نص البيان الرئاسي لمجلس الأمن حول سوريا....لافروف: إذا سقط النظام السوري.. بعض بلدان المنطقة ستمارس ضغوطا هائلة لإقامة نظام سني

سوريا: حمام دم يوم بيان مجلس الأمن....قصف مدفعي وصاروخي لحمص وضواحي دمشق.. و39 جثة مشوهة في حي الرفاعي...الثورة السورية.. حقائق وأرقام..مجلس الأمن يصدر بيانا «غير ملزم» يطالب الحكومة السورية بتنفيذ خطة أنان

تاريخ الإضافة الجمعة 23 آذار 2012 - 4:35 ص    عدد الزيارات 2818    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

سوريا: حمام دم يوم بيان مجلس الأمن
بيان رئاسي لمجلس الأمن يطلب هدنة يومية ساعتين في سوريا > كلينتون للأسد: نفذ.. وإلا فستواجه مزيدا من العزلة» > قصف مدفعي وصاروخي على حمص وريف دمشق
جريدة الشرق الاوسط.... واشنطن: هبة القدسي لندن: محمد الشافعي بيروت: بولا أسطيح
استمرت قوات الأمن السورية في قمع المحتجين, فقد ارتكبت أمس حمام دم، بسقوط أكثر من 70 قتيلا في يوم إصدار مجلس الأمن بإجماع أعضائه بيانا رئاسيا «غير ملزم» لتأييد جهود ومقترحات المبعوث الدولي للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان. ويدعو البيان الحكومة السورية والمعارضة للعمل بحسن نية، والتنفيذ الفوري لمقترحات أنان بوقف إطلاق النار ووقف كل أشكال العنف، وإجراء محادثات شاملة والإفراج عن المعتقلين، وتنفيذ هدنة ساعتين يوميا لضمان وصول المساعدات الإنسانية.
من جهتها، أشادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس بالبيان، وقالت للصحافيين «نقول نحن والمجتمع الدولي للرئيس الأسد ونظامه: اسلك هذا الطريق والتزم به، وإلا فإنك ستواجه المزيد من الضغوط والعزلة», ودعت «جميع السوريين الذين يحبون بلادهم ويحترمون تاريخها ويدركون القدرات الهائلة الكامنة في العمل معا» إلى تنفيذ الخطة. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الأفغاني زلماي رسول «نحن ندعو الجيش السوري كذلك إلى رفض الأوامر بإطلاق النار على المواطنين أبناء وطنهم، كما ندعو مجتمع الأعمال الذي ما زال يؤيد النظام إلى العمل على تطبيق بيان مجلس الأمن ومهمة أنان».
ميدانيا، واصل الجيش السوري النظامي حملته الأمنية العنيفة وبالتحديد في حمص وحماه، فيما قال ناشطون إنه كان هناك قصف مدفعي وصاروخي على حي الخالدية بحمص, وضاحيتين كبيرتين من ضواحي دمشق هما عربين وحرست. كما أكدت مقاطع فيديو استمرار المظاهرات الليلية في دمشق وحلب للمطالبة بإسقاط النظام.
قصف مدفعي وصاروخي لحمص وضواحي دمشق.. و39 جثة مشوهة في حي الرفاعي

ناشطون يتخوفون من تحول حي الخالدية لبابا عمرو جديد

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»... واصل الجيش السوري النظامي حملته الأمنية العنيفة، وبالتحديد في حمص وحماه، فيما قال ناشطون إنه قصَف مدفعيا وصاروخيا ضاحيتين كبيرتين من ضواحي دمشق هما عربين وحرستا، في وقت تحدثت فيه لجان التنسيق المحلية عن سقوط أكثر من 70 قتيلا برصاص الجيش السوري، أمس، 34 منهم في حمص التي بقيت أحياؤها محط الأنظار، خاصة بعدما قال ناشطون إنهم عثروا على 39 جثة مشوّهة في حي الرفاعي في مدينة حمص بوسط سوريا.
وأفاد المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبد الله بأنّ «شبّانا من حي الرفاعي تسلّلوا أول من أمس إلى حيهم وتمكنوا من تصوير 39 جثة مشوّهة تم التعرف على أصحابها منتشرة في الطرق وفي بعض المنازل»، وأوضح أن «هؤلاء قُتلوا على الأرجح مع الأشخاص الـ48 الذين تمكن الجيش السوري الحر من سحبهم مقتولين ذبحا أو طعنا في 12 مارس (آذار) من حيي كرم الزيتون والعدوية المجاورين».
وأشار العبد الله إلى أن «الشبان دخلوا الحي عبر التسلل إلى منزل تلو الآخر عن طريق إحداث فجوات في جدران هذه المنازل حتى لا يتنقلوا في الطرق، وعملوا على تصوير الجثث»، مضيفا أنه «سيتم عرض هذه الصور قريبا». وقال العبد الله إن بين القتلى «16 من عائلة واحدة»، معربا عن تخوفه من وجود المزيد من القتلى الذين لم يكشف عنهم بعد في أحياء حمص.
وبالتزامن، أفاد العبد الله بأن «حي الخالدية (في حمص) تعرض أمس لقصف مدفعي وصاروخي لليوم الثاني» من قبل قوات النظام، معربا عن خشيته من تكرار «القصف الذي شهدناه على حي بابا عمرو قبل اقتحامه، لأن ذلك سيتسبب بكارثة». وأوضح العبد الله أن «حي الخالدية متاخم لأحياء البياضة والقصور والوعر، وأن آلاف النازحين من حي بابا عمرو ومن أحياء منكوبة أخرى في حمص مثل كرم الزيتون والرفاعي وعشيرة والعدوية وباب السباع والجندلي وباب الدريب لجأوا إلى الخالدية ومحيطها»، مشيرا إلى أنه «في كل منزل في الخالدية، تقيم أربع أو خمس عائلات. كما أن المساجد مليئة بالنازحين، وكذلك الأبنية التي كانت قيد البناء، سكنت فيها عوائل».
وأردف العبد الله قائلا «إن الخالدية هي الجبهة الأخيرة» في المدينة، معربا عن أمله «في أن تصمد أمام محاولات اقتحامها».
ووفق «الهيئة العامة للثورة»، تعرّض حيا الخالدية والقصور في حمص لسقوط قذائف «هاون» وانفجارات وإطلاق نار كثيف، وطوق الجيش شارع حماه برتل من الدبابات، فيما استمر القصف بالدبابات والـ«هاون» على الرستن، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الجرحى.
وفي دمشق، قال ناشطون إنه سمع صباح يوم أمس دوي انفجارات قرب مخفر للشرطة في حي ركن الدين وفي حي القابون بالعاصمة دمشق، وإن الحواجز الأمنية قرب فرع فلسطين للمخابرات أطلقت النار بشكل عشوائي.
وأضاف الناشطون أن قذائف المدافع الثقيلة والمدافع المضادة للطائرات أصابت ضاحيتي حرستا وعربين خلال ليل الثلاثاء - الأربعاء وأن مروحيات الجيش سمعت وهي تحلق فوق المنطقة على المشارف الشرقية للعاصمة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في ريف دمشق مرتضى رشيد قوله «إن اشتباكات وقعت بين القوات النظامية وعناصر منشقين قرابة الساعة الثانية فجر (أمس) عند مدخل مدينة حرستا (في ريف دمشق)، أعقبها دخول القوات النظامية إلى المدينة».
وأضاف مرتضى في اتصال عبر «سكاي بي» أن «مقاتلي الجيش الحر انسحبوا إلى المزارع خارج حرستا». وأوضح: «أن القوات النظامية كانت تقوم أمس بعمليات في منطقة دوما، ووقع في صفوفها عدد من الانشقاقات، ودخل العناصر المنشقون إلى حرستا»، مشيرا إلى أن «عناصر من المخابرات الجوية تدخلوا في الاشتباكات بحكم قرب مقر هذا الجهاز من المكان».
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع الاشتباكات، مشيرا إلى «عدم ورود أي معلومات حتى اللحظة عن سقوط إصابات»، وإلى «هدوء حذر يخيم على المدينة».
وفي حماه، تحدث أبو غازي الحموي الناشط في المنطقة لـ«الشرق الأوسط»، عن استمرار الحملة التي بدأت أول من أمس مع تصاعد وتيرة القصف الذي طال عدة أحياء وخاصة الأحياء الشمالية الشرقية تزامنا مع انتشار للقناصة بشكل مكثف وقطع جميع الطرقات التي تصل بين القسم الجنوبي والقسم الشمالي للمدينة. وقال الحموي: «الجيش الأسدي قام أمس بعملية إعدام ميدانية بحق خمسة أحرار لم نتأكد من هويتهم حتى الآن. فقد تم إيقاف هؤلاء الخمسة ومن ثم إطلاق النار عليهم وبعد سقوطهم على الأرض اقتربوا منهم وقاموا بإطلاق النار عليهم مجددا وعلى مسافة قريبة».
بدوره، قال المرصد السوري في بيان إن «بلدة قلعة المضيق في ريف حماه تعرضت أمس لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وقذائف»، لافتا إلى أن «مجموعات مسلحة منشقة أطلقت قذيفة (آر بي جي) على ناقلة جند مدرعة للقوات النظامية قرب البلدة، مما أدى إلى مقتل جندي وإعطاب الآلية».
وذكر ناشطون أن قوات النظام واصلت قصفها لحيي الحميدية والأربعين بحماه وأن الأهالي لا يتمكنون من نقل الجرحى إلى المشافي التي تعاني نقصا في المستلزمات الطبية.
وفي محيط إدلب التي اجتاحها الجيش السوري مؤخرا، قتل فتى في مدينة سراقب برصاص قناص، حسب الناشطين الذين أشاروا أيضا إلى انفجارات وإطلاق نار كثيف في بلدة طفس بدرعا.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن أكثر من 50 جنديا انشقوا عن الجيش في أعزاز بحلب، وانضموا إلى الجيش السوري الحر. وأضافت أن لواء أحرار الشمال التابع للجيش الحر يحاصر فرع الأمن العسكري بالمدينة.
أما ما يخص المظاهرات فبقيت ناشطة في المناطق السورية كافة وبشكل لافت في حلب ودمشق. وقد أظهرت مقاطع فيديو تم تحميلها على صفحات المعارضة على «فيس بوك» مظاهرة طلابية خرجت ليل الثلاثاء - الأربعاء وسارت في حي الزاهرة الجديدة في العاصمة قرب جامع أبو أيوب الأنصاري صدحت فيها أصوات الناشطين قائلة: «سوريا بدا حرية، سوريا بدا حرية». ثم قال المتظاهرون «يا للعار يا للعار عالشب القاعد بالدار»، في محاولة لحث المزيد من الناس على الانضمام إليهم. كما هتف متظاهرون في حارة المغاربة في السويقة «اللي ما بيشارك ما في ناموس».
وسار هؤلاء وهم يحملون علما طويلا لسوريا بعد الاستقلال، وقبل حزب البعث امتد على أمتار عدة. وكانوا يهتفون وهم يتقدمون بين المحلات التجارية التي كانت لا تزال مفتوحة، بحسب ما ظهر في الشريط: «سوريا للثوار غصب عنك يا بشار»، و«بالحق بالدين بدنا المعتقلين». وفي حي العسالي في دمشق، عمد بضعة أشخاص إلى إحراق إطارات، قال المعلق على الشريط إنهم قطعوا بها «الطريق العام في الحي نصرة للمدن المحاصرة والمنكوبة».
وتم تصوير كل المظاهرات من الخلف، في حين غطى معظم المشاركين رؤوسهم حتى لا يتم التعرف إليهم.
في مدينة حلب، بدت المظاهرات أكثر عددا، وسارت مظاهرة في حي سيف الدولة هتف خلالها المشاركون «الجيش يريد إسقاط النظام». ورفعت خلال المظاهرة لافتة كتب عليها «حرية، حرية، حرية»، وسمع خلال المظاهرة إطلاق عيارات نارية عدة، إلا أن المظاهرة تابعت طريقها. وسارت مظاهرة أخرى في حي السكري في حلب طالبت بتسليح الجيش السوري الحر. كما سجلت مظاهرة مسائية في البشيرية في جسر الشغور في محافظة إدلب.
شكوك مشتركة بين الإسلاميين و«الجيش الحر» حول منظمة مجهولة تبنت تفجيرات دمشق

عمر بكري: لا علم لنا بها.. وهيثم المالح: النظام يقف وراءها لتشويه المعارضة

جريدة الشرق الاوسط... لندن: محمد الشافعي بيروت: بولا أسطيح... أثار إعلان جماعة تدعى «جنود جبهة النصرة الإسلامية السنية» لمسؤوليتها عن تفجير منشآت أمنية في دمشق الأسبوع الماضي، شكوكا حول هويتها، وبخاصة بعد إعلان عدد من القيادات الإسلامية عدم معرفتها بهذه الجماعة أو أهدافها، كما قال معارضون إن هذه الجماعة مدعومة من النظام السوري بغرض تشويه صورة المعارضة.
وجاء في بيان نشر على موقع «شموخ الإسلام» - الذي يستخدمه الإسلاميون - أن «(جبهة النصرة) تتبنى عملية فرع الأمن الجوي وإدارة الأمن الجنائي بدمشق»، بينما توعدت الجماعة بشن المزيد من الهجمات على قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت الجماعة: «قام جنود (جبهة النصرة) - أعزها الله - بسلسلة من العمليات العسكرية في عدة محافظات ضد أوكار النظام. وكان أبرزها فرع الأمن الجوي وإدارة الأمن الجنائي في دمشق». وأضاف البيان «نود أن نحيط النظام علما بأن ردنا على جرائمه في كرم الزيتون من قتل للعوائل بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم، وكذلك اغتصابه للنساء، سيكون لاحقا بإذن الله».
وتوجهت الجماعة للنظام السوري قائلة: «أوقف مجازرك ضد أهل السنة، وإلا فإنما عليك إثم النصيريين (العلويين). والمقبل أدهى وأمرّ بإذن الله تعالى».
وأثيرت شكوك بين الإسلاميين حول هوية الجماعة، ومن جهته، قال الإسلامي السوري عمر بكري فستق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «(جبهة النصرة) ليست معروفة بين الإسلاميين أو عند أنصار المجاهدين، ولم يزكها أحد من العلماء أو المجاهدين. ولكن، أي مجموعة تطرح أدبياتها يجب التيقن منها أولا، ونظام عملها.. وإن كان أحد من العلماء أو المجاهدين قد زكاها على الساحة السورية». ويوضح بكري: «كخبير في الجماعات والفرق الإسلامية، أستطيع القول إن السند الوحيد لبياناتها هو أن مركز (الفجر) الجهادي هو الذي نشر بيانات تحمل المسؤولية عن عملية دمشق. وقد يأخذ ذلك وقتا قبل التحقق من مناصرتها من قبل الحركات الإسلامية الأخرى»، مضيفا: «بالنسبة لي شخصيا، قد يمكن القول إن أفعالها ربما سبقت أقوالها».
وكان عمر بكري، زعيم التيار الأصولي في بريطانيا سابقا قبل أن يرحل إلى شمال لبنان، أكد في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط»، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أنه: «لا وجود لتنظيم القاعدة ولا للجماعات الجهادية السلفية في لبنان ولا في سوريا، مع وجود وتوافر الكثير من الأفراد والشباب السلفي الملتزم بنهج السلفية الحقة، ولكنهم مبعثرون من دون تنظيم أو قائد يصهرهم في بوتقة واحدة».
من جهته، قال الشيخ أبو بصير الطرطوسي، ردا على فتوى على أحد المواقع الإسلامية: «لم يسبق لي معرفة بهذه المجموعة المعلن عنها، والمسماة (جبهة النصرة) لأهل الشام من مجاهدي الشام، ولا بالقائمين عليها. وعدم معرفتي بهم لا يضيرهم شيئا إن كانوا مجاهدين مخلصين وصادقين»، مضيفا: «قد تشكل لي بعض الملاحظات والتحفظات من خلال المتابعة، منها: جميع من ظهر في التسجيل - حتى المتكلم باسمهم - كانوا ملثمين بصورة تخفي جميع معالم وجوههم، وهذا من وجه لا يليق بمن يستشرف النصرة لأهل الشام المستضعفين، إذ إن مستضعفا لا ينبغي أن يغيث مستضعفا ويسمي نفسه جماعة النصرة.. في الوقت الذي فيه جميع أهل الشام المستضعفين قد نزعوا الخوف من صدورهم وطلقوه ثلاثا، والكل يتظاهر ويقاتل بوجوههم السافرة متحدين رصاص الطاغوت ونظامه. والسؤال الذي يفرض نفسه: فكيف يُقاتل الشعب المسلم المستضعف ويجاهد متحديا الطاغوت بوجوه سافرة، معرفا عن نفسه واسمه وهويته، حتى النساء الحرائر يفعلن ذلك، بينما الذي يريد أن ينصرهم - خوفا على نفسه - يُخفي نفسه ومعالم وجهه، ولا يُعرف عن نفسه واسمه؟! ومن وجه آخر؛ نحن نواجه طاغوتا مجرما لا يتورع عن أن يمثل جميع الأدوار من أجل بقاء حكمه ونظامه، بما في ذلك دور المجاهدين.. وبالتالي فالشعب السوري بحاجة ماسة لأن يطمئن لهذا الفريق - أو أي فريق يعرف عن نفسه بأنه من المجاهدين - بأنه حق من المجاهدين.. يدافع عن الشعب السوري، وعن دينه وعِرضه وحرماته».
من جهة أخرى، اتهم رئيس «التجمع الوطني من أجل دعم الجيش الحر»، المعارض السوري هيثم المالح، النظام السوري «بالوقوف وراء هذه الجماعة وأمثالها بهدف تشويه صورة قوى المعارضة»، مشددا على أن «لا علاقة لهذه القوى بهذه الجماعة التي لم تسمع بها يوما». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الكل يعلم تماما أن النظام على ارتباط بـ(القاعدة) وأنه هو من أرسل عناصرها إلى مخيم نهر البارد في لبنان. من يستهدف المدنيين ليس منا، بل هو من النظام»، لافتا إلى أن «(الجيش الحر) قد يستهدف المنشآت الحكومية، ولكنه لن يقدم أبدا على استهداف المدنيين، لأن قضيته الأساسية تقتضي حمايتهم».
بدوره، نفى المقدم المظلي المنشق خالد الحمود أي علاقة لـ«الجيش الحر» بهذه الجماعة، متوقعا أن «يكون النظام السوري من قام بالتفجيرات، وأن تكون هذه الجماعة تبنتها ليكون لها موطئ قدم على الأرض»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا اتجاه سياسيا أو دينيا لـ(الجيش الحر)، فعناصرنا ينتمون لمختلف الطوائف، فنحن لا ننتمي - كما يتهمنا البعض - إلى (القاعدة)، كما أننا لسنا من الإسلاميين المتطرفين».
وإذ شدد الحمود على أن «(الجيش الحر) أبعد ما يكون عن القيام بعمليات تؤذي المدنيين»، أكد أنه «لا يعتمد التفجيرات الانتحارية»، موضحا أنه «في بعض الحالات يتصرف العنصر تلقائيا أو بالصدفة لجهة إمساكه بالمتفجرة بنفسه». وأضاف: «نحن لا نشجع عمليات مماثلة لأننا نتقيد بقوانين الحرب وبالاتفاقيات الدولية».
ورأى الحمود أن وجود مجموعات مماثلة للجماعة التي تبنت تفجيرات دمشق يؤذي «الجيش الحر، كما يؤذي قوى المعارضة، ويسيء إلى الثورة»، وقال: «هناك بعض المجموعات الصغيرة على الأرض، تسعى في بعض الأحيان لاختطاف أشخاص وتطالب بفدية أو تفاوض عليهم، وهي جماعات لا علاقة لـ(الجيش الحر) بها على الإطلاق».
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قالت إن «التحقيقات الأولية التي أجرتها الأجهزة الأمنية السورية انتهت إلى أن التفجير الذي وقع في دمشق السبت الماضي وخلّف 17 قتيلا، كان انتحاريا نفذ بسيارة مفخخة دخلت البلاد من دولة عربية مجاورة». في وقت اتهمت فيه قوى المعارضة النظام السوري بالوقوف وراء تفجيري دمشق وحلب لتشويه صورة المعارضة أمام المجتمع الدولي.
مشروع قانون تعليمي بين لبنان وسوريا يشعل الخلاف السياسي حول المجلس الأعلى بين البلدين

معارضون يطالبون بأعمال السفارات بدلا من المجلس

جريدة الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم.... تحول مشروع قانون اتفاق خاص بالتعليم والبحث العلمي بين لبنان وسوريا إلى موضع خلاف سياسي بين كل من فريقي «14 آذار» و«8 آذار» خلال جلسة مجلس النواب يوم أمس، بعدما صوت الفريق الأول ضد المشروع، اعتراضا على كونه يمر عبر المجلس الأعلى اللبناني - السوري.
وفي حين أعلن النائب عن كتلة «حزب الكتائب» سامي الجميل، أن «السفارات يجب أن تحكم المراسلات بين لبنان وسوريا وليس المجلس الأعلى اللبناني - السوري»، أكد النائب جمال الجراح، في كتلة «تيار المستقبل»، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاعتراض لم يكن على الاتفاقية ومضمونها الذي يرتكز على تبادل الخبرات والبحث في التعليم العالي بين البلدين، وإنما على آلية تنفيذ القانون عبر المجلس الأعلى السوري - اللبناني، الذي نطالب بإلغائه ليكون التعامل الدبلوماسي بين البلدين بالسفارات والوزراء المعنيين عبر الأطر الرسمية، وذلك على غرار العلاقات التي تربط لبنان بأي دولة أخرى عربية كانت أو غربية». من جهته، وضع النائب عن كتلة حزب الله، كامل الرفاعي، هذا الاعتراض ضمن «الكيدية السياسية المرفوضة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «مشروع القانون هذا ليس إلا موضوعا بروتوكوليا عاديا يتم بين أي دولتين، وبالتالي لم يكن هدف الفريق الآخر إلا إعطاءه منحى سياسيا، بحجة أنه أصبح هناك تمثيل دبلوماسي بين الدولتين وطالبوا بالتالي بإلغاء المجلس الأعلى اللبناني - السوري، مع العلم بأن هناك عددا من نواب (8 آذار) امتنعوا عن التصويت عليه». واعتبر الرفاعي، أن فريق «14 آذار» يريد أن «يقطع أي علاقة تربط لبنان بسوريا، وهذا ما لا يمكن القبول به بين بلدين شقيقين، لأن ما يجمعنا بسوريا من مصالح علاقات تاريخية في كل المجالات لا يمكن التنازل عنه».
واستبعد الرفاعي أي إمكانية لإلغاء المجلس الأعلى اللبناني - السوري، وقال: «ليس هناك أي نية لدى المجلس النيابي في هذا الصدد، وهذا الأمر يتعلق بين حكومتي الدولتين».
الثورة السورية.. حقائق وأرقام

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: آلاء عبد الحميد* .... في ما يلي أبرز الأرقام التي سجلتها الثورة السورية منذ اندلاعها في منتصف مارس (آذار) العام الماضي وحتى الآن:
* 8000: آخر حصيلة لقتلى الثورة السورية طبقا لما أعلنته الأمم المتحدة، التي قالت إن القتل يتم بمعدل 100 شخص يوميا. لكن «قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية» أعلنت أن العدد الحقيقي للقتلى تجاوز هذا الرقم بكثير ووصل إلى 11147 قتيلا، منهم 667 أنثى.
* 1027: عدد قتلى الجيش السوري وقوات الأمن طبقا لمعلومات من الحكومة السورية، لكن شككت المعارضة في صحتها.
* 30 ألفا: هو تقريبا عدد اللاجئين الذين فرو للبلدان المجاورة منذ اندلاع الاضطرابات، وفقا لبانوس مومسيس، المنسق الإقليمي لشؤون اللاجئين السوريين. ويقدر عدد اللاجئين في لبنان بنحو 7058 لاجئا، بينما في الأردن هناك نحو 7403 لاجئين، أما عن تركيا فقد استقبلت 15900 لاجئ.
* 200 ألف: فروا من منازلهم داخل سوريا، وفقا لما أعلنه لين باسكو وكيل الأمم المتحدة للشؤون السياسية.
* 22 أبريل (نيسان) 2011: أكثر الأيام دموية، حيث خرج عشرات الألوف من المتظاهرين بشوارع درعا وقتل 158 شخص على الأقل.
* 7 مبادرات: أطلقت لحل الأزمة السورية في الفترة ما بين أكتوبر (تشرين الأول) 2011 وحتى مارس الحالي، أبرزها المبادرة العربية.
* 8 تفجيرات: استهدفت مقرات الأمن والمصالح الحكومية، راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى في الفترة ما بين 19 ديسمبر (كانون الأول) 2011 ومارس الحالي.
* 52: مظاهرة يوم جمعة شهدتها سوريا، سقط خلالها آلاف القتلى الذين لبوا دعوة التظاهر السلمي للمطالبة بإسقاط النظام، أبرزهم «جمعة الكرامة» 18 مارس 2011، و«جمعة العزة» في 25 مارس 2011، و«الجمعة العظيمة» 22 أبريل 2011، و«جمعة صمتكم يقتلنا».
مجلس الأمن يصدر بيانا «غير ملزم» يطالب الحكومة السورية بتنفيذ خطة أنان

روسيا حذفت عبارات الإدانة والمهلة > كلينتون تحذر دمشق من «مزيد من الضغوط»

واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط».... أصدر مجلس الأمن بإجماع أعضائه الخمسة عشر بيانا رئاسيا «غير ملزم» لتأييد جهود ومقترحات المبعوث الدولي للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان، وأدلى مندوب بريطانيا لدى مجلس الأمن مارك غرانت بنص البيان في اجتماع رسمي أمس، حيث يدعو البيان إلى دعوة الحكومة السورية والمعارضة للعمل بحسن نية، والتنفيذ الفوري لمقترحات انان بوقف إطلاق النار ووقف كافة أشكال العنف وإجراء محادثات شاملة والإفراج عن المعتقلين وتنفيذ هدنة ساعتين يوميا لضمان وصول المساعدات الإنسانية. وأشار دبلوماسي بريطاني بمجلس الأمن في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «نص البيان راعى الاعتراضات الروسية السابقة في محاولة لكسب تأييد روسيا والصين والخروج بإجماع على البيان، بعد أن قامت روسيا والصين بالاعتراض واستخدام حق الفيتو مرتين في القرارات المدعومة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية لإدانة نظام الأسد، كما خففت فرنسا من تشددها لإصدار بيان يدين النظام السوري بعد مناقشات استمرت مساء الثلاثاء للتوصل لصيغة نهائية للإعلان الرئاسي».
وأوضح الدبلوماسي البريطاني أن فرنسا أصرت على الإعراب عن بالغ القلق إزاء تدهور الأوضاع في سوريا، والتي أسفرت عن أزمة خطيرة للأوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان. وأصرت على عبارة «دعم جهود المبعوث لوضع نهاية فورية لجميع أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا».
وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن المسودة الأولى للبيان احتوت على عبارة «أن يقوم مجلس الأمن باتخاذ مزيد من التدابير إذا فشل النظام السوري في تحقيق تقدم كاف»، وهي تدابير فسرتها روسيا بأنها تحتمل فرض عقوبات أو القيام بعمل عسكري، وطالبت بحذفها - ونجحت بالفعل - من نص البيان. وحذرت روسيا من أي عبارة تحمل صيغة إنذار أو تهديد للحكومة السورية، وطالبت ببيان متوازن يحمل مسؤولية العنف لكل من الحكومة السورية والمعارضة معا، ويبعد تمام البعد عن أي عبارة تشير إلى إمكانية تدخل خارجي في الأزمة السورية كما حدث في ليبيا.. وأضافت بالبيان عبارة «التزام مجلس الأمن باستقلال ووحدة وسلامة الأراضي السورية».
وأكد الدبلوماسي البريطاني أن البيان الرئاسي تراجعت فيه بالفعل صيغة التهديد في البيان واكتفى بعبارة «اتخاذ المزيد من الخطوات وفقا لما تقتضيه الحاجة»، ومطالبة كوفي انان بتقديم تقارير بانتظام للمجلس حول التقدم المحرز في مهمته. كما نجحت روسيا في حذف الفترة الزمنية التي حددتها المسودة، والتي نصت على سبعة أيام كمهلة للنظام السوري والمعارضة لتنفيذ مقترحات انان.
وأوضح المصدر أن أحد نقاط الخلاف مع روسيا وسوريا والغرب هو تسلسل وقف إطلاق النار، حيث طالبت سوريا أن تبدأ المعارضة بإلقاء السلاح أولا، وأصرت الدول الغربية - على رأسها الولايات المتحدة – على أن تبدأ القوات الحكومية السورية بالتوقف عن القتل باعتبارها المسؤولة عن معظم أعمال القتل.. فيما طالبت روسيا بتوقف أعمال العنف والقتل من الجانبين في وقت واحد. وقد طالب بالفعل نص البيان «المعدل» الحكومة السورية بتوقف تحركات القوات العسكرية ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق السكانية، بحيث تجري هذه الإجراءات بالتزامن مع قيام المبعوث كوفي انان بالحصول على التزامات مماثلة من المعارضة السورية دون ذكر أي إطار زمني.
من جهتها، أشادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس بالبيان، وحضت الرئيس السوري على تطبيق خطة كوفي انان لحل الأزمة وإلا فإنه سيواجه «المزيد من الضغوط».
وقالت كلينتون إن الخطوة التي اتخذها مجلس الأمن المنقسم حيال الأزمة في سوريا «إيجابية»، وذلك بعد تبني المجلس بيانا يطالب سوريا بالتطبيق الفوري لخطة وقف العنف التي اقترحها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان. وصرحت للصحافيين: «نقول نحن والمجتمع الدولي للرئيس الأسد ونظامه، اسلك هذا الطريق والتزم به، وإلا فإنك ستواجه المزيد من الضغوط والعزلة». ودعت كلينتون «جميع السوريين الذين يحبون بلدهم ويحترمون تاريخها ويدركون القدرات الهائلة الكامنة في العمل معا» إلى تنفيذ الخطة.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الأفغاني زلماي رسول: «نعتقد أنه من المهم جدا أننا متحدون جميعا الآن وراء مهمة كوفي انان»، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع المعارضة السورية على الإعداد لمرحلة انتقال السلطة المحتملة في سوريا. وأضافت «نحن ندعو الجيش السوري كذلك إلى رفض الأوامر بإطلاق النار على المواطنين أبناء وطنهم، كما ندعو مجتمع الأعمال الذي ما زال يؤيد النظام إلى العمل على تطبيق بيان مجلس الأمن ومهمة انان».
وعقب إعلان البيان، ناشد كوفي انان، الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية، دمشق أمس «الرد إيجابا» على دعوة مجلس الأمن الدولي للسلطات السورية إلى تطبيق خطة الست نقاط التي طرحها لحل الأزمة.
وقال أحمد فوزي المتحدث باسم انان إن «الدعم المتضامن لمجلس الأمن في ما يتعلق بجهوده شجعه (انان) وهو يناشد السلطات السورية الرد إيجابا» على خطته. وأوضح فوزي أيضا أن الخبراء الذين أرسلهم انان إلى سوريا التقوا مسؤولين سياسيين كبارا في دمشق الاثنين والثلاثاء والأربعاء.
إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس أن بعثة تقييم المساعدات الإنسانية الدولية في سوريا زارت مدينة ادلب (شمال غرب) التي سيطر عليها الجيش قبل أسبوع. وذكرت الوكالة أن «وفدا مشتركا من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي قام بزيارة الحي الشمالي والضبيط والناعورة في مدينة ادلب اليوم وأبدى ارتياحه لواقع المدينة حيث بدت الحياة طبيعية هادئة والخدمات متوفرة».
وأشارت إلى أن الوفد التقى محافظ المدينة الذي لفت إلى «أهمية زيارة الوفد في الاطلاع على حقيقة ما يجري على أرض الواقع، وأن يستمع إلى المواطنين المتضررين من إرهاب المجموعات الإرهابية المسلحة وممارساتها الإجرامية».
ونقلت الوكالة عن رئيس الوفد قوله إن «الجولة تندرج في إطار زيارة سوريا للوقوف على الواقع في المناطق المتوترة التي شهدت ضررا في البنية الاقتصادية»، إضافة إلى «لقاء المواطنين والاستماع لوجهات نظرهم ومقترحاتهم في هذا الجانب».
وأضافت الوكالة أن وفد البعثة التقييمية التي تضم نحو خمسين شخصية من دول متعددة كان التقى الاثنين محافظ حماه (وسط) ومتطوعين من الهلال الأحمر العربي السوري وأعضاء جمعيات أهلية وخيرية وإنسانية.
وأعلنت المسؤولة عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري اموس الخميس الماضي أن الأمم المتحدة ستشارك للمرة الأولى في مهمة تقييم للأوضاع الإنسانية في سوريا تنظمها دمشق. وهي المرة الأولى التي تسمح فيها دمشق للأمم المتحدة بعملية التقييم هذه التي ستشمل المناطق التي تشهد أعمال عنف منذ اندلاع حركة الاحتجاج في سوريا قبل عام.
تعيين الفرنسي غيهينو نائبا ثانيا لأنان

يرى وجوب عدم انخراط قوات حفظ السلام في صراعات وأن تحترم الدول المشاركة التزاماتها

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: مي مجدي... قررت الأمم المتحدة تعيين الفرنسي جان مارى غيهينو نائبا ثانيا للمبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا كوفي أنان، إلى جانب النائب العربي ناصر القدوة.
ويمتلك غيهينو، الذي ولد في 30 أكتوبر (تشرين الأول) 1949، خبرة واسعة في مجال الدبلوماسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى خبرته الإدارية، وترجع تلك الخبرة إلى الفترة الطويلة من حياته التي قضاها في وزارة الخارجية الفرنسية، حيث كان عضوا في فريق التخطيط السياسي بالوزارة في الفترة من 1979 إلى 1981. كما شغل غيهينو في الفترة بين عامي 1982 و1986 منصب رئيس الشؤون الثقافية بالسفارة الفرنسية في واشنطن، ومنذ 1989 إلى 1993 كان مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الفرنسية، ومنذ 1993 إلى 1995 تولى غيهينو مهمة سفير فرنسا لدى الاتحاد الأوروبي.
على الصعيد الدولي، كان غيهينو عضوا في المجلس الاستشاري لشؤون نزع السلاح في الأمم المتحدة خلال الفترة من 1999 إلى 2000، وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2000 قام الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك كوفي أنان بتعيينه سكرتير الأمين العام لعمليات حفظ السلام، وهي المهمة التي استمر فيها ثمانية أعوام؛ أي حتى يوليو (تموز) 2008. ولغيهينو، الذي تفرغ حاليا لعمله أستاذا للعلاقات الدولية في جامعة كولومبيا، العديد من المقالات المنشورة بالإضافة إلى كتابين: «نهاية الديمقراطية»، الذي نشر في مارس (آذار) 1993، و«مستقبل الحرية: الديمقراطية في زمن العولمة» الذي نشر عام 1999.
وفي 19 أبريل (نيسان) 2004، نشرت له مقالة في صحيفة «إنترناشيونال هيرالد تريبون» تعرض وجهة نظره وتصوره بخصوص دور بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، تحت عنوان «خطة لتعزيز بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام». ووفقا لرؤيته، فإن قوات حفظ السلام التي أنشاها مجلس الأمن أصبح مبالغا فيها، فهي تعمل في 15 بعثة في الوقت نفسه بنحو 50000 شخص معظمهم يأتون من دول العالم الثالث، خاصة من الهند وبنغلاديش، تكلفتهم نحو 4 مليارات دولار. واستخلص غيهينو بعض المبادئ التي يجب أن تعمل قوات حفظ السلام من خلالها؛ فهو يرى أن الأمم المتحدة يجب عليها أن تلتزم فقط بحفظ السلام عندما يكون هناك سلام يجب الحفاظ عليه، ويجب عليها أن لا تنخرط في صراعات؛ بل عليها أن تقوم بتطوير الشراكات الإقليمية لحفظ السلام، ويجب على الدول المشاركة في بعثات حفظ السلام احترام التزاماتها وتعهداتها. يذكر أن غيهينو متزوج ولديه بنت واحدة، وهو ابن الكاتب الفرنسي جون غيهينو.
* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»
البيان الرئاسي.. حل توافقي لتجاوز «فيتو» مجلس الأمن يكتسب قوة كبيرة إذا تم تبنيه بالإجماع

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: آلاء عبد الحميد ... في كثير من الأحيان يفشل أعضاء مجلس الأمن في التوصل إلى توافق حول مشروع قرار بخصوص حالة تهدد السلم والأمن الدوليين، خاصة مع منع صدور هذا المشروع من قبل دولة دائمة العضوية عن طريق حق النقض (الفيتو). وفي أغلب تلك الأحيان يلجأ أعضاء مجلس الأمن إلى إصدار بيان رئاسي يوضح للرأي العام العالمي حقيقة ما حدث، ويدرج توصياته وقراراته التي فشل في التوصل إليها بشكل ملزم في إطار غير ملزم.
وخلافا للقرارات التي تصدر عن المجلس بموجب الباب السابع لميثاق الأمم المتحدة، فإن البيان الرئاسي لا يحوز الإلزام القانوني الجبري على الدول أعضاء منظمة الأمم المتحدة، وبالطبع الدولة التي يتخذ حيالها مثل ذلك البيان، وذلك على الرغم من أن هذه البيانات متشابهة مع مشاريع القرار من حيث المحتوى والشكل والنبرة. ورغم أن البيان الرئاسي يتم تبنيه بعد مشاورات غير رسمية في المجلس، فإنه يصدر بذات الشكلية التي تتخذ بها قرارات المجلس.
ويتطلب اعتماد بيان رئاسي إجماع جميع أعضاء المجلس، ويتم التوقيع على البيان من قبل رئيس مجلس الأمن.
وللبيان الرئاسي 7 مهام، حيث يمكن للبيان الرئاسي أن يكون مكملا لقرار صادر عن مجلس الأمن، أو يوظفه مجلس الأمن لتنفيذ مشروع قرار، أو لعرض مراجعة مشروع قرار، أو كوسيلة للتأكيد على قرار تم اتخاذه، أو يتم استخدامه لتذكير الدول بالتزاماتها نحو أحكام قرار، أو لتوثيق عدم امتثال دولة لقرار ما، أو لتحديد الشروط اللازمة لإصدار قرار.
كما يلعب البيان الرئاسي دورا هاما في العملية السياسية، حيث يعمل كوسيلة لنزع فتيل التوتر والصراع ولفت أنظار الأطراف في حالة قيام أحد الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن رفض تبنى قرار من أجل حماية مصالحه أو مصالح أحد حلفائه، وتعتبر فرنسا البيانات الرئاسية الصيغة القانونية الأنسب لتوصيل رسالة سياسية تحمل طلبات لدولة ما بشكل غير ملزم. ولا يمكن النظر للبيان الرئاسي على أنه مجرد وثيقة غير ملزمة من وثائق الأمم المتحدة فحسب، وذلك لأن تبنيه بإجماع الآراء يعطي له ثقلا سياسيا كبيرا، وذلك لأنه أحد أشكال القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، إلى جانب البيان الصحافي الرئاسي وهو أسرع وأخف أشكال رد الفعل الصادرة عن مجلس الأمن، ويليه البيان الرئاسي ثم مشروع قرار.
وقد شهد العام الحالي صدور مجموعة من البيانات عن مجلس الأمن، وهي بيان رئاسي عن الأمن والسلم في أفريقيا، بيان رئاسي عن النساء والأمن والسلم الدوليين، كذا صدر بيان رئاسي لمناقشة الوضع في الصومال، وصدر بيان رئاسي لعرض تقارير الأمين العام بخصوص السودان.
البرلمان العربي يؤكد رفضه للحل العسكري في سوريا

طالب بإعطاء الأولوية للحل السياسي

جريدة الشرق الاوسط.... القاهرة: صلاح جمعة .... أكد البرلمان العربي رفضه لأي تدخل في الشؤون الداخلية السورية، وحرصه على وحدة سوريا؛ أرضا وشعبا، وسيادة واستقلال الشعب السوري. وأدان البرلمان العربي في ختام اجتماع دورته العادية الأولى للعام الحالي، التي عقدت بمقر الجامعة العربية، أمس، العنف الدامي الذي يحدث في سوريا، وطالب بوقفه فورا من كافة الأطراف حفاظا على أرواح الشعب السوري. وطالب البرلمان العربي بإعطاء كل الأولوية للحل السياسي ورفض الحل العسكري والأمني للأزمة السورية، كما طالب بدعم الشعب السوري في نضاله من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة. ودعا البرلمان العربي إلى فتح حوار مع القوى الدولية والإقليمية ذات العلاقة من أجل توفير كل متطلبات الحل السياسي بما يحقق للشعب السوري حقه في الديمقراطية والتغيير واختيار النظام الذي يريده.
وعن الأوضاع في الجولان العربي السوري المحتل، أكد البرلمان العربي مجددا رفض الإجراءات القمعية وأعمال القتل التي تقوم بها سلطات الكيان الصهيوني ضد مواطني الجولان العربي السوري المحتل المطالبين بحقوقهم المشروعة للتحرر من الاحتلال الصهيوني.
إلى ذلك، فاز القيادي الإخواني الدكتور عصام العريان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، بمنصب نائب رئيس البرلمان العربي بعد حصوله على 48 صوتا من أصل 63 صوتا، كما فاز أيضا عضو البرلمان الجزائري مدني البرادعي بمنصب نائب الرئيس بعد حصوله على 46 صوتا.
نص البيان الرئاسي لمجلس الأمن حول سوريا

جريدة الشرق الاوسط

> يعيد مجلس الأمن التذكير ببيانه الرئاسي الصادر في 3 أغسطس (آب) 2011 وبيانه الإعلامي في 1 مارس (آذار) 2012.
يعرب مجلس الأمن عن بالغ القلق إزاء تدهور الأوضاع في سوريا، مما أدى إلى أزمة خطيرة لحقوق الإنسان والوضع الإنساني المؤسف.
يعرب مجلس الأمن عن الأسف العميق إزاء وفاة الآلاف من الناس في سوريا.
يؤكد مجلس الأمن التزامه القوي مجددا بسيادة واستقلال ووحدة وسلامة الأراضي السورية والالتزام بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة.
إن مجلس الأمن يرحب بتعيين المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان في أعقاب قرار الجمعية العامة رقم «66/253/RES/A» في السادس عشر من فبراير (شباط) 2012 والقرارات ذات الصلة الصادرة عن جامعة الدول العربية.
إن مجلس الأمن يعرب عن دعمه الكامل للجهود التي يبذلها المبعوث لوضع حد فوري لجميع أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وتأمين وصول المساعدات الإنسانية وتسهيل عملية انتقال سياسي إلى الديمقراطية تقوده سوريا إلى نظام ديمقراطي تعددي يكون فيه جميع المواطنين متساوين بغض النظر عن انتماءاتهم أو أعراقهم أو معتقداتهم، ويشمل ذلك بدء حوار سياسي شامل بين الحكومة السورية ومجموعة كاملة من المعارضة السورية. وتأكيدا لهذا الهدف يؤيد مجلس الأمن تأييدا كاملا المقترحات الستة المقدمة إلى السلطات السورية كما حددها المبعوث كوفي أنان إلى مجلس الأمن يوم 16 مارس 2012 وهي:
1 - الالتزام بالعمل مع المبعوث (أنان) في عملية سياسية شاملة تقودها سوريا للاستجابة للتطلعات المشروعة ومخاوف الشعب السوري، وتحقيقا لهذا الهدف تلتزم الحكومة السورية بتعيين «محاور» لديه سلطة عندما تتم الدعوة لذلك من قبل المبعوث.
2 - الالتزام بوقف القتال وتحقيق ذلك على وجه السرعة تحت إشراف الأمم المتحدة لوقف أعمال العنف المسلح بكل أشكاله من قبل جميع الأطراف لحماية المدنيين وتحقيق الاستقرار في البلاد. وتحقيقا لهذه الغاية يتعين على الحكومة السورية توقيف تحركات القوات ووضع حد لاستخدام الأسلحة الثقيلة في المراكز السكنية والبدء في الانسحاب العسكري من داخل وحول المناطق السكنية. وأثناء تنفيذ هذه الإجراءات يتعين على الحكومة السورية العمل مع المبعوث لتحقيق وقف مستدام للعنف المسلح في جميع أشكاله من قبل جميع الأطراف، ووضع آلية فعالة لمراقبة الأمم المتحدة. وسيسعى المبعوث للحصول على التزامات مماثلة من المعارضة، وجميع العناصر ذات الصلة، لوقف القتال والعمل معه من أجل التوصل إلى وقف مستدام للعنف المسلح في جميع أشكاله، من جميع الأطراف، ووضع آلية فعالة لمراقبة الأمم المتحدة.
3 - ضمان توفير الوقت المناسب لوصول المساعدات الإنسانية لجميع المناطق المتضررة من القتال. وتحقيقا لهذا الهدف يتم اتخاذ خطوات فورية لقبول وتنفيذ هدنة لمدة ساعتين يوميا، وتنسيق الوقت المحدد وطرق تنفيذ الهدنة من خلال آلية فعالة بما في ذلك على المستوى المحلي.
4 - تكثيف أعداد ووتيرة الإفراج عن المعتقلين والمحتجزين بصورة تعسفية، بما في ذلك الفئات الضعيفة من الأشخاص والمشاركين في أنشطة سياسية سلمية، والتزويد من دون تأخير من خلال القنوات المناسبة بلائحة لجميع الأماكن التي يحتجز فيها هؤلاء الأشخاص، والبدء على الفور في تنظيم الوصول لهذه المواقع من خلال القنوات المناسبة والاستجابة الفورية لجميع الطلبات المكتوبة للوصول إلى هذه الأماكن أو المعلومات عنها والإفراج عن هؤلاء الأشخاص.
5 - ضمان حرية التنقل في جميع أنحاء البلاد للصحافيين، وضمان عدم ممارسة سياسة تمييزية في منح التأشيرات لهم.
6 - احترام حرية التجمع والتظاهر السلمي المكفولة قانونا.
إن مجلس الأمن يدعو الحكومة السورية والمعارضة إلى العمل بحسن نية مع المبعوث من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السورية، وإلى التنفيذ الكامل والفوري للمبادرة المكونة من ست نقاط.
ويطلب مجلس الأمن من المبعوث (أنان) إمداد المجلس بانتظام وفي التوقيت المناسب بتقارير عن التقدم المحرز في مهمته. وعلى ضوء هذه التقارير سوف ينظر مجلس الأمن في اتخاذ المزيد من الخطوات وفقا لما تقتضيه الحاجة.
لافروف: إذا سقط النظام السوري.. بعض بلدان المنطقة ستمارس ضغوطا هائلة لإقامة نظام سني

قال إن الأسد مستعد للحوار السياسي مع جميع ممثلي المعارضة.. وإن الخوف من «القاعدة» هو الأساس

موسكو: «الشرق الأوسط»..... في حوار موسع أجرته إذاعة «كوميرسانت إف إم» الروسية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وأذيع أمس قبيل جلسة مجلس الأمن، أعرب لافروف عن عدة تخوفات لدى روسيا حول الأزمة السورية، من بينها ممارسة «بعض دول المنطقة لضغوط هائلة من أجل إقامة نظام سني في سوريا»، إضافة إلى مخاوف من وجود «عمليات إرهابية» في المدن السورية.
وحول الاعتقاد السائد دوليا من أن روسيا تقوم بدور المحامي الدولي لنظام الأسد وتزوده بالسلاح وتدافع عنه في مجلس الأمن الدولي، قال لافروف: «في واقع الأمر إنه أساس النظام العالمي الذي يجب أن ندافع عنه، والمبادئ المثبتة في ميثاق هيئة الأمم المتحدة.. والأسرة العالمية يمكن أن تتدخل فقط في النزاعات بين الدول حين يكون المقصود وقوع عدوان وحين تهاجم بلاد بلادا أخرى. وتتوفر لدى مجلس الأمن الدولي كافة الصلاحيات لاتخاذ قرار حول اتخاذ هذه أو تلك من التدابير القسرية»، مضيفا أن ما يجري في سوريا مختلف، وأن «الدماء تراق ليس في سوريا فقط بل أيضا في ليبيا ومالي واليمن».. موضحا أن «الاختلاف هائل بين ما يناقشونه (الغرب) بهدوء في سكون المكاتب وهيئات الأركان العامة، وبين ما يقال علنا في العواصم ذاتها».
وأشار لافروف إلى: «نحن لا نبرر القيادة السورية على الإطلاق، ونعتقد أن القيادة السورية قد تصرفت بشكل خاطئ منذ اللحظات الأولى لبدء الاحتجاجات السلمية، وأن القيادة السورية ارتكبت الكثير جدا من الأخطاء رغم الوعود الكثيرة التي أعطيت لنا ردا على دعواتنا، أما الخطوات التي تقوم بها في الاتجاه الصحيح فهي تتخذ بشكل متأخر. وهذا ساعد للأسف لحد كبير على بلوغ الأزمة مثل هذه الحدة. لكن إذا ما كنا واقعيين، وإذا ما أبدينا الاهتمام بالمواطنين المسالمين، فيجب علينا أن ندين أيضا أولئك الذين يمارسون الاستفزازات».
وأكد لافروف أن «(القاعدة) موجودة هناك، وفي الواقع اعترفت بذلك هيلاري كلينتون في أثناء المناقشات في الكونغرس لدى إجابتها عن السؤال حول سبب عدم تزويد المعارضة في سوريا بالسلاح.. ولهذا لا يجوز السكوت عن هذه الوقائع، فإنها ستنكشف رغم كل شيء».
وحول بعثة المراقبين العربية التي سبق أن ذهبت إلى سوريا، قال لافروف: «لم يسمح لهم بالعمل ولو لفترة شهر، وحتى لم تنتظر جامعة الدول العربية بحث تقريرهم في نيويورك وسحبت المراقبين، وأوقف عمل هذه البعثة عموما، رغم أنها بدأت بعمل أشياء تقربنا بهذا القدر أو ذاك من تهدئة الوضع، وعلى أقل تقدير أنها قدمت معلومات واقعية يتبين منها أنه القوات الحكومية ليست وحدها تمارس أفعالا غير مقبولة، بل يمارس ذلك المسلحون من الطرف الآخر أيضا».
وأضاف: «والآن التقينا وزراء خارجية جامعة الدول العربية في القاهرة، وقد اتفقنا هناك على 5 مبادئ للتسوية ينص أحدها على: (عدم قبول أي تدخل عسكري من الخارج). وبعد عدة ساعات أعلن رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الذي ترأس لجنة جامعة الدول العربية والذي أجريت معه المباحثات أن من الواجب إدخال قوات عربية أو دولية إلى سوريا، وحدث هذا بعد عدة ساعات من توقيعه. والآن تعمل بعثة كوفي أنان التي نؤيدها بنشاط ويترأسها رجل محنك».
وأشار لافروف إلى أنه «في هذه اللحظة بالذات تقوم بلدان الخليج العربي بلا أي أسباب مفهومة بسحب جميع سفرائها من دمشق. وفي اللحظة نفسها تحدث تفجيرات سيئة جدا في دمشق وحلب وبعض المدن الأخرى. إن مثل هذه الأشياء إن لم أقل إنها تزامنت خصيصا بغية نسف مهمة كوفي أنان، فإنها من الناحية الموضوعية تمضي لتحقيق هذا الهدف».
وحول رؤيته لأسباب الأزمة في سوريا قال لافروف: «إن الصراع يدور في المنطقة كلها، وإذا سقط النظام الحالي في سوريا، فستنبثق رغبة قوية وتمارس ضغوط هائلة من جانب بعض بلدان المنطقة من أجل إقامة نظام سني في سوريا، ولا تراودني أي شكوك بهذا الصدد.. ويقلقنا في هذا الوضع مصير المسيحيين وهناك أقليات أخرى كالأكراد والعلويين وكذلك الدروز. وما يجري في لبنان، وليس بوسعي أيضا التنبؤ بشكل ما، فستكون الأمور هناك سيئة جدا، لأن البلاد متعددة الطوائف والأقليات القومية أيضا، ونظام الدولة هش جدا. كما أن العراق ستمسه لاحقا هذه العمليات في أغلب الظن، حيث يهيمن في العراق الآن الشيعة في كافة المناصب القيادية».
وأضاف لافروف: «هذا كله ينذر بالانفجار فعلا ويجب العمل بحذر بالغ. وحالما بدأ أنان مهمته أعلن ممثل المجلس الوطني السوري من تركيا أن هذه البعثة قد فشلت لأن أنان لم يطلب رحيل الأسد، باعتباره الشرط الأول الذي لا بد من قبوله قبل غيره. ونحن نعرف حق المعرفة أن هذا المطلب غير واقعي، ليس لكوننا ندافع عن الأسد، بل لمجرد أن هذا غير واقعي. ويكمن الموقف الواقعي الوحيد في أن يطلب جميع من يمارس تأثيرا ما على هذا الطرف أو ذاك إيقاف جميع العنف واستحداث آلية مراقبة ما تتيح رصد الأمور، وهذا ما يجري وما يقوم به أنان بصفته الخطوة الأولية. وبعد ذلك يمكن إجلاس جميع الذين يؤثرون على اللاعبين السوريين وراء طاولة المفاوضات.. هذا يمثل الطريق الوحيد لتهدئة الوضع».
وحول وجود عروض للأسد للرحيل إلى موسكو، قال لافروف: «لم توجه إليه الدعوة للمجيء إلى موسكو. ومرة أخرى فإن هذا الأمر ربما سيقرره الأسد نفسه، وسيقرر ذلك ليس لأن أحدا ما في روسيا وموسكو سيطلب منه ذلك. إنهم يتحدثون عنه في الكثير من العواصم الغربية بوصفه مجرم حرب، ويعلنون أن مكانه في لاهاي في المحكمة الدولية. ومعنى ذلك أنه يجب على من يطلق مثل هذه التصريحات أن يشرح له أي إمكانيات موجودة لديه، وليس نحن.. والشعب السوري هو من يجب أن يقرر ذلك. ولدي قناعة بأنه إذا ما بدأ الحوار السوري العام، وبمشاركة جميع ممثلي المعارضة والحكومة، فيجب أن يتم في إطار هذا الحوار حل جميع القضايا ومنها القضايا حول من سيحكم سوريا في الفترة الانتقالية. أما الآن فإنهم يحاولون وضع العربة أمام الحصان ويحاولون أن يفرضوا على سوريا، عبر مجلس الأمن الدولي، الحل الذي لن يكون مستقرا، بل سيستثير فقط تصعيد المواجهة مجددا».
وحول مدى إدراك الأسد لذلك، قال لافروف: أعتقد أنه يفهم ذلك. وعندما زرت مع ميخائيل فرادكوف دمشق قال لنا: إنه مستعد منذ هذه اللحظة للحوار السياسي مع جميع ممثلي المعارضة، لكن الحرب مع الإرهاب لا تتوقف. وفي ظروف مثل هذه الأفعال الإرهابية أعتقد أن مثل هذه الأفعال تقف وراءها «القاعدة»، وإذا ما فهمت الأمور بشكل صحيح فإنه لا بد طبعا من الرد على مثل هذه الأفعال، وإلا فإن الناس سيعيشون في حالة رعب دائم.
مدير بشبكة «أخبار حلب» المنشقة يؤكد وجود حرب إلكترونية بالتوازي مع ما يحدث ميدانيا

أحمد الحلبي: تعاملنا المباشر كان مع الأمن السياسي وليس مع القصر

جريدة الشرق الاوسط... لندن: نادية التركي... لم يعد الانشقاق في سوريا مقتصرا على العسكريين والموظفين الرسميين، بل تجاوز ذلك إلى صفحات «فيس بوك»، فقد أعلنت صفحة «شبكة أخبار حلب» انشقاقها عن صف السلطة وانضمامها لصفوف الثوار. وجاء الانشقاق وفقا للبيان الذي نشره مدير الصفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بعد مجزرة حيي العدوية وكرم الزيتون الأسبوع الماضي، التي راح ضحيتها أكثر من 50 قتيلا. وبعد انشقاق الصفحة التي تضم نحو 50 ألف مشترك، غيرت شعارها من العلم السوري الرسمي إلى علم الاستقلال.
وفي حين اتهم مؤيدون للرئيس السوري بشار الأسد قراصنة الإنترنت باختراق الصفحة وإعلان بيان الانشقاق، أكد أحمد الحلبي، أحد مديري شبكة «أخبار حلب» لـ«الشرق الأوسط» أن الانشقاق تم بالفعل، وقال «إن انشقاق الشبكة، بما تمثّله من أهمية في الشبكة الإلكترونية للنظام، تمثّل انكسارا كبيرا للنظام، وتظهر أن الانشقاقات ليست محصورة في عناصر الجيش والسياسيين، وأن الأطراف المختلفة بدأت بالتخلي عن النظام، دوليا ومحليا، بل إن القادم من الانشقاقات سوف يكون كبيرا». وأكد أحمد الحلبي وجود حرب إلكترونية بين المعارضين السوريين والأسد وبأن نسقها يتصاعد بالتوازي مع نسق ما يحدث ميدانيا، وقال «هناك حرب متواصلة، وقد كانت التعليمات تأتي بشكل دائم لتتبع صفحة الثورة السورية، والرد على ما تطرحه على صفحاتنا بشكل غير مباشر، والتشكيك بها بشكل متواصل، سواء على صفحاتنا أو على الصفحة نفسها».
وقال الحلبي إن «موقع (شبكة أخبار حلب) كان من أهم الصفحات السورية المؤيدة للنظام، وهو موقع يهتم أساسا بالشأن المحلي لمدينة حلب. وانطلق بعد بداية الثورة، من أجل جمع أنصار الرئيس، كجزء مما أصبح يعرف بعمليات الجيش الإلكتروني». وأضاف «وقد كان دور الشبكة، كما هو الشأن بالنسبة لكل الشبكات الأخرى المؤيدة للنظام، هو التشكيك بالثوار، واتهامهم بالخيانة والعمالة.. إلخ، وشحذ الروح المعنوية للمؤيدين». وتحدث الحلبي عن أن للجيش الإلكتروني أربع مهام أساسية، وهي التشكيك بالثورة، وبأخبارها، واتهام المعارضين بالخيانة، وبتلفيق الأخبار والصور والفيديوهات، كي لا يُترك مجال للمؤيدين بالتفكير في هذه الأفكار والفيديوهات، وتوفير نظريات بديلة عن نظريات الثوار.
وكذلك تقديم الدعم المعنوي للمؤيدين، من خلال تقديم الدعاية اللازمة لشحن معنوياتهم، وإظهار التأييد الكبير للنظام في كل أنحاء سوريا، كي لا يتأثر المؤيدون بالصور والفيديوهات التي تبثها مواقع الثورة على مدار الساعة.
وأيضا الدخول بين الثوار وعلى صفحاتهم، وأوضح «هنا تنقسم مهام الفرق إلى قسمين؛ قسم يقوم بشتم الثوار، لإظهار أن مؤيدي النظام موجودون بكثرة، ولا يتسامحون مع من يتطاول عليه، وقسم للدخول بصفة الثوار، ويقوم بالدفع تجاه أفكار معينة، من أجل شق الثوار، وحسب التعليمات التي تكون موجودة وقتها، ومن آخر المهام التي كان الجيش الإلكتروني يقوم بها قبل انشقاقنا هي محاولة زرع الفتنة الطائفية، وتأجيج الخطاب الطائفي لدى المؤيدين للثورة، من خلال التعليقات والنقاشات على صفحة الثورة السورية».
كما يعمل الجيش الإلكتروني، حسب الحلبي على ضرب صفحات ومواقع الثورة، من خلال عمليات القرصنة، أو عمل حملات ضد صفحة معينة على «فيس بوك»، أو ضد فيديو معين على «يوتيوب».
وقال الحلبي «تعاملنا المباشر كان مع الأمن السياسي وليس مع القصر». وأضاف أن الشبيحة الإلكترونيين يستفيدون من مواقع التواصل الاجتماعي من خلال إنشاء المجموعات المغلقة على «فيس بوك»، والتي يقومون فيها بالتواصل، وتداول التوجيهات والأوامر، وقد كنا أعضاء في كثير من هذه المجموعات قبل أن يتم فصلنا. وأكد الحلبي في أجوبته عن أسئلة «الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني، أن المواقع الاجتماعية لعبت دورا كبيرا في مساعدة الثورة، وقال «وقد أدرك النظام أهمية هذا الأمر، وقام باستخدامه وتفعيله إلى أقصى درجة، فقد وفرت المواقع الاجتماعية للمؤيدين فرصة للالتقاء بالمؤيدين الآخرين، كما حصل الأمر تماما لدى مواقع الثورة».
وحول أسباب تأخرهم في الانشقاق عن الأسد، قال الحلبي «منذ أن بدأنا التفكير بالانشقاق، أخذ الأمر معنا فترة من الزمن إلى أن استطعنا تأمين عائلاتنا خارج القطر، وبشكل لا يلفت الانتباه». وأضاف «فنحن أيضا مسجونون في سجون النظام، رغم العلاقة المباشرة مع الأمن، فلم نكن نستطيع إطفاء الهاتف، حتى لو لوقت الراحة، لأننا إذا لم نجب على مكالمة من الفرع، ولو في الساعة الثالثة صباحا قد يفهمها الضابط بشكل خاطئ، ويؤدي إلى مشكلة نحن في غنى عنها».
وأوضح «هنا لا بد من الإشارة إلى أن كل رجالات النظام، بما فيهم الدبلوماسيون والسياسيون الكبار، لا يستطيعون إخراج عائلاتهم خارج سوريا، ولو كان لا بد لأحد الأبناء أن يسافر لسفر أو ما شابه ذلك، فتقوم أجهزة الأمن بالتأكد من وجود البقية داخل سوريا».
وعن كيفية مساعدة الشبكة المنشقة للثورة، قال أحمد الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: «يمكن أن نساعد الثورة من خلال تواصلنا مع مشتركي الشبكة، فأعضاؤنا في معظمهم هم من غير أعضاء صفحات الثورة، وكثير منهم من الأغلبية الصامتة، وبالتالي فإن ما يصلهم الآن وما يسمعونه هو شيء جديد تماما بالنسبة لهم».
وحول قدرات الجيش الإلكتروني للنظام في تعطيل عمل الشبكة، قال الحلبي «قد يستطيع الجيش الإلكتروني أن يعطل عملنا، فهو جهاز تابع لدولة (أو لعدة دول)، بينما نحن مجموعة أفراد. لكن نحن نستعين الآن بصفحة الثورة السورية، التي تمدنا بالدعم الفني اللازم للحماية، ونستفيد من خبراتهم الأمنية العالية في مجال الحماية».
وبالنسبة لعدد المنخرطين وإمكانية تراجعهم بعد الانشقاق، قال الحلبي «مع بداية الانشقاق، خرج بعض الأعضاء من الصفحة، فهناك الكثيرون ممن يخافون البقاء في صفحات معارضة، لأنهم يعتقدون أنهم بذلك يضعون (نقاطا حمراء) في ملفاتهم الأمنية، وعلى العكس، يقوم معظم من لديه (فيس بوك) في سوريا بتسجيل الإعجاب بعدد من الصفحات المؤيدة لإظهار تأييده للنظام، ولكي لا يتهم بأنه متردد في إظهار هذا التأييد». وعن الدعم الإلكتروني الذي يلقاه الأسد لمراقبة المواقع الإلكترونية والمراسلات، قال «ما نعرفه بشكل مباشر هو الدعم الإلكتروني الذي يقوم به حزب الله، فهناك في الجيش الإلكتروني فرق كاملة في لبنان، وهي مدعومة فنيا أكثر من الفرق السورية، وكثير من المعلومات والتوجيهات نحصل عليها من خلالهم. كما سمعنا أن وجود دعم إلكتروني من إيران»
أمهات قتلى السويداء لوالدة الأسد: لا لموت ابني.. ليحيا ابنك

ناشطون سوريون يطلقون على عيد الأم «يوم أم الشهيد»

لندن: «الشرق الأوسط»... أينما تكون الحروب والقتال تكون الأم هي الخاسر الأكبر وهي تخسر أولادها إما بالقتل أو بالسجن، أو على الأقل تخسر مستقبلهم في بلاد يشوبها العنف. وبعد مرور عام على اندلاع الثورة السورية وقتل أكثر من 8500 ألف سوري واعتقال آلاف آخرين، قرر النشطاء والمعارضون السوريون إطلاق اسم «يوم أم الشهيد» على يوم أمس الذي صادف يوم عيد الأم. وظهرت أمهات حزينات وغاضبات وهن يطالبن بحماية أولادهن وتثبيت مفهوم الوطن الذي يرعى أبناءه.
ووجهت أمهات مدينة السويداء السورية رسالة واضحة إلى والدة الرئيس السوري بشار الأسد، إذ حملن لافتات تقول «إلى والدة الرئيس.. لا لموت ابني.. لكي يحيا ابنك». وكانت هذه الرسالة الأقوى من بين رسائل عدة حملتها سيدات السويداء للنظام السوري، من بينها «من أجل عيد أم لا تهدي فيه الأمهات جثامين أبنائهن». ويذكر أن والدة الرئيس السوري، أنيسة مخلوف، هي من أكثر الشخصيات المؤثرة والنافذة في النظام السوري، وهناك تقارير تفيد بأنها تلعب دورا جوهريا في المرحلة الحالية.
وبث «مركز السويداء الإعلامي» التابع للمعارضة السورية يوم أمس تسجيلا يؤكد مواصلة الأمهات تحديهن للسلطات السورية، والإصرار على حقوق أبنائهن وبناتهن. ويبدأ التسجيل ومدته 3.07 دقيقة بأغنية مارسيل خليفة «أجمل الأمهات» التي غناها لأمهات شهداء الاعتداءات الإسرائيلية، وأخذها السوريون ليغنوها لوالدات الشهداء في سوريا. وتقول كلمات الأغنية «أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها.. وعاد مستشهدا.. فبكت دمعتين ووردة.. ولم تنزوِ في ثياب الحداد».
وجلس عدد من السيدات، اللواتي غطين وجوههن باللافتات الحاملة شعارات ضد العنف ولحماية الوطن، في غرفة، وأمامهن نعش يرمز للقتلى من أبنائهن وعليه علم الثورة السوري.
وقرأت إحدى الناشطات بيانا وهو رسالة إلى الأمهات السوريات، بمناسبة عيد الأم، قائلة إنهن يتقدمن «بأحلى الأمنيات للأمهات السوريات.. أمنيات بالخير والسلام.. إنكن أحلى الأمهات، أحلى الزوجات، أحلى الثائرات.. إنكن تمثلن الثورة ضد الاستبداد بكل أبعاده». وأضافت «أنتن الصابرات على القتل والظلم والجور.. فتحتن بيوتكن وضحيتن براحتكن من أجل الثورة التي نحتفل هذه الأيام بمرور عام عليها».
جمعية الصداقة البريطانية ـ السورية تمر بأشد أزماتها

ضغوطات على أعضائها البريطانيين للاستقالة أو تحديد مواقفهم

جريدة الشرق الاوسط.... لندن: نادية التركي ... منذ انطلاق الثورة السورية بدأت أزمة داخل جمعية الصداقة البريطانية – السورية، تتصاعد، خاصة في شهر سبتمبر (أيلول) عندما أعلنت مجموعة «إتش إس بي سي» عن تخليها عن الجمعية وتمثيلها، حسب مقال بـ«الغارديان» أمس. لكن الأزمة اشتدت، حيث بدأت أوساط بريطانية الأسبوع الماضي ممارسة ضغوط على الأعضاء والمديرين البريطانيين لجمعية الصداقة البريطانية - السورية ومطالبتهم بالاستقالة.
وتأتي الخطوة البريطانية بعد سيل الرسائل الإلكترونية التي نشرتها صحيفة «الغارديان» وقالت: إنها مسربة من البريد الإلكتروني للرئيس الأسد وزوجته. وأظهرت هذه الرسائل، لا سيما الخاصة، أن الأسد يحصل على نصائح ومساعدة من شخصيات في لندن. ونقلت «التايمز» عن ناطق باسم الخارجية البريطانية أنها «ستنظر في اتخاذ إجراءات مناسبة عندما ستجد دليلا على الارتباط بالنظام السوري، إلا أننا لا نملك في الوقت الحالي أي دليل يمكننا استخدامه في محكمة».
وقال كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي - البريطاني «كابو»، لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي، أمس: «لقد طلبت عبر صحيفتي (الغارديان) و(التايمز) أنه يجب على الأعضاء والمديرين البريطانيين أن يستقيلوا من هذه الجمعية»، وكان اثنان من النواب البريطانيين قد استقالا من عضوية الجمعية مؤخرا. وأوضح دويل: «إذا لم يستقيلوا فهذا يعني أنهم يقومون بحماية النظام السوري». وعن جمعية الصداقة السورية - البريطانية قال: «شخصيا أعتقد أن مصداقيتها انتهت، وحتى إن واصلت يجب قطع علاقتها مع النظام السوري، ويجب على رئيسها أن يرحل، وأن يوضح بقية الأعضاء مواقفهم».
علي فرزات: أمر الثورة حسم وانتصرت عندما كسر حاجز الخوف

رسام الكاريكاتير العالمي لـ «الشرق الأوسط» : بعد الحادث الذي تعرضت له أصبحت لدي شجاعة أكبر وحماس أكثر

نادية التركي.... قال رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات إنه يعتقد أن أمر الثورة السورية قد حسم، وأنها انتصرت عندما كسر حاجز الخوف. وأضاف «أما ما نراه الآن فهو مسألة وقت فقط». وقال إن المواقف السياسية للغرب من المسألة السورية ما زالت رمادية وتتراوح بين الجذب والشد، وهذا ما انعكس على العمل الإعلامي. وقال فرزات في حديث مع «الشرق الأوسط» إنه من حق الجيش الحر أن يتم تسليحه لأن دوره دفاعي وليس هجوميا. وأضاف «أرى أن هذا أمر نبيل ومشروع».
وقال فرزات «أنا لست رساما.. أنا رجل أعبر بالرسم.. الأفكار هي الأساس والمواقف هي الأساس، أما الرسم فهو شكل، وسيلة فقط، لكن هموم الناس وآمالهم وطموحاتهم ومعاناتهم هي التي كنت أحملها وأتميز بقدرتي على التعبير عنها بالرسم.. أنا جزء من الشارع». وحول إمكانية قيام نزاعات طائفية في سوريا قال «الكل متخوف من فتنة وحرب طائفية، لكن هذه التخوفات في غير محلها.. وهذا النظام لا يحمي الطوائف وإنما يحتمي بها». وعن أسباب تأخر تحرك الناس في دمشق قال فرزات «الناس في دمشق يخرجون بشكل يومي، ولثلاث مرات في اليوم، لكن في بداية الثورة كانت هناك بعض الحسابات.. وما حدث في البداية كان عبارة عن وقفة استفسار ما بين مصدق وغير مصدق، لأن الناس خافوا أن تكون (توريطة)، لكنهم لما وثقوا من مضمونها وأعطوا كلمة السر لبعضهم بعضا انطلق الجميع، وبدأت الأمور تتصاعد مثل كرة الثلج، وتتضخم يوما بعد يوم». «الشرق الأوسط» التقت فرزات بلندن حيث يقيم معرضا لرسوماته هذا الأسبوع، وكان لنا معه حوار هذا نصه:
وأكد «في دمشق بالذات لا توجد منطقة غير ساخنة، وحتى شارع أوتوستراد المزة الذي فيه كل بيوت المسؤولين خرج فيه 30 ألف متظاهر».
كما قال إنه أثناء المظاهرات «لا توجد عائلة لا تفتح بابها مواربة لمساعدة الناس على الاختباء، وفي حماه المدينة تفتح بيوتها لأي متظاهر من دون تحديد لأن يكون مسيحيا أو مسلما. والأطباء كانوا يجرون عمليات جراحية تحت الكنائس وتحت الأقبية وتحت الجوامع».
* كيف كانت بداية اختراق حاجز الخوف؟
- بدأت محاولاتي منذ أكثر من ثلاثين عاما، وهذا جاء حتى في كتاب صحافية أميركية يحمل عنوان «السيطرة الغامضة»، قالت فيه إن علي فرزات أول فنان اخترق حواجز الخوف بالرمز من خلال أعمالي أيام حافظ الأسد. لكني أقول الآن إنني منذ سنة و3 أشهر انتقلت إلى مرحلة نوعية جديدة وهي تناول الأشخاص بعينهم خارج إطار الرمز، وهذا يعتبر في سوريا بعد 50 سنة حدثا، وتناولته حتى الصحافة الغربية ووكالات الأنباء، وأنا من رسمت لأول مرة بشار الأسد ورامي مخلوف ورئيس الوزراء والبرلمان ودوائر الأمن.
* من أين أتتكم الجرأة، ولماذا اخترتم التعبير في ذلك الوقت بالذات؟
- لم أكن أنا، أحسست وكأن عفريتا أو ماردا انطلق من وجداني كالبراق، هو شيء أخذني إلى عالم سحري من الحرية، وتصورت أنني من خلال هذه الرسوم سأنتقل إلى العالم الحر إذا ما كسرت حاجز الخوف لدى الناس، وتملكتني شجاعة لم أكن أعرفها بهذا الكم فيها نوع من الصوفية والتوحد مع الناس، مع البشر، مع الإنسانية.
* هذا العفريت الذي تحدثتم عنه لماذا لم يتحرك إلا في ذلك الوقت، هل هي الثورات العربية التي أخرجته إلى العالم؟
- هو كان موجودا حتى قبل الثورات العربية، حيث كنت أمشي في طريق الرمز ومحاولة اختراق الواقع، لكن الثورات العربية أضافت لي شجاعة أكبر وحمستني أكثر. أنت أحيانا تكون جالسا على الرصيف وتمر أمامك مظاهرة فتنهض لتشارك فيها، ويمكن أن تجد نفسك تقود هذه المظاهرة، فهناك توحد وجداني بين الإنسان والآخر عندما يكون الهدف إنسانيا، ونبيلا، وكان الهدف تحرير الإنسان من قيود مزمنة، وفجأة الناس بدأوا يسمعون أصواتهم، بعد فترة لم يكن أحد يمكنه فيها سماع صوته.. كان أخرس.
* تحدثتم عن الأصوات، وأن الثورة بدأت من أجل اختراق حواجز الصمت، هل تحاولون من خلال رسومكم نقل الصوت عبر الصورة؟
- الرسوم متفاعلة مع الصوت.. أنا لست رساما، أنا رجل أعبر بالرسم، الأفكار هي الأساس والمواقف هي الأساس، الرسم شكل ووسيلة فقط، لكن هموم الناس وآمالهم وطموحاتهم ومعاناتهم هي التي كنت أحملها وأتميز بقدرتي على التعبير عنها بالرسم.. أنا جزء من الشارع.
* بعد الثورة السورية، وبعد أن بدأتم تعبرون بشكل مباشرون عما تريدون قوله، ثم تعرضتم بسبب ذلك لحادثة خطيرة وهي التي جرى من خلالها الاعتداء عليكم.. ما الذي تغير في علي فرزات؟
- كنت في البداية أستغرب عندما أعرف أن أحدا خرج من السجن وبدأ في متابعة نشاطه من جديد، وأكثر من الأول. كنت أستغرب كيف يسجن أحدهم ويتعرض للتعذيب ثم يواصل، ويتشجع أكثر.. ولم أصدق إلى أن جربت ذلك بنفسي.. فأحدنا لما يتعرض لقتل أو قمع أو اعتداء تصبح لديه الشجاعة مضاعفة، ويخرج وكأنه اثنين. أنا أقدر تماما استمرار الشارع في المظاهرات لأن الناس عندما يضربون ويقتلون ويقمعون يخرجون بأضعاف مضاعفة في اليوم التالي، وبعد الحادث الذي تعرضت له أصبحت لدي شجاعة أكبر وحماس أكثر.
* وكيف ترى مستقبل الثورة؟
- أنا أعتقد وأقول إن أمر الثورة قد حسم، وانتصرت عندما كُسر حاجز الخوف، أما ما نراه الآن فهو مسألة وقت فقط.
* ما الذي تغير في رسومك، وكيف تأثر عملك؟
- أنا خلقت فنانا وهذا لا يمكن أن يتغير إلا إذا تغيرت أنا كليا من الخارج والداخل، أنا خلقت هكذا لذلك سأبقى أرسم وبشجاعة أكبر، وبنقلات نوعية أوسع. أنا كنت مشروع شهيد لما ألقيت من السيارة في الطريق، وخرجت قناة «الدنيا» الفضائية وأعلنت نبأ وفاتي قبل نشر الخبر في الصحف وفي وكالات الأنباء، وقالت للسوريين إنني أصابتني جلطة قلبية استباقية، لكن عندما ظهرت في المستشفى ألغوا الخبر، وهذا يدل على أن كل العملية مخطط لها مسبقا. لذلك عندما نجوت شعرت وكأنه كان هناك جمر تحت الرماد، وأزيح الرماد وبدأ الجمر يظهر في رسومي، وهذا ما يخشاه كثير من الزعماء.. وأنا قبل 10 سنوات كنت ممنوعا من دخول بعض الدول العربية نتيجة لرسومي الجريئة، وهناك الكثير من زعماء الأحزاب والمواقع السياسية كانوا يواجهونني في صحفهم، نتيجة التأثير المهم لرسوماتي على الجمهور، ولولا ثقة الناس رسومي لا تعني شيئا على الإطلاق.
* دور الإعلام الغربي والعربي في الثورة السورية، كيف تقيمونه؟
- هناك تقصير ربما ناتج عن تأثيرات عن طريق تسلسل المواقف السياسية، مما انعكس بشكل سلبي على عمل الإعلام.. وحتى الآن نرى المواقف السياسية للغرب رمادية تتراوح بين الجذب والشد، والكل يدرك الآن أن هذه الثورة يتيمة ولا تعتمد على تبني أحد لها، وهي انطلقت من الشارع وضمير الشارع وستبقى كذلك بعيدا عن كل التجاذبات السياسية والمعارضة من إعلام وغيره، ولو اعتمدت على هذا لفشلت منذ الشهر الأول، فهي لا تسمع إلا صوتها. وخير دليل على ذلك أنه وفي أيام الصقيع والثلج خرج الناس للشوارع ولم يتراجعوا، ولو كانت الثورة سياسية لانتهت، ولو كانت معارضة لانتهت، ولو كانت لأحزاب لانتهت، لكنها عبارة عن ظلم عمره 50 سنة خرج للشوارع وهو الذي يقرر مصيره وليس الخارج، لا دول ولا دبلوماسيات، هو من رسم هدفه ويمشي باتجاهه.
* وضع الإعلام في سوريا قبل الثورة..
- لم يكن هناك إعلام في سوريا، كانت هناك فروع أمن بصفة إعلامية، وكانت لدينا وكالة أنباء واحدة، وهي تمر عبر فروع الأمن حيث تخضع لعملية تصفية، وتأخذ ما تريده من أخبار وتصوغه وتعيد إنتاجه بما يتفق مع السلطة والنظام، ولو كان هناك إعلام صادق لكان سمح لكل الإعلام في الخارج بالدخول إلى سوريا، وعمل تقاطعات لنرى المصداقية.
* لكن كان هناك حديث عن أن الإعلام السوري شهد مرحلة من الانفتاح مع بشار، وتنفس الصحافيون؟
- النفس يأتي من خلال الهواء الطلق وليس الهواء المصطنع. أنا أفضل الهواء الذي يحمل غبارا ويحمل عرق الناس.. هذه هي الحرية. وما نراه في بعض الأوقات مثل حرية تعبير مسرح ينتقد، أو كاتب تكلم، كلها حالات مسبقة الصنع ، وحتى الدراما هي عبارة عن إيحاءات بالحرية. هذا النظام حرص على أن يكون له فنانون ومبدعون ومثقفون يعارضونه هو خلقهم ويحركهم بآلة التحكم عن بعد، وحتى المعلقون هم مثل «الروبوت».
* وما رأيك في ظاهرة المواطن الصحافي في سوريا؟
- مع فقدان وسائل الإعلام ومنعها من الدخول خلقت وسائل بديلة مختلفة.. نحن الآن لسنا في سنة 1982 عندما استبيحت حماه، وفي أسبوع واحد سقط 41 ألف شهيد نتيجة الغياب الإعلامي. النظام طبق نفس أفكار 82 لكن خانته التقنيات الحديثة، كل الناس الآن يقومون بدور المراسلين، ونحن مدينون لوسائل الإعلام الحديثة ولمن اخترع «فيس بوك» و«آي فون» ومختلف الوسائل التي قامت بدور رائع في تحريك الجمهور والشارع وتوصيل رسالته وتواصله مع بعضه بعضا.
لكن ما زالت هناك دول إقليمية تساعد النظام في سوريا على حجب مواقع وحجب فضائيات وإغلاق الهواتف الجوالة، وتعطيل كل وسائل الاتصالات. والغريب أنه رغم هذا هناك تنسيقيات تنظم بعد أن كبرت هذه الثورة، تستغني حتى عن وسائل الاتصال وتعتمد مواعيد دقيقة لخروج متزامن، وأصبحت المسألة تنظيمية.. فالآن هناك أطباء في أماكن غير رسمية وهناك مهندسون، فلاسفة، منظرون، كتاب وشعراء، اليوم أي أغنية يصدرها شخص من الشارع تلغي كل ما غني في الماضي وما صدر بدون نوتة أو تلحين مثل أعمال إبراهيم القاشوش الذي أصبح أهم من غنى للثورة في العالم، رغم أنه كان رجلا بسيطا شعبيا وهو من ألف «ياللا ارحل يا بشار». كل البروباغندا الفنية السابقة أصبحت لا تساوي شيئا أمام كلمات مرتجلة يغنيها إنسان يخرج من رحم الثورة، هذا هو العمل الفني الصادق، هذا هو العمل الفعلي.
* الثورة هل كشفت أن في سوريا خلافات طائفية؟
- الجميع يدرك مدى صدق الثورة في سوريا بلد الحضارة التي علمت الإنسان الحروف الأولى للأبجدية المسمارية ، هي علمت العالم بأكمله، وأندريه بارو مدير متحف اللوفر الفرنسي قال إنه «على كل إنسان متمدن أن يقول لي وطنان.. وطني الذي أعيش فيه وسوريا. وأنا قلت الثورة الأولى كانت ثورة الأبجدية والآن هي الثورة الثانية، ثورة حضارية مع كل إنسان على الرغم من كل المحاولات لإضفاء صيغة الطائفية وصيغة الدينية عليها، لكنهم لم يستطيعوا أن يقوموا بفتنة لأن النسيج السوري غير قابل للتفتيت، والنظام يتفتت لكن البنية السورية غير قابلة للتفتيت، ولو كانت فيها عوامل التفتيت لما استمرت لـ10 آلاف سنة.
الكل متخوف من فتنة وحرب طائفية، لكن هذه التخوفات في غير محلها، ولو كان هذا صحيحا لهدد به الثوار منذ البداية، بل على العكس كانت هناك «الجمعة العظيمة» لإخواننا المسيحيين، و«جمعة آزادي» للأكراد و«جمعة صالح العلي» للعلويين. وهذا النظام لا يحمي الطوائف وإنما يحتمي بها.
* تناقلت تقارير إخبارية وتصريحات لسياسيين معلومات حول خطة بشار لتقسيم سوريا وتكوين دولة بالمنطقة الساحلية..
- لكن ورد أيضا وفي تقارير حديثة أن هناك خلافات داخل النظام حول هذه المسألة، وهناك أناس داخله يرفضون تفتيت سوريا من الداخل، ويبدو أن هناك تسريبات من الداخل بدأت تظهر وهذا دليل ضعف، وهذا يظهر أن هناك خلافا في أن تذهب سوريا في هذا المنحى، لكن إذا حدث الانقسام فهو دمار أشمل. ويبدو أيضا أن دولا إقليمية تدفع في هذا الاتجاه مثل إيران التي تطمح إلى إمبراطورية فارسية وليست شيعية ، وسوريا هي ركيزة أساسية لكن كما أن هناك كثير من العلويين معارضين لإقامة دولة ساحلية.
ورغم أن أمر التقسيم مطروح، وهناك من يدفع في هذا الاتجاه من النظام، فإنني لا أعتقد أن الجميع سيوافقون على هذا الطرح، ولو كانوا وافقوا عليه لوافقوا على فكرة التقسيم السابقة لبناء دولة علوية والتي رفضها وقتها صالح العلي أحد شيوخ العلويين.
* لو طلبنا منكم رسم صورة لسوريا، كيف يمكن أن ترسموها الآن وفي هذه اللحظة؟
- إذا ما نظرت إلى الخريطة السورية سترينها مثل الطائر الذي ينطلق من الأسفل إلى الأعلى، سوريا تمثل هذا الطائر المنطلق باتجاه الأفق نحو فجر جديد، الخريطة تدلك على الهدف.. سوريا الآن تنطلق من قيد عمره 50 عاما.
* ما رأيكم في مطالب تسليح الجيش الحر؟
- من حق الجيش أن يتم تسليحه لأن دوره دفاعي وليس هجوميا. لذلك يفتعل النظام الهجمات من فترة لفترة ويتهم الجيش الحر. فهل يجوز الاستمرار في مجزرة يومية؟ أرى أن هذا أمر نبيل ومشروع، والناس العاديون والشارع غير مسلحين.
* تأخر خروج الناس وانضمامهم للثورة في دمشق.. ما أسبابه؟
- على العكس، أنا أرى أن الناس بدمشق يخرجون وبشكل يومي ولثلاث مرات في اليوم ، لكن في بداية الثورة كانت هناك بعض الحسابات، كان هناك بعض التشكيك في الثورة، وهم يعرفون أن هذا النظام قمعي ويعرف كل السوريين أن أي تورط في فكرة أو هدف غير متأكدين منه قد يورطهم، وهذا شيء لم يحدث منذ 50 عاما.. أن يخرج احد بالشارع ويقول «الشعب السوري ما بينذل»، وهناك تجربة حماه 82، ومجزرة حلب ، ومجزرة دمشق. وما حدث في البداية كان عبارة عن وقفة استفسار ما بين مصدق وغير مصدق لأن الناس خافوا أن تكون «توريطة»، ولكن لما وثقوا من مضمونها وأعطوا كلمة السر لبعضهم بعضا انطلق الجميع وبدأت الأمور تتصعد، مثل كرة الثلج التي تتضخم يوما بعد يوم.. ما ترينه من يوم لم يكن منذ سنة، أصبح الناس يشعرون بمصداقية الثورة وتخرج المظاهرات الآن خالية من أي عنصر أمن، وأصبحت الحارات بدمشق تدرك تماما بعضها بعضا وحتى الغريب معروفا و«العواينة» انسحبوا. لكن بالنسبة للكميات هناك خطة من النظام لتقطيع أوصال المدن، فعوض أن تكون المظاهرة مثلا 100 ألف هنا هي موجودة لكن متوزعة. خططه منع التجمعات وبدمشق بالذات لا توجد منطقة غير ساخنة ، وحتى شارع أوتوستراد المزة والذي فيه كل بيوت المسؤولين خرج فيه 30 ألف متظاهرا. الثورة تكيفت مع الأوضاع بإطار بسيط وشعبي، وهي الروح الواحدة المتجمعة في هدف واحد وهو الحرية، وإلى الآن لم أر أي لافتة تحمل شعار «نريد خبزا، ، أو نريد زيادة رواتب أو ناكل.. لكنهم قالوا الحرية فقط. وعندما تم الاعتداء علي تلقيت العلاج من طبيبين من التنسيقيات ، ولم أتعرف حتى على اسميهما الحقيقيين ولم يقبلا أخذ أجر العلاج. وأثناء المظاهرات لا توجد عائلة لا تفتح بابها مواربة لمساعدة الناس على الاختباء، وفي حماه المدينة تفتح بيوتها لأي متظاهر من دون تحديد لأن يكون مسيحيا أو مسلما. والأطباء كانوا يجرون عمليات جراحية تحت الكنائس وتحت الأقبية وتحت الجوامع.
* ما هي الأخطاء التي أسقطت بن علي ومبارك وقتلت القذافي وقد تسقط الأسد؟
- إذا تمكنا من نقل الصورة بشكلها الواقعي والحسي والمادي من الممكن أن يغير هؤلاء رأيهم، وكل هؤلاء الناس كانوا محاطين بأسوار من الأمن والمخابرات والتقارير الكاذبة، وربما كانوا يوحون لهم بطريقة نفسية إعلامية بأن كل الناس يحبونهم، ولكن فقط هناك اثنان أو ثلاثة في كل البلاد هم من يكرهونهم وهذا ما حدث مع الأسد، لذلك كان من البداية قلنا للرئيس (الأسد) انزل إلى الشارع لتقيس نبض الشارع بيدك بعيدا عن المخابرات وبعيدا عن الحواجز، وكان يمكن أن يدرك نسبة الشعبية أو الجماهيرية وصدقها من عدمه، أو عدم صدقها، كان يمكن أن يلمسها بيده ولو كل الزعماء كانوا ينزلون إلى الشارع ويتجولوا فيه ويلمسون الحقيقة بأيديهم كان من الممكن أن يفكروا بطريقة أخرى.
الملا لافروف!

طارق الحميد.... جريدة الشرق الاوسط..... تصريح خطير، بل هو سقطة، ذاك الذي نقلته وزارة الخارجية الروسية عن وزيرها سيرغي لافروف، والذي قال فيه إنه: «إذا انهار النظام السوري الحالي، فإن بعض البلدان في المنطقة يرغبون في إقامة حكم السنة في سوريا»! فغريب جدا أن يصدر مثل هذا التصريح من وزير خارجية، ناهيك عن أنه روسي!
هذا التصريح، السقطة، لم يصدر عن حسن نصر الله، ولا نوري المالكي، ولا مقتدى الصدر، ولا حتى من صالحي وزير خارجية إيران، ولم يصدر كذلك عن بشار الأسد، بل إنه يصدر عن دولة علمانية لم يكن من عادتها السقوط في المستنقع الطائفي، وباللغة التي تحدث بها «الملا» لافروف. وعندما نقول «ملا» فهي من «ملالي» طهران الخمينية! لكن هل يمكن النظر إلى حديث لافروف فقط من هذه الزاوية الطائفية؟ لا أعتقد، الواضح أن تصريحات لافروف تنم عن إحباط، أكثر من كونها خوفا من السنة!
فطوال الأيام الماضية، أفرط وزير خارجية روسيا في إطلاق التصريحات حول الأوضاع في سوريا، ومجملها كان متناقضا. فمن انتقاد بشار الأسد، وتحميله مسؤولية تأجيج الأوضاع بالمعالجات الخاطئة التي قام بها في سوريا - بحسب ما قاله لافروف نفسه - إلى تصريحاته بأن بلاده تريد التعاون مع مجلس الأمن، وغيرها، وصولا إلى التصريح السقطة، الذي من الصعب تخيل أن يصدر من وزير خارجية، ناهيك عن أنه روسي. فالقول بأن بعض البلدان في المنطقة تريد إقامة حكم سني في سوريا ليس تصريحا خطرا وحسب، بل إنه افتقار للحصافة الدبلوماسية المفترضة بوزير خارجية روسيا. وعليه، فإن كل ذلك يقول لنا إن تصريحات لافروف حول الحكم السني هي دليل إحباط روسي من عدم تلقف دول مجلس التعاون الخليجي، وتحديدا السعودية، لتصريحات لافروف المتناقضة حول سوريا، فتلك التصريحات تقول إن موسكو كانت قد فتحت باب «التحريج» على النظام الأسدي، لمن يريد أن يشتري، وهذا ما لم يحدث، وبالطبع كان الوقت يمضي، والحرج يزيد على روسيا.
وبالطبع، فقد سبق أن كتبت هنا مقالا ملخصه ضرورة الجلوس مع الروس، وتحديدا بعد اجتماع لافروف مع وزراء الخارجية العرب في القاهرة. لكن حتى وإن لم تجلس الدول الخليجية - أو السعودية تحديدا - مع الروس، فإن هذا لا يبرر هذا التصريح المعيب الصادر من موسكو حول حكم السنة في سوريا. فهذا التصريح تأجيج للطائفية، وبشكل غير مسبوق، وهذا تصريح من الصعب أن يمحى من ذاكرة المنطقة، وعلى كافة المستويات، وحتى لو أخرجت موسكو الأسد من سوريا، بل ما الفرق الآن بين ما يقوله الشيخ عرعور حول النظام الأسدي، وما قاله لافروف حول السنة؟ فهل تتنبه موسكو إلى ذلك؟
الأكيد أنه حتى لو تنبهت روسيا، فإن الضرر - وهو كبير - قد وقع، حيث اتضح أنه لا فرق بين الملا المتوشح بالأحمر، والملا المتوشح بالأسود في إيران، فكلاهما أخطر من الآخر، لأنهما يسكبان الزيت على النار في منطقة تحتها الكثير من البارود! وهذا ما فعله الملا لافروف للأسف!
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,035,384

عدد الزوار: 6,931,679

المتواجدون الآن: 77