سفراء يرصدون مهمة الحريري: صعبة ومعقدة لكنها غير مستحيلة

تاريخ الإضافة الإثنين 29 حزيران 2009 - 6:37 ص    عدد الزيارات 4050    التعليقات 0    القسم محلية

        


يدلّ التهافت الدولي على تهنئة النائب سعد الحريري بتكليفه تشكيل حكومته الاولى، عصر السبت الماضي، بعد ساعات قليلة من اعلان ذلك رسميا، على مدى الاهتمام البالغ من الدول الكبرى بتثبيت الوضع الداخلي اللبناني سياسياً، بعد الهدوء الامني السائد، على رغم امتلاك بعض الجهات السلاح واستعماله في بيروت وضواحيها في مناسبة التعبير عن ابتهاج بانتخاب هذا الزعيم او ذاك، دون معالجة هذه الظاهرة غير المقبولة من معظم اللبنانيين والتي ترعبهم او تؤذيهم او تؤذي اقارب او اصدقاء لهم، وتكرر ما كان مطروحا في السنتين الاخيرتين بجعل بيروت العاصمة مدينة منزوعة السلاح. ويؤشر هذا التسابق على التهنئة بالتكليف، دون انتظار التأليف ونيل ثقة مجلس النواب، الى مدى الرصد الدولي وعلى الاخص الاميركي والاوروبي ولا سيما منه الفرنسي تحديدا، لتفاصيل ما يجري داخل البلاد، والى المعرفة الشخصية بالحريري. ويعني ايضا ان سفراء الدول تلك، مستنفرون حتى في عطلة الاسبوع، من اجل تزويد وزارات خارجية بلادهم آخر ما يجري من تفاصيل سياسية.
واللافت ان واشنطن استبقت الاعلان الرسمي عن التكليف في ختام الاستشارات النيابية، فرحبت وزارة الخارجية بـ"التكليف المتوقع" اما في فرنسا، فهنأ كل من رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الخارجية، معربين عن الاستعداد لتقديم الدعم حفاظاً على سيادة لبنان واستقلاله، وعلى عمل المؤسسات وتفعيلها ووضع حد لاي عمل خارجها من اي طرف سياسي. كما شارك في التهنئة رئيس الحكومة البريطانية.
واستكمالا للاهتمام المطلوب من دولهم، يسعى السفراء  المعتمدون لدى لبنان الى جمع معلومات عن عملية تأليف الحكومة الاولى بعد فوز 14 آذار بالانتخابات النيابية في نهاية الاسبوع الاول من الشهر الجاري، فتبين لهم. ان تشكيل الحكومة امر معقد وصعب، غير انه في الوقت نفسه غير مستحيل ولن يؤدي الى ازمة انطلاقا من مجموعة عوامل منها:
- تعهد الحريري تشكيل حكومة وطنية تتمثل فيها الكتل النيابية الرئيسية، تكون متجانسة وقادرة على العمل والانتاج بالتعاون مع رئيس الجمهورية، وقادرة على الوقوف صفا واحدا لاعادة تحريك الاقتصاد وخدمة المواطن، والوقوف في وجه التهديدات الاسرائيلية وتثبيت مشروع الدولة. وهذا يلتقي مع مطالب اركان المعارضة. وتبقى طريقة التطبيق وتوزيع الحقائب والتنازلات المطلوبة من قوى 14 و8 آذار.
- وعد "حزب الله" بالتعاون واستمرار التشاور الذي بدأ بين الحريري وامينه العام السيد حسن نصرالله، على رغم عدم تسميته رئيسا للحكومة في الاستشارات، اضافة الى تسمية الرئيس نبيه بري وكتلته، مع انه ربط التشارك والمشاركة في حكومة وحدة وطنية على قاعدة الشراكة الفعلية. كما ان رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون اتخذ قرارا مميزا: لم يسمّ الحريري، لكنه لم يضع "فيتو" عليه. والسبب وفق مصدر قريب ان الجنرال لم يلتق الحريري على غرار ما حصل مع بري ونصرالله ليطلع منه على تصوره للحكومة وعما اذا كان سيتجاوب مع رغبته في الحصول على كمية الحقائب ونوعيتها لتتناسب مع حجمه النيابي، اي ستة. غير ان مثل هذا اللقاء عقد امس في الرابية، عشية بدء الاستشارات اليوم في مجلس النواب، من خلال الجولة التي اجراها الرئيس المكلف على رؤساء الحكومات السابقين. وفهم ان عون يطالب بالمشاركة النسبية وتوزير معظم المسيحيين من تكتله مع محمديين اثنين.
- استعداد الحزب للتنازل عن حصته في الحكومة لمصلحة عون، من اجل المساعدة في تشكيل الحكومة (معلومات من مصادر محايدة).
وعدّد قريبون من السفراء العراقيل التي تعترض الحريري في التأليف، منها حتى الآن وقبل الاستشارات التي سيجريها ابتداء من اليوم:
- اعتراف الرئيس المكلف بـ"العراقيل والمطبات (التي) قد تكون اكثر من الظاهر، علما ان الظاهر منها كثير". ورد ذلك في اول بيان خطي تلاه في نهاية مقابلته رئيس الجمهورية السبت الماضي بعد تكليفه، لكنه لم يسمّ اي من تلك المعوقات.
- شكل الحكومة: برلمانية مئة في المئة مطعمة، او اكسترا – برلمانية اذا استعصت المخارج.
افادوا ان المعلومات التي توافرت ان الحريري سأل خلال الخلوة مع الرئيس سليمان، من يريد من الوزراء ونوعية الحقائب الخمس التي ستعطى له. وعرضت منها وزارتا الخارجية والمغتربين والداخلية ومرشحاه هما الياس المر للأولى وزياد بارود للاخرى. فيما علم من مصادر قريبة من الحريري انه يعتزم ابقاء الوزير محمد شطح وزيرا للمال.

خليل فليحان     


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,164,468

عدد الزوار: 6,758,289

المتواجدون الآن: 128