أوغلو يربط استئناف وساطة تركيا بتغيّر الوضع في غزة والأقصى والقدس
الأربعاء 14 تشرين الأول 2009 - 6:34 ص 4186 0 دولية |
اهتمت الصحف التركية بالتوتر المفاجئ في العلاقات التركية الاسرائيلية، وأفردت حيزاً مقبولاً له كتعليقات او كأخبار. مع ذلك بقي هذا التطور دون مستوى الاهتمام الآخر الذي لا يزال طاغياً على الاعلام التركي حول توقيع الاتفاقية التركية الارمنية في زيوريخ، والزيارة المهمة التي سيقوم بها الرئيس الارميني سرج سركيسيان الى تركيا اليوم لحضور مباراة في كرة القدم بين منتخبي البلدين، والتي ستقام مساء في مدينة بورصة التركية.
ومن حلب نقلت صحيفة «حرييت» عن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو قوله ان على اسرائيل ان تنهي حالاً مأساة غزة، كما أنّ عليها ان تحترم الحساسيات الدينية والثقافية لبعض المناطق مثل المسجد الاقصى والقدس الشرقية. وعندها فقط يمكن لتركيا ان تكون حاضرة للوساطة بين سوريا واسرائيل. وقال داود اوغلو انه «اذا احترمت هذه الحساسيات فإن احتمال السلام يصبح ممكناً».
وقالت الصحيفة إن الوزير التركي وجّه رسالة حادة ايضاً الى الاتحاد الاوروبي تمثلت بالاحتفال الضخم الذي افتتحت به الحدود التركية السورية وإلغاء تأشيرات الدخول لمواطني البلدين.
ونقلت الصحيفة عن داود اوغلو قوله إنه منذ العام 1996، ألغت تركيا الحدود الجمركية مع الاتحاد الاوروبي من جانب واحد، ورغم المترتبات التي تحملتها تركيا، لم تلغ اوروبا التأشيرات المفروضة لدخول المواطنين الاتراك، مشيراً إلى أنّ أنقرة ستواصل نهج الحدود من دون تأشيرات مع جيرانها الآخرين.
وفي حوار اجرته معه صحيفة «اقشام»، تحدث مساعد وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون بأسلوب يعكس رغبة في التهدئة مع تركيا. وقال ايالون انه لا يعرف حتى الآن اسباب عدم دعوة تركيا لإسرائيل للمشاركة في المناورات، وأمل الا يكون السبب هو الوضع في غزة كما يشاع.
وقال ان «قرار التأجيل لن يغير علاقات الصداقة بيننا وبين تركيا، فهذه العلاقات هي لمصلحة البلدين والشعبين الاستراتيجية، وهي علاقات قوية من اجل الاستقرار والامن في المنطقة، فإن لم تكن تركيا هي الأقوى في المنطقة فهي إحدى قواها، وهي الجسر بين الشرق الاوسط واوروبا وسوف نتابع علاقات الصداقة مع الحكومة والشعب التركيين».
وأمل مساعد وزير الخارجية الإسرائيلية ان تجري المناورات لاحقاً في ظروف افضل وان تكون مجرد تأجيل. واعتبر ايالون المناورات مهمة لكل من تركيا واسرائيل والولايات المتحدة لمكافحة العناصر الإرهابية المتكاثرة في المنطقة، والهدف الأساسي منها عدم السماح للعناصر المتطرفة بتخريب الاستقرار.
وأضاف ايالون ان «الشراكة الاستراتيجية مع تركيا ليست في خطر وبين الأصدقاء تحدث دائماً اختلافات في وجهات النظر. المهم الا تهدم هذه الاختلافات العلاقات. والآن الوضع ليس على هذا النحو». واتهم ايالون تنظيم القاعدة و«حزب الله» بأنهما يريدان ابقاء المنطقة في حالة حرب، لذا فإن استمرار العلاقات الاستراتيجية بين تركيا واسرائيل وبين الشعب التركي والشعب اليهودي يحمل اهمية كبرى. وامل المسؤول الاسرائيلي إيضاً ان تكون تركيا في صف الدول الساعية لوقف الخطر النووي الإيراني.
وفي متابعة لتداعيات التوتر التركي الإسرائيلي ابرزت الصحف التركية موقف وزارة الخارجية التركية التي دعت إسرائيل إلى التصرف وفقاً للعقل السليم ووصفته بالشديد اللهجة. وأبرزت كذلك ردود الفعل العالمية على منع تركيا اسرائيل المشاركة في المناورات الجوية فوق سماء الاناضول.
وفي تعليقات الصحف كتب ابراهيم قره غول في «يني شفق» ان هامش المناورة امام تركيا يتسع كلما حلّت احدى مشكلاتها وهذا ما ستظهره الاتفاقية بين انقرة ويريفان. وحول التوتر مع اسرائيل قال قره غول ان عهد تخويف تركيا بإسرائيل انتهى.
وقال الكاتب إن رياح العلاقات تجري بعكس ما يريد هؤلاء المروّجون للتخويف. ومع ان الموقف مما يجري من غزة هو سبب تأجيل المناورات فإن سبل العلاقات بين البلدين ان استمرت على هذا النحو سوف تتباعد أكثر وتفترق.
ويقول الكاتب إن المحور التركي ـ الاسرائيلي ـ الاميركي قد انهار بعد الغزو الاميركي للعراق وبدأت العلاقات بين تركيا واسرائيل تنهار والجميع تابع هذا التراجع. وقال قره غول انه كلما قويت تركيا اتسع مجال حركتها وتحررت من ضعفها وضاق في المقابل مجال التحرك الاسرائيلي وخسرت بنسبة كبيرة نفوذها الذي بنته عبر تركيا.
وأضاف ان التوازنات في المنطقة تتغير ويتشكل مركز جديد بقيادة تركيا. ومهما قيل حول هذا التحول فإنه يتشكل في غير مصلحة اسرائيل. لذا بدأت اسرائيل حملة تخويف ضد تركيا من قبيل تعكير علاقات تركيا مع حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي او القول ان اسرائيل ستبطل مبيعات السلاح الى تركيا، معتبراً أنّ أسهل شيء على تركيا أن تعثر على بديل لانتقال التكنولوجيا الإسرائيلية اليها.
وينهي الكاتب مقالته بالقول إن دعوة وزارة الخارجية التركية لاسرائيل بأن تتصرّف بعقل سليم ليس سوى شكل مهذب لعبارة: «إسرائيل اعرفي حدّك».
ومن حلب نقلت صحيفة «حرييت» عن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو قوله ان على اسرائيل ان تنهي حالاً مأساة غزة، كما أنّ عليها ان تحترم الحساسيات الدينية والثقافية لبعض المناطق مثل المسجد الاقصى والقدس الشرقية. وعندها فقط يمكن لتركيا ان تكون حاضرة للوساطة بين سوريا واسرائيل. وقال داود اوغلو انه «اذا احترمت هذه الحساسيات فإن احتمال السلام يصبح ممكناً».
وقالت الصحيفة إن الوزير التركي وجّه رسالة حادة ايضاً الى الاتحاد الاوروبي تمثلت بالاحتفال الضخم الذي افتتحت به الحدود التركية السورية وإلغاء تأشيرات الدخول لمواطني البلدين.
ونقلت الصحيفة عن داود اوغلو قوله إنه منذ العام 1996، ألغت تركيا الحدود الجمركية مع الاتحاد الاوروبي من جانب واحد، ورغم المترتبات التي تحملتها تركيا، لم تلغ اوروبا التأشيرات المفروضة لدخول المواطنين الاتراك، مشيراً إلى أنّ أنقرة ستواصل نهج الحدود من دون تأشيرات مع جيرانها الآخرين.
وفي حوار اجرته معه صحيفة «اقشام»، تحدث مساعد وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون بأسلوب يعكس رغبة في التهدئة مع تركيا. وقال ايالون انه لا يعرف حتى الآن اسباب عدم دعوة تركيا لإسرائيل للمشاركة في المناورات، وأمل الا يكون السبب هو الوضع في غزة كما يشاع.
وقال ان «قرار التأجيل لن يغير علاقات الصداقة بيننا وبين تركيا، فهذه العلاقات هي لمصلحة البلدين والشعبين الاستراتيجية، وهي علاقات قوية من اجل الاستقرار والامن في المنطقة، فإن لم تكن تركيا هي الأقوى في المنطقة فهي إحدى قواها، وهي الجسر بين الشرق الاوسط واوروبا وسوف نتابع علاقات الصداقة مع الحكومة والشعب التركيين».
وأمل مساعد وزير الخارجية الإسرائيلية ان تجري المناورات لاحقاً في ظروف افضل وان تكون مجرد تأجيل. واعتبر ايالون المناورات مهمة لكل من تركيا واسرائيل والولايات المتحدة لمكافحة العناصر الإرهابية المتكاثرة في المنطقة، والهدف الأساسي منها عدم السماح للعناصر المتطرفة بتخريب الاستقرار.
وأضاف ايالون ان «الشراكة الاستراتيجية مع تركيا ليست في خطر وبين الأصدقاء تحدث دائماً اختلافات في وجهات النظر. المهم الا تهدم هذه الاختلافات العلاقات. والآن الوضع ليس على هذا النحو». واتهم ايالون تنظيم القاعدة و«حزب الله» بأنهما يريدان ابقاء المنطقة في حالة حرب، لذا فإن استمرار العلاقات الاستراتيجية بين تركيا واسرائيل وبين الشعب التركي والشعب اليهودي يحمل اهمية كبرى. وامل المسؤول الاسرائيلي إيضاً ان تكون تركيا في صف الدول الساعية لوقف الخطر النووي الإيراني.
وفي متابعة لتداعيات التوتر التركي الإسرائيلي ابرزت الصحف التركية موقف وزارة الخارجية التركية التي دعت إسرائيل إلى التصرف وفقاً للعقل السليم ووصفته بالشديد اللهجة. وأبرزت كذلك ردود الفعل العالمية على منع تركيا اسرائيل المشاركة في المناورات الجوية فوق سماء الاناضول.
وفي تعليقات الصحف كتب ابراهيم قره غول في «يني شفق» ان هامش المناورة امام تركيا يتسع كلما حلّت احدى مشكلاتها وهذا ما ستظهره الاتفاقية بين انقرة ويريفان. وحول التوتر مع اسرائيل قال قره غول ان عهد تخويف تركيا بإسرائيل انتهى.
وقال الكاتب إن رياح العلاقات تجري بعكس ما يريد هؤلاء المروّجون للتخويف. ومع ان الموقف مما يجري من غزة هو سبب تأجيل المناورات فإن سبل العلاقات بين البلدين ان استمرت على هذا النحو سوف تتباعد أكثر وتفترق.
ويقول الكاتب إن المحور التركي ـ الاسرائيلي ـ الاميركي قد انهار بعد الغزو الاميركي للعراق وبدأت العلاقات بين تركيا واسرائيل تنهار والجميع تابع هذا التراجع. وقال قره غول انه كلما قويت تركيا اتسع مجال حركتها وتحررت من ضعفها وضاق في المقابل مجال التحرك الاسرائيلي وخسرت بنسبة كبيرة نفوذها الذي بنته عبر تركيا.
وأضاف ان التوازنات في المنطقة تتغير ويتشكل مركز جديد بقيادة تركيا. ومهما قيل حول هذا التحول فإنه يتشكل في غير مصلحة اسرائيل. لذا بدأت اسرائيل حملة تخويف ضد تركيا من قبيل تعكير علاقات تركيا مع حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي او القول ان اسرائيل ستبطل مبيعات السلاح الى تركيا، معتبراً أنّ أسهل شيء على تركيا أن تعثر على بديل لانتقال التكنولوجيا الإسرائيلية اليها.
وينهي الكاتب مقالته بالقول إن دعوة وزارة الخارجية التركية لاسرائيل بأن تتصرّف بعقل سليم ليس سوى شكل مهذب لعبارة: «إسرائيل اعرفي حدّك».
المصدر: جريدة السفير