تجديد الغالبية أبعد أزمة في التعامل الخارجي مع لبنان

إقرار "حزب الله" بالخسارة طمأن الدول

تاريخ الإضافة الثلاثاء 9 حزيران 2009 - 5:33 ص    عدد الزيارات 4031    التعليقات 0    القسم محلية

        


تنفس المجتمع الدولي الصعداء بفوز قوى 14 آذار بالغالبية النيابية مجددا في الانتخابات التي جرت الاحد المنصرم، بعد حبس للانفاس بدأ قبل بضعة اشهر من موعد الانتخابات. وسارعت دول مهتمة الى تهنئة لبنان بالعملية الانتخابية التي وان شابتها شوائب عدة لا تخرج عن ادبيات العمليات الانتخابية في لبنان عموما. واظهرت ردود الفعل الخارجية العربية والغربية الاولية والمرحبة بالعملية الانتخابية ونتائجها مدى الاهمية التي لا يزال يعلقها المجتمع الدولي على لبنان واهتمامه المستمر به وبموقعه في المعادلة السياسية في المنطقة، خلافا لاعتقاد كثيرين ان انشغالات واولويات اخرى اخذت المكان الذي احتله لبنان في جدول اعمال هذه الدول خلال الاعوام الاربعة الماضية. فمع الاستعدادات التي ظهرت في الاشهر الاخيرة نفسياً وواقعياً حيال اي احتمالات تغييرية على المستوى السياسي في لبنان،  لم يكن خافياً ان فوز قوى 8 آذار كان ليشكل أزمة في التعاطي الدولي ولبنان في اكثر من مستوى.
وشكلت نتائج الانتخابات النيابية وتجديد قوى 14 آذار غالبيتها النيابية بـ71 صوتا في مقابل 57 صوتا لقوى 8 آذار صدمة كبيرة لهذه الاخيرة، اذ انها اتت مناقضة كليا لما بنت عليه هذه القوى حساباتها وفقا لاستطلاعات الرأي الخاصة بها، والتي تبين انها اخطأت الى حد بعيد في عدم اخذها في الاعتبار كل العوامل المؤثرة القائمة او المفاجئة. لكن كثيرين توقفوا خصوصا عند مبادرة "حزب الله" الذي كان اول من اعلن فوز قوى 14 آذار بالغالبية عبر اعلان مصادره "ان تحالفنا خسر الانتخابات، ونحن نقبل بالنتيجة بصفتها ارادة الشعب". فهذا الاقرار بالخسارة على نحو مبكر بدا مطمئنا بالنسبة الى المراقبين لانه يقفل الباب امام أي فريق حليف لرفع سقف الاعتراض واحتمال ترجمته في اي شكل من على الارض، وعكس بالنسبة الى المراقبين ادراك الحزب جيداً في المبدأ انه لا يمكن انكار واقع ما انتهت اليه الانتخابات، باعتبار ان الحزب كان من ابرز المروجين لدى ممثلي الدول الغربية في لبنان، من المتصلين بهم مباشرة او مداورة، للاحتمال القوي والمحسوم لفوز قوى 8 آذار بالغالبية على سبيل تحضير الاجواء الخارجية العربية والدولية من اجل ضمان قبول سيطرة الحزب وحلفائه على الغالبية والطمأنة الى المرحلة المقبلة. اضف الى ذلك ان هذا الاقرار يجعل من الصعب عمليا، وفي ظل الحشد الدولي للمراقبين في لبنان والمراقبة الكثيفة من الخارج، تعقيد المراحل اللاحقة للقبول بالنتائج التي جعلت الغالبية هذه المرة غالبية فعلية، وهذا يدحض المنطق الذي اعتمدته قوى 8 آذار بعد 2005 بالقول ان غالبية قوى 14 آذار وهمية ومبنية على تحالفات تم نقضها. فالغالبية تجددت بموجب قانون انتخابي مختلف عما حصل عام 2005 وتعرض للانتقاد. وهي تجددت ايضا بموجب تحالفات سياسية مختلفة عن تلك التي سادت الانتخابات السابقة، مما يجعلها غالبية حقيقية وفعلية، ولم يعد يسهل نقض هذا الواقع ما لم يكن اي تعقيد رفضا لنتائج الانتخابات.


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,169,493

عدد الزوار: 6,758,611

المتواجدون الآن: 128