مناورات الأقلية تطرح سؤالاً كبيراً عن قبول الحريري التكليف

تاريخ الإضافة السبت 27 حزيران 2009 - 10:15 ص    عدد الزيارات 4678    التعليقات 0    القسم محلية

        


تنتهي استشارات التكليف اليوم، وحصيلتها شبه النهائية تسمية 86 نائباً النائب سعد الحريري لتأليف الحكومة الاولى بعد انتخابات 7 حزيران. لكن مصدراً بارزاً مواكباً للاستشارات افاد ان حصيلة اليوم الاول كشفت تضارباً في مواقف الاقلية ظهر في ثلاثية رئيس مجلس النواب نبيه بري وكتلة "حزب الله" وكتلة العماد ميشال عون، مما يعني "ان ولادة الحكومة ستكون صعبة جداً جداً، وهي تتجاوز لعبة الارقام الى مبدأ الالتزام. اذ كيف يمكن رئيس حكومة مكلفاً ان يتعامل مع جهات تفعل غير ما تقول؟".
وعلّق احد نواب الاكثرية ليلاً على موقف "حزب الله" متسائلاً: "ماذا لو قرر الحريري اليوم الاعتذار بناء على الموقف السلبي الصادر عن حزب الله وعن النائب علي حسن خليل الذي ألغى مفاعيل تسمية رئيس مجلس النواب نبيه بري الحريري؟ واي بحث سيستكمل مع الرئيس المكلف؟ واي بحث سيكون له صلة؟".

 

بعبدا لا تعلّق

وامتنعت اوساط قصر بعبدا في ختام اليوم من الاستشارات، عن التعليق مكتفية بالحصيلة التي شملت امس 98 نائباً وانتهت الى تسمية 67 نائباً سعد الحريري (على اساس ان الرئيس بري لا يزال عند تأييده هذه التسمية).
ومن المرجح ان ترتفع الحصيلة الى 84 نائباً مع اضافة بقية الكتل والمستقلين الذين ينتمون الى الاكثرية والذين ستستكمل استشارتهم اليوم. وربما انضم الى المجموع نائبا الطاشناق ليصير العدد 86 نائباً، في مقابل 42 نائباً هم اعضاء تكتلي "حزب الله" و"التغيير والاصلاح" اللذين حسما موقفيهما امس بالامتناع عن تسمية الحريري.
وثمة من ينتظر الموقف الذي سيعلنه الاخير اليوم بعد ابلاغه حصيلة الاستشارات.

 

بري

ولخّصت مصادر المعارضة مسار الاستشارات عند اطرافها الاساسيين بكلمة "لعم". وقالت "ان البارز كان كلام الرئيس بري الذي سمّى رئيس كتلة المستقبل مباشرة لتأليف الحكومة انسجاماً مع الموقف الذي اعلنه قبل انتخابه، وقرن القول بالفعل وهو ابلغ الجميع في لبنان والخارج موقفه هذا. ويبقى التوجه لديه هو الذهاب الى حكومة الوحدة الوطنية والشركة والتوافق لانه يحترم كلمته. ويرى ان تأليف حكومة الوحدة مثل الماء في النزول الامر الذي ينسحب على مجلس النواب".
ولفتت الى "اجواء تشنج برزت في جلسة الانتخاب، وهذا سينعكس على تأليف الحكومة الذي يتقدم ببطء وخجل، علماً ان المطلوب ان يشارك الجميع في الحكومة. اما اذا كان التوجه هو الى حكومة اكثرية نيابية فهذا امر خطير جداً وسينعكس على مجلس النواب". واضافت: "ان ما جرى انتكاسة، ولكن هذا الامر لا يمنع مواصلة السير على خطوط التفاهم مع اجراء اتصالات مكثّفة بين سائر الافرقاء لاخراج حكومة الوحدة الوطنية الى حيّز التنفيذ". وعن موضوع "الثلث الضامن" قالت المصادر: "لا جواب لدى قوى المعارضة. فهي مع حكومة الوحدة الوطنية وتنتظر جواب الرئيس المكلّف عن تأليف الحكومة وتوزيع الحقائب. وعندها لكل حادث حديث. وفي انتظار عرض رئيس الحكومة ليس في الامكان استباق الامور".
ولكن لماذا استعجلت الاستشارات قبل التوافق على الحكومة، اجابت: "الاجتماع الذي عقد بين رئيس الجمهورية والرئيس بري انتهى الى التعجيل في الاستشارات من اجل التكليف ومن ثم التأليف".

 

"حزب الله"

وقالت أوساط قريبة من "حزب الله" لـ"النهار" ان جو لقاء نصرالله – الحريري والبيان الذي صدر عنه "يوحيان بأن لا أجواء سلبية في المطلق، وكذلك لا أجواء ايجابية في المطلق. والخلاصة الثابتة هي ان للبحث صلة، وأن لهذا الاجتماع تتمة والنتائج ستكون في ضوء عملية تأليف الحكومة والمشاورات الدائرة في شأنها". ولفتت الى ان هناك رأيا مفاده "أن الاجتماع عندما توسع فقد كثيرا من خصوصياته. وهو كان أكثر فاعلية لو كان ثنائيا. لذا بدا أنه ارتدى طابعا رسميا في أكثره على رغم انه طال أكثر من ثلاث ساعات".
وأشارت الى "أن هناك فارقا بين تسمية الحريري رئيسا للحكومة، والتعاون في ما بعد" إلا أنها أوضحت "أن البحث لم ينقطع في ضوء عدد من المسائل تتعلق بالتأليف والضمانات والبيان الوزاري للحكومة المقبلة والتعاون المتبادل". وأفادت ان عدم تسمية كتلة الحزب الحريري أمس "له علاقة بوحدة المعارضة مع التأكيد ان الامور لم تصل الى طريق مسدود". وذكرت انه ضمن "مناخ ايجابي يريد الحريري ان يبدأ انطلاقة متينة مع الحزب وسائر أطراف المعارضة مما  يستوجب جملة خطوات وتسوية هواجس. وهذا ما يدفع الحزب الى اجراء اختبار لتوضيح آفاق المرحلة". واعترفت بأن للرئيس بري "خصوصية" في التعامل مع الحريري، واعتبرت ان الاجواء السلبية التي أشيعت امس عن لقاء نصرالله – الحريري "ليست واقعية لان الاجواء بالفعل جدية".

 

"المستقبل"

وحاولت "النهار" استطلاع قراءة "المستقبل" للقاء الذي جمع الحريري ونصرالله، فامتنعت اوساطه عن الخوض فيه، مكتفية بالبيان الذي صدر.
وعلم ان ترتيبات اللقاء أعدها "حزب الله" بما فيها صيغة اللقاء الموسع الذي كان ليتحول ثنائيا لو أراد نصرالله ذلك. واستعادت مصادر في الاكثرية امس قراءة آخر موقف لنائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الذي قال فيه: "ان اسم رئيس الوزراء المكلف يفترض أن يكون جزءا لا يتجزأ من الاتفاق على شكل الحكومة المقبلة". وربطت المصادر كلام قاسم بما بثته قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لـ"حزب الله" امس من انه "اذا كان الحريري ينشد اجماعا او شبه اجماع فدونه وهذه الامنية درب غير طويل قد تتضح متفرعاته عند محطة الثقة وما يسبقها من ترجمة عملانية لتشكيل الحكومة ومراعاة التوازن الوطني فيها ودون ذلك ايضا تتمة لنقاش بدأ (أول من) أمس مع الامين العام لحزب الله مدى ثلاث ساعات تم الاتفاق خلاله على مواصلة النقاش والاشادة بأجواء التهدئة السائدة وتأكيد تغليب منطق الحوار والتعاون والانفتاح". واستنتجت هذه المصادر "أن حزب الله يريد الغاء دور رئاسة الجمهورية في استشارات التكليف ودور مجلس النواب في استشارات التأليف ليقول انه وحده من يصنع الحكومة ومن يمنح الرئيس المكلف الاجماع او شبه الاجماع".

 

"التيار الحر"

وقالت قناة "أورانج تي في" الناطقة باسم "التيار الوطني الحر" من ناحيتها ان "مخاض التأليف مفتوح على الاحتمالات الآتية: "أما ان يتراجع الحريري عن معركة الشراهة فيستكمل حوار الضاحية ثم الرابية، وطبعا عين التينة لتشكيل حكومة وحدة. واما التعنت والذهاب الى حكومة اللون الواحد لتصير عندها المعضلة لدى رئيس الجمهورية الذي كان أعلن رغبته في حكومة تمثل الجميع. واما ان تدخل مرحلة التأليف في عاصفة من التجاذب والتفاوض والضغوط في انتظار وحي ما".
 


المصدر: جريدة النهار - السنة 76 - العدد 23738

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,694,152

عدد الزوار: 6,908,874

المتواجدون الآن: 115