كواليس لقاءات رئيسي بأميركا.. استعدى مستمعيه وأنكر الحقائق...

تاريخ الإضافة الخميس 29 أيلول 2022 - 7:20 م    عدد الزيارات 955    التعليقات 0

        

كواليس لقاءات رئيسي بأميركا.. استعدى مستمعيه وأنكر الحقائق...

العربية نت... واشنطن - بيير غانم .... اعتاد رؤساء ووزراء خارجية إيران أن يستغلّوا زياراتهم إلى نيويورك خلال الدورة العامة للأمم المتحدة لمخاطبة الأميركيين، ولم يكن بالتالي هذا عام استثناء. لكن يبدو أن إنجازات الرئيس الإيراني الحالي في مجال "العلاقات العامة" موضع شكوك كبيرة! .... فقد واجه رئيسي خطابات حادة من منبر الأمم المتحدة، سواء من قبل الرئيس الأميركي جو بايدن أو رئيس مجلس القيادة اليمني ورئيس وزراء إسرائيل وغيرهم، كما واجهته تظاهرات من المعارضة الإيرانية.

خرق للبروتوكول

لم تكن ظروف الزيارة مؤاتية لرئيس إيران إذن وهو لم يساعد نفسه على الإطلاق، بل قام بتصرفات كشفت عن شخصيته وانتماءاته المتشددة أمام الأميركيين. ربما يكون أكثر ما عبّر عن مشاكل رئيسي مضمون اجتماعه مع "ممثلي مراكز البحوث الأميركية". فقد اعتاد المسؤولون الإيرانيون دعوة العشرات من العاملين في مؤسسات البحث الأميركية إلى نيويورك، وأن يجروا حوارات معهم، وهذا ما نظّمته البعثة الإيرانية هذه السنة أيضا للرئيس الإيراني الحالي. لكن بابره سلافين، وهي رئيسة برنامج إيران في مجلس الأطلسي، كشفت في منشور لها أن الاتفاق كان بين الإيرانيين والمدعوين يقوم على أن يكون اللقاء مغلقا، وألا يتم نشر أي مضمون منه. إلا أن الإيرانيين فاجأوا الحضور بنشر صور للقاء ثم نشروا وقائع الجلسة.

شبح "مهسا أميني"

تلك كانت الوقائع بحسب ما رواها الإيرانيون، وقد سعت "العربية" و"الحدث" إلى فهم أكبر لما حدث بين "رئيسي والمدعوين"، وتحدثت إلى عدد منهم وهم طلبوا، لياقة، أن تنشر المعلومات، ولكن ليس الأسماء. اتفق المتحدثون على أن الحضور كان أقل من كل سنة. فهذه السنة كان العدد حوالي عشرة أشخاص، وكان يصل من قبل إلى 40 شخصاً، وقالوا لـ"العربية/الحدث" إن الحضور فوجئ في أن الاجتماع بدأ ببث شريط عن إيران "يظهر التقدّم الذي أحرزته خلال السنوات الماضية في ظل الثورة"، وأن الرئيس الإيراني بدلاً من أن يبدأ الاجتماع بكلام افتتاحي يعرض فيه سياسة بلاده، وما يريده من الحضور ومن الأميركيين، أكّد على مضمون الفيديو و"إنجازات إيران في ظل الثورة". إلا أن الحضور لم يكن معجباً بالخطوة، خصوصاً أن من دخلوا القاعة كانوا يشعرون بالعبء الكبير من مقتل فتاة إيرانية على يد "شرطة الأخلاق الإيرانية"، وشعروا أنه من الصعب النظر بإيجابية إلى اجتماع مع رئيس النظام الذي يقمع المتظاهرين.

نكران الحقائق

إذ فوجئ الحضور من الأميركيين بأن رئيسي كان ينكر الوقائع، وبدلاً من أن يتقبّل واقعة أن أمراً رهيباً حصل، ولا يجب قمع المتظاهرين، سارع بحسب أقوال الحضور إلى القول إن الفتاة "ماتت ليس بسبب العنف ضدها بل لأنها كانت تعاني من مشاكل في الدماغ". وأضاف "إن الدليل على ذلك هو أن لا آثار للتعذيب على جسمها". فيما كان من الصعب على الحضور تقبّل ما قاله الرئيس الإيراني، وقال أحدهم إنه دخل إلى القاعة وهو يشعر بالانسلاخ، وحافظ على هذا الشعور طوال الجلسة التي وصفها بـ"باردة".

رفع صوته

إلى ذلك، أكد المتحدثون أن الرئيس الإيراني خاض بالتفاصيل في مفاوضات النووي بين طهران وواشنطن، وقال له أكثر من شخص من بين الحضور إن لدى طهران مطلبين غير واقعيين، الأول هو أن تتوقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التحقيق في ملفات النووي الإيراني غير المكشوفة، والثاني أن تضمن الولايات المتحدة عدم الانسحاب مرة أخرى من الاتفاق النووي. إلا أن رد الرئيس الإيراني على حلقة "الباحثين الأميركيين" كان مزعجاً جدا، حيث قال الحضور إنه رفض مطلبهم، وأكد على تمسّك إيران بمطلبيها.

غضب في وجه الأسئلة الصعبة

أما سبب الإزعاج فهو أن رئيسي كان يرفع صوته، ويبدو غاضباً عندما يواجه الأسئلة الصعبة، مثل قضية الشابة مهسا أميني، وقضية النووي الإيراني، لذا لم يعجب الحضور بردة فعل الرئيس، وكانوا يقارنون بين تصرفاته وتصرفات من سبقوه إلى نيويورك، مثل وزير الخارجية جواد ظريف، الذي جمع "ممثلين عن مراكز الأبحاث" خلال رئاسة دونالد ترمب، واستطاع أن يقنعهم أن الرئيس الجمهوري إنما ارتكب خطأ بتعاطيه مع إيران. فرئيسي لم يحاول حتى أن يبدو لطيفاً لكي يكون مقنعاً، وتسبب باستثارة مستمعيه إلى حدّ كبير. أحد الأسباب الإضافية التي أدت إلى فشله في مهمته، أنه خلال الجلسة التي استمرت ساعة، لم يتحدّث رئيسي عن قضايا مثل برنامج الصواريخ والميليشيات الإيرانية في الشرق الأوسط بل تمسّك بإلقاء اللوم على الولايات المتحدة لتدخّلها في الحوارات في الشرق الأوسط، وتعمّد أن يسمّي إسرائيل "الكيان الصهيوني" أو "النظام الصهيوني" ولم يقل كلمة "إسرائيل" على الإطلاق مع العلم أن مستمعيه أميركيون. يشار إلى أن رؤساء إيران ووزراء الخارجية السابقين اعتادوا في الماضي استغلال هذه الاجتماعات لإظهار خطأ الإدارة الأميركية، وأن لدى المجموعة الحاضرة "رسالة سامية" بتصحيح الأمور بين طهران وواشنطن، ولا شك أن ممثلي مراكز الأبحاث الأميركية استمعوا من قبل للإيرانيين وتجاوبوا معهم. لكن هذه المرة، خرجوا جميعاً وقد اتسعت المسافة بينهم وبين طهران وإبراهيم رئيسي الذي لم يحاول إقناعهم، وإن حاول "فإنه فشل في ذلك"، كما قال أحد الحضور.

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,242,955

عدد الزوار: 6,941,855

المتواجدون الآن: 139