أخبار لبنان..هل يقود تصعيد الهجمات بين إسرائيل وحزب الله إلى مواجهة شاملة؟..خفايا الاحتجاج السوري لدى لبنان على «الأبراج البريطانية»: اعتراض تذكيريّ مدجّج برسائل من الشمال إلى..الجنوب..نصرالله متأكد من هجوم إسرائيلي على لبنان وإيران تزيد شحنات الأسلحة الحديثة..قآني التقى الأمين العام لـ «حزب الله» في بيروت: قرار دخول الحرب يعود للحزب..بكركي تستضيف نقاشات حول «رؤية جديدة للبنان الغد» تمهّد لنظام لاطائفيّ..العسكريون «يفتحون» طريق مجلس الوزراء غداً..والمدنيون يتجرّعون «كأس الحرمان»..قمة فرنسا - قطر: لا حلول لبنانية..

تاريخ الإضافة الأربعاء 28 شباط 2024 - 5:24 ص    عدد الزيارات 664    التعليقات 0    القسم محلية

        


هل يقود تصعيد الهجمات بين إسرائيل وحزب الله إلى مواجهة شاملة؟...

رغم التهديدات الثنائية بتوسيع الجبهة وهشاشة الوضع الميداني، إلا أنه لا مصلحة للطرفين بعد نحو خمسة أشهر من الأعمال العدائية، في إشعال نزاع إقليمي

بيروت – فرانس برس.. اتخذت حرب الاستنزاف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منحى خطيراً هذا الأسبوع مع شنّ الأخير غارات في العمق اللبناني، ما يثير تساؤلات حيال إمكانية تحول تبادل إطلاق النار المستمر منذ أشهر إلى مواجهة أوسع. ورغم التهديدات الثنائية بتوسيع الجبهة وهشاشة الوضع الميداني، إلا أنه لا مصلحة للطرفين بعد نحو خمسة أشهر من الأعمال العدائية، في إشعال نزاع إقليمي، وفق محللين.

ماذا عن الوضع الميداني؟

غداة شنّ حركة حماس هجوماً مباغتاً على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فاجأ حلفاءها وخصومها، بدأ حزب الله استهداف مواقع إسرائيلية من جنوب لبنان. ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود. وباستثناء غارة طالت قيادياً من حركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، كانت الضربات الإسرائيلية قد اقتصرت منذ بدء التصعيد على مناطق حدودية أو في عمق الجنوب. لكنّها طالت الاثنين لأول مرة محيط مدينة بعلبك، معقل حزب الله الرئيسي في شرق البلاد، والتي تبعد نحو مئة كيلومتر من الحدود مع إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف منظومة دفاع جوي تابعة للحزب، رداً على إسقاط الأخير مسيرة إسرائيلية من نوع هيرمس 450. ويقول الخبير العسكري اللبناني هشام جابر لوكالة "فرانس برس": "صحيح أنّ الضربات الإسرائيلية توسّعت"، لكن حزب الله "لم يضرب عملياً بعد في عمق الداخل الاسرائيلي، حتى لو قصفت إسرائيل" أقصى البقاع. ورغم استهدافه بعشرات الصواريخ قاعدتين إسرائيليتين في شمال إسرائيل وهضبة الجولان "رداً" على استهداف بعلبك، إلا أن حزب الله "يفضّل استمرار حرب الاستنزاف القائمة مع إسرائيل، ويحرص على ألا يكون من يبدأ في فتح جبهة واسعة"، بحسب جابر. ويتبادل طرفا النزاع التهديدات بتوسيع نطاق الحرب. وحذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الشهر الحالي من أن حزبه قادر على استهداف جنوب اسرائيل بالصواريخ، مجدداً التأكيد على أنّ وقف إسرائيل حربها في قطاع غزة هو وحده ما يوقف إطلاق النار من جنوب لبنان. إلا أن إسرائيل نبّهت الأحد على لسان وزير الدفاع يوآف غالانت من أن العمليات ضد حزب الله لن تتوقف، حتى وإن تم التوصل لاتفاق في غزة. ويرى جابر وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني أنّ "حزب الله يتعامل حتى الآن وفق ميزان الصائغ"، وهو "لم يستخدم إلا 10% من ترسانته بما فيها الصواريخ الدقيقة وصواريخ أرض-بحر". في المقابل، تركز إسرائيل ضرباتها على "قادة من الدرجة الثالثة في الحزب ومسؤولين عن إطلاق الصواريخ" نحوها.

هل من مواجهة شاملة؟

رغم أن الاحتمال "مستبعد"، إلا أنه "ليس بإمكان أحد أن يجزم أنه ما من حرب واسعة" مقبلة، وفق جابر. ويعرب الأخير عن اعتقاده بأن حزب الله، كما داعمته الرئيسية طهران التي تمده بالمال والسلاح والعتاد، "لا يريدان حرباً واسعة" تشعل المنطقة. لكن من شأن أي ضربة غير محسوبة أن تخلط الأوراق. وفي لبنان، قتل عشرة مدنيين في يوم واحد جراء ضربات إسرائيلية منتصف الشهر الحالي. وفي إسرائيل، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن صاروخاً أطلقه حزب الله الاثنين على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل سقط قرب حافلة مدرسية. وفي مقال نشرته الصحيفة ذاتها الثلاثاء، يقول المحلل الإسرائيلي آفي يسخاروف: "إذا كان يبدو أن الطرفين لا يريدان حقاً حرباً شاملة، إلا أن تبادل إطلاق النيران" الاثنين "يظهر مدى هشاشة الوضع في الشمال وكيف يمكن أن يتطور بسهولة إلى تصعيد شامل". ويعرب المحلل العسكري في موقع والا الإسرائيلي أمير بهبط عن اعتقاده بأن "الواقع الأمني أبعد ما يكون عن تصعيد لا يمكن السيطرة عليه". ويضيف "الوضح تحت السيطرة من قبل المعسكرين اللذين يسيران على رؤوس أقدامهم رغم رائحة المتفجرات في الهواء".

ماذا عن الحلول الدبلوماسية؟

تسود خشية محلية ودولية من توسّع تبادل القصف عبر الحدود الى مواجهة واسعة بين حزب الله وإسرائيل اللذين خاضا حرباً مدمرة في صيف 2006. ويزور بيروت وتل أبيب منذ أسابيع مسؤولون غربيون يحضّون على ضبط النفس والدفع باتجاه إيجاد حلول دبلوماسية. وحملت فرنسا الشهر الماضي إلى البلدين مبادرة تنص، وفق مصدر دبلوماسي فرنسي، على التطبيق الكامل للقرار الدولي 1701 الذي أنهى حرباً مدمرة بين الطرفين صيف 2006، ويحظر أي انتشار مسلح في المنطقة الحدودية خارج إطار قوات الجيش اللبناني وقوة يونيفيل. وتتضمن المبادرة انسحاب مقاتلي حزب الله وحلفائه لمسافة تصل إلى 12 كيلومتراً عن الحدود، مقابل وقف الخروقات الجوية الإسرائيلية، إضافة إلى تشكيل لجنة رباعية (فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان) من أجل مراقبة وقف الأعمال العدائية. ويدرس المسؤولون في بيروت، وفق مصدر حكومي، هذه المبادرة، وإن كانوا يعلقون آمالاً أكبر على اقتراحات يعمل عليها موفودون أميركيون تتضمن خطة شاملة للمنطقة في حال وقف الحرب في غزة.

خفايا الاحتجاج السوري لدى لبنان على «الأبراج البريطانية»: اعتراض تذكيريّ مدجّج برسائل من الشمال إلى..الجنوب

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |......

من خلْف غبارِ المواجهاتِ التي تتدحرج على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية مُوَسِّعَةً «رقعة النار» على المقلبيْن بتماثُلٍ نسبيّ، وجدتْ بيروت، المنهمكةُ بحِراكٍ ديبلوماسي دائم في اتجاهها بهدف خفْض التصعيد جنوباً وتوفير أرضيةٍ لـ «اليوم التالي» لبنانياً بعد حرب غزة، نفسَها أمام ملفٍّ وكأنه «اندسّ» على الطاولة من خارج الأولويات المُلِحّة والطارئة وعنوانه أبراجُ المراقبة البريطانية على الحدود مع سورية التي أنشئت قبل أكثر من عشرة أعوام والتي قدّمت دمشق مذكّرة احتجاجٍ رسمية إلى الحكومة اللبنانية حولها بوصْفها «تهديداً للأمن القومي السوري». وقبل أن يجفّ حِبْرُ خَبَرِ تسلُّمِ بيروت المذكرة السورية عبر الخارجية اللبنانية (الأسبوع الماضي) التي قامت بإرسالها إلى رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع ومنها إلى قيادة الجيش وسط بدء إعداد ردّ تقني عليها، انهمرتْ القراءاتُ والتحليلاتُ في خفايا هذه الخطوة التي جاءتْ بمفعول رجعي عمره عشرة أعوام وأكثر منذ أن ساهمت بريطانيا في بناء 39 برجاً للمراقبة و37 قاعدة ومركز عمليات عسكرية متقدمة على شريط حدودي لبناني مع سورية يبدأ من معبر المصنع وحتى جرود القاع على طول خط يتجاوز الـ 100 كيلومتر. وزاوَج ردِّ فعلِ مُسْتَغْربي المذكّرة بين الشكل والمضمون، وبين التوقيت، على قاعدة:

- أنها أتت بمثابة «استفاقةٍ» على «مضبطةِ اتهامٍ» - يَصلح أن يُستعار بإزائها عنصر «مرور الزمن» (10 سنوات) في قوانين العقوبات - تمحورتْ حول أن معدات المراقبة والرصد التي تتضمّنها منظومات الأبراج «تسطع إلى مسافات عميقة داخل الأراضي السورية وتجمع المعلومات عن الداخل السوري» وأن «الناتج المعلوماتي من هذه المعدّات التجسسية، يصل إلى أيدي البريطانيين، وأن العدو الإسرائيلي يستفيد منه لاستهداف الأراضي السورية وتنفيذ ضربات في العمق السوري». - أنها تَزامَنَتْ مع الكشفِ عن أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون قدّم خلال زيارته الأخيرة لبيروت طرْحاً بتشييد أبراجٍ على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية ترصد بعمق خمسة كيلومترات على المقلبيْن، على أن يبدأ العمل في بقعة صغيرة، ثم يتوسع على كامل الحدود الجنوبية. وجاء الطرحُ البريطاني في ملاقاةِ مَساعٍ تعمل عليها واشنطن لإنجازِ ترتيباتٍ ذات طبيعة أمنية وتقنية توفّر «هبوطاً ناعماً» من الوضع المتفجّر جنوباً وتقطع الطريقَ على الصِدام الكبير ما أن ترسو حرب غزة على هدنةٍ ستكون منطلقاً لتفعيل الموفد آموس هوكشتاين مهمته الاحتوائية تتمةً للسقف الذي رسمتْه الولايات المتحدة لإسرائيل تحت عنوان تفادي الحرب الشاملة مع «حزب الله» وعدم حرق «خط الرجعة» في المواجهات. علماً أن هذا السقف تقاطعت إدارة الرئيس جو بايدن عليه مع طهران التي تقوم بـ «إدارة ذكية» لأذرع المحور الذي تقوده، تبعاً لمقتضياتِ «الشدّ والرخي» في ساحات نفوذها بما يمنع وضْعها في «فوهة» البركان الغزاوي ويُبْقيها المُحاوَر الأوّل في أي تسويات كبرى على قاعدة أنها «القابضة على أزرار التفجير» وتالياً على إطفائها. وفي هذا السياق، ربطت أوساطٌ متابعة الإطلالة السورية على الواقع اللبناني من على الأبراج البريطانية والتي صارت لبنانية «منذ أكثر من عشرة أعوام»، بالتوجُّس من طرْح كاميرون حيال الحدود الجنوبية والذي ذُكر أن لبنان لم يرحّب به ولا بطبيعة الحال «حزب الله» في ظلّ ارتيابٍ من محور الممانعة بأن مثل هذه الأبراج ستعمل «في اتجاه واحد» هو المقلب اللبناني وقد تشكّل بديلاً عن «منطقة آمنة» بحدود ما بين 7 الى 10 كيلومتراتٍ باعتبار أنها ستكون بمثابة «عيون وآذانٍ» لم يُتح أن تٌزوَّد بها قوة «اليونيفيل» رغم كل المحاولات التي بُذلت لتعديل تفويضها في مجلس الأمن. وبهذا المعنى يصبح الاحتجاج السوري على الأبراج أقرب إلى «ربْط نزاع» مبكّر مع المقترح البريطاني، على قاعدة أن «أبراج الشمال» لم يتم التطبيع مع وجودها بعد وهي في «دائرة الشبهة» - رغم أن طبيعتها تتّصل برصد حركة المجموعات الإرهابية وعمليات التهريب منذ انفجار الأحداث في سورية – فكيف بـ «أبراج الجنوب» التي قد تتحوّل «أدراجاً» إضافية لتفوُّق إسرائيل في أي مرحلةٍ تلي حرب غزة ولم تتضح بعد معالمها لبنانياً، وإن كان عنوانها المعلن تنفيذ القرار 1701 وجعل منطقة جنوب الليطاني خالية من السلاح والمسلّحين. ولكن مع تدقيقٍ إضافي ربْطاً بما نُشر (صحيفة «الأخبار») عن أنه «يجري التداول بأفكار لإنشاء أبراج جديدة تعزّز السيطرة على المنطقة الممتدّة من شمال المصنع إلى جنوبه، وصولاً إلى جبل الشيخ على غرار الأبراج الكثيفة المشيّدة من البحر حتى عرسال، بالتزامن مع الاقتراح البريطاني للحدود الجنوبية»، تصبح مقاربة المذكّرة السورية ذات أبعاد إضافية تتصل بـ «أصل» النقزة التي سبق لـ «حزب الله» أن أبْداها قبل نحو 3 أعوام خصوصاً بإزاء استخدام هذه الأبراج و«أخواتٍ» لها يُعمل عليها للتأثير على خطوط الإمداد العسكري للحزب عبر سورية والتي تمثل الشريان الأساسي لاستمراريته وصموده في زمن الحروب عبر إعادة التسلح وتحديث الأسلحة لتحاكي التطور للمحافظة على توازن الردع. وحينها تحدّثت مصادر في محور الممانعة عبر «الراي» عن «أن لسورية الحق بالمطالبة بالتقارير التي تُبث عبر الأبراج البريطانية لأنها مطلة على الأراضي السورية ولا يحقّ لأي دولة الاطلاع على هذه التقارير»، معتبرة ربطاً بمطالبات حينها بضبط كامل للحدود مع سورية عبر تعزيز حضور الجيش اللبناني عليها أن «هدف بريطانيا هو تغطية نقاط الحدود لمحاصرة حزب الله وتدويل الأبراج وفرْض الحصار على الحركة العسكرية للحزب تحت عنوان التهريب والمطالبة بدخول الجيش اللبناني كواجهةٍ للهدف الرئيسي خلف المطالبة الصُوَرية». ولفتت إلى أن «هذه الأبراج تجمع معلومات استخباراتية ضد حزب الله والجيش السوري وخصوصاً بعد نضوج مشروع بناء أبراج إضافية تشرف على حمص والمناطق المحيطة بها وستُستخدم استخباراتياً وسيكون لها دور معادٍ في أي معركة مستقبلية بين إسرائيل ولبنان، ومن الممكن جداً أن تؤمّن الغطاء لانزالات إسرائيلية لوحدات خاصة بعد التأكد من سلامة الدخول والخروج عبر استخدام المعلومات الإلكترونية التي توفّرها الأبراج وتكشف مناطق شاسعة حدودية تُعتبر حساسة ومن الممكن أن تضم صواريخ دقيقة لحزب الله»...

نصرالله متأكد من هجوم إسرائيلي على لبنان وإيران تزيد شحنات الأسلحة الحديثة

• قآني التقى الأمين العام لـ «حزب الله» في بيروت: قرار دخول الحرب يعود للحزب

• الحزب يخطط لاستهداف منشآت الغاز والمرافئ الإسرائيلية إذا وقعت المعركة

الجريدة.. طهران - فرزاد قاسمي...مع استمرار التوتر على ضفتي الحدود الجنوبية للبنان، بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»، وتهديد تل أبيب المتواصل بشن عملية عسكرية واسعة داخل لبنان، كشف مصدر في «فيلق القدس»، المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، أن طهران سلّمت للحزب أخيراً شحنات من الأسلحة الحديثة، بينها أحدث إنتاجاتها من الصواريخ المحمولة على الكتف المضادة للطائرات والمدرعات وغواصات مسيّرة وغيرها. وقال المصدر المقرب من قائد «فيلق القدس» إسماعيل قآني لـ «الجريدة»، إنه خلال اللقاء الأخير الذي حصل بين قآني والأمين العام للحزب حسن نصرالله في بيروت قبل نحو عشرة أيام، جدد قآني تأكيده أن قرار دخول الحزب في حرب ضد إسرائيل أو عدم دخولها يعود إلى قيادته وحدها، وأن طهران ستدعم الحزب بكل ما لديها من قدرات أياً كان قراره. وأضاف أن نصرالله واثق بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيسعى لإشعال فتيل حرب شاملة ضد الحزب بمجرد أن ينتهي من غزة أو حتى بالتوازي مع اجتياح رفح، ولهذا فإن الحزب يحتاج إلى أسلحة نوعية تمكنه من توجيه ضربات موجعة اقتصادياً ومدنياً لمواجهة أي هجوم إسرائيلي على المرافئ الاقتصادية أو المدنية في لبنان، حيث سيسعى الحزب في هذه الحالة إلى استهداف المنشآت الإسرائيلية على البحر المتوسط بما في ذلك منشآت استخراج الغاز والمرافئ والسفن الحربية الإسرائيلية، كما أنه يخطط لمحاولة استهداف المطارات العسكرية الإسرائيلية وأنظمة المراقبة والاتصال للطائرات، وذلك استدعى أن تكثف طهران إرسال الأسلحة التي يحتاجها «حزب الله». وأوضح أن تصنيع الصواريخ المحمولة على الكتف المضادة للطائرات والمدرعات تم عبر الهندسة العكسية لصواريخ «ستينغر» و«جافلين» الأميركية التي تسلمتها طهران من روسيا، حيث تمكنت القوات الروسية من وضع يدها عليها في أوكرانيا. وذكر أن إحدى الهجمات الإسرائيلية على مدينة أصفهان الإيرانية استهدفت منشأة كانت تعمل على إنتاج هذه الصواريخ، لكن طهران تمكنت من إنتاجها في نهاية المطاف، وتم اختبار هذه الأسلحة بنجاح. وأشار المصدر إلى أن الإيرانيين و«حزب الله» سلّموا للقوات الروسية كميات من الصواريخ البالستية المتوسطة المدى والمسيّرات ليسمحوا بتمرير هذه الأسلحة إلى لبنان عبر سورية، مضيفاً أن الإيرانيين أرسلوا أيضاً إلى لبنان غواصات مسيّرة بينها انتحارية وتجسسية وأخرى لنقل المعدات، وقد تم اختبارها في اليمن.

قآني زار بيروت وبحث مع نصرالله احتمالات الحرب الاسرائيلية على لبنان

الجريدة..طهران - فرزاد قاسمي.. كشف مصدر مطلع في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني لـ «الجريدة»، أن قائد الفيلق الجنرال إسماعيل قآني زار بيروت قبل نحو 10 أيام، والتقى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله. وقال المصدر أن قآني بحث مع حسن نصرالله احتمالات شن إسرائيل هجوماً واسعاً على لبنان، بعد انتهاء حرب غزة ـو بالتزامن مع اجتياح الجيش الإسرائيلي المفترض لمدينة رفح.

مصادر: «حزب الله» سيوقف إطلاق النار إذا وافقت «حماس» على هدنة في غزة

بيروت: «الشرق الأوسط».. قال مصدران مقربان من جماعة «حزب الله» اللبنانية الموالية لإيران لوكالة «رويترز» للأنباء، اليوم (الثلاثاء)، إن الجماعة ستوقف إطلاق النار على إسرائيل إذا وافقت حليفتها حركة «حماس» الفلسطينية على اقتراح لهدنة مع إسرائيل في غزة وما لم تواصل القوات الإسرائيلية قصف لبنان. وأدت هدنة مؤقتة بين «حماس» وإسرائيل لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) إلى السماح بتبادل إطلاق سراح رهائن وسجناء وتوقف الاشتباكات عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وتدرس «حماس» حاليا اقتراحا جديدا وافقت عليه إسرائيل خلال محادثات مع وسطاء في باريس الأسبوع الماضي من أجل التوصل إلى اتفاق يقضي بتعليق القتال لمدة 40 يوما، وهو ما سيكون أول وقف ممتد للحرب المستمرة منذ خمسة أشهر. وقال أحد المصدرين المقربين من «حزب الله»، «في اللحظة التي تعلن فيها حماس موافقتها على الهدنة، وفي اللحظة التي يتم فيها إعلان الهدنة، فإن حزب الله سيلتزم بالهدنة وسيوقف عملياته في الجنوب فورا كما حدث في المرة السابقة». لكن المصدرين قالا إنه إذا واصلت إسرائيل قصف لبنان فإن «حزب الله» لن يتردد في مواصلة القتال. ولم يرد المكتب الإعلامي في «حزب الله» حتى الآن على طلب للتعليق. ويصر «حزب الله»، الذي يتمتع بنفوذ كبير في لبنان، على أنه لن يناقش أي ترتيبات في جنوب لبنان لحين الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار في غزة. وقال المصدران لـ«رويترز» إن هذا الموقف لم يتغير. وقال المصدر الأول إن الحزب سبق أن قال إنه لن يتسنى إجراء محادثات معه إلا بعد وقف إطلاق النار في غزة، وهو متمسك بهذا الموقف.

الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافاً لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال الجيش الإسرائيلي، مساء أمس (الثلاثاء)، إن مقاتلاته قصفت مجمعات عسكرية وبنية تحتية لـ«حزب الله» في عدة مناطق بجنوب لبنان. وأضاف في بيان أن الغارات شملت أهدافاً في الطيبة وبيت ليف وصديقين وخربة سلم. كان الجيش الإسرائيلي قال إنه رصد إطلاق 20 صاروخاً من لبنان على شمال إسرائيل، وإنه اعترض بعضها. وأضاف أن منطقة وحدة المراقبة الجوية في ميرون، تعرضت لقصف بصاروخ مضاد للدبابات أطلق من لبنان، دون حدوث أضرار.

إسرائيل و«حزب الله» يتبادلان أعنف الهجمات... و«يونيفيل» قلقة

الشرق الاوسط..بيروت: يوسف دياب.. أعلن وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، موريس سليم، عدم جاهزية الجنود اللبنانيين للقتال، مشيراً إلى أن «الراتب المتدني الذي يتقاضاه الجندي يجعله غير متفرّغ للدور القتالي، خصوصاً أن أغلب العسكريين يعملون خلال إجازاتهم لتوفير قوت أبنائهم». وقال سليم لـ«الشرق الأوسط»: «أبلغنا كل المسؤولين الدوليين الذين التقيناهم أننا بحاجة ماسة إلى تجهيز العسكريين المقاتلين، كما أننا بحاجة إلى إنشاء وحدات قتالية جديدة إذا استدعى الأمر رفع عديد الجيش في الجنوب». ودعا سليم الدول الصديقة إلى «تقديم الدعم الكافي الذي يؤهّل الجيش بالعديد والعتاد، حتى يتمكن من تنفيذ المهام المطلوبة منه». وأثار تأجيل مؤتمر دعم الجيش اللبناني، الذي كان مقرراً عقده في العاصمة الفرنسية باريس في 27 فبراير (شباط) الحالي، استياء الأوساط اللبنانية. وقال وزير الدفاع إن «القرار 1701 نصّ على نشر 15 ألف جندي لبناني على الحدود الجنوبية، لكنّ الجيش لم يستطع توفير العدد الكافي، لذلك نحن بحاجة لدعم الدول الصديقة المهتمة بالاستقرار في المنطقة، وبالتزام جميع الأطراف القرارات الدولية». ويأتي تأجيل المؤتمر في ظل «تحوّل مقلق في تبادل إطلاق النار» بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، حسبما أعلنت قوات «يونيفيل». وأعلن الحزب عن استهداف قاعدة «ميرون» الإسرائيلية للمراقبة الجوية بدفعة صاروخية كبيرة رداً على هجمات بعلبك، كما أعلن استهداف مقر قيادة الفرقة 146 في جعتون بعشرات صواريخ «الكاتيوشا (...) رداً على الاعتداءات الإسرائيلية» على القرى والمناطق الجنوبية. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنّ طائراته أغارت على موقع عسكري وبنى تحتية تابعة للحزب في مناطق عدة في جنوب لبنان.

أمريكا تحذر من تصاعد التوترات بين إسرائيل و«حزب الله»

واشنطن: «الشرق الأوسط».. قالت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى مزيداً من التوتر بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وأضافت أن إسرائيل أكدت لواشنطن أنها تريد حلاً دبلوماسياً للقضية. وحسب «رويترز»، قال «حزب الله» إنه أطلق وابلاً من الصواريخ على قاعدة مراقبة جوية إسرائيلية في وقت سابق اليوم رداً على أعمق هجوم للجيش الإسرائيلي حتى الآن على الأراضي اللبنانية، ولم ترد تقارير بعد عن سقوط ضحايا جراء الهجوم الصاروخي.

بكركي تستضيف نقاشات حول «رؤية جديدة للبنان الغد» تمهّد لنظام لاطائفيّ

«وثيقة مدنية لا علمانية» قدّمها «لقاء الهوية والسيادة» ويسلمها للفاتيكان

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا.. يعرض «لقاء الهوية والسيادة» الخميس في مقر البطريركية المارونية في بكركي «رؤية جديدة للبنان الغد»، تتضمن آلية دستورية لتطبيق اتفاق الطائف والخروج تدريجياً من مفاعيل النظام الطائفي، وهي «وثيقة مدنية لا علمانية»، حصلت على تأييد البطريرك الماروني بشارة الراعي، وترحيب من قوى سياسية مختلفة، وذلك في مسعى جديد لإخراج لبنان تدريجياً من أزماته السياسية والاقتصادية. الرؤية التي قدّمها «لقاء الهوية والسيادة»، وهو ملتقى وطني لبناني مستقل، تقوم على أن لبنان «دولة مدنية لامركزية حيادية»، يستعرضها في بكركي الخميس بمشاركة ممثلين عن الأحزاب والقوى السياسية التي أكد قسم كبير منها حضوره في بكركي لمناقشة بنودها. ويجري اللقاء بالتزامن مع تسليم وثيقة رئيس هيئة الحكماء في «اللقاء» الدكتور محمد السمّاك نسخة من الرؤية إلى الفاتيكان، الخميس أيضاً. وتنطلق الرؤية الجديدة من روحية اتفاق الطائف، كما يقول رئيس اللقاء الوزير الأسبق يوسف سلامة لـ«الشرق الأوسط»، شارحاً: «إننا لاحظنا أن القوة التعطيلية في البلاد تضاعفت في الفترة الأخيرة بعد الانسحاب السوري من لبنان عام 2005، ذلك أن الدستور لا يلزم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بمهل»، وعليه كانت المبادرة لتقديم اقتراحات تفضي إلى «إلغاء الطائفية السياسية وإنشاء مجلس شيوخ وتعديل بالدوائر الانتخابية، لنصل إلى مستوى تمثيل يكرس قيمة لبنان بالتنوع الذي علينا أن نحميه».

مجلس شيوخ ودوائر انتخابية

وتُقسم الدوائر الانتخابية، حسب الرؤية، على عدد الأقضية التاريخية التي يعرفها لبنان، وهي 25 قضاء، إضافة إلى العاصمة بيروت، وذلك «لتحقيق توازن بالتمثيل السياسي بين الأقضية بمعزل عن الكتلة الناخبة»، وتقوم على «مساواة في أعداد ممثلي الأقضية لتشكيل مجلس نواب من 60 نائباً» يتم توزيعهم على الطوائف (28 مسلماً، و28 مسيحياً، و4 دروز) ضمن سياسة حماية التوازن الطائفي. ويقول سلامة: «نسعى من ذلك لتحفيز روح المواطنة، وتعزيز تأثير الأقليات، ودفع الأكثرية إلى خطاب لاطائفي، وبذلك نعمل على حماية التوازن والتأسيس للفكر الوطني، وهي أمور تؤكد على مفاهيم اتفاق الطائف».

إلغاء مذهبية الرئاسات

ومن أبرز المقترحات التي تتضمنها الوثيقة، تحديد دعوة رئيس الجمهورية للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة ضمن مهلة محددة، كذلك تحديد مهلة تشكيل حكومة، ويتم تقديم التشكيلة الحكومية لمجلس الشيوخ ومجلس النواب لحيازة موافقتهما، ما يجبر رئيس الجمهورية على توقيعها. أما انتخاب الرئيس فيتم من الشعب، ويجب أن يكون المرشح عضواً بمجلس الشيوخ، ويحوز ترشيحه على موافقة 16 عضواً من أصل 60 عضواً في مجلس الشيوخ. ويرى سلامة: «إننا نعمل على أن يرتقي الخطاب السياسي إلى خطاب وطني»، مضيفاً: «إذا حصلت التعديلات في القانون اللبناني، فإن لبنان سيتمكن من الخروج من الطائفية السياسية خلال عقدين من الزمن»، وذلك عبر «إلغاء مذهبية الرئاسات الثلاث (رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان)، بمعنى أن تحصل مداورة عليها، وتحرير مؤسسات الدولة من سطوة الطوائف الكبيرة». ويؤكد سلامة أن البطريرك الراعي تبنى هذه الوثيقة، واعتبرها «خلاصاً للبنان»، لافتاً إلى «رضا عنها من قبل معظم الكتل النيابية، واعتبروها أنها تعبر عن أفكارهم».

حياد وإغلاق الثغرات في تطبيق «الطائف»

مضى نحو 34 عاماً على إقرار وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، لكن الاتفاق لم يطبق بالكامل حتى الآن، حيث لم تطبق اللامركزية، ولا تزال المذاهب الدينية بالأعراف تقبض على جانب واسع من النفوذ، وتعمل لحماية مواقعها. ويشير مسؤول العلاقات الدولية في «لقاء الهوية والسيادة»، النائب السابق باسم الشاب، إلى أن «كل شيء بحاجة لتطوير»، مشدداً على أن الحياد «ضرورة بالنسبة للبنان الذي لا يمكن له أن يكون في حالة حرب مستمرة»، ويسأل: «هل الحروب المتواصلة وعدم تطبيق القرارات الدولية بالكامل ناتجة عن عدم تطبيق (الطائف) فقط؟»، ويضيف: «بالتأكيد لا، ولكننا في الوقت نفسه نعمل في الوثيقة على تطبيق اتفاق الطائف وإغلاق الثغرات فيه». ولا ينفي الشاب، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الوضع الديموغرافي في لبنان يثير حساسيات، «لكن هذا الوضع مستقر، بالنظر إلى أن كل الطوائف الكبرى حريصة على لبنان الكبير». ومن هذه النقطة، يؤكد أن «هناك التقاءً كبيراً بين الطوائف يمكن العمل عليه، ولكن يحتاج إلى عدة جديدة»، لافتاً إلى أن «الأحزاب السياسية أثبتت أنها أقوى من المجتمع المدني وتمتلك قوة تأثير، لذلك تم التواصل معهم». ويصف الوثيقة بأنها «متوازنة». ويتطرق الشاب إلى العلاقة مع العالم العربي، محذراً من أن التغيير بصيغة لبنان يؤدي إلى تغيير بالعلاقة مع العرب. ويقول: «صيغة لبنان هي سبب أساس لانتشار ونجاح اللبناني في الدول العربية والعالم»، مشدداً على ضرورة «الحفاظ على العلاقة المميزة مع دول مجلس التعاون الخليجي». ومن هذا المنطلق، يؤكد الشاب رفض «الفيدرالية» التي يجري الترويج لها، بالنظر إلى أنها «ستقضي على المسيحيين بالعالم العربي، مثلما أدى قيام إسرائيل إلى إنهاء الوجود اليهودي بالعالم العربي».

عروبة لبنان

ولا يتعارض الطرح الجديد مع الدعوات للحياد، كون لبنان «عانى من التدخلات الخارجية التي أدت إلى حرب أهلية في وقت سابق»، كما لا يتعارض مع الدعوات لبناء علاقات متينة مع العالم العربي، كون لبنان «هو الشقيق الأصغر للعرب»، كما يقول عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات العربية في اللقاء، عامر البحصلي، مشيراً إلى أنه «كي تكون الوثيقة جامعة، فإنها الأساس أن لبنان عربي يتفاعل مع العالم العربي». ويؤكد البحصلي لـ«الشرق الأوسط» أن الوثيقة «هي مدخل لتطوير مهم»، مضيفاً: «المطلوب محلياً من الجميع تجميد الغرائز المذهبية للوصول إلى بلد أفضل»، مشيراً إلى أن الدول العربية تطالب لبنان بإنشاء دولة، والتعامل معها كدولة وليس كطائفة، وأن يتوقف لبنان عن تصدير المشكلات إلى الأشقاء العرب. ويعرب البحصلي عن أمله بأن «تعطينا المعادلات الدولية فرصة لتصحيح العلاقات». ووجّه اللقاء دعوات للأحزاب والقوى السياسية كافة للمشاركة بهذا الاجتماع في بكركي، الخميس، «لمناقشة الوثيقة» بشكل مفتوح مع النواب. ويؤكد البحصلي أنه «بالنسبة لنا، لا حسابات انتخابية، بل حسابات وطنية، وهناك جلسات أخرى ستُعقد لاستكمال النقاشات»، معلناً أنه «إذا كان الوضع الإقليمي بعد حرب غزة مواتياً لصالح لبنان، فإنه سيكون هناك شيء جاهز قريباً».

حزب الله يقصف رئيس الأركان الإسرائيلي والأخير يتوعد

العسكريون «يفتحون» طريق مجلس الوزراء غداً.. والمدنيون يتجرّعون «كأس الحرمان»

اللواء..سجَّل التحدي العسكري والأمني في الجنوب طوال ساعات النهار والمساء بين اسرائيل وحزب الله تطورات نوعية، تجاوزت بعض الخطوط الحمر، لكنها لم تقترب بعد من حافة الانهيار الواسع على كل الجبهات، فيما اذا اقدمت «دولة الاحتلال» على قصف بيروت، او تحميل حزب الله ثمناً باهظاً، بتعبير رئيس الاركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي الذي باغتته صواريخ المقاومة في احدى قواعد الجيش الاسرائيلي الذي كان يتفقدها في المنطقة الشمالية (الجليل الغربي) ويتحدث الى جنوده حول احتمالات الموقف في الشمال او عند الحدود مع لبنان. وقصفت المقاومة الاسلامية بعشرات صواريخ الكاتيوشا مقر الفرقة 146 في منطقة جعتون في الشمال. وتوعد رئيس الاركان الاسرائيلي خلال جولة تفقدية لجنوده المنتشرين عند الحدود مع لبنان ان حزب الله سيدفع ثمناً باهظاً جداً. وظهر في المواجهات المستجدة بروز معادلة مقابل البيسارية في قضاء صيدا - الزهراني قصفت المقاومة الاسلامية مستعمرة جعتون الواقعة في عمق عشرة كيلومترات من الحدود اللبنانية - الفلسطينية، على قاعدة «توسِّعون القصف، نوسِّع الردّ». وجددت الخارجية الاميركية التأكيد ان «واشنطن لا تريد من الطرفين على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية اي تصعيد». وذكرت الخارجية الاميركية ان «اسرائيل ابلغتنا انها لا تريد التصعيد مع لبنان، وانها تريد حلّ النزاع دبلوماسياً».

العسكر يفتح الطريق

وعلى الجبهة الحكومية، يعقد مجلس الوزراء بهيئة تصريف الاعمال جلسة عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في السراي الكبير للبحث بمشروع القانون المتعلق بمعالجة اوضاع المصارف في لبنان واعادة تنظيمها من زاوية اطلاع الوزراء عليها. ويأتي في حسم الموعد بعدما تمكن المفاوض الحكومي من اقناع العسكريين المتقاعدين بفتح الطريق الى مجلس الوزراء، فصدر عن «رابطة قدماء القوى المسلحة» اعلان الموافقة على الصيغة المقترحة من قبل الحكومة اللبنانية، من دون ان ننسى الاشارة الى وقوفها الى جانب موظفي الادارة العامة في لبنان. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه في حين تلقى الوزراء اول من امس مشروع جدول أعمال من دون تحديد الموعد، بدت لافتة خطوة الأمين العام لمجلس الوزراء في إرسال جدول أعمال مجلس الوزراء اليوم الأربعاء ببند وحيد يتصل بمشروع إعادة هيكلة المصارف الذي لم يبحث سابقا بفعل عدم رفض الوزراء له، ورأت أن الرئيس ميقاتي يريد إنهاء هذا الملف وليس معلوما ما إذا كان سيناريو الجلسة السابقة يتكرر لجهة عدم اكتمال النصاب أو أن الرئيس ميقاتي تلقى وعودا بحضور الوزراء وهذا يتظهر اليوم. وأفادت أن هناك توجها لدى ميقاتي بإحالة المشروع إلى مجلس النواب بعد مناقشته وإبداء الملاحظات بشأنه.، وهذا أمر حذرت وتحذر منه جهات معارضة المشروع، ومن هنا وجود رغبة في الاستعجال لمناقشة الموضوع في المجلس وإحالته إلى البرلمان. وجاء في بيان «قدماء القوات المسلحة» انه بنتيجة العديد من جلسات التفاوض ما بين اللجنة الحكومية المكلفة إعداد الدراسة ومندوبون عن قيادة الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ورابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية والتي سادتها عدة اختلافات في وجهات النظر بين المتفاوضين لجهة العطاءات التي يستحقها المتقاعدون لتأمين استمرارية مواجهة الأوضاع المالية التي يعانيها كل منهم، لكن كافة النقاشات كانت محكومة بالسقف المالي المحدد للمعاشات التقاعدية وللرواتب والأجور والذي كان من الصعب تخطية نتيجة وضع المالية العامة اللبنانية، حيث توصلت اللجنة إلى صيغة الإقتراح المدرج في جدول أعمال الجلسة المنوي عقدها لإقرار بند التعويض المؤقت. وفي ما يأتي جدول بالزيادات والتقديمات التي سيتم نقاشها واقرارها في جلسة مجلس الوزراء:

اولاً: بالنسبة للعسكريين:

أ- في الخدمة الفعلية: يصبح اساس الراتب:

- ضابط عام: 690$

- ضابط قائد: 479$

- ضابط عون: 385$

- رتيب: 277$

- فرد: 257$

ب- العسكريون المتقاعدون:

- ضابط: ثلاث معاشات

- رتيب او افراد: اربع معاشات بحد ادنى 8 مليون ليرة.

ثانياً: بالنسبة للاداريين:

- راتبان + بةدل نقل يومي 450 الف ليرة.

- بدل سعر صفائح بنزين شهرية: 20 صفيحة للفئة الاولى، 18 صفيحة للفئة الثانية، 16 صفيحة للفئة الثالثة، 14 صفيحة للفئة الرابعة، 12 صفيحة للفئة الخامسة.

ثالثاً: بالنسبة للمعلمين:

- راتبان + بدل نقل يومي 450 الف ليرة.

- حوافز 300$ شهرياً.

رابعاً: بالنسبة للمتقاعدين المدنيين:

- ثلاثة معاشات فقط (وقد تنخفض الى معاشين) دون حد ادني للزيادة (8 مليون) كما للعسكريين.

وازاء الارقام غير العادلة التي ستعطى للموظفين والمتقاعدين من مدنيين وعسكريين، تداعى المجلس التنسيقي لمتقاعدي القطاع العام الى النزول الى الشارع بدءاً من الثالثة بعد ظهر اليوم للدفاع عن حق المتقاعدين بحياة كريمة.

مبادرة الإعتدال والموعد مع الوفاء

وفي اطار الحركة الجارية لشرح المبادرة الرئاسية وحشد التأييد لها، زار وفد من تكتل الاعتدال الوطني نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، واستمع الشيخ الخطيب من الوفد الى تفاصيل المبادرة التي طرحها التكتل لانتخاب رئيس للجمهورية. واوضح النائب احمد الخير الذي تحدث باسم الوفد الذي ضم اليه من النواب: وليد البعريني، واحمد رستم، والنائب السابق هادي حبيش، ان المبادرة ترتكز على نقطتين: الاولى تأمين مساحة مشتركة ما بين اللبنانيين من خلال لقائهم تحت قبة البرلمان، والنقطة الثانية هي فتح المجلس مما يؤدي الى ذهاب كل النواب لممارسة واجبهم الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية. ولم يحدد حزب الله بعد موعداً للاجتماع مع تكتل الاعتدال الوطني، ولم يستبعد مصدر نيابي ان يتجدد التواصل بين كتلة الاعتدال ورئيس الكتلة النائب محمد رعد الاسبوع المقبل. وبعد لقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، قال النائب وليد البعريني: الرئيس بري لن يخل بوعده لنا ولم نتحرك الا بعد ان عرضنا الفكرة امامه التي عرضها بدوره على اللجنة الخماسية. ووصف الراعي المبادرة «بالحلوة» وهنأ تكتل الاعتدال عليها.

«اليونيفيل» لحل دبلوماسي

وحول التصعيد في الجنوب، قال رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو اننا «شهدنا خلال الأيام الماضية تحولاً مقلقاً في تبادل إطلاق النار». وأضاف: «أودى هذا النزاع بحياة عدد كبير جداً من الأشخاص وألحق أضراراً جسيمة بالمنازل والبنية التحتية العامة. كما عرّض سبل العيش للخطر وغيّر حياة عشرات الآلاف من المدنيين على جانبي الخط الأزرق. ومع ذلك، فإننا نشهد الآن توسعاً وتكثيفاً للضربات». تابع «في الأيام الأخيرة، واصلنا عملنا النشط مع الأطراف لتخفيف التوترات ومنع سوء الفهم الخطير، ولكن الأحداث الأخيرة لديها القدرة على تعريض الحلّ السياسي لهذا النزاع للخطر». وختم الجنرال لاثارو: «إننا نحثّ جميع الأطراف المعنيّة على وقف الأعمال العدائية لمنع المزيد من التصعيد وترك المجال لحلّ سياسي ودبلوماسي يمكن أن يعيد الاستقرار ويضمن سلامة الناس في هذه المنطقة». على الارض، قصف حزب الله مرتين امس قاعدة «ميرون الجوية» على جبل الجرمق. ورد الجيش الاسرائيلي باستهداف ما اسماه موقعاً عسكريا وبنية تحتية تابعة لـ«حزب الله» ردا على قصف قاعدة ميرون». ايضا طال القصف المدفعي الإسرائيلي أمس، محيط بلدة يارون ومحيط منطقة تلة الحمامص، وسقطت قذيفة قرب المدخل الغربي لبلدة الوزاني. وقبل ظهر أمس، شنت إسرائيل غارتين على بلدتي جبشيت والبيسارية للمرة الأولى. كما استهدفت غارتان إسرائيليتان بلدة المنصوري في قضاء صور.  في المقابل، استهدف «حزب الله» ‏موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة ‏مباشرة. واستهدف حزب الله «التجهيزات التجسسية في موقع ‏الرمثا بالأسلحة المناسبة». واستهدف «جنودا اسرائيليين على تلة الطيحات بالأسلحة المناسبة». اما بعد ظهر أمس، فشن الطيران الحربي 3 غارات على أطراف عيتا الشعب لجهة تلة الراهب. واستهدف قصف إسرائيلي وادي السلوقي. وتعرض فان لنقل الخبز لرشقات رشاشة من مستعمرة مسكاف عام أثناء مروره على طريق العديسة كفركلا.

تحذير أممي من "التحوّل المقلق"... وواشنطن لا تريد توسيعاً للتوتر

"الحزب" يُعمّق ضرباته داخل إسرائيل وتل أبيب: سيدفع الثمن باهظاً

نداء الوطن..غداة توسيع إسرائيل رقعة المواجهات مع «حزب الله» بالإغارة على ضواحي بعلبك، وسّع «الحزب» هذه الرقعة داخل الدولة العبرية بـ»استهداف مقرّ قيادةِ الفرقة 146 في جعتون للمرة الأولى»، كما قال، وذلك على بعد نحو 16 كيلومتراً من الحدود اللبنانية. وأدّى هذا التدهور الى إطلاق قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان «اليونيفيل» تحذيراً من «تحوّل مقلق» في تبادل إطلاق النار. وقالت في بيان أصدرته: «في الأيام الأخيرة، واصلنا عملنا النشط مع الأطراف لتخفيف التوترات ومنع سوء الفهم الخطير، ولكن الأحداث الأخيرة لديها القدرة على تعريض الحلّ السياسي لهذا النزاع للخطر». بدورها، أعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانّا فرونتسكا عن قلقها «إزاء التوسّع التدريجي في تبادل إطلاق النار». وحضّت أطراف النزاع على «الوقف الفوري لدوامة العنف الخطرة».

فهل تلقى هذه الحذيرات الدولية آذاناً صاغية؟

من ناحية «حزب الله»، اعتبر «أنّ المقاومةَ أَكملت قصاصَها اليوم، وبعدَ «نفح» في الجولانِ بالأمس رداً على قصفِ بعلبك، استهدفت مقرّ قيادةِ الفرقة 146، وكانت قاعدةُ ميرون تحتَ صلياتٍ متعددةٍ للمقاومين»، كما ذكرت قناة «المنار» مساء أمس. في المقابل، شنّ الطيران الإسرائيلي قبيل منتصف الليل أكثر من 15 غارة على قرى جنوبية، وتوقعت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن يأتي الردّ على صواريخ «حزب الله» الأخيرة في عمق إسرائيل، خلال الساعات المقبلة، ولا سيما بيروت. وعلقت «القناة 13» على الرشقات الأخيرة لـ»حزب الله» بالقول: «صواريخ «حزب الله» وصلت قبل قليل الى نهاريا وحيفا. هذا تطور خطير سيحاسب عليه «حزب الله» في العمق اللبناني. إنه لا يأخذ تصريحات وزير الدفاع يوآف غالانت بضرب بيروت على محمل الجد، وبيروت أصبحت تحت النيران». وسط هذا التراشق في البيانات، سألت «وكالة فرانس برس»: «هل يقود تصعيد الهجمات بين إسرائيل و»حزب الله» الى مواجهة شاملة؟»، وقالت إنّ حرب الاستنزاف بين «الحزب» والجيش الإسرائيلي اتخذت منحى خطيراً هذا الأسبوع مع شنّ الأخير غارات في العمق اللبناني، ما يثير تساؤلات عن إمكانية تحوّل تبادل إطلاق النار المستمر منذ أشهر الى مواجهة أوسع». وخلصت الى القول: «رغم التهديدات الثنائية بتوسيع الجبهة وهشاشة الوضع الميداني، إلا أنه لا مصلحة للطرفين بعد نحو خمسة أشهر من الأعمال العدائية، في إشعال نزاع إقليمي». بدورها قالت الخارجية الأميركية: «لا نريد تصعيد التوتر شمال اسرائيل وتركيزنا على وقف نار موقت في غزة». بالعودة الى التطورات الميدانية، فقد استهدفت الغارات الإسرائيلية أمس مناطق عدة في جنوب لبنان، وطالت إحدى الغارات أطراف بلدة البيسارية في قضاء صيدا، الواقعة على بعد 35 كيلومتراً عن أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل. وترافقت هذه الغارات مع تهديدات إسرائيلية أطلقها مجدداً وزير الدفاع يوآف غالانت، فقال إنّ إسرائيل حدّدت أنّ إيران و»حزب الله» و»حماس» تهدف إلى «الاستفادة من شهر رمضان المبارك وتحويله إلى المرحلة الثانية من 7 أكتوبر، وإشعال الأرض». كذلك حذّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي خلال تقييم في مقر الفرقة 146، من أنّ «حزب الله» سيدفع «ثمناً باهظاً جداً» لهجماته المستمرة على شمال إسرائيل. وذكر هاليفي إنّ الجيش الإسرائيلي «يتخذ الخطوات الصحيحة لتمكين حوالى 80 ألف نازح من المجتمعات الحدودية مع لبنان من العودة إلى ديارهم. ونتيجة لأعمال الجيش لم يعد «حزب الله» قريباً من السياج».

«تصعيد مضبوط» في «كباش اللحظات الأخيرة» قبل الهدنة: المقاومة تطارد رئيس أركان العدو

الأخبار ... يتواصل التصعيد المتبادل على جبهة جنوب لبنان في ارتقاء فرضته ديناميات المعركة وتطوراتها الأخيرة. إلا أنه لا يزال مضبوطاً على طرفَي الجبهة، وإن كان تجاوز بعض السقوف التي كانت سائدة حتى الآن. في هذا الإطار، واصل حزب الله الرد على اعتداءات جيش العدو عبر استهداف قواعد عسكرية واستراتيجية (قاعدة ميرون الجوية)، بهدف جبي أثمان في أكثر من مستوى تكتيكي وعملياتي، ولمنع العدو من فرض معادلاته على الساحة اللبنانية من البوابة الجنوبية. لذلك، تأتي ردود حزب الله هادفة في أكثر من اتجاه، من بينها تبديد أي تقديرات خاطئة لدى قيادة العدو. ومن الواضح أن ارتقاء ردود المقاومة يهدف أيضاً إلى كبح جماح العدو عن التمادي منعاً للتدحرج نحو مواجهة شاملة. ونتيجة ذلك، أنه لا يزال يلتزم بقواعد اشتباك، وإن كانت متحركة، إلا أنها بقيت مضبوطة بسقف «الردع العملياتي» المتبادل. ولعل من أهم النتائج التي تترتب على هذا المسار التصاعدي، أنه يُقوض الصورة التي يحاول قادة العدو ترميمها بالتهديدات والمواقف التهويلية.التصعيد المتزايد يمكن وصفه بـ«كباش اللحظات الأخيرة» التي تسبق تقرير مصير الهدنة المرتقبة في غزة، وما إذا كانت ستمتد مفاعيلها إلى الحدود مع لبنان، أم سيتم فصل الجبهات كما يواصل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت التهديد. وفي هذا الإطار، حملت عمليات المقاومة في الساعات الأربع والعشرين الماضية أكثر من رسالة، من حيث طبيعة الاستهداف والمدى، ومن ضمنها، استهداف قاعدة الفرقة 146، خلال وجود رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي الذي جال على امتداد الحدود الشمالية، وأجرى تقديراً للموقف مع قائد المنطقة الشمالية وقائد الفرقة 146 وآخرين، كما التقى أفراد وحدات الاستعداد والحراسة المحلية في بلدة شتولا المحاذية للحدود. ومن هناك، قال هليفي: «لقد قرّر حزب الله مساء السابع من أكتوبر الماضي الانضمام (إلى المواجهة)، ما يعني وجوب جعله يدفع الثمن غالياً جداً بالمقابل»، في تكرار روتيني للتصريحات الإسرائيلية المرتفعة النبرة ضد حزب الله. لكنّ المشهد العام للتهديدات الإسرائيلية والواقع الميداني، لخّصته هيئة البث الإسرائيلية في خبر قالت فيه إن «حزب الله أطلق الصواريخ اليوم (الثلاثاء) على مقر قيادة الفرقة 146 في الجليل الغربي التي زارها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي». وفي السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان، تعليقاً على القصف الصاروخي من لبنان إن «حكومة الحرب خسرت جبهة الشمال». فيما علّق رئيس المجلس الإقليمي لمنطقة مروم في الجليل، على التطورات بالقول: «لا نشعر بأن تصعيد حزب الله يتم ردعه». وبخلاف تهديدات غالانت وهليفي، أشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إلى أن وقفاً طويلاً لإطلاق النار يتم التوصل إليه في غزة سيؤدي إلى وقف إطلاق النار على الحدود مع لبنان. ورأت أن «هذا افتراض معقول يستند إلى سلوك حزب الله أثناء وقف إطلاق النار السابق الذي انضم إليه كجزء من الربط الذي خلقه بين الحرب في غزة ولبنان».

استهداف قواعد عسكرية واستراتيجية لتبديد أي تقديرات خاطئة لدى قيادة العدو

ميدانياً، شهد يوم أمس سلسلة عمليات نوعية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، استهدفت فيها المقاومة مواقع العدو وتجهيزاته التجسّسية، وردّت على اعتداءاته على المدنيين، خصوصاً في البقاع. ورداً على ‏العدوان الصهيوني على محيط مدينة بعلبك، ‌‎استهدف حزب الله قاعدة ميرون للمراقبة الجوية في جبل ‏الجرمق بدفعة صاروخية كبيرة من عدّة راجمات. وأعاد الحزب استهداف قاعدة ميرون للتحكم والسيطرة والمراقبة الجوية للمرة الثانية بدفعة من صواريخ ضد الدروع، ما أدى إلى إصابة قسم من تجهيزاتها ومعداتها الفنية والتجسسية وتدميرها بالكامل. ‏وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن 40 صاروخاً أُطلقت من لبنان تجاه قاعدة ميرون الجوية. وأقرّ المتحدث باسم جيش الاحتلال بأن صواريخ مضادة للدروع أصابت القاعدة وألحقت فيها أضراراً. ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والمناطق الجنوبية، ‌‎استهدف حزب الله أيضاً ‌‏مقر قيادة الفرقة 146 في جعتون بعشرات صواريخ الكاتيوشا وحقّق فيها إصابات مباشرة. كما استهدف موقع رويسات العلم والتجهيزات التجسسية في موقع ‏الرمثا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة، إضافة إلى ‏‏تجمع لجنود العدو الإسرائيلي على تلة الطيحات، و‏موقع المرج بالأسلحة الصاروخية.

قمة فرنسا - قطر: لا حلول لبنانية

الاخبار..تقرير هيام القصيفي .. التعاطي اللبناني مع زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لباريس أضفى عليها طابعاً لبنانياً بحتاً، إن لجهة إيجاد قواعد حلول لأزمة لبنان أو لمساعدة الجيش اللبناني. فيما الزيارة التي تبني عليها باريس آمالاً اقتصادية أولاً وآخراً، تتم في إطار إقليمي مرتبط بالدرجة الأولى بما يجري في غزة، وبالدور الذي تلعبه الدوحة في المفاوضات الجارية، وبذاك الذي تسعى باريس إلى تكريسه محورياً لتقدم المفاوضات والتوصل إلى هدنة. علماً أن جانباً مالياً مهماً يطغى دائماً على أي حركة دولية لقطر في مثل هذه الملفات الساخنة، فضلاً عن الاستثمارات القطرية والاتفاقات الثنائية الاقتصادية والعسكرية التي يجري تنشيطها أو توقيعها بين الدوحة وباريس، وهو ما تعوّل عليه الأخيرة أساساً في زيارة الدولة الأولى للأمير القطري، والتي تتعامل معها إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون على أنها حدث سياسي واقتصادي ومالي من طراز رفيع.من هنا، فإن الإضاءة لبنانياً على الزيارة، كحدث متقدّم على طريق حل الأزمة اللبنانية، تحمل كثيراً من المبالغات المحلية وسط مجموعة من المؤشرات. فمن دون إغفال تقدم حرب غزة على كل الأولويات في الشرق الأوسط، يشكّل لبنان تتمة منطقية لنقاش حرب غزة والهدنة المقترحة، وما إذا كانت ستشمله أم لا، ولا سيما لجهة الدور المحوري الذي تلعبه قطر بين إيران وحماس وإسرائيل، ما يجعلها في طبيعة الحال متقدّمة على الدور الفرنسي في مثل هذا الملف. أما باريس فتتصرف مع الورقة التي صاغتها من أجل حل مستدام جنوبياً وكأنها قامت بما عليها، وتنتظر رداً سيكون محسوباً على لبنان الرسمي، وإن كانت تدرك أنه غير قادر على الالتزام بأي خطوة مطلوبة من دون موافقة حزب الله. وهي، هنا، تضع لبنان أمام تحدّي تلازم المسار بين لبنان الرسمي وحزب الله في تبنّي موقف واحد تجاه المقترحات، سلباً أو إيجاباً. أما رئاسياً، فلبنان هو واحد من ملفات المنطقة المتعددة، ولم يحن بعد أوان فتحه جدياً. ومع ذلك فإن اللجنة الخماسية، التي تضم قطر وفرنسا، لا تزال حية ولو من دون تصوّر واضح. لكن لا يمكن التعامل مع الزيارة رئاسياً من دون العودة أشهراً إلى الوراء، حين تقدمت قطر في المشهد اللبناني. فباريس لم تنظر إلى الدور القطري في لبنان بارتياح في الدرجة الأولى، وكانت ترى في قطر المحفظة المالية التي تموّل الاقتراحات والتسويات التي تسعى فرنسا إلى تسويقها رئاسياً وسياسياً عبر مشاريع اصطدمت بالحائط. ولم تتصرف باريس مع الدوحة عندما بدأت تحركها رئاسياً في لبنان إلا على أساس أن هناك من انتزع منها هذا الدور وأعطاه لقطر، تعبيراً عن فشل مبادرة ماكرون قبل أن ترسو فرنسا على تكليف الموفد جان إيف لودريان. لكن بقدر ما أعطي لقطر من دور في التحرك الرئاسي عبر موفديها الذين لم يتوقفوا عن زيارة لبنان سراً وعلانية، رُسم لها - كما لباريس قبلها - إطار محدد لم يتم تخطيه. وكلاهما يعرفان أن اللجنة الخماسية تشكل غطاء لهما. لكنّ السقف المرفوع لا يزال حتى الساعة أميركياً. والأميركيون لم يقولوا كلمتهم بعد في الملف الرئاسي. من هنا، فإن أي اجتماع، ولو على مستوى الصف الأول لرئيس فرنسا وأمير قطر، لن يكون له انعكاس مباشر على أي ملف يتعلق بتحقيق أي خرق رئاسي. فلا السعودية أعطت الضوء الأخضر، ولا الولايات المتحدة المنشغلة بانتخاباتها وبحرب غزة وبأوكرانيا وروسيا، منصرفة حتى الساعة إلى جهود نهائية تتعلق بإبرام تسوية تتعلق بلبنان.

تصوير القمة كحدث متقدّم على طريق حل الأزمة اللبنانية يحمل كثيراً من المبالغات

في موازاة ذلك، يتطور الكلام إلى موضوع الجيش. منذ الصفقة الفرنسية - السعودية، والمال الذي يُدفع إلى الجيش غير فرنسي، ولو عبر صفقة سلاح فرنسية دُفنت لاحقاً. والمشاريع التي تتعهّد بها باريس للجيش عبر مؤتمرات سبق عقدها هي بأموال غير فرنسية. تحوّلت قطر، بعد السعودية، إلى مموّل للجيش، بتغطية أميركية، بالتزامن مع الانهيار المالي والاقتصادي الذي ضرب لبنان ومؤسساته الأمنية. وكانت حاجة الولايات المتحدة إلى استقرار لبنان تمر حكماً عبر عمود فقري هو الجيش الذي ترعاه، فكانت تسوية دفع رواتب لعناصره، والتي تولّت قطر لأشهر تقديمها. في موازاة ذلك، اعتُبر أي تحرك لقائد الجيش العماد جوزف عون نحو قطر تحركاً رئاسياً، على قاعدة الخيار الثالث. وفي الإطار نفسه، نُظر إلى لقاء باريس كـ«ترفيع» رئاسي لقائد الجيش، وهذا أمر لا يمكن الاعتداد به مبكراً. علماً أنه لم يعد سراً أن باريس تسرّعت في الدعوة إلى المؤتمر، قبل أن تجهضه واشنطن، إذ لا يمكن دعمه على مستوى عال قبل اتضاح مهماته جنوبياً. وقد نُظر إلى الاقتراح الفرنسي على أنه واحد من الأفكار التي تستعجل إدارة ماكرون في تسويقها وإضافتها إلى روزنامة عمل متتالية على الصعيدين الإقليمي والدولي، إذ تكاد باريس هذه الأيام تطرح نفسها محرّكاً لمفاوضات وأفكار للنقاش من أوكرانيا إلى غزة إلى لبنان. لكن ما يؤمل منه للجيش لن يكون سوى تتمة لمسار سابق، لا أكثر. من هنا، وبقدر ما تحتفل باريس بزيارة أمير قطر، يمكن للبنان ألا يتوقّع أي انعكاس إيجابي سريع، فالطريق للوصول إلى حلول نهائية لا تزال طويلة.



السابق

أخبار وتقارير..«اليونيفيل» تحذر من «تحول مقلق» في إطلاق النار على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية..«حزب الله» يستهدف قاعدة إسرائيلية بالصواريخ رداً على هجوم بعلبك..واشنطن: ردعنا إيران وميليشياتها..وأجبرناها على التخلص من يورانيوم "القنبلة النووية"..إسرائيل تقتل 4 في الضفة وتخشى تدهوراً يصعب وقفه في رمضان..29878 شهيداً جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة..القوات الجوية المصرية تسقط 10 أطنان من المساعدات في شمال غزة..زيلينسكي يصل السعودية لبحث الوساطة من أجل تبادل أسرى حرب..ماكرون: إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا أمر لا يمكن «استبعاده»..بحر البلطيق يتحول «بحيرة الناتو»..الكرملين يحذر من صراع مع «الأطلسي» إذا أرسل قوات لأوكرانيا..السويد في «الناتو»..طي صفحة حياد عسكري استمر 200 عام..هل يوجِّه الأميركيون العرب الضربة الأولى لبايدن في ميشيغان؟..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..«حماس» تدرس مقترح هدنة 40 يوماً..ما تفاصيله؟..بايدن يفاجئ الجميع بتوقُّع «هدنة رمضانية» في غزة..الأمم المتحدة: ربع سكان غزة.. على بعد خطوة واحدة من المجاعة..بايدن يتحدّث عن هدنة في رمضان.. قطر «تأمل»..ونتنياهو «تفاجأ».. دموع رجل فقد 103 من أقاربه في حرب غزة..«من سيناديني يا أبي»؟..حريق ضخم في فلسطين يُشاهد من الأردن..

مرتزقة الحرب الليبية.. وقود المعارك وعبء الانتصارات والهزائم..

 الثلاثاء 10 كانون الأول 2024 - 4:36 ص

مرتزقة الحرب الليبية.. وقود المعارك وعبء الانتصارات والهزائم.. بين «فاغنر» و«صادات» وأجهزة دولية … تتمة »

عدد الزيارات: 178,886,835

عدد الزوار: 8,644,012

المتواجدون الآن: 86