تنسيقية سورية جديدة.. في الجولان المحتل...«معاريف»: موسكو طرحت على الشرع تسلّم الرئاسة السورية لفترة انتقالية

النظام يضع العرب أمام خيارين.. إما البقاء في الحكم وإما الإرهاب...آلاف الجنود يحاصرون بابا عمرو بحمص.. والمجلس الوطني يدعو المراقبين العرب لزيارته

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 كانون الأول 2011 - 4:52 ص    عدد الزيارات 2811    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

برهان غليون لـ«الشرق الأوسط»: الأسد يخير العرب بين بقائه أو الإرهاب
4 آلاف جندي يحاصرون «بابا عمرو»
بيروت: صهيب أيوب ويوسف دياب القاهرة: سوسن أبو حسين دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
دعا المجلس الوطني السوري المعارض الجامعة العربية عشية وصول بعثة المراقبين إلى التوجه إلى حمص، وحذر في بيان من «تهديد حقيقي بارتكاب مجازر وجرائم بحق الإنسانية في حمص التي يستغيث أهلها، وينذرون بالخطر المحدق بهم إن لم تتحرك الجامعة العربية وترسل مراقبيها إلى هناك فورا».
وبدوره أكد برهان غليون، رئيس المجلس السوري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن نظام الأسد، من خلال الهجومين الانتحاريين اللذين شهدتهما دمشق الجمعة، «يضع الشعب السوري والدول العربية أمام خيارين، إما بقاؤه في الحكم وإما مواجهتهم بالقتل والإرهاب»، مؤكدا أن «التفجيرات التي وقعت في دمشق تحمل توقيع أجهزة المخابرات السورية، لكن هذه العمليات الإرهابية لن تثني الشعب عن المضي في ثورته حتى إسقاط هذا النظام مهما غلت التضحيات، لأنه لم يعد مقبولا ابتزازنا بالإرهاب». وأكد أن المعارضة السورية موحدة ومجمعة على مبدأين: الأول رفض أي حوار قبل إسقاط بشار الأسد ورحيله، والثاني أن تكون سوريا ما بعد الأسد دولة ديمقراطية تعددية.
بينما يبدأ المراقبون العرب اليوم مهامهم في سوريا لتقصي الحقائق بموجب المبادرة العربية لوقف العنف ضد المناوئين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، تصاعدت المخاوف من وقوع مجزرة وجرائم ضد الإنسانية في مدينة حمص وسط تزايد العمليات العسكرية والأمنية، وبالتحديد في حي بابا عمرو الذي حاصره 4 آلاف جندي سوري أمس.
وسقط عدد من القتلى برصاص قوات الأمن وقصف مدفعي في حمص، وقال ناشطون ميدانيون لـ«الشرق الأوسط»: «إن ما يقارب الأربعة آلاف جندي دخلوا منذ صباح أمس حي بابا عمرو وحاصروه من جهاته الأربع».
مقابل حصول الأسد على لجوء سياسي في روسيا مع عائلته
«معاريف»: موسكو طرحت على الشرع تسلّم الرئاسة السورية لفترة انتقالية
القدس - «الراي»
تحدثت مصادر أمنية وسياسية إسرائيلية، امس، عن خطة وصلت الى إسرائيل نسخة منها تظهر ان «روسيا تحاول انهاء الاضطرابات الدموية في سورية ومساعدة حليفها الرئيس بشار الاسد»
ونقلت صحيفة «معاريف» عن المصادر ان «موسكو طرحت على نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، امكانية أن يحل محل الاسد في الرئاسة لفترة انتقالية. بالتوازي مع مغادرة الاسد دمشق وحصوله على لجوء سياسي في روسيا مع عائلته».
وكتبت أن الشرع زار موسكو سرا في 16 ديسمبر، حيث التقى وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، ومسؤولين روس آخرين». وأضافت أن «الكرملين نفى بداية نبأ الزيارة، إلا أن مصادر في الكرملين أكدت في نهاية الأمر أن الشرع وصل إلى موسكو لإجراء محادثات مهمة في روسيا على خلفية الأزمة في سورية».
واوضحت أن «روسيا ليست معنية بالتخلي عن الأسد والنظام السوري الذي تعتبره حليفا لها منذ عشرات السنوات». وأشارت إلى أن «روسيا تعارض في شدة التدخل الأجنبي كما حصل في ليبيا». وكتبت أن «الوضع في سورية دفع بروسيا إلى اقتراح تنصيب الشرع بشكل موقت».
ويعد هذا أحد اقتراحات الحل للازمة في سورية، والذي طرح أيضا بالتشاور مع الادارة الاميركية وإسرائيل.
وتابعت: «في موسكو يضربون مثلا الهجر الاميركي بحليفهم القديم في المنطقة، الرئيس المصري حسني مبارك، الامر الذي مس جدا بمكانة الولايات المتحدة في المنطقة. روسيا تعارض بشدة كل عملية تشبه تلك التي اتخذتها الاسرة الدولية في ليبيا، ومع ذلك فان الوضع الصعب في روسيا والتخوف من صعود الاخوان المسلمين لا يترك للروس مفرا وحقيقة أن الشرع هو سني، والسنة يشكلون الغالبية في الدولة، يجعل من السهل عليهم تتويجه كخليفة موقت للاسد الذي ينتمي للاقلية العلوية الحاكمة».
واوضحت ان «الشرع هو أحد مخضرمي الحكم السوري الذي تولى مناصب رفيعة عدة منذ عهد الرئيس السابق حافظ الاسد. وبعد صعود بشار الى الحكم شهدت القيادة السورية سلسلة صدمات وتغييرات في المناصب، لكن الشرع بقي في منصبه بصفته احد الشخصيات القوية في حزب البعث».
الى ذلك، اصدرت قيادة أركان الجيش الإسرائيلي سلسلة جديدة من الاوامر والانظمة للتصدي لاحداث شاذة في هضبة الجولان ستدخل حيز التنفيذ الاسبوع الجاري في أعقاب الوضع الحساس في سورية.
وقال ضابط اسرائيلي رفيع المستوى: «علينا أن نكون جاهزين لامكانية أن تنشأ في ظل الفوضى أحداث ضدنا». وتابع: «في الجيش يسعون الى الاستعداد لجملة الاوضاع المحتملة، كأن يمل مثلا ضباط سوريون عملهم فينفسوا احباطهم على اسرائيل او خلية تستغل الفراغ في الجبهة وبتوجيه من حزب الله تطلق صواريخ نحو بلدات في الجولان»..
 
بعثة الجامعة العربية تبدأ مهمة مكوكية في سوريا اعتبارا من اليوم برئاسة الفريق الدابي
مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط»: ليس منطقيا الحكم على عملها أو التشكيك فيها قبل مباشرة عملها
جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: سوسن أبو حسين
تبدأ اليوم مهمة بعثة الجامعة العربية المكلفة بمراقبة تطورات الأوضاع في المدن السورية برئاسة الفريق الركن محمد مصطفى الدابي، لرصد ومتابعة ما يحدث على الأرض والإشراف على سحب المظاهر المسلحة ووقف الاقتتال كخطوة أولى للحل السياسي الدائم، وجاء ذلك وسط انتقادات بشأن اختيار الدابي، على خلفية اتهامات بتورطه في نزاع دارفور، وهو ما رفض مصدر بالجامعة العربية التعليق عليه، قائلا إنه لا مجال للحكم على اللجنة قبل بدء عملها.
وتبدأ البعثة مهمتها وسط شكوك حول إمكانية نجاحها في مهمتها مع استمرار أعمال القتل والعنف التي تشهدها سوريا. وتضم البعثة نحو 50 حقوقيا وسياسيا من الدول العربية، وستقوم بجولات مكوكية في المدن السورية للإشراف على وقف العنف وسحب الآليات العسكرية منها، وهى الخطوة الأولى في المبادرة العربية لحل الأزمة، والتي ستنتهي بإجراء حوار وطني شامل.
وبينما لاحقت الجامعة العربية انتقادات بشأن اختيارها محمد الدابي رئيسا لبعثة المراقبين، على خلفية اتهامات بتورطه في النزاع في دارفور، رفض مصدر دبلوماسي بالجامعة العربية التعليق على هذه الانتقادات قائلا «ليس من المنطقي الحكم على عمل اللجنة أو التشكيك فيها قبل أن تبدأ العمل.. لننتظر النتائج».
وقبل مغادرته القاهرة أوضح رئيس البعثة محمد الدابي أن مهمته تركز على تنفيذ بروتوكول البعثة كبداية للحل والحوار بين الحكومة والمعارضة، وسحب كل المظاهر المسلحة من الشارع السوري وحماية المواطنين. وحول المطالبة برفع الأعداد المشاركة في البعثة قال الدابي، إن عدد أفراد البعثة يتوقف على حجم التهديد الموجود على الأرض، وبناء على الواقع الميداني الذي سيتم، كما أوضح أن عمل البعثة سوف يركز على اللقاءات الميدانية المتواصلة مع كل أطراف القضية السورية من قوات مسلحة ومعارضة وأجهزة أمن ومنظمات إنسانية. ورصدت غرفة العمليات بالجامعة العربية أن الدابي بدأ فور وصوله إلى دمشق أمس إجراء عدد من اللقاءات مع المسؤولين السوريين حول مهام البعثة وتفاصيل الجولات التي ستقوم بها، وأكد الدابي أن بعثته ستعمل بكل شفافية في مراقبة الوضع بسوريا من خلال لقاءات ميدانية متواصلة مع كافة أطراف القضية، وذلك خدمة للأهداف الكلية لعمل البعثة بما يخدم المصلحة العامة. وكانت الجامعة العربية قد وصفت ضوابط اختياره الفريق الدابي بأنه شخصية عسكرية ودبلوماسية ويمتلك خبرة من خلال مسيرة مهنية امتدت لأكثر من 40 عاما، كما أنه مقبول من النظام السوري مما يسهل عمل فريق الجامعة.
الدابي.. من مبعوث البشير لدارفور إلى رئيس مراقبي الجامعة العربية في سوريا
منظمات حقوقية اعترضت على تعيينه على خلفية جرائم دارفور
جريدة الشرق الاوسط... لندن: مصطفى سري
عند اختيار الفريق السابق في الجيش السوداني، محمد أحمد مصطفى الدابي، رئيسا لبعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا، وهو صاحب الخبرة العسكرية الاستخباراتية، استنكرت بعض منظمات حقوق الإنسان على الجامعة العربية هذا الاختيار؛ لأنها تعتبر أنه ضالع في الجرائم التي ارتُكبت في إقليم دارفور السوداني؛ حيث عمل هناك لفترة طويلة ممثلا عن الرئيس السوداني عمر البشير لإخماد بوادر التمرد عام 1999، الذي سرعان ما انتشر عام 2003، غير أن المعارضة السودانية، خاصة حركات دارفور المسلحة، تتهم الرجل بأنه أحد الذين ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ويرتبط الدابي (63 عاما) بعلاقة وثيقة بالبشير، وهو من قبائل شمال السودان؛ حيث وُلد في مدينة (بربر) شمال الخرطوم في فبراير (شباط) 1948، وتخرج في الكلية الحربية برتبة ملازم عام 1969، وهو العام الذي استولى فيه الرئيس السوداني الراحل جعفر نميري على السلطة (1969 – 1985)، وعمل الدابي في الاستخبارات العسكرية في 30 يونيو (حزيران) 1989، تاريخ استيلاء البشير على السلطة في انقلابه الشهير على الحكم الديمقراطي.
استمر الدابي في الاستخبارات حتى عام 1995؛ حيث تولى منصب مدير الأمن الخارجي في جهاز الأمن السوداني في الفترة من يوليو (تموز) 1995 حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 1996.
وترقى الدابي في الرتب والمناصب العليا في الأمن والجيش؛ حيث عينه البشير نائبا لرئيس هيئة أركان العمليات الحربية، وهي الفترة التي شهدت أعنف المعارك العسكرية بين قوات الجيش الحكومي وثوار الجيش الشعبي (متمردون جنوبيون سابقون استقلوا الآن بدولتهم جنوب السودان)، وظل في ذلك المنصب حتى فبراير 1999، ومن ثم عينه البشير ممثلا عنه في ولايات دارفور ومسؤولا عن الأمن بتفويض وصلاحيات الرئيس قبل إعلان التمرد عام 2003.
في الفترة من عام 2003 إلى عام 2004 عمل الدابي سفيرا لبلاده لدى قطر، وبعدها عاد إلى السودان ليعمل ممثلا عن الرئيس البشير في دارفور مرة أخرى، وعقب صدور قرار مجلس الأمن الدولي 1592 عام 2005، الذي بموجبه تم تشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في جرائم ارتكبت في دارفور، أصدرت محكمة الجنائيات الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وألحقتها بمذكرة أخرى باتهامه بجريمة الإبادة الجماعية في دارفور، وكانت هذه القرارات وراء تعيين الدابي منسقا وطنيا للحملة السودانية المناهضة لقرارات المحكمة الجنائية الدولية. وتولى الدابي منصب مفوض الترتيبات الأمنية لدارفور عام 2007 بعد عام من توقيع اتفاق سلام أبوجا مع حركة تحرير السودان فصيل مني أركو مناوي، التي خرجت فيما بعد وأعلنت عودتها إلى التمرد. وعاد الدابي إلى وزارة الخارجية في أغسطس (آب) الماضي ليعمل سفيرا فيها، إلى أن تم تعيينه من قبل الجامعة العربية رئيسا لفريق المراقبين؛ حيث بدأ عمله هناك على الرغم من معارضة منظمات حقوق الإنسان.
غليون لـ«الشرق الأوسط»: النظام يضع العرب أمام خيارين.. إما البقاء في الحكم وإما الإرهاب
حث جامعة الدول العربية على الدفع باتجاه تدخل الأمم المتحدة لحقن الدماء
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب
وصف رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، برهان غليون، المرحلة التي تمر بها سوريا اليوم بـ«الصعبة جدا والمغموسة بالدماء، لأن النظام السوري ومن خلال التفجيرات يضع الشعب السوري والدول العربية أمام خيارين، إما بقاؤه في الحكم وإما مواجهتهم بالقتل والإرهاب»، مؤكدا أن «التفجيرات التي وقعت في دمشق تحمل توقيع أجهزة المخابرات السورية، لكن هذه العمليات الإرهابية لن تثني الشعب عن المضي في ثورته حتى إسقاط هذا النظام مهما غلت التضحيات، لأنه لم يعد مقبولا ابتزازنا بالإرهاب».
وكانت دمشق قد شهدت هجومين انتحاريين الجمعة الماضية استهدفا مقرين أمنيين، مما أسفر عن وقوع 44 قتيلا وأكثر من 100 جريح.
وشدد غليون على أن المعارضة السورية موحدة ومجمعة على مبدأين: الأول رفض أي حوار قبل إسقاط (الرئيس السوري) بشار الأسد ورحيله، والثاني أن تكون سوريا ما بعد الأسد دولة ديمقراطية تعددية. وإذ نفى أن يكون تحدث عن «قطع العلاقات مع إيران وحركات المقاومة في المنطقة»، أكد أن «العلاقة مع إيران وحزب الله في مرحلة ما بعد سقوط الأسد، ستكون عادية وليست استراتيجية كما هي الآن، إذ لا يمكن لأي دولة أو جهة أن تطلب علاقات مميزة ما لم تتخذ موقفا إيجابيا من حرية الشعب السوري».
وأبدى غليون في حديث لـ«الشرق الأوسط»، اعتقاده أن «السلطة السورية قررت أن تدوخ المراقبين العرب، بحيث لا يعرف هؤلاء أنفسهم وأين هم موجودون». وقال: «إن نظام الأسد الذي قبل بالمبادرة العربية على مضض خوفا من إحالتها إلى مجلس الأمن، انتقل الآن إلى مرحلة تمييع هذه المبادرة، ووضع المراقبين العرب المكلفين بتنفيذها تارة أمام مخاطر التفجيرات المتنقلة، كما فعل في دمشق قبل يومين، وتارة أخرى عبر الحديث عن خطر مجموعات إرهابية لمنع أعضاء البعثة من الدخول إلى الأماكن التي ترغب في زيارتها، وطورا عبر وضعهم أمام تحديات غير ممكن التنبؤ بتبعاتها».
وشدد على أن «العمليات الإرهابية والتفجيرات تحمل توقيع أجهزة المخابرات السورية لإرهاب السوريين والعرب، ولذلك نحن أمام مرحلة صعبة للغاية تقوم على محاولة إحباط المبادرة العربية وإجهاضها، وهذه المرحلة ستكون مغموسة بالدم، ليقولوا من خلالها للشعب السوري وللدول العربية ليس أمامكم إلا القبول بهذا النظام أو القتل والإرهاب، ولذلك على الدول العربية أن تدرك أن هذا النظام لا يرغب في تطبيق مبادرتها».
ولفت غليون في المقابل إلى أن «الشعب السوري مصمم على إسقاط هذا النظام وعدم السماح له بالاستمرار مهما غلت التضحيات». وقال: «لم يعد مقبولا ابتزازنا بالإرهاب الذي دأب عليه نظام آل الأسد منذ أكثر من 40 سنة، يجب إحباط هذا الابتزاز لمرة واحدة وأخيرة، ويجب على الجامعة أن تحضر نفسها لإرسال مبادرتها إلى مجلس الأمن الدولي، لكي يضع المجلس آلية سريعة لتطبيقها، وأن يكون العرب على قدر الوحدة والمسؤولية، لا أن يقعوا في أفخاخ الإرهاب التي بدأت تنصبها وتنفذها السلطة في دمشق». وردا على سؤال عن سبب تدفق المبادرات، بدءا من المبادرة العربية، فالمبادرة الروسية، ثم العراقية، أوضح غليون أن «كل ما يحكى عن مبادرات هدفها قطع الطريق على المبادرة العربية وتمييع الوضع لصالح النظام السوري، ونحن من جهتنا نرفض كل ما عدا المبادرة العربية، ونشدد على تقديمها إلى مجلس الأمن لإعطائها أكبر فرصة للنجاح والتنفيذ»، مشيرا إلى أن «ما يسمى بمشروع القرار الروسي المقدم إلى مجلس الأمن هو مشروع ظالم؛ لأنه يساوي بين الضحية والجلاد، ونحن غير موافقين عليه، أما ما يحكى عن مبادرة عراقية، فهذا الأمر غير صحيح، أنا شخصيا اتصلت بعدد من المسؤولين العراقيين الذين أبلغوني أنه ليس لديهم أي مبادرة منفصلة عن مبادرة الجامعة العربية التي يدعمونها».
وعن أسباب عدم وجود رؤية موحدة بين قيادة المعارضة، وهو ما يولد نقمة لدى الثوار، تحدث غليون عن «مناقشات مستفيضة من أجل توحيد موقف المعارضة، واجتماعات متواصلة، وباشرنا وضع مبادئ اتفق عليها الجميع، جوهر هذه المبادئ، أولا: التأكيد على رفض أي حوار مع النظام السوري، وضرورة إسقاط بشار الأسد، وضرورة رحيله كأساس لأية مفاوضات جديدة، ثانيا: أن تكون سوريا في مرحلة ما بعد بشار الأسد دولة ديمقراطية تعددية، يقرر فيها الشعب السوري السياسات الداخلية والخارجية». واعتبر رئيس المعارضة السورية أن «الخلافات التي كانت قائمة بين أعضاء في المجلس الوطني هي خلافات بسيطة، سنتجاوزها بمؤتمر لتوحيد الخيارات ووضع الإطار الجديد الذي يجمع هذه المعارضة».
وردا على سؤال عما إذا كان يتمسك بموقفه الذي أطلقه سابقا، والذي أعلن فيه أن سوريا ما بعد بشار الأسد ستقطع علاقاتها مع إيران وحزب الله وحركة حماس، أي مع كل قوى المقاومة في المنطقة، أجاب غليون: «هناك تزوير فاضح لكلامي الذي ورد في تصريح سابق لي، وانطوت ترجمته على أخطاء، فسياسية سوريا في المستقبل سيحددها الشعب السوري، وليس لأحد أن يقرر عن الشعب أي سياسة سيختار مع دول الجوار، ولكن برأيي لا يمكن لدولة أن تطالب بإقامة علاقة مميزة مع سوريا إذا لم تقف إلى جانب الشعب السوري اليوم، ولا أخفي أن العلاقة مع إيران لن تكون مميزة كما هي اليوم، ولن يكون هناك تحالف استراتيجي مع أي دولة أو جهة ما لم تتميز بموقف إيجابي مع حرية الشعب السوري في تقرير مصيره». ورأى أن «ما ينطبق على إيران ينسحب أيضا على حزب الله في لبنان، فعندما يتغير النظام السوري سيكون لنا علاقات من نوع آخر معه، وسنبني العلاقة على أسس جديدة ووفق المبادئ التي ترعى مصالح الشعب السوري قبل أي شيء آخر، أما بالنسبة إلى حركة حماس، فإنني لم أتعرض لها على الإطلاق، لأن حماس تسعى إلى التوحد مع كل التنظيمات الفلسطينية الأخرى، ونحن سنتعامل مع الفلسطينيين ككل وليس جزئيا». وكان غليون قد وجه كلمة متلفزة أمس بمناسبة أعياد الميلاد، حث من خلالها جامعة الدول العربية على للدفع باتجاه تدخل الأمم المتحدة لحقن الدماء في سوريا.
 
البابا يدعو إلى وقف العنف في سوريا حيث «سال الكثير من الدماء»

عبر عن أمله في استئناف حوار السلام في الشرق الأوسط

الفاتيكان - لندن: «الشرق الأوسط».. دعا البابا بنديكتوس السادس عشر أمس في عظة الميلاد إلى «إنهاء أعمال العنف» في سوريا، وإلى «استئناف الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، كما دعا إلى «التضامن» مع القرن الأفريقي.
وفي جو مشمس ومعتدل نسبيا في هذا الموسم الشتوي ألقى البابا أمس، جالسا على مقعد كبير في صدر قاعة كاتدرائية القديس بطرس، رسالة مباركة الميلاد التقليدية محييا الجمهور بـ65 لغة.
وأمام عشرات الآلاف من المؤمنين الذين حيوه هاتفين «يحيا البابا» تضرع البابا إلى «الرب لإنقاذ البشرية، جريحة النزاعات الكثيرة التي ما زالت تدمي كوكب الأرض».
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية فقد دعا إلى «إنهاء أعمال العنف» في سوريا، حيث «سال بالفعل الكثير من الدماء»، كما دعا إلى «استئناف الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين» في أرض ميلاد المسيح.
كما دعا بنديكتوس السادس عشر «كل أطياف المجتمع» في دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط التي تشهد تحولات اجتماعية وسياسية إلى العمل معا لصالح الجميع. ودون الإشارة إلى الأقليات المسيحية التي تشعر بالتهديد من تنامي التيار الإسلامي في هذه الدول، الأمر الذي يقلق بشدة الفاتيكان، طالب البابا بـ«إعطاء زخم متجدد لبناء الصالح العام لكل أطياف المجتمع في دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط».
من جهة أخرى أكد البابا أنه يريد أن يكون «صوت الذين لا صوت لهم»، داعيا إلى «مساعدة إلهية لسكان القرن الأفريقي الذين يعانون من المجاعة التي تزيد من حدتها حالة انعدام الأمان المستمرة». وقال: «على المجتمع الدولي أن لا يحرم من مساعدته اللاجئين الكثر القادمين من هذه المنطقة، والذين أهينت كرامتهم بقسوة»، مجددا دعوته لحل هذه الأزمة المنسية.
كما دعا البابا بقوة إلى «الاستقرار السياسي» في منطقة البحيرات العظمى، في إشارة إلى الوضع المتوتر في جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد الانتخابات. وشدد على ضرورة «حماية حقوق جميع المواطنين» في دولة جنوب السودان الجديدة التي لم تنعم بعد بالسلام. ولم يُشِر البابا إلى الاعتداءات التي استهدفت كنائس في نيجيريا أمس، والتي يبدو أنه لم يكن قد بُلّغ بها. وكالعادة في يوم الميلاد طلب البابا «الصفح عن الخطايا» لكل الذين تابعوا رسالته في ساحة القديس بطرس وعلى شاشات التلفزيون أو على الإنترنت.
آلاف الجنود يحاصرون بابا عمرو بحمص.. والمجلس الوطني يدعو المراقبين العرب لزيارته
ناشط من الحي لـ«الشرق الأوسط»: الأهالي محاصرون... والقنص والقتل يستهدفان عائلات بأكملها
جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: صهيب أيوب
فيما يستمر الوضع الميداني السوري بالتفاقم على أكثر من صعيد مع تزايد العمليات العسكرية الدامية، تعيش مدينة حمص «ظروفا تعيسة» حيث تكثف قوات الأمن السورية من عملياتها في أحياء كثيرة من المدينة ولا سيما في حي بابا عمرو الذي يعاني «حصارا خانقا» من قبل آلاف الجنود السوريين. وقال ناشطون ميدانيون إن «مدينة حمص السورية لا تزال تقبع تحت الحصار، حيث تتعرض أحياؤها وشوارعها لقصف مدفعي حاد من مدرعات عسكرية تابعة لقوات الأمن السورية». ويشير الناشطون إلى «سقوط أفراد عائلات كاملة كضحايا لهذا القصف الذي لا ينقطع منذ أيام، لا سيما أن المدينة لا تزال عصية على القوات الأمنية».
وشدد رامي «عضو في تنسيقية حمص» على أن «ما يقارب الأربعة آلاف جندي دخلوا منذ صباح أمس حي بابا عمرو وحاصروه من جهاته الأربعة، حيث يتموضع مئات الجنود المنشقين في كليات جامعة خالد بن الوليد والوحدات السكنية التابعة للمدينة الجامعية، وفي حي الشماس والسكن الشبابي وداخل حي الإنشاءات»، موضحا أنه «تم إفراغ بيوت من سكانها حيث يتم اعتقال بعض الشباب والناشطين، وتم احتلال المباني السكنية لجعلها مراكز لضباط النظام وشبيحته».
وأكد رامي الذي يتابع الوضع الميداني في حمص بكل حذافيره أنه منذ أسبوع ودبابات «تي72» تتموضع عند المفارق الرئيسية على طول طريقي حماة ودمشق بأعداد تتجاوز العشرين دبابة». وأشار إلى أنه «منذ صباح أمس تتوزع خمسون دبابة عند الجهة الغربية لحي بابا عمرو، وعدد آخر يقارب الثلاثين في محيطه». وقال: «تم ملء ساقية الري التي تمر على حواف حي بابا عمرو بالنفط وإشعالها لمنع الناس من الخروج من الحي ولمحاصرتهم ومنع دخول المعونات الشحيحة التي تأتيهم من سكان بعض أحياء باب الدريب والغوطة وحي الإنشاءات إلى حيهم المنكوب». وذكر رامي في اتصال مع «الشرق الأوسط» أنه «تمت مداهمة منطقة جوبر قرب بابا عمرو ومنطقة البساتين وتم اعتقال العشرات من الشباب». وأضاف أن «كل منزل فارغ في منطقة البساتين لا يوجد فيه أصحابه يتم حرقه وقتل الماشية الموجودة فيه انتقاما من السكان وحرق الزرع من حوله، وقد تم قصف بيوت في جورة العرايس عند المدخل الشمالي لحي بابا عمرو من قبل عساكر موجودين في حاجز الجسر، كما قصفت بيوت أخرى في وسط بابا عمرو مما عرض عائلات كاملة فيها للموت كعائلة الطفلة ريما المحيميد التي استشهدت مع أفراد عائلتها ولم يستطع الشباب إسعاف كل من في المبنى، وعدد الذين قتلوا غير معروف بدقة بسبب عدم قدرة شباب الحي على التجوال بشكل حر حيث إنهم مهددون بالقنص العشوائي من قبل قوات النظام المنتشرين في كل محيط بابا عمرو».
وقال: «تم إطلاق النار على الصيدلاني محمد العوض بثلاث طلقات بتهمة حيازة أدوية إسعافية»، ساخرا من ذلك بقوله: «إذا كان الصيدلي يتهم بملكية أدوية فماذا يتوقعون أن يبيع، دواء غسيل مثلا؟!». وأشار إلى أن «عدد شهداء حي بابا عمرو وصل إلى أكثر من أربعة شهداء أمس فقط، وهذه حصيلة الأشخاص الذين تم الوصول لهم وهناك آخرون لم يصل الشباب إليهم، كما أن هناك معتقلين تم أخذهم للمستشفى العسكري وهم مصابون بجراح ونحن نتخوف من أن يحصل معهم ما يحصل في العادة من قتل وتصفية على يد أشخاص تابعين للنظام، حيث يدخل الشخص جريحا ويخرج من هناك مقتولا ويضطر أهله إلى توقيع ورقة بأن ابنهم قتل على يد مجموعات إرهابية حتى يتم تسليم الجثة لهم».
وأوضح رامي أن «مناطق عدة في حمص يكثف الأمن فيها دمويته حيث يطلق النار على كل من يحاول التجمع والتظاهر فيها»، مضيفا أنه «منذ فجر أمس اقتحمت قوات الأمن قرى الحولة واعتقلت عددا من الشباب ثم وجدت جثثهم قرب القرية شهداء، وفي مناطق حمص انتفض الأهالي لنصرة سكان حي بابا عمرو المحاصرين حيث خرجوا في مسائيات غاضبة، ومظاهرات كبيرة تفتدي فيها بابا عمرو وتسأل الله الفرج». وقال: «في وادي العرب في حي البياضة حيث حاول الشباب التجمع تم إطلاق النار على المتظاهرين، مما أوقع طفلا بعمر 8 سنوات قتيلا، وفي حي الخالدية استهدف قناص شابا عمره 14 عاما وهو الآن في حالة خطرة، كذلك تمركز القناصون على سطح القلعة حول منطقة حمص القديمة وباب السباع وتحولت القلعة لمركز أمني كبير، وفي مساء أمس لا يزال يسمع الأهالي في أكثر من حي أصوات انفجارات فور خروج المظاهرات في الأحياء، ونقلت أنباء عن إصابات عديدة في مناطق مختلفة».
وأشار إلى أن «قوات الأمن قتلت الحاج غازي زعيب وهو أمين سابق لفرع لحزب البعث في حمص وزوجته حيث تم إعدامهما في بساتين بابا عمرو حيث يسكنان، وزغيب من أبناء حي بابا عمرو ويعيش فيه منذ بداية الانتفاضة وقد فقد خمسة من أفراد عائلته شهداء، وقد قدم فيه أكثر من تقرير أمني وبإخوته بحجة أنهم صامتون ولم يقفوا ضد المظاهرات».
وفي غضون ذلك، دعا المجلس الوطني السوري أكبر حركات المعارضة الجامعة العربية التي يفترض أن تصل بعثة من مراقبيها إلى دمشق اليوم، إلى التوجه إلى حمص. وتشكل حمص ثالث مدن البلاد وتبعد نحو 160 كلم شمال دمشق، معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الأسد التي بدأت منتصف مارس (آذار). وقد شهدت مظاهرات كبيرة ضد السلطات إلى جانب مواجهات بين الجيش ومنشقين عنه، حسب المعارضة.
وقال المجلس في بيان تسلمت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه أن «حي بابا عمرو شهد منذ الصباح حصارا شديدا وتهديدا خطيرا باقتحام أحياء من المدينة بقوة عسكرية تقدر بأربعة آلاف شخص». كما أشار إلى «قصف شديد طال حمص طوال الأيام التي مضت».
وحذر المجلس من «تهديد حقيقي بارتكاب مجازر وجرائم بحق الإنسانية في حمص التي يستغيث أهلها وينذرون بالخطر المحدق بهم إن لم تتحرك الجامعة العربية وترسل مراقبيها إلى هناك فورا». ودعا المجلس الوطني السوري المراقبين العرب إلى «التوجه بشكل عاجل وفوري إلى حمص والدخول إلى الأحياء المحاصرة فورا والقيام بالواجب الذي حضروا من أجله». إلى ذلك، أصيب أربعة مدنيين واعتقل 27 آخرون على الأقل في عمليات دهم طاولت قرية الجرذي في دير الزور (شرق) أمس. وفي ريف دمشق، أصيب خمسة مدنيين برصاص قوات الأمن في حي السيدة زينب «فيما كانوا عائدين من تشييع مدني استشهد السبت (أول من أمس)».
إدلب تتحول من نقطة قوة إلى خاصرة رخوة للجيش السوري الحر والنازحين إلى تركيا
ناشط لـ«الشرق الأوسط»: عمليات التصفية تطال النخب
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب
لم تعد محافظة إدلب ومناطقها منفذا للعسكريين الذين ينشقون عن الجيش السوري النظامي وأجهزة المخابرات، ويفرون إلى داخل الأراضي التركية للالتحاق بالجيش السوري الحر، كما أنها لم تعد معبرا آمنا لمئات النازحين المدنيين الفارين إلى تركيا، خصوصا بعد المجزرة التي وقعت في الأيام الأخيرة في إدلب، وتحديدا في جبل الزاوية، التي ذهب ضحيتها أكثر من 220 قتيلا من الجنود والضباط المنشقين والمدنيين، بحسب ما أعلن الناشطون في مناطق هذه المحافظة.
وأكد مسؤول في تنسيقية جبل الزاوية لـ«الشرق الأوسط»، أن «الممرات البرية بين إدلب والأراضي التركية لم تعد آمنة على الإطلاق، وهي باتت تحت رقابة الجيش ومخابرات النظام السوري المشددة، وأن كل من يحاول عبورها يعرض نفسه للخطر». وقال الناشط، الذي رفض ذكر اسمه: «منذ أن وقعت المجزرة يوم الثلاثاء الماضي، لم تهدأ عمليات القصف والدهم والاعتقالات في كل مناطق إدلب»، مشيرا إلى أن «عمليات التصفية والاعتقالات تشمل النخب من أطباء ومحامين ورجال دين، وكل من يمت إلى أحد من الثوار أو من عناصر الجيش السوري الحر بقرابة، حتى إنها لا توفر الأطفال والنساء». ولفت الناشط إلى أن «المعاناة لن ترفع عن هذه المنطقة إلا بتدخل دولي يوفر ممرات إنسانية آمنة، أو منطقة عازلة تجعل المدنيين بمنأى عن استهداف النظام السوري ومخابراته وشبيحته»، مبديا أسفه: «كيف أن هذه المجازر وعمليات الإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري الأعزل لا تحرك ضمير العالم الذي يتفرج على ذبحنا ويكتفي بالإدانة والشجب؟».
وعن سبب تحول منطقة إدلب من نقطة قوة ومنفذ آمن إلى خاصرة رخوة للثوار والجنود المنشقين، أوضح عضو المجلس الوطني السوري عمر إدلبي أن «منطقة جبل الزاوية التابعة لمحافظة إدلب، هي واحدة من المناطق التي كان يتجمع فيها جنود الجيش الوطني الحر»، وأعلن لـ«الشرق الأوسط» أن «ما حصل هو أنه نتيجة الحصار المفروض على المنطقة منذ أكثر من 50 يوما ونقص المواد الغذائية والطبية، بدأ عدد كبير من العائلات عمليات نزوح باتجاه تركيا، وكان العشرات من الجنود المنشقين سابقا يقومون بحماية المدنيين لإيصالهم إلى الحدود التركية، وقبل وصولهم إلى الحدود التركية طوقتهم قوات الأمن السورية وبدأت بقصفهم بمدفعية الدبابات والقذائف الصاروخية، مما أدى إلى سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء». وأشار إدلبي إلى أن «لجان التنسيق تعرفت على هوية نحو 160 جثة، في حين أن ما بين 30 و40 جثة تفحمت بالكامل ولم يجر التأكد من هويات أصحابها، كما أن جثثا أخرى تحولت إلى أشلاء»، كاشفا عن أن «مجزرة جبل الزاوية أبادت أسرا بكاملها بما فيها الأطفال والنساء والعجائز، وقد قتل في هذه المجزرة سبعة من عائلة الشيخ علي وأربعة من عائلة خنوس». وأفاد إدلبي بأن «إدلب، خصوصا منطقة جبل الزاوية، تحولت إلى منطقة منكوبة، وعلى الرغم من ذلك ما زالت محاصرة وتعاني أزمة إنسانية نتيجة فقدان المواد الغذائية والطبية والكهرباء والوقود لحاجة التدفئة».
الأحداث في سوريا تشعل حدة التلاسن بين واشنطن وحزب الله
أزمة النظام السوري تصيب الحزب اللبناني بالوهن وتدفعه لمواجهة المستقبل من دون حليف
بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»
تتصاعد الحرب الكلامية بين حزب الله اللبناني والولايات المتحدة، إذ يتهم الحزب واشنطن بزرع عملاء للاستخبارات الأميركية في صفوفه، وتتهمه واشنطن بالضلوع في تمويل أنشطته بطرق غير مشروعة بينها تبييض أموال واتجار بالمخدرات، وذلك فيما تنعكس الأحداث الجارية في سوريا سلبا على الحزب الشيعي.
وتعود الحرب الباردة بين حزب الله المدعوم من إيران وسوريا، وواشنطن التي تصنفه كمنظمة إرهابية، إلى عقود ماضية. إلا أن التوتر بين الطرفين شهد تصاعدا في ظل الثورات التي اندلعت في العالم العربي.
ويقول الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط بول سالم «لا شك أننا نشهد مرحلة توتر عال، على خلفية ما يجري في سوريا وبالتزامن مع الانسحاب الأميركي من العراق». إلا أن سالم يتوقع أن تقف الأمور عند حد التصعيد الكلامي، ويقول «لا أتوقع انزلاقا إلى تصعيد خطير» بين واشنطن وحزب الله. ويضيف «لم تكن هذه السنة هي الأولى التي يكشف فيها حزب الله شبكات تجسس، سواء كانت تعمل لحساب الولايات المتحدة أو لغيرها، والقضية المرفوعة لدى القضاء الأميركي ضد حزب الله تعود إلى أشهر خلت».
وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد بدأ التراشق الكلامي يتصاعد أخيرا بعد اتهام الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، المخابرات الأميركية بزرع عملاء لها في صفوف حزبه للمرة الأولى منذ تأسيسه في عام 1982. وقال نصر الله في خطاب في شهر يونيو (حزيران) إن عناصر من حزبه اعترفوا بعد التحقيق معهم بالتجسس لصالح الـ«سي آي إيه»، واصفا السفارة الأميركية بأنها «وكر للجاسوسية».
وفي برنامج بثته قناة «المنار» الناطقة باسم حزب الله، كشف الحزب اسم «الرئيس الحالي للاستخبارات الأميركية في لبنان»، موضحا أنه «ينتحل صفة موظف دبلوماسي في السفارة». وأضاف أن «ضباط الـ(سي آي إيه) ينشطون في عمليات تجنيد عملاء من مختلف فئات المجتمع اللبناني» من «موظفين حكوميين وعناصر أمنية وشخصيات دينية ومصرفية وأكاديمية».
وأوضحت القناة أن «عمليات تجنيد العملاء تجري داخل مقر السفارة الأميركية، واللقاءات معهم تعقد في المطاعم والمقاهي مثل (ماكدونالدز) و(بيتزا هات) و(ستاربكس)».
في المقابل، أعلن في واشنطن أخيرا عن دعوى قضائية في حق مؤسسات مالية لبنانية متهمة بالمساعدة في تبييض 483 مليون دولار لحساب حزب الله عبر الولايات المتحدة وأفريقيا في عمليات لها صلة بتجارة المخدرات. وبحسب السلطات الأميركية، يرسل قسم من الأموال التي يتم جنيها من هذه التجارة إلى لبنان وتحديدا إلى حزب الله. إلا أن الحزب نفى هذه الاتهامات، معتبرا أنها محاولة «لاستهدافه وتشويه صورته». وأشار في بيان إلى أن هذا الاستهداف يأتي «بعد فشل الاستهداف الأمني الأميركي وافتضاح أمر التجسس العدواني للاستخبارات الأميركية ضد بلدنا».
وصعد حزب الله خطابه ضد واشنطن، إذ وصفها بـ«أم الإرهاب»، متهما إياها بالمسؤولية عن التفجيرين الانتحاريين اللذين ضربا العاصمة السورية الجمعة وأسفرا عن عشرات القتلى والجرحى.
وقال الحزب في بيان إن «هذه التفجيرات التي أسفرت عن استشهاد وجرح عشرات الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، هي من اختصاص الولايات المتحدة أم الإرهاب، وأصابعها الممتدة في منطقتنا والمتخصصة في استهداف الأبرياء وقتلهم وترهيبهم، لدفعهم إلى الانصياع للسياسة الأميركية».
ويرى محللون أن الأزمة التي تعصف بالنظام السوري تصيب حزب الله بالوهن وتدفعه للتفكير في المستقبل الذي قد يواجهه من دون حليفه الإقليمي. كما يتوقع المحللون أن تتواصل الضغوط الغربية على حزب الله، في الوقت الذي يشهد فيه الشرق الأوسط تبدلات في المشهد السياسي وموازين القوى.
وترى الباحثة والكاتبة أمل سعد غريب أن «الاتهامات الأميركية الأخيرة لحزب الله تأتي في سياق حملة أكبر تشن على المحور الذي يضم سوريا وإيران وحزب الله»، متوقعة صدور اتهامات مماثلة جديدة في المستقبل. وتقول «الولايات المتحدة تعي أن حزب الله فقد شيئا من دعمه الإقليمي بسبب ما يجري في سوريا، لذلك تعمد إلى تشويه صورته والانتقال من وصفه بأنه إرهابي إلى تجريمه».
تنسيقية سورية جديدة.. في الجولان المحتل
مؤسسها قال إن النظام لم يحاول كسر عزلة الجولانيين تحت الاحتلال
بيروت: «الشرق الأوسط»..... أعلن الأسير السوري المحرر وئام عماشة، عن تأسيس تنسيقية خاصة بالجولان السوري تتبع للجان التنسيق المحلية في سوريا، تقوم بتنظيم المظاهرات والاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد في منطقة الجولان المحتل، وتحشد «كل شرائح المجتمع الجولاني تحت مطلب إسقاط نظامه السياسي».
وقال عماشة في كلمة مسجلة تم بثها على صفحات «فيس بوك» إنه «مع دخول ثورة شعبنا السوري البطل، شهرها العاشر، حرم الجولانيون من شرف المشاركة الفاعلة في هذا الحدث التاريخي، الذي سيعيد للشعب حريته وكرامته التي سلبت منذ عقود». وتابع عماشة: «هذا الحرمان الذي فرضته ظروف الاحتلال القسري المستمر منذ عام 1967، فرض على الجولانيين عزلة وانقطاعا عن امتدادهم المجتمعي والوطني، لم يحاول النظام كسرها على مدى أربعين عاما، حيث اقتصر عمله على المزايدات اللفظية والشعارات الفارغة».
وأضاف الأسير المحرر الذي تم إطلاقه أواسط شهر أكتوبر (تشرين الأول) ضمن صفقة تبادل أسرى أبرمتها حركة حماسة مع إسرائيل: «نرى اليوم أنه مع كل هذا الدم المسفوك، ومع كل التواطؤ العربي والدولي مع نظام الإجرام في الوطن، بات من الضروري إعلاء الصوت الجولاني الداعم للثورة، والعمل المنظم من أجل توسيع قاعدة الحراك الشعبي، ليأخذ الجولان دوره اللائق إلى جانب أبناء شعبه على امتداد ساحة الوطن، ضمن الحدود التي تفرضها ظروف الاحتلال»، كاشفا عن أن الجولان المحتل قد شهد حتى اليوم تحركات كثيرة مساندة لثورة الشعب السوري، حيث جرت الكثير من المظاهرات والاعتصامات، إلا أنها وفقا لعماشة «لم ترقَ لمستوى وقفة شعبية شاملة، في الوقت الذي ينشط فيه بفعالية الموالون للنظام في الجولان، ويحاولون الأسبوع تلو الآخر حشد جماهير أكبر في فعالياتهم المساندة للنظام». ويتابع: «لذا نرى أنه صار لازما على كل الوطنيين الداعمين لطموح شعبنا في بناء دولته الديمقراطية العمل الفوري من أجل تجاوز جميع الخلافات والعمل على تفعيل الحراك الشعبي في الجولان، الذي نعتقد أنه يعبر عن طموح غالبية الجولانيين إلى التحرر والعيش في ظل دولة مدنية ديمقراطية».
وأعلن عماشة في ختام كلمته انطلاق تنسيقية الجولان المحتل التابعة للجان التنسيق المحلية في سوريا «من أجل مساندة الثورة السورية بكل الوسائل المعنوية والرمزية والمادية المتاحة». كما لفت إلى أن التنسيقية الجديدة تتبنى رؤية لجان التنسيق المحلية حول مستقبل سوريا، وحول التأكيد على الطابع السلمي للثورة وحق حماية المدنيين، داعيا جميع الناشطين والمعنيين بالحراك الثوري في الجولان إلى «التنسيق والعمل من أجل الارتقاء بالموقف العام بالجولان وجعله أكثر فاعلية»، مشيرا إلى أن المجموعة التي يعمل معها منفتحة على الجميع، وترحب بكل من يرغب في الانتماء إليها أو التنسيق معها من أجل الهدف المنشود. ويقول معارض سوري إن هذه الخطوة ستشكل إحراجا كبيرا للنظام السوري، «حيث إن هذا النظام يدعي المقاومة والممانعة في الوقت الذي يتحضر فيه أبناء الجولان الذي تحتله إسرائيل منذ عام 1967، للثورة ضده».
يذكر أن الأسير السوري المحرر وئام عماشة، من مواليد عام 1981، ابن الجولان المحتل، وقد أمضى أكثر من 10 سنوات في السجون الإسرائيلية بتهم تشكيل خلية لمناهضة الاحتلال والارتباط بمنظمات محظورة، والتخطيط لعملية اختطاف جندي إسرائيلي، وهو ما كانت نتيجته إصدار حكم بسجنه لمدة 21 عاما ونصف العام عام 2005، إلى أن عاد عماشة إلى قرية بقعاتا الجولانية بعد صفقة التبادل، على وقع هتافات مناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ومؤيدة لشعارات الثورة السورية.
مسؤول أردني: العراق يوافق على مرور الشاحنات الأردنية عبر أراضيه
بعد تحويل مسارها من سوريا
جريدة الشرق الاوسط.... عمان: محمد الدعمة
أكد أمين عام وزارة النقل الأردنية، ليث الدبابنة، أن الجانب العراقي وافق على الطلب الأردني بالسماح للشاحنات الأردنية بالعبور (ترانزيت) عبر الأراضي العراقية إلى تركيا ودول أوروبا.
وجاء القرار الأردني بتحويل مسار الشاحنات من سوريا إلى العراق بعد تخوف السائقين الأردنيين من تردي الأوضاع الأمنية في سوريا. كما كانت حافلات تقل حجاجا من تركيا قد تعرضت لاعتداءات لدى مرورها في الأراضي السورية من قبل رجال أمن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، يعتقد بأنه على خلفية الانتقادات التركية المستمرة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال دبابنة في تصريح صحافي، أمس، إنه تم تحديد المسار لمرور الشاحنات، وإن الجانب العراقي بصدد استكمال الإجراءات الأمنية والجمركية لضمان سلامة مرور البضائع عبر أراضيه. وأوضح أن الجانب العراقي بصدد إعادة بناء نظام الترانزيت، كون هذا النظام غير معمول به في العراق منذ أكثر من 15 عاما، وإعادة العمل به تحتاج إلى تشريعات وأنظمة خاصة.
وأكد دبابنة أن الجانب العراقي وعد خلال المباحثات التي جرت أخيرا بين الجانبين باستكمال إجراءات فتح المسار في أقل من شهر. وكان المستشار الاقتصادي في الحكومة العراقية، سلام القريشي، قد قال، أول من أمس، إن العراق رفض مرور الشاحنات الأردنية عبر أراضيه إلى تركيا كي لا يلحق الضرر بالشعب السوري، مشيرا إلى أن تحويل الخط البري من سوريا إلى العراق باتجاه تركيا يعد «جزءا من وسائل الضغط على النظام السوري، والمتضرر من ذلك هو الشعب السوري، والمسألة تنطوي على جانب سياسي أكثر من كونه اقتصاديا». وأضاف أن «العراق لا يريد أن يشارك في مشاريع تؤثر على اقتصاد الشعب السوري، خاصة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه».
وكان الأردن قد طلب في بداية الشهر الحالي من العراق الموافقة على مرور شاحناته إلى تركيا، ذهابا وإيابا، ووعد العراق في حينها بدراسة الموضوع نتيجة لتدهور الوضع في سوريا.
 
اتهامات للسلطات السورية بتغيير أسماء الشوارع لتضليل عمل المراقبين
 

نيقوسيا، لندن - «الحياة» - قال رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ومدير «مركز لاهاي» لملاحقة المتورطين في الجرائم ضد المدنيين في سورية، إن الحكومة السورية غيرت اسماء بعض الشوارع لتضليل بعثة المراقبين العرب التابعة للجامعة العربية. وأوضح ريحاوي في تصريحات نقلتها مواقع معارضة سورية، ان السلطات قامت كذلك بنقل عشرات الآلاف من المعتقلين إلى اماكن احتجاز لا يمكن لبعثة المراقبين العرب زيارتها. وشكك ريحاوي في قدرة البعثة العربية على تقصي الحقائق على الارض، لافتاً الى أن عدد أعضائها انخفض من 500 مراقب إلى 150 مراقباً على دفعتين، كي يكون عدد اعضاء كل بعثة 75 مراقباً، وهو اقل بكثير من قدرة المراقبين على الاحاطة بالاوضاع على الأرض، موضحاً ان ما سيعقّد عمل المراقبين هو تغيير أسماء شوارع ومناطق تعلم السلطات السورية أنهم طلبوا زيارتها.

إلى ذلك ذكر موقع «اوغاريت» المعارض من ناحيته، ان قوات الأمن السورية قامت بوضع لافته عند «أول (قرية تبنه) كتب عليها (قرية جاسم)، كى يدخلها وفد اللجنة العربية على انها مدينة جاسم (المضطربة التي شهدت اشتباكات ومواجهات)، بينما (قرية تبنه) من القرى المسيحية في حوران ولا يوجد فيها اي تظاهرات».

 

 

سورية: «الجبهة التقدمية» تدعو لمواجهة التصعيد بكل الوسائل
دمشق، لندن - «الحياة»

تواصلت ردود الفعل على التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مقرين امنيين في دمشق صباح يوم الجمعة. ودعت القيادة المركزية لـ «الجبهة الوطنية التقدمية» التي تضم الاحزاب السياسية في البلاد، الى «مواجهة التصعيد الخطر بكل الوسائل الممكنة». ودانت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) «التفجيرين الإجراميين».

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن القيادة المركزية لـ «الجبهة التقدمية» قولها، إن هذه «الجريمة النكراء تشكل تصعيداً خطيراً لا بد من مواجهته بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، بحيث لا تقوم له قائمة»، مشيرة إلى أنها «تشكل في الوقت نفسه تعبيراً عن حالة اليأس الذي بلغته المؤامرة والإحباط الذي يعاني منه المتآمرون وعصابات القتل والإجرام والمخططون لهم والدافعون بهم إلى مصيرهم الذي ينتظرهم على أيدي جماهير شعبنا التي أكدت عزمها الصمود والتصدي والحيلولة دون بلوغ المؤامرة أهدافها المرسومة من أكثر من دولة وعاصمة».

وتابعت: «سورية استجابت لما هو مطلوب منها ومهرت بتوقيعها بروتوكول المبادرة العربية ووصلت طلائع المراقبين العرب إليها، فكان الرد على ما فعلته هو تسديد الطلقات في اتجاه الهدف حيث كانت المؤامرة تراهن على أن سورية ستمتنع عن الموافقة عليه، فجاءت هذه الجريمة غير المسبوقة لتضرب موقع القلب من سورية وشعبها»، لافتة إلى أن هذه «الجريمة جعلتنا أكثر تصميماً على تجاوزها، وصولاً إلى وأدها في مهدها والقضاء عليها».

وكانت «حماس» دانت «التفجيرين الاجراميين». وجاء في بيان نشره المركز الفلسطيني للإعلام امس، ان الحركة :»تتابع بقلق وألم بالغَين تطوّرات الأحداث المؤسفة في سورية منذ شهور، وسقوط العدد الكبير من الضحايا والدم السوري العزيز». وزاد: «بادرنا ولا زلنا نبادر بجهود كبيرة متواصلة من أجل المساعدة في خروج سورية العزيزة من هذه الأزمة الصعبة، من خلال حل سياسي يحقن الدَم السوري، ويحقق للشعب السوري تطلعاته في الإصلاح والديموقراطية، ويحفظ لسورية أمنها واستقرارها، ويعزّز جبهتها الداخلية، ويجعلها أقدرَ على مواجهة التحديات والمخاطر الخارجية».

وتابعت «حماس» في بيانها، انها «تتألم بشدة لسقوط المزيد من الضحايا والدم السوري العزيز، ونعبّر من جديد عن قلقنا البالغ من مسار تطورات الأحداث المؤسفة، ونتمنى، بل وندعو إلى سرعة الخروج من هذه الأزمة بحل سياسي يحقن الدم السوري، وينقل سورية العزيزة إلى مرحلة جديدة تحقق لشعبها العزيز ما يتطلع إليه من خير لسورية.

 

 

إرجاء زيارة وفد المعارضة السورية الى العراق لـ «أسباب فنية»
الحياة..بغداد – حسين علي داود

ارجأت محادثات كان من المقرر إن تجري بين ممثلين عن الحكومة العراقية ووفد من المعارضة السورية في بغداد إلى الاسبوع المقبل «لأسباب فنية».

وافاد المستشار في الحكومة العراقية عبد الحسين الجابري في تصريح إلى «الحياة» أمس، انه «كان من المقرر إن يصل وفد من المجلس الوطني السوري الذي يمثل المعارضة إلى بغداد اليوم (امس) لإجراء محادثات مهمة مع الحكومة تتركز على المبادرة العراقية لحل الأزمة السورية».

وأضاف الجابري أن «الوفد الذي من المفترض إن يضم نحو 20 شخصية تمثل المعارضة السورية لم يصل العراق لاسباب فنية تتعلق بالسفر، وتم ارجاء عقد المحادثات إلى الاسبوع المقبل».

ولفت إلى أن «المحادثات تركز على جهود العراق في اقناع المعارضة بالجلوس على طاولة محادثات مع الحكومة السورية ومناقشة حركة الاحتجاجات الجارية فيها بشكل ودي ووساطة عراقية». ولفت إلى إن «المعارضة ترحب بالمبادرة العراقية».

لكن مصادر سياسية مطلعة ألمحت إلى أن الخلافات التي تعصف بالكتل السياسية في اعقاب مذكرة الاعتقال الصادرة بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي والتفجيرات الواسعة التي ضربت بغداد الخميس الماضي، دفعت المعارضة السورية الى تأجيل زيارتها الى بغداد.

وكان القيادي في «الحزب الديموقراطي الكردستاني» عبد السلام برواري القريب من معارضين سوريين، قال لـ «الحياة» في وقت سابق إن «المبادرة العراقية ولدت ميتة»، واشار إلى ان المعارضة السورية تريد ان تسمع مؤيدين لهدفها في «اسقاط النظام وليس التحاور معه».

ورجح برواري عدم تفاعل المعارضة مع المبادرة. وقال: «في حال موافقتهم على القدوم الى بغداد، فإنهم سيطرحون وجهة نظرهم لا غير».

الى ذلك، يقوم وفد عراقي برئاسة القيادي في كتلة «دولة القانون» عزت الشابندر القريب من رئيس الحكومة، بإطلاع عدد من السياسيين اللبنانيين على فحوى المبادرة العراقية إزاء الأزمة السورية لضمان حصول إجماع بشأنها.

وذكرت تقارير امس، ان الشابندر اجرى محادثات مع رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط وأطلعه على مضمون المبادرة العراقية بشان حل الازمة السورية.

وكان الوفد العراقي برئاسة مستشار الامن الوطني فالح الفياض، التقى الاسبوع الماضي الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وأطلعه على نتائج زيارته لسورية ولقائه الرئيس بشار الاسد وبعض رموز المعارضة السورية.

 

 

تفجيرا دمشق ينذران بمرحلة أكثر دموية في الانتفاضة
 
 

الحياة..لندن، بيروت - رويترز - التفجيران الانتحاريان الذين أسفرا عن سقوط أكثر من 40 قتيلاً في دمشق الجمعة يمثلان مستوى جديداً من العنف، لكن ما زال من غير الواضح كيف يمكن أن يؤثرا على مستقبل الأزمة في سورية، كما ما زال من الغامض من يقف ورائهما.

وقالت بسمة قضماني الناطقة باسم المجلس الوطني السوري المعارض الرئيسي: «لدينا كل أشكال الريبة في أن يكون النظام ذاته هو الذي دبر هذا». ويرى أنصار هذا الرأي أن السلطات تريد أن تظهر لمراقبي جامعة الدول العربية التي وصلت طليعة فريقها إلى دمشق الخميس أن سورية «ضحية لعنف أعمى» وأنها مستعدة لإحداث فوضى في عاصمتها لإثبات ذلك.

ورفض عدد من المحللين تلك النظرية. وقال جوشوا لانديس وهو خبير بالشؤون السورية في جامعة أوكلاهوما: «لا أرى أي منطق للنظام... يريدون أن يبدوا مسيطرين على الموقف. يريدون حقاً جعل المعارضة تبدو همجية لكنهم حريصون للغاية أيضاً على عدم إخافة الناس كثيراً».

ولأسابيع ظلت سورية تقاوم قبول المراقبين الذين توجهوا إلى هناك لمعرفة ما إذا كانت دمشق تلتزم بخطة لجامعة الدول العربية لإنهاء العنف. وتدعو الخطة لانسحاب القوات من الشوارع والإفراج عن السجناء والحوار مع المعارضة.

وربما تكون سورية مدركة أنه في حالة تنفيذ خطة السلام بشكل جيد فإنها ستزيد من جرأة المحتجين الذين يخاطرون الآن بعواقب عنيفة في حالة انطلاقهم للشوارع. وتحتاج سورية إلى أن تظهر التزامها لتنأى بنفسها عن العقوبات الاقتصادية.

وفي ظل تلك الظروف فإن أسوأ تفجيرات شهدتها العاصمة السورية منذ سنوات ستبدو ضربة موجعة لمكانة الجهاز الأمني في البلاد بخاصة مع استهداف مبان أمنية. لكنها تتوافق أيضاً مع ما تقوله الحكومة السورية من أن «إرهابيين» إسلاميين وراء تسعة أشهر من الاضطرابات التي وردت أنباء عن أنها تسببت في سقوط سبعة آلاف قتيل.

قالت مروة داودي وهي باحثة في كلية سانت انتوني التابعة لجامعة أوكسفورد: «النظام يتهم «إرهابيين» والقاعدة ومن الصعب معرفة من وراء العمليات في هذه المرحلة». وكرست وسائل الإعلام الحكومية التي كثيراً ما تكون انتقائية في اختيارها للأنباء تغطية شاملة للتفجيرين وأظهرت لقطات للضحايا وعقدت مقابلات توصل رسالة واحدة فقط.

وتساءل منصور رياض وهو عضو برلماني سابق من الأردن على شاشة التلفزيون السوري قائلاً: «ما الذي سيقوله الآن الأجانب الذين يؤيدون المعارضة وماذا يقولون الآن عن الخراب وإراقة الدماء الذي رأوه يوم الجمعة».

وأظهر التلفزيون المواطنين السوريين وهم يتساءلون أيضاً قائلين: «هل هذه هي الحرية التي تريدها المعارضة؟».

كما ظهر في التلفزيون شاشة حمراء مكتوب عليها «إرهاب القاعدة» بخط يشبه الدماء.

وما من شك في أن التفجيرات الانتحارية تبدو أسلوباً غريباً على المحتجين الذين أطلقوا في آذار (مارس) تظاهرات سلمية ضد النظام.

كما أنهم يختلفون كثيرا عن «الجيش السوري الحر» الذي يتألف أساساً من المنشقين عن الجيش السوري والذين يمثلون أساس تمرد مسلح متزايد.

وقالت داودي: «جيش سورية الحر لا يملك في ما يبدو مثل هذه البنية الأساسية (لتدبير تفجيرات انتحارية)».

ويحاول «المجلس الوطني السوري» الإثناء عن العنف لكن ليس من الواضح مدى تأثيره على من يردون على الهجمات بعد شهور من القمع الحكومي الشديد للاحتجاجات الشعبية.

وبالنسبة للوقت الراهن فمن الصعب التوصل إلى الحقيقة تماماً مثل ما يحدث في بلد تديره العقلية الأمنية للنظام والتي منعت فيها وسائل الإعلام المستقلة منذ شهور.

وحتى الآن لم يعلن تنظيم القاعدة ضلوعه في أي انتفاضة ضد النظام، لكنه ليس لديه تعاطف أيديولوجي مع فكرة القومية العربية التي يتبناها حزب البعث في سورية.

ويتهم مسؤولون أميركيون السوريين منذ زمن طويل بدعم نشطاء إسلاميين عندما كان ذلك مناسباً لدمشق بخاصة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 للعراق عندما وجد مقاتلون مرتبطون بالقاعدة من أنحاء العالم العربي مدخلاً سهلاً إلى العراق ممثلاً في سورية.

لكن سورية كانت تحارب أيضاً مداً إسلامياً محلياً منذ أوائل الثمانينات عندما قضى حافظ الأسد الرئيس الراحل على انتفاضة لجناح مسلح لجماعة الإخوان المسلمين مما أسفر عن مقتل الآلاف من معقلهم بحماة.

وقال رامي خوري وهو معلق سياسي مقيم في بيروت إنه يشك في أن الحكومة تكون قد استهدفت مواقع أمنية، ملمحاً إلى أن التفجيرين ربما كانا من تدبير المتمردين المسلحين الذين قال إن من بينهم سلفيين.

ومضى يقول: «هناك حرب تدور في سورية حالياً. هناك عصيان مسلح وطني وهذا جزء طبيعي من تلك العملية»، مشيراً إلى أن الحكومة استخدمت أيضاً قوة نيران شديدة.

وقال هلال خشان وهو أستاذ للعلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت إنه لا يعتقد أن الحكومة وراء التفجيرين. وأضاف: «عندما يتعلق الأمر بالأمن في دمشق فإن الحكومة لا تلهو».

ولا يرى أيضاً أن «القاعدة» مسؤولة على رغم بيان سوري قال إن لبنان المجاور حذر دمشق من أن مقاتلين من القاعدة عبروا من أراضيه إلى سورية.

وأضاف خشان: «القاعدة تنتقل من سورية إلى لبنان وليس العكس. والجميع يعلمون أن سورية وراء تدفق مقاتلي القاعدة في أنحاء المنطقة منذ الاضطرابات في العراق».

وقال إن التفجيرين «من أعراض اليأس» بعد أن شهد الكثير من السوريين الدم والموت أثناء محاولات القضاء على الاحتجاجات. وتابع: «هذه نقطة تحول حقاً. أعتقد أن ظاهرة التفجيرات الانتحارية في سورية ربما تكون آخذة في التزايد».

وقال لانديس إن تفجيري الجمعة «مجرد إنذار بسيط» لما ينتظر سورية بعد أن أصبحت حركة المعارضة للنظام أكثر لجوءاً للعمليات العسكرية».

ومع عدم وجود الكثير من المؤشرات على وجود تدخل دولي على غرار ما حدث في ليبيا أدرك السوريون المعارضون الذين يلجأون للسلاح أنهم أصبحوا بمفردهم.

وقال لانديس: «لقد ملوا من المجلس الوطني السوري وهذا الحديث عن «سلمية.. سلمية»... يقولون لأنفسهم «أنتم أغبياء... تنتظرون حلف شمال الأطلسي أن يتصرف مثلما فعل في ليبيا وهم لن يفعلوا ذلك... إنهم يقتلوننا هنا... وسوف نجعل الحكومة تدفع ثمناً غالياً لذلك».


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,340,719

عدد الزوار: 7,024,570

المتواجدون الآن: 67