الحياة في مناطق المعارضة جنوب دمشق ... قبل وصول الميلشيات الموالية للنظام.....اسرائيل تفكر بانشاء " دولة صغيرة بالوكالة في جنوب سوريا"

المعارضة توجّه ضربات مؤلمة للنظام في درعا وإدلب.....براميل الأسد تمطر يبرود والمخابرات توقف المخرج محمد ملص لساعات...."سوريا أولًا" منبر ديمقراطي برئاسة لمى الأتاسي

تاريخ الإضافة الخميس 6 آذار 2014 - 5:47 ص    عدد الزيارات 1946    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

اسرائيل تفكر بانشاء " دولة صغيرة بالوكالة في جنوب سوريا"
إيلاف..أشرف أبو جلالة
أعد مركز القدس للدراسات السياسية في الأردن تقريرا تحدث فيه عن سعي اسرائيل الى التدخل في جنوب سوريا وتفكيرها بانشاء " دولة صغيرة بالوكالة في جنوب سوريا"، وتفريق وحدات حزب الله المقاتل إلى جانب النظام السوري.
القاهرة: قال تقرير أعده مركز القدس للدراسات السياسية في الأردن إن إسرائيل تدرس التدخل في جنوب سوريا وإنها انتهت من وضع مبادئ توجيهية جديدة للمواجهة مع حزب الله في لبنان.
 ولفت التقرير في نفس السياق إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ يزيد من تدخله في الحرب الأهلية التي تعيشها سوريا بالتزامن مع المواجهات التي يخوضها ضد حزب الله في لبنان. 
 واعتبر أن تلك الخطوة تمثل تغيراً في السياسة الإسرائيلية عقب الحرب التي خاضتها تل أبيب مع حزب الله عام 2006.
 وورد أيضاً في التقرير الذي جاء تحت عنوان "تغيير قواعد الاشتباك" ما مفاده " أن أي شخص يقرأ أحدث فصول النهج الأمني والسياسي لإسرائيل سيلاحظ أن تل أبيب قد بدأت في توسيع نطاق خطوطها الحمراء".
 وأوضح عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس، أن إسرائيل تفكر في إنشاء ما أسماها "دولة صغيرة بالوكالة في جنوب سوريا". وتحدث الرنتاوي في هذا الصدد عن الزيارة غير المسبوقة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نيتنياهو، لمجموعة من الثوار السوريين المصابين الذين كانوا يتلقون العلاج في الدولة العبرية.
 وتابع التقرير "بناءً على المعلومات المتوافرة الآن، هناك حديثاً موثوقاً به عن وجود تنسيق عملياتي، دعم لوجيستي، إمدادات بالأسلحة بين الحين والآخر من جانب إسرائيل إلى الميليشيات المنتمية للمعارضة السورية المسلحة في كل من درعا والقنيطرة".
 وأضاف "كما أن هناك تقارير مؤكدة عن وجود اتصالات رفيعة المستوى مع قادة أمراء الحرب الذين يتزعمون تيار المعارضة بهذا الخصوص"، لافتا في هذا السياق للهجوم الجوي الذي شنته إسرائيل يوم الرابع والعشرين من الشهر الماضي على قوافل ومواقع صاروخية، تابعة لحزب الله بطول الحدود السورية اللبنانية.
 وأشار التقرير كذلك إلى أن هذا الهجوم جاء ليعكس النية المتوافرة لدى الجانب الإسرائيلي في منع حزب الله من فرض السيطرة على الجبال الواقعة بين لبنان وسوريا.
 وختم التقرير متحدثا عن الاحتمالية الخاصة بأن إسرائيل ستحاول تفريق الوحدات الخاصة بحزب الله في الوقت الذي تسعى فيه إيران للإبقاء على المحادثات النووية مع الغرب.
 
      
ابتعاد عن العسكرة باتجاه السياسة
"سوريا أولًا" منبر ديمقراطي برئاسة لمى الأتاسي
إيلاف...بهية مارديني
تحت شعار "سوريا اولا"، أعلنت خمس وعشرون شخصية عن المؤتمر الأول للجبهة السورية في اسطنبول الأسبوع الجاري، حيث اجتمع ناشطون برئاسة لمى الأتاسي.
قالت لمى الأتاسي لـ"ايلاف" إن الجبهة السورية تأسست منذ عام ونصف، "وكانت تحمل شعار الجبهة الوطنية السورية، وتطور المشروع إلى مشروع فكري، فعملنا على المبادئ والافكار من واقع المجتمع السوري، وتطرقنا إلى افكار فلسفية، وتحدثنا مع سياسيين ممن خاضوا المعترك السياسي في مرحلة لم نعمل خلالها في السياسة، في محاولة لفهم العقلية السياسية السورية التي تنتمي إلى الماركسية أو الاسلام، بتياراته المختلفة".
وأضافت: "على الصعيد الشخصي، كان لدي نوع من التمرد على تلك العقلية لأنها تحب وتبحث عن السلطة فقط، ومفهومها انقلابي، وأردنا أن نخرج من تلك العباءة، وكنت ناطقة باسم الجيش الحر واكتشفت اشياء جديدة عند شباب الثورة، لا يملكها أصحاب الفكر القديم من المناضلين، مع احترامي لهم".
عملية تغيير
اعتبرت الاتاسي أن المشكلة تكمن في فكرهم الصدامي، بينما الثورة عملية تغيير وليست فقط سخطًا او غضبًا، "فالثورة انتقال من حالة غضب إلى حالة هدم وبناء، وأقف طويلًا عند مسألة السخط والغضب، وهو في جزء منه لا يحمل أي تغيير، بينما وجدنا في شباب الثورة بذورًا واعية، وهم يملكون الوعي للتغيير لأنهم من جيل الحداثة، وهذا الوعي لوحده لم يبن مشروعًا لرؤية حقيقية تتبنى رؤية الاسلام هو الحل، في البداية لم أتعارض مع تلك الرؤية، كنت أحاول أن اجد موازنة في ذلك المفهوم، فمن المستحيل أن يكون الحل هو الاسلام لكون سوريا تعددية، وحاولنا أن نشرح أن ما حدث في سوريا ليس نتيجة خطا فئوي طائفي انما مسؤولية المجتمع ككل، والنظام مفرز من هذا المجتمع، وهو لم يأت من فراغ".
وأشارت الاتاسي إلى أن الجبهة ليست مجلسًا وطنيًا، ولا ممثلًا عن الشعب السوري، بل تحاول أن تعيد للثورة شريعتها، "وقد تعاملت مع القضية الكردية كقضية لكل الفئات التي ترى بنفسها ضعفًا، بما في ذلك المرأة والطفل والمعاق، وحتى لا تتكرر عمليات الانقسام في المجتمع، تكونت الجبهة، وانا ليس لدي خبرة في العملية التنظيمية، لكن كان لدي رؤية، وعملنا لمدة سنة دون تمويل رغم العروض الكثيرة، وأنا لست مقتنعة بتلك المشاريع السياسية، واعتبرنا الجبهة مشروعًا فكريًا".
البعد عن العسكر
وقالت الاتاسي: "بعد أن تطورت الرؤى ونضجت، ابتعدنا عن العمل العسكري لإيماننا بالعمل السياسي والحل السياسي، والمبادئ تحمل ذلك المضمون، وتفصل الدين عن الدولة، وتطرح مفهوم العلمانية وحيادية الدولة الايجابية تجاه الاديان، بالاضافة إلى اللامركزية السياسية، ونرى أن رحيل النظام سيتبعه نظام آخر جديد مركزي وبالتالي لم تحل مشكلة المجتمع السوري، وشعرنا انه يجب العمل على هذه المبادئ على اساس المساواة بين الشعب السوري، وتكونت لدينا مكاتب تنفيذية بجهود ذاتية من دون تمويل، ومن أتوا اغلبهم من ذوي الدخل المحدود، دفعوا من جيوبهم وحجزنا فندقًا فيه قاعة مؤتمرات، وتمكنا بالرغم من الصعوبات من جمع كل مكونات الشعب السوري".
مكونات الجبهة
تتكون الجبهة من تيارات سياسية واحزاب وشخصيات مستقلة، شعارها هو سوريا اولًا، وطرح اللامركزية السياسية من منطلق سوري جغرافي.
وشددت الاتاسي على أنها مع تكريس الديموقراطية، "واذا لم نستطع تحقيق لامركزية لن نستطيع أن نحقق المساواة بين المواطنين، فهذه المساواة تقطع الطريق على ديكتاتورية الدولة وتحفظ حقوق الانسان السوري وخصوصية المواطنين ولديها طرح اقتصادي ضمن مشروع الوصول إلى العدالة الاجتماعية، واغلب المنتمين للجبهة معارضون لهم تاريخ سياسي ونضالي طويل، وسنتواصل مع كل مكونات المعارضة في المستقبل القريب لتكون الجبهة مطبخًا سوريًا بامتياز".
 
واشنطن: متطرفو سورية يهددون المسيحيين والأقليات
رأت أن كلاً من «داعش» والنظام يغذيان الصراع الطائفي
الرأي..واشنطن - يو بي آي - أعربت الولايات المتحدة عن أسفها لما يتعرض له المسيحيون والأقليات الأخرى في سورية من تهديدات، فيكونون عرضة للاستهداف من قبل المتطرفين.
وأصدرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جين بساكي، بياناً قالت فيه ان «الولايات المتحدة تأسف للتهديدات المستمرة للمسيحيين والأقليات الأخرى في سورية، واستهدافهم بشكل متزايد على يد المتطرفين».
وأشارت إلى انه «في الأسبوع الماضي، في الرقة أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) انه سيجبر السوريين المسيحيين على اعتناق الإسلام، أو الحفاظ على عقيدتهم المسيحية مقابل دفع جزية، أو مواجهة الموت».
وشددت بساكي، على ان هذه الظروف المروعة تنتهك حقوق الإنسان العالمية، وقد أظهر «داعش» من جديد عدم اهتمامه بحياة السوريين، وهو مستمر في ارتكاب الأعمال الوحشية ضد الشعب السوري.
ولفتت إلى انه «بالرغم من ان داعش يزعم انه يقاتل النظام، فإن قمعه وعنفه ضد السوريين، بما في ذلك المعارضة المعتدلة، يظهر انه لا يقاتل إلا من أجل فرض طغيانه».
وقالت بساكي انه «فيما يحاول نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، رسم نفسه على انه حامي الأقليات في سورية، فقد قمع بوحشية معارضة أي طيف من أطياف المجتمع».
ولفتت إلى ان النظام السوري اعتقل مسيحيين وناشطين في مجال حقوق الإنسان ومعارضين مسالمين مثل أكرم البني إلى جانب مهاجمة ومصادرة كنائس، وقصف مجتمعات مسيحية مثل يبرود، وقصف عشرات الكنائس، وهوجم بعضها ببساطة لأنها تقع في مناطق تسيطر عليها المعارضة.
وشددت بساكي على ان «للشعب السوري تاريخاً طويلاً في التسامح واللاعنف، لكن كلاً من النظام وداعش يغذيان الصراع الطائفي لتبرير وحشيتهما».
 
كتائب المعارضة في حلب تتخوف من محاصرتها إثر تقدم القوات النظامية ومعاركها الأخيرة ضد تنظيم «داعش» ساهمت في استنزاف قوتها

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نادر عبد الله .. تسعى القوات النظامية في حلب إلى إطباق حصارها على كتائب المعارضة المسيطرة على كامل الجزء الشرقي من المدينة، عبر قطع طرق الإمداد التي تصل حلب بريفها الشمالي. وتدور معارك عنيفة منذ أيام على جبهة الشيخ نجار قرب المنطقة الصناعية حيث تتمركز القوات النظامية على بعد ثلاثة كليومترات من مواقع المعارضة السورية.
وإذا ما سقطت المنطقة الصناعية، فإن الأحياء الخاضعة لسيطرة الجيش الحر في حلب ستصبح بحكم المحاصرة، بحسب ما يؤكد عضو مجلس قيادة الثورة في حلب حسان نعناع لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «تقدم العناصر النظامية من جبهة السفيرة مرورا بالنقارين والشيخ نجار سيقطع الشريان الرئيس الذي يصل بين الريف الشمالي والطرف الشرقي من المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة».
وكانت القوات النظامية أحرزت في الأشهر الماضية تقدما ميدانيا ملحوظا في حلب، حيث سيطرت على معامل الدفاع في منطقة السفيرة لتحكم قبضتها لاحقا على مطار حلب الدولي، ما سهل وصولها إلى منطقة الشيخ نجار المحاذية للمنطقة الصناعية التي تعد الأكبر في سوريا. وتمتلك المنطقة الصناعية موقعا استراتيجيا يخوّل القوات النظامية فصل مدينة حلب عن ريفها الخاضع لسيطرة المعارضة.
ويعبر نعناع المطلع على مجريات الأوضاع الميدانية في حلب عن خشيته من سقوط هذه المنطقة بيد القوات النظامية، مشيرا إلى أن «كتائب المعارضة استقدمت مقاتلين من الريف الغربي ومن مدينة إدلب لمؤازرة عناصر الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين وجبهة النصرة، المتمركزين على جبهة الشيخ نجار للدفاع عن المنطقة الصناعية».
وكانت كتائب عسكرية معارضة في حلب، أعلنت عن تشكيل غرفة عمليات تحت اسم «الفتح المبين» لـ«مواجهة القوات النظامية في الجبهة الجنوبية لمدينة حلب»، بحسب بيان مصور جرى بثه على موقع «يوتيوب». وضمت الغرفة كلا من حركة «فجر الشام» الإسلامية وحركة «أحرار الشام» الإسلامية التابعة لـ«الجبهة الإسلامية»، إضافة إلى جبهة «النصرة» وحركة «حزم» التي تضم كتائب سابقة في الجيش الحر.
من جهتها، تعهدت «الجبهة الإسلامية» بمنع تقدم القوات النظامية على محور منطقة الشيخ نجار بالقرب من مدينة حلب، مشيرة إلى أن «فصائل تابعة لها قد سيرت أرتال مؤازرة كبيرة ضمت أكثر من 50 سيارة ومركبة لمواجهة تقدم القوات النظامية في المنطقة»، بالتزامن مع تحليق الطيران النظامي السوري فوق المدينة الصناعية والنقارين ومحيط كلية المشاة، وإلقائه عددا من البراميل المتفجرة.
وترجع مصادر معارضة أسباب تراجع كتائبها في حلب لانشغالها في المعارك ضد «داعش»، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن «انسحاب التنظيم المتشدد من مناطق في ريف حلب الشمالي سيساهم في تعزيز قوة المعارضة وتفرغها لمواجهة القوات النظامية». وتوضح أن «مشاركة عناصر عراقية من لواء أبو الفضل العباس العراقي بجانب القوات النظامية ساعدت في إحرازها تقدما على حساب كتائب المعارضة».
ويتقاسم الطرفان، النظام والمعارضة، السيطرة على مدينة حلب، ففي حين تسيطر القوات النظامية على الجزء الغربي من المدينة، تحكم كتائب المعارضة قبضتها على الجزء الشرقي. وبحكم امتداد سيطرتها على الريف خلال الأشهر الماضية، فإن كتائب المعارضة تمكنت من إحكام حصارها على المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في المدينة. لكن التقدم الأخير للقوات النظامية على جبهة الشيخ نجار سيقلب هذا الواقع رأسا على عقب ويجعل مناطق المعارضة ضحية الحصار النظامي.
ويتيح استخدام القوات النظامية لسلاح الجو وإلقاء البراميل المتفجرة على مناطق المعارضة، فرصة التقدم على حساب الأخيرة، خصوصا أن كتائب الجيش الحر لا تملك مضادات طيران تمكنها من تحييد سلاح الجو النظامي. وإلى جانب محاولتها إحكام الحصار على المعارضة، تسعى القوات النظامية عبر تقدمها الأخير إلى توسيع رقعة نفوذها الميداني في حلب إذ باتت تسيطر على مطار «النيرب» ومدرسة «المدفعية» ومركز «البحوث العلمية»، غرب المدينة. في حين يشهد طريق الخناصر الواصل بين الكلية العسكرية ومنطقة السفيرة نقاط تماس بين القوات النظامية وكتائب «الحر»، جنوب حلب.
وتحتفظ القوات النظامية بسجن حلب المركزي، شمال المدينة وبمطار كويرس شرقها. وإلى جانب هذه النقاط النظامية الاستراتيجية، تحكم العناصر النظامية قبضتها على معظم الأحياء الغربية من حلب المدينة. في المقابل، تسعى كتائب المعارضة للاحتفاظ بالمنطقة الشرقية لمدينة حلب، حيث ينتشر في أحيائها «لواء التوحيد» و«أحرار الشام» وبعض فصائل «الجبهة الإسلامية». وفي حين يتولى «جيش المجاهدين» السيطرة على الريف الشمالي لا سيما منطقة «مغارة الارتيق»، تنتشر عناصر جبهة «النصرة» في منطقة «النقارين» التي تشهد معارك عنيفة ضد القوات النظامية.
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت أمس بين كتائب الجيش الحر والقوات النظامية في جبهة الشيخ نجار ومحيط مطار حلب الدولي، في حين استهدف جيش المجاهدين بالدبابات مقرات القوات النظامية بمنطقة مجبل حريبل بريف حلب الجنوبي. وأفاد ناشطون بأن «كتائب المعارضة قتلت العشرات من القوات النظامية وعناصر لواء أبو الفضل العباس العراقي بعد تسللهم إلى منطقة كرم بيت بري والمناطق المحيطة بها قرب مطار النيرب العسكري بحلب»، بينما قصفت القوات النظامية براجمات الصواريخ حي مساكن هنانو.
 
النظام يضيق الخناق على يبرود آخر أهم معاقل المعارضة في القلمون و«داعش» تؤازر «النصرة» بدخول مخيم اليرموك وترفع رايتها على أبنيته

بيروت - لندن: «الشرق الأوسط» ... كثفت القوات النظامية من استهدافها لمدينة يبرود، آخر أهم معاقل المعارضة في القلمون بالبراميل المتفجرة، تزامنا مع اشتباكات عنيفة قرب مزارع ريما، وذلك بعد يوم على إعلانها السيطرة على بلدتي السحل والعقيبة. جاء ذلك بينما أعلنت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) دخول عناصرها إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، غداة انتشار عناصر من جبهة النصرة الإسلامية في أنحائه، خشية من اقتحام نظامي وشيك.
وألقت مروحيات نظامية براميل متفجرة بالقرب من يبرود، مما تسبب بأضرار مادية جسيمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، موضحا أن «هذه الغارات تأتي بعد يوم من مقتل 15 مقاتلا معارضا على الأقل في اشتباكات عند بلدة السحل». ونقل «المرصد» عن ناشطين ميدانيين قولهم، إن «القتال لا يزال مستمرا للسيطرة على منطقة السحل».
وكانت قناة «المنار» الناطقة باسم حزب الله اللبناني، عرضت أول من أمس، صورا لجنود نظاميين قالت إنهم نجحوا في اقتحام بلدة السحل وطرد ما سمتهم «المسلحين» منها. وتقع البلدة على مسافة ستة كيلومترات من يبرود، أبرز معاقل المعارضة في القلمون التي تحاول القوات النظامية استعادتها من خلال حملة عسكرية واسعة بدأت قبل نحو ثلاثة أسابيع.
وفي السحل قال ضابط في الجيش: «نلاحظ حالة ارتباك وانهيار شديد لدى المجموعات المسلحة»، مضيفا: «السحل ذات أهمية كبيرة، لأنها تعد خط الدفاع الأول عن مدينة يبرود»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف وهو يدل على المدينة الواقعة على بعد كيلومترين من السحل وتفصل بينهما تلة صغيرة: «أحكم ما يشبه الطوق على يبرود، نحن ننتظر الأوامر للتقدم نحو فليطة».
وتقع فليطة على بعد كيلومتر من السحل، ومن شأن دخول قوات النظام إليها قطع الطريق على مقاتلي المعارضة بين يبرود وبلدة عرسال اللبنانية الواقعة في الجانب الآخر من الحدود، واستكمال الطوق حول المدينة التي تتعرض منذ أكثر من ثلاثة أسابيع لهجوم عنيف من قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني، بحسب المرصد السوري وناشطين على الأرض.
والسحل ذات طبيعة جغرافية جرداء خالية من الشجر، تحيط بها تلال منطقة القلمون الجبلية. ويرى ناشطون معارضون في هذه الطبيعة الجبلية عنصرا يجعل دخول يبرود عسكريا عملية صعبة.
وبدأت معركة القلمون في نهاية السنة الماضية، وتمكن خلالها الجيش السوري من التقدم إلى بلدات وقرى كثيرة طاردا منها المجموعات المسلحة، بينما تسبب الهجوم بحركة نزوح واسعة معظمها إلى لبنان المجاور. وتشكل القلمون همزة وصل بين دمشق ومحافظة حمص في وسط البلاد. ويعد هذا الامتداد الجغرافي حيويا بالنسبة إلى النظام، على صعيد الإمدادات والسيطرة السياسية. كما أن سيطرة النظام على القلمون بأكملها من شأنها أن تحرم المعارضة في ريف دمشق من قاعدة خلفية مهمة.
وتعد معركة يبرود مصيرية كذلك بالنسبة إلى حزب الله الذي يتهم مجموعات مسلحة بتفخيخ سيارات في يبرود وإرسالها لتفجيرها في مناطق محسوبة عليه في لبنان عبر الحدود الواسعة التي تنطوي على الكثير من المعابر غير القانونية.
من جهة أخرى، أعلنت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) دخول عناصرها إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق.
وأشار تنظيم «داعش»، في بيان نشره عبر حسابه على موقع «تويتر»، إلى أن مقاتليه تمكنوا بالاشتراك مع بعض الفصائل المقاتلة في مخيم اليرموك من طرد ما سمتهم «شبيحة أحمد جبريل»، في إشارة إلى مقاتلي الجبهة الشعبية القيادة العامة المتحالفين مع النظام السوري. وقال التنظيم إن مقاتليه مشطوا المباني التي كان يوجد فيها عناصر «الجبهة الشعبية» ورفعوا «رايات التوحيد»، على أبنية المخيم.
وفي حين توحي هذه الخطوة بأن تنظيم داعش بات في تحالف مع «النصرة» في مخيم اليرموك بمواجهة القوات النظامية، علما بأنهما يتواجهان في شمال سوريا وشرقها، قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، إنه على الرغم من دخول «داعش» إلى اليرموك، لكن «النصرة» لا تزال القوة الجهادية الأكثر تنظيما داخل المخيم.
ولم يستبعد عبد الرحمن أن يكون دخول «داعش» إلى المخيم نتيجة التحذيرات التي وجهها النظام السوري أول من أمس، متوعدا باقتحام المخيم في حال لم يخله المقاتلون الإسلاميون. وأشار مدير المرصد السوري إلى أن «الأوضاع الميدانية في المخيم شهدت اليوم (أمس) هدوءا حذرا»، مرجحا حصول «تصعيد عنيف في الساعات المقبلة»، علما بأن جبهة النصرة أعادت انتشارها في المخيم قبل يومين، متهمة القوات النظامية بخرق اتفاق «الهدنة» الذي عقد منتصف الشهر الماضي، وأدى إلى إدخال مساعدات إنسانية إلى القاطنين فيه.
ويأتي دخول «داعش» إلى اليرموك بعد بروز قوة هذا التنظيم في ريف دمشق في الآونة الأخيرة، رغم ضراوة المواجهات التي يخوضها ضد فصائل المعارضة في شمال سوريا وشرقها. ويحمل معارضون تنظيم داعش مسؤولية إفشال الهدنة التي سبق أن توصل إليها طرفا النزاع في منطقة ببيلا بريف دمشق، حيث اقتحم عناصر «داعش» البلدة وأقدموا على رفع راياتهم فوق مبنى بلديتها. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد أول من أمس بإعدام تنظيم داعش أكثر من 15 قياديا معارضا منذ منتصف الشهر الماضي بريف دمشق.
وفي ريف حمص، قصفت القوات النظامية بالمدفعية الثقيلة تجمعا للنازحين السوريين بمدينة الحولة، بحسب ناشطين، إذ استهدف «قصف نظامي أماكن تجمع النازحين بأحد المساجد وبعض المنازل السكنية بالحولة». وأوضح المصدر ذاته، أن «المدينة تعاني أوضاعا إنسانية صعبة بسبب القصف المتواصل، وقطع طرق الإمداد المؤدية إليها من جانب القوات النظامية».
وفي دير الزور، تمكنت القوات النظامية من إحراز تقدم على جبهة مطار دير الزور العسكري بعد «مساعدة من لواء أبو الفضل العباس العراقي»، بحسب ما نقلته مواقع معارضة عن الناطق باسم لواء «بشائر النصر» الذي يحاصر مطار دير الزور العسكري، بشير العباد، مشيرا إلى أن «قوات المعارضة رصدت اتصالات لا سلكية بين عناصر عسكرية عراقية في منطقة المطار ما يؤكد مشاركتهم لقوات النظام في الجبهة».
وتشهد جبهة مطار دير الزور تصاعدا في الاشتباكات العسكرية، خصوصا قرب المطار الخاضع لسيطرة القوات النظامية.
 
براميل الأسد تمطر يبرود والمخابرات توقف المخرج محمد ملص لساعات
الائتلاف يمثل سوريا في القمة العربية
المستقبل.... أ ف ب، رويترز، الائتلاف الوطني السوري، المرصد السوري
أعلن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أنه سيتسلم مقعد سوريا في جامعة الدول العربية في قمة الكويت أواخر الشهر الجاري، في تطور سياسي سيترك أثراً إيجابياً على المعارضة السورية التي تواجه تصعيداً ميدانياً عنيفاً من قبل نظام بشار الأسد، خصوصاً في منطقة القلمون حيث تعرضت بلدة يبرود لمزيد من القصف بالبراميل المتفجرة، فيما عمدت مخابرات النظام إلى توقيف المخرج المعروف محمد ملص لساعات.
وأعلن مدير مكتب الائتلاف في مصر قاسم الخطيب، أن رئيس الائتلاف أحمد الجربا سيتسلم رسمياً مقعد سوريا لدى الجامعة العربية في قمة الكويت المقبلة التي تقام يومي 25 و 26 آذار الجاري.
وأضاف الخطيب في تصريح صحافي من اسطنبول، أن الائتلاف سيصبح ممثلاً في الجامعة العربية في قمة الكويت حيث يتسلم الجربا شخصياً المقعد كما أنه سيُشارك في القمة ممثلاً لسوريا، في حين سيكون هيثم المالح مُمثلاً للائتلاف كمندوب دائم لدى الجامعة.
وأشار الخطيب إلى أن الهيئة العامة للائتلاف أقرت خلال اجتماعاتها التي تُقام هذه الأيام في اسطنبول، أن تعقد اجتماعاً لهيئة الائتلاف المكونة من 120 عضواً في مقر الأمانة العامة للجامعة الأسبوع المقبل.
وأوضح أن هذا الاجتماع يعطي رمزية هامة للائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، مشيراً إلى أن الجامعة رحبت بالمعارضة واجتماعها، وكذلك الحكومة المصرية رحبت بانعقاد الاجتماع على أراضيها، وداخل مقر الأمانة العامة للجامعة العربية.
يُذكر أن مصادر من داخل الائتلاف السوري المعارض قالت الثلاثاء الماضي، إن «الائتلاف يعتزم نقل اجتماعاته إلى القاهرة»،
مشيرةً إلى أن «ذلك لا يعني أن هناك تغيراً في المواقف أو التعاطي مع حكومة أنقرة». وبينت المصادر أن «اجتماع الهيئة العامة سيكون يومي 8 و9 من الشهر المُقبل في القاهرة بنصاب شبه كامل بعد عودة عشرات المنسحبين وسيترأس الاجتماع رئيس الائتلاف أحمد الجربا».
وسيجتمع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب في دورته الـ41 برئاسة المملكة المغربية يومي 5 و6 من الشهر نفسه في مقر الأمانة العامة.
سياسياً أيضاً وفي تعقيب على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول «تصميم الهيئة الدولية على إعادة السوريين إلى طاولة المفاوضات»، أكد عضو الهيئة السياسية وكبير مفاوضي وفد الائتلاف هادي البحرة أن «الائتلاف الوطني يؤمن بتلازم المسارات في المسألة السورية ويضع المسار السياسي كأولوية نصب أعينه، لكن لا بد من وجود الإرادة السياسية لدى نظام الأسد للمضي إلى جولة جديدة من المفاوضات بروح إيجابية، والالتزام بالخروج بحل حول آليات تطبيق بيان جنيف1 كاملاً بدءاً بعملية الانتقال السياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالي تمثل الأداة والجهة المخولة بتنفيذ بيان جنيف، والوصول إلى تحقيق بيئة آمنة ومحايدة تمكن الشعب السوري من استعادة حقوقه الدستورية».
كما حضرت الأزمة السورية أمس في اجتماع الدورة الثلاثين بعد المئة للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية برئاسة النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الذي دعا المجتمع الدولي إلى التحرك إزاء الوضع المتفاقم في سوريا.
وقال الحمد الصباح في كلمته في افتتاح الدورة «إننا نجد أنفسنا أمام وضع مؤلم في سوريا نتيجة لنزيف الدم المستمر فيها للعام الثالث على التوالي وتصاعد دوامة العنف وتدهور وتفاقم الأوضاع الإنسانية داخل سوريا وخارجها، الأمر الذي يضع العالم بأسره أمام تحدٍ كبير يستلزم التدخل السريع والفعَال من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومن خلال مجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات الكفيلة والرادعة لحماية المواطنين العُزَل والحفاظ على حياتهم وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية».
ميدانياً، قصفت قوات الأسد بالبراميل المتفجرة منطقة ريما قرب مدينة يبرود، ونفّذ الطيران الحربي غارتين جويتين على جرود بلدة فليطة الواقعة على الحدود السورية ـ اللبنانية في منطقة القلمون، وسط اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى في المنطقة.
وإلى ذلك، أوقفت مخابرات نظام الأسد المخرج السوري المعروف محمد ملص ساعات عدة أثناء توجهه الى الحدود اللبنانية في طريقه الى سويسرا حيث يشارك أحد أفلامه في مهرجان سينمائي، بحسب ما ذكر أحد أصدقائه.
نقلت وكالة «فرانس برس» عن صديق لملص قوله «اتصل بي (ملص) ليقول لي إن المخابرات السورية أوقفته على الحدود السورية - اللبنانية وطلبت منه مرافقتها».
وملص مقيم في دمشق، ويقول صديقه إنه «كان يتوجه الى بيروت ومنها الى جنيف للمشاركة في مهرجان يعرض فيلمه سلم الى دمشق» الذي أنتج في 2013.
وولد محمد ملص في 1945، وهو من أبرز المخرجين السوريين، وحازت أفلامه وبينها أفلام وثائقية عديدة، الكثير من الجوائز العربية والدولية.
وكان ملص من داعمي الانتفاضة السلمية ضد نظام بشار الأسد منذ أن انطلقت في آذار 2011.
ووصفت صحيفة «غارديان» البريطانية فيلم «الليل» الذي أخرجه العام 1992، بأنه من أفضل عشرة أفلام عربية. ومنع بث الفيلم في سوريا أربع سنوات. وهو يحكي قصة مواطنين من بلدة القنيطرة السورية في هضبة الجولان المحتلة في أجزاء كبيرة منها من إسرائيل.
 
المعارضة توجّه ضربات مؤلمة للنظام في درعا وإدلب
المستقبل.. المرصد السوري لحقوق الانسان
وجهت المعارضة السورية المسلحة ضربات موجعة لقوات النظام والميليشيات الحليفة له في كل من محافظتي درعا وإدلب فيما تواصلت المعارك بين الطرفين في باقي أنحاء سوريا، وخصوصاً في منطقة القلمون في ريف دمشق وفي حلب.
فقد قتل عدد كبير من عناصر قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام، خلال اشتباكات مع الجيش الحر الذي فجر مقاتلوه مكاناً يتحصن به عناصر الدفاع الوطني في بصرى الشام، في محافظة درعا.
وفي إدلب سيطر مقاتلو المعارضة على حواجز الأشقر والدريم لاند والمسطومة عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام وقوات الدفاع الوطني، وسط وقوع خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية والمسلحين الموالين لها.
وتعرضت مناطق في مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب لقصف من قبل قوات النظام. ودارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في محيط معسكر وادي الضيف منذ نحو ثلاثة أيام، فيما سيطر مقاتلو المعارضة على حاجز الفنان في مدخل مدينة خان شيخون، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.
وفي دمشق دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط حي جوبر، وترافق ذلك مع قصف طاول أنحاء متفرقة من الحي.
وسقطت براميل متفجرة في محيط مخيم خان الشيخ في ريف دمشق، ونفّذ الطيران الحربي غارتين جويتين على جرود بلدة فليطة الواقعة على الحدود السورية ـ اللبنانية في منطقة القلمون. كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة منطقة ريما قرب مدينة يبرود، وسط اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة اخرى في المنطقة، كما تعرضت اطراف بلدة زاكية لقصف من قبل القوات النظامية، كما فتح قناص من قوات النظام النار على مدنيين في بلدة مضايا وسقط بسبب ذلك شهداء.
وقصفت قوات النظام منطقة معبر كراج الحجز في حلب، بعدما كان قناصته فتحوا النار على المدنيين هناك، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وضباط من «حزب الله» وبين مقاتلي المعارضة في محيط قرية عزيزة وسط تقدم لمقاتلي المعارضة على هذه الجبهة.
وفي حماة نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقال عشوائي في حيي الحميدية والقصور طالت عدداً من السكان، فيما استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وبين مقاتلي المعارضة على الاتوستراد الدولي جنوب بلدة مورك، وسط قصف الطيران الحربي المنطقة الغربية من البلدة، كما قصفت قوات النظام مناطق في بلدتي طلف وحربنفسه في ريف حماه الجنوبي.
 
الحياة في مناطق المعارضة جنوب دمشق ... قبل وصول الميلشيات الموالية للنظام
الحياة...دمشق - رويترز-
في السادسة من صباح يوم في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أيقظ مسلحون هند وأسرتها واقتادوهم من بيتهم بتهمة التعاون مع نظام الرئيس بشار الاسد. هند (38 عاماً) قالت: «كانوا يقتادوننا إلى حتفنا، إذ كانوا قد قرروا إعدامنا لأننا حسبما قالوا متعاونون (مع الحكومة)، وظللت أقول لأختي وهم يسيرون بنا في الشارع ألا تقلق فالله يحفظنا».
عاشت هند طوال ما يزيد على العامين منذ بدأت الانتفاضة السورية المسلحة ترسخ وجودها في ضواحي دمشق كواحدة من الموالين للنظام بصراحة، بينما كان مقاتلو المعارضة يبسطون سيطرتهم تدريجياً على المناطق المحيطة بها.
واختبأ أشقاء هند الثلاثة عندما سيطر مقاتلو المعارضة على منطقتها في كانون الأول (ديسمبر) 2012، لكن هند، وهي ابنة لاجئ فلسطيني، اختارت البقاء مع شقيقاتها ورعاية والدها المسن، وقالت: «أنا لاجئة بالفعل، ولن أكون لاجئة مرتين. وفضلاً عن ذلك أين نذهب؟».
وكان قرارها البقاء في بيتها -وهو أمر نادر المثال في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات والذي هجر ملايين السوريين من ديارهم- بدايةَ علاقة محفوفة بالخطر مع المقاتلين أدت في النهاية إلى قرار مجلسهم المحلي إعدامها. وتقول هند إن الإعدام كان مصيرها هي وشقيقاتها لولا أن أفلتن منه عندما شنت قوات الأسد هجوماً لاستعادة منطقتها قبل ثلاثة أشهر.
وتوضح قصةُ هند، التي تبدأ باندلاع الاحتجاجات المناهضة للأسد في آذار (مارس) العام 2011، رحلةَ سورية من الدعوات المبكرة للإصلاح بطريقة سلمية إلى الحرب الأهلية الدامية التي أودت بحياة 140 ألف شخص، بعد مواجهة قوات النظام المطالب السلمية بالعنف العشوائي والقتل والاعتقال. وتتداخل تجربتها أيضاً بشكل وثيق مع صعود قوة جماعات المعارضة المسلحة في دمشق ثم هبوطها.
اللجوء إلى السلاح
تفجرت التظاهرات في المنطقة التي تعيش فيها هند في أوائل العام 2011، وكان ما حركها في البداية تأييد الاحتجاجات في مدينتي درعا (جنوب) وحمص (وسط)، أول مركزين للانتفاضة، وكانت التظاهرات سلمية في البداية.
تقول هند مستعيدة ذكرى أحداث تلك الفترة: «ثم بدا الأمر وكأننا ذهبنا إلى الفراش ليلاً واستيقظنا في الصباح لنجد بعض الرجال الذين عرفناهم دائماً جيراناً لنا يحملون السلاح، لكن عددهم كان صغيراً للغاية آنذاك، ولم يتجاوزوا العشرين».
وتقول إن هؤلاء المسلحين سرعان ما فروا من الحي خلال بعض الغارات الأولى للقوات الحكومية، لكنهم عادوا بعدها بقليل ومعهم مزيد من السلاح، عندما خففت السلطات السورية مستوى تشديد الأمن في ما يبدو.
وتطور الوضع بسرعة منذ ذلك الحين، ومع حصول المقاتلين على مزيد من الأسلحة الخفيفة، بدت منطقة هند بأكمها وكأنها صارت منطقة عسكرية، وسرعان ما أصبح من المستحيل على القوات الحكومية دخولها من دون أن تمنى بخسائر كبيرة.
وتقول هند، وهي مسلمة متدينة ولا تخرج من بيتها من دون حجاب: «وبمرور الوقت زاد المقاتلون تشدداً على تشدد، وطالت لحاهم ثم طالت». ثم بدأ وصول المقاتلين الأجانب، وتقول هند إنهم جاؤوا «من الأردن وليبيا وتونس، بل وقابلت شيشانياً»، مضيفة أن أعدادهم كانت قليلة «ربما بضع عشرات أو نحو ذلك».
ولم تر هند سبباً يدعوها لتأييد المعارضة المسلحة، وهي تتهمها بالقضاء على الاستقرار الذي تمتعت به البلاد لسنوات: «كانت الأمور بخير، وكانت الحياة رخية، وفي كل مرة يشكون فيها (المقاتلون) ارتفاع الأسعار أقول لهم مذكِّرة: لا تريدون أن تدفعوا 200 ليرة سورية في كيس الحمص؟ فلم فعلتم هذا إذاً؟».
ويماثل موقفها ما يشعر به كثير من الموالين للأسد والسوريين المترددين في الانتفاضة والذين يحمِّلون المعارضة المسلحة وحدها المسؤولية عن اضطراب الأحوال والانهيار الاقتصادي.
تحدي المقاتلين
وتحمّلت هند والسكان الباقون في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، العزلةَ وحصار القوات الحكومية على مدى شهور طويلة، إلى أن تراجع المقاتلون في النهاية قبل بضعة أسابيع.
وكانت الحياة في المنطقة، التي سرعان ما انهار فيها النظام والقانون، «تراوح بين المأساة والملهاة» كما اعتادت هند أن تقول للمقاتلين في شارعها ساخرة منهم.
وذات مرة رفعت شبشبها على مقاتل مهددة بضربه وهما يتجادلان بغضب حول المسؤول عن نهب الغذاء، وقالت ضاحكة: «صاح بي قائلا: أقسم بالله لأضربنك بالرصاص أنت وأخواتك وأباك وبعدها سأطلق رصاصة على رأسي، فقلت له: لا بد أنني مهمة حقاً حتى أجعلك تقتل نفسك، وعندها جن جنونه».
ورفضت أن تبيع الخبز للمقاتلين خلال الأشهر التي سبقت حصار القوات الحكومية، ولم يكن أحد آنذاك غير النساء يستطيع الذهاب إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بسهولة نسبية ويعود بالغذاء والدواء اللذين تمس الحاجة إليهما، وإلى جانب الغذاء كان بعض النساء يهرِّبن السلاح والعتاد من خلال نقاط التفتيش الحكومية، وهو أمر رفضت هند أيضا أن تفعله.
لا مكان للشبان
وأقر فاروق الرفاعي، وهو ناشط إعلامي من المعارضة المسلحة لشؤون جبهة دمشق الجنوبية، التي تشمل منطقة هند، بأنه «لا يمكن أي رجل في سن الخدمة العسكرية البقاء في مناطق المعارضة المسلحة إن كان موالياً للحكومة صراحة، لكن الموالين من النساء وكبار السن يُتركون لحالهم»، مضيفاً أن «أفراد الجيش السوري الحر في تلك المناطق لم يكونوا متطرفين، ووعدوا بعدم إيذاء الموالين للحكومة الذين يعيشون في وسطهم، شرط ألا يتعاونوا مع النظام». وأضاف أن «بعض الأسر الموالية بقيت، لكن لم يبق من الرجال من هم في سن الخدمة العسكرية». وتابع أن «منطقة جنوب دمشق بأكملها لم تشهد سوى حالة إعدام علني واحدة، بموافقة القيادات المعنية لمتعاونين مع الحكومة، وكان ذلك حين أعدم ثلاثة رجال الصيف الماضي».
وتقول هند إن المقاتلين أرادوا إعدامها عندما بات واضحا أنهم يخسرون المعركة وشكوا في أن لها دوراً في نقل المعلومات، وتنفي هذا الاتهام.
وكانت تجد صعوبة في نطق كلماتها السريعة وسط أنفاسها اللاهثة ودموعها المنسالة وهي تذكر اليوم الذي ظنت فيه أنها ستموت، وتروي القصة من دون ترتيب وبجمل قصيرة، فتتوقف بين الحين والآخر لشدة الانفعال.
وزعم المقاتلون أنها تتعاون مع القوات الحكومية، وسألها مستجوبها لماذا تقضي وقتاً مع أصدقائها في حي السيدة زينب الذي تسيطر عليه القوات الحكومية ويبعد مسيرة عشر دقائق على القدمين ويقيم فيه الآلاف من الفارين من المناطق المحيطة. وقالت وهي جالسة في بيت صديقتها في ذلك الحي: «قلت له: أتسألني عن صديقتي التي تعيش في السيدة زينب؟ كل أسرتك تعيش في السيدة زينب... فماذا في أن يكون لي صديقة تعيش في السيدة زينب؟».
ويقع بيت هند في إحدى الضواحي المترامية التي تحيط بحي السيدة زينب، وقد طلبت من «رويترز» عدم تحديد الضاحية وتغيير اسمها، قائلة إن المقاتلين الذين ما زالوا يريدون قتلها سيتمكنون من التعرف إليها. وقالت إنه لم يبق من السكان المدنيين في منطقتها سواها هي وشقيقاتها ووالدها وأسرتين أخريين. وكانوا يعيشون قرب شبكة طرق تنشط عليها حركة المرور عادة، أما الآن فتحيط بهم الأنقاض من كل جانب.
ويعم الدمار المنطقة بسحابة رمادية لا يكسر امتدادها إلا أنقاض متناثرة أو حطام يعلوه السواد أو معادن صدئة. وقد انهارت بعض المباني طابقاً فوق طابق ونهب الألومنيوم من نوافذها منذ وقت طويل. وتقيم قوات الأمن السورية الآن حواجز تفتيش داخل المنطقة وتعتبرها منطقة عسكرية غير مسموح لمعظم المدنيين بدخولها.
السير نحو الموت
وكانت استعادة القوات الحكومية، مدعومة بالميلشيات الشيعية وعناصر «حزب الله»، المنطقةَ قبل ثلاثة أشهر هي التي عرضت حياة هند لخطر الموت -وفق روايتها- ثم أنقذت حياتها في آخر دقيقة. وتذكر هند كيف ظلت متماسكة أثناء استجوابها من جانب المقاتلين الذين كانوا يشتبهون في أنها تساعد الجيش «حتى وقلبي يسقط بين قدمي». وعندما قال لها مستجوبها أن تنتبه إلى ما تقول وتخفض صوتها، رفضت قائلة إنها لم ترتكب جرماً، وقالت: «قال لي: لا مشكلة، عندما يعود المفتي بعد تحرير سبينة سينفذ إعدامك بنفسه». لكن مقاتلي المعارضة المسلحة خسروا بلدة سبينة القريبة وتقدمت القوات الحكومية بسرعة نحو حي هند.
وعرف المقاتلون أنهم سيخسرون معركتهم قريباً، وسمعتهم هند في منتصف الليل يرددون أغاني الأسف والحزن في الشوارع وقد أوشكت ذخيرتهم على النفاد، وشعروا بأن قائدهم تخلى عنهم، فارتدوا ملابس الجيش آملين أن يتمكنوا من الفرار في ظل التشوش. وانسحب كثيرون في تلك الليلة آخذين أسرهم معهم إلى مناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة جنوبي دمشق، مثل مخيم اليرموك والحجر الأسود. وقالت هند: «لكن القليلين الذين بقوا كانوا مصممين على إعدامنا قبل أن يغادروا المنطقة. اقتادونا إلى آخر الشارع، وكانت مجموعة منهم تسير أمامنا وواحد آخر خلفنا. وكانت أختي تسير بجواري ودموعها تسيل على خدها». وأضافت وقد حبست أنفاسها واغرورقت عيناها بالدموع: «ثم وقع انفجار ضخم. كانت ضربة من الجيش، وتبعثر المقاتلون وعمت الفوضى. رفعت عيني فرأيت الجيش. كان أغلب الأفراد من جماعة حزب الله (اللبنانية)، أخذت أجري جيئة وذهاباً وأصرخ. وأعتقد أنني بدأت أقبلهم وأبكي. لم يفهموا تصرفاتي وداخلهم الشك، ثم أدركوا أنني في حالة هيستيريا. لقد وهبني الله حياة ثانية».
 
 
75 قتيلاً من "حزب الله" وقوات النظام في يوم واحد... القلموني لموقعنا: "حالش" يبحث عن نصر إعلامي
 المصدر : خاص موقع 14 آذار
يواصل "حزب الله" معاركع في القلمون، من أجل اسقاط منطقة يبرود الملاصقة للحدود اللبنانية. وما أن ارتفعت وتيرة المعارك زاد تدفق الاخبار عن سقوط قتلى الحزب وتشييعهم، ويبدو أن الصورة التي رسّخها جمهور الحزب بعد القصير مختلفة، فمنذ بداية المعركة حتى اليوم لا يمكن التحدث عن تقدم جدي في ظل معارك "الكر والفر".
مصادر سورية معارضة لاحظت أن "حزب الله غريق حتى النخاع في معارك القلمون"، مشيرة إلى "الفيديوهات التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتثبت التخبط الذي يعيشه، ومنها الذي يتضمن تسجيلات لما يتكلمه عناصر الحزب، إذ يقول أحدهم للاخر، أنه لم يعد يستطيع ضبط مموعته ويخشى حلول الليل والبقاء وحده في الموقع بعد خروج الجميع جراء سقوط قذيفة على الموقع".
ولاحظت أن "حزب الله يسجل خسائره مبكراً، ويرسل جثثه إلى لبنان ويستقدم المزيد من المقاتلين في شكل يومي، أغلبهم من فئة الشباب، ومنهم من هم أقل من عشرين سنة"، مؤكدة أن "المعارضة تعمل في شكل موحد تحت نطاق غرفة عمليات واحدة وستثبت لحزب الله أنه سيحتاج إلى أشهر لا بل سنوات من أجل التقدم في يبرود".
في ضوء ذلك، أكد أوضح مدير المركز الإعلامي في القلمون وعضو الهيئة العامة للثورة السورية عامر القلموني لموقع "14 آذار" أن "حزب الله يستلم قيادة المعركة إلى يبرود، ولا زالت أعنف الاشتباكات تدور في محيط هذه المدينة مع نهاية اليوم الـ 21 على التوالي من عمر الحملة العسكرية حيث تحتدم الحرب الاقليمية في الوكالة في هذا المكان"، وأضاف: "يمثل النظام "حزب الله" أو ما بات يعرف بـ "حالش" وفيلق البدر العراقي وميليشيات شيعية أخرى، اضافة الى قوات "النخبة" في الجيش السوري وهي الحرس الجمهوري وهذه العناصر تواجه القيادة العسكرية المشتركة في القلمون وجبهة النصرة والجبهة الاسلامية".
وقال: "بلغت حصيلة اليوم الـ 20 من المعركة، أكثر من 75 قتيلاً وحوالي 350 جريحاً وغالبيتهم في عداد "حزب الله" وقوات الأسد في محيط يبرود، خصوصاً من الحرس الجمهوري"، مشدداً على أن "هذه القوات لم تفلح حتى اللحظة بإحداث اي تقدم عسكري حقيقي على الأرض"، وأعتبر أن "اعلان السيطرة على قرية السحل، رغم عدم حدوث ذلك في شكل كامل، يشكل أكبر دليل على أن النظام وبرفقته حزب الله يسعيان إلى نصر وان كان معنوياً او اعلامياً في الوقت الراهن بسبب عدم القدرة على قلب الموازين على الارض لليوم 21" .
وختم: "إنها جولة جديدة من المعارك وتدور رحاها الآن في محيط المدينة حيث يتوقع أن يحمل الاسبوع المقبل في طياته عنوان المرحلة المستقبلية التي ستحكم المنطقة وستحدد مصير المعركة التي لطالما طبل لها وزمر كل من نظام الأسد وحزب الله".
 
 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

موسكو تعتبر القرم «كياناً مستقلاً» وتنذر الجنود الأوكرانيين فيه بالاستسلام...لماذا تتمسك روسيا بشبه جزيرة القرم؟...60 بليون دولار خسائر الشركات الروسية نتيجة التدخّل في أوكرانيا...أوباما يتهم بوتين بخرق القانون الدولي.. ولافروف يرفض اتهامات واشنطن..

التالي

"حزب الله": مع الانتخابات الرئاسية ونريد رئيساً قادراً على جمع اللبنانيّين...مساعٍ بطريركية تواصلت من روما لاجتماع الأربعة كلام مسيحي عن رئيس قوي وليصل مَن يصل...إجتماع باريس لدعم لبنان يستهدف حمايته من تبعات الأزمة السورية..لبنان: البرلمان يرجئ انعقاده للمرة العاشرة.. وحزب الله يرفض التفاوض على «حق المقاومة»....«البيان» بين تفاؤل وتشاؤم في انتظار إجتماع الجمعة....حملة التهجّم تتدرّج إلى استهداف الرئاسة مؤتمر الإليزيه: دعم جماعي وإعلان بعبدا

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,202,282

عدد الزوار: 6,940,261

المتواجدون الآن: 119