معارضون يشكلون «استخبارات الثورة»: نجحنا في تعطيل تفجيرات هدفها إشعال فتنة طائفية...سوريون يخططون لمشاريع بعد الحرب ....المصالح الإيرانية في ميزان التغيّـر السوري

الحرس الجمهوري يخوض المعارك في دمشق....مقاتلون يجتاحون قاعدتين في حلب ودمشق والاستيلاء على مخزون كبير من المتفجرات

تاريخ الإضافة الخميس 22 تشرين الثاني 2012 - 6:39 ص    عدد الزيارات 2266    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الحرس الجمهوري يخوض المعارك في دمشق
لندن، دمشق، بيروت، عمان - «الحياة»، رويترز، ا ف ب
خاضت امس فرقة من الحرس الجمهوري، نخبة قوات النظام السوري، معارك لطرد مقاتلي المعارضة من بلدة داريا التي سبق ان سيطروا عليها في جنوب غربي دمشق. وشاركت الدبابات والطيران الحربي في قصف مواقع المعارضة التي وصفت هذه المواجهات بأنها اعنف قتال تشهده العاصمة منذ شهور. وذكرت ان مقاتليها تشبثوا بمواقعهم رغم القصف الجوي المستمر منذ ايام.
ومعروف ان ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري هو المسؤول عن قيادة الحرس الجمهوري كما انه قائد الفرقة الرابعة التي تعتبر من اقوى الفرق في الجيش. ويركز النظام قواته من اجل استعادة السيطرة الكاملة على احياء دمشق وريفها.
ورغم ذلك تمكنت المعارضة من اصابة وزارة الاعلام في حي المزة في قلب دمشق بقذيفتي مورتر ما ألحق به اضراراً لكن لم يتسبب في سقوط ضحايا. كما اطلقت قذيفة باتجاه حي ابو رمانة. وكالعادة اتهم التلفزيون السوري «إرهابيين» بالمسؤولية عن الهجوم. والمزة وابو رمانة هما من احياء العاصمة التي تتمتع باكبر قدر من الحماية الامنية.
وحصل «الائتلاف الوطني السوري» على دعم اضافي امس من خلال اعتراف الحكومة البريطانية به كـ «ممثل شرعي وحيد للشعب السوري» وقال وزير الخارجية وليام هيغ في بيان امام مجلس العموم «انه في مصلحة سورية بقوة وفي مصلحة المنطقة ومصلحة المملكة المتحدة ان ندعمهم وان نمنع إتاحة مجال للجماعات المتطرفة». لكن هيغ ذكر ان بريطانيا لم تتخذ قراراً حتى الآن بتزويد المعارضين السوريين بالسلاح. ولا يزال قرار فرض حظر السلاح سارياً بموجب قرار سابق للاتحاد الاوروبي.
وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس من ان تؤدي عسكرة الازمة السورية الى خلق «ساحة قتال اقليمية»، في وقت اعلنت تركيا انها ستطلب «في اسرع وقت» من حلف شمال الاطلسي (ناتو) نشر صواريخ «باتريوت» على حدودها مع سورية.
وقال بان في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة انه يشعر بقلق عميق من العسكرة المتواصلة للنزاع والانتهاكات المقيتة لحقوق الانسان وخطر تحول سورية الى ساحة قتال اقليمية مع اعمال العنف التصاعدة فيها. ودعا الاسرة الدولية الى دعم جهود المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي، من اجل التوصل الى حل سياسي «يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري».
وبث عدد من مقاتلي المعارضة شريطاً على موقع «يوتيوب» جاء فيه انهم قرروا تشكيل جهاز «المخابرات العامة للثورة السورية» لحمايتها في مواجهة «المنظومة المخابراتية» للنظام. وقال «العقيد اسامة» ان هذا الجهاز سيقدم «الدعم الاستخباراتي لقوى الثورة كافة السياسية والعسكرية على الارض»، ووصف نفسه بانه مدير الادارة في الجهاز، وظهر ملثماً امام جهاز كومبيوتر محمول وحوله سبعة مسلحين ملثمين، وارتدى الثمانية ملابس سوداء بالكامل. ووضع على الطاولة علم الثورة السورية بينما وضعت امام الجهاز نسخة من القرآن الكريم ومسدس. وقال ان الجهاز سيعمل على «تزويد قوى الثورة بالمعلومات التفصيلية عن خطط وتحركات قوى الاحتلال الاسدي وادواتها من شبيحة وعملاء». واشار الى ان الجهاز سيقوم بالتنسيق مع «كل قوى الثورة العسكرية والمدنية» بالعمل على «حماية المدنيين وممتلكاتهم العامة والخاصة وصون المقدسات الدينية». وقال بسام جعارة مدير المكتب السياسي والعلاقات الخارجية في الجهاز الجديد لوكالة «فرانس برس» ان المئات من عناصر الاجهزة الامنية يتعاونون مع الجهاز ويقدمون معلومات عن تحركات النظام. وذكر انه نتيجة ذلك تم النجاح في تعطيل عشرات التفجيرات بسيارات مفخخة كان هدفها التسبب بفتنة طائفية.
وفي حلب ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان «مجموعة ارهابية» قتلت تسعة اشخاص في حي المرجة الذي تسيطر عليه المعارضة. والقتلى هم من عائلتي عبد الرحمن جليلاتي وشقيقه عبد المجيد. وقالت الوكالة انه تم اطلاق النار على افراد الاسرتين بعد ان اقتحم «الارهابيون» منزل عبد الرحمن واطلقوا النار عليه وعلى جميع افراد اسرته المكونة من ولدين وزوجة. كما اقتحموا منزل عبد الحميد وقاموا بتصفيته مع اولاده الثلاثة وزوجته.
 
بريطانيا تعترف بالائتلاف الوطني ممثلاً للسوريين: من مصلحتنا الا نترك مكاناً للمتطرفين
باريس - رندة تقي الدين
لندن - «الحياة»، أ ف ب - أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مجلس العموم البريطاني أمس أن بريطانيا قررت الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري الجديد «ممثلاً وحيداً للشعب السوري». ورحبت المعارضة السورية فوراً بالقرار. وقال الائتلاف الجديد «إن ذلك سيشجع دولاً أوروبية أخرى أن تحذو حذو» لندن.
وأوضح هيغ ان قرار الاعتراف بالائتلاف «ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري» اتخذ نظراً للتعهدات التي قطعها قادته خلال زيارتهم الى لندن يوم الجمعة الماضية، موضحاً انه طلب من الائتلاف تعيين ممثل له في بريطانيا.
وقال: «على اساس الضمانات التي تلقيتها ومشاوراتي مع شركائي الاوروبيين (في بروكسيل أول من امس) قررت حكومة جلالة الملكة الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري للقوى السورية الثورية والمعارضة ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري».
وأضاف ان الائتلاف «عليه ان يبذل جهوداً كبيرة لكسب التأييد الكامل للشعب السوري وتنسيق جهود المعارضة بشكل أكثر فاعلية». وتابع هيغ انه «من المصلحة الكبرى لسورية والمنطقة وبريطانيا ان ندعمهم والا نترك مكاناً للمجموعات المتطرفة».
وأضاف وزير الخارجية ان بريطانيا تعتبر الائتلاف بديلاً موثوقاً به لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال: إن بريطانيا لا تستبعد اي خطوات تتماشي مع القانون الدولي لانقاذ حياة الناس. وأكد ان الائتلاف سيحصل على مبلغ 1.6 مليون جنيه استرليني لاقامة التعاون في مجال الاتصالات والاعلام.
كما اقترحت بريطانيا مساعدة الائتلاف على تأسيس هيئات سياسية وانسانية ونشر فريق سيتولى مهمات توفير الخدمات الاساسية للناس في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وكان الاتحاد الاوروبي اكتفى ليلة أول من أمس خلال اجتماع وزراء الخارجية الاعتراف بالائتلاف بأنه ممثل شرعي «لتطلعات الشعب السوري»، وهذا اقل من الاعتراف به «ممثلاً» للسوريين.
وقال مسؤول اوروبي تحدث إلى «الحياة» ان ذلك بسبب رغبة عدد من الدول الاوروبية النظر في كيفية تطور الائتلاف في الاسابيع المقبلة على غرار موقف عدد من الدول العربية. وأعرب عن اعتقاده ان طلب تركيا نشر صواريخ باتريوت على الحدود مع سورية هو لاظهار موقفها الحازم ازاء سورية.
كما قال المسؤول الاوروبي إن مسألة رفع الحظر عن السلاح إلى المعارضة السورية، التي اشار اليها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس، ينبغي ان تخضع للدراسة وذلك بعدما اثيرت بعض المخاوف من دول اوروبية حذرت من الاسراع في ذلك الامر. وتريد دول اوروبية ان يبرهن الائتلاف الجديد اولاً عن نوايا جدية عبر التقارب مع مجموعات اخرى من المعارضة السورية وان يحظى تحركه بتأييد الجميع، مشيرة الى ان هذا قد يستغرق المزيد من الوقت، ولهذا رأت بعض الدول الاوروبية ان الموقف الفرنسي كان «متسرع بعض الشيء».
يذكر ان الائتلاف كان قد تم تشكيله بالعاصمة القطرية الدوحة في وقت سابق من هذا الشهر في مؤتمر لعدد من قوى المعارضة السورية بهدف توحيد صفوف المعارضة وزيادة فرص الحصول على المساعدات والسلاح من الخارج.
وحتى الآن اعترفت بالائتلاف تركيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا ودول مجلس التعاون الخليجي، فيما اعلن الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية اعترافهما بالائتلاف «ممثلاً شرعياً لتطلعات» الشعب السوري. من ناحيتها تريد الولايات المتحدة ضمانات من الائتلاف تتعلق بتمثيل الاكراد في المجلس الجديد، وضمانات بحقوق الاقليات والنساء واحترام الديموقراطية وتمثيل كل المجالس المحلية على الارض قبل الاعتراف به ممثلاً شرعياً للشعب السوري.
 
مقاتلون يجتاحون قاعدتين في حلب ودمشق والاستيلاء على مخزون كبير من المتفجرات
دمشق، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز
قالت مصادر من المعارضة السورية إن مقاتلي المعارضة اجتاحوا كتيبة الشيخ سليمان للدفاع الجوي بريف حلب الغربي، وذلك بعد ساعات من سيطرتهم على كتيبة للدفاع الجوي في دمشق وعلى مقرين لقوات النظام في الغوطة الشرقية (ريف دمشق). في حين يتواصل القصف والاشتباكات بأنحاء متفرقة من البلاد.
وأضافت مصادر في المعارضة ونشطاء في المنطقة، أن أكثر من نصف المجمع في منطقة الشيخ سليمان سقط في ايدي مقاتلي المعارضة مع اندلاع اشتباكات شرسة في الموقع على بعد 18 كيلومتراً من الحدود مع تركيا و30 كيلومترا شمال غربي مدينة حلب السورية، وأضافوا أن القتال ما زال يدور. وقال أبو مجاهد الحلبي، وهو ناشط من «شبكة شام» الإخبارية: «استولى المقاتلون على ثلاث قطع مدفعية ودخلوا أغلب القاعدة. تحلق المقاتلات فوق المنطقة لمحاولة إجبارهم على الخروج». ومع فرض السلطات السورية قيوداً شديدة على وسائل الإعلام غير الحكومية، فإن التحقق من صحة التقرير من جهة مستقلة غير ممكن. وقال مصدر من المعارضة إن المقاتلين استولوا على مخزون كبير من المتفجرات من الموقع وسينسحبون بسرعة لتجنب غارات جوية انتقامية عاقت تقدمهم في أنحاء البلاد.
وأضاف المصدر: «تستخدم قوات الأسد هذه القاعدة في قصف الكثير من القرى والبلدات في الريف. تم تحييدها الآن». من ناحيته تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان في ريف حلب الغربي»، تزامناً مع قصف مدفعي تتعرض له المنطقة. وتأتي هذه الاشتباكات غداة سيطرة المقاتلين المعارضين على الفوج 46 في ريف حلب الغربي، وهو قاعدة عسكرية ضخمة للقوات النظامية تضم مرابض مدفعية كانت تتولى قصف مناطق عدة، لا سيما مدينة الأتارب الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون.
إلى ذلك، قالت وحدتان من جماعتي «لواء الإسلام» وكتائب «جند الله» في بيان، إنهما سيطرتا على كتيبة الدفاع الجوي «الفوج 246» قرب حي الحجر الأسود في ريف دمشق بعد معركة استمرت أربعة أيام استعملت فيها مختلف أنواع الأسلحة. وأظهرت لقطات مصورة الثوار وهم يتجولون في الموقع وسط مدافع مضادة للطائرات مدمرة، حيث أكد بيان للواء الإسلام أن المعركة أسفرت عن مقتل جميع الضباط والجنود العاملين في الفوج من الذين قرروا المواجهة، وانتهت بسيطرة تامة على الفوج وعلى جميع آلياته ومعداته العسكرية.
وفي محافظة الحسكة (شمال)، أشار المرصد إلى أن 29 شخصاً قتلوا جراء اشتباكات دارت بين مقاتلين معارضين وآخرين من اللجان الشعبية الكردية في مدينة رأس العين منذ يومين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع «فرانس برس»: «قتل أربعة مقاتلين أكراد ومسؤول محلي، في مقابل 24 مقاتلاً من جبهة النصرة ولواء غرباء الشام» الإسلاميين.
ويتبع مقاتلو «لجان حماية الشعب الكردي» الذين يقاتلون الجيش الحر في راس العين، للهيئة الكردية العليا التي يعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي أبرز مكوناتها.
ووفق ناشطين في المدينة، أسر المقاتلون المعارضون 35 مقاتلاً كردياً، بينما وقع 11 مقاتلاً معارضاً في أيدي الأكراد.
إلى ذلك، قتل أربعة أشخاص امس جراء قصف القوات النظامية أحد الأحياء جنوب دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان: «استشهد أربعة مواطنين وسقط عدد من الجرحى جراء القصف الذي تعرض له حي الحجر الاسود في مدينة دمشق» بعد منتصف ليل الإثنين-الثلثاء، متحدثاً عن اطلاق نار في حي القدم المجاور له.
وأفاد المرصد أن القصف تجدد ليلاً على الأحياء الجنوبية من العاصمة، التي تشهد اشتداداً في حدة القصف والاشتباكات في الفترة الأخيرة.
وفي ريف دمشق الذي يشهد تصاعداً في العمليات العسكرية، قتل ثلاثة مقاتلين معارضين جراء قصف تتعرض له حرستا من القوات النظامية التي تشتبك مع المقاتلين المعارضين في المدينة، وفق المرصد. كما تعرضت مدينة دوما وبلدات عربين والسبينة ويلدا وبيبلا للقصف، وفق المرصد.
وفي محافظة حمص، تجدد القصف العنيف على أحياء بابا عمرو والسلطانية وأحياء حمص القديمة، وكذلك على بلدة آبل ومدن القصير وقلعة الحصن والرستن والحولة.
كما قتل عشرة أشخاص من عائلة واحدة في جنوب مدينة حلب على ايدي مقاتلين معارضين، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).
وقالت الوكالة ان «مجموعة ارهابية ... ترتكب مجزرة بحق عائلتي عبدالرحمن جليلاتي وشقيقه عبدالمجيد باطلاق النار على اسرتيهما المكونتين من عشرة افراد في حي المرجة في حلب».
ويقع هذا الحي تحت سيطرة المقاتلين المعارضين.
وفي ريف حماة، قصف جيش النظام قرى الجومقلية والحواش والحويز والحويجة وجسر بيت الرأس بسهل الغاب.
وشمل القصف كلاًّ من أحياء درعا البلد ومدن وبلدات علمان والصورة ومنطقة اللجاة وبصرى الشام وداعل، ومدن وبلدات معرة مصرين وسرمين وأبو الظهور وتفتناز ومعرة النعمان وحنتوتين في إدلب. وتواصل القصف أيضا على معظم أحياء مدينة دير الزور، إضافة إلى ناحية كنسبا وقراها وقرى ربيعة وسلمى والخضراء والحلوة والمريج ودورين والمارونيات ومنطقة الفرلق باللاذقية، وكذلك الحال في مناطق عدة بمحافظتي الرقة والحسكة.
وقالت «شبكة شام» إن اشتباكات عنيفة اندلعت صباح امس في أحياء عدة بمدينة دير الزور، وإن دوي الانفجارات يهز المدينة بالكامل. ووثقت الشبكة عشرات المواقع التي شهدت اشتباكات الإثنين، حيث شهدت العاصمة دمشق هجوماً للجيش الحر على مطار المزة العسكري وعلى كتائب نظامية في طريق درعا الدولي، كما فجر حافلة لقوات الأمن بمنطقة دمر.
وفي جبهة حلب، تمكن الجيش الحر من صدّ هجوم لجيش النظام على أحياء صلاح الدين وسليمان الحلبي والصاخور، كما هاجم إمدادات النظام المرسلة لكتيبة حندرات، وهاجم كتائب نظامية عند سد تشرين.
وتحدث ناشطون عن هجمات مماثلة في معرة النعمان وحاجز السماد بمحافظة إدلب، وكذلك في جبل التركمان بريف اللاذقية، وحاجز عيصون ومستودعات الأسلحة في بلدة مهين بريف حمص، وحاجز الشؤون بحي العليليات في حماة، ومفرق السد بالحسكة، ومدن الصنمين وبصرى الشام وتل شهاب بدرعا.
وأدت أعمال العنف إلى مقتل 122 شخصاً أول من امس، وفق المرصد، الذي يعتمد على شبكة من الناشطين في المناطق السورية كافة، ومصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية.
 
لافروف بعد لقاء كلينتون: لم يتم إيجاد مسار مشترك حول الأزمة السورية
موسكو، لندن، طهران - «الحياة»، أ ف ب
أعلن سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي انه لم يتم إيجاد مسار مشترك بين روسيا والولايات المتحدة حول الأزمة في سورية، وذلك عقب لقائه نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في بنوم بنه عاصمة كمبوديا أمس في اجتماع اقليمي.
وقال لافروف موضحاً: «نحن متمسكون بإعلان جنيف، الذي يدعو إلى تشكيل جهاز اداري انتقالي على اساس الاتفاق بين السلطات والمعارضة... ولكن بغية التوصل الى هذا، يجب، طبعا، على المعارضة التوحد وفقاً لإعلان جنيف».
وأعاد لافروف الى الأذهان ان جزءاً من المعارضة توحد في الدوحة ضمن تحالف تتناقض اهدافه مع ما تم التوصل اليه في جنيف من اتفاقات. وتابع بحسب ما نقلت وكالة «ايتار تاس» الروسية:»ان الوثيقة التي تم اتخاذها في الدوحة تقول ان الهدف الرئيسي للمعارضة هو اسقاط النظام وتصفية جميع مؤسسات الدولة عملياً ... لقد شاهدنا هذا كله في العراق ونذكر كيف دفع الشعب العراقي الثمن غالياً لما حدث».
واضاف الوزير الروسي: «لقد سألت هيلاري كلينتون كيف يرى الاميركيون السير الى الامام في هذه الظروف... لكنني لم أسمع اجابة نهائية... لقد أكدت (كلينتون) فقط ان اتفاقيات جنيف تبقى ضمن نطاق نظر الولايات المتحدة».
وتابع لافروف: «نحن واثقون من ان هذا لا يحصل، لا يجوز اتخاذ القرارات نيابة عن الشعب السوري، بل يجب اجلاس هؤلاء وأولئك الى طاولة المفاوضات... لقد اتفقنا على التباحث في هذا الموضوع لأن الوضع متوتر للغاية».
وكان ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط التقي في إسطنبول ليل اول من امس قادة عدد من الفصائل السورية التي تدخل ضمن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بمن فيهم رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أنه «تم التركيز على قضايا البحث عن سبل تسوية الأزمة السورية في أسرع وقت ممكن التي قد تسمح أولا وقبل كل شيء بوقف إراقة الدماء وحل المشكلات الإنسانية الحادة التي يواجهها سكان البلاد».
وشدد بوغدانوف على أن الجانب الروسي يواصل العمل النشيط مع كافة قوى المعارضة السورية بلا استثناء، وذلك انطلاقاً أولا وقبل كل شيء من أهمية توحيدها بناء لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تخص سورية وأحكام اعلان جنيف الذي تبنته مجموعة العمل حول سورية بالإجماع في 30 حزيران (يونيو) الماضي والذي ينص على الوقف الشامل لإطلاق النار.
وأضافت الخارجية الروسية أن «المشاركين في الاجتماع أبدوا بالإجماع رأياً مفاده أن التسوية اللاحقة في سورية يجب أن تقدم ضمانات قانونية وعملية قوية لحقوق ومصالح مواطني سورية من كافة الأطياف العرقية والطائفية، بما في ذلك مشاركتهم المتكافئة في الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد». وتم أيضا التأكيد على «الانحياز العام الثابت للسيادة والاستقلال والوحدة الوطنية ووحدة الأراضي السورية».
وتسعى روسيا إلى التوصل لحل للأزمة عبر حوار بين المعارضة والنظام السوري. ودعمت بشكل واضح اجتماعا في طهران للمعارضة والنظام هدف الى ايجاد مشتركات بين الطرفين، فيما ما زالت المعارضة السورية الخارجية ترفض أي حوار مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
واختتم مؤتمر الحوار الوطني السوري أعماله في طهران ليلة اول من امس، محذراً من ان الوضع في سورية وصل الى حالة أزمة حادة، وشدد على ضرورة بذل كل الجهود لإقامة الحوار الوطني الشامل وتحقيق المصالحة الوطنية.
وطالب البيان الختامي لملتقى طهران بوقف القتال والعنف واطلاق عملية سياسية وخارطة طريق يرسمها السوريون بأنفسهم، من دون تدخل خارجي للتوصل الى تغيير ديموقراطي سلمي شامل عبر صناديق الاقتراع.
وأدان البيان الإرهاب والتحريض على الطائفية والحرب الاهلية، رافضاً بشكل قاطع اي تدخل خارجي خاصة العسكري منه، وندد بالحصار الاقتصادي الذي يمس الشعب السوري. كما لفت البيان في هذا الصدد المجتمع الدولي الى المخاطر والآثار الكارثية لهذا الحصار والعقوبات، وطالب برفعها واستبدالها بالمساعدات الانسانية والاغاثية.
كما دعا المشاركون عبر البيان دول «مجموعة بريكس» وايران الى رفع مستوى المساعدات، والضغط على النظام التركي بسبب دوره المركزي والخطر والمباشر في الأزمة السورية، حاله كحال بعض الدول العالمية والخليجية في دعم المسلحين وتأمين دخولهم الى سورية.
واوضح البيان انه تم الاتفاق على تشكيل لجنة متابعة قابلة للتوسع بغية إجراء اتصالات مع باقي الأطراف، وأن المهمة الرئيسية لهذه اللجنة هي إعداد التحضيرات اللازمة للاجتماع المقبل للحوار الوطني في دمشق.
 
داود أوغلو: المناقشات مع «الأطلسي» حول نشر صواريخ باتريوت في المرحلة الأخيرة
أنقرة - أ ف ب، رويترز
أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي أصبحت في «المرحلة الأخيرة» من المشاورات قبل أن تطلب رسمياً من الحلف نشر صواريخ باتريوت لحماية حدودها مع سورية. وقال داود أوغلو للصحافيين قبل مغادرته أنقرة إلى غزة أمس، إن صواريخ باتريوت «إجراء احتياطي، للدفاع في شكل خاص» مضيفاً «سنقدم الطلب الرسمي في أسرع وقت ممكن».
وأكد وزير الخارجية التركي أن «المناقشات وصلت إلى مراحلها الأخيرة بدراسة التطورات المحتملة والخطط البديلة». وأضاف «يمكننا القول إن الأمر لن يستغرق طويلاً».
وتأتي تصريحات داود أوغلو غداة إعلان أمين عام حلف شمال الأطلسي أنديرس فوغ راسموسن أن الحلف لم يتلقَّ طلباً رسمياً من تركيا بعد لكنه سيعتبر أي طلب تقدمه أنقرة لنشر بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ على طول حدودها مع سورية طلباً «عاجلاً».
ورداً على سؤال عن الدول التي يمكن أن تمد تركيا بهذه الصواريخ، قال داود أوغلو إن «الدول التي تمتلك صواريخ باتريوت معروفة والدول التي تقدم هذه الإمكانات إلى الحلف الأطلسي معروفة ونحن على طريق الاتفاق معها»، موضحاً أن الدول الأعضاء في الأطلسي وافقت على تزويد تركيا بنظام باتريوت الصاروخي المتطور.
وكانت تركيا تجري محادثات مع حلفائها في الأطلسي حول سبل تعزيز الأمن على حدودها مع سورية التي يبلغ طولها 900 كيلومتر بعد أن سقطت قذائف مورتر داخل أراضيها ما زاد المخاوف من امتداد الصراع في سورية إلى دول مجاورة.
ولا تتوافر أنظمة باتريوت ملائمة إلا في الولايات المتحدة وهولندا وألمانيا. وقالت ألمانيا إنها ستدرس الطلب. وعلى الحدود يبني عمال أتراك سياجاً وتقوم عربات عسكرية بدوريات في المنطقة ويقف الجنود للحراسة.
وتمكنت قوات المعارضة السورية المسلحة التي تحارب القوات الموالية للرئيس بشار الأسد من السيطرة على مساحات واسعة من الأرض لكنها تفتقر إلى الدفاعات في مواجهة القوة الجوية السورية. ويطالب مقاتلو المعارضة بمنطقة لحظر الطيران تفرض دولياً وهي خطوة ساعدت المعارضة الليبية على إطاحة الزعيم معمر القذافي في العام الماضي.
 
بان كي مون يخشى تحول سورية إلى «ميدان قتال اقليمي»
القاهرة - أ ف ب
قال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في القاهرة امس انه يخشى ان تؤدي «العسكرة المستمرة» للنزاع في سورية الى خلق «ميدان قتال اقليمي».
وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي مشترك مع نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية «نشعر بقلق عميق من العسكرة المتواصلة للنزاع والانتهاكات المقيتة لحقوق الانسان وخطر تحول سورية الى ميدان قتال اقليمي مع اعمال العنف المتصاعدة فيها».
ودعا بان كي مون الأسرة الدولية الى دعم جهود المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي من اجل حل سياسي «يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري». كما دعا الأسرة الدولية الى تكثيف مساعداتها «في مواجهة الوضع الانساني الذي يتدهور»، خصوصاً للدول المجاورة لسورية التي تواجه تدفقاً للاجئين
بأنها «شريك أساسي» للأمم المتحدة.
بدوره دعا العربي الى «وقف اطلاق النار، واصدار قرار دولي بشأن المرحلة الانتقالية في سورية»، مشيراً إلى أنّه تم البحث في الملف السوري والدمار الحاصل هناك.
وأكد ضرورة اتخاذ قرار دولي بشأن المرحلة الإنتقالية في سورية، وأضاف: «قرّرت الجامعة العربية الشهر الماضي تحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن، وإلى الآن لم يتم التوصل إلى نتيجة ولكن التعاون لا يزال مستمراً للوصول إلى حل».
 
معارضون يشكلون «استخبارات الثورة»: نجحنا في تعطيل تفجيرات هدفها إشعال فتنة طائفية
بيروت - أ ف ب
أعلن عدد من المقاتلين السوريين المعارضين تشكيل جهاز «الاستخبارات العامة للثورة السورية» لحمايتها في مواجهة «المنظومة الاستخباراتية» لنظام حزب البعث التي حكمت سورية بقبضة من حديد منذ نحو أربعة عقود.
وفي شريط بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» الالكتروني، قال ناطق ملثم: «أنا العقيد أسامة، الرمز 102، أعلن عن تشكيل جهاز الاستخبارات العامة للثورة السورية (مكتب الأمن الوطني) ليكون احد الأذرع القوية للثورة السورية في مواجهة المنظومة الاستخباراتية للعصابة الحاكمة وحلفائها الاقليميين والدوليين».
واضاف: «ان هذا الجهاز سيقدم ايضاً الدعم الاستخباراتي لكافة قوى الثورة السياسية والعسكرية على الارض»، التي تقاتل القوات النظامية للرئيس بشار الاسد.
وظهر «العقيد اسامة» الذي قدم نفسه كمدير الادارة في الجهاز، ملثماً في الشريط وهو يتلو البيان جالساً الى طاولة وضع عليها علم الثورة السورية، وامامه جهاز كومبيوتر محمول. ووضعت امام الجهاز نسخة من القرآن ومسدس. وبدا قارىء البيان محاطاً بسبعة مسلحين ملثمين، وارتدى الثمانية ملابس سوداء بالكامل.
وقال الناطق ان الجهاز سيعمل على «تعزيز قدرات قوى الثورة السورية السياسية والعسكرية عبر تزويدها بالمعلومات التفصيلية عن خطط وتحركات قوى الاحتلال الاسدي وادواتها من شبيحة (افراد ميليشيات موالية للنظام) وعملاء»، وبناء «درع امني صلب لحماية ابناء الثورة السورية من كل محاولات الدهم والاعتقال والتصفية».
واشار الى ان الجهاز سيقوم بالتنسيق مع «كل قوى الثورة العسكرية والمدنية» بالعمل على «حماية المدنيين وممتلكاتهم العامة والخاصة وصون المقدسات الدينية لجميع مكونات الشعب السوري»، مؤكداً البقاء على مسافة واحدة من كل مكونات الثورة «ما يحتم محاسبة جميع المخطئين أياً كانت مواقعهم عاجلاً ام آجلاً وفق القوانين الوطنية الجامعة والقوانين الدولية المرعية والمتمثلة بشرعة حقوق الانسان».
وعدد الناطق 19 كنية ورمز (من 100 الى 118) لأشخاص هم «مدراء مكاتب الامن الوطني»، منهم «الحرة ام عائشة» مديرة مكتب الدعم اللوجستي.
وقال مدير المكتب السياسي والعلاقات الخارجية بسام جعارة في الجهاز الجديد لـ «فرانس برس» ان الجهاز الناشىء الذي اعلن تأسيسه ليل الاثنين «عامل منذ اشهر ونجح في تعطيل عشرات التفجيرات بسيارات مفخخة كان هدفها التسبب بفتنة طائفية».
ورداً على سؤال عن مصادر المعلومات التي اتاحت احباط هذه العمليات، اشار جعارة في اتصال هاتفي من مقر اقامته في لندن الى ان «المئات من عناصر الاجهزة الامنية يتعاونون معنا ويقدمون الينا معلومات عن تحركات النظام».
وفي حين رفض اعطاء رقم عن عدد افراد الجهاز الناشىء، اكد الصحافي والناطق السابق باسم «الهيئة العامة للثورة السورية» في اوروبا، ان الجهاز الجديد يضم المئات من المدنيين والعسكريين والامنيين السابقين «من مختلف مكونات المجتمع السوري، وبوصلتهم الوحيدة حماية الوطن ومنع الاقتتال الطائفي، وهم موجودون في كل المناطق السورية».
وبحسب المناصب الموزعة في الشريط المصور، يضم الجهاز الجديد «قوة ضاربة» وكتيبة للمهمات الخاصة وغرفة عمليات وفرعين داخلي وخارجي ومكاتب في مناطق سورية مختلفة ابرزها دمشق وريفها وحلب (شمال) وحمص (وسط) والقنيطرة ودرعا في الجنوب، ودير الزور (شرق)، وادلب (شمال غرب).
واوضح جعارة ان تشكيل هذا الجهاز تم بقرار من «الحراك الثوري والعسكري» الذي يعمل على اسقاط النظام منذ منتصف آذار (مارس) 2011، وهو على علاقة «بكل الفصائل» التي تقاتل على الارض في سورية، من دون ان تكون له «طبيعة ايديولوجية محددة». واشار الى ان قيادته «ستكون في داخل سورية».
ويأتي تشكيل هذا الجهاز لان «لا ثورة في العالم (تنجح) ما لم يكن ثمة جهاز امني يحميها من الاختراق»، لكن مهمته الاهم ستكون «في اليوم التالي لسقوط النظام، خشية من اقتتال طائفي او عمليات نهب في البلاد». وأرسى نظام حزب البعث الذي يحكم سورية منذ نحو اربعة عقود، عدداً من الاجهزة الامنية التي غالباً ما تؤدي ادواراً متنافسة.
وتجمع الأجهزة الأربعة الرئيسية تحت مظلة مكتب الامن القومي، وهي ادارة الامن العام غير الخاضعة لسلطة وزارية وتتولى النشاطات المدنية الداخلية والخارجية وتلك الخاصة بالفلسطينيين، وادارة الامن السياسي المرتبطة بوزارة الداخلية، وشعبة الاستخبارات العسكرية، وهي الاقوى، وتتولى النشاطات السياسية الداخلية والخارجية، اضافة الى ادارة الاستخبارات الجوية التي تتولى العمليات الداخلية والخارجية الاكثر دقة.
ونظراً الى تجربة السوريين مع هذه الاجهزة التي عرف عنها قمعها الشديد، قال جعارة: «نحن امام جهاز مختلف بطبيعته عن الاجهزة القمعية التي فتكت بالناس».
 
«ظلال» على وحدة المعارضة بعد رفض إسلاميين «الائتلاف» الجديد
بيروت - أ ف ب
تعرض الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية الذي أبصر النور قبل نحو عشرة ايام في الدوحة، واعترفت به تركيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا ودول مجلس التعاون «ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري»، الى نكسة جراء رفض مقاتلين اسلاميين متطرفين نافذين على الارض الاعتراف به.
ويرى استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت هلال خشان ان اعلان اكثر من عشرة ألوية وكتائب مقاتلة ضد النظام السوري رفضها للائتلاف الوطني واعتباره مفروضاً من الخارج ومطالبتها بتأسيس دولة اسلامية «يشكل ضربة كبيرة موجهة الى الائتلاف».
ولا شك ان وجود اكبر مجموعتين مقاتلتين في منطقة حلب، وهما «جبهة النصرة» و»لواء التوحيد»، بين المجموعات التي اصدرت بياناً ترفض فيه «مشروع التآمر المسمى بالائتلاف الوطني»، يؤشر بوضوح الى ان هذا الائتلاف، وعلى رغم محاولته ضم اكبر شريحة ممكنة من ممثلي «الحراك الثوري» داخل سورية، لا يمسك تماماً بكل الارض، ولا سيما بالجهات المسلحة الاكثر تطرفاً.
ويشير خشان الى ان هذا ما يفسر تردد الاميركيين حتى الآن في الاعتراف بالائتلاف كـ»الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري».
الا انه يرى ان ذلك لا يجب ان يؤخر اكثر قراراً غربياً واميركياً بتسليح المعارضة، «فاذا أراد الغرب حقاً تعزيز دور ائتلاف ليبرالي وقومي، عليه ان يسرع في تسليح المجموعات العلمانية من اجل ايجاد توازن مع القوى الاسلامية».
وكانت مجموعة كتائب وألوية اسلامية في منطقة حلب، اعلنت رفضها الائتلاف الوطني المعارض، مؤكدة توافقها على تأسيس دولة اسلامية، بحسب ما جاء في شريط فيديو منشور على شبكة الانترنت الاثنين.
وورد في البيان الذي تلاه في الفيديو احد ممثلي المجموعات ونشر على موقع «يوتيوب» الالكتروني وعلى صفحة «فايسبوك» الخاصة بلواء التوحيد، «نعلن نحن التشكيلات المقاتلة على ارض حلب وريفها ... رفضنا المشروع التآمري لما سمي الائتلاف الوطني، وتم الاجماع والتوافق على تأسيس دولة اسلامية عادلة».
كما رفض البيان «أي مشروع خارجي من ائتلافات ومن مجالس تفرض علينا في الداخل من أي جهة كانت».
وعدّد القارىء التشكيلات الموافقة على البيان وهي إضافة الى النصرة والتوحيد: كتائب احرار سورية، لواء حلب الشهباء الاسلامي، حركة الفجر الاسلامية، درع الامة، لواء عندان، كتائب الاسلام، لواء جيش محمد، لواء النصر، كتيبة الباز، كتيبة السلطان محمد، لواء درع الاسلام.
ورداً على سؤال لـ «فرانس برس» حول البيان، قال رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب العقيد عبدالجبار العكيدي ان «هذه التشكيلات تشكل جزءاً من القوة العسكرية الموجودة على الارض في حلب وتعبّر عن رأيها الخاص».
واضاف: «هذه ليست كل القوة العسكرية»، مشيراً الى ان «المجلس العسكري الثوري اعلن تأييده للائتلاف الوطني، وهو سيتعاون معه».
ويقول الخبير في الحركات الاسلامية فرنسوا بورغا: «في حال تأكد هذا البيان، يمكن القول ان سياسة الهروب الى الامام التي ينتهجها النظام عبر المضي في سياسته الاستئصالية، تدفع بالمقاتلين الاكثر اصراراً الى واجهة العمل المسلح» مثل جبهة النصرة.
ويضيف هذه الخبير المقيم في بيروت: «وجود هذا الفصيل المتطرف لا يسمح بالحكم على التوازن السياسي للقوى المقاتلة. ينظر الى جبهة النصرة بكونها رأس حربة مسلحة وليست كقائد على المستوى الايديولوجي».
وقال بورغا ايضا: «في المقابل قد يؤدي هذا الامر الى فرملة المطالبين برفع الحظر على تسليح المعارضة، علماً ان هذه الخطوة وحدها يمكن ان توفر صدقية للائتلاف وتسرع اعادة التموضع السياسي للمجموعات المسلحة».
ورداً على سؤال حول انعكاس هذا الانقسام في المعارضة على تسليمها السلاح قال الاستاذ في جامعة ادنبرة توماس بييريه: «ان الغربيين يطرحون المشكلة بالمقلوب عبر الفصل بين مسألة التمثيل ومسألة الموارد : يريدون ان يكشف الائتلاف عن كفاءته قبل مساعدته».
واضاف: «ان «تنظيمات كهذه (الائتلاف) لا يمكن ان تتمتع بالصدقية ما لم تتمتع بموارد يمكنها توزيعها، وعليها الحصول عليها اولا من دول اجنبية».
وزاد: «هذه ألف باء السياسة الدولية، والغربيون يخطئون في تجاهلها».
 
سقوط قذيفتي هاون على مبنى وزارة الإعلام في دمشق
بيروت - «الحياة»
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقراً له أن قذيفتي هاون أصابتا مبنى وزارة الإعلام السورية في دمشق.
ولفت المرصد في البيان الذي تلقت "الحياة" نسخة منه إلى أنه "لم ترد معلومات عن خسائر بشرية".
إلى ذلك تتعرض مدينة داريا والبساتين المحيطة في ريف دمشق "للقصف في محاولة من قبل القوات النظامية السورية اقتحامها بعد عدة محاولات فاشلة خلال الأيام الفائتة"، بحسب البيان.
 
سوريون يخططون لمشاريع بعد الحرب
دبي - دلال أبو غزالة
أكد مشاركون سوريون في «مؤتمر الشراكة للإستثمار في سورية المستقبل» الذي ينطلق في دبي اليوم، تحت رعاية وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان، بحضور نخبة من صناع القرار وأكثر من 400 من قادة رجال الأعمال السوريين والعرب وشركات كبرى، عزمهم إستثمار نحو بليون دولار في مشاريع في قطاعات مختلفة مشددين على أن إعادة بناء سورية ستكون بأيدي أبنائها وهو مشروع مستقل.
وأكد المنسق العام لمجموعة عمل عن إقتصاد سورية، أسامة القاضي، في تصريحات الى «الحياة»، أن البلد الذي دمرت الأحداث الجارية جزءاً كبيراً من اقتصاده، يحتاج إلى إستثمارات بقيمة 60 بليون دولار على الأقل خلال الأشهر الستة الأولى من إعادة بنائه. وأشار إلى أن الملتقى «يأتي تعبيراً عن وقوف مجتمع المال والأعمال مع الشعب السوري في محنته، وثقته في ان سورية ستنهض من محنتها، وأن رجال الأعمال جاهزون لإعادة الإعمار والإستثمار في سورية فور رحيل النظام».
وأكد القاضي أن الكثير من الشركات الإماراتية والغربية عبّرت عن نيتها الإستثمار في سورية، كما عبّرت اليابان عن نيتها استكمال مشاريعها في سورية بعد عودة الأمن. وتوقع أن تقوم الدول الأوروبية التي كانت تنفذ أكثر من 50 مشروعاً في سورية باستكمالها أيضاً.
وعن سبب عقد المؤتمر في الإمارات، أشار القاضي الى إن الإمارات «تعتبر رئيسة المحور الرابع المختص بمساهمة القطاع الخاص في تنمية إقتصاد سورية، لذلك من الطبيعي أن يقوم هذا الملتقى الفريد من نوعه على أرض دبي التي تعد أهم مركز لرجال الأعمال في الشرق الأوسط». وأكد «وجود إعلان نوايا للإستثمار في سورية من قبل رجال الأعمال السوريين في الخارج فقط، بأكثر من بليون دولار في مجالات الإسكان ومواد البناء والمقاولات وإعادة الإعمار والقطاعات الصحية وإعادة التصدير وصناعة النسيج والصناعة الغذائية».
لكن الأهم بالنسبة للقاضي، هو «ان رجال الأعمال السوريين والصناعيين الذين لديهم مصانع وأعمال وإستثمارات تقدر ببلايين الدولارات، كانت مسؤولة عن تشغيل أكثر من مليوني عامل، وكانت توقفت بسبب الأحداث الجارية في سورية، عبروا عن نيتهم العودة إلى العمل فور عودة الأمن». وأكدت منسقة «المحور الرابع» حول دور القطاع الخاص في دعم الإقتصاد السوري، فرح الأتاسي، ان مشروع اعادة اعمار سورية هو بمثابة «خطة مارشال سورية» ومشروع وطني سوري مستقل انطلق لحماية الدولة بعيداً من التجاذبات السياسية والوصايات الدولية.
 
المصالح الإيرانية في ميزان التغيّـر السوري
محمد علي سبحاني *
شهدت الأحداث السورية عدداً من المتغيرات، وهي اليوم تدخل شهرها العشرين. واندلعت على الجبهة السورية-الإسرائيلية مناوشات مسلحة كانت الأولی من نوعها منذ أكثر من 40 سنة. واجتمعت المعارضة السورية في الدوحة لتنتخب هيئة جديدة وتشكل جبهة. وتزامنت هذه التطورات التي تؤثر في الوضع السوري، مع فوز الرئيس الأميركي باراك أوباما بولاية جديدة.
فالطلقات التحذيرية التي أطلقتها إسرائيل رداً علی تغلغل دبابات سورية داخل الأراضي السورية المحتلة هي الأولى منذ الاحتلال الإسرائيلي لهذه الاراضي في 1973. والحادثة هذه أسدت خدمة كبيرة إلى الحكومة السورية المنشغلة بجبه حراك الداخل وتخفف الضغوط الداخلية علی الحكومة ومشروعها مع المعارضة. ولا يستهان بأهمية عقد اجتماع الدوحة وتشكيل الائتلاف الوطني السوري، علی رغم أن مهمة هذا الائتلاف لم تتضح بعد.
وإذا قيست أحداث سورية بمثيلتيها في كل من مصر وتونس، يظهر أن هناك سببين أديا إلی عدم إحراز المعارضة في سورية نجاحاً سريعاً، أولهما تماسك القوات المسلحة السورية، والثاني الخلافات بين عناصر المعارضة. وعلی رغم كل الأحداث، لا تزال القوات الموالية للأسد متماسكة، في وقت تسعى الدول الغربية والعربية إلى رص صفوف المعارضة، ويندرج تشكيل الائتلاف الوطني وانتخاب معاذ الخطيب في إطار هذه المساعي. وثمة إجماع على أن قيادة الائتلاف انتُخبت انتخاباً يراعي تمثيل أوسع شرائح المعارضة، ويقدم صوت المعارضة المعتدلة في الخارج.
ودعم الدول الإقليمية والولايات المتحدة والدول الغربية للائتلاف السوري يشير إلى الرغبة في ترتيب البيت السوري قبل الاعتراف بالائتلاف ممثلاً وحيداً للشعب السوري. والائتلاف سيقطف تعاظم الدعم العسكري والسياسي الغربي والعربي له إذا نجح في توحيد فصائل المعارضة.
وعلی خلاف تصور بعضهم، لا يسع الفيتو الصيني والروسي وعمليات قمع المعارضة، الحؤول دون اتساع الأزمة. وفي ضوء تنامي الرغبة العربية والغربية في إطاحة الأسد ودعم المعارضة، من العسير توقع حياة مديدة لحكم بشار الأسد. ولا شك في أن الفيتو الروسي والصيني وقف أمام إصدار مجلس الأمن قراراً يدين سورية، ولا ريب كذلك في أن بكين وموسكو لا ترغبان في حرب مع الغرب حول سورية. وإذا أيقنتا أن تسليح المعارضة يقترب من إسقاط الأسد، اضطرتا إلى التصالح مع الأميركيين والغرب.
تتجه المعارضة السورية إلی زيادة تسلحها وحيازة مضادات للطائرات والمدرعات. وتُعِدّ الدول الغربية لتأمين حاجات المعارضة، وعندها لن تبقى الأوضاع (توازنات القوى) في سورية على ما هي اليوم.
ولم يخفَ انشغال الإدارة الأميركية في المرحلة السابقة بالانتخابات الرئاسية. وظهر أثر الانشغال هذا جلياً في الملفات الإقليمية. لكن فوز الرئيس أوباما في هذه الانتخابات ورغبته في تشكيل فريق عمل أكثر فاعلية يعنى بشؤون الشرق الأوسط، والأزمة السورية على وجه التحديد، يشرع الأبواب في سورية على التغيرات التي قد تبرز في المرحلة المقبلة.
ويرجح أن فوز الجمهوريين كان سيؤدي إلی استخدام العنف في سورية، لكن فوز الديموقراطيين يغلب كفة القوة الناعمة للضغط علی الحكومة السورية. فسياسة الديموقراطيين لقيت صدى طيباً لدى الأسرة الدولية، فهم أكثر حنكة من الجمهوريين علی الصعيد الدولي وفي السياسة الخارجية، وأدبياتهم أقرب إلی أدبيات الأسرة الدولية، فالرئيس اوباما توسل خطاباً أقرب إلى شعوب الدول من خطاب الجمهوريين، والسياسة الأميركية إزاء سورية مثال علی ذلك: سعت واشنطن إلی إشراك دول في عدد من الأزمات نيابة عنها. وإيران لم تكن في منأى من هذا التوجه، وإذا قررت حل مشكلاتها مع الأسرة الدولية يبدو أن الفرصة سانحة مع أوباما. أما إذا أرادت أن تلجأ إلی خيار المواجهة، فإن الجمهوريين كانوا ليلائموا أكثر مثل هذا الخيار، فهم عجزوا عن التعاون مع الأسرة الدولية. والديموقراطيون يرفعون لواء حقوق الإنسان، والديموقراطية، والحريات المدنية، وخطابهم يستميل الأسرة الدولية. وعليه، تفوق قدرة أوباما علی تعبئة الرأي العام العالمي ضد طهران قدرة الجمهوريين. واحتساب هذا الجانب من المسألة يفترض أن يكون محط أنظار صاحب القرار في إيران.
ولم تتخذ إيران إلى اليوم موقفاً إزاء الائتلاف السوري. وثمة اعتقاد أن المرحلة المقبلة ستشهد ظروفاً مختلفة علی الصعيدين الإقليمي والدولي. ولذلك، طهران مدعوة إلى اتخاذ مواقف واضحة، ونأمل من السلطات المختصة أن تلتزم الواقعية إزاء التطورات اللاحقة من اجل الحفاظ علی المصالح الإيرانية .
 
* سفير إيران السابق لدى الأردن ولبنان، عن موقع «ديبلوماسي ايراني» الإيراني، 16/11/2012، إعداد محمد صالح صدقيان
 

المصدر: جريدة الحياة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,755,537

عدد الزوار: 7,002,474

المتواجدون الآن: 77