تقرير أمريكي: مقتدى الصدر بات أكثر خطراً من أي وقت مضى!!
الثلاثاء 5 كانون الثاني 2010 - 6:58 ص 4924 0 عربية |
بغداد- مازن صاحب:
قال تقرير أمريكي نشرته مجلة «جاينز» المتخصصة بالشؤون العسكرية أن من شأن عودة الصدر أن «تعيد تشكيل السياسات العراقية بشكل جوهري».
واعتبر كاتب التقرير ايلان بيرمان أن «موعد الاختبار الثاني قد حان»، في الانتخابات العامة مطلع 2010، التي ما ان يتم إجراؤها «حتى يظهر الصدر كلاعب أساسي، مدعوماً بدوره البارز في تحالف الأحزاب الشيعية الجديد والقوي، المعروف بالائتلاف الوطني العراقي، الذي التأم قبيل موعد الانتخابات».
واشار بيرمان الخبير في «المجلس الأمريكي للسياسة الخارجية» الى الدور الذي سيلعبه الصدر في المشهد السياسي العراقي ما يزال غير معروف، لكن «الواضح بالفعل، هو أن الصدر المنبثق سياسيا والمتطلع إلى لقب آية الله، بات أكثر خطراً من أي وقت مضى».
واعتبر التقرير إن «إعادة تجديد عمل الصدر السياسي تعود إلى مارس 2008، عندما شنت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي» هجوما عسكريا هدف إلى تعزيز السيطرة على جنوب البلاد الشيعي المضطرب،واجهت قواته في مدينة البصرة 40 ألف عنصر «قوي» في جيش المهدي، وألحقت بهم الهزيمة. ثم «استدار المالكي نحو العاصمة بغداد، مرسلاً قوة مؤلفة من 10 آلاف جندي، نجحت في تهدئة مدينة الصدر».
بحسب التقرير «تركت الحملة العسكرية جيش الصدر متهالكاً»، وقُدر عدد قتلاه، في منتصف العام 2008، بأكثر من ألفي عنصر، ما دفع المنظمة إلى «براثن أزمة ثقة جدية». وفي منتصف يونيو 2008، أصدر الصدر بياناً، «أعلن فيه أن مجموعته الراديكالية تخلت عن التمرد».
وقال الصدر، آنذاك، انه فيما ستستمر مجموعة صغيرة من المقاتلين في «مقاومة» التحالف، سيلتزم معظم مقاتلي جيش المهدي بإلقاء السلاح لصالح "قتال عام ضد الإيديولوجية العلمانية الغربية".
واشار التقرير الى عودة الصدر إلى "المدرسة" الدينية. وهو أمر لاحظته سلطات التحالف بقيادة واشنطن، حيث سجلت أسفاره من طهران (التي هرب إليها في أيار 2007) إلى مدينة قم الإيرانية.
موضحا انه "بعد فترة وجيزة من حل جيش المهدي قال الصدر انه باشر دراساته الدينية في حوزة علمية للدراسات الدينية العليا".
واكد التقرير في تحليله ان هذا التحرك كان "براغماتيا إلى حد كبير"، إذ سمح للصدر "الذين كان حتى ذلك الوقت، شخصاً غير ذات أهمية لجهة تعليمه الديني"، "بصقل دراساته الدينية، مطمئناً حلفاءه السياسيين في طهران، على الدوام، من أنه لم يُسحَق جراء هجوم المالكي".
فضلاً عن أن هذا "التحرك يضع الصدر، المدعوم بعدد هائل من الأتباع المحليين، في موقع المنافسة على خلافة آية الله علي السيستاني، العجوز الذي يشغل موقع أعلى سلطة دينية شيعية في العراق".
وتابع التقرير أنه "في أوائل 2009، عاد رجل الدين الراديكالي مجددا إلى المشهد السياسي في المنطقة، مدفوعاً برغبة الانتقام". فزار في شهرابريل الماضي، تركيا، للقاء رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان والرئيس عبد الله غول و"كان الاستقبال الحار الذي حظي به، بمثابة موافقة تركية غير خافية على عودته إلى السلطة"، حسب التقرير.
وبعد ذلك، زار الصدر سورية، حيث حصد نتائج مشابهة، وهو ما فسره التقرير بأنه "استمالات دبلوماسية، مرفقة بدعم إيراني مديد، تجعل من الصدر، بعيون معظم الدول المجاورة للعراق، لاعب سياسيا فعليا،وبالتزامن مع ذلك، "أعاد الصدر فرض نفسه، على أنه سياسي يحظى بشعبية واسعة، ورسم وأتباعه خطاً وطنياً، يحث فيه على طرد الولايات المتحدة والشركات الأجنبية من العراق، ويحدد خطة عمل وطنية، تهدف إلى ضمان انتخاب السياسيين المتعاطفين" معه.
وتابع التقرير الأمريكي أن "الأمر وصل بالصدر إلى محاولة التدخل في السياسة الخارجية، محاولاً الدخول على خط الوساطة في النزاع المتنامي بين السعودية والحوثيين في اليمن"، بمعنى آخر، "لقد عاد الصدر".
المصدر: جريدة الوطن الكويتية