مسؤول روسي: الحكومة السورية غير قادرة على أداء عملها...الحكومة الألمانية توافق على إرسال صواريخ باتريوت إلى تركيا ونشر 400 جندي...جثامين "كمين تلكلخ" العالقة في سورية... تفتح الجبهة "الراكدة" على محور "التبانة - جبل محسن"

كلينتون ولافروف يبحثان «نسخة جديدة» من اعلان جنيف...24 مطارا عسكريا سوريا يستخدم نصفها في الحرب.. والمعارضة تؤكد: لن تسلم من عملياتنا....تقارير ترجح استعداد النظام السوري لاستخدام الأسلحة الكيماوية، معلومات عن استخدامه قنابل فوسفورية في دير الزور

تاريخ الإضافة السبت 8 كانون الأول 2012 - 5:10 ص    عدد الزيارات 1965    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

كلينتون ولافروف يبحثان «نسخة جديدة» من اعلان جنيف
الحياة...واشنطن - جويس كرم
لندن، دبلن، موسكو - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - بحثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في العاصمة الارلندية دبلن مساء امس تطورات الازمة السورية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي. وسبق اللقاء الثلاثي اجتماع بين كلينتون ولافروف بحثا فيه في دور الابراهيمي. ويأتي اللقاء الثلاثي بينما تزداد المؤشرات الى تغير في موقف موسكو بما يمكن ان يشكل اساساً لتفاهم حول مخرج للازمة برعاية دولية. ويترافق ذلك مع التطورات الميدانية التي تشير الى تقدم قوات المعارضة في معارك دمشق وريفها.
وصرح الابراهيمي، بعد الاجتماع الثلاثي، بان روسيا والولايات المتحدة ستبحثان عن حل «خلاق» للازمة السورية. لكنه قال: «لم نتخذ اي قرارات مثيرة». واضاف: «اتفقنا على ان الوضع سيء واتفقنا على اننا يجب ان نواصل العمل معا لنرى كيف يمكننا العثور على سبل خلاقة لوضع هذه المشكلة تحت السيطرة».
وكان مصدر ديبلوماسي غربي افاد بان ان كلينتون ولافروف سيتحدثان، خلال اجتماعهما الثنائي، عن خطة أو تفاهم مشترك على كيفية المضي قدما، انطلاقاً من العرض الذي سبق ان قدمه الابراهمي امام الجمعية العامة للامم المتحدة ودعا فيه الى البحث عن مخرج على اساس التوافق الذي تم التوصل اليه في جنيف في آخر حزيران (يونيو) الماضي. وأشار المصدر إلى أن بعض التغيير على الأقل ربما يأتي من جانب روسيا. واضاف: «لا أعلم حقا ما قد يسفر عنه الاجتماع لكني اتوقع شيئا ما يستند إلى اعلان جنيف لأنه لا يمكنني تصور تغير الموقف الروسي بشكل كامل الآن بخصوص الأسد. لذا لا أتوقع شيئا جديدا تماما... ربما نسخة جديدة من إعلان جنيف».
وتأتي المحادثات الثلاثية قبل اجتماع لمجموعة «اصدقاء سورية» سيعقد في مراكش في الاسبوع المقبل، ويتوقع ان تتخذ فيه قرارات بزيادة دعم المعارضة السورية بالسلاح.
وفي تصريحات تعكس القراءة الأميركية للوضع الحالي لنظام الأسد ولدور روسيا في المرحلة الانتقالية، أكد السفير الأميركي لدى سورية روبرت فورد أن «أيام نظام الأسد معدودة» وأن الاقتتال في دمشق «سيتزايد والنظام يزيد من خسائره»، داعيا روسيا الى «ممارسة ضغوط أكبر على الأسد». وتحدث عن جهود في اطار مجلس الأمن، معتبرا أن توحيد المعارضة سيساعد في توحيد الموقف الدولي. وقال «أن الأسد وزمرته ليس لهم دور في المرحلة الانتقالية وعليهم الرحيل».
واكد فورد الذي كان يتحدث أمام «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية» في واشنطن أن «الصورة على أرض الواقع تتغير والمعارضة المسلحة تحرز تقدما على الأرض وخصوصا في شرق سورية»، واضاف «أن الاتجاه واضح على الأرض، عندما يغلق مطار دمشق وعندما يسيطرون على قواعد جوية فهذا مؤشر أن النظام يخسر». وتوقع ازدياد وتيرة الاقتتال في دمشق ورأى أنه رغم «استمرار التعاضد في القوة الرابعة والحرس الثوري فهم يخسرون على الأرض». لكنه حذر من «صعود المتطرفين في صفوف المعارضة وتعاون مجموعة جبهة النصرة مع القاعدة».
وشدد فورد الذي يدير الملف السوري في الخارجية الأميركية أن «الطريق الوحيد للخروج من الأزمة هو في حل سياسي» وكرر ثلاثة مرات أن «على بشار الأسد وزمرته الرحيل، وليس لهم دور في الحل السياسي». وقال أن على «النظام أن يفهم أن أيامه معدودة وأن المعارك حول دمشق ستتصاعد».
وفي اشارة الى الموقف الروسي من النظام السوري نقلت وكالة «انترفاكس» عن فلاديمير فاسيلييف رئيس كتلة حزب الرئيس بوتين في مجلس النواب، خلال لقاء مع وفد برلماني بريطاني، إن الحكومة السورية «عاجزة عن أداء عملها بشكل ملائم». واضاف ان الوقت أظهر أن هذه المهمة تتجاوز قدرات نظام دمشق. وذكر أن روسيا تبذل قصارى جهدها للمساعدة على إنهاء الصراع في سورية لكن نفوذها على القيادة هناك محدود.
في هذا الوقت تتجه الدول الاوروبية الى اتخاذ اجراءات اقل تشدداً من السابق في ما يتعلق بتزويد المعارضة السورية بالسلاح. ويعقد وزراء الخارجية الاوروبيون اجتماعاً في بروكسيل الاثنين المقبل ينتظر ان يقلص فترة تجديد حزمة العقوبات على سورية التي تشمل حظر الاسلحة إلى ثلاثة اشهر بدلا من عام، وذلك بهدف تسهيل إمداد المعارضين. واكد الوزير البريطاني لشؤون اوروبا ديفيد ليدينغتون ان حكومته ستضغط على شركائها الاوروبيين لتعديل حظر الاسلحة المفروض على سورية بحيث يتم السماح بتزويد المعارضين الذين يقاتلون بالاسلحة. وقال ان لندن ستدعم تعديل الحظر الاوروبي على الاسلحة قبل انتهاء المدة الحالية في آذار (مارس) 2013 بطريقة توفر المرونة الكافية لزيادة الدعم العملي للمعارضة السورية.
وكان الاتحاد الاوروبي وافق اواخر الشهر الماضي على تمديد فرض حظر على الاسلحة الى سورية لمدة ثلاثة اشهر اضافية بعد انتهاء الفترة الاولى في 30 تشرين الثاني (نوفمبر).
وزار سفير «الائتلاف الوطني» السوري في لندن وليد سفور مقر وزارة الخارجية البريطانية. ووصف مسؤولون في الوزارة اجتماعهم معه بانه «مؤشر الى التقدم الذي يحرزه الائتلاف».
من جهة اخرى كرر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا امس التحذير الاميركي للنظام السوري من استخدام اسلحته الكيماوية. وقال إن الولايات المتحدة حصلت على معلومات استخبارية تثير قلقا بالغا وتفيد بأن حكومة الرئيس بشار الأسد تدرس استخدام هذه الأسلحة لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن طبيعة المعلومات. واضاف «ما زلنا نشعر بقلق شديد من انه مع تقدم المعارضة لا سيما باتجاه دمشق فقد يدرس النظام بقوة استخدام الأسلحة الكيماوية.» وكرر بانيتا تحذير أوباما للأسد من العواقب وقال «لن أتكهن أو أعلق بشأن تلك العواقب المحتملة لكن أعتقد أنه يكفي أن أقول أن استخدامهم لتلك الأسلحة سيجتاز خطا أحمر بالنسبة الينا». وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد رد على التحذيرات الدولية للنظام السوري من استخدام هذه الاسلحة واعتبرها «مواقف مسرحية» وقال «لو كان هناك أسلحة كيماوية فلن تستخدم ضد شعبنا السوري ولا يمكن ان نقوم بعمل غير مسؤول في البلاد».
 
القوات النظامية «تتقدم ببطء» في ريف دمشق... وانفجار يهز مقر الهلال الأحمر السوري
دمشق، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز
تعرضت مناطق في محيط دمشق للقصف أمس من قبل القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين معارضين في مناطق عدة في ريف العاصمة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد ان ستة مقاتلين معارضين قتلوا «خلال اشتباكات مع القوات النظامية في الغوطة الشرقية ومدينة دوما (شمال شرق دمشق)»، بينما دارت اشتباكات على أطراف مدينة عربين ومحيط بلدة سقبا الواقعتين الى الشرق من العاصمة، ومحيط سرغايا الى الشمال الغربي منها.
وتعرضت مناطق عدة من ريف العاصمة منها زملكا وبيبلا وعقربا وبيت سحم والحجيرة والبويضة ودوما وحرستا وعربين وجسرين وجديدة عرطوز، للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي اشار الى وقوع انفجار في معضمية الشام (جنوب غرب) أدى الى سقوط جرحى وأضرار مادية.
وفي مدينة داريا (جنوب غرب) التي تحاول القوات النظامية اقتحامها، أفادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان وحدات نظامية واصلت «ملاحقتها لارهابيي جبهة النصرة (الاسلامية المتطرفة) التابعة لتنظيم القاعدة في داريا». وأشارت الى ان القوات النظامية «دكت أوكار التجمعات الارهابية في منطقة الكورنيش (في المدينة) وقضت على العديد من الارهابيين». ونقلت عن مصدر مسؤول قوله ان «اعلان تطهيرها (داريا) من الارهابيين» بات «قريبا». وقال ناشط من المدينة عرف عن نفسه باسم «ابو كنان» لـ «فرانس برس» عبر الانترنت ان القوات النظامية تحقق «تقدماً بطيئاً» في المدينة، وهي موجودة «في المنطقة الشرقية من داريا، اي (منطقة) البساتين». واضاف ان «مقاتلي الجيش السوري الحر (موجودون) على اكثر من محور»، ويسيطرون على «نحو 70 في المئة من المدينة». وتشن القوات النظامية في الفترة الاخيرة حملة عسكرية واسعة في محيط دمشق لتأمين شريط بعرض ثمانية كيلومترات في محيطها، لا سيما بعدما وصلت العمليات العسكرية الى محيط مطار دمشق الدولي.
واستمرت الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في مناطق مجاورة لطريق مطار دمشق الدولي كمدينة عقربا. وأفاد الناشطون بأن القصف شمل مناطق شمالي وشرقي وجنوبي البلاد منها الغوطة الشرقية وقرية الكستن بجسر الشغور وأحياء في مدينتي حلب ودير الزور. وأعلن الجيش الحر سيطرته على مطار عقربا العسكري القريب.
وأفادت شبكة شام والهيئة العامة للثورة السورية من ناحيتهما بأن الطيران الحربي التابع للنظام قصف بعنف مدينتي دومن وعربين وبلدات عقربا وبيت سحم وحران العواميد وبساتين المليحة وعدة مناطق بالغوطة الشرقية، كما تجدد القصف براجمات الصواريخ والمدفعية على مدينتي داريا والزبداني وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في الزبداني.
كما افاد التلفزيون السوري أن انفجاراً أمام مقر الهلال الاحمر العربي السوري أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل امس. وأضاف أن «إرهابيين من تنظيم القاعدة» فجروا عبوة ناسفة في سيارة ما ألحق أضراراً بمبنى الهلال الأحمر. وأظهر فيديو بث على الانترنت سيارة تحترق في الشارع أمام مقر الهلال الأحمر. وأظهر فيديو آخر السيارة المحترقة بعد الهجوم. وتعرض الهلال الأحمر العربي السوري للهجوم عدة مرات ويوجه أفراده الاتهامات إلى كل من الحكومة ومقاتلي المعارضة السورية بالمسؤولية عن الهجمات.
في محافظة حلب، قال المرصد ان اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة تدور «بالقرب من مطار منغ العسكري المحاصر منذ ثلاثة ايام»، مشيراً الى ان «مقاتلين من جبهة النصرة سيطروا، الاربعاء، على محطة توليد الكهرباء الحرارية في بلدة السفيرة في ريف حلب».
من جهته، نفى التلفزيون الرسمي «أنباء دخول المجموعات الارهابية المسلحة الى داخل المحطة الحرارية»، مشيراً الى «التعدي على محطة الغاز التي تغذي المحطة الحرارية وتبعد عنها كيلومتراً واحداً».
وفي ريف حماة أفادت الهيئة العامة للثورة بإحراق قوات النظام ستة منازل بالكامل وتنفيذها حملة اعتقالات بعد اقتحامها قرية شير. وتجدد القصف العنيف على حي طريق السد بدرعا المحطة بالتزامن مع حملة دهم وحرق للمحال التجارية يشنها جيش النظام في سوق المدينة وفق شبكة شام.
كما أحرقت قوات النظام عددا من المنازل في قرية بكاس بالحفة بريف اللاذقية وفق الهيئة العامة للثورة التي أشارت إلى قصف طيران النظام بالبراميل المتفجرة قرى في ناحية ربيعة بريف اللاذقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وشرقاً في دير الزور أكد الجيش الحر أنه يواصل حصار مطار دير الزور العسكري منذ عدة أيام للسيطرة عليه، في حين أفادت شبكة شام بأن الطيران الحربي قصف حي الحميدية بالتزامن مع القصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على معظم أحياء دير الزور وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام. جاء ذلك في أعقاب يوم دام حيث أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمقتل سبعين شخصاً الأربعاء معظمهم في دمشق وريفها وإدلب.
 
«شرطة ملثمة» في مدينة الباب لوضع حد لـ «ترهيب» مقاتلي المعارضة
الباب (سورية) - أ ف ب
في ثكنة انتزعها مقاتلو المعارضة من قوات بشار الأسد في مدينة الباب في شمال سورية، يستقبل أبو إسلام الذي يقود شرطة جديدة تم تشكيلها، المواطنين الذين يتهمون المقاتلين بممارسة «الترهيب والسلب والتخريب».
وفي هذه المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون والواقعة على بعد 30 كيلومتراً إلى شمال شرقي مدينة حلب التي تشهد معارك يومية منذ أكثر من أربعة أشهر، بات بإمكان السكان اللجوء إلى 80 متطوعاً يشكلون «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
مهمة هؤلاء وضع حد للتجاوزات التي يرتكبها المقاتلون لا سيما السرقات أو الأضرار التي يرى السكان أنها تحل بالممتلكات منذ سيطرة المعارضين على المدينة في تموز (يوليو) الماضي. ويقول أبو إسلام، قائد هذه الشرطة الجديدة من نوعها وتعد من الأوائل في سورية، إن تأسيسها في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي جرى «بعد الحديث مع كل الكتائب المقاتلة في الباب».
على رغم ذلك، ما زال عناصر هذه الشرطة يرتدون الأقنعة خوفاً من أعمال انتقامية. ولا يحصل أفراد الشرطة «الثوريون» على أي أجر حتى تاريخه، لكن هذا لم يمنع ثائر الحر، وهو بائع سابق للهواتف الخليوية، من الانضمام إلى صفوفهم.
ويرغب ثائر في وضع حد للانتهاكات لئلا يشوه أي تجاوز مسار «الثورة المستمرة» ضد نظام الرئيس بشار الأسد منذ 20 شهراً.
ويقول لفرانس برس، مغطياً وجهه بلثام وحاملاً رشاش كلاشنيكوف في يديه، «نحن في حاجة إلى نظام يعمل أفضل من السابق لمنع التصرفات السيئة للجيش السوري الحر أو السكان المدنيين».
وجند كل عناصر هذه الشرطة من خارج الجيش السوري الحر. ويوضح أبو إسلام «قررنا مع كل الكتائب المقاتلة في الباب تجنيد متطوعين لا يقدمون أنفسهم كعسكريين، بل كأفراد في المجتمع المدني»، وذلك «لئلا يتهم أحد منهم بالارتباط بكتيبة معينة»، وفق ما يقول من خلف مكتبه الواقع في مبنى يحرسه مسلحون منتشرون دائماً في محيطه وعلى سطحه.
وعلى رغم أن كل كتائب المقاتلين المعارضين وافقت على هذا الترتيب الجديد، إلا أن الهيئة لا تحظى بالإجماع لدى كل المقاتلين المعارضين.
وفي محيط هذه الثكنة، يبقى المتطوعون متيقظين ودائمي الحذر.
ولا تعد الهجمات التي يقوم بها أصدقاء لأشخاص أوفقوا، أمراً نادراً، وهذا ما يدفع كل عناصر الشرطة إلى إخفاء هوياتهم. ويضع هؤلاء اللثام على وجوههم في كل المهمات التي ينفذونها خارج الثكنة، ولا يخلعونها حتى داخلها حيث يقبع مقاتلون معارضون في سجون تحت الأرض.
وتعمل الهيئة بالتنسيق مع المحكمة الإسلامية في الباب، والتي أسست بعد فترة قصيرة من سيطرة المقاتلين المعارضين على المدينة.
وفي حال قدم التحقيق وجود أدلة دامغة كافية، لدى المتهم 48 ساعة لتقديم نفسه أمام العدالة، وإلا ينطلق المتطوعون في رحلة للبحث عنه. ويخضع المتهم في وقت لاحق للاستجواب ويوضع في السجن في انتظار مثوله أمام المحكمة وخضوعه للمحاكمة.
 
بريطانيا تبحث تعديل حظر الأسلحة على سورية لمساعدة المعارضة
لندن - رويترز
 
قالت وزارة الخارجية البريطانية إن لندن ستسعى في الأسبوع القادم لتعديل حظر للأسلحة مفروض على سورية لتسهيل مساعدة معارضي الرئيس بشار الأسد.
 
وقال مسؤول بالوزارة امس إن زيادة «الدعم المادي» التي تتصورها بريطانيا ستشمل التدريب والعتاد غير الفتاك. ويشمل الحظر الأوروبي الذي يهدف لمنع وصول إمدادات لقوات النظام أشياء مثل الدروع الواقية للبدن ومناظير الرؤية الليلة. ويجتمع وزراء الخارجية الأوروبيون في بروكسيل يوم الاثنين المقبل. وقال ديبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي إنهم اتفقوا على تقليص فترة تجديد حزمة العقوبات على سورية التي تشمل حظراً للأسلحة إلى ثلاثة اشهر بدلاً من عام لتسهيل إمداد المعارضين.
 
وقال ديفيد ليدينجتون وزير الدولة لشؤون أوروبا بوزارة الخارجية في بيان «بعد النجاح في تعديل حظر الأسلحة الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي (وحزمة العقوبات) بتحديد فترة التجديد بثلاثة أشهر .. سنقدم حججاً جديدة لدعم تعديل حظر الأسلحة قبل المهلة التي تنتهي في آذار (مارس) 2013 بشكل يتيح مرونة كافية لزيادة الدعم العملي للمعارضة السورية».
 
وتخشى القوى الغربية تزويد المعارضة السورية بالأسلحة نظرا لتشرذم المعارضة المسلحة والسياسية. وتشكل الائتلاف الوطني السوري وهو مظلة لجماعات المعارضة الشهر الماضي وتواجه محادثات أخرى لدعم الوحدة صعوبات.
 
لكن وزارة الخارجية البريطانية أشادت امس بتعيين ممثل للائتلاف في بريطانيا هو وليد صفور واعتبرت ذلك «علامة على التقدم». وفي تركيا يحاول المعارضون المسلحون إعادة هيكلة أنفسهم لتوحيد صفوفهم.
 
كلينتون تبحث الأزمة السورية مع لافروف والإبراهيمي وتتعهد بدعم «الائتلاف»
دبلن - أ ف ب
 
أعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التقت في دبلن نظيرها الروسي سيرغي لافروف والموفد الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي لبحث الوضع في هذا البلد. وأضاف المسؤول أن كلينتون التي تنهي جولتها الـ38 في أوروبا منذ 2009 بمحطة في إرلندا «قبلت دعوة من موفد الأمم المتحدة (الأخضر) الإبراهيمي لعقد لقاء ثلاثي حول سورية معه ومع وزير الخارجية الروسي لافروف». وجاء اللقاء فيما تثير تطورات النزاع السوري قلقاً متزايداً لدى المجموعة الدولية التي تخشى خصوصاً استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية ضد المعارضة المسلحة.
 
يذكر أن موسكو لا تزال تدعم الأسد وقد عرقلت مشاريع قرارات في مجلس الأمن الدولي تدين نظامه. وحاولت الولايات المتحدة إقناع روسيا باستخدام نفوذها على الرئيس الأسد لإقناعه بالتنحي. وكررت كلينتون في بروكسيل التعبير عن رغبتها في زيادة المساعدة للمعارضة السورية المنضوية الآن ضمن الائتلاف الوطني السوري.
 
وعلى رغم أن الولايات المتحدة لم تعترف رسمياً بعد بالائتلاف الوطني السوري، إلا أنها قد تصدر إعلاناً بهذا الصدد خلال الاجتماع الدولي «لأصدقاء الشعب السوري» الذي ستشارك فيه كلينتون الأسبوع المقبل في مراكش. وقالت كلينتون للصحافيين في بروكسيل ليل أول من أمس «الآن وقد تشكلت معارضة جديدة، سوف نبذل كل ما بوسعنا لدعم هذه المعارضة».
 
وقالت: «أتطلع إلى المشاركة في اجتماع أصدقاء الشعب السوري الأسبوع المقبل في مراكش حيث سنتقصى مع بلدان تتبنى الموقف نفسه مثلنا ما يمكننا القيام به لإنهاء هذا النزاع». واقتصرت المساعدات الأميركية للمعارضة السورية المسلحة حتى الآن على المساعدات الإنسانية والعسكرية غير القاتلة، ورفضت واشنطن رسمياً حتى الآن إرسال أسلحة.
 
وقالت كلينتون بعد اجتماع حلف شمال الأطلسي في بروكسيل: «قلقنا هو أن يلجأ نظام الرئيس الأسد إلى الأسلحة الكيماوية أو أن يفقد السيطرة عليها وتقع في أيدي إحدى المجموعات الكثيرة التي تنشط حالياً في سورية». وحثت النظام السوري على «المشاركة في انتقال سياسي ووقف العنف ضد شعبه». وتابعت كلينتون: «نرغب في أن يقوم بذلك لأننا نعتقد كما تعلمون أن سقوطه حتمي. السؤال الوحيد هو كم من الناس سيسقطون إلى حين حصول ذلك».
 
مسؤول روسي: الحكومة السورية غير قادرة على أداء عملها
موسكو - رويترز
قال مسؤول روسي حليف للرئيس فلاديمير بوتين إن الحكومة السورية غير قادرة على أداء عملها بشكل ملائم. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن فلاديمير فاسيلييف رئيس كتلة حزب بوتين في مجلس النواب قوله امس «اتفقنا ونتفق في الرأي على أنه ينبغي للحكومة السورية الحالية القيام بعملها. لكن الوقت أظهر أن هذه المهمة تتجاوز قدراتها». وأضافت الوكالة أن فاسيلييف وهو أيضاً نائب رئيس مجلس النواب أبلغ وفداً برلمانياً بريطانياً أن روسيا تبذل قصارى جهدها للمساعدة في إنهاء الصراع في سورية لكن «نفوذها على القيادة هناك محدود».
ونقلت الوكالة عن فاسيلييف قوله «حاولنا تهيئة الظروف حتى تتمكن القوى الداخلية في سورية من السيطرة على الوضع». وأضاف «للأسف موقفنا لا يقرر أبداً كل شيء .. نفوذنا على القيادة السورية محدود للغاية». وتقول روسيا إن مصير الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يتحدد خارج سورية وإنه يجب ألا يجبر على ترك السلطة رغم إرادة شعبه. لكنها قالت مراراً إن مصير سورية غير مرتبط برجل واحد وتحاول في ما يبدو إعداد نفسها لاحتمال خروجه من السلطة.
 
الحكومة الألمانية توافق على إرسال صواريخ باتريوت إلى تركيا ونشر 400 جندي
برلين - أ ف ب
وافقت الحكومة الألمانية على إرسال بطاريتي صواريخ باتريوت إلى تركيا وتتوقع نشر ما يصل إلى 400 جندي ألماني لحماية هذه الدولة من تهديدات سورية محتملة.
والتدخل الذي يأتي تحت قيادة حلف شمال الأطلسي، لا يزال يجب أن يحظى بموافقة النواب لأن الجيش الألماني يخضع لسلطة مجلس النواب. لكن التصويت الذي يرتقب أن يحصل بين 12 و 14 كانون الأول (ديسمبر) يتوقع أن يكون شكلياً لأن ابرز مجموعة معارضة، الاشتراكيين-الديموقراطيين، لمحت إلى أنها ستصوت بـ»نعم» مع غالبية المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
وقالت وزارتا الخارجية والدفاع الألمانيتان إن مجلس الوزراء وافق بعد مناقشات امس على إرسال صواريخ باتريوت وما يصل إلى 400 جندي إلى تركيا للتصدي لأي امتداد للصراع السوري عبر الحدود. وتعتزم هولندا والولايات المتحدة أيضاً تزويد تركيا ببطاريات صواريخ باتريوت. ومن المتوقع أن يستغرق نشرها أسابيع عدة.
وذكرت الوزارتان أن نشر صواريخ باتريوت سيتم تحت قيادة قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا والتي يمكنها أيضاً إصدار أوامر باستخدام أنظمة الإنذار والمراقبة المحمولة جواً (أواكس).
وقال وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزيير في مؤتمر صحافي امس إن «الأفكار لا سيما حول مكان نشر هذه البطاريات لم تنته بالكامل بعد».
وعلق وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي الذي حضر أيضاً المؤتمر الصحافي بالقول «انه قرار خطير في مواجهة وضع خطير». وذكر بأنه «بسبب النزاع في سورية سقط قتلى في تركيا» في إشارة إلى القرويين الذين قتلوا على الحدود بقذائف أطلقت من الجانب السوري قائلاً «من الطبيعي ومن العدل أن ترغب تركيا في تسليح نفسها في مواجهة نظام قد يلجأ إلى إجراءات يمكن أن تتسبب باشتعال» المنطقة. وصواريخ باتريوت قادرة خصوصاً على تدمير صواريخ محتملة قادمة من سورية المجاورة في غضون ثوان.
لكنها لن تستخدم «في أي من الأحوال في إقامة أو مراقبة منطقة حظر جوي فوق الأراضي السورية أو أي تحركات أخرى من نوع هجومي» كما اكد وزير الدفاع الألماني.
وأكد الوزيران بإصرار على الطابع الدفاعي للتدخل الألماني لا سيما لطمأنة الرأي العام الذي يعارض بغالبيته التدخل العسكري في الخارج سواء كان في تركيا أو أفغانستان أو أي مكان آخر.
وقال دو ميزيير إن مشروع المهمة تصل مدته حتى 31 كانون الثاني (يناير) 2014 لكن «أمامنا احتمال إنهاء هذا التدخل قبل هذا الموعد».
وقال فسترفيلي «لا نعلم أبداً ما يمكن أن يقوم به نظام ينهار. لذلك من الطبيعي التحرك وقائياً» قائلاً في الوقت نفسه بوضوح شديد إن المهمة «لا تشمل بمطلق الأحوال تدخلاً محتملاً (على الأراضي السورية)».
وحذرت دول عدة بينها الولايات المتحدة دمشق من أن استخدام أسلحة كيماوية سيشكل تجاوزاً «لخط احمر» يمكن أن يؤدي إلى تدخل عسكري في سورية.
وقال دو ميزيير إن «سورية تملك أسلحة من هذا النوع. لم نرصد لدى الحكومة السورية نية لاستخدامها لكنه قادر على ذلك». وأضاف أن «الجانب الردعي (لنشر باتريوت) يجب أن يستخدم لكي لا تتحول هذه القدرة إلى نية». ورأى فسترفيلي أن استخدام أسلحة كيماوية ليس خطاً احمر «يرسمه حلف الأطلسي أو الغربيون، انه خط احمر تحدده المجموعة الدولية بأسرها». وتابع «وإذا استخدمت مثل هذه الأسلحة الكيماوية، ليس لدي أي شك بأن ذلك سيخلق وضعاً جديداً في الأمم المتحدة وأنه حتى روسيا والصين (اللتين تدعمان نظام الرئيس السوري بشار الأسد) ستعيدان النظر في مواقفهما».
 
جثامين "كمين تلكلخ" العالقة في سورية... تفتح الجبهة "الراكدة" على محور "التبانة - جبل محسن"
الحياة...طرابلس (شمال لبنان) - صهيب أيوب
فور دخول مدينة طرابلس- شمال لبنان، تشعر بأن أحداث سورية حاضرة بثقلها في مفاصل الحياة في المدينة الفقيرة. من "ساحة النور" وصولاً الى تخوم نهر ابوعلي، تتكرر يافطات منددة بـ"جرائم نظام الاسد"، وداعية الى اعادة "جثامين الذين قتلوا في كمين تلكلخ".
الحادثة المتروكة على هامش الاشتباكات المندلعة منذ 3 ايام بين سكان "جبل محسن" و"باب التبانة"، قابلة لأن تترك اثلامها على مدينة لا تعرف الاستقرار الا مقتطعاً، ليصبح القتل مشرّعاً، في خاصرة رخوة لا تخمد نار جبهاتها.
هذا ما يدل عليه "سيناريو" الاقتتال الأهلي بين سكان منطقتي "باب التبانة" و"جبل محسن"، فلا شيء يمحو خطوط التماس فعلياً من الشوارع المحاصرة بشعارات مذهبية واحتقان عاطفي اشتد على خلفية ما جرى للشبان، الذين دخلوا سورية لـ"الانضمام الى الثوار".
قنص واشتباك يتجدد بين مقاتلين، اعتادوا العيش بين الرصاص والدشم المتنقلة على محاور تقليدية "ثابتة"، وأخرى تتبدل حسب الخطة.
ينتصف النهار وزخات المطر واعمال القنص تبقى متفاعلة، فوق اسطح المدينة وبيوتها المتراكمة فوق بعضها البعض، والرجل الاربعيني الذي يقود سيارته "المرسيدس القطش" يعبر بحذر الى مستديرة نهر ابو علي، ومن هناك يتولى مسلحون في مجموعة سلفية مهمة مرافقة "الزائرين" في جولة في شوارع "باب التبانة" بدءاً من بناء مهترىء.
عائلات متروكة في ابنية متراصة، وبين شوارع ضيقة. متهيئون بوجوه صارمة لأي سؤال. يتندرون لما يجري بخفة. تقول خديجة، المأخوذة بتحضير طفلها على عجل، "اعتدنا المعارك وكل ما تلاحظونه عابر ولن يستمر". تعرف السيدة الثلاثينية نتائج المعركة مسبقاً، وتوضح:"يسقط قتلى ويستمر القنص لأيام وكل منا يعود ادراجه". لا يدرك السكان هدف المعركة "الأساسي"، يرددون "دفاعاً عن انفسنا".
وحدهن النسوة ينتبهن الى الاطفال، بين ضجيج المعركة وصخب المجموعات المسلحة. اطفال يركضون حفاة وراء اخوتهم، الذين حملوا جبّات من الرصاص واسلحة خفيفة، يتنزهون بشيء من التسلية والعبث وقليل من الجدّية، فيما تترك المعركة لمقاتلين خاضوا الاشتباكات وخبروها في سنوات سابقة. هؤلاء بخبرتهم يعرفون "دهاليز" الاحياء ومخابئها، كما يؤكد القائد السلفي الميداني في "باب التبانة" ابو براء جبارة، ويضيف: "المعارك تفرض نفسها"، موضحاً:"ان "حادثة تلكلخ" دفعت المجموعات المسلحة الى الاستنفار، خصوصاً ان بعض الشبان الذين قتلوا في الكمين هم من سلفيي باب التبانة"، مؤكداً انه ما ان بدأت الاستفزازات على خلفية الحادثة بين الاحياء المتقاربة حتى اندلعت الاشتباكات بشكل واضح".
الرصاص الذي يكاد يخنق السماء لا يمنع العائلات من الهرب. تبقى المعارك متواصلة رغم تقطعها، ليرتاح المقاتلون بين أزقة وجدران متآكلة، يجتمعون حول نراجيلهم يحتسون القهوة والشاي الساخن. يمددون فترات القتال حيناً وينسحبون باستراحة محارب لمساعدة سكان الاحياء في الجبهة الامامية على الهرب الى اماكن آمنة في حين آخر.
فمن "بعل الدراويش" مروراً بشارع سورية، دخولاً الى احياء "ستاركو" و"حرز الجبنة" و"الجهاد" و"الشل" تتوزع الدشم والسواتر الترابية بوفرة. وحولها شبان يافعون يحملون اسلحتهم بزهو وتشاوف. يرشدهم مقاتلون "شرسون"، يضعون عصبات سوداء.
يجلسون عادة في المحلات التي تتحول الى معابر "خفية"، فالجدران تثقب، فور اندلاع فتيل المعركة، ليصبح المرور منها أكثر أمناً داخل احياء "التبانة".
لا يختلف الامر كثيراً في "جبل محسن"، الا ان موقع "الجبل" يبقى استراتيجياً، وأقل تضرراً من زخات الرصاص، الا من جبهتي "الريفا" و"البقار" (في محلة القبة) او من منطقة "المنكوبين".
يبدو المشهد للحاج محمد (71 عاماً) سوريالياً، هو الذي اعتاد ان يرتشف قهوته المرّة في مقهى الضبع في "الحارة الجديدة"، المتاخمة لـ"بعل الدراويش"، المعروف انه أقدم محور قتالي. يتغير كل شيء بالنسبة للحاج مع عودة المقاتلين الى الشوارع، الذي ينكفىء في بيته، يراقب الوضع عبر التلفزيون. يقول:" لا اعرف من يقاتل من هنا. اعيش في هذا الحي المختلط بين السنة والعلويين منذ ان ولدت. ولم يكن هناك اي حساسية مباشرة كما يجري الآن". يتحسر الحاج على ايام خلت، كانت الناس فيها "اكثر انسانية" و"تتعايش" مع بعضها بحب وألفة.
ولّى ذلك الزمن وأتت الازمة السورية لتجهز على ما بقي معلقاً من الشرخ الأهلي. يقول محمد:"طالما ان الوضع السوري يزداد تأزماً، وجثامين الشبان عند نظام الاسد ستبقى الجبهة مشتعلة".
يروي الاهالي قصصاً عايشوها في "زمن الوصاية السورية"، عن قتل وترهيب بحق سكان المنطقة. متهمين "نظام الاسد" بتوتير العلاقة بين احياء المنطقتين المتجاورتين منذ 90 عاماً. حيث بدأ علويو "جبل محسن" يتجمعون سكنياً في بساتين الزيتون فوق "باب التبانة"، من دون اية مشكلة.
صنع الجيران حياة خاصة بهم، بدأت باقتصاد مشترك، من خلال تأسيس مشاغل خياطة وصل صيتها الى كل لبنان لجودة انتاجها. لكن الوضع تغير مع الحرب الاهلية، وما تبعها من نفوذ سوري في المنطقة، مروراً باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وصولاً احداث 7 ايار (مايو) والتي لا  تزال مفاعيلها حاضرة، اضافة الى الوضع السوري "المقلق" الذي يرخي بظلاله قتلاً وتشريداً وبؤساً مضاعفاً على سكان المنطقتين، المنقسمين بين مؤيد للنظام في سورية ومعارضين له. لتفتح ازمة "جثامين كمين تلكلخ" الاضرحة امام فقراء المنطقتين، الذين يتركون لمصيرهم مع كل ازمة جديدة.
 

24 مطارا عسكريا سوريا يستخدم نصفها في الحرب.. والمعارضة تؤكد: لن تسلم من عملياتنا

تتوزع على المحافظات السورية باستثناء طرطوس.. وحولتها القوات النظامية لمرابض مدفعية

 

 

 

 

الشرق الأوسط...بيروت: نذير رضا
يزيد عدد المطارات العسكرية المنتشرة على مساحة سوريا، عن 24 مطارا رئيسيا: «تستخدم الطائرات الحربية أكثر من نصفها خلال مشاركتها في الحرب ضد المعارضة»، كما أكدت مصادر الجيش الحر. وهاجم المعارضون خمسة من تلك المطارات، حيث دمروا البنية التحتية لثلاثة منها، وأعاقوا الاثنين الآخرين عن القيام بمهامهما، فيما تكشف مصادر الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» عن أن «جميع المطارات التي تستخدم للأعمال العسكرية، لن تكون بمنأى عن عملياتنا، ولن تسلم من هجومنا».

في العلوم العسكرية، يميّز الاختصاصيون بين مصطلحي «الإبطال» و«التدمير»، رغم أن كليهما يؤديان الغرض نفسه، وهو «إعاقة المطار عن استخدامه كمهبط للطائرات، ومنعه من تقديم الخدمات اللوجستية للمقاتلات». ويوضح عضو تجمع حماة الثورة المقدم الركن مسعف صبّوح أن مصطلح «إبطال» يعني «تدمير أكثر من 30% من المطار ومدرجاته، وبالتالي هو نسبة كافية لإعاقته عن العمل، ومنعه من القيام بالمهام العسكرية»، مشيرا في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن إعادة تفعيل المطارات التي أبطل عملها «مهمة مستحيلة في الظروف الحالية؛ كون الجيش الحر يحاصرها، ويمنع عنها الإمداد، ويهاجم العناصر القادمة إليها».

أما المطارات التي دُمّرت، فهي «المطارات التي تعرض 50% من مدرجاتها وأبنيتها التي تزود الطائرات بالوقود والذخيرة للتدمير»، في إشارة إلى مطارات عقربا ومرج السلطان في ريف دمشق، ومطار حمدان العسكري في دير الزور. وبهذا المعني، يؤكد صبّوح أن «السيطرة تمت على تلك المطارات الخمسة، من خلال تدمير بنيتها التحتية».

وتتوزع المطارات العسكرية على معظم المحافظات السورية، لكنها تغيب عن محافظتي طرطوس ودرعا. فمدينة طرطوس الساحلية، التي تتضمن أهم مرفأ عسكري على الساحل السوري، لا تحتوي على مطار عسكري أو مدني، علما بأن الساحل السوري - بأكمله - لا يتضمن إلا مطار باسل الأسد في اللاذقية، الذي يستخدم كمطار مدني ويحتوي على مدرجات عسكرية في الوقت نفسه.

أما ثقل المطارات، فيتواجد في ريف دمشق التي تتضمن 7 مطارات، هي مطار الناصرية العسكري، مطار الضمير العسكري، مطار الصقال العسكري، مطار مرج السلطان، مطار عقربا، مطار دمشق الدولي، مطار المزة العسكري، بالإضافة إلى مطار شراعي قريب من الديماس، يستخدم في العادة لإقلاع طائرات الرش الزراعي، ويُستخدم - بحسب الناشطين السوريين - لإقلاع المروحيات (العسكرية) أحيانا.

وتتضمن مطارات دمشق وريفها مدرجات لإقلاع طائرات «ميغ 23» و«سوخوي 25» و«ميغ 24» و«ميغ 27»، ومروحيات «مي 24» و«مي 17» ومروحيات «غازيل» الفرنسية. بالإضافة إلى دفاعات جوية خفيفة من «سام 2» و«سام 3» و«سام 6»، ورادارات قصيرة التردد ودفاعات جوية قوية والشيلكا.

في المرتبة الثانية، تأتي محافظتا حمص وحلب اللتين تتضمن كل منهما أربع مطارات عسكرية. ففي حلب، يقع مطار النيرب أو مطار حلب الدولي؛ الذي يعتبر مطارا مدنيا أكثر، كونه يستخدم للطيران المدني أكثر من الحربي، ويقدم فقط خدمة الصيانة والدعم اللوجستي العسكري. كما تحتوي حلب على مطار منغ العسكري المخصص للمروحيات القتالية ME 24. وباستطاعته تقديم الدعم اللوجستي لبعض المقاتلات النفاثة، وتقلع منه 35 طائرة مروحية مقاتلة. أما مطار دير حافر فيحتوي على طائرات تدريبية بلجيكية الصنع من طراز L39. يبلغ عددها - بحسب الناشطين - 150 طائرة، بالإضافة إلى طائرات MBB 223 Flamingo وMFI - 17 Mushshak.. وكذلك يوجد مطار الجراح العسكري.

وفي حمص، تتوزع أرض مطارات، هي مطار القصير أو الضبعة العسكري، ويعتبر مهجورا نوعا ما أمام طائرات الميغ. أما مطار الشعيرة فيتضمن عددا كبيرا من ميغ 23 وميغ 25 وسوخوي 25 القاذفة، ولديه مدرجان أساسيان ودفاعات جوية محصنة من صواريخ سام 6.

كما تتضمن حمص مطار طياس العسكري، الذي يعد من أكبر المطارات العسكرية في سوريا ويحتوي على 54 حظيرة إسمنتية، وأغلب طائراته حديثة جدا ميغ 29 وميغ 27 وسوخوي 35، وله مدرج رئيسي وآخر فرعي وطول المدرج 3.2 كيلومترا ويمتلك دفاعات جوية متطورة جدا ورادارات قصيرة التردد المحمولة. ويبقى مطار تدمر المدني الذي يحوي قاعدة عسكرية.

محافظة الرقة تتضمن مطارا واحدا، هو مطار الطبقة. أما إدلب، فتتضمن مطاري تفتناز العسكري اللذين يحتويان على 48 مهبط مروحية، ومطار أبو الظهور العسكري الذي يستخدم للمقاتلات أيضا.

أما حماه، فتتضمن مطار حماه العسكري فقط، ومحافظة اللاذقية تتضمن مطار حميميم المعروف بمطار باسل الأسد، وهو مطار عسكري ومدني، كما أن محافظة السويداء تتضمن مطار خلخلية العسكري ومطار الثعلة. ومحافظة الحسكة التي تتضمن مطار القامشلي الدولي، وهو مطار مدني لا توجد به قوة ضاربة، يقدم الدعم اللوجستي والوقود فقط للطائرات الحربية. فيما تتضمن محافظة دير الزور وريفها أربعة مطارات، هي مطار دير الزور المدني والعسكري ويحتوي على دفاعات جوية فعالة من سام 2 وسام 4، ومطار «الثورة» هو مطار سري يقع قرب حقل نفط عبارة عن مدرجين بطول 1.2 كم تستخدمه الطائرات الخفيفة والمروحية لشركة البترول، بالإضافة إلى مطار حمدان في البوكمال استولى عليه الثوار، ومطار شراعي يستخدم لرش المبيدات.

ويقول المقدم الركن مسعف صبّوح لـ«الشرق الأوسط» إن جميع المطارات، الزراعية والمدنية، تستخدم في الأزمات كمطارات حربية. لافتا إلى تحولها في القتال الحالي بين النظام والمعارضة إلى «ثكنات عسكرية تتضمن كتائب مدفعية». ويضيف: «بعد اندلاع الثورة، باتت المطارات تتضمن مرابض مدفعية لقصف القرى المحيطة بها، وهي مدفعية ثابتة من عيارين ثقيلين هما 122 و130. ومدفع هاوتزر ذاتي الحركة من عيار 122 ملم ومن طراز Koalitsiya - SV - روسي الصنع. ولفت إلى أن هذه المدافع الروسية «جرى تعديل على ذخيرتها، بحيث يصل مداها إلى 40 كيلومترا بعدما كانت 27300 متر»، مشيرا إلى أن الذخيرة المستخدمة حاليا لهذه المدافع هي إيرانية «زادت الحشوات الدافعة للقذيفة، وضاعفت قدرتها التدميرية، رغم أن عيارها بقي كما هو».

ولا يخفي عضو تجمع حماه الثورة في حديثه مع «الشرق الأوسط» صعوبة السيطرة على المطارات الضخمة «بعدما عززت كتيبة حراسة المطار، منذ اندلاع الثورة السورية، بقطع من القوات البرية معززة بمشاة ميكانيكية ومجنزرات بي إن بي ودبابات، بهدف صد أي هجوم تتعرض له المطارات».

وأشار صبوح إلى أن «أبرز معوقات السيطرة المباشرة والسريعة على المطارات العسكرية، هو الإسناد الجوي أو التغطية التي تمارسها القوات النظامية، بالإضافة إلى استخدامها الذخيرة غير التقليدية وهي العنقودية المعروفة بذخيرة «تلغيم عن بعد»، كما أننا نفتقد إلى السلاح النوعي الذي يساعدنا في اقتحام المطارات، وهو أسلحة التمهيد الناري والدفاعات الجوية الأرضية المضادة للدروع، ما أجبرنا على اعتماد قوة المناورة بالطاقة البشرية».

رغم ذلك، سيطر الجيش السوري الحر على خمس مطارات، ويحاصر مطارين آخرين. ويشرح صبوح أن النجاح في ذلك، يعود إلى «اعتماد خطة تدمير الطائرات على أرض المطار، واستهداف أماكن الهبوط والإقلاع، واستهداف قواعد التزويد اللوجستي من وقود ومستوعب ذخيرة وسلاح، كما نستهدف القوة البشرية في المطار من عمال وتقنيين وطيارين، حيث تم أسر طيارين على أرض المطار وقتلهم في اقتحام مطار مرج السلطان».

 

 

 

تقارير ترجح استعداد النظام السوري لاستخدام الأسلحة الكيماوية، معلومات عن استخدامه قنابل فوسفورية في دير الزور

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم ... لم يستبعد قياديون وناشطون سوريون التقارير التي تشير إلى استعداد سوريا لاستخدام الأسلحة الكيماوية، وكان آخرها ما نقلته شبكة «إن بي سي» الأميركية عن «مسؤولين أميركيين» أن الجيش السوري زود قنابل بالمواد الكيميائية المولدة لـ«غاز السارين» وينتظر أوامر نهائية من الرئيس بشار الأسد لإلقائها من الطائرات، الأمر الذي يؤكّد المعلومات والتحذيرات الدولية من استخدام سوريا المواد الكيماوية.
وأكّد مصدر قيادي لـ«الشرق الأوسط» أنّ قطع وسائل الاتصال الأسبوع الماضي عن سوريا، كان بسبب عملية تجهيز ونقل الأسلحة الكيماوية لاستخدامها في دمشق، بعدما كان النظام يتوقّع عملية عسكرية نوعية للجيش الحر باتجاه العاصمة التي يعتبر معركتها هي الحاسمة. مضيفا «لكنه لم ينفّذ هذه الخطوة بعدما كان هجوم الجيش الحر نحو المطار»، لافتا إلى أنّ القنابل والقذائف والصواريخ التي تحتوي على مواد كيماوية أصبحت جاهزة لدى النظام وهو ينتظر الوقت المناسب لاستعمالها، وهو ما وصفه النظام بـ«نار جهنم».
وفي هذا الإطار، أفادت لجان التنسيق المحلية أنّ مروحيات النظام أطلقت أمس، قنابل فوسفورية محرّمة دوليا على منطقة المريعية بدير الزور، كما قال ناشط لـ«الشرق الأوسط» إنّ هناك معلومات من مواطنين في درعا، أفادت أنّ قوات النظام استخدمت أمس، لأوّل مرّة قنابل غريبة، أدّت إلى حالات إغماء بين الأهالي، معتبرا أنّه إذا صحّت هذه المعلومات فهذا دليل على بدء استخدام المواد الكيماوية.
بدوره، قال النقيب عبد السلام عبد الرزاق، المنشق عن مرتبات «إدارة الحرب الكيماوية» في الجيش العربي السوري، لـ«الشرق الأوسط» إنّ «غاز السارين عبارة عن غاز لا لون له ولا رائحة، من المواد السامّة التي تشّل الأعصاب وتؤدي إلى الموت خلال ثوان معدودة، ويمكن استخدامه في أي وقت وأي طقس»، أما آثاره فهي سريعة «التطاير» وتختفي خلال نصف ساعة، الأمر الذي يجعل النظام يستخدمه قبل دخوله إلى أي منطقة. لافتا إلى أنّه إضافة إلى «غاز السارين»، يملك النظام السوري نوعا آخر من الغاز يعرف بـ«الخردل» يعرف أيضا بتأثيره القوي والمباشر. واعتبر عبد الرزاق أنّ الجيش الحر الذي يملك عدد من ضباطه معلومات استخباراتية يحتاج إلى دعم عسكري من جهات غربية كي يتمكّن من استهدافها أو السيطرة عليها.
وذكرت شبكة «إن بي سي» بحسب مسؤولين أميركيين فضلوا عدم ذكر أسمائهم أن القنابل المشحونة بهذه المواد الكيميائية المولدة لغاز السارين يمكن إلقاؤها من عشرات المقاتلات، مشيرين إلى أن القنابل لم تثبت بعد على الطائرات وأن الأسد لم يصدر بعد أي أوامر نهائية لنشرها؛ غير أن أحدهم قال إنه في حال صدور القرار «ليس هناك ما يمكن للعالم الخارجي القيام به لوقف ذلك». كما نقلت شبكة «سي إن إن» أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأردنية واللبنانية والتركية على تواصل وثيق مع الأجهزة الأميركية لتحديد الخطوات التالية الواجب اتخاذها.
في المقابل، ردّ نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد أمس على هذه التحذيرات الدولية من استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية بالقول «أخشى أن يكون تعبير الدول الغربية عن خوفها من احتمال استخدام دمشق أسلحة كيماوية هو للتمهيد للتدخل في البلاد، على الرغم من إعلان دمشق المتكرر أنها لن تستخدمها»، واصفا الأمر بـ«المسرحية». وأضاف المقداد «سوريا تؤكد مجددا أنها إذا كانت تملك هذه الأسلحة فلن تستخدمها ضد الشعب، لأنها لا تريد أن تقدم على الانتحار»، معتبرا أنّه إذا فكرت القوى الأجنبية فعليا في «العدوان» فعليها أن تفكر في العواقب. وعبر عن اعتقاده بأن الثمن سيكون باهظا وأن على هذه القوى أن تفهم أنها تعرض المنطقة كلها ومحيطها للخطر إذا ارتكبت هذه الحماقة.
 

المصدر: جريدة الحياة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,246,326

عدد الزوار: 6,984,139

المتواجدون الآن: 75