ارتفاع أعداد الضحايا·· والأمم المتحدة تُطالب السلطات بفتح <تحقيق مستقل>

أحداث مصر ودلالاتها...الجيش يعتذر للمصريين والأزهر يطالبه بوقف العنف وتمدّد مواجهات <التحرير> وتوسّعها بالإسكندرية

تاريخ الإضافة الجمعة 25 تشرين الثاني 2011 - 5:57 ص    عدد الزيارات 2339    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

 
الجيش يعتذر للمصريين والأزهر يطالبه بوقف العنف وتمدّد مواجهات <التحرير> وتوسّعها بالإسكندرية
تجددت الاشتباكات في ميدان التحرير مساء أمس لليوم الخامس على التوالي بين المتظاهرين المعتصمين منذ عدة أيام وقوات الأمن بعد هدوء حذر ساد خلال الساعات الماضية في وقت قدم وزير الداخلية منصور عيسوي بلاغا إلى النائب العام للتحقيق في الأحداث التي خلفت حتى الآن 35 قتيلا· وتركزت المواجهات في شارع محمد محمود قرب وزارة الداخلية وسط القاهرة حيث أصيب عشرات المتظاهرين فيما تحدثت مصادر عن سقوط قتلى· وشهدت الاشتباكات استخدام المتظاهرين زجاجات حارقة لمواجهة رصاص قوات الأمن الذي أصاب العشرات من المحتجين· وفي الاسكندرية دارت مواجهات ليلا بين متظاهرين وقوات الشرطة في محيط مديرية الامن·
ووفقا لمصادر طبية وحقوقية فقد قتل ما لا يقل عن 35 شخصا وأصيب المئات منذ السبت الماضي في مواجهات محيط وزارة الداخلية وغيرها أمام مديريات الأمن في مختلف المحافظات·
وتقدم وزير الداخلية المصري منصور عيسوي ببلاغ إلى النائب العام للتحقيق في أحداث شارع محمد محمود وتقديم المتسبب فيها إلى العدالة ومحاسبة كل من يثبت أن له دورا في تلك الأحداث الدامية· من جهتها طالبت مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة السلطاتِ المصرية بالكف عن الإفراط في استعمال القوة ضد المتظاهرين، وبإجراء تحقيق محايد ومستقل·
وفي موقف لافت حمل شيخ الازهر احمد الطيب الشرطة والجيش مسؤولية وقف العنف في ميدان التحرير داعيا <قادة الشرطة المصرية> الى <اصدار اوامرهم بوقف توجيه السلاح> الى المتظاهرين ومطالبا الجيش <بالحيلولة دون اي مواجهة بين ابناء الشعب الواحد> ومحذرا من <نتائج مريرة> للجميع·
وقال الطيب ان الازهر <يصرخ بأعلى صوته مناشدا قادة الشرطة المصرية ان يصدروا اوامرهم فورا ودون ابطاء بوقف توجيه السلاح الى صدور اخوانهم المصريين مهما كانت الاسباب>· واضاف في بيان تحذيري اختتمه بعبارة <اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد>·
وفي وقت لاحق قدم اللواء محمد العصار واللواء أركان حرب محمود حجازي عضوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة تعازي المجلس إلى الشعب المصري معربين عن أسف واعتذار المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن أحداث ميدان التحرير·
وأمس الاول وعد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي في كلمة بحكومة إنقاذ وطني تحل محل حكومة رئيس الوزراء عصام شرف التي قدمت استقالتها هذا الأسبوع، لكنها تتولى تسيير الإعمال·
وأغضب طنطاوي الكثير من المتظاهرين الشبان في ميدان التحرير بالقاهرة ومدن أخرى حين اقترح إجراء استفتاء على ما إذا كان يجب إنهاء الحكم العسكري قبل الموعد المحدد لهذا وهو ما اعتبروه حيلة لاستقطاب الكثير من المصريين الذين يخشون المزيد من الاضطرابات·
الى ذلك دعا ائتلاف شباب الثورة الذي يضم عدة حركات شبابية شاركت في الدعوة الى <ثورة 25 يناير> ضد الرئيس السابق حسني مبارك، الى تظاهرة حاشدة غدا الجمعة اطلقوا عليها <جمعة الشهيد> وحددوا لها ثلاثة مطالب هي <محاكمة فورية وعاجلة لكل من تورط في قتل المتظاهرين مهما كانت صفته وتشكيل حكومة انقاذ وطني بصلاحيات كاملة تتولى ادارة ما تبقى من فترة انتقالية على ان تنقل اليها كافة صلاحيات المجلس العسكري السياسية والاقتصادية، والبدء في هيكلة تامة لوزارة الداخلية تتضمن حل قطاع الامن المركزي وضمان محاكمة من تلوثت ايديهم بدماء المصريين>·
كما دعت عدة احزاب سياسية تنتمي الى اليسار ويسار الوسط هي الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي، حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، حزب العدل، حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، الى التظاهر واطلقوا على هذا اليوم <جمعة الفرصة الاخيرة>· واكدت هذه الأحزاب في بيان ان مطالبها تتمثل في <وقف العنف المستمر من جانب قوات الأمن طوال الأيام الماضية، وتقديم اعتذار صريح عن تلك الجرائم، ورد الاعتبار للشهداء والجرحى الذين سقطوا وتقديم التعويضات المناسبة لهم ولذويهم، وتشكيل حكومة انقاذ وطني لها صلاحيات كاملة>·
(أ ف ب)
ارتفاع أعداد الضحايا·· والأمم المتحدة تُطالب السلطات بفتح <تحقيق مستقل>
استمرار الاشتباكات بالقاهرة وشيخ الأزهر يحمّل الجيش مسؤولية وقف العنف
تواصلت التظاهرات المطالبة بتسليم الحكم الى سلطة مدنية في مصر لليوم الخامس على التوالي وتواصلت الاشتباكات بين الشرطة والناشطين، ما ادى الى ارتفاع حصيلة الضحايا الى 35 قتيلا على الاقل، فيما دعا شيخ الازهر قيادات الشرطة الى اصدار اوامر بوقف استخدام السلاح، محذّرا من عواقب مريرة <للجميع>·
ودعا ائتلاف شباب الثورة الذي يضم عدة حركات شبابية شاركت في الدعوة الى <ثورة 25 يناير> ضد الرئيس السابق حسني مبارك، الى تظاهرة حاشدة الجمعة اطلقوا عليها <جمعة الشهيد> وحددوا لها ثلاثة مطالب هي <محاكمة فورية وعاجلة لكل من تورّط في قتل المتظاهرين مهما كانت صفته وتشكيل حكومة انقاذ وطني بصلاحيات كاملة تتولى ادارة ما تبقى من فترة انتقالية على ان تنقل اليها كافة صلاحيات المجلس العسكري السياسية والاقتصادية، والبدء في هيكلة تامة لوزارة الداخلية تتضمّن حل قطاع الامن المركزي وضمان محاكمة من تلوثت ايديهم بدماء المصريين>·
كما دعت عدة احزاب سياسية تنتمي الى اليسار ويسار الوسط هي الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي، حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، حزب العدل، حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، الى التظاهر واطلقوا على هذا اليوم <جمعة الفرصة الاخيرة>·
وأكدت هذه الأحزاب في بيان ان مطالبها تتمثل في <وقف العنف المستمر من جانب قوات الأمن طوال الأيام الماضية، وتقديم اعتذار صريح عن تلك الجرائم، ورد الاعتبار للشهداء والجرحى الذين سقطوا وتقديم التعويضات المناسبة لهم ولذويهم، وتشكيل حكومة انقاذ وطني لها صلاحيات كاملة>·
وما زالت حكومة عصام شرف المستقيلة تواصل تسيير الاعمال ورغم تعهد رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي مساء الثلاثاء بتشكيل حكومة جديدة تمتلك <الصلاحيات> اللازمة لادارة المدة الباقية من الفترة الانتقالية، الا انه لم يتم الاعلان عن موعد تشكيل هذه الحكومة الجديدة او عن اي مشاورات لتشكيلها·
واستمرت الاشتباكات العنيفة في شارع محمد محمود المتفرع من ميدان التحرير والمؤدي الى مبنى وزارة الداخلية بين الشرطة التي تستخدم القنابل المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش والرصاص المطاطي والمتظاهرين المسلحين بالحجارة وزجاجات المولوتوف·
وقامت مجموعة من ائمة الازهر بمحاولة لعقد هدنه عصر أمس الا ان شهود عيان افادوا بأنّ الشرطة خرقتها·
وقال مساعد وزير الصحة هشام شيحة في تصريحات لوسائل الاعلام مساء أمس بأنّ عدد الضحايا ارتفع الى 35 قتيلا من بينهم 30 في القاهرة واثنان في الاسكندرية وواحد في الاسماعيلية وواحد في مرسى مطروح (شمال غرب)·
وأكد شيحة ان عدد الجرحى وصل الى 3 آلاف، موضحا ان <500 مصاب نقلوا الى المستشفيات ما بين الساعة الخامسة والسابعة مساء أمس >· وحمّل شيخ الازهر احمد الطيب الشرطة والجيش مسؤولية وقف العنف في ميدان التحرير، داعيا <قادة الشرطة المصرية> الى <اصدار اوامرهم بوقف توجيه السلاح> الى المتظاهرين ومطالبا الجيش <بالحيلولة دون اي مواجهة بين ابناء الشعب الواحد> ومحذرا من نتائح مريرة <للجميع·
وقال الطيب بأنّ الازهر <يصرخ بأعلى صوته مناشدا قادة الشرطة المصرية ان يصدروا اوامرهم فورا ودون ابطاء بوقف توجيه السلاح الى صدور اخوانهم المصريين مهما كانت الاسباب>·
وأضاف في بيان تحذيري اختتمه بعبارة: <اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد>، إن الازهر يدعو كذلك <القوات المسحلة للحيلولة دون اي مواجهة بين ابناء الشعب الواحد>·
وتابع: <يتوجه الازهر الشريف الى ابنائنا في ميدان التحرير وسائر ميادين مصر ان يحافظوا على الطابع السلمي لثورتهم مهما بذلوا من تضحيات ومهما واجهوا من صعوبات وان يحافظوا على الممتلكات العامة والخاصة لا يمسوها بسوء من قريب او بعيد>·
وقال: <يذكر الازهر الجميع بأن الحوار المضمخ بالدم حوار مشؤوم وثمرته مليئة بالمرارة في حلوق الجميع>·
من جانبه، ندّد محمد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشّح للانتخابات الرئاسية في مصر المقرّرة نهاية حزيران 2012 بـ<مجزرة> ارتكبت في ميدان التحرير بالقاهرة·
وقال البرادعي في رسالة نشرها على موقع <تويتر>: <إنّ قنابل غاز ورصاصا حيّا استعملت ضد المدنيين في ميدان التحرير، انها مجزرة>· واندلعت هذه الازمة السياسية الاعنف منذ سقوط مبارك قبل قرابة اسبوع من انتخابات مجلس الشعب التي يفترض ان تجرى مرحلتها الاولى الاثنين المقبل في القاهرة والفيوم وبورسعيد ودمياط والاسكندرية وكفر الشيخ واسيوط والاقصر والبحر الاحمر·
وكان رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي اعلن مساء الثلاثاء ان الانتخابات البرلمانية ستُجرى في موعدها وتعهد باجراء الانتخابات الرئاسية في موعد لا يتجاوز نهاية حزيران 2012·
حكومة جديدة
في غضون ذلك، بدأ المجلس العسكري المصري مناقشاته مع القوى السياسية والحزبية وائتلافات الثورة بشأن تشكيل حكومة إنقاذ وطني استجابة لمطالب المتظاهرين في ميدان <التحرير>·
وكشفت مصادر سياسية مطلعة عن أنّ أبرز الأسماء المطروحة والتي تتداولها مناقشات المجلس حاليا لتولي منصب رئيس الوزراء هي: حسام عيسى، ومنصور حسن وزير الاعلام الأسبق، وعبدالجليل مصطفى منسّق الجمعية الوطنية للتغيير، ومحمد البرادعي، وأكدت المصادر أن كفة حسام عيسى هي الأرجح لتشكيل الوزارة الجديدة·
ردود فعل
وأثارت الازمة المصرية ردود فعل دولية عدة·· ففي جنيف، طالبت مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي أمس السلطات المصرية بوقف <الاستخدام المفرط للقوة> ضد المتظاهرين المطالبين بتخلي الجيش عن الحكم وفتح <تحقيق محايد ومستقل> حول ملابسات سقوط قتلى في صفوفهم·
وقالت بيلاي بأنّ <بعض الصور الواردة من ميدان التحرير، بما فيها الضرب الوحشي للمحتجين بعد سقوطهم، تثير الصدمة الشديدة، فضلا عن التقارير الواردة عن اطلاق رصاص في الرأس على محتجين عزل>·
وأعرب الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي عن <بالغ قلقه> حيال الاعمال العنف الجارية في مصر، داعيا الى <الحفاظ على مكتسبات الثورة> واجراء الانتخابات والاستحقاقات في مواعيدها·
ودعت الحكومة الالمانية السلطات المصرية الى عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين الذين <يمكن تفهم تطلعاتهم من اجل انتقال سريع نحو حكومة مدنية>·
وأعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن قلقه البالغ من وقوع قتلى بين المحتجين في ميدان التحرير بالقاهرة وعن الانباء عن استخدام <انواع خطيرة من الغاز> ضد المتظاهرين·
وقال هيغ: <اشعر بالقلق البالغ من العنف غير المقبول وخسارة الارواح في ميدان التحرير في القاهرة وغيرها من انحاء مصر>·
من جانبه، أكد القاصد الرسولي في مصر المونسينيور مايكل فيتزجيرالد أن على الافرقاء الضالعين في الازمة المصرية <بذل قصارى جهدهم> لتامين حسن سير العملية الانتخابية·
وقال لوكالة ميسنا الدينية: <من دون تصويت ديموقراطي لن يتم سماع صوت الشعب· نعتقد انه من الملح ان تبذل مختلف القوى الموجودة من عسكريين ومتظاهرين من حركات واحزاب المعارضة، قصارى جهدها لتأمين حسن سير الانتخابات>·
استطلاع
الى ذلك، اظهر استطلاع للرأي اجرته جامعة ميريلاند الاميركية ان غالبية من المصريين (43%) تعتقد بأن الجيش <يعمل على تقويض او ضرب> مكتسبات الثورة·
واظهرت نتائج الاستطلاع السنوي الذي نشرته الجامعة أمس ان 21% فقط من المصريين الذين شملهم الاستطلاع يرون ان الجيش يدافع عن هذه المكتسبات·
كما اظهرت النتائج ان 32% من المصريين ينوون التصويت لصالح حزب اسلامي في الانتخابات المزمع انطلاقها في 28 تشرين الثاني مقابل 30% ينوون التصويت لحزب <ليبرالي> و11% ينوون التصويت لحزب <عروبي> في حين ينوي 10% من المستطلعين التصويت لحزب قومي· ودانت الولايات المتحدة الثلاثاء <الاستخدام المفرط للقوة> من جانب قوات الامن المصرية وطالبت الحكومة المصرية بحماية الحق في التظاهر·
(أ·ف·ب)
 
 
أحداث مصر ودلالاتها
رضوان السيّد...
 بدأت أحداث مصر الجارية بتظاهرة يوم الجمعة الماضي، وقد شارك فيها الإخوان المسلمون والسلفيون وحركة 6 إبريل، وبعض الأحزاب والحركات المدنية الأخرى· وما كان الإخوان شديدي الحماس وما شاركوا بكل قوتهم· أما الآخرون - بما في ذلك السلفيون - فما جمعوا ميدان التحرير على الأقل اكثر من عشرات الألوف، رغم أنهم سمّوها مليونية· إنما ليس هذا هو المهم، بل المهم اختلاف الشعارات المرفوعة، والتطور المفاجئ الذي آلت إليه الاحداث في الأيام الثلاثة التي أعقبت <مليونية> الجمعة· ففي يوم الجمعة رفع الاخوان شعار: إسقاط وثيقة علي السلمي الخاصة بالمبادئ ما فوق الدستورية أو المبادئ الأساسية الحاكمة للدستور! فقد اعتبروا أن في ذلك التفافاً على <سلطة الشعب>، أي انها تشكّل استباقاً لعمل لجنة المائة التي سوف تشكّل بعد الانتخابات لمجلسي الشعب والشورى لكتابة الدستور فالاستفتاء عليه
· ولسبب واضح هو تقدير الاخوان انهم سوف يحصلون على نسبة وازنة بل كبيرة في الانتخابات، فيستطيعون التحكم في كتابة الدستور، وتوزيع السلطات فيه· وقد خوّفوا النّاس من قبل بأن هناك مؤامرة للالتفاف على دور الاسلام في الدستور والدولة والمجتمع إن أثّر في كتابته المدنيون والعسكريون· ولأن رئاسة الجمهورية لن تكون من نصيبهم كما اعلنوا، فإن المقصود كان تقوية البرلمان وصلاحياته للتوازن مع رئاسة الجمهورية التي قدروا انها ستظل مع أحد رجالات الجيش حتى لو كان مدنياً· ولذا بحسب شعاراتهم يوم الجمعة، وقوة البرلمان المنتخب من الشعب، وقوة الإسلام في الدستور الذي سوف يكتبه ممثلو الشعب! لكن شعارات حركة 6 إبريل ويافطاتها، انصبت على إبعاد الجيش عن السياسة، وتنحية المجلس العسكري من السلطة في أمد أقصاه شهر نيسان المقبل، وتسليم السلطة لحكومة مدنية بصلاحيات قوية، لإجراء الانتخابات، وللسير في بقية خطوات المرحلة الانتقالية، وضاع السلفيون بين شعارات تطبيق الشريعة، وإبعاد العسكريين عن السلطة·
وانسحبت أكثر الحركات وأكبرها من ميدان التحرير مساء الجمعة، بينما أصر على الاعتصام المستمر بعض ذوي المطالب المسماة <فئوية> من مثل شهداء الثورة ومصابيها من أجل التعويض عليهم وتطبيبهم، وتسريع المحاكمات لأركان النظام السابق· ومنذ ليل الجمعة وعلى مدى الأيام الثلاثة اللاحقة، أصرّت قوات الشرطة والأمن المركزي على فضّ الاعتصام بالحسنى وبالقوة· وقد رد المعتصمون، والذين عادوا إلى الميدان يوم السبت على استمرار الاعتصام، واستنكروا استخدام القوة لفض جموع المحتشدين التي عادت للتزايد· ومع نقل وسائل الإعلام لصور الاشتباكات وبدء سقوط القتلى، هوجمت وزارة الداخلية بالقاهرة، كما هوجمت مراكز أمنية بالاسكندرية والسويس، وقد أعلنت 26 حركة سياسية عن نيتها التجمع بميدان التحرير يوم الثلاثاء إنما بشعارين جديدين: إسقاط حكومة عصام شرف لصالح حكومة إنقاذ وطني بصلاحيات حقيقية، وتنحي المجلس العسكري عن المشهد السياسي في أقرب وقت!·
لقد بلغ عدد القتلى ثلاثة وثلاثين إضافة لأكثر من ألف من الجرحى والمصابين· ويكاد <المدنيون> الذين سقط منهم القتلى، أن ينفردوا بالميدان وفيه، من دون الإخوان· وهكذا ظهر معنى جديد للتظاهر والاعتصام: لا يريد المدنيون الذين أطلقوا الثورة أن يتقاسم السلطة:
الجيش والإخوان· ففي الانتخابات القريبة جداً لن يحصلوا على الكثير، ويصبح الجيش وارثاً للحزب الوطني السابق المنحل، كما يصبح الإخوان هم الكفة الأخرى· ولذا فهم يريدون توسيع المساحة من طريق أخذ حصة الحزب الوطني (المدني) باعتبار أنهم هم الذين أسقطوه، فينحسر الدور السياسي للجيش بذلك لصالحهم، أو هكذا يقدرون· ثم إنهم يأملون أن يكون رئيس الجمهورية المقبل مدنياً حقيقياً وليس تابعاً للجيش· فهل ينجحون في ذلك من خلال الضغط بمليونيتهم يوم أمس؟ قد ينجحون في ذلك جزئياً إذا انتزعوا مسألة تشكيل حكومة جديدة يترأسها <مدني> قوي· إنما معنى ذلك إن تم، قد يكون تأجيل الانتخابات، وإجراء ترتيبات أخرى، مثل حرمان أتباع الحزب الوطني من الترشح من خلال قانون العزل السياسي، والإلحاح على المجلس العسكري أن يُحدّد موعداً لمغادرة السلطة· لقد عاد المشهد المصري إلى الانفتاح الثوري، ومن المؤسف أن يخالط ذلك الانفتاح عنف عنيف·
 
 
 
 

المصدر: جريدة اللواء

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,953,564

عدد الزوار: 7,049,310

المتواجدون الآن: 74