"در شبيغل": الموساد اخترق كومبيوتر مسؤول سوري لشن هجوم الكُبر
الثلاثاء 3 تشرين الثاني 2009 - 7:27 ص 4949 0 دولية |
أوردت مجلة "در شبيغل" الألمانية ان جهاز الاستخبارات الاسرائيلي "الموساد" استطاع عام 2006 اختراق حاسوب مسؤول سوري في لندن وجمع معلومات عن موقع الكبر السوري الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية في 6 أيلول 2007.
وقالت إنها تحدثت مع سياسيين وخبراء، بينهم الرئيس السوري بشار الأسد وكبير خبراء الاستخبارات الإسرائيليين رونين برغمان ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي والخبير الأميركي الشهير ديفيد أولبرايت، وأفراد آخرين على اطلاع على الموضوع وافقوا على كشف ما لديهم من معلومات شرط عدم ذكر اسمائهم.
واستناداً إلى ما جمعته من معلومات، افادت المجلة ان موقع الكبر وُضع على لائحة "الموساد" منذ عام 2004 حين رصدت الاستخبارات الأميركية خط اتصالات بين العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ ومنطقة الكُبر.
وفي نهاية 2006، قررت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية طلب المساعدة من البريطانيين، وتوجه وفد استخباري من تل أبيب إلى لندن، بينما كان مسؤول حكومي سوري ينزل في فندق بضاحية كينسينغتون في المدينة. وهو كان يخضع لمراقبة "الموساد"، وقد ترك كومبيوتره المحمول في غرفة الفندق بعد خروجه. فاغتنم عملاء إسرائيليون الفرصة لتنزيل برنامج "حصان طروادة" الذي ينشر فيروساً في الكومبيوتر وينسخ المعلومات الموجودة عليه.
وكان في القرص الصلب للكومبيوتر خرائط هندسية ورسائل ومئات الصور التي تظهر موقع الكبر في المراحل المختلفة لبنائه بدءاً من عام 2002، وأخرى لداخله أظهرت أن هناك عملاً يجري على مواد انشطارية.
وتعرفت الاستخبارات الاسرائيلية على شخصين في الصور هما تشون تشيبو، أحد الأعضاء الرواد في البرنامج النووي الكوري الشمالي الذي يُعتقد انه المهندس الرئيسي لمفاعل يونغبيون، إبرهيم عثمان مدير اللجنة السورية للطاقة الذرية.
ورُفعت تلك المعلومات إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت الذي طلب مزيداً من المعلومات قبل التحرّك.
ونقلت المجلة عن المنشق الإيراني أمير فرشد إبرهيمي الذي فر إلى برلين عام 2009 وكان عضواً سابقاً في الحرس الثوري الإيراني، ان مساعد وزير الدفاع الايراني السابق علي رضا أصغري الذي اختفى في تركيا في شباط 2007، سلم معلومات إلى "الموساد" ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إي" تتعلق بموقع الكبر. ونقل عن أصغري أن طهران تعمل لبناء مفاعل سري ثان غير ناتانز، في إشارة ربما إلى المفاعل الذي كشفته أخيراً قرب قم.
واضافت "در شبيغل" أن أولمرت اتصل بعد القصف بنظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي كان وسيطاً في المفاوضات غير المباشرة مع سوريا وطلب منه إبلاغ الأسد أن إسرائيل لن تسمح ببناء مفاعل نووي ثان في سوريا.
وذكرت ان العلاقات بين دمشق وطهران ساءت كثيراً في الأسابيع الاخيرة، وان القيادة الإيرانية تطالب سوريا بإعادة شحنات الأورانيوم التي لم تعد تحتاج اليها بعدما دمر برنامجها النووي. ونسبت الى "مصادر في دمشق" ان الأسد يفكر في اتخاذ "خطوة سياسية حساسة".
المصدر: جريدة النهار