤشرات الى حرب في المنطقة».
وتوّج اليوم الأول لزيارة أمير الكويت لبنان وإثر جلسة محادثات مسائية في القصر الجمهوري حضرها الرؤساء الثلاثة، بعد خلوة بين سليمان والشيخ صباح، والوفد الكويتي المرافق بتوقيع الوزراء المختصين من الجانبين، اتفاقات تعاون بين لبنان والكويت تشمل التعاون الإعلامي والتعاون الاقتصادي والتجاري، إضافة الى توقيع البرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي والفني، ومذكرة تعاون بين البلدين في شأن متحف بيروت.
وأعقب المحادثات عشاء أقامه الرئيس سليمان على شرف الضيف الكويتي الذي لقي ترحيباً حاراً من المسؤولين اللبنانيين الرسميين والسياسيين.
ومن جهة ثانية، تميزت زيارة الحريري دمشق بتأكيد الجانب السوري على «التطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين لبنان وسورية «وأهمية البناء على ما تم تحقيقه خلال الفترة الماضية، بما يمكّن من تجاوز العقبات التي قد تحول دون التقدم المأمول في مسيرة العلاقات...».
وتناول الأسد والحريري على مدى أربع ساعات من المحادثات تخللها غداء أقامه الرئيس السوري لضيفه اللبناني، التطورات الإقليمية والدولية، فأطلع الحريري الأسد على الجولة التي سيقوم بها على عدد من الدول العربية والأجنبية، فيما أطلع الأسد رئيس الحكومة اللبنانية على نتائج زيارته لتركيا ونتائج زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف دمشق الأسبوع الماضي.
وجاءت زيارة الحريري غداة إعلان الرئيس السوري نفيه امام وفد من مؤتمر «العروبة والمستقبل» في دمشق وجود فتور في العلاقة مع الحريري وتأكيده «اننا سنساعد الرئيس الحريري والحكومة اللبنانية»، مؤكداً وقوف سورية الى جانب وحدة لبنان وعروبته. وأشار الى ان دمشق غير منزعجة من زيارة الحريري واشنطن وإلى ان البعض تضرر من العلاقة اللبنانية – السورية المتجددة.
وعلمت «الحياة» ان الأسد أبلغ الحريري في اتصال هاتفي جرى بينهما الأسبوع الماضي ارتياحه الى مواقفه من التطورات في المنطقة والتهديدات للبنان وسورية. وتميز استقبال الأسد للحريري أمس في قصر الشعب في دمشق بحرارة مميزة في زيارته الثانية بعد الزيارة الأولى التي قام بها في شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، والتي افتتحت عملية تطبيع العلاقات.
وفي وقت يستكمل الأمير صباح الأحمد الصباح محادثاته مع كبار المسؤولين اللبنانيين اليوم، قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في مؤتمر صحافي عشية وصوله الى بيروت انه سيقابل الرؤساء الثلاثة.
وأكد موسى أهمية «المصالح المتشابكة بين الدول العربية ودول الجوار»، وسأل: «هل يعقل ان هناك برنامجاً نووياً كبيراً ولا يوجد حوار عربي – إيراني فيه، وفيما هناك حوار من اميركا اللاتينية وآسيا وأوروبا ولا يوجد حوار عربي – إيراني».
وعلق على الاتفاق الإيراني – التركي – البرازيلي وتأثيره في المنطقة، قائلاً: «ما نرجوه ان نسير في طريق يحفظ الأمن الإقليمي في إطار إقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط».
المصدر: جريدة الحياة