الحرس الثوري الإيراني.. الجيش الموازي

يمتلك أكثر من 125 ألف جندي.. وتتبعه قوات الباسيج ويبلغ عدد أفرادها أكثر من 11 مليون عنصر

تاريخ الإضافة الأحد 21 حزيران 2009 - 5:23 م    عدد الزيارات 4459    التعليقات 0    القسم دولية

        


بخلاف غالبية دول العالم، تتميز إيران بأن لديها، بالإضافة إلى الجيش النظامي التقليدي وقوات الأمن الداخلي (الشرطة)، تنظيما عسكريا موازيا للقوات النظامية يتمتع بدور كبير ونفوذ واسع في البلاد، ألا وهو قوات الحرس الثوري أو كما يطلق عليه بالفارسية (ساباه باسدران)، التي يقودها حاليا الفريق محمد علي جعفري الذي خلف الفريق يحيى رحيم صفوي.

فقوات الحرس الثوري تتمتع بقيادة مستقلة تتلقى أوامرها مباشرة من المرشد الأعلى، وبالتالي لا تعد من الناحية التنظيمية جزءا من القوات المسلحة، على الرغم من المحاولات الحثيثة التي بذلت منذ انتهاء الحرب الإيرانية ـ العراقية لتكوين قيادة مشتركة لقوات الحرس الثوري والجيش الإيراني. حيث اعتبرتها القيادة حامية لنظام ولاية الفقيه وبات ينظر إليها على أنها القوة الأساسية والحرس الوفي للمرشد الأعلى.

* النشأة والمهام الرئيسية:

تأسست قوات الحرس الثوري في مايو (أيار) 1979 كقوات موالية للمرشد الأعلى آية الله روح الله الخميني لحماية النظام بعد نجاح الثورة، لكن الحرب الإيرانية ـ العراقية حولتها لقوات عسكرية كاملة العتاد، حيث لعبت دورا رياديا إبان حرب الخليج الأولى، وقادت كثيرا من المعارك التي أدت إلى تحرير بعض المدن الإيرانية.

وقد تطورت منذ ذلك الحين إلى أن أصبحت القوة الرئيسة في البلاد، حيث أضيفت إليها مهمات جسيمة وخطيرة، أهمها حراسة المناطق الحدودية الحساسة والمؤسسات السرية، وحماية مضيق هرمز ومنع التهريب عبر الحدود، وتطوير نظم الصواريخ الإيرانية.

كما يتولى الحرس الثوري حصريا مسؤولية البرنامج النووي الإيراني، ولذلك أصدر مجلس الأمن القرارين رقمي 1737 و1747، القاضيين بتجميد الأصول الخاصة بالمسؤولين الكبار في الحرس الثوري، بسبب علاقاتهم بالبرنامج النووي، ومنهم الجنرال يحيى رحيم صفوي ومرتضى رضائي. وفي سبتمبر (أيلول) 2008، اتخذ المرشد الأعلى علي خامنئي قرارا بتحويل مسؤولية أمن الخليج من قوات البحرية التابعة للجيش الإيراني النظامي إلى قوات الحرس الثوري للدفاع عن الخليج ضد أي هجوم أميركي محتمل.

* القدرات والإمكانيات:

يبلغ عدد قوات الحرس الثوري أكثر من 125 ألف مقاتل (أقل بنحو 200 ألف من القوات النظامية)، منهم 100 ألف جندي وضابط تابعون للقوات البرية والجوية، فيما يبلغ عدد عناصر القوات البحرية أكثر من 20 ألفا، بالإضافة إلى الاستخبارات والقوات الخاصة. ويرجع حجم هذا العدد الكبير إلى رغبة الإيرانيين في الانضمام والتطوع للحرس الثوري، حيث إنه يعطيهم كثيرا من المزايا، منها دخول الجامعات بسهولة أكبر لأن هناك كوتة مخصصة لهم، والحصول على وظائف حكومية.

ويمتلك الحرس الثوري أنواعا عدة من الأسلحة، تتضمن صواريخ ودبابات وطائرات مقاتلة، قسم كبير منها صناعة روسية، كما تتنوع الصواريخ التي بحوزة الحرس الثوري الإيراني من حيث المدى بين البعيدة والمتوسطة والقصيرة المدى، وأغلبها مصنوع داخل إيران، في حين أن بعضها مطور عن أسلحة روسية وأميركية، من أبرزها (عائلة شهاب، خيبر، رعد، النازعات،.. وغيرها). وللحرس الثوري وحدات صغيرة مزودة بالدروع تعادل الوحدات التقليدية للجيش، يتم تدريبها للبعثات والحرب غير المتناظرة، وتشير بعض التقارير إلى أنها تضم ما بين 12000 و13000 جندي.

وتتركز قواعد القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني في الخليج، خاصة قرب مضيق هرمز، وهذه القوة يمكنها استخدام الأسلحة التقليدية والقنابل والألغام والأسلحة البيولوجية، وبإمكانها تنفيذ عملياتها في الخليج وخليج عمان. ووفقا لبعض التقارير تمتلك هذه القوات على الأقل 40 زورق دورية مزودا بالأضواء و10 زوارق دورية مزودة بصواريخ موجهة مضادة للسفن «Cـ 802»، إضافة إلى قذائف «HY ـ 2» البرية المضادة للسفن، وبعض هذه النظم يمكن أن يعدل ليحمل رؤوسا نووية صغيرة.

* قوات الباسيج وفيلق القدس:

تشكل خط الدفاع الأول عن نظام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وشكلت رأس الحربة في عمليات قمع مظاهرات المعارضة منذ إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية. وهي ضمن فروع قوات الحرس الثوري، ومن أهمها، قوات الباسيج وتعني (الحشد)، وهي قوات تطوعية أمر الخميني بتشكيلها في نوفمبر (تشرين الثاني) 1979، لتكون بمثابة موجات بشرية للدفاع عن إيران وقيم الجمهورية الإسلامية، ثم وضعت تحت قيادة الحرس الثوري في يناير (كانون الثاني) 1981.

ويبلغ عدد هؤلاء المتطوعين نحو 11 مليونا (90 ألفا منهم فقط جنود نظاميون ثابتون)، يتكونون من الرجال، سواء كانوا كبارا أو صغارا، الذين أنهوا الخدمة العسكرية. وتستمد قوات الباسيج صفة الشرعية من المادة 151 من الدستور التي تدعو الحكومة للوفاء بواجباتها وفقا للقرآن الذي يدعو لتزويد المواطنين بجميع الوسائل للدفاع عن أنفسهم.

وتقوم حاليا هذه القوات بالعمل على ضمان تطبيق الالتزام بالزي الإسلامي في الشوارع والأماكن العامة، حيث تقيم نقاط تفتيش في الشوارع، خاصة يومي الخميس والجمعة، منعا لشرب الكحول والمخدرات. وقد تم توسيع نطاق مهماتها لتزويد الحرس الثوري الإيراني بالاحتياطي والعناصر الصغيرة.

كما يتبع الحرس الثوري قوات فيلق القدس، وهو الجناح العسكري الذي يقوم بعمليات خارج الحدود خاصة مع حزب الله في لبنان، والميليشيات الشيعية في العراق والشيعة في أفغانستان. وعلى الرغم من أن عدد عناصره غير معروف، إلا أنه يقدر بنحو 50 ألف عنصر، ويقوده حاليا العميد قاسم سليماني.

وفي 11 يناير (كانون الثاني) 2007، ذكر مدير مكتب وكالة استخبارات الدفاع الأميركية أن قوة القدس تقود الأنشطة الإرهابية العابرة للحدود، جنبا إلى جنب مع حزب الله اللبناني. كما تشير بعض التقارير إلى أن ميزانية قوة القدس هي ميزانية سرية يتحكم فيها المرشد الأعلى ولا تظهر في الميزانية العامة.

كما أكد حسين حميداني نائب قائد ميليشيا الباسيج من قبل أن إيران تسلح «جيوش الحرية في الشرق الأوسط وتمدها بالسلاح»، وهو ما ظهر جليا في تزويد حزب الله بالصواريخ التي استخدمها خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل صيف 2006.

* دور الحرس الثوري في البلاد:

بعد ثلاثة عقود على ثورة عام 1979، أصبح الحرس الثوري قوة قيادية في المجالين السياسي والاقتصادي في البلاد، وأصبح قادته يسيطرون على زمام أبرز المؤسسات السياسية في الدولة، فقد وصل أحد قادته وهو محمود أحمدي نجاد إلى رئاسة الجمهورية عام 2005، كما أن رئيس البرلمان علي لاريجاني كان من العناصر الفاعلة في الحرس الثوري.

كذلك أجاد الحرس الثوري إقامة علاقات وطيدة بينه وبين مصادر إنتاج الثروة، فوفقا لعالم الاجتماع الإيراني شمس الواعظين، فإن المشروعات الاقتصادية التي تتجاوز 10 ملايين دولار فما فوق كلها تقريبا بشكل شبه مطلق بيد الحرس الثوري، كما أصبح القادة السابقون في الحرس متسيدين مجالي النفط والغاز.

في النهاية، وعلى الرغم من بقاء الحرس الثوري أهم قوات إيران الدفاعية، فإنه ووفقا لبعض المراقبين، يعاني من بيروقراطية شديدة، كما أن الفساد والتجاوزات المالية من أبرز المشكلات المتنامية داخله.


المصدر: جريدة الشرق الأوسط

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,118,081

عدد الزوار: 6,754,173

المتواجدون الآن: 103