موسكو لاستقالته مقابل اللاتمويل

تمويل المحكمة الدولية ورقة سورية عند الحاجة وميقاتي مطمئن الى حل في الوقت المناسب

تاريخ الإضافة الإثنين 31 تشرين الأول 2011 - 6:37 ص    عدد الزيارات 2745    التعليقات 0    القسم محلية

        


تمويل المحكمة الدولية ورقة سورية عند الحاجة وميقاتي مطمئن الى حل في الوقت المناسب

يقول معظم العائدين من دمشق ان سوريا لا تعلن موقفاً جازماً من موضوع المحكمة الدولية او من تمويلها، لكنها تؤكد حرصها المزدوج على علاقة المسار والمصير مع "حزب الله"، وعلى دعم حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وتحصينها من الداخل وإزاء الخارج.
ويرى وزراء وسطيون ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله حسم موقف الحزب الرافض للمحكمة وتمويلها لكنه ترك الباب مفتوحاً على حسم الموضوع في الحكومة عندما يحين الوقت المناسب، متوخياً موقفاً جماعياً منه، والا فالتصويت الذي يعود القرار فيه الى رئيس الجلسة" وعند ذلك يصوت كل فريق ورؤيتنا ان الخروج بتوافق يكوّن مصلحة"، كما قال. وينطلق هؤلاء الاوسطيون من تحليلهم لإيجابيات هذا الموقف، ليشيروا الى قطبة مخفية في كلام السيد نصرالله الذي لم يحشر أفرقاء الحكومة ولا رئيسها في موقف الحزب، مذكرين بأن "حزب الله" عندما يريد التنصّل من مسألة داخل الحكومة يعود دائماً الى لازمة لطالما رددتها قياداته في محطات مفصلية ان للحزب وزيرين فقط داخل الحكومة المتنوعة الأطياف والاتجاهات، نازعاً عنها وصف المعارضة وآخرين لها حكومة "حزب الله".
ويلمح الوزراء الوسطيون الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يقل بعد كلمته، وانها لن تكون بعيدة عن الموقف السوري. ويوردون إشارة اخرى الى ان الجانب السوري لن يوفّر ورقة الا سيستخدمها في عملية تبادل الاوراق مع المجتمع الغربي، والمحكمة قد تكون احدى ابرز هذه الاوراق، خصوصاً أنه عند وضع مشروع اتفاق السين- السين كان ملف المحكمة احد ابرز مواضيع  التفاوض، اضافة الى ان سوريا و"حزب الله" يعرفان جيداً ان عدم تمويل لبنان حصته في المحكمة لن يوقف عملها انما سيكون باباً لهبوب عواصف خارجية قد تعرض لبنان بحكومته واقتصاده وقطاعه المصرفي لضغوط لا قدرة له على مواجهتها. وهذه الضغوط قد لا تأتي من مجلس الأمن مباشرة وبالتالي لا يكفي الإتكال على الموقف الروسي او الصيني لمنعها، بل من الولايات المتحدة وأوروبا والمجتمع الغربي برمته.
وينقل هؤلاء معلومات مفادها ان روسيا التي دعمت سوريا واستقبلت وفد "حزب الله" وبدأت معه حواراً كانت واضحة في إعلانها دعم المحكمة والتعاون معها وتمويلها . وهي لذلك قد تشجع سوريا على إعطاء المجتمع الدولي هذه الورقة من خلال حض حلفائها في لبنان على المضي في عملية دفع الحكومة ما يتوجب عليها من مستحقات مالية للمحكمة، سواء بالتوافق الذي يتوخاه الأمين العام لـ"حزب الله"، او بطرح الموضوع على التصويت لتصب المواقف كما رسم لها: "حزب الله" ووزراء "التيار الوطني الحر" ضد التمويل، في مقابل وزراء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة و"جبهة النضال الوطني" المؤيدين اصلاً للتمويل، اضافة الى حزب الطاشناق، وزراء حركة "امل" الذين يشكلون رافعة حكومية للتوجه السوري، مع آخرين حلفاء لسوريا، مثل "المردة" والقومي الاجتماعي وغيرهم.
وترتكز هذه العملية على تراجع الضغط الخارجي على سوريا والدخول معها في حوار علني خلال اللجنة الوزارية العربية، وفي مفاوضات من تحت الطاولة حول ملفات كثيرة من بينها لبنان، وذلك رغم ان حدة التظاهرات والمواجهات بين القوى الأمنية السورية والمتظاهرين لم تتراجع. ويدعو اصحاب هذا الرأي الى رصد تطور الموقف القطري بعدما كان السباق في الحملة على النظام السوري باعتبار أنه يشكل مؤشراً واضحاً الى مرحلة سماح جديدة للنظام في سوريا.
وتضيف وجهة النظر الوزارية المحايدة الى هذه العوامل التفاؤلية اعلان السيد نصرالله التمسك بالرئيس نجيب ميقاتي الذي يعني عملياً اعترافاً باحتمال تراجع الحزب عن اخذ الحكومة الى موقفه بدل تركها مع موقف رئيسها الذي لم يعد في إمكانه التراجع بعد كل ما قطعه رئيس الدولة من التزامات  امام المجتمع الدولي.  وتضيف اوساط رئيس الحكومة ان ملف تمويل المحكمة قد سحب من التداول الاعلامي لضمان نجاح الاتصالات في شأنه وعدم استفزاز اي طرف بمواقف مسبقة، وتذكر بأن من يعرف الرئيس ميقاتي يدرك انه لا يمكن ان يكون قد ذهب بعيدا في اعلان التزامه التمويل تكرارا لو لم تكن لديه معطيات تشجعه على هذا الموقف الحاسم وهو المعروف عادة بتأنّيه وعدم الاستباق او الاستعجال في حسم المواقف.
ويبدو الرئيس ميقاتي وفق اوساطه مطمئنا بالاستناد الى معرفة الفئات المعنية مباشرة ولاسيما "حزب الله" انه ليس في وارد الإساءة الى المقاومة او النيل منها، وهذه الثابتة  تسهل التوصّل الى حل. وفي مقابل تحفظ اوساط ميقاتي عن التزام مهلة للتسديد تقول واثقة "ان الاتصالات الهادئة سوف توصل الى الحل في الوقت المناسب".

هدى شديد     

 

 

 

موسكو لاستقالته مقابل اللاتمويل
ميقاتي لـ"النهار": نأمل إيجابيات

فيما تطل البلاد غداً على أسبوع حافل بالملفات السياسية والامنية والمعيشية، حضر امس موضوع تمويل المحكمة الخاصة بلبنان على لائحة الاهتمام. ففي حين ابلغ رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "النهار" انه يأمل في التوصل الى "نتائج ايجابية" لموضوع التمويل، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ"النهار" عن موقف روسي محذر للبنان من عقوبات دولية في حال امتناعه عن التمويل.

 

ميقاتي

اوساط الرئيس ميقاتي امتنعت عن الرد على التهجمات التي ساقها ضده رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، وقالت ان الرئيس ميقاتي "لا يرد ولا يدخل في سجالات لا مع عون ولا مع غيره ويترك الحكم على ادائه للرأي العام الذي لديه من الوعي ما يتيح له التمييز بين التهجم والتجني والنقد البناء".
وسألت "النهار" الرئيس ميقاتي عن الآلية التي سيعتمدها لايجاد حل للخلاف حول دفع مساهمة لبنان في تمويل المحكمة، فأجاب: "علينا عدم استباق الامور، لدينا الوقت الكافي لاستكمال الاتصالات التي بدأناها والتي نأمل ان تؤدي الى نتائج ايجابية والى الحل المنشود".
وإذ امتنع ميقاتي عن الدخول في تفاصيل هذه الاتصالات لفت الى أنه تعوّد العمل من دون ضجيج اعلامي وأنه لا يرى فائدة من الحديث عن هذه المساعي قبل انجازها. وأعطى امثلة كان آخرها السجال الذي حصل حول ما سمّي اختراقاً سورياً للاراضي اللبنانية، مذكراً بأنه لم يتحدث عن الموضوع ولم يشارك في السجال، وتم التوصل الى حل بهدوء.
ورداً على سؤال أوضح ميقاتي انه التقى الرئيس سعد الحريري داخل المسجد في الرياض اثناء جنازة ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز "وكان من الطبيعي أن نتبادل المصافحة والتحيات". ورفض التعليق على "كلام كثير" قيل حول هذا اللقاء.
ولاحظ ميقاتي اخيراً أن أياً من معارضي دفع مساهمة لبنان في تمويل المحكمة ولاسيما منهم الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، "لم يقفل الباب امام ايجاد حل، بل تركه مفتوحاً" وأنه لم يفاجأ بموقف السيد نصرالله من تمويل المحكمة.

 

الاجور

وفي الملف المعيشي ترأس الرئيس ميقاتي امس في السرايا الاجتماع الاول للجنة المكلفة درس ملاحظات مجلس شورى الدولة على مشروع مرسوم تعيين الحد الادنى للاجور وزيادة غلاء المعيشة شارك فيه وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس ووزير العمل شربل نحاس. وأبلغ وزير الاقتصاد "النهار" ان اللجنة أجرت "قراءة معمّقة لقرار مجلس الشورى لتبيان امكان استيعاب كل المطالب المطروحة والعمل جارٍ الآن للبحث عن قواسم مشتركة بين مختلف الافرقاء تأخذ في الاعتبار مصلحة الاقتصاد والمجتمع".
وفهم ان وزير العمل سيجري اتصالات مع الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام من اجل توضيح منطلقات مجلس الشورى الذي يلغي عملياً قرار مجلس الوزراء، على أن يعود الى اللجنة الوزارية بنتائج اتصالاته كي تقوم بتقديم اقتراحاتها الى مجلس الوزراء لاتخاذ قرار جديد بشأن الاجور. واستبعدت مصادر وزارية ان يلجأ الاتحاد العمالي الى تنفيذ تهديده بالاضراب لأن مبدأ  إقرار الزيادة موجود وما يتم الان تصحيح القرار بما يتلاءم والقوانين المرعية الاجراء.

 

موسكو

في المقابل، أبلغت مصادر ديبلوماسية "النهار" ان وزارة الخارجية الروسية زوّدت أخيراً سفيرها في بيروت الكسندر زاسبكين التوجيهات التي بدأ بنقلها الى المسؤولين اللبنانيين وهي: "على لبنان الايفاء بالتزاماته حيال المحكمة، واذا لم يفعل فإن موسكو واثقة من ان مجلس الامن الدولي الذي أنشأ بقرار منه المحكمة سيتخذ العقوبات بحق لبنان. أما موسكو فعلى موقفها المبدئي ولن تتراجع عنه وهو ان تقوم المحكمة بمهماتها في أفضل الظروف وأن يعاقب المخطوفون والجناة على عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وكذلك سلسلة الاغتيالات التي تلته".
وأوضحت ان وفد كتلة "الوفاء للمقاومة" الذي زار العاصمة الروسية تبلّغ حرفياً الموقف الروسي من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل باغدانوف الذي استقبله مدة 40 دقيقة وليس ساعتين ونصف ساعة كما ذكر في بيروت. وفيما قال الوفد ان "حزب الله" والنائب عون يعارضان تمويل المحكمة، رد باغدانوف بالدعوة الى "استقالة الحكومة التي تضم الفريقين لتأتي حكومة جديدة تفي بالتزامات لبنان"، مشدداً على ان الرئيس ميقاتي "يجب ان يتخذ خطوة الاستقالة في حال فشلت حكومته في اقرار تمويل المحكمة". اما في الشأن العربي، فأوضح باغدانوف ان روسيا "تدعم الحل العربي للأزمة في سوريا وان موسكو ابلغت دمشق ضرورة ان تتقيد بهذا الحل والقبول بالحوار في القاهرة، لأن ذلك ليس بغريب في الازمات العربية. فكما توجه اللبنانيون الى الطائف ثم الى الدوحة، وكما توجه الفلسطينيون الى مكة في مراحل ازماتهم فانه ليس من المستغرب ان يتوجه السوريون الى التفاوض في ما بينهم في القاهرة".

 

واشنطن

في غضون ذلك، علمت "النهار" ان محادثات نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جايك والاس التي شملت خارج اطار الرؤساء الثلاثة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اثارت "نقزة" في الجو المصرفي. وردّت اوساط مواكبة هذه "النقزة" الى الخشية من ان تكون هناك عقوبات اميركية جديدة بعد تجاوز قطوع في الفترة الاخيرة.

 

الراعي

والى بيروت، يعود اليوم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي آتياً من روما بعد جولة له في الولايات المتحدة الاميركية، على ان يسافر غدا الى بغداد حيث يلتقي عدداً من المسؤولين ويترأس قداساً في كنيسة سيدة النجاة في مناسبة مرور سنة على المجزرة التي استهدفت مصلين فيها.

 

الحدث الاشتراكي اليوم نموذج داخلي للحسابات المتغيّرة
أين تقف القوى اللبنانية من المرحلة الانتقالية السورية؟

تتجه الانظار اليوم الى الجمعية العمومية التي يعقدها الحزب التقدمي الاشتراكي والتي تكتسب أهمية سياسية وتنظيمية من خلال المواقف التي سيحددها رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط والمتغيرات المنتظرة في البنية الحزبية. وبالاضافة الى الموقع المميز الذي يحتله جنبلاط عادة في الواقع الداخلي مما يجعله غالباً نقطة استقطاب على المستويين السياسي والاعلامي، فإن رصد هذه المناسبة الحزبية اليوم يتركز أكثر فأكثر على ما سيفصح عنه الزعيم الدرزي من توجهات لموقف حزبه وتالياً طائفته بإزاء التطورات العربية عموماً والسورية خصوصاً بعدما مرت الصفحة الجديدة بينه وبين دمشق بتقلبات حادة هبوطاً وصعوداً وأفضت الى حالة قطيعة أخيراً.
وفي ضوء هذه المناسبة وما يمكن أن تحمله كلمة جنبلاط من جديد أو من تثبيت لموقعه الحالي في الحكومة وبين أفرقاء الأكثرية، تطرح مصادر سياسية واسعة الاطلاع رؤية تتسم بإطار "بانورامي" لواقع القوى اللبنانية على اختلافها حيال المرحلة الانتقالية الحالية على الصعيدين الداخلي والخارجي، أقله من حيث تصنيف مبدئي لواقع القوى الاساسية. وفي هذا السياق تعتبر المصادر ان جنبلاط بما يمثل كان من أكثر الرموز الذين استشعروا مضاعفات الأزمة السورية في شكل مبكر على أوضاعه وأوضاع طائفته خصوصاً لجهة تأثره الطبيعي بتفاعلات الثورة لدى الدروز في سوريا سلباً وايجاباً، فكان تفاعله مع هذا الحدث، وعلى طريقته مثار إغضاب للنظام السوري عليه مجدداً. ولذا سيكون من الأهمية بمكان اليوم أن يكشف جنبلاط أين يقف داخلياً وخارجياً في عزّ وصول الأزمة السورية الى اختناقها ومراحلها الحاسمة.
مثل هذا الموقع لا ينطبق اطلاقاً في رأي المصادر نفسها على الحلفاء الطوعيين لجنبلاط في "الكتلة الوسطية"، فرئيس الحكومة نجيب ميقاتي "استحقاقه" مؤجل الى أمد طويل في الساحة السنيّة ومرتبط بطبيعة الحال بمصير النظام السوري الذي تعتبر المصادر ان عمر الحكومة الحالية لن يحدده موضوع تمويل المحكمة الدولية كما يشاع اليوم بل أي تطور جذري يطرأ على الوضع في سوريا. ومع ان ميقاتي لم يزر دمشق مرة منذ عودته الى السرايا، فإن ذلك لا يحجب دعمها المتواصل له ولحكومته، وهو أمر يرتب الآن مكاسب ظرفية ولكنه قد يرتب في المقابل أكلافاً ضخمة لاحقاً.
أما بالنسبة الى الحلفاء الآخرين في قوى 8 آذار، فإن أكثر ما يثير الاهتمام هو بداية صعود التمايزات بين الثنائي الشيعي وحليفه المسيحي العماد ميشال عون، التي تدرجها المصادر السياسية نفسها في إطار بداية تغلغل حسابات متناقضة ومتغيرة بينهما على خلفية الحدث السوري وارتباط هذه القوى بدمشق قبل أي عامل آخر. لا تبدو المصادر مقتنعة في هذا المجال بأن التمايزات التي انبرى العماد عون الى الجهر بها علناً مع حليفه "حزب الله" سببها الاساسي الموقف من "الفساد" أو الأداء الحكومي أو الملفات الاقتصادية والخدماتية، بل ترى في هذا السياق الجديد ملامح بداية لرسم أجندات جديدة خصوصاً على الصعيد المسيحي تمليها حسابات لا يعترف بها عون ولا الحزب في شأن المرحلة الانتقالية السورية وما بعدها مع كل احتمالاتها، ومن الواضح في هذا الصدد أن عون بدأ يحسب لتجنب الكلفة الباهظة لتحالفه مع الحزب وكذلك مع دمشق نفسها مما يعني انه يسعى الى تعويم وضعية مسيحية له اهتزت بقوة ومرشحة للاهتزاز الأعمق في حال انهيار النظام السوري خصوصاً على مشارف مرحلة داخلية تضغط عليها آفاق الانتخابات النيابية في سنة 2013. وهذه الانتخابات قد تشكل هذه المرة الاختبار الأكثر أهمية في تقرير الحجم السياسي والتمثيلي لعون بعد مشاركته القوية في السلطة.
في مقابل هذا المشهد على المقلب الأكثري، يبرز وضع المعارضة التي تمثلها قوى 14 آذار متميزاً بتعارض شديد، وفق المصادر نفسها، بين واقعين ذلك ان هذه القوى تجد نفسها أمام معطيات خارجية يفترض ان تؤدي بمجملها الى نتائج لمصلحة مواقفها وسياساتها المبدئية وكل مسارها منذ قيام انتفاضة 14 آذار 2005 التي اعتبرت قوى 14 آذار انها كانت الطليعة السباقة لاشعال "ربيع العرب". ولكنها في المقابل لا يمكنها أن تغفل عن المحاذير والمخاوف الواقعية الهائلة التي تشوب الثورات العربية وتشكل اخطار طبيعية مع صعود التيارات المتطرفة وعدم القدرة على رسم خط بياني واضح من الآن لمشهد الدول والانظمة البديلة الجديدة. وبهذا المعنى ترى المصادر ان قوى المعارضة لا تختلف في ارتباكها في التقديرات حيال الثورة السورية تحديداً عن الارتباك السائد صفوف خصومها في قوى 8 آذار وإن كانت تقف مبدئياً اكثر منها على قاعدة صلبة في الرهان على استحالة سحق هذه الثورة رغم كل التقلبات وتالياً احقية موقف المعارضة وصدقيته في تأييدها. وهذه مفارقة ستتعايش قوى 14 آذار معها طويلا وستنعكس بطبيعة الحال على واقع معركتها السياسية المتمادية مع السلطة الحالية ولاسيما منها مكوناتها المخاصمة لها وفي مقدمها قوى 8 آذار المسيحية والشيعية في المرتبة الاولى والسنية في المرتبة الثانية. فيما يشتد اواصر التقاطع اكثر فأكثر مع المكون الدرزي الاساسي الذي يمثله جنبلاط.
وترى المصادر في السياق ان قوى المعارضة لا تزال تظهر نقطة ضعف اساسية في ادائها الداخلي عبر تعاملها مع اليوميات التي تطرحها قوى الاكثرية بصفتها سلطة حاكمة. اذ يتسم اداء المعارضة برد الفعل اكثر منه بالمبادرة والتحسب والتعامل بالقوة اللازمة مع كل الملفات وهو امر باتت قوى الاكثرية في معظمها وعلى اهتزاز صفوفها، تفيد منه للرهان دوما على اطالة أمد سيطرتها على السلطة وتنفيذ سياسات في المرحلة الانتقالية من شأنها ان تقصي قوى 14 آذار تماما عن معظم مواقع الدولة والادارة والتأثير في اللعبة السياسية أقله من مواقعها الحالية في انتظار العبور الى مرحلة اخرى تتمكن معها هذه القوى من اعادة تصويب ميزان القوى المختل منذ تشكيل الحكومة الحالية وتبديل الظروف التي اتاحت لخصومها الاستقواء بها.

 


 

مشروع قانون الانتخابات النيابية لوزير الداخلية مروان شربل
نسبية وكوتا نسائية وبطاقات اقتراع جاهزة والدوائر خيارات

يثير موضوع الانتخابات النيابية لسنة 2013 الكثير من الجدال وسط تضارب المشاريع المقدمة والمرفوعة الى الهيئات المختصة أو المثارة اعلامياً فقط.
كثيرون يقولون انهم لم يطلعوا كفاية على المشروع الذي أعلنه وزير الداخلية مروان شربل، ومنهم وزراء ونواب، علماً ان مشروع الداخلية هو نتاج عمل كبير بدأه الوزير السابق زياد بارود الذي له باع وخبرة في ما عرف آنذاك بـ"لجنة فؤاد بطرس".
"الدولية للمعلومات" أعدت تقريراً مبسطاً عن المشروع، تمهيداً لمناقشته قبل إقراره. وفي ما يلي نص التقرير:
عقد وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل مؤتمراً صحافياً الاثنين 10 تشرين الأول 2011 أعلن فيه عن مشروعه للانتخابات النيابية الذي قدمه للرؤساء الثلاثة تمهيداً لمناقشته وإقراره، كما هو أو معدلاً، في مجلس الوزراء على أن تبقى الكلمة الاخيرة لصدور القانون لمجلس النواب. ويبدو أن صدور القانون لن يكون قريباً بل سيستغرق وقتاً وإقراره ايضاً ليس بالامر الأكيد إذ تبرز احتمالات عدة من أهمها اعتماد القانون الذي جرت على أساسه الانتخابات في العام 2009. وقال الوزير شربل إن الاقتراح الذي قدمه "لا يشبه أي قانون سواء في الشكل أم في المضمون".

 

ماذا في الاقتراح الانتخابي؟

ورد في الاقتراح الذي قدّمه الوزير شربل العديد من الأمور الجديدة التي لم ترد في قوانين الانتخابات السابقة ومن أبرزها:
* اعتماد النظام النسبي في الاقتراع بدل النظام الأكثري الذي كان معمولاً به في جميع الانتخابات النيابية التي جرت في العقود الماضية منذ بدء الحياة النيابية في لبنان.
* اعتماد اللوائح الكاملة المفتوحة مع صوتين تفضيليين مما يتيح للناخب اختيار النواب بمعزل عن إرادة رئيس اللائحة في ترتيب النواب فيكون الفوز من نصيب من اختاره الناخبون وليس من وضعه رئيس اللائحة في الترتيب الاول.
* اعتماد كوتا بنسبة 30% من ترتيب اللوائح وهي عملياً كوتا نسائية لأنه في العادة تكون أكثرية المرشحين من الرجال ولكن هذه الكوتا هي في الترشيح وليس في الفوز بمعنى انه لا يوجد أي نص قانوني يفرض أن تشكل النساء 30% من المجلس أي 38 امرأة.
* اعتماد آلية لتمكين اللبنانيين المقيمين في الخارج من الاقتراع في أماكن تواجدهم وعليهم أن يسجلوا أنفسهم قبل 20 تشرين الثاني 2012 واقتراعهم سيتم قبل بدء الانتخابات في لبنان في مهلة أقصاها 15 يوماً.
* يجب تسجيل اللوائح قبل 40 يوماً من الانتخاب، في القانون السابق لم يكن هناك تسجيل للوائح، وتسجيل اللوائح قبل هذه المدة الطويلة من الأمور التي تقلل من فرص إقرار القانون لأن المعروف أن إعلان اللوائح كان يتم قبل أيام من الانتخاب أو عشية الانتخاب.
* الاقتراع سيتم بموجب بطاقة تعدّها وزارة الداخلية تضم اسم اللائحة وأسماء المرشحين وصورهم.
* إنشاء هيئة الإشراف على الانتخابات النيابية التي تمارس مهماتها بصورة مستقلة وبالتنسيق مع وزير الداخلية والبلديات وتضم هذه الهيئة تمثيلاً واسعاً لمختلف الهيئات الثقافية والقانونية.
* إجراء الانتخابات، كما في القانون السابق، في يوم واحد في كل الدوائر.
* أعاد الاقتراح تحديد سقف للإنفاق الانتخابي مقداره 100 مليون ليرة لبنانية لكل مرشح يضاف اليها قسم متحرك يرتبط بعدد الناخبين مقداره 3 آلاف ليرة عن كل ناخب من الناخبين المسجلين. وتبقى العبرة في تنفيذ الضوابط على الإنفاق كما على الحملات الإعلامية.
الدوائر الانتخابية - خيارات متعددة
لم يعتمد الاقتراح دوائر انتخابية محددة بل تضمن خيارات وترك لمجلس الوزراء ومجلس النواب اعتماد أي منها أو اعتماد خيارات أخرى، ولكل خيار في اعتماد هذه الدوائر نتائج تختلف عن الخيار الآخر والقاسم المشترك بين الخيارات الست هو بقاء كل من دائرتي بيروت، بعلبك والهرمل، وزغرتا – بشري – الكورة، البترون، كما هي.
 

 

 

الجميل التقى أوغلو وفريق الخارجية التركية:
تأكيد على مساعدة "كل الحركات العربية"

الرئيس الجميّل مجتمعاً بوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في تركيا.
أفاد مكتب رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل أنه زار تركيا لمدة يومين وعقد جلستي عمل  مع وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو في حضور نائب رئيس الحزب سجعان قزي، وشارك في جزء من الجلستين فريق عمل في وزارة الخارجية مسؤول عن الشؤون العربية والشرق الاوسطية وفريق مركز الدراسات الإستراتيجية التابعة للخارجية.
وعرض الرئيس الجميل نظرته الى الأحداث التي تدور في العالم العربي وضرورة ان ترفد الثورات في انظمة ديموقراطية، وفي دساتير تنص على احترام المساواة وحقوق الإنسان والجماعات والحرية والتعددية. ورحب الوزير التركي بمواقف الجميل وأبدى استعداده لتقديم كل مساعدة لتحقيقها وتنسيق تنفيذها.
وبعد الإجتماع عقد الرئيس الجميل ووزير الخارجية التركية مؤتمرا صحافياً مشتركاً، وقال اوغلو: "اجرينا  لقاءات إجابية وجيدة مع الرئيس أمين الجميل  ذي الدور المهم في السياسة اللبنانية وفي تطورات المنطقة، وهو رجل مفكر في الوقت نفسه. وبحثنا في موضوع العلاقات بين مختلف الأديان والمذاهب من أجل تأسيس الإستقرار الدائم وضرورة اداء هذه العلاقات دوراً إيجابياً في مرحلة التحول الديموقراطي.
إن إستقرار لبنان في غاية الأهمية بالنسبة الينا وتجارب لبنان  لها أهميتها ومن المهم الإفادة من الخبرات اللبنانية لمنع تكرار الأحداث. للرئيس الجميل تجربة كبيرة في هذا المجال، وقد طرح لنا موضعين مهمين  كان قد طرحهما قبلا على شيخ الأزهر وبابا الأقباط، وهما: تفعيل الحوار بين الأديان في المنطقة، ودعم الربيع العربي بإعلان جديد لحقوق الإنسان".
وتحدث الرئيس الجميل قال:" كانت مناسبة تداولنا فيها شؤون المنطقة التي تحصل فيها تغييرات كثيرة وتجتاز ربما مرحلة تاريخية.
وسررت أن اكون مع معالي الوزير والمسؤولين في الشعور نفسه، والقراءة والأفكار نفسها لمعالجة الوضع الجديد في المنطقة. من الضروري في هذه المرحلة مساعدة كل الحركات العربية والحركات الموجودة في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا ان هناك قواسم مشتركة مع تركيا ومصالح كبيرة، ونحن في منطقة الشرق الأوسط لنا مصالح مشتركة، من هنا ضرورة العمل من اجل الإستقرار والسلام فيها. قدرت الأفكار العميقة التي طرحها معالي الوزير من اجل دفع المنطقة الى الإستقرار والتعاون الصادق مع كل مكوناتها (...)". 

 

 

أخبــار أمنيــة وقضائية

لبنان سيسلم الجزائر موقوفاً كندياً


كشفت مصادر قضائية لـ"النهار" ان القضاء اللبناني سيرحل قريباً الى الجزائر الموقوف الكندي هانك تيبر. وقالت المصادر ان وكيل تيبر كان طلب من النائب العام التمييزي سعيد ميرزا استمهال استرداد موكله تيبر الى الجزائر في انتظار نتيجة مراجعة تقدم بها أمام القضاء الفرنسي في ليون تتصل بموضوع توقيفه في لبنان.
وأضافت ان "هذا الطلب ورد منذ مدة ولم نتلق الى الآن أي جواب"، مشيرة الى ان ميرزا قرر تسليمه قريباً الى الجزائر.
يشار الى ان القضاء اللبناني كان تسلم من السلطات الجزائرية طلب تسليم تيبر الذي اوقف في 23  آذار الماضي في بيروت انفاذاً لمذكرة صادرة عن الإنتربول الدولي.  

 

 احباط فرار سجين من رومية


أحبطت مديرية المخابرات في الجيش محاولة أحد السجناء الفرار خلال انتقاله من سجن روميه الى مستشفى ضهر الباشق.
وأفاد بيان لمديرية التوجيه في قيادة الجيش ان "السجين الموقوف ق.ع.ب أقدم على تشطيب جسمه بآلة حادة لتأمين انتقاله من السجن الى المستشفى واتفق مع والده ع.م.ب على تسهيل فراره بعد أن يكون قد غافل الحراس في المستشفى. أوقف السجين ووالده، وأحيلا على القضاء المختص".

 

العثور على رضيع في يومه الخامس في الحدت


عثرت دورية من بلدية الحدت على رضيع ملفوف بقماطات وبطانية قرب مدافن الروم في البلدة. وعلى الأثر حضرت سيارة من الصليب الأحمر اللبناني ونقلته الى "مستشفى سانت تيريز"، حيث أجريت له فحوص طبية، وتبين ان عمره خمسة أيام وفي حالة صحية جيدة.

 

3 جرحى سوريين الى مستشفيات عكار

عكار - "النهار"
نقل 3 جرحى سوريين الى عدد من مستشفيات عكار من منطقة القصير ادخلوا عبر عدد من المعابر غير الشرعية على الحدود اللبنانية ـ السورية الشمالية – الشرقية. وتبين ان اصابة احدهم خطرة.


 

3 عمال سوريين جرحى برصاص خلال سطو على خيمتهم في سهل إيعات

حافلة سورية تنقل أمتعة عمال سوريين من سهل ايعات أمس. (وسام اسماعيل)
بعلبك - "النهار"
اصيب الشقيقان السوريان ابرهيم (26 عاما) ومحمد (35عاما) صبحي رمضان ووالدتهما دونا الحمود الحير (55 عاماً) بعيارات نارية في ارجلهم في عملية سطو نفذها مجهولون فجر اول من امس على خيمة يقطنها آل رمضان في سهل بلدة ايعات غرب بعلبك حيث يعملون في حقل زراعي.
وفي رواية الشقيق علي (28عاما) ان اربعة مسلحين ملثمين يستقلون سيارة "شيروكي" أقدموا عند الثانية والنصف فجراً على محاولة السطو على خيمتهم وكان في داخلها 5 شبان وفتاتان والوالدة، وشهر احد الملثمين رشاشاً حربياً في وجه دونا التي استيقظت فور سماعها اصواتا وطالبها بالتزام الصمت واعطائه كل ما يملكون من اموال، لكن علي انقض على الملثم من الخلف فبدأ الاخير بالصراخ على الفور وعمد رفاقه الثلاثة الذين كانوا خارج سيارتهم الى اطلاق النار عشوائيا نحو الخيمة قبل ان يتمكنوا من الفرار، مما ادى الى اصابة الوالدة دونا وولديها ابرهيم ومحمد. وقد نقلوا الى "مستشفى دار الحكمة" في بعلبك ثم الى احد المستشفيات داخل الاراضي السورية.
وحضرت القوى الامنية وفتحت تحقيقاً في الحادث.
وعلى الاثر غادر العمال السوريون القاطنون في سهل ايعات منذ اكثر من عشرة اعوام خيمهم الى بلدهم خشية تكرار الحادث.

 

"الجهاد" أحيت في مخيم الجليل ذكرى انطلاقتها ورحيل مؤسسها

نظمت "حركة الجهاد الإسلامي" في فلسطين الذكرى 24 لانطلاقتها وذكرى 16 عاماً على رحيل مؤسسها وأمينها العام فتحي الشقاقي، في مهرجان سياسي بمخيم الجليل في بعلبك.
انطلقت المسيرة بعد صلاة الظهر من أمام مسجد بلال بن رباح وشارك فيها ممثلون للفصائل والاحزاب الفلسطينية واللبنانية وشخصيات، وتكلم النائب مروان فارس عن "مناقبية الشقاقي الذي أسس الجهاد الإسلامي في فلسطين انطلاقاً من وعيه الفكري والاسلام". وشدد على أن "المقاومة هي المعطى الأساسي الذي يعيد فلسطين الى الفلسطينيين". وطالب "بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم كاملة، من حق التملك وحق العمل حتى العودة الى فلسطين".
وتلاه عضو اللجنة المركزية في "الجبهة الشعبية – القيادة العامة" "أبو عدنان" عودة ثم القيادي في الحركة "أبو سامر" موسى الذي تحدث عن "استشهاد الطفل فراس زهير الناجي ظلماً برصاص أطلق في اتجاه المخيم (الجليل) وعلى الأجهزة الأمنية المعنية التعجيل في التحقيق والإقتصاص من الفاعل" (...)".

 

متضررون في قضية عز الدين

صور – "النهار"
تجمع عدد من أصحاب الحقوق المتضررين من قضية صلاح عز الدين وشريكه يوسف فاعور عند مفترق بلدة العباسية (صور) امس، وحملوا لافتات كتب عليها ان "الله حق وصاحب الحق سلطان"، "نطلب من السيد حسن نصرالله رفع هذا الظلم"، "بلغوا سماحة السيد القائد اننا مظلومون" و"ما من ظالم إلا سيبلى بأظلم".
وطالبوا بـ"إيجاد تسوية لقضيتهم وتعويضهم الخسائر الفادحة التي لحقت بهم موضحين انهم في غالبيتهم أصبحوا بلا عمل وخسروا اموالهم ومدخراتهم ويعيشون اوضاعاً اقتصادية صعبة.
وناشد المحتجون نصرالله وقيادة "حزب الله" التدخل بقضيتهم، خصوصاً ان عز الدين "استغل قربه من الحزب لاقناعهم بايداع اموالهم لديه".


المصدر: جريدة النهار

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,939,623

عدد الزوار: 7,048,803

المتواجدون الآن: 83