ما هدف ثنائي حزب الله – امل من الاستثمار في طموح الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة...

تاريخ الإضافة الأربعاء 21 تشرين الأول 2020 - 6:28 ص    عدد الزيارات 1978    التعليقات 0

        

ما هدف ثنائي حزب الله – امل من الاستثمار في طموح الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة...

بقلم مدير المركز الللبناني للابحاث والاستشارات... حسان القطب...

من المفترض ان نواكب اليوم تطورات الاستشارات النيابية ومسألة متابعة عملية التكليف، مع ما سوف يعلنه رئيس الجمهورية ميشال عون في كلمته اليوم الاربعاء ظهراً...

ولكن لا بد لنا قبل متابعة تطورات اليوم التي ننتظر الاستماع اليها ومتابعة تداعياتها...من القاء الضوء على هذا الانسجام الجديد والمستجد بين ثنائي امل – حزب الله وسعد الحريري... إذ منذ سنوات وثنائي امل – حزب الله يتهم الحريري وفريقه بالفساد وبالمسؤولية عن تفاقم الدين العام وسوء الادارة والعجز عن مواجهة الاستحقاقات السياسية واتخاذ قرارات تخرج لبنان من ازمته هذا الى جانب اتهامه بانه المسؤول عن وصول لبنان الى ما هو عليه من ازمات مختلفة... لماذا تغير الحال اذاً....؟؟؟..

اذا عدنا قليلاً الى الوراء، نستذكر ان سعد الحريري قال انه غير مرشح لرئاسة اي حكومة جديدة..؟؟؟

في 25/8/2020....موقع الجزيرة.... أعلن الرئيس الأسبق للحكومة اللبنانية سعد الحريري أنه "غير مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة"، متمنيا من الجميع سحب "اسمي من التداول في هذا الصدد". وشدد على أن "المدخل الوحيد احترام رئيس الجمهورية للدستور، ودعوته فورا لاستشارات نيابية ملزمة عملا بالمادة 53 من الدستور، والإقلاع نهائيا عن بدعة التأليف قبل التكليف"...

في 8/10/2020.......موقع المدن... وفي لقاءٍ اعلامي...رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري يطرح نفسه "منقذا" للبنان من خلال ترؤس حكومة "مهمة" تطبق الإصلاحات لإنقاذ البلاد التي وصلت إلى قعر الهاوية.

هذا الانقلاب في الموقف والممارسة تطرح اسئلة كثيرة....

اولها لماذا عاد الحريري عن قراره بعدم طرح اسمه كمرشح لقيادة حكومة جديدة..؟؟

ثانياً... البداية كانت بمخالفته، لما سبق ان اعلنه من ضرورة الاحتكام الى الاستشارات النيابية والاقلاع عن بدعة التأليف قبل التكليف..؟؟ لان ما قام به الحريري بعد اعلانه الاعلامي من زيارة للرئيسين عون وبري... ومن ثم ارساله وفد شبه عائلي يفتقد الحضور السياسي الوازن الذي يمثل الطائفة السنية ومرجعياتها للتفاوض مع الكتل النيابية حيث ضم في عداده موظفين لديه للتفاوض مع سياسيين..مع الاحترام لوجود النائب سمير الجسر...في الوقت الذي يمر به لبنان بادق مرحلة واصعب فترة ... الى جانب القلق الذي يسود الطائفة السنية من استهداف مواقعها وحضورها ودورها في السلطة السياسية وعلى الساحة اللبنانية... .هذا التصرف معناه كما انه يعتبر على انه تكليف وتاليف قبل الاستشارات الملزمة للتكليف، وتأليف قبل استشارة الكتل النيابية في مرحلة ما بعد التكليف..؟؟؟ كما يدل على عدم ادراك لخطورة المرحلة ودقة القرارات التي يجب اتخاذها... كما ان بعض المرجعيات السياسية التي استقبلت الوفد اشارت الى استيائها وانزعاحها من هبوط مستوى التواصل وحتى من مضمون النقاش والحوار..؟؟

اعضاء وفد الحريري للحوار...؟؟؟ (التقى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، في المقر العام للحزب في معراب، وفد “كتلة المستقبل” الذي يضم النواب: بهية الحريري، سمير الجسر وهادي حبيش، مستشارة الرئيس سعد الحريري للشؤون الإقتصاديّة هازار كركلا، مستشارة النائب بهية الحريري روبينا أبو زينب والسيد ابراهيم الجوهري، في حضور النائبين شوقي الدكاش وزياد الحواط، الوزير السابق ملحم الرياشي ورئيس جهاز الإعلام والتواصل في الحزب شارل جبور.).... وعقب اللقاء الذي دام قرابة الساعة والنصف، أكّدت النائب الحريري أن “طرح الوفد هو نفسه في بنشعي وبرج الحمود والآن في معراب الذي هو موضوع مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والإصلاحات التي نتجت عنها”، مشيرةً إلى ان “جواب جعجع كان واضحاً فهو لا يزال مؤيداً للمبادرة والإصلاحات وحركتنا تأتي تحت هذا العنوان فقط”.....!!! ورداً على سؤال عن تصريح النائب جبران باسيل الذي نعى المبادرة التي يقومون بها، قالت: “غداً سنجتمع به ولا مشكلة”...!! طبعا جبران باسيل تغيب ولم يلتق بالوفد بل انتدب النائب ابراهيم كنعان ليمثله..؟؟؟

واذا عدنا قليلا الى الوراء عند اعلان الرئيس بري للاتفاق الاطار .. مع الكيان الغاصب (اسرائيل)..بوساطة اميركية، والاشارة الى انتقال التفاوض من الكواليس غير المعلنة الى مرحلة رسمية جديدة... ندرك حاجة ثنائي امل – حزب الله للاستثمار في حراك الحريري، وطموحه غير المحدود في العودة الى السراي الحكومي بأي ثمن ومهما كانت الشروط لتحقيق التالي:

  • الاتفاق الاطار الذي اعلن عنه بري، لم نعلم ولم يعلن ما هو مضمونه، اللبنانيون لم يعرفوا ما تم رسمه داخل هذا الاطار طوال عشر سنوات من التفاوض غير المعلن بين بري والوسيط الاميركي مع الاحتلال الاسرائيلي...ولزوم انهاء لوحة التفاوض وتثبيتها داخل الاطار يتطلب توقيعاً وازناً يمثل الطائفة السنية من خلال موقع رئاسة الوزراء الى جانب توقيع رئيس الجمهورية وهو المعني الاول بتوقيع الاتفاقات الخارجية... وتوقيع اي شخصية سنية لا تحظى بحضور وازن داخل مجلس النواب للتصويت عليه عقب توقيعه سيجعل من الاتفاق عرضة للانتقاد واعتباره لا يحظى باجماع وطني لبنان وخاصة من الطائفة السنية... لذلك توافقت رغبة سعد الحريري في الوصول الى السراي الحكومي مع طموح ثنائي أمل – حزب الله في ضم مكون آخر الى حفل التوقيع على الاتفاق بعد اجراء المفاوضات التقنية لان المفاوضات الحقيقية انتهت بعد سنوات من التفاوض السري كما يقول البعض في كواليس السياسة...فهل وافق الحريري على ان يكون صاحب التوقيع على اتفاق ترسيم الحدود مع الكيان الغاصب ...لتظهير هذا الاتفاق رسمياً بعد ان انجزه الثنائي خارج الاطار الرسمي اللبناني..؟؟؟؟
  • ايضا يرغب الثنائي في التفاوض مع صندوق النقد الدولي، بشروطه كما اعلن نصرالله، ولكن من خلال حكومة الحريري..؟؟؟؟ وهكذا ينفض الثنائي يديه من فشل هذا التفاوض في حال وقوعه، او يستثمر في نجاحه عند انجازه..؟؟؟
  • يامل الثنائي في ان يتمكن الحريري من فتح ثغرة في جدار العلاقات اللبنانية – العربية... واللبنانية – الاوروبية والاميركية... لاخراج لبنان من ازمته المالية نتيجة الحصار السياسي والمالي الذي يعيشه بسبب سياسات هذا الثنائي داخلياً وخارجياً والتي اطاحت بعلاقات لبنان مع محيطه العربي والدولي... ولكن يتجاهل هذا الثنائي ان قضية السلاح والهيمنة الايرانية هي المشكلة الاساس..؟؟؟
  • كما يظن هذا الثنائي ان تبوأ الحريري لموقع الرئاسة الثالثة قد يخفف الاحتقان داخل الساحة السنية من ممارسات هذا الثنائي الفوقية والاستعلائية والاستكبارية في مختلف الميادين والتي اطاحت بالاستقرار السياسي ووصلت بهذا الكيان الى ما وصل اليه...

من الواضح ان الحريري لا يعنيه سوى الرغبة في الوصول الى سدة الرئاسة الثالثة.. مهما كان الثمن الذي يطلبه الثنائي الحاكم، او الذي سوف يدفعه لبنان ومواطنيه بكافة مكوناته والطائفة السنية بشكلٍ خاص... ومن فشل في حكومتين متتاليتين في الوقوف في وجه الفساد ان لم نقل انه كان شريكاً اساسياً في تمدده وانتشاره... هل يمكن له ان يعالج واقعاً مأزوماً على مختلف الصعد...

وهل يستطيع تنفيذ الورقة الاصلاحية الفرنسية او على الاقل الاصلاحات المطلوبة لاخراج لبنان من ازمته الخطيرة والوجودية..؟؟؟

وهل يمكنه اعادة الثقة بين لبنان ومحيطه العربي والدولي.. في حين انه قد فقد هو شخصياً ثقة مواطنيه في الداخل...

 

 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,171,787

عدد الزوار: 6,938,557

المتواجدون الآن: 116