فلسطينيو سوريا.. تحت المطرقة

شيخ قراء الديار الشامية ينتقد «عقوق» الجيش السوري وقائده الأسد

تاريخ الإضافة الإثنين 5 أيلول 2011 - 7:16 ص    عدد الزيارات 3465    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

شيخ قراء الديار الشامية ينتقد «عقوق» الجيش السوري وقائده الأسد
الشيخ كريم راجح يدين الدوس على المصاحف وانتهاك حرمة المساجد ويهاجم رجال الدين الموالين للنظام
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
أحدثت خطبة الشيخ كريم راجح أول من أمس (الجمعة)، والتي وجه فيها انتقادات صريحة للنظام وللرئيس بشار الأسد كقائد للجيش ولعلماء الدين الموالين له، صدى واسعا في الأوساط السورية، للمكانة العلمية والدينية الرفيعة التي يحتلها شيخ قراء الديار الشامية الذي قارب من التسعين عاما.
واعتبرت خطبة راجح التي جاءت لتعبر عن موقفه مما تعرض له مسجد عبد الكريم الرفاعي ليلة القدر والأحداث الجارية في البلاد «كلمة حق تقال لوجه الحق»، حيث اتهم الجيش السوري وقائده بالعقوق، لأنه جيش بني من مال الشعب ويستخدم ضد الشعب. وأدان استباحة حرمة المساجد والدوس على المصاحف واعتبار ذلك من قبل السلطة خطأ فرديا مقابل عدم اعتبار الدوس على صورة الرئيس حادثا فرديا، بل قد تدمر لذلك منطقة بأكملها. ولمح إلى انتقاده إلى بعض الخطباء من الذين حجم عمامته بحجم (قبة مسجد بني أمية) ولهم مؤلفات تملأ الأرض ولم يقولوا «كلمة الحق» في إشارة إلى الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، إمام الجامع الأموي.
واعتبر الشيخ كريم راجح في خطبته أن المشكلة «التي نعيشها أننا نتوجه بهذا الكلام إلى ناس لا يعملون به ويسمعونه ويمر على آذانهم ولكن لا يلامس لا آذانهم ولا قلوبهم»، لافتا إلى أن «كل إنسان مهما علا كعبه لو أصابه صداع لا يستطيع أن يزيله عن نفسه إن لم يزله الله عنه»، في إشارة إلى ما قيل عن ممارسات الأمن والشبيحة بحق المعتقلين السوريين وإكراههم على القول إن «ربهم بشار». وبضمير المخاطب تابع راجح قوله متعجبا «من أنت؟ أنت عبد. أنت مخلوق من التراب الذي يوطأ فما بالك تتكبر على الله وتتعجرف ولا تحمل شيئا من آياته ولا من كتابه».
وعن دور المساجد في حياة الأمة الإسلامية قال الشيخ راجح، إن «رسول الله عمرها من أجل أن تقال فيها كلمة حق من أجل أن تقوم منها الدولة من أجل أن ينتخب منها الخليفة من أجل أن يكون القضاء فيها من أجل أن تعلم الناس الأخلاق، وأن الشيخ على المنبر هو خليفة رسول الله، ولذلك يجب أن يعرف من هو وما هو المقام الذي أقامه الله به ومن أجل أن يقول كلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يخاف في ذلك لومة لائم».
وأضاف راجح في انتقاد غير مباشر لعلماء الدين الموالين للنظام «إذا كان الشيخ ذا أغراض فإن الناس لا يعتبرونه ولا يقيمون له وزنا ويصبح شخصا من الناس ولو كانت عمامته قدر قبة مسجد بني أمية ولو كانت مؤلفاته تملأ الأرض»، في إشارة للشيخ البوطي الذي وقف إلى جانب النظام وبرر ممارسته القمعية تجاه المتظاهرين. وقال راجح إن «على الشيخ أن تكون مواقفه صادقة وينصح الدولة لوجه الله وألا يتعلق بفلان أو بفلان فهو صديق للدولة لأنه يريد أن يجعل من الدولة عبدا لله وهو صديق للشعب لأنه مخلص ويريد أن يجعل من الشعب عبدا لله، ولذا فإن المساجد من حرمات الله، وهي مقدسة قداسة الكعبة ومع كل ذلك فحرمة رجل مسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة». وشدد على أن «المساجد لا يضرب فيها رصاص ولا يضرب فيها بعصا ولا يثار فيها أصوات غير أصوات الذكر، فالمساجد للصلاة والعبادة والتعليم». واستنكر ما تتعرض له المساجد في سوريا ومن بينها جامع الحسن الذي تخرج منه مظاهرات الميدان في العاصمة دمشق، وتعرض أكثر من مرة لاعتداءات من قبل الأمن والشبيحة. وذكر راجح بفترة الانتداب الفرنسي وقال «أعهد وأنا صغير كنا نفر أمام الجنود الفرنسيين وكنا إذا وصلنا مسجدا ودخلناه وقف الجنود بعيدا وعادوا إلى ثكناتهم لأننا احتمينا بمعبد ديني، لأن العرف من دخل بيتي فهو آمن، ولكن ولأننا ضللنا عن ديننا صار العرف من دخل بيتي كان خائفا». وتطرق راجح إلى فساد الحكام بالقول «يوم ترك الحكام المساجد ولم يعمروها هم بالذكر وتركوها للعامة بلغوا ما بلغوه». واستطرد قائلا إن «المساجد كل شيء في حياة المسلمين ونحن شعب مسلم وكلنا مسلمون وليس عندنا طائفية الشيعة العلويين. كلنا مسلمون»، معتبرا وصول الفساد إلى المساجد «مصيبة»، وفوقها «لا تراعى حرمتها». ولام النظام الذي يلاحق المتظاهرين إلى داخل المساجد، وقال «أنا أخاطب النظام بأن هذا ليس من مصلحة النظام وأن هذا الذي يقضي على النظام». وأعطى مثالا من التراث العربي بأن العرب كانوا «إذا تبارز اثنان ووقع سيف أحدهما فإن الآخر يقف ينتظره حتى يعاود التقاط سلاحه لإكمال المبارزة»، في إسقاط على أن المتظاهرين لا يملكون سلاحا ومع ذلك يتعرضون للضرب بالسلاح إلى الحد الذي وصل إلى قصف المآذن وهدم المساجد. وقال «لو أننا استعملنا العدالة مع الناس لما وصلت الأمور إلى هنا»، متوقفا عند «الفساد الذي أصاب المجتمع وقسمه طبقات إذ ليس من العدالة أن يدخل الموظف إلى الوظيفة ومعه عشر ليرات ويخرج ومعه مليارات». وأضاف «لا نجد وجودنا في بلدنا وإنما نجد أنفسنا في بلادنا غرباء حتى الواحد كان يخاف من أخيه ومن جاره».
وفي كلمة وجهها إلى الجيش السوري قال «يا أيها الجيش الكريم ويا قائد الجيش والذي هو الرئيس، في سوريا لم يكن هناك جيش وعندما أنشئت إسرائيل شكلنا الجيش وكنت أنا من الذين أسهموا في ذلك، إذ جلت على المحافظات مع رياض العابد لجمع التبرعات من القرى والبلدات، لشراء الطائرات والدبابات والمدافع والأسلحة للجيش.. أنا كنت الخطيب وأستخرج مالا من جيوب الناس وصناديقهم لنأتي بها إلى جيشنا.. نحن تعبنا جدا لبناء الجيش فهو من الشعب وللشعب ولصالحه وبنيناه من أجل محاربة إسرائيل ولا نتصور أن هذا الجيش ينقض علينا ويضربنا ويسجننا ويقتلنا ويفعل بنا ما فعل». ودعا الجيش إلى ألا يكون «عاقا»، معتبرا ممارساته الآن بحق الشعب السوري «عقوقا من الجيش وقائد الجيش وكل ما يتعلق بالجيش». كما خاطب قوات الأمن بالقول «يا من تسمون بالأمن أنتم أيضا تستعملون المال من جيوبنا نحن من ندفع الضرائب ونحن نعطيكم الرواتب أنت لنا لا علينا فماذا تفعلون؟ ماذا يكتب التاريخ عنكم؟». وسألهم «هل ضاعت عقولكم مطلقا أليس فيكم رجل رشيد». ودعا النظام إلى كلمة سواء «تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم»، منوها بأنه يقول كلمة الحق ولا يماري فيها ولا يداري وأنه منذ ستة أشهر وهو يسعى لتهدئة الناس، وحضهم على التزام الهدوء وعدم الخروج إلى الشوارع والصراخ، إلا أن ذلك لم يجد نفعا لأن الدولة جاءت بالأمن والشبيحة وصعدوا الأمور وحاربوا الناس وكأن معهم سلاح روسيا وأميركا، وبزعم أن هناك مجموعات مسلحة وأن هناك سلاحا دخل إلى دمشق عن طريق التهريب، سخر الشيخ راجح مفندا هذا الادعاء بالقول «كيف يهرب السلاح وأنا عجزت عن تهريب عشرة مصاحف». وقال إن «دل ذلك على شيء فيدل على أن الأمن مرتش والعلة منه وفيه ولا يجب أن يضعها في الشعب».
وعقب انتهاء الصلاة خرجت مظاهرة من جامع الحسن، وقامت قوات الأمن على الفور برمي قنبلة غاز داخل حرم المسجد لتفريق المتظاهرين وجرت عملية ملاحقة في الحارات والأزقة وقام المتظاهرون برمي قوات الأمن بالحجارة. وقال أحد الناشطين إنه تم تهريب الشيخ راجح فورا بعد بداية المظاهرة خوفا من الاعتداء عليه كما سرت شائعات لم تتأكد عن محاولة الشبيحة اغتياله.
ولوحظ أول من أمس الجمعة غياب ثلة من أشهر خطباء دمشق وريفها من المفوهين كالشيخ بلال الرفاعي والشيخ خالد كوكي والشيخ راتب النابلسي والشيخ نعيم عرقسوسي. وفي مدينة دوما في ريف دمشق يتداول الأهالي معلومات عن منع خمسة خطباء من الخطابة على رأسهم خطيب مسجد حسبية خالد طفور، وتهديد الأمن لخطيب المسجد الكبير عبد الله السيد، في حين نقل ناشطون عن الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي الذي اختار الوقوف إلى جانب النظام منذ انطلاقة الثورة ألقى خطبة الجمعة، وتعرض فيها للمفكر المعارض السوري برهان غليون وقال إن «أميركا والموساد اختارته». وتراجعت شعبية الشيخ البوطي كثيرا في الأوساط السورية، بعدما كان يحتل مكانة مرموقة، وتم تصنيفه في خانة رجال الدين الموظفين لدى النظام والضاربين بسيفه.
وفي مدينة دوما والتي كانت البؤرة المركزية لانطلاق المظاهرات في ريف دمشق ألهبت خطبة إمام الجامع الكبير المتظاهرين، إذ تحدث عن القنوط وروح الله، مشيدا بتضامن الأهالي في العيد والامتناع عن الاحتفالات، وتحولت المظاهرة التي انطلقت من الجامع الكبير إلى اعتصام في ساحة كان أقرب إلى احتفال استمر لنحو ساعة قبل تفريقه من قبل قوات الأمن.
 
المتظاهرون يلاعبون الأمن والشبيحة بالحيل والمقالب.. والشبيحة يردون بالاعتقال والقتل أو بتصرفات بذيئة
يخدعونهم بإطلاقات نارية وهمية.. وفي دمشق عبر تكبيرات وأغاني القاشوش بالريموت كنترول
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
ربما في سوريا فقط يمكن للمتظاهرين العزل المغامرة بالانخراط في ألعاب خطرة مع قوات الأمن والشبيحة المدججين بالسلاح، فالفترة الطويلة لوجود الطرفين في الشارع ولدت علاقة من نوع خاص، إذ يتم التغلب على عدم تكافؤ القوة، بالحيل واختراع المقالب، أو استدراج رجال الأمن والشبيحة إلى التورط في لعبة (طميمة) أو (التخباية) التي يختفي فيها اللاعبون عن عيني أحدهم، والأخير عليه اكتشاف أماكنهم قبل محاولة احتلالهم مكانه.
ففي حمص بث ناشطون فيديو يظهر فيه رجال الأمن والشبيحة ومعهم رجال شرطة يقفون عند ناصية شارع فرعي في سوق الحشيش ويطلقون النار باتجاه مصدر أصوات لعدد من المتظاهرين، يختبئون في مكان ما غير ظاهر، وهم يخاطبونهم بكلام استفزازي مثل «يا جبان لولا باردوتك حقك فرنك» بمعنى لولا سلاحك لا قيمة لك، وأيضا تنغيم بعض الشتائم المقذعة لرموز النظام وترديدها مغناة وكأن قائلها في حالة استرخاء.
في المقابل، رد الشبيحة بداية بكلمات وإشارات جنسية نابية، قبل أن يقوموا بإطلاق الرصاص الحي باتجاه مصدر الصوت، ومع كل رصاصة يعلو صوت المتظاهر هازئا «آآآآي آآآآآآي انكبت الشاي» في منظر بالغ الدلالة والتحدي، إذ يعبر في خطوطه العريضة على انعدام الخوف من الموت، والاستخفاف بجنون السلاح. وهو «ما لا يفعله إلا صاحب قلب شجاع وإيمان عميق بقوة الإرادة الإنسانية»، بحسب أحد الناشطين الحماصنة، الذي يقول إن «أهل حمص خزان الثورة من التحدي والإصرار، فالسخرية والطرافة زادت منعة الثوار وأيضا ساهمت في تعرية النظام وجعله أضحوكة فاقدا للهيبة»، إنها جزء من حرب نفسية «لتقويض الروايات الأسطورية حول قوة الأجهزة الأمنية».
ويشير الناشط الحمصي إلى أن رجال الأمن «صاروا مثارا للسخرية» لاستنفارهم الدائم وحالة الذعر التي يعيشونها «تراهم يركضون بجنون لدى سماعهم أي صوت، فمثلا هناك شباب متظاهرون ولإشغال الأمن يقومون بتمرير آلة معدنية أو مفاتيح بسرعة وقوة على باب توتياء سحاب - متدرج - فيصدر صوت أشبه برش طلق ناري، بعدها يبدأ الأمن بالركض بحثا عمن أطلق النار وسط ضحكات المتظاهرين»، الأمر الذي يجعل رجال الأمن والشبيحة يفقدون صوابهم.
وهنا يروي الناشط الحمصي حادثة خارجة عن المألوف، عن قيام مجموعة بالعشرات من رجال الأمن والشبيحة وقوات حفظ النظام وبعد أن أدركهم العجز في ملاحقة متظاهرين وما بين كر وفر وتبادل للشتائم النابية، قام هؤلاء أي جماعة الأمن «بخلع سراويلهم وإخراج أعضائهم التناسلية وتهديد المتظاهرين باغتصابهم»، ويقول الناشط إنه «كان يصور عندما رأى ذلك المشهد الجنوني وسط الشارع أصيب بالذهول وتوقف عن التصوير»، ويؤكد الناشط قائلا «علينا الاعتراف أنه لا يمكننا التغلب عليهم في البذاءة والانحطاط».
يمكن فهم أن يجري هذا في حمص، مدينة الطرافة والنكات حتى في أصعب الأوقات وأشدها خطرا، وكأنما الحماصنة يتسلحون بالنكتة للدفاع عن بقائهم، مقابل آلة حربية تجوب شوارعهم ولا ترحم، ولكن الأمر تجاوز حمص ليصل إلى دمشق العاصمة، وأول ألعاب كانت بابتكار مجموعة من الشباب والصبايا طريقة جديدة للتظاهر تغيظ قوات الأمن والشبيحة، وهي الاتفاق على ارتداء قمصان بيضاء أو أي لون آخر والوجود بكثافة في حديقة عامة أو وسط السوق والتحرك بعشوائية وكأنهم لا يعرفون بعضهم بعضا.
والتجمع الذي لا يبدو طبيعيا من حيث الكثافة ليس اعتصاما وليس مظاهرة، وبالتالي لا يمكن للأمن أن يقوم بأي إجراء قمعي لتفريقهم. وقد نجحت هذه الخطة أول مرة أما المرة الثانية فتمت ملاحقة الشباب وجرى اعتقال عدد منهم، كما اعتقل أشخاص لا علاقة لهم وجدوا في المكان صدفة، بتهمة ارتداء قميص أبيض. وبحسب ناشطين فإن سبب تنبه الأمن والقيام بالاعتقال، مزاح إحدى المشاركات مع صديقتها وعلى مسمع من رجل الشرطة الذي يرتدي قميصا أبيض وقولها «يمكن عمو الشرطي جاي يتظاهر معنا».
الشباب صاحب الفكرة لم يهتموا بالاعتقال وحاولوا إعادة الكرة ولكن هذه المرة يفكرون بالتجمع وتبادل النكات والضحك بأصوات عالية فقط. بقصد خلق بلبلة وجلبة.. كتلك التي حصلت عندما دس ناشطون دارت صوت موقوتة على البسطات في سوق الحميدية المزدحمة بالمتسوقين والبسطات التي يقف عندها عناصر في الأمن ورجال من الشبيحة، وفي وقت الذروة تم تشغيل تلك الدارات بالريموت لتنطلق بصوت واحد مسجل من مظاهرات سابقة «تكبير.. الله أكبر» ما أعطى إيحاء بأن مظاهرة انطلقت في السوق، وريثما اكتشف أن الصوت هو دارات صوت حصلت فوضى وجلبة كبيرة وهرع رجال الأمن مع الهراوات وراحوا يقلبون البسطات رأسا على عقب.
الأمر تكرر في ساحة عرنوس في الصالحية وسط دمشق التجاري، حيث وضعت مكبرات صوت على أحد المباني المطلة على الساحة وتم تشغيلها بالريموت وقت الذروة في وقفة عيد الفطر، على أغنية إبراهيم القاشوش «بلبل الثورة السورية» المغني الحموي الذي جزت قوات النظام حنجرته ورمته في نهر العاصي، وعندما صدح صوت القاشوش في ساحة عرنوس التي تحولت منذ عدة أشهر إلى مربع أمني تتمركز فيه سيارتان لقوات الأمن وعدد كبير من رجال الشرطة والأمن والشبيحة، أصيب جميع من في الساحة بدهشة بالغة وهناك من كان يضحك على منظر عناصر الأمن وهم يركضون في كل الاتجاهات بحثا عن مصدر الصوت لإسكاته.
بعدها ظهرت صفحة على موقع «فيس بوك» باسم «الحرية لسبيكرات عرنوس» نصرة لمكبرات صدحت بصوت القاشوش وأقلقت راحة الأمن في عقر داره، والأطرف من ذلك استعار الناشطون من مكبرات الصوت وملحقاتها أسماء للتخفي في صفحات «فيس بوك»، مثل «بافل حر» ومفردات للغة ساخرة تنال من الأجهزة الأمنية المذعورة من مسجلات الصوت، فثمة ناشط في الصفحة نقل خبرا عن «اكتشاف مقبرة جماعية للسبيكرات».
 
قيادي في حزب يكيتي الكردي السوري: المطالبة بالفيدرالية والانفصال.. إشاعات مصدرها النظام
عبد الباسط حمو لـ «الشرق الأوسط»: المجلس الانتقالي سيعقد اجتماعا في القاهرة
جدة: محمد القشيري
نفى عبد الباسط حمو، العضو الاستشاري في المجلس الانتقالي في سوريا، والمسؤول في حزب يكيتي الكردي المعارض، مطالبة الأكراد بحكم فيدرالي وانفصالي في سوريا على غرار الحكم في العراق. واعتبر ذلك نوعا من الترويج للإشاعات الكثيرة من قبل النظام السوري، بهدف تلبيس الخوف في الشعب السوري، وخاصة من قبل الأقليات من أكراد والمسيحيين الأشوريين والأرمن.
وقال عبد الباسط وهو أول معارض سوري طالب بإسقاط نظام بشار الأسد منذ تولية الحكم، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «الموقف الكردي واضح ومعروف من قبل المعارضة السورية، والتي ناقشناها في الاجتماعات الأخيرة في عدد من العواصم العالمية، والمتمثلة في أن نكون ضمن الإطار السوري الواحد في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية، وأن تكون لنا هويتنا، وأن يتغير الدستور الحالي المبني على العنصرية، وخاصة بما يتعلق بالفقرة التي تعلن أن كل من يعيش في الأراضي العربية هو عربي، لإلغاء هوية جميع الأقليات المتعايشة في سوريا».
وأضاف أن «الأكراد مع الثورة، ومشاركتنا في الثورة منذ الأسبوع الأول منذ اندلاعها هو بمثابة التأييد الكامل لمطالب الشباب السوري المتظاهرين في جميع المدن السورية، واعتبرنا كمعارضين هذه الثورة هي المنقذ لجميع مشكلات الشعب السوري، ونحمد الله أن أطفال درعا هم السباقون في قيام الثورة، فلو كان الأكراد هم السباقون لاتهم الأكراد بأنهم ضحية مؤامرات كما حدث في مظاهرات عام 2004 عندما نهض أفراد الشعب الكردي، وهدموا بعض المجسمات لحافظ الأسد وقتل واعتقل الآلاف من الأكراد في حينها».
وزاد حمو: «الحل واضح وجميع المعارضين السوريين من عرب وأكراد وبقية الأقليات الأخرى يرون المطلب الوحيد لجميع مشكلاتنا هي الديمقراطية، وأن يشترك ممثلون لجميع الأقليات بنسب متساوية، تحفظ حقوق وواجبات جميع أطياف الشعب، وكل ما يروج له نظام بشار الأسد من فتنة وانفصال وحكم مستقل هو وسيلة لبقاء نظامه وجرائمه ضد أفراد الشعب».
وحول عدم مشاركة بعض الأحزاب السياسية الكردية في المجلس الانتقالي والثورة قال حمو «عدم المشاركة لا يعني أن مواقفه مختلفة من الأحزاب الفاعلة، جميع الأكراد، والعرب يشتركون في المواقف، ولكن الخوف من النظام هو يجعل البعض يتردد في الإعلان والمشاركة، وهذا أمر ندركه ونتفهمه».
واعتبر المسؤول في حزب يكيتي، أحد أكبر الأحزاب الكردية المعارضة للنظام السوري، انضمام الأرمن ومشاركة المسيحيين الأشوريين وأخيرا الدروز بمثابة الإعلان الرسمي للنظام للثورة، وانتهاء مرحلة النظام الحالي.
وعن رأي الأكراد في المجلس الانتقالي المشكل حديثا أبدى حمو تأييده لهذه الخطوة، وأن «هذا المجلس يجب أن يؤيد من جميع أفراد الشعب السوري في المرحلة الحالية، وأن يحظى بالتأييد، ولكن هناك بعض الإشكاليات يجب أن تأخذ في عين الاعتبار في المرحلة المقبلة، من حيث التوسع في المشاركة، من قبل جميع الأقليات السورية، وأن يكونوا مشاركين في صنع القرار».
وأشار عبد الباسط حمو، العضو الاستشاري في المجلس الانتقالي السوري، إلى أن هناك اجتماعا سيعقد في القاهرة لبحث التطورات في الوضع السوري.
وثمن عبد الباسط دور السعودية في دعم الشعب السوري، ممثلة في كلمة خادم الحرمين الشريفين، واصفا ذلك بتخليص لجميع قادة الدول العربية، ويمنح ثقلا ودعما للثورة السورية.
 
فلسطينيو سوريا.. تحت المطرقة
النظام دفع بهم إلى الجولان.. والدعاية الرسمية تصورهم على أنهم وراء الاحتجاجات
باريس: سيمون نصار
منذ أن بدأت الانتفاضة السورية في درعا، قبل خمسة أشهر من الآن، حاول النظام السوري، زج الفلسطينيين فيها، بداية على أساس تحويلهم إلى طرف في اندلاع موجة الاحتجاجات التي انطلقت، يومذاك، في درعا البلد ودرعا المحطة، حيث يقع مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين. وحيث قيل إن عناصر من الفرقة الرابعة، قد ارتكبت مجازر حقيقية على أطراف المخيم دون الدخول فيه. بعد ذلك، كان التجييش الشعبي، من قبل النظام، الذي دفع بمجموعة كبيرة من الشباب الفلسطينيين من سكان مخيم اليرموك بشارعيه (اليرموك وفلسطين)، للذهاب إلى الحدود مع الجولان المحتل في ذكرى النكسة والنزول إلى حيث السياج الفاصل بين إسرائيل وسوريا. فقتل منهم أكثر من ثلاثة عشر شخصا، ولتعاد المأساة، مرة ثانية، عندما بدأ الأهالي تشييع الشبان في مخيم اليرموك، حيث قتل من القيادة العامة التي يقودها أحمد جبريل (الموالي للنظام السوري والخارج عن منظمة التحرير الفلسطينية) أيضا ثمانية شبان أثناء التشييع.
غير أن الفلسطينيين، في سوريا، لا يوجدون فقط في المخيمات التي يصل عددها إلى عشرة مخيمات رسمية وثلاثة مخيمات غير رسمية من ضمنها مخيم اليرموك (دمشق) ومخيم الرمل (اللاذقية) ومخيم حندرات (حلب). فبالإضافة إلى وجودهم في هذه المخيمات، الموزعة على كامل المدن السورية تقريبا، بل يوجد عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين في المدن مثل دمشق وحمص ودرعا وحلب. لكن الفئة الأكبر من هؤلاء يعيشون في دمشق منذ عام 1948 حتى إن منظمة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كانت قد أقامت مدارس عديدة تحت إشرافها في مناطق مختلفة من هذه المدن التي يوجد فيها هؤلاء اللاجئين.
عملت الدعاية السورية، منذ بداية الثورة الشعبية ضد النظام، محاولات عديدة لإلصاق أعمال الاحتجاجات الشعبية بالفلسطينيين، فمن المحاولات في درعا من خلال رمي الجثث على أطراف مخيمها، إلى التلميح تارة تلو أخرى بوجود فلسطينيين في المظاهرات إلى ما حصل في مخيم اليرموك من احتجاجات تم قمعها بالقتل المباشر والمتعمد، إلى اجتياح مخيم الرمل في اللاذقية قبل ثلاثة أسابيع. غير أن الوقائع على الأرض غالبا ما كانت تكذب دعاية النظام. فالغالبية من المدن التي شهدت أعنف الاحتجاجات لا يوجد فيها أي فلسطيني مثل دير الزور والقامشلي وإدلب. في حين أن فلسطينيي مخيم حماه طالتهم قذائف القتل كما طالت سكان المدينة، لكن هذه الدعاية لم تعمل على ذكرهم أثناء المجزرة التي حصلت في المدينة قبل شهر.
والحق أن المتتبع لخريطة الاحتجاجات السورية، يمكنه دون تمعن أو تفكير طويل، الانتباه إلى حالة الهدوء إلى تسود المخيمات الفلسطينية، على الأقل لغاية الآن. في حين أن المشهد الكبير للاحتجاجات يعم المدن والمناطق التي وإن وجد فيها فلسطينيون فهم خارج دائرة الاستهداف ولا يتم ذكرهم لا في الإعلام الرسمي السوري ولا حتى من خلال تنسيقيات الثورة السورية.
يتتبع هذا التحقيق، سيرة ثلاثة فلسطينيين يقيم كل واحد منهم في مكان مختلف من سوريا. وحرصا على سلامتهم الشخصية وسلامة عائلاتهم، سيشار لهم بأسمائهم الأولى فقط بناء على طلبهم، كما أنهم أجابوا جميعهم عبر البريد الإلكتروني خوفا من تتبع الهاتف، فالخوف على الحياة في بلد مثل سوريا وفي حالة البطش التي يعيشها هؤلاء كما باقي المواطنين أصبح هستيريا، رغم زواله على المستوى المحلي. وهم يكشفون، من خلال متابعتهم للأحداث التي يعيشونها يوما بيوم، الواقع الذي آل إليه حال المخيمات الفلسطينية وبعض المقيمين في مناطق خارج هذه المخيمات.
تذكر بسمة الأستاذة الجامعية بأن عناصر الأمن والشبيحة بدأوا منذ اليوم الأول، إضافة إلى عناصر من القيادة العامة - أحمد جبريل بالوجود الكثيف داخل مخيم اليرموك، فكان مكان الوجود الكثيف لهم في وسط شارع فلسطين قرب سينما النجوم ومخفر الشرطة الوحيد في المنطقة، وكانوا يتوزعون في الأحياء والطرقات الداخلية للمخيم ليلا ونهارا بأسلحتهم الكاملة، وهم «لا يزالون لغاية اليوم على هذا الحال «في حين كانت عدة عربات مدرعة توجد على أطراف المخيم من كافة الجهات، خصوصا، كما تضيف بسمة على المدخل الرئيسي للمخيم قرب مسجد البشير، الذي يحاصر بالأمن كل الأيام خاصة يوم الجمعة.
تذكر بسمة أن «الخروج من المخيم إلى العمل والعودة إليه أصبح منذ بداية الأزمة أمرا شاقا «فرجال الأمن وكذلك الشبيحة «لا يحترمون أحدا لا الكبير ولا الصغير ولا يميزون بين النساء والرجال والشبان «ومنذ البداية كنت، كما غيري نخضع لتفتيش دقيق عند الخروج والدخول عدا عن الكلام القاسي والجارح الذي يسمعوننا إياه وكأننا نحن من يريد تغيير النظام. وبغض النظر عن موقفنا منه بشكل مباشر أو غير مباشر بات الفلسطينيون اليوم مدركين لعداء هذا النظام لهم واستعماله للقضية الفلسطينية كشماعة لتغطية أعماله سواء داخل سوريا أم خارجها». وبات الناس بحسب بسمة يسترجعون تفاصيل العلاقة بين النظام السوري، خاصة في عهد حافظ الأسد الذي «امتلأت سجونه بخيرة شباب منظمة التحرير وقادتها لسنوات عديدة» هذا على الرغم من «عدم تدخل الفلسطينيين لغاية اليوم بشكل مباشر في الاحتجاجات التي تجري في غير مكان من سوريا».
تتمنى بسمة التي اعتقلت فيما مضى لعدة أشهر في أحد فروع المخابرات السورية. أن تتخلص سوريا من هذا النظام الذي «لن يتورع عن ارتكاب مجازر بحق السوريين والفلسطينيين في المقبل من الأيام، فهو برأيها «لا يزال قادرا على فعل أشياء خطيرة إن لم يتم التحرك سريعا لوقف حمام الدم المستمر في النزيف».
لا يقتصر الأمر فقط على بسمة التي تعيش في مخيم اليرموك مع عائلتها وأولادها. ففي الناحية الأخرى من دمشق حيث يعيش رامي في منطقة جوبر منذ مجيء عائلته من فلسطين قبل ستة عقود. الأمور ليست بخير، خاصة مع الفلسطينيين. الشاب الذي يعمل في التمثيل المسرحي، وينشط كما عدد كبير من زملائه في حراك المثقفين السوريين وبعضهم فلسطيني، يقول إن «آلة القتل (التي تنتهجها الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد) ليست هي وحدها العنصر الهام في قمع الاحتجاجات إذ إن للشبيحة دورا بارزا وجلهم من المخابرات بفروعها المتعددة وليسوا فقط كما يقال موالين للنظام». لكن في جوبر وزملكا المجاورة يقول رامي إن الأمور في البداية لم تأخذ طابعا تصعيديا كما في باقي المناطق «كان الوضع هادئا جدا لكن التصعيد بدأ حين بدأت أعداد من الشبيحة بالوجود يوميا عند موقف حمامة وهو قلب المنطقة الأساسي وفيه عدد كبير من المحلات والمطاعم التي يتجمع الشباب فيها. وقتها بدأت أعمال الاستفزاز والأسئلة عن بطاقات الهوية إلى الإهانات وغيرها فهؤلاء ليسوا أبناء المنطقة لا يعرفونها ولا يعرفون سكانها»، ولذلك بحسب رامي بدأت الاحتجاجات هناك، لكن مع ذلك «كان السكان في جوبر وزملكا، خاصة الشباب، يسمعون ما يحصل في مدن أخرى مثل درعا واللاذقية وحماه، ويتحمسون من أجل التظاهر دون أن يرتكبوا أي رد فعل إلا بعد أعمال التضييق التي قام بها الشبيحة». أما الفلسطينيون ورامي أحدهم يقول عنهم «نحن هنا منذ ستين عاما نحن من سكان المنطقة ولم أشعر بأي فارق طوال وجودي هنا، كما أن العائلات في المنطقة متصاهرة، وفي عائلتي أربعة أشخاص متزوجون من عائلات جوبر الأساسية، نحن من هذا المكان»، لكن المشكلة كما يضيف: «أنهم حين جاءوا بدأوا بعمليات الفرز وكانوا يعتقلون الفلسطينيين ويتركون الجوابرة في إشارة إلى تحميل الفلسطينيين وزر الاحتجاجات ولتقليب سكان المنطقة عليهم وهذا ما لم يحصل».
لم يسلم رامي من الاعتقال ليومين «كنت ذاهبا إلى بيتنا ليلا بالقرب من موقف حمامة فأوقفني ثلاثة شبيحة وسألوني عن أوراقي وبعد رؤيتهم لها صفعني أحدهم على وجهي وجروني إلى السيارة ومنها إلى مخفر جوبر، هناك عرفني الضابط المناوب وأوقف ضربهم لي ووضعوني في السجن الذي كان يمتلئ بالشباب وكلهم أبناء المنطقة وأعرفهم شخصيا بالاسم ثم بعد يومين عرف أهلي وجاءوا لأخذي بعدما دفعوا رشوة للضابط المناوب نفسه الذي أخرجني كما قال على مسؤوليته».
يقول رامي إنه منذ خرج من الاعتقال لم يذهب إلى جوبر «خرجت ولم أذهب إلى البيت بل قلت لوالدي إنني سأكون بخير عند أحد أصدقائي ومنذ ذلك الوقت وأنا موجود عنده أتابع ما يجري في المنطقة من بعيد لكن الأمور غير مطمئنة خاصة أيام الجمعة والسبت حيث تحاصر المساجد، لكني كفلسطيني - يضيف رامي - جزء من هذا الحراك الشعبي الذي يسعى لنيل حريته والانعتاق من الظلم، فما جربناه كشعب منذ سنوات طويلة نعيش اليوم تجربته المضادة وهي تجربة عظيمة بكل المقاييس الكلام عنها لا يمكنه مهما كان دقيقا أن يصل إلى حقيقتها الفعلية».
لم أصل إلى حسين - وهو من سكان مخيم الرمل أو حي الرمل كما يطلق عليه باللاذقية - بسهولة، فهو يعيش في دمشق منذ سنوات ويتردد بين الحين والآخر على بيت عائلته في المخيم. وعبر بسمة التي تدرس له في الجامعة وصلت. لكنه تكلم بصعوبة وبعد أن أخذ وعدا مني بعدم الإشارة إلى عائلته. حسين الذي يدرس ويعمل في العاصمة، وقد فقد بعد اجتياح المخيم ثلاثة أشخاص من عائلته، ولا يزال غير قادر على الاتصال ببعضهم باستثناء والدته ووالده اللذين خرجا من المخيم وسكنا في بيت أخته الكبيرة داخل المدينة.
ترتبك إجابات هذا الشاب، فهو غير قادر على تحديد ما حدث لوجوده خارج المكان، لكن الحرقة تختبئ بين ثنايا كلامه عن ابن أخيه الذي قتله الشبيحة وابني عمه اللذين قتلا كما يروي على مدخل المخيم.
يقول حسين إن ابن أخيه لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره «هو لا يزال صغيرا جدا، نعم ربما خرج مع من خرج من الشباب والأولاد لكنه لا يشكل بأي حال من الأحوال أي خطر على النظام، هو طفل صغير جدا». أما عن ابني عمه فهما بحسب ما قال «واحد يعمل ميكانيكي سيارات والآخر صياد سمك ولا يوجد لهما أي نشاط سياسي ولا ينتميان لأي فصيل فلسطيني، فعمي – يضيف - لا يحب السياسة وربى أولاده على ذلك لكي لا يخسرهم، لكنه مع ذلك خسرهم حتى لو عن طريق الخطأ». يضيف حسين: «لا يوجد في المخيم وجود سياسي ولا حتى أسلحة كثيرة، الناس هنا، يعملون بغالبيتهم في الصيد وبعض المهن البسيطة في المدينة والمخيم أساسا ليس مخيما رسميا مع ذلك فالأونروا موجودة فيه رغم احتسابه على اللاذقية فنحن جزء من المدينة ويمكن اعتبارنا الحي الفلسطيني فيها كما يوجد أحياء فيها العلويون وأحياء المسيحيون وأحياء السنة.. اليوم المدينة كما تصلني الأصداء قسمت بالفعل بسبب ما حصل فأحياء فيها ثورة واحتجاجات وأحياء أصبح سكانها هم الشبيحة الذين يعاونون الفرقة الرابعة على قمع باقي الأحياء».
يروي حسين جزءا من سيرة الفلسطيني في اللاذقية وكذلك في سوريا، فهو رغم أنه لم يذهب إلى الخدمة الإلزامية في جيش التحرير الفلسطيني - فرع سوريا، فإنه على ما يقول قد درس في المدارس الحكومية حيث تعلم مبادئ البعث الإلزامية.. «علمونا على أهمية فلسطين وكنت كفلسطيني أشعر بالفخر بسبب ذلك، لكني اليوم مصدوم جدا مما حصل في المخيم، فأنا أعرف كل الناس فيه وجميعهم ليسوا عدائيين تجاه أحد إنهم لاجئون سكنوا هنا منذ زمن بعيد ويعتبرون أنفسهم جزءا من الحياة ومن الشعب»، ويكمل رغم خسارته العائلية: «طوال دراستي في المدينة لم أشعر يوما بأني غريب عنها وعن أهلها لكن اليوم المسألة أصبحت كارثية، المخيم لم يعد هو هو والناس لن يصفحوا عما حدث، أنا لن أصفح عما حدث لعائلتي».
لا تختلف، سيرة معظم الفلسطينيين في سوريا عن سيرة هذا الثلاثي، فهي إن لم تتشابه في الوقائع، فإنها تتشابه في الأسباب، تلك الأسباب التي دفعت وتدفع النظام السوري، إلى إغراق الفلسطينيين في مستنقعه، كنوع من ترحيل المشكلة واعتبارها حادثا لا ينتمي لسوريا ولا للشعب السوري. وهي محاولة مكشوفة للعالم، على الأقل بسبب التطورات الكبيرة التي حصلت طوال فترة الاحتجاجات التي عمت مدنا سورية لم يكن يتوقع أن تشهد مثل هذه الاحتجاجات.
لكن، مع ذلك، فالفلسطيني صاحب سيرة مختلفة، حيث النظام الذي يرفع فلسطين فوق الأكتاف كقضية العرب الأولى يجعل من الفلسطيني هدفه السهل، لكن المرمى هذه المرة اتسع ليشمل كل سوريا وليس فقط بضعة مخيمات.
 
ناشط سوري لـ «الشرق الأوسط»: سقوط النظام قضية أشهر.. ونعول على الخريف الطلابي
صافي قال إن المجلس الوطني سيجتمع خلال 10 أيام لتحديد برنامج عمله ولإنشاء اللجان والمكاتب
بيروت: بولا أسطيح
كشف رئيس مجلس الكونغرس السوري - الأميركي وأستاذ العلوم السياسية والإدارية، لؤي صافي، عن أن «المجلس الوطني السوري سيجتمع خلال عشرة أيام للإعلان عن أسماء أعضائه، وتحديد برنامج عمله وإنشاء اللجان والمكاتب المولجة تنظيم عمل المعارضة»، مؤكدا أن «المشاورات والاتصالات مع مختلف القوى السياسية السورية مستمرة ليكون المجلس ممثلا حقيقيا للشارع السوري».
وإذ شدد صافي على أن «المجلس الوطني يتمتع بدعم إقليمي ودولي واسع»، قال لـ«الشرق الأوسط»: «الكثير من القوى الإقليمية والدولية أبلغتنا بدعمها للمجلس حتى قبل الإعلان رسميا عن إنشائه، ونحن على تواصل معها، وهي مستعدة لمساعدتنا ودعمنا بعد اقتناعها أن نظام الأسد مستمر بسفك الدماء وبالمسار الأمني لحل الأزمة».
واعتبر صافي، أن «التحركات الواسعة التي شهدتها المدن السورية يوم الجمعة الماضي أكبر دليل على أن الشارع السوري بات مقتنعا بأن الأسد لا يسعى لحل الأزمة سياسيا، وهو متمسك بالحل الأمني، وبالتالي لا بديل عن خيار إسقاط النظام». وأضاف: «نجاح التحرك بالأمس نتيجة تحسن التواصل بين الثوار ونتيجة تنسيق أفضل في ما بينهم، وهو ما سيؤمنه المجلس الوطني وما سينعكس مباشرة على تطور الثورة وبسرعة باتجاه إسقاط النظام».
وعما يحكى عن أن المجلس الوطني يشكل اليوم البديل الذي تحتاجه المعارضة عن نظام الأسد، قال صافي: «المجلس الوطني بمساعدة مؤسسات المجتمع المدني سيؤمن خلال المرحلة الوطنية إنشاء حكومة انتقالية تقود البلاد، وهو لن يحل مكانها»، لافتا إلى أن «الهدف الأساسي من إنشاء هذا المجلس هو لم شمل المعارضة وزيادة الضغط الخارجي على النظام الذي يستفيد من تشتت الثوار وقرارهم».
وفي حين توقع صافي أن تشهد الأيام القليلة المقبلة «عددا أكبر من الانشقاقات سواء عسكرية أو أمنية أو قضائية»، أكد تمسك المجلس الوطني «بسلمية الثورة سبيلا لنجاحها». وقال: «كل الأصوات التي خرجت مؤخرا تدعو لتسليح الثورة أصوات محدودة لأن معظم قوى المعارضة في الداخل والخارج ترفض الحل المسلح كما أن ما أشيع عن سعي لإنشاء منطقة معزولة على الحدود التركية تضم عناصر الجيش المنشقة فكرة مرفوضة من قبلنا كمعارضة كما من الجانب التركي».
ورأى صافي، أنه «لمن الصعب حاليا تحديد موعد تحقيق الثورة هدفها الأساسي بإسقاط النظام، لكنه أكد أنها قضية أشهر». وقال: «نعول على الخريف الطلابي المقبل، وخاصة في حلب ودمشق، ونحن على يقين أن الشباب الجامعي في هذه المدن سيقود الحراك الشعبي بصورة أوسع فهو مصدر الطاقة والقوة وعماد الحراك الشعبي». وتابع قائلا: «كما أن الأموال التي يستخدمها النظام للإنفاق على آلة القمع بدأت تنقص، وهي ستنفد قريبا خاصة مع تيقن الشعب السوري أن روايات النظام عن عصابات تواجه رجال الأمن والجيش روايات مختلقة، وأن العصابات الموجودة في الشوارع هي عصابات يمولها نظام الأسد».
وعن مطالبة بعض المعارضة بحماية دولية قال صافي: «نحن نؤيد وندعو لإرسال مراقبين دوليين إلى الداخل السوري للاطلاع على الوضع الميداني، كما نطالب النظام بالسماح لمنظمات حقوق الإنسان وللصحافيين الدخول إلى الأراضي سوريا للاطلاع عن كثب عما يجري، أما ما يحكى عن حماية عسكرية فهو أمر مرفوض جملة وتفصيلا من قبلنا كمعارضة».

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,403,254

عدد الزوار: 6,990,017

المتواجدون الآن: 78