السوريون في يوم الطفل العالمي: العالم يحتفل بأطفاله والنظام يقتل أطفالنا.... لجان التنسيق المحلية توثق أسماء 280 طفلا قضوا ..ناشطون: قوات الأمن السورية تقتل المصور فرزات جربان وتقتلع عينيه... 4 قتلى خلال عمليات عسكرية وأمنية في سوريا

أنقرة: خطط لإقامة منطقة حظر طيران أو أخرى عازلة...المعلم: البروتوكول العربي يخرق السيادة السورية.. المجلس الوطني السوري يعلن عن برنامجه

تاريخ الإضافة الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2011 - 4:53 ص    عدد الزيارات 2866    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

المعلم: البروتوكول العربي يخرق السيادة السورية.. وأطراف تريد الوصول إلى مجلس الأمن... وزير الخارجية السوري: تعودنا على
الضغوط الخارجية.. فهذا الخد تعود على اللطم

لندن: «الشرق الأوسط» .. قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم «إذا فرض القتال علينا فسنقاتل»، مؤكدا استعداد بلاده «لمواجهة كافة الخيارات» لافتا إلى أن برتوكول الجامعة العربية حول إرسال مراقبين إلى المدن السورية لمراقبة الأوضاع على الأرض يتضمن «بنودا تعكس مواقف غير متوازنة»، وفي ما يخص التعديلات التي طلبتها سوريا على البروتوكول، قال إنها «تنطلق من الحرص على السيادة الوطنية ودور الدولة في حماية أمن مواطنيها» لأن البرتوكول فيه نقاط «تتجاهل دور الدولة السورية وهي المسؤول عن أمن البعثة».
الوزير المعلم وفي مؤتمر صحافي عقد أمس لتوضيح الموقف السوري الرسمي حيال مشروع البرتوكول العربي وإرسال فريق مراقبين إلى سوريا، أكد على أن مشروع البروتوكول «يتضمن بنودا تعكس مواقف غير متوازنة اتخذتها دول أعضاء في الجامعة وفي اللجنة الوزارية المعنية منذ بداية الأزمة في سوريا» وأن سوريا تعاملت «بروح إيجابية حرصا على استمرار العمل ضمن إطار الجامعة العربية».
لافتا إلى أن «البروتوكول في العرف الدولي يأتي نتيجة حوار بين طرفين وليس إملاء من طرف على آخر، لا سيما أن مشروع البروتوكول يتضمن منح البعثة صلاحيات فضفاضة يصل بعضها حد التعجيز وخرق السيادة الوطنية». دون أن يوضح البنود التي طلبت سوريا تعديلها، لكنه أشار إلى أن بعضها يتعلق بتجاهل بنود البروتوكول والتنسيق مع الجانب السوري، وقال: «أريد أن يكون الأمر واضحا لنا لكي يتم على ضوئه اتخاذ القرار المناسب. الوضع لا يحتمل التسرع ولا يحتمل رد الفعل؛ بل يحتاج إلى دراسة عقلانية متأنية لأن التحليل المنطقي يقول إن هناك أطرافا عربية تريد الوصول إلى مجلس الأمن عبر الجامعة».
وكشف الوزير السوري أن «الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أبلغت سوريا أنها لا تملك صلاحية الاستجابة للتعديلات التي قدمتها سوريا على مشروع البروتوكول وأن الأمين العام للجامعة نبيل العربي أجرى اتصالات تشاورية مع اللجنة الوزارية وتم التوصل إلى أن مهمة العربي محصورة في تلقي استفسارات مع سوريا وليس إجراء مفاوضات»، مؤكدا أن الاستفسارات السورية «تنطلق من الحرص على السيادة الوطنية ودور الدولة في حماية أمن مواطنيها، وأن البرتوكول فيه نقاط تتجاهل دور الدولة السورية وهي المسؤول عن أمن البعثة»، مشددا على أن سوريا «لم تحد من إمكانية تحرك اللجنة في أي مكان في سوريا»، وقال: «كل ما طلبناه أنها عندما تريد أن تحدد المكان الفلاني للتوجه إليه أن تعلم الجانب السوري بهذه الحركة لتأمين الحماية لها.. عليهم أن يشاهدوا القتل والذبح والإجرام الذي يرتكب بحق المواطنين والجنود وقوات حفظ النظام».
وبشأن انتهاء المدة المحددة من قبل المجلس الوزاري، أوضح: «نحن في سوريا وفي موضوع هام كهذا لا نعتبر أن المدة هي الأساس بل نعتبر أن المضمون والوصول إلى اتفاق مع الجامعة هو الأساس.. لنضع المدة جانبا إذا كانت النوايا سليمة» واستغرب المعلم تعجل الجامعة العربية وقال: «لا أعرف لماذا هم مستعجلون».
من جانب آخر، استبعد المعلم حدوث حرب أهلية في سوريا واتهم أطرافا دولية بالدفع نحو حرب أهلية في سوريا، من خلال تحذيرهم منها، وقال: «من يقرأ بدقة تصريح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها التركي أحمد داود أوغلو وآخرين يشعر بأنهم يدفعون الأمور بهذا التوجه عندما تقول كلينتون إن المعارضة مسلحة جيدا وممولة جيدا.. هم يتمنون حدوث ذلك».
وحول التعويل على الدور الروسي، قال: «شعبنا قادر على الدفاع عن الوطن، ثانيا توجد معاهدة قديمة بين سوريا والاتحاد السوفياتي سابقا، على أساسها هناك حوض لإصلاح السفن في ميناء طرطوس في حال تعطلت إحدى السفن تستطيع أن تدخل هذا الشط لإصلاحها.. كنا على تنسيق متواصل مع الروس في كل خطوة نخطوها»، وأضاف: «نحن لسنا في حالة حرب ولا في حالة حرب أهلية، نحن عمليا في مواجهة جماعات مسلحة تعتدي على المواطنين وعلى قوات حفظ النظام والجيش، وهذا ما يجري في سوريا، ولم نصل إطلاقا إلى مرحلة الحرب الأهلية لأن ثقتي كبيرة بوعي شعبنا وتلاحمه ووحدته الوطنية، ولا داعي للقلق من هذه المواضيع إطلاقا.. قد تظهر صورة هنا أو هناك، ولكن إطلاقا لن تحدث حرب أهلية».
وفي رده على سؤال يتعلق بتصريحات الرئيس بشار الأسد عن تعرض سوريا للضغوط، قال: «القرار ينطلق في القيادة من نبض الشارع، وهذا شيء أساسي في سوريا، وشاهدتم كيف يخرج شعبنا إلى الساحات رافضا التدخل الخارجي وقرارات الجامعة، ولذلك إذا فرض علينا هذا القتال فسنقاتل، وسنسعى كي لا يفرض علينا، ونأمل أن لا يفرض علينا، لأن المشكلة في سوريا لا يحلها سوى السوريين بأنفسهم».
وحول ازدياد الضغوط العربية والإسلامية، قال: «لو أن الضغوط عربية وإسلامية، كان الوضع مختلفا»، معتبرا الضغوط التي تتعرض لها سوريا «استمرارا لسلسلة ضغوط نتعرض لها منذ بداية الأزمة في سوريا من قبل دول مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والآن أضيفت الدول العربية» ورأى في هذا ما «يعطي بالمقابل قيمة حقيقية لمدى صمود الشعب السوري، أما الضغوط الخارجية، فهذا تعودنا عليه»، مستشهدا بالمثل الشعبي الدمشقي: «هذا الخد تعود على اللطم».
وحول دعوة الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري للعاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من أجل التدخل لحل الأزمة في سوريا، التي سبق أن نفى المعلم علمه بها في مؤتمر صحافي عقده الأسبوع الماضي، قال المعلم: «لم أستوضح الأمر، لأنني أعتقد أنه لو أرادت المملكة العربية السعودية أن تلعب دورا لما انتظرت أن يقال لها العبي هذا الدور. وما زلت أنتظر دورا إيجابيا».
وبشأن الحوار الوطني، أشار المعلم إلى أن «هناك جهودا تبذل من أجل الحوار، وهناك عدة معارضات وآراء بعضها يريد الحوار، وبعضها لا يقبل به، ومع ذلك، أرى الحوار ضرورة مهمة لرسم مستقبل سوريا بأسلوب تشاركي»، مؤكدا أن هناك طرفا ثالثا بين النظام والمعارضة، وهو الشعب السوري ويجب أن يمثل.
المعلم ينفي استهداف مقر البعث بدمشق.. ويأمر صحافية بـ«الصمت» بعد أن أكدت الهجوم.. المبنى على بعد كيلومترات من القصر
الرئاسي.. واستهدافه يحمل رسالة قوية للنظام

لندن: «الشرق الأوسط»
.. أحرج صحافيون وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال مؤتمر صحافي عقده يوم أمس، فبينما نفى الوزير المعلم الأنباء التي بثتها بعض وسائل الإعلام العربية عن تعرض مقر حزب البعث (الحزب الحاكم) في حي المزرعة وسط العاصمة دمشق إلى هجمات مسلحة فجر أمس، وقال إن تلك الأنباء عارية عن الصحة ولم يحصل هذا، قاطعته الصحافية التي سألته حول الموقف السوري من التصعيد الأمني الذي وصل إلى وسط العاصمة دمشق بالقول: «بيتي قريب من المقر الحزبي وكانت هناك قنابل صوتية دون أن تحدث أي أضرار مادية أو بشرية». وانبرت صحافية أخرى رافعة صوتها بالقول: «حصل الهجوم الساعة الثانية فجرا واقتصرت الخسائر على تحطم بعض النوافذ». فسارع الوزير المعلم إلى إسكات الصحافية بمناداتها باسمها أن «اصمتي».
وسمع السكان في حي المزرعة فجر أمس صوت انفجارات وغالبا هي أصوات قنابل صوتية، وإطلاق رصاص عند الساعة الثانية من فجر أمس، وقال ناشطون إن الجيش السوري الحر نفذ عملية هجومية على مقر حزب البعث، وسط العاصمة، والذي تأتي أهميته من حيث موقعه القريب من مقر أمني، وعلى بعد كيلومترات قليلة من القصر الرئاسي في منطقة المهاجرين، ووصول الهجمات إليه يحمل رسالة قوية للأجهزة الأمنية التي تحتل كل شوارع العاصمة وتفرض عليها سيطرة شديدة. ويشار إلى أن هذه المنطقة شهدت خلال الأسبوعين الأخيرين مظاهرات يوم الجمعة انطلقت من جامع الإيمان أحد أكبر المساجد في حي المزرعة، وكانت مظاهرات طيارة، أي سريعة جدا، وتبعتها حملة اعتقالات واسعة.
وبحسب ناشطين، فإن اشتباكات جرت فجر أمس داخل مبنى مقر الحزب، بين جنود منشقين وعناصر الأمن الموجودين في المقر، وسمع السكان أصوات تفجيرات وإطلاق رصاص، إلا أن التلفزيون الرسمي نفى الخبر وعرض صورا بعيدة للمبنى من الخارج ويظهر فيها أنه سليم تماما، ولم تظهر صور من مسافة قريبة أو من الداخل.
ومن جانبه نفى الرائد ماهر النعيمي، المتحدث باسم المجلس العسكري المؤقت في تصريح لقناة «العربية»، استهداف مقر حزب البعث من قبل الجيش السوري الحر وقال «حين نستهدف أي منشأة سنخرج على العلن ولن نقف خلف صفحات الإنترنت»، موضحا أن «المنشآت هي ملك للشعب ولن نستهدفها ولو قررنا استهداف أي هدف سيكون القصر الجمهوري»، لافتا إلى أنه لا يوجد لدى المجلس العسكري المؤقت «وسائل التكنولوجيا الحديثة لكي نطلع الناس على أخباره أولا بأول»، وأكد وجود عناصر من ميليشيات مقتدى الصدر في حمص وجبل الزاوية وقال إنهم سيبثون صورا لهم قريبا وتوعد بتصفيتهم.
وكان ناشطون قد قالوا الأسبوع الماضي إنهم علموا بدخول نحو مائة عنصر من ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين العراقي مقتدى الصدر إلى الأراضي السورية، فيما أكدت مصادر محلية في حمص رؤيتها عناصر غريبة يربطون شرائط ملونة حول رؤوسهم بين القوات السورية وهم ينفذون عمليات هناك.
وفي سياق العمليات التي يقوم بها ما يسمى «الجيش السوري الحر» بقيادة العقيد رياض الأسعد أصدرت «كتيبة أبو عبيدة بن الجراح»، بيانا قالت فيه إنها اشتبكت مع قوات الأمن الموجودة على جسر مسرابا في منطقة حرستا في ريف دمشق ردا على قيامهم بمهاجمة المتظاهرين، وقالت الكتيبة إنها تصدت لهم «وتم قتل 20 عنصرا من الأمن والشبيحة كما وقع عدد من الجرحى بين صفوفهم».
وزير النفط السوري: أزمة المازوت سببها التهريب إلى لبنان وتركيا
الإثنين, 21 نوفمبر 2011
دمشق - نورالدين الأعثر..(جريدة الحياة)

أعلن وزير النفط السوري سفيان العلاو ان المازوت المستخدم في التدفئة متوافر في السوق المحلية وبكميات اكبر من العام الماضي، وعزا سبب الأزمة التي تواجهها البلاد في هذا الصدد الى التخزين غير المبرر من قبل البعض والى التهريب خارج الحدود، خصوصاً الى تركيا ولبنان. وتشهد المدن السورية نقصاً خانقاً في الغاز والمازوت بدأ مع بداية فصل الشتاء إذ يضطر البعض الى قضاء ساعات كبيرة في طوابير امام محطات الوقود ومراكز التوزيع لتأمين حاجته من هاتين المادتين.

وطالب العديد من المواطنين بتشديد الرقابة على محطات التوزيع بعد ان اتهموا أصحابها بتخزين المازوت وبيعه بأسعار عالية، بعيداً من عيون الرقابة. ويبلغ السعر الرسمي لليتر المازوت نحو 15 ليرة سورية (0.3 دولار) ويباع في السوق السوداء بأكثر من 20 ليرة، وهو غير متوافر. ويبلغ السعر الرسمي لقارورة الغاز نحو 250 ليرة، في حين وصل سعرها في بعض المحافظات الى الف ليرة.

وقدر العلاو استهلاك البلاد من المازوت هذه السنة بنحو 7.4 بليون ليتر، بزيادة مقدارها 12 في المئة عن العام الماضي. وأوضح في تصريحات للتلفزيون السوري الحكومي ان 4.4 بليون ليتر تؤمَّن من المصافي المحلية، والباقي يستورد عبر عقود مضمونة قيمتها نحو ثلاثة بلايين دولار. وعزا سبب ازمة الغاز التي شهدتها العاصمة دمشق خلال الأسبوعين الماضيين الى صعوبة نقل كميات الغاز السائل من بانياس على الساحل السوري إلى دمشق «بسبب الأعمال الإرهابية في محافظة حمص»، لافتاً الى تحريك القطار الذي ينقل نحو 70 في المئة من احتياجات دمشق من الغاز قبل يومين.

وأكد أن خط نقل المازوت والبنزين الواصل من محافظة حمص إلى محافظة حلب توقف بداية تشرين الاول (أكتوبر) الماضي «نظراً إلى الأعمال التخريبية التي طاولته من مجموعات إرهابية أحدثت فيه 283 ثقباً في محافظة إدلب (شمال البلاد) وأكثر من مئة ثقب في محافظة حماة وسط البلاد. وأوضح العلاو أن مصفاتي النفط في حمص وبانياس تكرران 65 في المئة من النفط الخام، يصدر 35 في المئة منه إلى الخارج، لاستيراد البديل من المشتقات النفطية، لافتاً إلى أن الحظر المفروض على سورية هو على تصدير النفط الخام وليس الاستيراد، علماً انه جرى تحميل أول باخرة ستغادر البلاد اليوم أو غداً للتصدير الخارجي.

يذكر أن الحكومة السورية تدعم المشتقات النفطية بنحو أربعة بلايين دولار سنوياً. وقال العلاو في وقت سابق لـ «الحياة» إن بلاده خفّضت إنتاجها النفطي من 380 ألف برميل يومياً إلى ما بين 250 و270 ألف برميل يومياً، بنسبة تراوحت بين 20 و25 في المئة بسبب العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على صادرات النفط السورية والاستثمار في هذا القطاع.

وتشير الأرقام إلى أن إنتاج سورية قبل فرض العقوبات عليها كان بحدود 386 ألف برميل يومياً، تنتج «الشركة السورية للنفط» نحو 200 الف برميل والباقي تنتجه شركات أجنبية وسورية مشتركة. ويستهلك ما بين 120 ألف برميل و150 الف محلياً، في حين يصدر الباقي. إلى ذلك، اعلن وزير الكهرباء عماد خميس ان نسبة الزيادة في الطلب على الطاقة هذه السنة بلغت رقماً قياسياً مقارنة بالعام الماضي، إذ ارتفعت 40 في المئة إلى 158 مليون كيلوواط - ساعة يومياً.

 
معتصمون سوريون أمام الجامعة العربية: موالون للنظام هاجمونا مستغلين انشغال الأمن بأحداث ميدان التحرير... اشتباكات بين
موالين ومعارضين للأسد في مطار القاهرة

القاهرة - لندن: «الشرق الأوسط».. دارت اشتباكات، أمس، أمام مقر الجامعة العربية في القاهرة بين متظاهرين مؤيدين للنظام السوري وآخرين معارضين له يساندهم متظاهرون مصريون من معتصمي ميدان التحرير.
وأكد متظاهرون معارضون أن متظاهرين مؤيدين لنظام الرئيس بشار الأسد على رأسهم الفنان السوري زهير عبد الكريم والملحق الثقافي السوري في القاهرة عبد الكريم خوندة هاجموا الخيمة، حيث يعتصم المتظاهرون المعارضون للنظام السوري أمام مقر الجامعة العربية، لغرض إخلائهم من أمام مقر الجامعة وحرق خيمتهم.
وقال الناشط السياسي مؤمن كوفيتلية رئيس اللجنة الإعلامية التنسيقية للمعارضة السورية بالقاهرة «اليوم جاء إلى مقر اعتصامنا ما يقارب الـ150 شخصا من شبيحة ومؤيدي النظام السوري الذين وصلوا إلى القاهرة قبل أيام من أجل اقتلاع اعتصامنا أمام مقر الأمانة العامة للجامعة العربية باعتبارها وسيلة ضغط على الدول العربية من أجل وقف النزيف السوري واقتلاع هذه الخيمة التي هي خيمة الوطن».
وأضاف أن مؤيدي الأسد «جاءوا إلى هنا مستغلين غياب الأمن من ميدان التحرير نتيجة الاعتصامات المصرية وهم يرفعون صورة بشار الأسد ويتلفظون بألفاظ نابية وشتائم علينا وقد اعتدوا علينا ونحن قلة قليلة وهم كثيرون وقد دافع عنا الإخوة المصريون المعتصمون في الميدان وضربوهم ضربا مبرحا وأعادوهم إلى مقر السفارة السورية»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتابع «إننا في المعارضة السورية قد حذرنا من دخول الشبيحة إلى مصر لإجهاض تحركنا في الجامعة العربية وهم قادمون بصفات وشخصيات متعددة من أجل استفزازنا ونحن هنا لا نمثل حزبا معينا وليست لدينا شعارات محددة، كلنا نمثل سوريا فقط».
من ناحية أخرى، تسلم الأمين العام للجامعة نبيل العربي أمس خطابا خطيا من الهيئة العامة للثورة السورية يطالب الجامعة بإقامة منطقة عازلة على الحدود بين سوريا وتركيا.
وقال محمد عز الدين عضو الهيئة الذي سلم الخطاب، إن «الخطاب باسم مجلس قيادة الثورة في محافظة إدلب (شمال) يطالب الجامعة بإقامة منطقة عازلة على الحدود الشمالية مع تركيا لضمان عودة اللاجئين ولإقامة منطقة أمنة للجيش السوري المنشق على نظام الأسد وتأمين منطقة ومكان للضباط المنشقين على النظام لممارسة عملهم على الأرض». وأوضح عز الدين، أن «المطلوب من الجامعة الآن سرعة التدخل لوقف المجازر عن طريق تجميد عضوية سوريا وتحويل الملف إلى مجلس الأمن الدولي والاعتراف بالمجلس الوطني كممثل للشعب السوري في الجامعة».
من جهة أخرى، أوضح عز الدين أنه شارك في اجتماعات المعارضة التي تعقد في القاهرة كممثل للهيئة العامة للثورة السورية وقال إن جميع المشاركين في الاجتماعات يؤيدون حماية المدنيين وفرض منطقة حظر جوي باستثناء هيئة التنسيق الوطنية، متهما إياها بأنها «مقربة من النظام».
وأوضح أن الجامعة العربية «طلبت من المعارضة عقد اجتماعات معها في مقر الجامعة وتم ترشيح الأسماء التي ستشارك في الاجتماعات وننتظر تحديد موعد الاجتماعات من قبل الجامعة».
إلى ذلك، نجح أمن مطار القاهرة في ساعة مبكرة من صباح أمس في احتواء مشادة بين مؤيدين ومعارضين للرئيس السوري بشار الأسد. وبدأت المشادة عندما تعالت هتافات المؤيدين ثم اعترضهم المعارضون أمام صالة الوصول.
وأوضحت مصادر مسؤولة بالمطار أنه أثناء وصول الطائرة السورية القادمة من دمشق تبين وجود نحو 50 سوريا يحملون أعلام وصور الرئيس السوري لعمل وقفة أمام مقر الجامعة العربية لتأييد الرئيس السوري، وأثناء خروجهم من صالة الوصول قاموا بالهتاف تأييدا للأسد ورفعوا الصور والأعلام السورية إلا أن بعض المعارضين الموجودين لاستقبال ذويهم القادمين على نفس الطائرة اعترضوهم واتهموهم بالخيانة والعمالة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وتم تشديد الإجراءات الأمنية حولهم لمنع حدوث اشتباكات وجرى تأمين خروج كل مجموعة بعيدا عن الأخرى حتى لا يحدث احتكاك بينهم في حرم المطار.
تأكيدا لما انفردت به «الشرق الأوسط» .. الجامعة العربية للأسد: مهمتنا تفسير وثيقة حقن الدماء لا تعديلها

وزراء الخارجية العرب يستأنفون اجتماعهم الخميس في القاهرة لبحث الخطوات التالية بعد رفض التعديلات السورية

القاهرة: سوسن أبو حسين.. تأكيدا لما انفردت به «الشرق الأوسط» أمس، أعلنت جامعة الدول العربية أمس رفضها القاطع لمقترحات النظام السوري بإدخال تعديلات على وثيقة بروتوكول المركز القانوني لمهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا، التي ترمي لحقن الدماء، بعد أن أقرها وزراء الخارجية العرب أخيرا.
وقالت الجامعة في رسالة لوزير الخارجية السوري وليد المعلم إن مهمتها «تفسير الوثيقة لا تعديلها». وانفردت «الشرق الأوسط» في عددها أمس بنشر تفاصيل الرسالة التي بعث بها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، التي أعلن فيها رفض مقترحات دمشق على وثيقة المراقبين معتبرا أن أغلب التعديلات تتعارض مع روح المهام التي حددت للبعثة، كما دعا العربي دمشق إلى تفويض من تراه مناسبا للتوقيع على نص البرتوكول المشار إليه.
وأصدرت الأمانة العامة للجامعة بيانا بشأن مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا صباح أمس أقرت فيه بأنها أبلغت سوريا يوم 19 – 11 - 2011 برد الأمين العام على رسالة المعلم التي تضمنت اقتراح عدد من التعديلات والإضافات على وثيقة بروتوكول المركز القانوني لمهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا، وهي الوثيقة التي وافق عليها بالإجماع وزراء الخارجية العرب المشاركون في اجتماعهم بالرباط بتاريخ 16 من الشهر الحالي.
وقالت مصادر الجامعة إن رد الأمين العام على الجانب السوري جاء نتيجة للمشاورات التي أجراها مع رئيس وأعضاء اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية، ومع عدد من وزراء الخارجية العرب، «حيث استقر الرأي على أن التعديلات والإضافات التي اقترح الجانب السوري إدخالها على وثيقة البروتوكول تمس جوهر الوثيقة وتغير جذريا طبيعة مهمة البعثة المحددة بالتحقق من تنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة السورية وتوفير الحماية للمدنيين السوريين».
وكان المجلس الوزاري قد قرر تكليف الأمين العام بإجراء الاتصالات مع الحكومة السورية للتوقيع على بروتوكول مهمة بعثة الجامعة في أجل لا يتجاوز ثلاثة أيام من تاريخ صدور قرار مجلس الجامعة.. «وفي هذا الإطار، فإن مهمة الأمين العام ليس منوطا بها التفاوض مع الحكومة السورية لتغيير مهمة البعثة وطبيعة عملها».
وقالت المصادر إن الجامعة العربية التي تتمسك بمعالجة الأزمة السورية في الإطار العربي، من خلال العمل على وضع حد لاستمرار العنف والقتل، والاستجابة لتطلعات الشعب السوري في التغييرات والإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المنشودة، تؤكد مرة أخرى على ضرورة اتخاذ الإجراءات الفورية لحقن دماء الشعب السوري، وضمان أمن سورية ووحدتها وسيادتها وتجنيبها التدخلات الخارجية.
ونصت الرسالة التي بعثت بها الجامعة للمعلم، كما حصلت عليها «الشرق الأوسط» على ما يلي: «بالإشارة إلى رسالتكم ونتيجة المشاورات مع رئاسة الدورة الحالية وأعضاء اللجنة ومع أغلب وزراء الخارجية العرب الآخرين للنظر في كيفية التعديلات والمقترحات التي قدمتها سوريا للجامعة، استقر الرأي على أن مهمة الأمين العام هي الرد على الاستفسارات الواردة من الجانب السوري وليس إدخال تعديلات أو إضافات عليها، كما أود التأكيد أن أغلب التعديلات الواردة تتعارض مع أغلب المهام التي حددها المجلس للبعثة، وبالتالي ليس للأمانة العامة صلاحية الاستجابة للتعديلات المطلوبة. وأخيرا نرجو من الخارجية السورية تفويض من تراه مناسبا للتوقيع على نص البرتوكول».
وعلمت «الشرق الأوسط» أيضا أن الجامعة أرسلت هذه الرسالة لوليد المعلم مساء أول من أمس، وقد رد عليها المعلم بالرفض في مؤتمر صحافي عقده بدمشق، في حين أعلن نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي أن مجلس جامعة الدول العربية غير العادي على مستوى وزراء الخارجية سيستأنف اجتماعه يوم الخميس المقبل في القاهرة برئاسة دولة قطر من أجل بحث الخطوات التالية بعد رفض الجامعة العربية التعديلات السورية. وقال بن حلي في تصريح له أمس إن اللجنة المعنية بسورية برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني التي تضم في عضويتها وزراء خارجية مصر وسلطنة عمان والسودان والجزائر والأمين العام للجامعة ستعقد اجتماعا يوم الأربعاء المقبل للتحضير للاجتماع الوزاري.
وكانت سوريا قد طالبت في تعديلاتها بـ«عربنة» المراقبين، أي اقتصارهم على العرب فقط، ودعت إلى إبعاد تركيا عن المهمة.
من جانبها، قالت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» المصرية إن مصادر عربية مسؤولة كشفت عن أن التعديلات التي أراد الجانب السوري إدخالها على البروتوكول المتعلق بمهمة بعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا تضمنت 15 تعديلا وإضافة مادتين جديدتين، مشيرة إلى أن المادتين اللتين أراد الجانب السوري إدخالهما على البروتوكول تنص الأولى منهما على «أن تحدد مدة هذا البروتوكول بشهرين اعتبارا من تاريخ توقيعه قابلة للتمديد بموافقة الطرفين»، فيما تنص الثانية على «أن لا تتحمل الحكومة السورية أية نفقات مالية عن قيام البعثة بأداء مهامها في سوريا».
وأوضحت المصادر أن معظم التعديلات دارت حول عنوان البروتوكول واستبدال بعض الفقرات بفقرات أخرى وشطب بعض الفقرات من عدد من المواد، مشيرة إلى أن الحكومة السورية أكدت في نهاية رسالتها التي وجهها وزير الخارجية السوري إلى العربي على حرصها على العمل العربي المشترك.
من جانب آخر، قالت مصادر أخرى منحازة لوجهة النظر السورية لـ«الشرق الأوسط» إنها كانت تتوقع رفض الجامعة العربية للتعديل السوري على الوثيقة، «نتيجة للنية المبيتة للتصعيد ضد سوريا»، وقالت المصادر إن نص البرتوكول «تعجيزي ولا يمكن لدولة ذات سيادة أن تقبل به بما في ذلك الدول التي قامت بصياغته حتى ولو كانت تحت الاحتلال».
وأضافت هذه المصادر أن رد الجامعة «يؤكد وبشكل جلي وواضح أن هناك أطرافا عربية لا ترغب في أن يكون الحل عربيا، وتسعى باتجاه التدويل ووضع سوريا على المحك أو التدخل الخارجي».
 
المجلس الوطني السوري يعلن عن برنامجه... إدلبي لـ«الشرق الأوسط»: الهيئة العامة ستجتمع قريبا للتصديق عليه

بيروت: بولا أسطيح ... أعلن المجلس الوطني السوري مشروع برنامجه السياسي الذي يشمل آلية إسقاط النظام السوري ورؤيته للمرحلة الانتقالية و«لسوريا الجديدة» مشددا على ضرورة «الحفاظ على الثورة السلمية الشعبية وحمايتها وتطويرها»، ولافتا إلى أنّه سيتولى مع المؤسسة العسكرية «تسيير المرحلة الانتقالية لضمان وحدة وأمن البلاد ولتشكيل حكومة انتقالية».
وشدّد عضو المجلس الوطني عمر ادلبي على أن «هذا البرنامج يبقى حاليا مشروعا بانتظار التصديق عليه من قبل الهيئة العامة للمجلس التي كشف أنّها ستجتمع قريبا لهذا الغرض»، شارحا أن «التطورات الحاصلة دفعت بالمجلس لإصدار هذا البرنامج وبسرعة لمواكبة استعدادات الأطراف الدولية والعربية للتلاقي مع المجلس الوطني على رؤية سياسية محددة للمرحلة الانتقالية ولسوريا الجديدة».
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، كشف ادلبي أنّه «تم إطلاع كل الجهات ذات الصلة بالملف السوري عليه»، موضحا أن «مضمون هذا المشروع صيغ بطريقة ترضي كل مكونات المعارضة السورية للتوصل لتفاهمات موحدة وليكون مظلة وبرنامج عمل للمرحلة المقبلة».
وعن الجديد الذي حمله المشروع، قال ادلبي: «البرنامج حمل رؤية سياسية واضحة ومفصلة لسوريا الجديدة كما تناول المبادئ العامة ونقاطا تم لوم المعارضة في وقت سابق لأنّها قفزت فوقها». وأضاف: «الأهم أنّه تم توصيف الدولة السورية الجديدة على أنها دولة ديمقراطية مدنية ذات نظام تعددي جمهوري برلماني».
وفي التفاصيل، شرح ادلبي أنّه «تم مثلا التطرق لمبدأ توزيع الثروة الوطنية، إذ إن الثورة السورية قامت وبشكل أساسي كرد فعل على حالة الفساد واللاعدالة في توزيع الثروة». وقال: «كما تم التأكيد في البرنامج على حقوق الأقليات من أكراد وسريان وغيرهما، وتم التطرق لموقع سوريا وموقعها في القضايا الوطنية والقومية والتشديد على أنّها ستكون عامل استقرار حقيقي في محيطها».
وذكّر ادلبي بأن «البرنامج عالج الملفات بشكل عام ولم يدخل في التفاصيل»، موضحا أنّه سيكون «هناك برنامج مفصّل في المرحلة المقبلة».
وفي بيان وزّعه المجلس الوطني لمشروع برنامجه السياسي، وصف نفسه بأنّه «مؤسسة سياسية اعتبارية تمثل معظم القوى السياسية السورية المعارضة للنظام وقوى الحراك الثوري ويعمل كمظلة وطنية عامة مؤقتة تعبر عن إرادة الشعب في الثورة والتغيير، وتسعى إلى بناء دولة ديمقراطية مدنية تعددية عن طريق خطوات عدة على رأسها إسقاط النظام القائم بكل رموزه».
وفي آليات عمله، شدد المجلس على ضرورة «الحفاظ على الثورة السلمية الشعبية وحمايتها وتطويرها»، كما أكد أنه يسعى إلى «توحيد جهود الحراك الثوري والمعارضة السياسية»، مشددا على أن سوريا «الجديدة» ستكون «دولة ديمقراطية مدنية تعددية نظامها جمهوري برلماني، السيادة فيها للشعب، وتقوم على مبدأ المواطنة المتساوية وفصل السلطات وتداول السلطة وسيادة القانون وحماية الأقليات وضمان حقوقهم».
أبرز نقاط برنامج إسقاط الأسد 1. يهدف المجلس إلى بناء دولة ديمقراطية مدنية تعددية وذلك عن طريق:
• إسقاط النظام القائم بكل رموزه.
• الحفاظ على الثورة السلمية الشعبية وحمايتها وتطويرها.
• توحيد جهود الحراك الثوري والمعارضة السياسية.
• كسب الرأي العام العربي والدولي على المستويين الشعبي والرسمي.
• تركيز الجهد على دعم الثورة السلمية واستمرارها وتصعيدها باتجاه العصيان المدني.
• العمل على تعبئة المجتمعين العربي والدولي لتعزيز الضغط على النظام بشتى أنواعه.
• تنويع وسائل الحراك الثوري من المظاهرات إلى الإضرابات وصولا إلى العصيان المدني.
• العمل على تأمين الحماية الدولية للمدنيين ودعم آليات عربية ودولية مشتركة لتحقيقها وتأمين تنفيذها من خلال المؤسسات الأممية في أسرع وقت.
• التواصل مع التشكيلات المشاركة في الثورة كافة وتعبئة الحراك الشعبي، وضمها إلى إطار المجلس بكل الأشكال الممكنة.
• تعزيز التواصل وتشجيع المبادرات ونشاط الفئات المهنية ورجال الأعمال والمثقفين وغيرهم.
• الحفاظ على الإيجابية والمرونة مع كل القوى السياسية المعارضة الموجودة خارج المجلس، والعمل على ضمها إليه في حال موافقتها على بيان تأسيسه ووثائقه، أو تنسيق الجهود معها في الحد الأدنى، ووضع الآليات اللازمة لذلك.
• إيلاء مسألة المكونات المجتمعية الاهتمام الذي تستحقه، من خلال طمأنتها بالبرامج والفكر والسياسة، وتكثيف التواصل مع شخصياتها وهيئاتها، مع التأكيد في الوقت نفسه على فكرة أن مشاركتها في عملية التغيير هي أفضل ضمان.
• السعي لدى الدول العربية والأجنبية للاعتراف بالمجلس الوطني السوري.
 
الأسد: لن نرضخ.. والمهلة العربية ذريعة للغرب للتدخل العسكري في سوريا.. قال إن عدد القتلى العسكريين أكثر من المدنيين..
ووعد بالقتال والموت لمقاومة القوات الأجنبية

لندن: «الشرق الأوسط»... قال الرئيس السوري بشار الأسد إن بلاده «لن ترضخ» في وجه أي تدخل عسكري دولي لوضع حد للقمع الذي تتعرض له المعارضة، وإنه على استعداد «كامل» للقتال والموت إذا اضطر إلى مواجهة قوى أجنبية، كما أكد أنه يشعر بالحزن على كل قطرة دم أهرقت في بلاده، لكن على نظامه أن يفرض احترام القانون في مواجهة العصابات المسلحة.
وقال الأسد في مقابلة نشرتها صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أمس إن «دوري كرئيس يكمن في العمل، وليس في الخطابات أو الحزن. دوري التفكير في القرارات التي علي اتخاذها لتفادي مزيد من إهراق الدم».
وأضاف: «الحل الوحيد يكمن في البحث عن المسلحين وملاحقة العصابات المسلحة ومنع دخول الأسلحة والذخائر من دول مجاورة ومنع التخريب وفرض احترام القانون والنظام».
وتابع الرئيس السوري أن «النزاع سيستمر والضغط لتركيع سوريا سيستمر»، مشددا على أن «سوريا لن ترضخ». واتهم الجامعة العربية بإيجاد ذريعة لتدخل عسكري غربي، مكررا أن هذا الأمر سيحدث «زلزالا» في المنطقة. وأضاف الأسد أن «تدخلا عسكريا سيزعزع استقرار المنطقة برمتها وسيطال كل الدول».
وقتل السبت 17 شخصا في سوريا، بينهم أربعة عناصر من الاستخبارات الجوية قتلوا إثر هجوم شنه منشقون عن الجيش السوري استهدف سيارتهم وسط سوريا.
ويأتي ذلك في اليوم الأخير من المهلة التي حددتها الجامعة العربية للنظام السوري ليوقف أعمال العنف في ظل تزايد التحذيرات الدولية من اندلاع «حرب أهلية» في سوريا.
واعتبر الأسد أن هذه المهلة تهدف إلى «إظهار أن ثمة مشكلة بين العرب» وإلى «توفير ذريعة للدول الغربية للقيام بتدخل عسكري ضد سوريا». وكان وزراء الخارجية العرب هددوا مساء الأربعاء خلال اجتماع في الرباط بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري ما لم يوقع خلال ثلاثة أيام بروتوكولا يحدد «الإطار القانوني والتنظيمي» لبعثة المراقبين العرب المزمع إرسالها إلى سوريا.
وقال حول توجهات الجامعة العربية من سوريا «إذا كانوا منطقيين وعقلانيين وواقعيين فيجب عليهم ألا يفعلوا ذلك لأن النتائج ستكون وخيمة للغاية. التدخل العسكري سيزعزع استقرار المنطقة ككل وستتأثر كل الدول».
وذكرت «صنداي تايمز» أن الأسد وعد بالقتال بشكل شخصي والموت لمقاومة القوات الأجنبية.
وقال الأسد إن «الصراع سيستمر والضغط لإخضاع سوريا سيستمر.. ولكن أؤكد لكم أن سوريا لن ترضخ وأنها ستواصل مقاومة الضغط الذي يفرض عليها».
وفي شريط مصور على موقع الصحيفة على الإنترنت، قال الأسد إنه ستجرى انتخابات في فبراير (شباط) أو مارس (آذار) عندما يصوت السوريون لاختيار برلمان لوضع دستور جديد وأن ذلك سيشمل بنودا لإجراء انتخابات رئاسية. وأضاف: «هذا الدستور سيضع الأساس لكيفية انتخاب رئيس إذا كانوا يحتاجون لرئيس أو لا يحتاجونه.. لديهم الانتخابات بإمكانهم المشاركة فيها. صناديق الاقتراع ستقرر من الذي يجب أن يصبح رئيسا».
وحول رحيله عن السلطة ما إذا خسر في الانتخابات، قال «أنا هنا لأخدم بلدي، لا أن يخدمني بلدي».
وحول ما إذا كان سيقاتل من أجل الحفاظ على منصبه، قال الأسد «بالطبع لا، لأن هذا سيعني أني أقاتل من أجل نفسي وليس من أجل سوريا»، وأضاف «إذا قاتلت فإن ذلك سيكون من أجل سوريا والشعب السوري».
وردا على سؤال حول استعداده للاستقالة من أجل إنقاذ البلاد، قال الأسد: «ليست لدي حدود لإنقاذ البلد.. أنا هنا لخدمة البلد وليس لخدمتي.. الأمر لا يتعلق بي أنا بل بسوريا وكيف نبقي سوريا موحدة.. إذا كان الرئيس عنصرا لتوحيد البلاد فعليه أن يبقى، وإذا كان هو عاملا في تقسيم البلاد، فعليه أن يرحل، إذا كان الرئيس أو أي طرف آخر». وأضاف: «الأمر متعلق بوحدة البلاد وبالتدخل الأجنبي».
وردا على سؤال حول حق المواطنين السوريين بالمطالبة بتنحيه، حتى وإن كانت المطالبة من أقلية، أجاب الأسد: «لديهم الحق ولكن من خلال الانتخابات».
وسئل عما إذا كانت قواته عدوانية أكثر مما يجب فقال الأسد للصحيفة إن أخطاء ارتكبت ولكنه قال إن تلك كانت أخطاء أفراد وليس الدولة. وأضاف: «لا توجد لدينا نحن كدولة سياسة أن نكون قساة مع المواطنين».
وتقول الأمم المتحدة إن 3500 شخص قتلوا خلال الحملة على الاحتجاجات والتي بدأت في مارس، ولكن الأسد شكك في هذا وقال إن عدد القتلى 619. وقال للصحيفة إن 800 من القوات الحكومية قتلوا.
وقال: «دوري كرئيس معرفة كيفية وقف إراقة الدماء تلك والناجمة عن الأعمال الإرهابية المسلحة التي تصيب بعض المناطق وهذا هو شغلي الشاغل بصفة يومية».
وتعهد الأسد أيضا بمنع وقوع هجمات أخرى من قبل الجيش السوري الحر الذي قالت مصادر المعارضة إنه قتل أو أصاب ما لا يقل عن 20 من قوات الأمن في هجوم على مجمع لمخابرات القوات الجوية قرب دمشق قبل يومين.
وقال الأسد للصحيفة إن «الوسيلة الوحيدة هي البحث عن المسلحين وتعقب العصابات المسلحة ومنع دخول الأسلحة من الدول المجاورة ومنع التخريب وفرض تطبيق القانون والنظام».
 
أنقرة: خطط لإقامة منطقة حظر طيران أو أخرى عازلة... غل: شخص مثل الأسد درس في بريطانيا يجب أن يفهم أنه لم «يعد هناك
مكان لأنظمة استبدادية»

إسطنبول - لندن: «الشرق الأوسط»... كشفت تقارير صحافية تركية عن أن لدى أنقرة خططا طارئة لإقامة منطقة حظر طيران أو منطقة عازلة لحماية المدنيين في سوريا المجاورة من قوات الأمن هناك إذا زادت عمليات إراقة الدماء. وفي غضون ذلك صرح الرئيس التركي عبد الله غل قبل وصوله مساء أمس إلى لندن، بأنه لم «يعد هناك مكان لأنظمة استبدادية» مثل النظام السوري على ضفاف المتوسط. وذكرت التقارير أن تركيا تعارض اتخاذ خطوات أو تدخلا من جانب واحد يهدف إلى «تغيير النظام» في سوريا ولكنها لا تستبعد احتمال القيام بعمل عسكري مكثف بشكل أكبر إذا بدأت قوات الأمن في ارتكاب مجازر على نطاق واسع.
وحسب تقرير وكالة «رويترز»، فإن التقارير، التي اعتمدت على تصريحات مسؤولين أتراك لصحافيين مختارين، جاءت في نفس يوم انتهاء مهلة نهائية أعطتها الجامعة العربية لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد كي تنهي قمعها للاضطرابات المناهضة للحكومة والامتثال لخطة سلام.
وقال الكاتب سيدات إيرجين في صحيفة «حريت»: «من شبه المؤكد أن نظام الأسد سيسقط، فكل التقديرات وضعت بناء على هذا الافتراض. وتقول مصادر وزارة الخارجية إنه كلما سقط هذا النظام سريعا كان ذلك أفضل لتركيا. إن قيام تركيا بتدخل عسكري لتغيير النظام أمر غير وارد. ولكنها تتخذ موقفا مرنا بشأن جماعات المعارضة التي تمارس أنشطة في تركيا».
وفر عدة آلاف من السوريين إلى تركيا في أعقاب القمع الذي شن بعد تفجر احتجاجات مطالبة بالديمقراطية في مارس (آذار). ومن بين هؤلاء جنود يقولون إنهم فروا من الجيش بدلا من إطلاق النار على شعبهم وهم الآن جزء من المقاومة المسلحة ضد قوات الأسد.
وتخشى تركيا إلى جانب قوى أخرى من أنه إذا انزلقت سوريا في حرب أهلية فإن ذلك سيشعل صراعا طائفيا وعرقيا يمكن أن يمتد لمناطق أخرى بالمنطقة. ونقل مراد إيتكين الكاتب بصحيفة «راديكال» عن المسؤولين الأتراك قولهم «نعتقد أنه مع كل يوم يمر في ظل نظام الأسد يزيد التهديد للاستقرار. نعتقد أن الاستقرار في سوريا وفي المنطقة لن يكون ممكنا مرة أخرى إلا في ظل حكومة ديمقراطية». وهددت الجامعة العربية وتركيا بفرض عقوبات اقتصادية إذا لم يتوقف سفك الدماء في سوريا. وأبلغ مسؤولون أتراك الصحافيين أنهم يتوقعون انهيار حكومة الأسد تحت الضغط الشعبي.
وتريد تركيا تفادي حدوث تدفق كبير للناس عبر الحدود التي غمرها 500 ألف شخص من العراق خلال حرب الخليج عام 1991. وقال إيتكين إن الجيش التركي يمكن أن يقيم منطقة عازلة إذا تقدم الجيش السوري نحو مدينة مثل حلب القريبة من الحدود التركية.
وقال كاتب العمود اصلي إيدينتاسباس من صحيفة «ميليت» إن «مصادر وزارة الخارجية أضافت أن تركيا قد تقيم منطقة حظر طيران داخل سوريا إذا خلق السوريون الفارون من الجيش موجة ضخمة من النزوح إلى تركيا. ولن يطرح القيام بتدخل عسكري أكثر كثافة إلا إذا بدأ النظام السوري مذبحة على نطاق واسع في مدينة كبيرة مثل حلب أو دمشق. وقد لا تقوم أنقرة بدور في تدخل عسكري ضد سوريا إلا مع المجتمع الدولي وبعد قرار من مجلس الأمن الدولي».
إلى ذلك، صرح الرئيس التركي عبد الله غل في مقابلة مع الصحافة البريطانية قبل وصوله مساء أمس إلى لندن في زيارة دولة إلى بريطانيا، بأنه لم «يعد هناك مكان لأنظمة استبدادية» مثل النظام السوري على ضفاف المتوسط.
وأعلن غل الذي تبدأ زيارته الرسمية غدا، في مقابلة مع صحيفة «صنداي تلغراف»، أنه «يعتقد بشدة أنه لم يعد هناك مكان لأنظمة استبدادية - أنظمة حزب واحد لا تخضع للمساءلة - على ضفاف المتوسط».
وأضاف «بصفته شخصا درس في بريطانيا وعاش في بريطانيا ولديه هذه الرؤية الدولية، فإن الرئيس (السوري بشار) الأسد يجب أن يكون قادرا على تفهم ذلك». وذكر غل أن تركيا «نصحته بقوة ليتحرك بسرعة ويسرع في وتيرة الإصلاحات». وقال «قلنا له إنه إذا لم يتول قيادة التغيير بنفسه، فعندئذ قد تتحول الأمور سلبا». وردا على سؤال بشأن دعم المعارضة السورية، أوضح الرئيس التركي «نسمح لهم بعقد اجتماعاتهم ومباحثاتهم في بيئة حرة، ونقدم لهم قاعدة دبلوماسية».
السوريون في يوم الطفل العالمي: العالم يحتفل بأطفاله والنظام يقتل أطفالنا.... لجان التنسيق المحلية توثق أسماء 280 طفلا قضوا
خلال 8 أشهر

بيروت: ليال أبو رحال .. اختار الناشطون السوريون في يوم الطفل العالمي، الذي حددته الأمم المتحدة في العشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) كل عام، التظاهر أمس تحت عنوان «أحد الطفل السوري». وحمل الملصق اليومي الذي تضعه صفحة «الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» عبارة «في اليوم العالمي للطفل - العالم يحتفل بأطفاله والنظام يقتل أطفالنا». وبينما ذيل الملصق بعبارة «أكثر من 220 طفلا شهيدا»، اتهمت لجان التنسيق المحلية في سوريا «نظام الأسد بسرقة حياة 280 طفلا وطفلة على الأقل خلال ثمانية أشهر فقط».
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أوصت في عام 1954 بأن «تقيم جميع البلدان يوما عالميا للطفل يحتفل به بوصفه يوما للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال، وللعمل من أجل تعزيز رفاه الأطفال في العالم».
وفي بيان أصدرته، انطلقت لجان التنسيق المحلية في سوريا للتأكيد على أن «النظام السوري يستمر بانتهاكاته الممنهجة لكل اتفاقيات وبروتوكولات الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسف، ويذيق الأطفال والقصّر ما يناله الراشدون المطالبون بحريتهم من اعتقال وتعذيب وقتل وتشريد».
ويحصي التقرير أن عدد الأطفال الذين «سقطوا برصاص قوات الأمن وأسلحة جيش النظام الثقيلة وصل إلى 280 طفلا وطفلة ممن تمكنت لجان التنسيق المحلية من توثيق أسمائهم فقط»، وذلك من إجمالي عدد القتلى الذي بلغ 4394 شخصا، مستنتجا أن «طفلا يستشهد كل 21 ساعة، في حين يستشهد سوري كل ساعة ونصف منذ انطلاق الثورة في 15 مارس (آذار) حتى اليوم».
ويشير تقرير لجان التنسيق إلى أن 229 طفلا قتلوا هم من الذكور مقابل 51 طفلة، وقد توفي عشرة منهم «تحت التعذيب في الفروع الأمنية»، بينهم ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما، وهم من آل الصيادي سُلموا لأهلهم جثثا هامدة عليها آثار التعذيب الوحشي الذي تعرضوا له في 26 سبتمبر (أيلول) الماضي.
كذلك توفي كل من الطفلين حمزة الخطيب وسامر الشرعي تحت التعذيب في درعا مع انطلاق الانتفاضة الشعبية في شهري مارس وأبريل (نيسان) الماضيين، وعمر أكبرهم 17 عاما.
وفي اللاذقية، أفادت لجان التنسيق عن مقتل طفلين في السادسة عشرة من عمرهما في حي الرمل الفلسطيني تحت التعذيب، حيث سلم جثمانهما في سبتمبر، كما «دفع طفلان آخران ثمن انتهاكات النظام لحقوقهم الأساسية في الحياة وفي عدم التعرض للاعتقال وهما ناصر السبع وعبد الله جحا».
وانطلاقا من المواجهات العنيفة التي شهدتها وتشهدها مدينة حمص وجوارها (التلبيسة، الرستن، تلكلخ، بابا عمرو،...) منذ بدء الانتفاضة الشعبية، لا يبدو مستغربا أن تتفوق المدينة لناحية عدد الأطفال الذين سقطوا فيها مع رصد مقتل 79 طفلا بينهم 18 طفلة، في حين احتلت حماه المرتبة الثانية بعدد ضحاياها من الأطفال الذي وصل إلى 55 طفلا بينهم 13 طفلة، بناء على ما يورده تقرير لجان التنسيق المحلية.
مسؤول أميركي: كلما تمسك الأسد بالسلطة ستمتد الهجمات الطائفية

مخاوف من يوغسلافيا ثانية.. وسكان: الجيش لم ينسحب بل أعاد طلاء المدرعات بالأزرق لتبدو تابعة للشرطة

بيروت: أنتوني شديد* .. وفي الوقت الذي تتجه فيه حمص نحو كراهية بين الطوائف، بدت مؤشرا يوضح ما يمكن أن يكون عليه شكل الحرب الأهلية المحتملة في سوريا، حيث يقول بعض حلفاء سوريا إنها تسير في هذا الاتجاه. ووصف متحدث باسم المعارضة السورية الأسبوع الماضي عمليات القتل والخطف التي ترتكب من قبل الطرفين بأنها «خطر يهدد الثورة». وأوضح مسؤول أميركي أن الصراع في حمص «يعيد إلى الأذهان ما حدث في يوغسلافيا» التي استخدم فيها مصطلح «التطهير العرقي» للمرة الأولى في التسعينات. وقال أحد المسؤولين في إدارة أوباما في واشنطن: «شهدنا خلال الأسبوعين الماضيين هجمات طائفية قبيحة. وكلما تمسك الرئيس بشار الأسد ببقائه في السلطة، سيمتد ما نشهده في حمص إلى باقي أنحاء سوريا». ومنذ بداية الانتفاضة قبل ثمانية أشهر، كانت حمص محور التحدي الكبير لحكم بشار الأسد الذي ظل لمدة 11 عاما، وكانت مسرح بعض المظاهرات الكبرى في البلاد، وسرعان ما لجأ المتمردون إلى الأحياء المتمردة. وحاولت قوات الأمن الشهر الحالي استعادة المدينة من خلال عمليات قمع وتنكيل دموية مستمرة. وتعد حمص ثالث أكبر مدينة وتجمع خليطا من الطوائف المختلفة مما يجعلها نموذجا مصغرا لسوريا ككل. وأكثر سكان المدينة من السنة، فضلا عن بعض الأقلية من المسيحيين والعلويين الذي ينتمي إليهم بشار الأسد ويستمد منهم قوته. رغم دعم العلويين للانتفاضة، واستمرار دعم بعض السنة للنظام، فإن الطائفتين اتخذتا طرفي النقيض في الثورة.
ولم تشهد المدينة صراعات كثيرة بين منشقين مسلحين وقوات الأمن الموالية للنظام أو محتجين يقاومون الهجمات الأمنية، بل دفع الصراع في حمص الطائفتين إلى معركة يخشاها السكان حتى وإن اتهموا النظام بمحاولة إثارة الفتنة لتقسيم الشعب والسيطرة عليه. لقد بات الخوف واضحا، على حد قول أهل المدينة، حيث يرتدي العلويون صلبانا حتى لا يختطفوا أو يقتلوا عند المرور في حي أكثرية سكانه من السنة، حيث تتكدس أكوام القمامة دلالة على اضطراب المدينة.
وقال قسيس سوري يقيم في لبنان، لكن يتمتع بعلاقات طيبة مع سكان حمص خاصة المسيحيين: «من المؤسف أن نصل إلى هذه المرحلة». وكانت حمص تعاني خلال الأسابيع الماضية من هجمات أمنية حثيثة في محاولة من النظام للسيطرة على المدينة. وقتل عدد كبير في هذه الهجمات، لكن قال أحد المسؤولين الأميركيين إن إدارة أوباما تعتقد أن النظام سحب بعض قواته بموجب مبادرة جامعة الدول العربية لإنهاء العنف. لكن كان للسكان رواية أخرى، حيث قال كثير منهم إن النظام أعاد طلاء الدبابات والعربات المدرعة باللون الأزرق وأعاد نشرها وكأنها تابعة لقوات الشرطة، بينما تستمر في القيام بالعمليات القمعية نفسها. ويقول أبو الحين، ناشط يبلغ من العمر 40 عاما: «يريد النظام القول للمراقبين العرب إن قوات الشرطة، لا قوات الجيش أو رجال الأمن، هي التي تواجه المتظاهرين». ووافقت سوريا يوم الجمعة على مبادرة جامعة الدول العربية التي تقضي بإرسال أكثر من 500 مراقب للإشراف على تنفيذ المبادرة، لكنها طلبت إدخال بعض التغييرات على المبادرة، وهو ما رفضه وزراء خارجية الدول الأعضاء أمس. وقال نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية: «إنهم يحاولون تغيير ما تم بالفعل التوافق عليه»، مشيرا إلى أن الدول العربية لا تقبل ذلك. وحاولت دمشق تغيير عدة شروط؛ منها تحديد الأشخاص الذين يتم اختيارهم ليكونوا مراقبين مستقلين. وإن لم تبد سوريا أي مؤشر على استجابتها لتنفيذ المبادرة التي تتضمن الوقف الفوري لأعمال العنف وسحب قوات الأمن من المدن، فسوف يعقد وزراء خارجية دول الجامعة العربية اجتماعا لتحديد الخطوة المقبلة، على حد قول الأمين العام للجامعة.
وتعد هذه هي ثاني مهلة تمنح للنظام بعد يوم الأربعاء الماضي. وصرحت الجامعة العربية بأنها سوف تفكر في فرض عقوبات سياسية واقتصادية أخرى ما لم يغير النظام موقفه. وحتى مع تراجع عدد القتلى في حمص خلال الأيام القليلة الماضية، يبدو أن الصراع الطائفي اكتسب زخما أكبر من محاولات السنة والعلويين لوضع حد له. وأشار أحد النشطاء السنة البارزون الذي رفض ذكر اسمه، إلى أن «الشبيحة» هم من يؤججون الفتنة داخل حمص. وقال: «هناك شبيحة من الجانبين». وحمل النظام مسؤولية إثارة الاضطرابات الطائفية، لكنه أضاف: «أشعر بالاشمئزاز مما حدث في سوريا، وأخشى مما قد يحدث في المستقبل».
محمد صالح، من سكان الحمص العلويين يبلغ من العمر 54 عاما وهو شيوعي وكان من المعتقلين السياسيين، حيث قضى 12 عاما في المعتقل قبل أن يتم إطلاق سراحه عام 2000، وقال في مقابلة إن متمردين أوقفوا شاحنة صغيرة تحمل عمالا في مصنع، ومنعوهم من العبور الأحد قبل الماضي، وطلبوا من المسيحيين والسنة الترجل من الشاحنة، ثم خطفوا 17 من العلويين. وخرجت الأسر العلوية غاضبة للتظاهر في الشوارع ونفذت عمليات خطف عشوائية للسنة بعد أن اطلعوا على بطاقات هويتهم. وقال: «إنهم يعرفون الطائفة التي تنتمي إليها من خلال اسم العائلة». وطلبت منه عائلات من الجانبين التدخل، وبعد أيام من المفاوضات تمت أحيانا من خلال مكالمات مع مغتربين سوريين، نجح في إطلاق سراح الـ36 شخص الذين خطفوا في تلك الواقعة التي حدث في الرابعة صباحا من يوم الجمعة، لكنه قال إن هناك آخرين لا يزالوا مفقودين.
وقال: «أنا ضد النظام، لكنني أنتقد بعض الثوار. نحن ضد النظام ونريد سقوطه، لكن الثوار بحاجة إلى تقديم بديل أفضل. إذا قدمت المعارضة نموذجا مماثلا للنظام، سيكون الأمر خطيرا». وليس صالح الوحيد الذي يحاول الحيلولة دون الانجراف في هذا التيار، حيث انضم إليه آخرون من السنة والعلويين في مجموعة أطلقت على نفسها اسم «لجنة التضامن الشعبية» التي تسعى إلى وأد الفتنة ووضع حد للتوتر. وزارت فدوى سليمان، وهي ممثلة من طائفة العلويين من حلب، مدينة حمص في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) تعبيرا عن تضامنها مع المتظاهرين في المدينة المحاصرة. مع ذلك، تبدو أعمال العنف باهتة أمام التنكيل الأمني الذي يمارسه النظام، الذي تقول عنه الأمم المتحدة إنه أسفر عن مقتل ما يزيد على 3.500. مع ذلك، تحدث كثير من أهل حمص خلال مقابلات عن تمزق النسيج الاجتماعي في المدينة. وأضرمت قوات شبه عسكرية من الجانبين النيران في منازل ومتاجر، على حد قولهم. واضطر سكان المدينة من العلويين إلى الهروب إلى قراهم. وازدادت وتيرة عمليات الخطف التي تكون أكثرها عشوائية. من الصعب التكهن بعدد المخطوفين، لكنه عدد كبير. يقول أهل المدينة إنه يتم استغلال بعض المخطوفين أحيانا كأوراق ضغط، لكن ليس دائما. وقال ناشط من حي الزهراء في حمص الذي أكثر سكانه من العلويين: «لقد تم اختطاف ابن عمي وكان من العلويين المدنيين وتم العثور على جثته مقطوعة الرأس».
وقال ناشط، اختار لنفسه اسما مستعارا هو «أبو علي»، إن أقاربه يرسلون رسائل نصية بعضهم لبعض بأرقام لوحات سيارات الأجرة التي يستقلونها، ويتصلون بعضهم ببعض هاتفيا لدى وصولهم. وقال إن أخيه، الذي يعمل سائق تاكسي، لم يعد قادرا على القيادة في الشوارع. وأوضح ناشط سني آخر في حمص أن الصراع ليس كبيرا كما يروج، حيث قال إن عمليات خطف العلويين لا تتم سوى في إطار عمليات انتقام.
* خدمة «نيويورك تايمز»
ناشطون: قوات الأمن السورية تقتل المصور فرزات جربان وتقتلع عينيه... 4 قتلى خلال عمليات عسكرية وأمنية في سوريا

طرابلس (شمال لبنان): صهيب أيوب... أكد عضو في مجلس الثورة في محافظة حمص لـ«الشرق الأوسط» مقتل الناشط الشاب فرزات يحيى جربان، الذي اعتقلته قوات الأمن الجوي أمس. وأشار إلى أنه: «لم يكن مجروحا عندما اعتقل»، موضحا أن: «سكان مدينة القصير استيقظوا ووجدوه جثة مرمية على الطريق العام، حيث وجدت جثته مشوهة ومنكل بها».
وأكد الناشط أن: «قوات العصابة الأسدية قامت باقتلاع عينيه، التي كان يضعها على عدسة الكاميرا ليوثق الحوادث والمظاهرات الميدانية ويوصلها للقنوات العربية لعرضها للرأي العام، ظنا منهم أن ذلك سيثنينا عن الاستمرار في نضالنا»، مشيرا إلى أنه «بعد اقتلاع حنجرة القاشوش (مغني الثورة) وكسر أصابع علي فرزات (الرسام المناهض للنظام)، يقتلع الأمن السوري عين مصور مظاهرات حمص في مدينة القصير بشكل وحشي».
إلى ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أربعة مدنيين على الأقل قتلوا وجرح آخرون خلال عمليات أمنية وعسكرية في بلدتي القصير (وسط) وتفتناز (شمال غرب) بعيد انتهاء المهلة التي حددتها الجامعة العربية لوقف أعمال العنف في سوريا.
وقال المرصد في بيان: «بدأت قوات عسكرية وأمنية تضم العشرات من الآليات العسكرية المدرعة بينها دبابات وناقلات جند مدرعة عملية عسكرية وأمنية في بلدة تفتناز الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) صباح اليوم (أمس) مما أسفر عن استشهاد مواطنين اثنين وإصابة آخرين بجراح».
وأضاف أن «مواطنين آخرين استشهدا إثر إطلاق رصاص من قبل القوات السورية في مدينة القصير (ريف حمص) التي تشهد عملية أمنية وعسكرية استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة».
وفي محافظة ادلب، أكد المرصد «قصف القوات العسكرية السورية لقرية معرشمشة التابعة لمدينة معرة النعمان بالرشاشات الثقيلة، وترافق القصف مع تقدم آليات عسكرية ثقيلة من وادي الضيف باتجاه القرية».
وأضاف أن «القوات العسكرية تقوم بعملية تمشيط منطقة وادي الضيف بالتزامن مع سماع أصوات الانفجارات في المنطقة واستمرار انقطاع الاتصالات الأرضية والجوالة وخدمة الإنترنت»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي حمص، أفاد المرصد أن «عدة أحياء من مدينة حمص شهدت إطلاق رصاص صباح الأحد (أمس) من حواجز أمنية كما خرجت مظاهرة طلابية من حي الحمرا هتف فيها المشاركون بسقوط النظام».
سوريون ردا على سؤال النظام حول ماذا تعني «الشبيحة»: مبتزون يسعون وراء المال... الشبيح يتقاضى 40 دولارا يوم الجمعة

بيروت: سوسن الأبطح ... أثار السؤال الذي وجهه النظام السوري إلى الجامعة العربية في إطار الرد على البروتوكول المقترح من هذه الأخيرة لحل الأزمة ومفاده: «ما المقصود بالشبيحة؟ ومن الذي أعطى هذا الاسم للجامعة العربية؟» ردود فعل ساخرة وغاضبة من قبل المعارضين السوريين. ويقول الناشط السوري والباحث في علم الاجتماع أحمد موسى إن «وجود الشبيحة، الذين ينكرهم النظام اليوم، سابق على الثورة، لكنه تطور معها، وباتت له أبعاد جديدة. كان الشبيحة يعدون بالمئات، وربما بضعة آلاف في أحسن الأحوال، لكن فتح باب التطوع على مصراعيه للموالين للنظام، وتسليح الحزبيين البعثيين بعد الثورة، رفع عددهم بشكل كبير، بحيث بات يصعب إعطاء رقم دقيق ولو تقريبي عن حجمهم».
وبحسب ما يقول المعارضون، فإن «التشبيح صار نظاما متكاملا داخل النظام؛ لا بل إن بقاء الحكم الحالي أصبح مرهونا بنشاط الشبيحة وقدرتهم على قمع الناس، إذ إن أعداد جنود الجيش الموثوق بهم، وأفراد رجال الأمن، لا تكفي لضبط التمرد في المحافظات كلها».
ويشرح أحمد موسى: «الشبيحة عرفوا قبل الثورة بأنهم رجال مدنيون متنفذون، مرتبطون بشكل أساسي بعائلة الأسد لا سيما ماهر شقيق الرئيس السوري، وابني عمه فواز ومنذر، وآخرون. وهم عبارة عن عصابات مدنية مسلحة تعمل في شتى أنواع التهريب، خاصة في المناطق الحدودية. وليس لهؤلاء أي وظائف رسمية، لكنهم أصحاب نفوذ كبير، يحسب حسابه أي مسؤول في الدولة». ويكمل موسى: «أما بعد الثورة، فقد انضم إلى هؤلاء آلاف الأشخاص، ممن ارتضوا حمل السلاح الحربي، أو الأسلحة البيضاء لمواجهة المتظاهرين، مقابل معاشات تصل في بعض الأحيان إلى 1000 دولار في الشهر».
ويشرح المواطن الحلبي محمد إبراهيم (وهو اسم مستعار) أن «المتظاهرين في حلب يواجهون بشكل أساسي من قبل الشبيحة وليس الأمن أو الجيش. وهم الآن الذين يمسكون بزمام المدينة». وبحسب موسى: «الشبيحة في المناطق الساحلية من حمص إلى تلكلح وحتى في بانياس ودمشق وجسر الشغور وإدلب، ينتمي غالبيتهم إلى الطائفة العلوية. أما في المناطق الداخلية الأخرى فهم من السنة أو حتى المسيحيين». وهو ما يؤكده محمد إبراهيم الذي يقول: «الشبيحة في حلب هم سنة من أهل المنطقة، وبينهم كثير من المهربين والمنحرفين، والعاملين في بيع المخدرات والاتجار بالسلاح، وثمة مجرمون ومحكومون أفرج عنهم النظام، في إطار الإعفاءات التي تمت، وتحولوا إلى شبيحة».
ويؤكد محمد إبراهيم الذي شارك في مظاهرات حلب أن «الشبيح الصغير يتقاضى 40 دولارا يوم الجمعة، فيما ينخفض المبلغ إلى 10 دولارات خلال أيام الأسبوع. وبات يترك لهم في المدينة أمر أسر المتظاهرين وضربهم والتعامل معهم. وصار لهم من الطمع بحيث إنهم يقبضون على المتظاهر، وبدل تسليمه للأمن يحتفظ الشبيح بأسيره ويفاوض عليه أهله مهددا بأنه قد يسلمه للأجهزة المختصة إن لم يدفعوا المبلغ الذي يطلبه». ويضيف محمد: «حدث أن أسرني شبيح أثناء مشاركتي في إحدى المظاهرات وطلب من عائلتي أن تدفع أربعة آلاف دولار مقابل إطلاق سراحي وهو ما فعلوه، وأخلي سبيلي». ويشرح محمد أن «المبلغ يتراوح في الوقت الحالي بين ألفين وأربعة آلاف كما أنني شاهدت شبيحين يقتتلان على أسر رجل واحد، كل منهما يريد أن يفوز به ليستفيد من فديته». وحين نسأل لماذا يترك لهؤلاء أمر ابتزاز الناس يجيب: «حين يتم أسر المتظاهر، فإن الأمن يسجل اسمه، ويطلب إلى الشبيح تسليمه لأحد المراكز الأمنية مباشرة، لكن تفرع أجهزة الأمن، وكثرتها يجعل الشبيخ قادرا على المراوغة، بحيث لم يعد يعرف لمن تم تسليم هذا الشخص أو ذاك. هذا حين يكون شخصا عاديا. أما حين يتعلق الأمر بشخص ظهر في الإعلام أو عرف بدور تنظيمي كبير، فإن أحدا لا يستطيع تخليصه من العقاب». ويشرح المعارضون أن «المبالغ الكبيرة التي يطلبها الشبيحة ليست بالضرورة متوافرة في أيدي الناس، عندها يتم التبرع من قبل تجار ومعارضين ميسورين لتخليص رقاب المعتقلين».
وحين نسأل: ألا يمكن أن يشكل نظام التشبيح خطرا على النظام الرسمي، في حال انقلب الشبيح بعد أن أعطي السلاح وتحول إلى معارض، يجيب معارضون بأن «التراجع غير مسموح، والشبيحة قد يتخلصون ممن خانهم وتراجع عن أداء مهمته». أحمد موسى يقول: «الشبيحة في سوريا تماما مثل البلطجية في مصر أو كتائب القذافي في ليبيا؛ إذا سقط النظام سيسقطون معه، وسيغيرون وجهة أسلحتهم إلى مكان آخر».
 
الإخوان المسلمون في سوريا: تصريحات المراقب حول الترحيب بتدخل تركي رأي شخصي

لندن: «الشرق الأوسط» ... حاولت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، أمس التقليل من شأن التصريحات التي أدلى بها المراقب العام للجماعة محمد رياض شقفة في مؤتمر بإسطنبول الأسبوع الماضي التي قال فيها إن الشعب السوري سيقبل تدخلا عسكريا تركيا لحمايته من قوات أمن الرئيس السوري بشار الأسد. وأكدت في بيان أن تصريحات الأخير لا تمثل الجماعة، وحصرتها في أنها «رأي شخصي» للشقفة..... وأصدر زهير سالم، الناطق الرسمي باسم الجماعة، بيانا أمس حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، قال فيه إن «عهدنا من أمر هذه الجماعة أنها جماعة مؤسسات تتخذ القرارات والمواقف فيها بالشورى بين أبنائها ووفق نظام داخلي يحدد الجهة المسؤولة عن كل قرار من هذه المواقف والقرارات»، وأضاف موضحا أن «ما جاء على لسان فضيلة المراقب العام المهندس محمد رياض الشقفة في المؤتمر الصحافي الذي عقد في إسطنبول صبيحة 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 حول قبول الشعب السوري بتدخل خارجي تركي كان رأيا شخصيا يعبر عن موقف الأخ المراقب العام الشخصي لم تستشر فيه مؤسسات الجماعة ذات الصلة»، وأضاف البيان أن «مثل هذا الموقف يحتاج إلى قرار مجلس الشورى الذي أكد في دورته الاستثنائية الأخيرة على تمسكه بسلمية الثورة وتمسكه بثوابت الجماعة ورفضه للطائفية وللتدخل الأجنبي». وتابع في البيان إنه لم تتم استشارة قيادة الجماعة التي هي المرجعية الثانية للقرارات التنفيذية، في الأمر، وأضاف: «نؤمن دائما أن أخطاء الأفراد يمكن أن تستدرك وتقوم، وأن أخطاء الجماعات يمكن أن تتسبب في إهلاك الحرث والنسل. ولن يضير صاحب مقام أن يقال له أخطأت أو تجاوزت فتلك بعض ثقافتنا التي تربينا عليها وقد كانت هذه الكلمات تقال لعمر (بن الخطاب) فيقول: (لا خير فينا إن لم نقبلها ولا خير فيكم إن لم تقولوها..) وما علمنا عن الأخ المراقب العام إلا أنه وقاف عند حدود الله.. ملتزم بأنظمة الجماعة ومؤسساتها».
 
عرِّف الشبيحة؟

طارق الحميد

هذه ليست طرفة، بل هو سؤال وجهه النظام الأسدي للجامعة العربية؛ حيث تساءل النظام، ضمن مفاوضاته على توقيع بروتوكول إرسال مراقبين لسوريا؛ حيث يقول النظام الأسدي للجامعة العربية: ما المقصود بالشبيحة؟
وهذا السؤال، على علاته، من حيث الطرافة، أو التفاهة، هو أسلوب النظام الأسدي، وعلى مدى سنوات، في التفاوض؛ حيث يقبل ما يطرح عليه، سواء داخليا، أو عربيا، أو إقليميا، وحتى دوليا، ثم يفرغ ذلك الاتفاق من مضمونه. فعلها نظام الأسد في التجاوب مع مطالب ربيع دمشق، ومنذ تولي بشار الأسد مقاليد الحكم في سوريا، وريثا عن والده، وفعلها النظام الأسدي في لبنان، وكانت لحظات التجلي هناك بما يعرف بمعادلة «س + س»، ومنظرها الشهير هو نبيه بري، صاحب برقيات الاستجداء المتذاكية، وآخرها برقيته للعاهل السعودي عن الشأن السوري! وفعلها النظام السوري كذلك - أي الموافقة على ما يطرح ثم تفريغه من مضمونه - مع تركيا، وفرنسا، والغرب عموما، وتفنن فيها بما يختص بالملف العراقي، وتحديدا مع الأميركان، واليوم يفعلها مع السوريين، والعرب، والغرب.
فكل مهارات نظام بشار الأسد هي قطع الوعود، وعقد الاتفاقيات، ثم تفريغها من مضمونها، دون أن يتقيد بها، ولعبته الدائمة والمستمرة هي لعبة استنفاد الوقت. وها هو النظام يحاول تكرار ذلك اليوم، ولا تعييه الأعذار، وإن كانت غير ذي جدوى. ففي مؤتمره الصحافي، أمس، يقول وليد المعلم: إن «سوريا، وفي موضوع مهم كتطبيق بنود خطة العمل العربي، لا تعتبر أن المدة (الوقت) هي الأساس، نحن نعتبر المضمون هو الأساس، وأن نصل مع الجامعة العربية على اتفاق هو الأساس؛ لذلك ضعوا المدة على جانب إذا كانت النوايا سليمة»! بل تخيلوا أن المعلم يقول: إن «الوضع لا يحتمل التسرع، ولا يحتمل رد الفعل، بل يحتاج إلى دراسة عقلانية متأنية». أي أن ما يريده المعلم، بكل بساطة، مزيد من الوقت، ليتمكن النظام - الذي يقتل شبيحته يوميا قرابة 20 أو أكثر من السوريين - من القضاء على الثورة، وقمع المواطنين.. فالمعلم يريد أن يشتري الوقت لرئيسه قدر المستطاع على أمل النجاة من الثورة، وذلك من خلال التفاوض المفتوح مع الجامعة، وبلا مدة محددة، أي لعبة وقت.
وتأكيدا على ذلك، ها هو الأسد نفسه يقول لصحيفة الـ«صنداي تايمز» البريطانية: إن المهلة العربية تهدف إلى «الإظهار أن ثمة مشكلة بين العرب»، وإلى «توفير ذريعة للدول الغربية للقيام بتدخل عسكري ضد سوريا»!
وبالطبع، دائما ما كان النظام الأسدي ينجو من العواقب، سواء في لبنان أو العراق، أو خلافهما، لكن الوضع اليوم مختلف، ليس بسبب الإصرار العربي والدولي، إنما بسبب رفض السوريين أنفسهم لنظام الأسد، الذي طالما حاول التذاكي على الجميع. والمثل يقول: إنك تستطيع خداع بعض الناس لبعض الوقت، ولكن ليس كل الناس كل الوقت!
وعليه، وبعد التصريحات الأخيرة للنظام الأسدي، لا أعتقد أن أحدا بحاجة إلى تعريف الشبيحة، سواء أكانوا أمنيين، أم إعلاميين، أم حتى سياسيين!
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,752,466

عدد الزوار: 6,912,920

المتواجدون الآن: 107