البطريرك صفير: هناك من يخشى سيطرة بعض الطائفيين على الوضع إذا إلغيت الطائفية.. ولا نرى الآن من داعٍ لزيارة سوريا
الثلاثاء 2 شباط 2010 - 5:08 م 4346 0 محلية |
وصف البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الطائفية بـ"البغيضة"، معرباً عن أمله في أن "تستتب الامور"، ولفت البطريرك صفير إلى أنّ "الناس تعودت ان تتبع كل منها طائفتها"، مذكّرًا في هذا السياق بأنّ في لبنان ثماني عشرة طائفة، وقال: "هناك من يخشون ربما اذا كان ما يقوم به بعضهم في هذه الايام من إلغاء للطائفية، من ان تعود الطائفية برد فعل أقوى وتسيطر فيما بعد، وهذا ما يخشاه بعضهم".
البطريرك صفير، وفي حديث لإذاعة "صوت لبنان"، أوضح أنه "إذا أُلغيت الطائفية اليوم وعاد بعض الطائفييين فسيطروا على الوضع من ناحية واحدة.. وهذا ما يخشاه البعض".
وإذ تساءل عما إذا كان السلاح قد حلّ بعض المشاكل في لبنان وغيره، قال صفير: "لا ندري ما اذا كان هناك دول فيها جيش وأناس مسلحون غير الجيش".
ورداً على سؤال حول إمكان زيارته سوريا، أجاب البطريرك صفير: "عندما نتلقى دعوة نعطي الجواب"، لافتًا إلى أنه سبق وزار دمشق مراراً قبل ان يُعيّن بطريركاً، وأضاف: "لكننا لا نرى الآن من داعٍ لزيارة سوريا".
وعمّا اذا كان يخاف على لبنان رغم أجواء الاستقرار، قال: "كنا نأمل ان يكون الوضع في لبنان أحسن مما هو ولكن هناك معوقات وهذا معروف"، مشيرًا إلى أنّ "في لبنان أناسًا كثيرين من غير لبنان وهم طبعاً يتصرفون فيه ليس كتصرف اللبنانيين وهذا ربما يعرقل مسيرة لبنان".
صفير الذي لفت الى ان "هناك عوامل خارجية وداخلية تؤثّر على الوضع في لبنان"، شدّد على ان "الاستقرار في لبنان هو مطلب جميع الناس وربما قبل هذه الفترة كانت هناك أحداث تقلق اللبنانيين وقد حدثت اغتيالات كثيرة فاق عددها الـ 20 اغتيالاً وهذا كان مقلقاً، والآن يبدو ان الامور مًستتبة وانشاء الله تبقى مستتبة"، وأضاف: "لكن لا يمكننا ان نجزم انها مستقرة تمام الاستقرار ولا يمكننا ان نقول انها غير مستقرة، الا أن الوضع يرتبط بظروف وحاجات كل الذين يتعاطون مع لبنان من دول وجماعات".
وعمّا اذا كان يصار إلى تأسيس دولة ومؤسسات في لبنان، أجاب البطريرك صفير: "نعم الدولة اللبنانية هي الدولة اللبنانية والظروف التي كانت تضغط على لبنان سابقاً ربما خفّ ضغطها الآن، إنما تبقى هناك بعض العوامل التي تُثقل على الذين يريدون ان يرسّخوا الدولة على قواعد متينة".
وحول ما إذا كانت الحكومة برئاسة سعد الحريري قادرة على مواجهة التحديات رغم عدم التجانس بين مكوناتها، أعرب البطريرك صفير عن أمله في أن "تعي الحكومة دورها"، وقال: "إن الذين دخلوا الى الحكومة في الفترة الاخيرة يعرفون ما يجب ان يقوموا به لكي يستتب الامر وتستقر الامور".
إلى ذلك، رحّب البطريرك صفير بكل مصالحة تحصل في لبنان، لافتًا في الوقت عينه إلى أن "أحداً لا يمكنه ان يضمن استمرارها الى أمد بعيد لان الناس يتصرفون بحسب مصالحهم، واذا كانت هذه المصالح تعاكس بعضها البعض عندها يحصل خلاف".
وعمّا إذا كان يخشى على الوضع الامني خصوصًا بعد التهديدات الاسرائيلية، رأى صفير أنّ "الوضع الامني الآن أحسن مما كان قبلاً، ولكن ماذا سيحصل في المستقبل هذا علم الله".
وختم البطريرك الماروني حديثه قائلاً: "علينا أن نتغاضى عن أمور كثيرة ونرسخ عُرى الصداقة والمصالحة في ما بيننا، وأن نشعر أنّ علينا واجباً تجاه وطننا وان يكون وطن الامان، المحبة والسلام، والتعاون في ما بين أبنائه".
المصدر: موقع لبنان الأن