دائرة بعبدا: الاصطفافان الشيعي والدرزي يجعلان الصراع على الصوت المسيحي... وخيارات اللحظة الأخيرة

المعارضة واثقة من فوز اللائحة و14 آذار تسعى لخرق ثلاثي و«الثنائي» راض بما يكسب

تاريخ الإضافة الجمعة 5 حزيران 2009 - 6:17 ص    عدد الزيارات 3693    التعليقات 0    القسم محلية

        


غاصب المختار...دفع انسحاب عدد من المرشحين الاساسيين ومن كل الطوائف في دائرة بعبدا، الى اعادة خلط الاوراق والحسابات، في معركة انتخابية تتسم بالحساسية والدقة والاهمية، خاصة بعد ان اكتمل الاصطفاف في لائحتين مكتملتين، واحدة للمعارضة واخرى لقوى 14 آذار، وبينهما لائحة الثنائي النائب الدكتور بيار دكاش (ماروني) والمرشح الدائم سعد سليم (شيعي)، علما بأن معظم المنسحبين جيروا انسحابهم لمصلحة لائحة المعارضة.
وانسحاب المرشحين المنفردين الاقوياء، من شأنه ان يرفد هذه اللائحة او تلك بعدد اضافي من الاصوات، وان كان ثمة اتجاهات لدى شريحة من الناخبين، لا سيما المسيحيين والشيعة، لتشكيل لوائح خاصة متنوعة، لا تلتزم بإحدى لائحتي طرفي الصراع كما هي، وتعبر عن حالة من التمايز عن كل الاصطفافات، وترتكز على الولاءات او العلاقات الخاصة والشخصية والخدماتية، وأحيانا على الكيدية. وقد توزع هذه الكتلة اصواتها على المرشحين من اللوائح الثلاث. الا ان حجمها لن يكون مؤثرا على نتائج اللوائح الثلاث، خاصة على اللائحتين المقفلتين، لأن كلا منهما تنطلق من كتلة اصوات كبيرة. واللائحتان تعملان على تخفيف نسبة التشطيب فيهما، خاصة مع وجود لائحة ثالثة تسحب من رصيدهما.
فلائحة الاصلاح والتغيير (المعارضة) تنطلق من كتلة شيعية ناخبة قد تصل إلى 15 الف صوت ان لم يكن اكثر، خاصة ان «حزب الله» وحركة «امل» يعملان على ان يكون عدد الاصوات الشيعية هذه المرة فوق العشرين ألفاً (كان في العام 2005 نحو 18 الفا، اقترع منهم نحو 15500 لمصلحة التحالف الرباعي وقتها)، علما بأن عدد الناخبين الشيعة المسجلين في لوائح الشـطب يبلـغ 34 الفا تقريباً.
كما تنطلق من كتلة مسيحية مؤيدة للتيار الوطني الحر تعتمد كما تقول اوساط التيار على «الصوت المجدي»، يفوق عددها نحو 20 الف صوت مسيحي (عدد الناخبين المسيحيين المسجلين نحو 80 الفا اقترع منهم عام 2005 نحو 50 الفا، بينهم لمصلحة التيار نحو 30 الفا، بحسب ماكينة التيار، اي 73 في المئة). وتؤكد اوساط التيار ان هناك تفاوتا كبيرا عن اللائحة الاخرى يتعلق بحجم الالتزام الكبير للناخبين بالاعضاء الستة من قبل الناخبين المسيحيين والشيعة.
ومع ذلك، لا تنام لائحة المعارضة على حرير، ويقر اعضاؤها بأن المعركة ساخنة، «ولا يجب ان نترك منطقة من كل مناطق بعبدا الا ونعمل فيها».
وتفيد تقديرات الخبراء ان الفارق بين لائحتي المعارضة و14 آذار سيكون عشر نقاط (بين 7 و8 آلاف صوت) وفــق عــدد المقتــرعين. وان اللائحة كلها ستــفوز من دون أي خرق من اللائحة الأخرى. وهذا ما جاء في آخر تقرير اعده احد الخبراء في الاول من حزيران الجاري.
اما لائحــة 14 اذار و«المستقلين»، فتنطلق من كتلة ناخــبة درزية تبلغ نحو 12 الف صوت، (عدد الناخبين الــدروز المسجلين يبلغ نحو 25 الــف صوت، اقترع منهم عام 2005 نحو 15 الفا)، وكتلة ناخبة سنــية تبلغ نحــو ثلاثة آلاف صوت (عدد الناخــبين الســنة المسجلين نحو 8500 ناخب اقــترع منــهم العــام 2005 نحو3600 ناخب). الا ان اوساط اللائحة تقول انها تعمل لجذب اكثر من خمسة آلاف صوت سني هذه المرة، بحيث يعادل التصويت الدرزي والســني التصويت الشيعي الى حد ما، فتبقى المعركة اساسية في التصويت المسيحي.
وقد حصلت لائحة 14 آذار على ما نسبته 23 في المئة من التصويت المسيحي في انتخابات 2005، وتعول على زيادة النسبة في هذه الانتخابات، الى جانب تعويلها على زيادة نسبة التصويت الشيعي الى جانبها كما يقول احد اعضائها.
ويعتقد اركان اللائحة انها ستنطلق من نسبة تصويت مسيحية عالية في الساحل، من كفرشيما الى فرن الشباك مرورا بالشياح، وتقول ان الفارق في الاصوات المسيحية تقلص لمصلحتها (كان نحو 6 آلاف صوت)، فوصل الى نسبة 5 في المئة تقريبا. ويمكن تعويضها من اصوات الشريحة العائمة او المترددة التي تبلغ نسبتها ما بين 8 و10 في المئة من الناخبين.
وبناء على هذا الرهان، تترقب لائحة 14 آذار خرق لائحة المعارضة بثلاثة مقاعد شيـعي وماروني ودرزي.
اما لائحة الثنائي دكاش ـ سليم (الاعتدال والولاء للوطن)، فتنطلق من رصيد عال نسبيا خاصة للدكتور دكاش، لا سيما في الساحل، وهي تعول على العلاقات الشخصية مع العائلات، وتعتبر انها صارت من ضمن المعادلة الانتخابية، وان امكانية الخرق لديها مرتفعة بنسبة كبيرة، خاصة ان ارقام انتخابات 2005 تساعد على هذا الاعتقاد، إذ نال الدكاش 38 الف صوت، ونال سليم 18 الف صوت. اضافة الى ان الثنائي يعتقد ان طريقة تشكيل اللوائح الاخرى واستبعاد شخصيات معينة وازنة وضم شخصيات غير معروفة كثيرا، تركت تأثيرا سلبيا عند شريحة من الناخبين، ما يؤدي الى سحب اصوات من اللائحتين الاخريين لمصلحة الثنائي.
وترك انسحاب عدد من المرشحين المنفردين مثل النائب عبد الله فرحات ورياض رعد وناجي حاطوم وفادي وسعيد علامة وسواهم من مرشحي آل الاعور والمرشحين المسيحيين الاخرين، بلبلة لدى شريحة من الناخبين يفترض ان تختار اما لائحة من اللوائح الثلاث كما هي، واما تتوزع اصواتها على اللوائح الثلاث. وهذا ما يدفع الى تشتيت بعض الاصوات وعدم معرفة اتجاهاتها جميعها.
ما يميز معركة بعبدا شبيه بما يميز المعارك في مناطق الصوت المسيحي الغالب، كزحلة والمتن الشمالي والاشرفية، فقوى المعارضة تخوض معركة الحصول على الاكثرية النيابية المسيحية والشيعية تحت عنوان سياسي عريض هو المشاركة والاصلاح وحماية خيار المقاومة، فيما تخوضها قوى 14 آذار تحت عنوان الحصول على اكثرية نيابية متنوعة اذا امكن، وتحت عنوان سياسي عريض هو «مشروع الدولة» بكل مضامينه السياسية والامنية والادارية، ما يعني مواجهة خيار المقاومة المسلحة للاحتلال والتركيز على العمل السياسي والدبلوماسي لتحرير الارض المحتلة.
وتحت هذين العنوانين تقع الاغلبية الناخبة المسيحية تحت واقع انتخابي ضاغط، سياسي وطائفي ومذهبي ومناطقي، يجعل قسماً كبيرا منها في موقع حسم الخيارات بسهولة لطرفي المعركة أو للمستقلين، نتيجة التعبئة غير المسبوقة الحاصلة. أما شريحة المتردين فتــقرر خيارها مساء السبت او صباح الاحد، وعليها التعويل لدى المعارضة، لاضافة رصيد من الاصوات، ولدى 14 آذار لإحداث الخــرق الــذي تمنّي النفس به.
 


المصدر: جريدة السفير

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,176,772

عدد الزوار: 6,759,068

المتواجدون الآن: 132