الخميني: الأب الروحي للطائفية السياسية في الشرق الأوسط..

تاريخ الإضافة الخميس 14 شباط 2019 - 6:57 ص    عدد الزيارات 992    التعليقات 0

        

الخميني: الأب الروحي للطائفية السياسية في الشرق الأوسط..

الحياة...جدة – عمر البدوي..

روح الله بن مصطفى بن أحمد الموسوي الخميني مؤسس جمهورية إيران الإسلامية وقائد الثورة الإسلامية عام 1979 التي شهدت الإطاحة بالملكية البهلوية ومحمد رضا بهلوي، الشاه الأخير من إيران والذي سبقه الشاه رضا بهلوي. ..

بعد الثورة، أصبح روح الله الخميني المرشد الأعلى للبلاد في الفترة من (1979-1989)، وهو منصب تم إنشاؤه في دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية كأعلى سلطة سياسية ودينية للأمة ، وخلفه علي خامنئي في 4 حزيران (يونيو) 1989. كان الخميني مرجعا دينيا في الشيعة الاثنا عشرية، ألف أكثر من 40 كتاباً كلها تؤسس لفكرته الطائفية المتشددة في الجانب السياسي وتوسع في نظرية «ولاية الفقيه» لتشمل الحكم السياسي الثيوقراطي من قبل الفقهاء الإسلاميين، رغم أنه لم يحظ بتأييد من نظرائه في المذهب ولاقت وجهة نظرته الكثير من النقد الشديد والعتب الغليظ، لكن نجاحه في الانقضاض على حكم البلاد في ايران مكّنه في بعث الروح في نظريته واستقطاب المؤيدين لها من داخل المذهب الشيعي. ولد الخميني في مدينة خمين عام 1900 عندما كان الخميني يبلغ من العمر عامين، تعرض والده لهجوم من قبل أحد أصحابه في طريقه إلى سلطان أباد التابعة لأراك وقتل بالرصاص. قضى خميني سنوات المراهقة في مدينة خمين. درس الصرف والنحو والمنطق عند شقيقه الأكبر، مرتضى بسنديده. من عام 1919 درس في الحوزات العلمية في كل من أصفهان، وأراك، وقم، على التوالي. وفي عام 1926 في الحوزة العلمية في قم، أكمل مستويات عالية من التعليم، وفي 1936 كان من بين الملالي الذين ادعوا الاجتهاد. كان الوسط الذي درس فيه واختلط به الخميني، يصنف ضمن خط الدين الرجعي والمناهض للشعب الذي وقف أمام الثورة الدستورية الإيرانية خلال تلك الثورة، وتعاون مع بلاط القاجار في قمع الثوار الدستوريين، وكان خميني دائما فخوراً بذلك. بدأ الخمينى معارضته للنظام البهلوى فى العام 1943 بعد أن نشر كتاب «كشف الأسرار» وفى هذا الكتاب تحدث عن سنوات حكم رضا شاه بهلوى والد الشاه محمد رضا بهلوى، وهو ما تسبب له في اصطدام مع النظام، ودعا صراحة إلى تغيير نظام الحكم الإمبراطوري واستبداله بنظام قائم على قواعد الإسلام الشيعي. فى العام 1962 بدأ الخميني الصدام العنيف المتصاعد مع الشاه بعد أن اعترض على إصدار لائحة «مجالس الأقاليم والمدن» والتي كان محورها من وجهة نظره «محاربة الإسلام» وتحويل إيران من دولة ذات مرجعية دينية إلى دولة علمانية، لأن اللائحة كانت تقضي بحذف الإسلام كشرط في المرشحين والناخبين واستبدال اليمين الدستورية بدلا من القسم على القرآن الكريم. تطورت المواجهة بين الخميني والشاه بعد أن خطب الأول خطبة شهيرة يوم الثالث من يونيو 1963 منتقدا العلاقات السرية الإيرانية ـ الإسرائيلية، وفى الليلة نفسها ألقت قوات الأمن القبض عليه ورحلته مكبلا بالأصفاد إلى طهران، وفى يوم الخامس من يونيو انطلقت مظاهرات عارمة بطول الإمبراطورية عرفت في التاريخ المعاصر بانتفاضة «25 خرداد» احتجاجا على اعتقاله الشاه. بدأ الخمينى رحلة المنفى الطويلة يوم 3 نوفمبر من العام 1964 حين أصدر الشاه محمد رضا بهلوى قراره بنفي الخمينى إلى مدينة أنقرة عاصمة تركيا ومنها نُقل إلى مدينة بورساي التركية، وفى 15 أكتوبر من العام 1965 نقل إلى النجف الأشرف بالعراق. تعتبر مرحلة المنفى هي الأخصب فكريا في حياة الخميني حيث كتب في تحرير كتابه الأشهر «تحرير الوسيلة» وفي العراق وضع فروض نظريته التي قلبت التاريخ السياسي الشيعي رأسا على عقب وهى نظرية «ولاية الفقيه». توصلت إيران والجزائر إلى اتفاقية بخصوص شط العرب كانت إحدى نتائجها طرد الخميني من العراق إلى فرنسا، وسيورثه هذا عداء صارخاً تجاه العراق وأهلها رغم السنوات الطويلة التي عاش بينهم، وسيدفع بحرب شعواء تمتد لثماني سنوات مع جارته العراق بعد أن يستولي على مقاليد الحكم في طهران، ارتكبت فيها أبشع الجرائم، وسيدفع بأطفال إيرانيين للموت فداء لهوسه بالتوسع المذهبي، وسيتعاون مع ما سمّاه «الشيطان الأكبر» ويتلقى معوناته من الأسلحة والمعدات العسكرية سراً، وعندما اضطر للتوقف عن الحرب وقد أنهكت المنطقة عموماً وفتحت عليها نوافذ الفوضى والتخلف، سيندم على فوات فرصة الاستمرار في الاقتتال وسيصف الاتفاق على وقف النار بمثابة «تجرع كأس من السم». من فرنسا قاد الثورة ضد الشاه بطريقة حديثة وقتها وهى «شرائط الكاسيت» وقد أجمعت القوى الوطنية والشعبية في إيران للإطاحة بالشاه، لكن بعد نجاح الثورة قرر الخميني فرض نظرية ولاية الفقيه في الدستور الإيراني، تلك النظرية التي ما تزال تحكم إيران من حينها حتى الآن، وتنسب له عددا من الفتاوى المثيرة للريبة منها إباحته إتيان الرجل زوجته من دبرها، وجواز معاشرة الرجل للأطفال جنسيا، كما أدخل بلاده في حالة عداء مع كل جيرانها، أسفرت تلك السياسة عن عزلة إيرانية ما تزال طهران تعانى منها حتى وقت كتابة تلك الأسطر، ومات متأثرا بسرطان البروستاتا.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,136,702

عدد الزوار: 6,756,106

المتواجدون الآن: 120