حفاظاً على الهدوء في الجنوب السوري

تاريخ الإضافة الجمعة 22 حزيران 2018 - 7:47 ص    عدد الزيارات 411    التعليقات 0

        

حفاظاً على الهدوء في الجنوب السوري..

مجموعة الازمات الدولية...

مع حشد النظام السوري لقواته لاستعادة الجنوب الغربي للبلاد من المعارضة، فإن كارثة إنسانية أخرى تلوح في الأفق. ينبغي على الولايات المتحدة، وروسيا والأردن، وهي الدول التي وقعت على اتفاق لوقف إطلاق النار في الجنوب الغربي في العام 2017، أن تمدد تلك الهدنة بشكل عاجل تحضيراً لتسوية أوسع.

الملخص التنفيذي

ما الجديد؟

بعد أن استعاد النظام السوري آخر المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة داخل المناطق الغربية في سورية، فإنه يتجه الآن إلى الجنوب. تتحشد قوات النظام استعداداً لاستعادة السيطرة على منطقة "خفض التصعيد" في الجنوب الغربي لسورية، والمحمية بموجب اتفاق ثلاثي بين روسيا، والولايات المتحدة والأردن.

ما أهمية ذلك؟

يقع الجنوب الغربي على التقاطع بين الأردن والجولان المحتل. من شأن هجوم لقوات النظام لاستعادته أن تحدث آثاراً مروعة على المدنيين، وأن يزعزع استقرار الأردن، وأن يثير صراعاً أوسع بين إسرائيل وإيران، خصوصاً إذا استنجد النظام بالميليشيات المدعومة إيرانياً.

ما الذي ينبغي فعله؟

ينبغي على جميع الأطراف أن تغتنم الفرصة للتفاوض على اتفاق للعودة المشروطة للدولة السورية إلى الجنوب الغربي وتجنّب حسم عسكري سيشكل بالنسبة لجميع الأطراف وللسكان المحليين الحصيلة الأسوأ.

يتعرض اتفاق وقف إطلاق النار الذي حمى جنوب غرب سورية لما يقارب العام لخطر الانهيار؛ حيث تتحشد القوات العسكرية السورية على أطراف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في محافظتي درعا والقنيطرة في الجنوب الغربي استعداداً لشن هجوم لاستعادتهما. يتمتع الجنوب الغربي منذ تموز/يوليو 2017 بغطاء اتفاق "خفض التصعيد" الذي تم التفاوض عليه من قبل ضامنيه الثلاثة – الولايات المتحدة، وروسيا، والأردن. غير أن هذه الدول الثلاث لم تتفق على تطوير الاتفاق بما يتجاوز وقف إطلاق النار الأولي، ما يترك مستقبل المنطقة في حالة من انعدام اليقين. بعد أن استعادت قوات النظام السوري آخر الجيوب التي كانت تسيطر عليها المعارضة في ريف دمشق ومحيط حمص، فإنها تتجه الآن إلى الجنوب. إذا كان الضامنون الثلاثة للمنطقة يأملون بتحاشي هجوم عسكري، والتصعيد الإقليمي الخطير الذي يمكن أن ينجم عنه، ينبغي أن يشرعوا على نحو عاجل بالتفاوض على صفقة جديدة للمحافظة على منطقة خفض التصعيد وتحقيق الاستقرار فيها وأن يُتبعوا ذلك بتسوية أوسع للجنوب.

إن موقع الجنوب السوري، الذي يحاذيه الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، يجعل تجدد العمل العسكري هناك ذو آثار تفجيرية على نحو خاص. لقد شنت إسرائيل سلسلة مدمرة على نحو متزايد من الهجمات فوق الأراضي السورية رداً على تعزيز المواقع العسكرية لإيران في البلاد. تتصارع إيران وإسرائيل حول طبيعة ومدة الوجود العسكري والنفوذ السياسي لإيران في سائر أنحاء سورية، بما في ذلك حول قرب حزب الله والقوات الأخرى إيرانياً من الجولان. وفي هذه الأثناء، يخشى الأردن من تجدد الصراع في الجنوب، والذي يمكن أن تشارك فيه مجموعات مدعومة من إيران من جهة وجهاديون سنة من جهة أخرى، ما يمكن أن يرسل موجات من اللاجئين نحو حدوده.

عسكرياً، يبدو أن القوات السورية عازمة على استعادة الجنوب الغربي. غير أن ما يحدّ من طموح النظام هو المخاطرة باستثارة رد إسرائيلي من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد بين إسرائيل وإيران، وأن يهدد وجود النظام نفسه. موسكو، المتيقظة لمخاطر تراجع مكاسبها في سورية، بادرت بالتوسط من أجل التوصل إلى اتفاق أولي مع إسرائيل. إذا نجح الاتفاق، فإنه سيسمح بعودة الدولة السورية إلى الجنوب دون أن تكون مصحوبة بالميليشيات المدعومة إيرانياً. يبدو أن الولايات المتحدة، من جهتها، تركز بشكل رئيسي على تحجيم إيران؛ ما يمكن أن يسمح لها بالموافقة على اتفاق في الجنوب الغربي ينسجم مع خطة موسكو، شريطة موافقة إسرائيل والأردن عليه.

يمكن للتحركات الدبلوماسية الأخيرة أن تنجح في تجنب معركة مفتوحة للسيطرة على الجنوب الغربي. بالنسبة للأطراف الثلاثة في اتفاق خفض التصعيد، وكذلك بالنسبة لإسرائيل والنظام السوري، فإن الخطوط العريضة للاتفاق واضحة نسبياً، بما في ذلك عودة الدولة السورية إلى الجنوب الغربي ووجود منطقة موازية للجولان خالية من القوات المرتبطة بإيران. لكن ينبغي على الأطراف أن تضع تفاصيل ذلك الاتفاق، بما في ذلك توقيت وشكل عودة الدولة السورية – أو حتى ما سيترتب على "عودة الدولة" بالتحديد. وهذه النقطة الأخيرة مهمة، لأنه في حين أن الأطراف الدولية قد تقبل باستعادة وجود الدولة في الجنوب الغربي، فإن كثيرين في المعارضة المسلحة والسكان المحليين لن يقبلوا بذلك. إذا كانت الغاية دفع النظام إلى الامتناع عن شن هجوم عسكري، ينبغي أن يكون الاتفاق الذي يتم التفاوض عليه مرضياً في الحد الأدنى لدمشق وحلفائها. غير أن الاتفاق ينبغي أن يكون مقبولاً أيضاً وبالحد الأقصى للسوريين الموجودين في الجنوب الذي تسيطر عليه المعارضة، ضمن نطاق الممكن، لضمان المشاركة المحلية القصوى وتحاشي إراقة الدماء بلا جدوى.

في غياب اتفاق تفاوضي، فإن البديل سيكون هجوماً عسكرياً سورياً شاملاً في الجنوب الغربي ستكون له كلفة مروعة – بالنسبة لأهل الجنوب أولاً وقبل كل شيء، لكن أيضاً بالنسبة للأردن، الذي يمكن أن يتعرض استقراره الهش للخطر؛ ولإسرائيل، التي يمكن أن تتورط في حرب تشمل المنطقة بأسرها؛ وبالنسبة للنظام وحلفائه الإيرانيين والروس، حيث يمكن للتصعيد أن يهدد وجود دمشق واستثماراتهم الاستراتيجية الكبيرة في سورية. لكن حتى الآن على الأقل، ما يزال هناك احتمال لإيجاد بديل تفاوضي، لكن فقط إذا أدركت جميع الأطراف وجود هذه الفرصة وعملت على اغتنامها.

بيروت/عمان/بروكسل 21 حزيران/يونيو 2018

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,134,443

عدد الزوار: 6,936,269

المتواجدون الآن: 102