هل تستفيد إسرائيل من اغتيال قادة المقاومة؟..

تاريخ الإضافة الإثنين 20 أيار 2024 - 2:59 ص    التعليقات 0

        

هل تستفيد إسرائيل من اغتيال قادة المقاومة؟..

الراي.. | بقلم - إيليا ج. مغناير |...... كانت الجماعات الصهيونية، أول مَن نفّذ عمليات «اغتيال الهدف» ضد مسؤولين بريطانيين وزعماء عرب خلال فترة الانتداب البريطاني على يد منظمات إرهابية قادتْها شخصيات مثل مناحيم بيغن وإسحاق شامير - عرفت بالأرغون وليهي (عصابة شتيرن).

ومن الأمثلة البارزة اغتيال اللورد موين عام 1944 وتفجير فندق الملك داوود واغتيال فخري الخالدي عام 1947 وعبدالخضر الحسيني عام 1948.

ويرى الصهاينة أن هذه الاغتيالات تُعتبر إجراءات ضرورية في النضال ولحماية الدولة اليهودية وتعطيل وردع الأعداء وتوجيه رسالة بأنه يمكن الوصول إلى القادة والنشطاء في أي مكان وأي وقت. ونجحت إسرائيل بتحقيق أهدافها عن طريق الاغتيالات والعمليات الخاصة خارج الحدود لجهة ردع الدول وتنظيمات ثورية. إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً أمام المنظمات والدول الإيديولوجية التي زادتْ تصميماً على تطوير نفسها وإيذاء إسرائيل أكثر من أي وقت.

ففي يونيو 1981 أقدمت إسرائيل على عملية «اوبرا» (المعروفة أيضاً باسم عملية بابل) التي أسفرت عن تدمير المفاعل النووي العراقي الذي أطلق عليه الفرنسيون اسم «أوزيراك» وأنهت البرنامج النووي كلياً.

وفي سبتمبر 2007 دمرت الطائرات الإسرائيلية منشأة في دير الزور شرق سورية، عبارة عن مفاعل لإنتاج البلوتوميوم مماثل للمفاعل النووي الموجود في يونغبيون - كوريا الشمالية، في ضربةٍ شلت القدرات النووية السورية.

أما ضد النازيين والتنظيمات، مثل منظمة التحرير الفلسطينية وأذرعها المتعددة، فقد قامت إسرائيل بعملية «ديموقليس» التي استهدفت فيها العلماء الألمان العاملين في برنامج الصواريخ المصري في أوائل الستينات.

وفي 1972، شنّت إسرائيل عمليةً لاغتيال أعضاء منظمة ايلول الأسود وغيرهم من منظمات التحرير الفلسطينية مثل علي حسن سلامة (الأمير الأحمر) في بيروت في أعقاب عملية أولمبياد ميونيخ.

كذلك اغتالت كمال عدوان وابويوسف النجار (1973) وأبوجهاد (خليل الوزير) عام 1988 وقادة «عزالدين القسام»، لتُضْعِفَ البنية التحتية وتردع أهداف منظمة التحرير الإستراتيجية وتحقيق بعض النجاحات التكتيكية.

إلا أن استهداف التنظيمات الأيديولوجية فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أهداف إسرائيل. فقد نفذت تل ابيب اغتيالات ضد قادة «حماس» على مر الأعوام مثل يحيى عياش (المهندس) عام 1996، وجمال منصور (2001)، والشيخ أحمد ياسين عام 2004 - وهو أحد مؤسسي حركة «حماس» وزعيمها الروحي - وعبدالعزيز الرنتيسي في العام نفسه، وصلاح شحادة (2002)، ومحمود المبحوح عام 2010. إلا أن الهيكل اللامركزي لحماس والتزامها الإيديولوجي باستبدال وتعيين قادة أكفاء في شكل فوري عطّل جميع أهداف إسرائيل لدرجة ان هذه الاغتيالات هي جزء من الأسباب التي ولّدت السابع من أكتوبر عام 2023 ودفعت الحركة إلى تسليح نفسها والتخطيط لزعزعة استقرار إسرائيل وأمنها لتزلزل الأرض تحت أقدام مستوطنيها وحكومتها وجيشها. والقول نفسه ينطبق على حركة «الجهاد الإسلامي في فلسطين». فبعد اغتيال فتحي الشقاقي عام 1995 بهدف زعزعة استقرار الجماعة وإضعافها، تم تعيين رمضان شلح الذي قاد هجمات انتقاميةً وزاد من التجنيد. وقتلتْ إسرائيل القائد في الجهاد بهاء أبوالعطا والذي أدى اغتياله إلى تصعيد كبير في الأعمال الحربية لتُقصف إسرائيل على مدى أيام. ونجا أكرم العاجوري من محاولة اغتيال عام 2009 في دمشق، إلا أن إسرائيل اصطادت رفيق الدبور وزياد أبو الطير ليردّ الجهاد بعمليات واسعة ضد إسرائيل، من دون أن تُضْعِفَ الاغتيالاتُ معنويات الجهاد ونشطائه، بل على عكس ذلك، فقد ألهمتْ المزيدَ من الفلسطينيين للالتحاق بصفوف الحركة.

أما ضد «حزب الله» اللبناني، فقد اغتالت إسرائيل السيد عباس الموسوي، الأمين العام للحزب، وعائلته عام 1992 ليُعيّن السيد حسن نصرالله الذي تعتبره إسرائيل الكابوس الأكبر الذي أقلق أمْنَها على مدى 35 عاماً. وكانت اغتالت علي صالح عام 2003 وغالب عوالي في 2004، كما اغتالت قائده العسكري عماد مغنية عام 2008 وحسان اللقيس عام 2013 وجهاد مغنية عام 2015 وسمير القنطار في العام نفسه. وبعد اغتيال أكبر قائد عسكري في «حزب الله»، وفي مراسم تشييعه، قال السيد نصرالله: «هؤلاء (إسرائيل) لا يعرفون مدى الوحدة العاطفية والروحية التي أوجدها داخل حزب الله. هؤلاء لا يعرفون لأنهم ينتمون إلى ثقافة مختلفة تماماً. لقد ترك لكم عماد مغنية عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين الجاهزين والحاضرين للشهادة». عندما تركت منظمة التحرير الكفاح المسلح وقتلت إسرائيل القادة الكبار، اتجهت هذه المنظمة نحو الاسترخاء وأنهت مشاريع التحرير من خلال الكفاح المسلّح وأوقفت المسيرة. أما التنظيمات العقائدية فقد طوّرت أسلحتها وأدواتها وخططها وجرأتها على العدو الإسرائيلي واستقدمت أسلحة حديثة لتأخذ هي المبادرة بالهجوم من غزة ومن لبنان وتنهي أسطورة إسرائيل و«جيشها الذي لا يقهر» لتُستبدَل باسم «قاتل الأطفال والنساء الذي لا يستطيع ولوج الحرب إلا بدعم دولي». فالاغتيالات لا تقدّم الحلول ولا تنهي كوابيس إسرائيل بل تزيد منها لأن التنظيمات العقائدية تتحضّر للحرب المقبلة ولا تقف للتحسّر على خسائرها. بل أكثر فإن هذه الحركات الجهادية تعمل على أهداف إستراتيجية لتكمل نضالَها ضد عدو هشّ فَقَدَ الأمان لغير رجعة.

ملف روسيا..الكرملين يعترف بأزمة ديموغرافية «كارثية» ويدعو لزيادة المواليد..

 الجمعة 26 تموز 2024 - 6:39 م

الكرملين يعترف بأزمة ديموغرافية «كارثية» ويدعو لزيادة المواليد.. موسكو: «الشرق الأوسط».. لفت الكر… تتمة »

عدد الزيارات: 165,287,677

عدد الزوار: 7,418,075

المتواجدون الآن: 110