ترويج إسرائيلي لشرق أوسط جديد بـ"طبعة سعودية"...

تاريخ الإضافة الأربعاء 6 تموز 2022 - 5:29 م    عدد الزيارات 587    التعليقات 0

        

ترويج إسرائيلي لشرق أوسط جديد بـ"طبعة سعودية"...

المصدر: النهار العربي... فلسطين- مرال قطينة

منذ نهاية أيار (مايو) الماضي، وتحديداً بعد الإعلان عن نية الرئيس الأميركي جو بايدن القيام بزيارة الى الشرق الأوسط، تشمل المملكة العربية السعودية، تشهد وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماماً غير مسبوق بالسعودية، ويدور الحديث عن تقارب أو دفء بالعلاقات الإسرائيلية –السعودية. وتناقلت الصحف الإسرائيلية أخباراً عن قيام العشرات من رجال الأعمال الإسرائيليين بزيارة الى المملكة مستخدمين جواز سفرهم الإسرائيلي، حيث خصصت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية تغطية للموضوع وذكرت أنه على جدول أعمال الإسرائيليين معاملات بملايين الدولارات في مجالات عدة من أهمها قطاعي الزراعة والسايبر. وفي المقابل قامت شركات سعودية بالاستثمار مباشرة في شركات إسرائيلية.

وبينما تساءلت صحيفة "إسرائيل اليوم"، هل أن إسرائيل والسعودية تسيران باتجاه تطبيع العلاقات؟ أشارت سلسلة تقارير تم نشرها مؤخراً الى وجود تقارب كبير بين الطرفين. وصرّح مصدر سياسي إسرائيلي لموقع "أكسيوس" الأميركي أن هناك بالفعل اتصالات مباشرة مع السعوديين، لكنه لم يعلّق على أمر محدد. وأضاف: "باستثناء الإيرانيين نتحدث مع كل شخص تقريباً في المنطقة، بما في ذلك السعودية".

وكان موقع"أكسيوس" قد نقل عن مصادر أميركية أن "إدارة الرئيس بايدن تتوسط بهدوء بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل ومصر، في مفاوضات إذا ما نجحت ستكون خطوة أولى على طريق تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل". وأشار الموقع إلى أن الترتيب يتضمن إنهاء نقل السيادة على الجزيرتين الاستراتيجيتين في البحر الأحمر "تيران وصنافير" من مصر الى السعودية، لكن تنفيذ الاتفاق بحاجة الى الموافقة الإسرائيلية بسبب معاهدة السلام الموقعة معها، حيث أن الجزيرتين تسيطران على مضيق تيران الذي يعتبر ممراً بحرياً استراتيجياً يتحكم في موانئ العقبة في الأردن وإيلات في إسرائيل، وقد ناقش كبار مستشاري بايدن، بريت ماكوغرك وآموس هوكشتاين مع السعوديين هذه الترتيبات، إضافة الى تعزيز وتطبيع العلاقات تدريجياً بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية".

وبحسب كبار المسؤولين الأميركيين فإنهم لا يتوقعون التوصل الى اتفاق نهائي حتى وصول بايدن الى المنطقة إلا اذا حدثت مفاجأة، لكنهم شددوا في الوقت نفسه على أن الرئيس سيناقش هذه القضية خلال مباحثاته في المنطقة، فيما رجح كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى أنه سيتم على الأقل خلال هذه المرحلة الحصول على موافقة سعودية بالسماح للطائرات الإسرائيلية المرور في المجال الجوي السعودي في طريقها الى الإمارات العربية المتحدة والبحرين.

في غضون ذلك، نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية تقارير عن زيارة قامت بها مجموعة من الصحافيين الإسرائيليين غالبيتهم من المتخصصين والمحللين بالشوؤن الأمنية والعسكرية من بينهم يوآف ليمور من صحيفة "إسرائيل اليوم"، والمحلل العسكري للقناة "13" الإسرائيلية آلون بن ديفيد، حيث قامت هذه المجموعة بزيارة سرية إلى المملكة العربية السعودية، ووصلت الى العاصمة الرياض في ساعات الفجر الأولى قبل ثلاثة أيام، واستخدمت المجموعة جوازات سفر أجنبية.

وفي تقريره من الرياض ذكر ليمور أن السعوديين استقبلوه بابتسامات عريضة، كما أعربوا عن رغبتهم بفتح علاقات عميقة مع إسرائيل، ونقل ما حدث معه في أحد المطاعم السعودية، قائلاً: "في مطعم بالرياض سألني شاب على الطاولة المجاورة لنا، من أين أتيت؟ أجبته من إسرائيل... ضحك وعندما همّ بالذهاب نظر اليّ وسالني: حقاً من إسرائيل؟ اجبته: نعم فقال: واو... أهلاً بكم، نرحب بالجميع هنا بسرور، ومن جميع الأديان". وأشار ليمور إلى أننا لم نشعرحتى اللحظة بأنه غير مرغوب فينا".

وتطرق ليمور أيضاً الى زيارة الرئيس الأميركي الى السعودية، وقال: "بعد زيارة إسرائيل سيصل بايدن الى جدة، وسيلتقي مع جميع قادة دول الخليج وبعض القادة البارزين الآخرين، لكن الأهم من ذلك أنه سيلتقي مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبالتالي سيتم إنهاء المقاطعة. يريد بايدن من السعودية زيادة كمية إنتاجها من النفط لخفض الأسعار، كما سيحاول تعزيز إجراءات التطبيع مع إسرائيل، وكجزء من ذلك سيحاول إشراك شخصية إسرائيلية في رحلته من إسرائيل الى السعودية، على الرغم من أن الأمر لم يتم الاتفاق عليه بعد".

وتوقع ليمور "أن تتقدم العلاقات الإسرائيلية - السعودية ببطء، خطوة خطوة ... قد تستغرق فترة طويلة من الزمن، لكن زيارة الرياض تظهر مدى عمق التغيير الذي يحدث في المملكة اليوم".

وخلص ليمور: " أشك أننا سنرى طوفاناً من السياح الإسرائيليين، لكن في وقت قريب ستتمكن الشركات الإسرائيلية من الطيران شرقاً عبر أجواء المملكة، وربما في المرحلة التالية سيسمح برحلات مباشرة للحجاج الى مكة".

أما تقرير آلون بن ديفيد الذي بثته القناة "13" الإسرائيلية مساء أمس، فقد حاز على قدر أكبر من التشويق والإثارة، جاءت على شكل فيديوات قصيرة بثتها القناة الإسرائيلية لتحفيز المشاهدين على متابعة التقرير خلال نشرة المساء، منذ لحظة استقل الطائرة وحتى المغادرة قام بن دافيد بتوثيق زيارته الى الرياض، كما تعمّد الحديث باللغة العبرية، وتحدث الى السعوديين باللغتين العربية والإنكليزية، وداخل المسجد عندما انتهى من التصوير وتسجيل انطباعه سأله أحد الأشخاص من أين أنت؟ أجابه: من ألمانيا، هنا سأله هل أنت مسلم؟ أجابه بن ديفيد: لا، فقال له هذا الشخص حاول أن تقرأ القرآن وتتعرف إلى ديننا الجميل.

ولفت بن ديفيد إلى أنه في قلب السعودية، في زيارة نادرة لأهم دولة عربية في العالم، قبل أسبوع من زيارة بايدن التي من المفترض أن تحمل دفئاً تاريخياً للعلاقات بين إسرائيل والسعودية.

وتحدث بن ديفيد عن العاصمة الرياض التي تجمع بين الحداثة والتاريخ، وهي تكافح كميات الغبار التي تغطي تقريباً كل زاوية ... "حياة السعوديين بعيدة كل البعد من التألق، حوالى 70 في المئة من سكان المملكة الغنية هم من الفقراء، لكن لا أرقام دقيقة ... يبلغ الناتج القومي حوالى 20 ألف دولار للفرد. الأسعار زهيدة بشكل مفاجئ، فالفاكهة والخضار والتوابل والذهب أسعارها أقل من نصف الأسعار في اسرائيل، بما في ذلك المتاجر الكبيرة، أما الملابس فهي تقريباً ربع الأسعار في اسرائيل وهذا لا يشمل العلامات التجارية الشهيرة، أما بالنسبة للوقود فلم تصل الأزمة العالمية وارتفاع الأسعار الى هنا.

وختم بن ديفيد تقريره أنه من المفترض أن يصل الى هنا في المستقبل القريب المزيد من الإسرائيليين، بعضهم للقيام بصفقات تجارية والبعض الآخر انطلاقاً من مبدأ الفضول، هؤلاء سيجدون دولة أقل تهديداً بكثير مما كان يمكن تقديره من بعيد... السعودية دولة تبث أجواءً مريحة. ما يحصل هذه الأيام بين المملكة وإسرائيل هو حدث تاريخي يصعب على المرء أن لا يتأثر به، لكنه لن يكون شبيهاً بالتطبيع الذي شهدناه مع الإمارات العربية المتحدة أو البحرين. 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,695,242

عدد الزوار: 6,908,921

المتواجدون الآن: 96