48 قتيلاً و250 جريحاً في سلسلة انفجارات ببغداد والموصل مخاوف من اشعال الصراع الطائفي لإعاقة العملية السياسية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 11 آب 2009 - 5:23 ص    عدد الزيارات 4723    التعليقات 0    القسم عربية

        


أوقعت سلسلة من الانفجارات في الاحياء الشيعية بالعاصمة العراقية بغداد وفي قرية خزنة قرب الموصل، أكثر من 48 قتيلاً و250 جريحاً، في يوم دموي عكس تدهورا امنيا هو الاشد منذ انسحاب القوات الاميركية من المدن العراقية في نهاية حزيران الماضي.
وعززت هذه الانفجارات المخاوف من عدم قدرة قوى الأمن العراقية التي أعيد بناؤها من الصفر بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، على حفظ الأمن وحدها.
ومزق انفجار شاحنتين مفخختين بفارق دقائق هدوء الفجر وتسبب بمقتل 28 شخصا وجرح 138 آخرين في قرية خزنة التي تقطنها غالبية شيعية على مسافة 20 كيلومترا شرق الموصل. وقد دمر أكثر من 40 منزلا في القرية التي تعيش فيها غالبية من جماعة الشبك وهم أقلية عرقية ذات أصول كردية.  
وتنتشر هذه الطائفة التي تتكلم لغة خاصة بها هي الشبكية، خليط من اللغات التركية والفارسية والعربية والكردية، في عدد من قرى الموصل ومحافظة نينوى، وتعمل في الزراعة والتجارة. وقد تعرضت لقمع شديد في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وكانت هدفا لاعتداءات من تنظيم "القاعدة" بعد الغزو. ويمثلها نائب واحد في مجلس النواب هو عضو في الائتلاف العراقي الشيعي الحاكم.
وروى شهود ان الانفجار خلّف اضراراً في كل منازل القرية، ولم يسلم منها اي مبنى. وقال محمد كاظم (37 سنة): "كنت نائما على سطح المنزل واستيقظت  اثر زلزال قوي وشاهدت غيمة كبيرة ترتفع الى السماء من الدخان والاتربة... بعدها باقل من دقيقة وقع انفجار آخر دفعني واسقطني ارضا وانهالت علي الحجار حتى اغمي علي".
وقال فلاح رضا (23 سنة) وهو يرقد في المستشفى: "قتل احد عشر فردا من عائلتي بالانفجار الثاني... انهار المنزل تماماً  علينا، الامر كان اشبه بزلزال عنيف".
وشبه احد المصابين الراقدين في المستشفى الانفجارين بيوم القيامة. وقال اسعد سالم: "كنت قد انتهيت من صلاة الفجر واحاول النوم، وقع الانفجار الاول الذي دمر كل شيء في بيتي... بعد لحظات وقع الانفجار الثاني الذي خلف عصفاً ترابياً دخل المنزل ظننت انه يوم القيامة وهذه نهاية الحياة".
ويذكر ان الكثير من العائلات تنام على سطوح منازلها بسبب الحر الشديد وانقطاع التيار الكهربائي في البلاد.

بغداد

وفي بغداد، استهدف اعتداءان تجمعاً للعمال الموسميين. وافادت مصادر في الشرطة ان "سبعة عمال على الاقل قتلوا و46 آخرين جرحوا في انفجار عبوة ناسفة وضعت داخل كيس للاسمنت". واضافت ان "تسعة عمال قتلوا و36 آخرين جرحوا في انفجار سيارة مفخخة في حي الشرطة الرابعة جنوب بغداد".
الى ذلك، قتل اربعة اشخاص وجرح 14 بينهم اربع نساء بانفجار عبوة ناسفة في حي الفرات بمنطقة السيدية جنوب غرب بغداد.
وكان قتل اكثر من 45 شخصا وجرح 300 اخرون الجمعة في سلسلة اعتداءات استهدف معظمها الشيعة وقد تخل بتوازن هش في بلد بدأ يتعافى من حرب طائفية.
وتراجعت اعمال العنف خلال الاشهر الاخيرة في معظم انحاء العراق، لكن الاعتداءات تتوالى بانتظام في العاصمة والموصل ثانية كبرى مدن البلاد حيث التمرد لا يزال مستمرا.
 ويقول بعض المحللين ان المتمردين يسعون الى اعادة اشعال الحرب الطائفية من أجل هدم العملية السياسية الهشة، بينما يسعى السياسيون العراقيون إلى تشكيل تحالفات مع جماعات عرقية وطائفية مختلفة قبل الانتخابات النيابية في كانون الثاني 2010.
وقال المحلل السياسي حميد فاضل: "هذه العمليات استباق للانتخابات المقبلة... الهدف واضح هو محاولة عرقلة العملية السياسية والعودة بالعراق الى مرحلة الصراع الطائفي او محاولة استعادة الوجه الطائفي للعملية السياسية في العراق".

كركوك

وفي كركوك، شدد قائد الشرطة اللواء جمال طاهر بكر على بقاء القوات الاميركية المقرر انسحابها من العراق في 2011 في هذه المدينة المتنازع عليها. ورأى ان بقاء هذه القوات ضروري لحفظ الاستقرار في المحافظة الغنية بالنفط والتي تشهد تجاذبات واختلافات بين الحكومة المركزية في بغداد، واقليم كردستان الذي يطالب بضمها.
وقال بكر: "آمل ان تبقى القوات الاميركية هنا حتى تصبح كل الامور على ما يرام". واستبعد  أي توتر بين العرب والاكراد، واصفا ما يجري بانه "مشاكل صغيرة"، مبديا ثقته بان الحكومة المركزية والسلطات الكردية ستتمكن من حل الاختلافات. وأضاف: "اعتقد ان حكومة اقليم كردستان تعرف ان مستقبلها مع العراق، والحكومة العراقية تعرف انه لمصلحتها ان تقيم علاقات جيدة مع حكومة الاقليم".
وتولى بكر قيادة الشرطة منذ ايار 2007 وأكد انه مذذاك لم يطلب مساعدة من القوات الاميركية او الكردية في حفظ الامن في مدن المحافظة.

(و ص ف، رويترز، أ ب)


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,048,429

عدد الزوار: 6,749,775

المتواجدون الآن: 112