ميليشيات حسينيون الأذرية أسسها سليماني تظهر في أزمة طهران وباكو...

تاريخ الإضافة الإثنين 4 تشرين الأول 2021 - 6:11 ص    عدد الزيارات 1963    التعليقات 0

        

إذاعة الجيش الإسرائيلي تتحدث عن حادث فتاك خلال المناورات الإيرانية عند حدود أذربيجان.. وطهران تنفي...

المصدر: "إذاعة الجيش الإسرائيلي" + RT... تداول بعض النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام أنباء غير مؤكدة مفادها أن ثلاثة عسكريين إيرانيين قتلوا بـ"نيران صديقة" خلال التدريبات التي جرت عند حدود أفغانستان. وأشارت على وجه الخصوص إذاعة الجيش الإسرائيلي، على حسابها في "تويتر"، إلى ورود معلومات مفادها أن ثلاثة جنود إيرانيين قتلوا بصاروخ أطلقته مروحية إيرانية خلال مناورات "فاتحو خيبر" التي أجرتها طهران على خلفية بروز التوترات بينها وأذربيجان عند الحدود بين الدولتين. بدوره، نفى قائد مقر الجيش الايراني في المنطقة الشمالية الغربية، العميد علي حاجيلو، صحة هذه المزاعم، مشددا على أن المناورات كانت ناجحة ولم يقتل أو يصب أحد خلالها. وكانت إيران قد أكدت أن أحد أسباب إطلاقها هذه المناورات يعود إلى قلقها إزاء تعاون أذربيجان مع إسرائيل، مشددة على أنها لن تتسامح مع أي أنشطة إسرائيلية عند حدودها، وحذرت تل أبيب من اتخاذ أي خطوة "حمقاء وجاهلة".

ميليشيات حسينيون الأذرية أسسها سليماني تظهر في أزمة طهران وباكو

مؤسس المجموعة يدعى توحيد إبراهيم بيغلي وهو من أشد منتقدي نظام الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف

العربية.نت - مسعود الزاهد.... في خضم تصاعد الأزمة بين إيران وأذربيجان والتي بلغت مستوى التهديدات والتحذيرات وتبادل الاتهامات بين باكو وطهران وقام الجيش الإيراني بإجراء مناورة عسكرية على حدود جارة إيران في الشمال الغربي، تردد اسم ميليشيا شيعية أذرية تدعى "حسينيون" والتي تطلق على نفسها اسم "الحركة الإسلامية الأذربيجانية". وبما أن طهران تحتج بشدة على علاقات جمهورية أذربيجان بإسرائيل قامت المجموعة بتوجيه تهديدات للسفارة الإسرائيلية في أذربيجان وأصدرت السفارة الإسرائيلية في باكو تحذيرا لمواطنيها في أذربيجان، حسب ما نقل على حسابات بمنصات التواصل الاجتماعي التابعة للحرس الثوري الإيراني. هذه المجموعة، مثلها مثل كل المليشيات المدعومة من طهران، "تعبر عن نفسها برموز مستلهمة من رموز الحرس الثوري الإيراني". وفي الوقت الذي يرى البعض بأن "حسينيون" مجرد مجموعة صغيرة لكن تثبت التجربة العراقية واللبنانية واليمنية والسورية أن جميع المليشيات بدأت بهذه الطريقة، ورويدا رويدا تتم إنشاء الهياكل التنظيمية، إذا لزم الأمر، يمكن أن تنمو كتنظيم كامل مع وحدات قتالية لها فصيل سياسي، حيث هكذا نشأ حزب الله اللبناني. يذكر أن أذربيجان تقطنها أغلبية تركية شيعية ولها امتدادات بين 25 مليونا من الأتراك الأذربيجانيين في إيران، ينظرون إلى جمهورية أذربيجان كامتداد قومي لهم وثمة تنظيمات تابعة لهم تدعو إلى الانفصال عن إيران وتشكيل دولة موحدة مع أذربيجان الشمالي وهو الاسم الذي يطلقونه على جمهورية أذربيجان. وبالمقابل تحاول إيران الضرب على الوتر الطائفي الشيعي بين سكان جمهورية أذربيجان وما إنشاء مجموعة "حسينيون"، إلا تمهيدا للتأثير على الشارع الأذري في حالة تدهور العلاقات الإيرانية مع جمهورية أذربيجان، وأيضا لمواجهة محتملة مع التواجد الإسرائيلي على أراضي أذربيجان لو لزم الأمر.

المزيد عن "حسينيون"

تطلق المجموعة على نفسها اسم "حركة المقاومة الإسلامية الأذربيجانية (حسينيون)، وهناك شبه كبير بين علمها وأعلام الحرس الثوري وحزب الله لبنان وسائر المليشيات الموالية لإيران. مؤسس المجموعة يدعى "توحيد إبراهيم بيغلي"، وهو من أشد منتقدي نظام الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف. لا توجد الكثير من التفاصيل حول هيكلية المجموعة وخططها وقيادتها ولكن نظرا لكون المجموعة مسلحة فإن وجودها يشكل خطرا على المدى الطويل لجمهورية أذربيجان. بالإضافة إلى ذلك هذا الخطر المحتمل قد يمتد إلى الأذربيجانيين الشيعة المقيمين في روسيا والقوقاز وتركيا وأوروبا، خاصة وأن جهات أذربيجانية حكومية تتهم المجموعة بإجراء اتصالات مكثفة مع الأجهزة الأمنية والعسكرية الإيرانية.

التأسيس

في مطلع عام 2016، أعلن "توحيد إبراهيم بيغلي"، أمام 14 من طلاب العلوم الدينية من جمهورية أذربيجان الذين كانوا يدرسون في حوزتي قم ومشهد، أنه يعتزم إنشاء "لواء الحسينيين" أو "حسين لار" بالتركي الأذري، وزعم في الخطوة الأولى بأن الهدف هو المشاركة في الحرب ضد داعش في سوريا. معلوم أن جميع المليشيات التي شكلتها إيران من بين أبناء الطائفة الشيعية في كل من أفغانستان (فاطميون) وباكستان (زينبيون) ولبنان (حزب الله) والعراق (كتائب حزب الله وحركة النجباء) وأرسلتها إلى سوريا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، تم ذلك تحت غطاء محاربة داعش. وضمن الخطة التي أعلنها "إبراهيم بيغلي" فقد قام بإرسال هؤلاء الطلية الدينيين الـ14 من قم، بعد يوم من التدريب فقط إلى سوريا، وانضموا إلى وحدة عسكرية إيرانية مستقرة بالقرب من العاصمة السورية دمشق، وصرح إبراهيم بيغلي على الفور في دمشق أن نيتهم لم تكن فقط محاربة داعش، ولكن أيضا للعمل العسكري على أراضي جمهورية أذربيجان، حسب وسائل إعلام تابعة لباكو. وبالرغم من ذلك فقد ذكرت حركة حسينيون أن هدفها الوحيد هو مواجهة المتطرفين التكفيريين في سوريا وليس لديها خطط لتوسيع أنشطتها في جمهورية أذربيجان، لدرجة أن بعض أعضاء الحركة شاركوا في حرب ناغورنو كاراباخ (2020) لصالح جمهورية أذربيجان. وتفيد مصادر أذرية أن قاسم سليماني هو الذي أطلق ما يسمى بـ"حركة المقاومة الإسلامية الأذربيجانية" وسماهم "حسينيون"، وتنشر هذه المصادر صورة تجمع قاسم سليماني قائد فيلق القدس ذراع التدخل الخارجي للحرس الثوري وزعيم حسنيون "توحيد إبراهيم بيغلي".

التواصل مع إيران

والد توحيد إبراهيم بيغلي هو "عالم إبراهيم لي" ووالدته "سودابة إبراهيم لي"، وهذه الأسرة أساس من مدينة لنكران الإيرانية وإستقرت لاحقا في مدينة مشهد شرق إيران. وشارك "توحيد إبراهيم بيغلي" في مؤتمر تقيمه سنويا إيران تحت عنوان "مؤتمر الصحوة الإسلامية" وعلى هامش المؤتمر التقى بيغلي، بصفته رئيس "جمعية رجال الدين المناضلين في جمهورية أذربيجان" مع المرشد الغيراني علي خامنئي، وتحدث خلال اللقاء عن أوضاع السجناء "المسلمين" في جمهورية أذربيجان. وفي عام 2017، حضر إبراهيم بيغلي مراسم أقيمت في مدينة زنجان الإيرانية ذات الأغلبية التركية الأذربيجانية في مراسم تحت عنوان "ذكرى شهداء نارداران"، وتحدث عن حادثة هجوم قوات الشرطة الخاصة التابعة لوزارة الداخلية لجمهورية أذربيجان على مراسم الأربعين لعام 2015 على شيعة منطقة ناردران في جمهورية أذربيجان مما أسفر عن مقتل أربعة منهم حسب زعمه. وبعد ثلاث سنوات في 2020، تحدث "توحيد إبراهيم بيغلي" عن قاسم سليماني في الفيلم الوثائقي "قائد القلوب" وزار بعض أعضاء جماعة "حسنيون" ضريح قاسم سليماني في مدينة كرمان عام 2020. وبعد فوز إبراهيم رئيسي هنأ إبراهيم بيغلي، في رسالة، إبراهيم رئيسي بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2021.

اعتقال أعضاء الجماعة

يذكر أن الأذربيجانيين الذين شاركوا في الحرب السورية من خلال جماعة "حسينيون" تم اعتقالهم بعد العودة إلى بلادهم، ومن بينهم "المير زاهدوف"، وهو أحد عناصر "لواء حسينيون" المتواجد في سوريا، وأرسل إلى سجن شكي عام 2021. وتتهم أذربيجان "إبراهيم بيغلي" بممارسة جهود حثيثة وآراء متطرفة ضد حكومة جمهورية أذربيجان حسب مصادر أذربيجانية، حيث سبق أن اعتقلته الشرطة الأذربيجانية خلال مسيرة احتجاجية أمام السفارة الإسرائيلية في باكو واحتجزته المحكمة لمدة سبعة أيام. واعتقل جهاز الأمن التابع لحكومة أذربيجان في 3 يوليو 2018 أحد أعضاء جماعة "حسينيون" يدعى "يونس صفروف" بتهمة محاولة اغتيال والي منطقة كنجة، وفي 14 يوليو 2018، ألقي القبض أيضا على عدد آخر من المقربين من إبراهيم بيغلي. وفي عام 2020، تم العثور على مقر إقامة "فالق ولي أوف"، من أعضاء "حسينيون" على الأراضي الروسية، وتم تسليمه إلى جمهورية أذربيجان في 17 أغسطس. وجهت إليه تهمة الانتماء إلى "جماعة إجرامية"، و"التدريب العسكري خارج جمهورية أذربيجان لأغراض إرهابية" و"المشاركة في أنشطة جماعات مسلحة خارج قوانين جمهورية أذربيجان"، وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات من قبل محكمة الجرائم الخطيرة في كنجة. وبشكل عام تصف وسائل الإعلام الأذرية ومنها "agriposten" جماعة "حسنيون" وزعيمها بالخضوع لإدارة وإرادة الحرس الثوري الإيراني وكقوة مسلحة مكونة من مواطنين أذربيجانيين ومتدربين في سوريا يتمتعون بدعم الحرس الثوري الإيراني.

طهران تطالب بالإفراج عن حسابات بنكية قبل العودة لـ«فيينا»... تتحفظ عليها أميركا وتبلغ قيمتها 10 مليارات دولار

طهران: «الشرق الأوسط»... دعت إيران على لسان وزير خارجيتها، الولايات المتحدة إلى الإفراج عن عشرة مليارات دولار من الأرصدة المجمدة بسبب العقوبات، لإظهار «نوايا حقيقية» بشأن استئناف المباحثات المعلقة بشأن إحياء الاتفاق النووي في العاصمة النمساوية فيينا. وقال وزير الخارجية الإيراني حسن أمير عبد اللهيان خلال حوار مع التلفزيون الرسمي: «إذا كان للأميركيين حسن نوايا حقيقية، فعليهم الإفراج عن الأموال الإيرانية، مثلاً عشرة مليارات دولار من تلك المبالغ المجمدة في المصارف الخارجية، وإعادتها إلى إيران». وتأتي تصريحات الوزير الإيراني بعد أيام من تحذير نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، طهران من أن الوقت بدأ ينفد أمامها لاستئناف مباحثات إحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن أحادياً قبل ثلاثة أعوام إبان عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. وشدد على أن واشنطن التي تشارك في المباحثات بشكل غير مباشر، أبدت «حسن نية على مدى أشهر» في جولات التفاوض التي أجريت في فيينا. ورأى أمير عبد اللهيان أن «الأميركيين غير مستعدين للإفراج عن الأرصدة لنتمكن من ضمان أنهم يأخذون مصالح الشعب الإيراني في الاعتبار». وتوصلت إيران وست دول كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا) إلى اتفاق عام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، أتاح رفع الكثير من العقوبات المفروضة على إيران، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، إلا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية منذ قررت الولايات المتحدة الانسحاب أحادياً منه في عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب الذي أعاد فرض عقوبات قاسية على طهران. من جهتها، قامت إيران بعد نحو عام من الانسحاب الأميركي، بالتراجع تدريجياً عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه. وتطالب طهران منذ فترة طويلة بالإفراج عن أرصدة مالية عائدة لها في عدد من الدول، تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، لكنها مجمدة بموجب العقوبات الأميركية. وبدأت القوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا هذا العام في محاولة لإحياء الاتفاق، بعد إبداء الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن استعداده لإعادة بلاده إليه. وأجرى الأطراف المعنيون ست جولات من المباحثات بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران)، من دون أن يحدد بعد موعد جديد لاستئنافها. وأعلن أمير عبد اللهيان في سبتمبر (أيلول) أن المباحثات ستستأنف «قريباً جداً»، مشيراً إلى أن الموعد سيكون رهن إنجاز حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي الذي تولى مهامه رسمياً في أغسطس (آب) مراجعة ملف المباحثات التي جرت في الأشهر الماضية في عهد سلفه حسن روحاني، إلا أن واشنطن أبدت شكوكاً بقرب عودة طهران، مشيرة إلى أنها لم تتلق «أي مؤشر واضح» على موعد لحصول ذلك.

خامنئي يدافع عن التدريبات العسكرية قرب حدود أذربيجان

طهران - لندن: «الشرق الأوسط»... دافع المرشد الإيراني علي خامنئي عن قرار بلاده إجراء تدريبات عسكرية، بالقرب من الحدود مع أذربيجان، التي ربطها مسؤولون آخرون بالعلاقات الوثيقة بين باكو وإسرائيل، عدو طهران، طبقا لما ذكرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء أمس الأحد. وأضاف خامنئي أن إيران ستبدأ تدريبات عسكرية مرتبطة بالتنافس مع إسرائيل، بدون تسمية أحد، مشيرا إلى أن الدول في المنطقة، في شمال غربي إيران، لا يتعين أن تسمح لـ«جيوش أجنبية، تخدم مصالحها الوطنية» بالتدخل في شؤونها ولا المشاركة في جيوشها. وتابع أن وجود قوات أجنبية في الشرق الأوسط، هو «مصدر دمار» وحث الدول المجاورة على «البقاء مستقلة وتوحيد صفوفها». وتشعر إيران بالقلق من علاقات أذربيجان بإسرائيل، التي باعت طائرات مسيرة، وغيرها من الأسلحة ذات التكنولوجيا العالية التي ساعدت باكو في تحقيق مكاسب في حربها، العام الماضي مع أرمينيا، حول إقليم «ناجورنو - كاراباخ» المتنازع عليه. وبدأت القوات البرية للجيش الإيراني يوم الجمعة الماضي مناورات عسكرية في مناطق شمال غربي البلاد قرب الحدود مع أذربيجان، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي، بعد أيام من انتقادات وجهتها باكو لهذه الخطوة. وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني أن المناورات التي أطلق عليها اسم «فاتحو خيبر»، انطلقت صباحا في مناطق شمال غربي إيران. وبثت القناة لقطات لدبابات وعربات مدرعة تشارك في المناورات، بينما قامت مروحيات بقصف أهداف أرضية. وقال قائد القوات البرية للجيش العميد كيومرث حيدري للتلفزيون «نحترم علاقات حسن الجوار لكننا لن نتساهل مع وجود عناصر من النظام الصهيوني وإرهابيين من داعش في المنطقة». وكرر مسؤولون إيرانيون في الأيام الماضية رفضهم أي تواجد لإسرائيل، قرب حدودهم، في إشارة ضمنية إلى العلاقة الوثيقة، ومنها التعاون العسكري، بين باكو والدولة العبرية. وكان رئيس أذربيجان إلهام علييف انتقد في حوار مع وكالة الأناضول التركية للأنباء نشر الاثنين الماضي، إجراء إيران مناورات قرب حدود بلاده، معتبرا أنها «حدث مفاجئ جدا». وأضاف «هذا حقهم السيادي. ولكن لماذا الآن، ولماذا عند حدودنا؟». وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الثلاثاء، إن التصريحات من أذربيجان تثير «الاندهاش» في ظل وجود «علاقات طيبة ومحترمة بين البلدين». وشدد على أن طهران «لن تتسامح مع أي شكل من تواجد الكيان الصهيوني بالقرب من حدودها. وفي هذا المجال، ستتخذ ما تجده مناسبا لأمنها القومي»، من دون تفاصيل إضافية.

إيران المسلحة نووياً ستكون أكثر خطورة من كوريا الشمالية

واشنطن: «الشرق الأوسط»... منذ تولى الرئيس الأميركي جو بايدن مقاليد الأمور في البيت الأبيض، صعَّدَ النظام الإيراني من وتيرة تخصيب اليورانيوم إلى «درجة يمكن معها إنتاج أسلحة نووية»، وكما أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإنه «منذ 23 فبراير (شباط) 2021، تم تقويض أنشطة التحقق والمراقبة من قبل الوكالة بشكل خطير نتيجة قرار إيران وقف تنفيذ التزاماتها المتعلقة بالمجال النووي بموجب اتفاق عام 2015». فهل تقترب إيران بالفعل من امتلاك أسلحة نووية؟ يقول المحلل السياسي مجيد رفيع زاده، رئيس «المجلس الدولي الأميركي» لـ«الشرق الأوسط»، في تحليل نشره موقع «معهد جيتستون» الأميركي، إن النظام الإيراني يقترب من نقطة فارقة على مسار امتلاك أسلحة نووية، ويرى أن إدارة بايدن لا تملك أجندة واضحة بشأن منع إيران من ذلك. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ذكرت منتصف الشهر الماضي أن إيران «على مسافة شهر تقريباً من إنتاج وقود لصنع سلاح نووي واحد». ويؤكد رفيع زاده، عضو مجلس إدارة صحيفة «هارفارد إنترناشيونال ريفيو» بجامعة هارفارد الأميركية، أنه ينبغي عدم التهوين من شأن التهديدات التي قد تمثلها «إيران المسلحة نووياً».

فأولاً: لطالما هدد النظام الإيراني بمحو دولة إسرائيل من على الخريطة، بوصفه ركيزة أساسية في إيران. كما أشار قائد «الحرس الثوري» الإيراني، الجنرال حسين سلامي، بوضوح شديد إلى خطط النظام الإيراني عندما قال للقناة الثانية بالتلفزيون الإيراني الحكومي: «استراتيجيتنا هي محو إسرائيل من الخريطة السياسية للعالم».

ثانياً: تستند المؤسسة الدينية الإيرانية على أولوية السعي لتحقيق المُثل الثورية؛ من بينها تصدير نظام الحكم الإيراني إلى دول أخرى في أنحاء العالم. وهذه المهمة الرئيسية يتضمنها دستور البلاد. ومنذ عام 1979؛ تمكن قادة إيران من خلال نشر قوات «الحرس الثوري» الإيراني، ووحدة النخبة بها؛ «فيلق القدس»، من توسيع نفوذ طهران في الشرق الأوسط، من اليمن إلى لبنان، وسوريا وقطاع غزة، عبر جماعات تعمل بالوكالة لحسابها؛ بما في ذلك ميليشيا الحوثيين، و«حزب الله»، وحركة «حماس»، وقوات «الحشد الشعبي» العراقي، وهي أكثر من 40 جماعة ميليشياوية في العراق.

ثالثاً: هناك احتمال خطير أن تقع الأسلحة النووية في يد الجماعات والميليشيات التابعة لإيران، أو أن يتقاسم النظام الإيراني التكنولوجيا النووية مع وكلاء أو حلفاء مثل النظام السوري أو حركة «طالبان» في أفغانستان. وبحسب رفيع زاده، يقوم النظام الإيراني بالفعل ببناء مصانع لإنتاج الأسلحة خارج البلاد، وإنتاج صواريخ باليستية وأسلحة متقدمة في دول أخرى؛ بينها سوريا، تشمل صواريخ ذات توجيه دقيق وتكنولوجيا متقدمة لضرب أهداف محددة.

وإذا كان النظام الإيراني يزود وكلاءه والميليشيات التابعة له بالأسلحة المتقدمة، فما الذي يمنعه إذن من تقاسم التكنولوجيا النووية معهم لتمكينهم من أجل تقويض مصالح الأمن القومي لأعداء طهران، وتوسيع نطاق المجال الذي يمكن أن تصل إليه؟ وأشار الباحث الأميركي إلى أحدث تقرير سنوي صدر هذا العام للأمم المتحدة، والذي أشار إلى أدلة متزايدة على أن الحوثيين يتلقون كميات ضخمة من الأسلحة من أفراد وكيانات في إيران. وعلى مدار سنوات طويلة، صنفت الولايات المتحدة إيران «دولة راعية للإرهاب»، كما أصدر القضاء البلجيكي حكماً نهائياً في وقت سابق من العام الحالي بالسجن 20 عاماً بحق دبلوماسي إيراني يدعى أسد الله أسدي، لإدانته بالتخطيط لهجوم كان من المفترض أن يستهدف تجمعاً لـ«المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، قرب باريس في عام 2018. وبالإضافة إلى ذلك، قامت دول عدة باعتقال إيرانيين حاولوا التسلل إلى داخل البلاد. وكذلك؛ كُشف النقاب عن أن طهران تستخدم سفاراتها وقنصلياتها في الخارج من أجل تحقيق مثل هذه الأهداف. ويشير رفيع زاده في تحليله إلى أن الإيرانيين داخل بلادهم ليسوا أحسن حظاً، واستشهد في ذلك وبشكل مطول بتقرير منظمة العفو الدولية 2020 عن حالة حقوق الإنسان في إيران، الذي ذكر أن السلطات قمعت بشدة الحق في حرية التعبير، وحرية تكوين الجمعيات أو الانضمام إليها، وحرية التجمع، وأن قوات الأمن استخدمت القوة غير المشروعة لسحق الاحتجاجات. كما أشار التقرير إلى الحجز التعسفي لـ«مئات المتظاهرين والمعارضين والمدافعين عن حقوق الإنسان... وكذلك أصدرت السلطات أحكاماً بالسجن والجلد على كثيرين منهم. وواجهت النساء والفتيات، وكذلك الأقليات العِرقية والدينية، تمييزاً مجحفاً شديداً، فضلاً عن العنف». ويتساءل رفيع زاده: «إذا كانت هذه هي الطريقة التي تعامل بها القيادة الإيرانية مواطنيها، فكيف لأي شخص أن يعتقد أنها ستعامل من تتصور أنهم أعداؤها على نحو أفضل؟». وفي الختام يقول المحلل الاستراتيجي الأميركي إنه «لو حدث أن امتلك النظام في إيران أسلحة نووية، فيمكن للمرء أن يتخيل كيف سيصبح هذا النظام أكثر عدوانية وجرأة. فبمجرد أن يمتلك هؤلاء القادة أسلحة دمار شامل، فستكلف محاولة إيقافهم حياة كثيرين وأموالاً باهظة. وقد لا تكون إيران في حاجة لاستخدام أسلحتها النووي، فالتهديد أكثر من كاف».

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,179,887

عدد الزوار: 6,939,152

المتواجدون الآن: 123