خوجة وجنبلاط: تفاصيل العتب

تاريخ الإضافة الأربعاء 12 آب 2009 - 6:16 ص    عدد الزيارات 4009    التعليقات 0    القسم محلية

        


كان الجو ثقيلا ملؤه العتب ذلك المساء (الاربعاء 5 آب) في منزل النائب وليد جنبلاط في كليمنصو. سأله الموفد الملكي السعودي الوزير عبدالعزيز خوجة، بعد كلام الترحيب واللياقات، لماذا اعتمد ذلك الاسلوب في 2 آب؟ وذكّره بوالده الزعيم الراحل كمال جنبلاط "الذي كان يحترم حلفاءه وحتى خصومه"، قال خوجة. واستغرب ما اعتبره تحاملا على القيادة المصرية "على رغم ان الرئيس حسني مبارك يقدرك ويعاملك معاملة مميزة". وانتقل الكلام الى وضع المنطقة ولبنان، لان الوضع حساس جدا ولا مجال فيه لاي خطأ في الحساب من اي طرف، لان الخطأ قد يكون مدمرا للمنطقة بأسرها وعلى رؤوس اهلها.
ثم التقط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الحديث عارضا وجهة نظره. اولا اشارة الى تضاؤل عدد اعضاء كتلته النيابية "اللقاء الديموقراطي"، وتناقصهم في السياسة خسارة. ثانيا مخاوفه من قرار ظني يصدر عن المحكمة الدولية ويقلب الوضع في لبنان رأسا على عقب وقد يؤدي الى حرب اهلية او حرب مع اسرائيل يتمدد فيها "حزب الله" عسكريا الى مناطق لا تقع في دائرة نفوذه الحالية والطبيعية. ثالثا، والاهم، شعوره بان التقارب السعودي – السوري يتحقق على حساب موقعه ومكانته لدى المملكة العربية السعودية ودول الاعتدال العربي، بمعنى استبعاده وتهميش دوره وحضوره.
الوزير السعودي كانت له وجهة نظر مختلفة حيال كل نقطة: اولا حققت قوى 14 آذار الفوز في الانتخابات واثبتت غالبيتها، وليس مهما ان تنقص كتلة اذا كان نقصانها لمصلحة الحلفاء. ثانيا المحكمة الدولية لم تعلن قرارها الظني بعد، وكل ما يحكى عنه تكهنات وتحليلات ليس عملا صائبا البناء عليها، ولن يصدر القرار الظني قبل ان تتوافر للبنان "شبكة امان" داخلية وخارجية لضمان استمرار الاستقرار ايا يكن القرار، فاللبنانيون ليسوا متروكين لا عربيا ولا دوليا. ثالثا ان اي تقارب سعودي – سوري هو لمصلحة لبنان وسلامه وامنه وسيادته وتعزيز صيغة العيش المشترك فيه.
قال خوجه ايضا لجنبلاط ان "مكانك ومكانتك محفوظان" عند العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز. ولفت مضيفه الى ان الترحيب السوري باستقباله ورفع الاجراءات القضائية المتخذة في حقه في دمشق لم يحصلا بسبب "خطاب البوريفاج" بل بفعل طلب من العاهل السعودي الى الرئيس السوري بشار الاسد، من اجل طي صفحة الماضي بين سوريا ولبنان وفتح صفحة جديدة، وان الملك عبدالله لبى بذلك طلبا من جنبلاط خلال زيارته الاخيرة للسعودية التي "تؤيد اي حوار وتقارب ومصالحة تخدم القضايا العربية واستقرار الدول العربية".
كان اللقاء ناجحا، انتهى بتأكيد خوجة لجنبلاط ان السعودية لا تزال تعتبره "صديقا عزيزا وحليفا رئيسيا". بناء على ذلك النجاح أطلق جنبلاط في اليوم التالي موقفا "تراجعيا" من القصر الجمهوري في بعبدا حيث أعلن انه لا يزال بجانب الرئيس المكلف سعد الحريري داعيا قوى 14 آذار الى تغيير في شعاراتها. وبناء على ذلك ايضا اتصل الحريري بجنبلاط وعاد من الخارج بعد 48 ساعة.
لكن ثمة معلومة لم يؤكدها سوى مصدر واحد، بينما أبدت المصادر الاخرى عدم علمها بأي شيء عنها، وهي أنه خلال زيارته الخاطفة للبنان التقى الوزير السعودي مبعوثا ايرانيا عالي المستوى وصل على عجل الى بيروت، واجتمع المبعوث ايضا بالامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وربما بجنبلاط. وتناولت محادثاته التهديدات الاسرائيلية والتطورات المحتملة بما فيها ما يمكن أن يصدر عن المحكمة.
وأوضحت مصادر لـ"النهار" ان شبكة الأمان للبنان التي تحدث عنها خوجة تعني ان يزور الحريري دمشق بعد  تأليف الحكومة، ويزورها ايضا جنبلاط وشخصيات أخرى من قوى 14 آذار. في الموازاة يزور رئيس مجلس النواب نبيه بري السعودية عن قوى 8 آذار ويلتقي الملك عبدالله، علما ان السفير السعودي في لبنان علي العسيري يتبع سياسة انفتاح على كل الافرقاء اللبنانيين تشمل "حزب الله" والحزب السوري القومي الاجتماعي و"تيار المردة" وغيرها. وفي الجدول ايضا زيارة علنية ذات مغزى وبناء على دعوة رسمية الى رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع للقاء الملك عبدالله.
وتجمع المعلومات على ان الرئيس المكلف سعد الحريري يتلقى نصائح عربية بالتعجيل في تشكيل الحكومة، واعتماد الصيغة التي اتفق عليها سابقا قبل "المفاجأة الجنبلاطية" اي معادلة 15 + 10 + 5. فهل هذه من "شبكة الأمان"؟ ايلي الحاج 


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,137,626

عدد الزوار: 6,756,230

المتواجدون الآن: 120