ضابط سوري منشق يروي من لبنان: أمرونا بأن نقتل الناس

دمشق تنتفض.. ورفع علم الاستقلال

تاريخ الإضافة الإثنين 29 آب 2011 - 4:01 ص    عدد الزيارات 3208    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

دمشق تنتفض.. ورفع علم الاستقلال
دبلوماسيون: لجنة وزارية عربية ستتوجه إلى دمشق لمطالبة الأسد بوقف القمع * مصدر تركي لـ «الشرق الأوسط»: أوقفنا الكلام.. والأمر بيد الشعب > صالحي يدعو الأسد للاستجابة لمطالب شعبه «المشروعة»
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط» القاهرة: سوسن ابو حسين
شهدت عدة أحياء في العاصمة السورية دمشق، انتفاضة كبرى، احتجاجا على هجوم شنته قوات الأمن مدعومة بالشبيحة، على عدد من مساجد العاصمة، بينها مسد الرفاعي في حي كفرسوسة أكبر المساجد فيها، واعتدوا على خطيب وإمام المسجد، والمصلين، قبل أن يعتقلوا العشرات منهم خلال أدائهم الشعائر الدينية في ليلة القدر.
وعمت انتفاضة أحياء كثيرة في العاصمة، منددة بما حدث في كفرسوسة، شملت أحياء الصالحية والميدان وبرزة والمالكي والزاهرة والمجتهد وأحياء أخرى، كما خرجت مظاهرات في ريف دمشق، منها عربين وزملكا ودوما وكفر بطنا.
ومن جانبها، دعت وزارة الداخلية السورية أمس المواطنين إلى عدم الاستجابة لدعوات أطلقتها مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في مسيرات في الساحات العامة، وذلك حرصا على «سلامتهم».
وقد دفع التوتر المتصاعد في سوريا حلفاءها إلى تعديل مواقفهم؛ حيث دعا وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي الرئيس بشار الأسد للاستجابة لمطالب شعبه «المشروعة». كما أكدت مصادر دبلوماسية تركية لـ«الشرق الأوسط» أن أنقرة أوقفت كل أشكال الحوار مع الجانب السوري، وقال مصدر رسمي تركي إن بلاده «تقطع الأمل من النظام.. وأن الأمر أصبح الآن بيد الشعب». وفي سياق آخر، ومع تزايد عدد المظاهرات عاد الشعب السوري ليرفع إلى جانب العلم الحالي علم الاستقلال الذي ارتفع أول مرة عام 1932.
وبينما قال دبلوماسيون عرب عقب مشاورات لوزارء الخارجية العرب سبقت اجتماعهم الاستثنائي في القاهرة مساء امس انهم اتفقوا على ايفاد لجنة وزارية اليوم برئاسة وزير خارجية عمان الى سوريا للمطالبة بوقف العمليات العسكرية ضد المدنيين, اعتبر الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في افتتاح الاجتماعات ان «استعمال العنف» ضد الانتفاضات العربية «لا يجدي» في اشارة واضحة الى الوضع في سوريا, معتبرا ان مطالب الانتفاضات مشروعة.
 
إنتفاضة في دمشق بعد ليلة قدر دامية.. واستنفار أمني غير مسبوق
اعتداء على مسجد الرفاعي.. والداخلية تحذر أهالي دمشق من التظاهر
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
تحولت ليلة القدر في العاصمة السورية دمشق إلى ليلة دامية، لدى محاصرة قوات الأمن مدعمة بفرق الشبيحة لعدة مساجد، فور انتهاء صلاة التهجد، وبينما كانت القناة الدينية الرسمية «نور الشام» تبث الاحتفال الديني في الجامع الأموي وسط المدينة القديمة، كان المصلون في جامع الرفاعي، أحد أكبر مساجد العاصمة في منطقة كفرسوسة تحت الحصار، وقال مصلون وجدوا هناك لـ«الشرق الأوسط» إن عناصر الأمن والشبيحة الذين أحاطوا بالمسجد فاقت أعداد المصلين، ورغم الوجود الأمني المكثف نظرا لقرب جامع الرفاعي من أحد أكبر المقرات الأمنية في سوريا الذي هو تجمع لعدة مبان، خرجت مظاهرة بعد انتهاء صلاة التهجد بخمس دقائق، إلا أن قوات من الأمن بملابس مدنية تدفقت إلى ساحة الجامع وراحت تهتف للرئيس بشار، وفي المقابل، كانت هتافات المتظاهرين داخل الجامع تعلو، وبحسب ناشطين، فإن مفاوضات استمرت إلى نحو ساعتين لفض المظاهرة وخروج المصلين لم تثمر، وبدأت قوات الأمن في إطلاق الرصاص، والقنابل الصوتية، لإرهاب المتظاهرين، ومن جانبهم راح المتظاهرون يقذفون قوات الأمن بزجاجات العصير التي كانت قد وزعت كسحور في الجامع. وتم اعتقال العشرات، بعد الاعتداء على المسجد وتحطيم زجاجه والاعتداء على إمام الجامع أسامة الرفاعي، بحسب مصلين كانوا هناك، حيث قالوا إن شخصا استشهد هناك وأصيب العشرات نتيجة الهجوم الشرس من قبل قوات الأمن والشبيحة.
وما إن انتشر خبر الاعتداء على جامع الرفاعي حتى خرجت مظاهرة في جامع خزيمة بن ثابت في كفرسوسة البلد بعد صلاة الفجر تضامنا مع المسجد المحاصر، وقامت قوات الأمن على الفور بمحاصرة الجامع واقتحامه واعتقال العشرات من المصلين، بينهم مسنون.
كما قال ناشطون إن مظاهرات خرجت في أحياء المالكي والصالحية، كما خرجت مظاهرة قرب مستشفى «المجتهد» وسط العاصمة.
من جانب آخر، تداعى أهالي ريف دمشق للزحف إلى ساحة العباسيين بغية الاعتصام فيها احتجاجا على ما تعرض له جامع الرفاعي، إلا أن قوات الأمن عززت قواتها الموجودة عند الحواجز على مداخل المدينة، لا سيما من جهة منطقة جوبر، كما تم تطويق أهالي «دوما ومسربا وحمورية» الذين توافدوا واجتمعوا عند مقبرة «سقبا» لمتابع تقدمهم نحو ساحة العباسيين، إلا أن قوات الأمن هاجمتهم هناك وأطلقت عليهم الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع واعتقلت العشرات. وفي ظهر يوم أمس (السبت)، وفي كفرسوسة استمر استنفار القوى الأمنية مع تزايد الدعوات بين الأهالي للتجمع في ساحة كفرسوسة للمطالبة بالإفراج عن معتقلي جامع الرفاعي، فيما تجمع العشرات من الأهالي أمام مشفى «الأندلس» في كفرسوسة تضامنا مع الشيخ أسامة الرفاعي، بحسب ما قاله أحد أقارب المعتقلين لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي.
وحصار ليلة القدر لم يقتصر على مسجد الرفاعي في كفرسوسة بل امتد ليشمل جامع زيد في شارع خالد بن الوليد، فيما أغلقت السلطات في ليلة القدر عدة مساجد من التي سبق أن شهدت خروج مظاهرات، منها جامع الحسن في الميدان، لكن ذلك لم يمنع خروج مظاهرة عند جامع زين العابدين في الميدان. وقال ناشطون إن من المساجد التي أغلقتها السلطات ليلة القدر مسجد الفاروق في شارع بغداد ومسجد الغفران في حي القابون ومسجد السلام في منطقة برزة ومسجد أنيس الأنصاري في شارع الباكستان في الصالحية وسط دمشق، كما منع دخول جامع الإيمان في حي المزرعة. كما تمت محاصرة حي ركن الدين الذي يشهد اضطرابات منذ عدة أسابيع، لا سيما ركن الدين أكراد حيث يتركز الأكراد الدمشقيون. وقد تجمع متظاهرون داخل الحي المحاصر.
وخرجت مظاهرات في عموم البلاد أسفرت عن ثلاثة شهداء في حمص والقصير وإدلب. حيث تقوم قوات الأمن والجيش بمحاصرة معظم أحياء مدينة حمص، ومحاصرة مدينة القصير التي اقتحمتها الدبابات وتمركزت في وسطها منذ ليلة أول من أمس، وأسفرت العملية الأمنية هناك عن سقوط شهيد فجر أمس، على خلفية أحداث واضطرابات تشهدها المدينة منذ ثلاثة أيام.
ومن جانبها، دعت وزارة الداخلية السورية، أمس، المواطنين إلى عدم الاستجابة لدعوات أطلقتها مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في مسيرات في الساحات العامة، وذلك حرصا على «سلامتهم».
وطالبت الوزارة في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) «الإخوة المواطنين بعدم الاستجابة لدعوات في مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في مسيرات أو تجمعات في الساحات العامة بدمشق، وذلك حرصا على سلامتهم»، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وأكدت الوزارة في البيان «على دور الإخوة المواطنين في المساهمة بترسيخ الأمن والاستقرار وكشف أبعاد هذه الدعوات التحريضية».
ودعت عدة صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ومنها صفحة «الثورة السورية» وصفحة «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» و«شبكة شام» المحتجين للتظاهر السبت في «زلزال الشام». وكتب الناشطون على هذه الصفحات «اليوم يومك يا شام» و«الشام شامنا ولو الزمن ضامنا».
 
علم ما قبل «البعث» يرفرف من جديد
السوريون يعودون لعلم الاستقلال الأول
دمشق: «الشرق الأوسط»
مع تزايد عدد المظاهرات عاد الشعب السوري ليرفع إلى جانب العلم الحالي علم الاستقلال الذي ارتفع أول مرة عام 1932، حيث اعتمد أول دستور لدولة سوريا علما جديدا جاء مماثلا لعلم الثورة العربية، وقسم العلم إلى ثلاثة حقول متساوية متوازية الأخضر فالأبيض فالأسود، وتوضع في القسم الأبيض ثلاث نجوم خماسية حمراء. وبقي هذا العلم يرفع بمناسبة الاستقلال وجلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي السورية في 17 أبريل (نيسان) 1946.
والعلم الحالي، الذي هو علم الوحدة بين سوريا ومصر، يخطئ البعض إذ يظنه علم نظام البعث، فهو العلم الذي اعتمد لدى قيام الوحدة بين سوريا ومصر في 1958 ويتكون من ثلاثة ألوان: الأسود والأبيض والأحمر، تتوسط الأبيض نجمتان خماسيتان باللون الأخضر، في إشارة إلى الإقليمين الشمالي (سوريا) والجنوبي (مصر). وبعد الانفصال في 1961 تخلت سوريا عن علم الوحدة، وعادت لترفع علم الاستقلال، لكن في أبريل (نيسان) عام 1963 ولدى إعلان الوحدة الاتحادية بين مصر وسوريا والعراق، تم اختيار شكل العلم السوري القديم بتقسيماته ونجومه الثلاث مع تبادل موقعي اللونين الأحمر والأخضر، ليكون علم الوحدة الاتحادية، ولترمز نجومه إلى دول الوحدة، وفي الوقت ذاته إلى أهداف حزب البعث «الوحدة والحرية والاشتراكية». ومع إعلان اتحاد الجمهوريات العربية بين مصر وسوريا وليبيا في 17 أبريل 1971م استبدل بنجوم علم الوحدة الاتحادية الشعار السوري «العقاب» باللون الذهبي وتحته عبارة «اتحاد الجمهوريات العربية»، وبقي هذا العلم إلى عام 1980 حيث أعيد تحديد أوصاف العلم السوري ليأخذ شكله الحالي، الذي هو نفسه علم الوحدة في تأكيد على الوحدة العربية. وأيضا النأي عن نظام الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بعد توقيعه اتفاقية كامب ديفيد.
يشار إلى أنه باستثناء السنوات الأولى من الانتداب الفرنسي عام 1920، فإن كل الأعلام التي ارتفعت في سماء سوريا منذ عام 1918 استمدت رمزيتها من التاريخ العربي والإسلامي والنضال الوطني من أجل الاستقلال، فكانت الألوان الأربعة الأخضر والأبيض والأسود والأحمر مكونات «العلم العربي»، أي علم الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين.. تلك الألوان التي ستستلهم منها غالبية الدول العربية أعلام استقلالها. وبحسب ما جاء في مذكرات حسن الحكيم، يرمز الأسود إلى العصرين الراشدي والعباسي، والأبيض إلى الأموي، والأخضر إلى الفاطمي، حيث تتوزع على ثلاثة مستطيلات متوازية، يزين أحد الطرفين مثلث أحمر يرمز إلى الثورة.
هذا العلم عاد اليوم ليطل في مشهد الاحتجاجات السورية، حاملا جملة من الأسئلة حول معنى استحضار علم يمثل فترة نشوء الدولة، دون أن يطرح ذلك جديا للنقاش، وخاصة أن هذا العلم تبعه أعلام عدة بما يعنيه ذلك من تطورات سياسية كان لها دور أساسي في رسم معالم هوية سوريا العربية.
 
ضابط سوري منشق يروي من لبنان: أمرونا بأن نقتل الناس
قال إن حملة القمع تقودها الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد
يتزايد عدد المنشقين عن الجيش السوري يوما بعد يوم منذ بداية الثورة السورية، وعلي هو أحدهم وهو ضابط كان يتقلد رتبة رفيعة في السابق، واختار أن يهجر البلاد، تاركا وراءه عقدين من الزمان قضاهما في الخدمة عندما فر إلى لبنان منذ شهر.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، تطرق علي إلى حملة القمع الأمنية الوحشية ضد المحتجين المعارضين للحكومة التي بدأت في سوريا منتصف شهر مارس (آذار) الماضي ودفعته في النهاية إلى اتخاذ قرار الرحيل. وفي حديثه عن تجربته، قال علي: «بعدما رأيت كيف كانوا يأمروننا أن نقتل الناس، أدركت أن النظام جاهز لقتل كل شخص وإخفاء الحقيقة، لذا قررت أنني لا يمكن أن أرى هذه النهاية وأن أبقى وأكون جزءا من هذه اللعبة الكاذبة».
وأضاف علي: «كنا نعيش كذبة، أخبرونا بأن الناس مسلحون، لكن عندما وصلنا وجدنا أنهم مدنيون عاديون غير مسلحين. صدرت الأوامر لنا بإطلاق النار عليهم».
واستحضر كيف أنه شارك في مداهمات لمنازل بمدينة حمص وسط البلاد، النقطة الساخنة في مسلسل الاحتجاجات، كما كانت الأوامر ألا يستثنوا النساء ولا الأطفال من إطلاق النار. وقال: «أعطيت الأوامر بتخويف الناس حتى لا يجرؤوا على الخروج من منازلهم». وكثف الجيش خلال الأشهر الأخيرة من حملته القمعية على المعارضين المحتجين. ويقول مسؤولون بالأمم المتحدة إن ما يقدر بنحو 2200 شخص قتلوا منذ مارس الماضي.
ووفقا لما ذكره علي، فإن حملة القمع ضد المحتجين تنفذ بالأساس بقيادة الفرقة الرابعة، أكبر وحدة عسكرية في البلاد. حيث قال: «هذا اللواء تحت القيادة المباشرة لماهر الأسد شقيق الرئيس». وأضاف أن «القوات مقسمة إلى أجزاء مختلفة: الجبهة الأساسية التي تخوض مواجهات مباشرة مع المحتجين، وهذه تتكون من ضباط بالجيش يدينون بالولاء للنظام ويقومون بتنفيذ الأوامر من دون جدال. أما الجزء الثاني فيتكون من ضباط بالجيش وشبيحة أو ضباط استخبارات، بينما يشكل القناصة الجبهة الثالثة». وقال: «كنت بين القوات التي أرسلت إلى حمص، وقبل أن نغادر قاعدتنا في دمشق طلبوا منا أن نمنع أي جندي من مشاهدة التلفاز في ما عدا التلفزيون السوري».
وتعليقا على ذلك، قال: «أرادوا التعتيم على كل شخص قبل أن نبدأ المهمة...». وأكد علي أن الأوامر التي صدرت له بإطلاق النار جاءت من قادة مختلف الوحدات العسكرية، وهؤلاء يتلقون أوامرهم من وزير الدفاع والرئيس الأسد.
ويقول علي «عادة، يقوم الضابط الموجود على الأرض بإرسال بيان يصف فيه الموقف ويطلب الأمر، ودائما ما كان يأتي الرد (اقتل بالرصاص)».
وطلب علي وهو في الأربعينات من عمره، ويعيش حاليا في قرية بالقرب من الحدود السورية عدم ذكر اسمه بالكامل حماية لأسرته.
ووفقا لمجموعة أزمة حقوق الإنسان السورية، فإن أكثر من 200 من أفراد الجيش قد انشقوا منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكومة الرئيس بشار الأسد في منتصب مارس. وقالت الجماعة إن ما لا يقل عن 394 جنديا قتلوا لرفضهم الانصياع لأوامر إطلاق النار على المحتجين.
ويتردد أن العديد فروا إلى دول الجوار: لبنان وتركيا والأردن. ولا يمكن التأكد من الأرقام بشكل مستقل.
 
أميركا وإسرائيل تراقبان أسلحة الدمار الشامل السورية
لندن: «الشرق الأوسط»
لندن - طهران: «الشرق الأوسط»
ذكرت صحيفة «وول ستريت جرنال»، مساء أول من أمس، أن الولايات المتحدة وإسرائيل تراقبان ترسانة أسلحة الدمار الشامل التي تعتقدان أن سوريا تملكها، وتخشيان أن تستغل مجموعات إرهابية الحركة الاحتجاجية الجارية للاستيلاء على عناصر كيميائية وصواريخ بعيدة المدى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم إن الاستخبارات الأميركية تعتقد أن ترسانة سورية من الأسلحة غير التقليدية تضم مخزونا كبيرا من غاز الخردل ومادتي الفي إكس والسارين وصواريخ وأنظمة مدفعية حاملة لها.
وأضافت أن محققي الأمم المتحدة توصلوا مؤخرا إلى أن دمشق كانت تبني سرا مفاعلا نوويا بالتعاون مع كوريا الشمالية قبل أن تدمر طائرات إسرائيلية الموقع في يوليو (تموز) 2007، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتابعت «وول ستريت جرنال» أن مسؤولي منع الانتشار النووي في الولايات المتحدة وفي الأمم المتحدة ما زالوا قلقين من احتمال أن تكون كوريا الشمالية سلمت سوريا معدات أخرى مرتبطة بالقطاع النووي.
ونقلت الصحيفة عن سفير إسرائيل في واشنطن مايكل أورين قوله «نحن قلقون جدا من وضع أسلحة الدمار الشامل في سوريا بما في ذلك الأسلحة الكيميائية». وأضاف أورين «نراقب الوضع بدقة مع الإدارة الأميركية».
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين لم يكشفوا ما يراقبونه بالتحديد من الأسلحة السورية، لكن في الماضي رصدت الولايات المتحدة وإسرائيل نشاطات في منشآت عسكرية سورية تستخدم أقمارا اصطناعية وجواسيس، على حد قولها. وتابعت أن مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين قالوا إن في سوريا خمسة مواقع على الأقل تنتج أسلحة كيميائية بما في ذلك غاز الخردل والسارين والفي إكس.
لكنهم أضافوا أن هذه المنشآت يصعب رصدها لأنها منتشرة في جميع أنحاء سوريا وتتركز في مدن مثل دمشق وحماه واللاذقية وحلب، حسب الصحيفة نفسها.
وقالت الصحيفة إن بعض المنشآت التي تنتج هذه المواد موجودة في منشآت عسكرية يتم تخزين صواريخ سكود فيها.
 
 
سفير العراق في واشنطن يرى أن سقوط نظام الأسد سيكون مفيدا للمنطقة
الناطق باسم لجنة التنسيق السورية: نصر الله وضع المصلحة الحزبية فوق مصلحة الشعب
واشنطن: محمد علي صالح
أدان محمد العبد الله، الناطق باسم لجنة التنسيق السورية في واشنطن، تصريحات حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، حيث دافع فيها عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال العبد الله إن نصر الله «لم يتحدث عن قضية الحرية في سوريا، ولكنه تحدث عن دور سوريا في مساعدة حزب الله عن طريق إيران»، وإن نصر الله وضع مصلحة حزبية ودينية بحتة فوق مصلحة الشعب السوري، وإن نصر الله كان قد أيد مظاهرات البحرين «لأن لها منطلقا دينيا معينا».
وأشار العبد الله إلى جهود إقليمية «من جهات معينة» لتصوير أن رحيل الرئيس الأسد سيكون له عواقب سيئة في المنطقة، وأن هذه الجهود تريد إثارة الأكراد في شمال العراق، وتريد توتير الموقف بين الفلسطينيين في غزة وإسرائيل لتحويل الأنظار عن مساوئ نظام الأسد، ولتصوير أن من يعارض الأسد يخدم مصالح إسرائيل.
من جهة أخرى، قال سمير الصميدعي، سفير العراق في واشنطن، إن سقوط نظام الأسد لا مفر منه. وسيكون مفيدا للمنطقة. وأضاف: «التغيير القادم في سوريا سيغير موازين القوى في المنطقة، وسوف يضعف إيران في النهاية، وسيحد من قدرتها على استعراض قوتها من خلال حزب الله وحماس، وإن التغيير سيحرر لبنان من الهيمنة السورية المتعجرفة». وقال مراقبون في واشنطن إن تصريحات السفير العراقي مناقضة للتصريحات المؤيدة للأسد التي أدلى بها رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، الذي قال قبل أسبوعين إنه لا يؤيد فكرة العمل المسلح أو التخريب وإسقاط الأنظمة بالقوة.
في الوقت نفسه، قلل مراقبون في واشنطن من احتمالات تدخل عسكري من جانب حلف «الناتو»، مثل التدخل الحالي في ليبيا للقضاء على نظام العقيد معمر القذافي.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، إن المتظاهرين السوريين لا يحبذون تدخلا أجنبيا. وأضافت أنهم «يسلكون طريق مارتن لوثر كينغ وغاندي».
وقال أنتوني كورديسمان، خبير الشرق الأوسط في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية (سي إس آي إس) في واشنطن، إنه لا توجد في سوريا «انتفاضة حقيقية يتوجب دعمها». لكن، قال عهد الهندي، معارض سوري آخر في واشنطن، إن النظام السوري لا يجيد إلا الحل العسكري، «لأنه ببساطة نظام لم يأت إلى الحكم عن طريق ديمقراطي، وإنما من خلال الانقلاب والوراثة».
وفي نيويورك أيضا، أعلنت الأمم المتحدة أن من نتائج زيارة بعثتها الإنسانية إلى سوريا هو وجود «ضرورة ملحة» لحماية المدنيين من الاستخدام المفرط للقوة، ومن الترهيب الواسع النطاق الذي تقوم به قوات الحكومة.
 
إيران تدعو الحكومة السورية لتلبية مطالب شعبها
صالحي حذر من حدوث فراغ في السلطة بدمشق إذا سقط الأسد
لندن: «الشرق الأوسط»
قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس إنه على الحكومة السورية أن تلبي «المطالب المشروعة لشعبها»، محذرا في الوقت نفسه من أن سقوط الرئيس بشار الأسد سيولد فراغا سياسيا، ستكون آثاره كارثية على المنطقة، معربا في الوقت نفسه عن استعداد طهران لإرسال سفيرها إلى القاهرة، إذا رغبت الحكومة المصرية.
وقال صالحي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الطلابية (إيسنا) «على الحكومات أن تستجيب للمطالب المشروعة لشعوبها، سواء في سوريا أو اليمن أو غيرهما. في هذه البلدان تعبر الشعوب عن مطالب مشروعة وعلى حكوماتها أن تستجيب لها بسرعة». وأضاف «اتخذنا موقفا واحدا من التحركات الشعبية في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونرى أن هذه الحركات ناجمة عن عدم رضا شعوب هذه الدول». وأيدت إيران الحركات الاحتجاجية في كل الدول العربية ما عدا سوريا. وهي تعلن تأييدها للأسد مع دعوته إلى تطبيق إصلاحات.
وحذر صالحي من حدوث فراغ سياسي في سوريا حال إسقاط النظام. وأكد في ذات الوقت على ضرورة تحقيق الإصلاحات في سوريا بأيدي قيادتها، تجنبا للتدخلات الأجنبية، قائلا «تغيير النظام في سوريا لن يكون مقبولا». كما حذر من «الفراغ السياسي» في حال سقوط الرئيس الأسد. وقال إن «فراغ السلطة في سوريا ستكون له عواقب غير متوقعة على الدول المجاورة وعلى المنطقة.. ويمكن أن يسبب كارثة في المنطقة وأبعد منها». وأضاف أن «سوريا حلقة مهمة من حلقات المقاومة في الشرق الأوسط والبعض يريد التخلص من هذه الحلقة»، في إشارة إلى الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا التي طالبت الأسد بالتنحي. وقال إنه «على حكومات المنطقة أن تكون يقظة بشأن التدخل الأجنبي في شؤونها. هذا التدخل واضح في بعض الدول، وخصوصا سوريا». وأوضح صالحي أن سوريا تعتبر جزءا مهما في سلسلة المقاومة في الشرق الأوسط، مؤكدا أن «البعض يريدون فصل هذه الحلقة من سلسلة المقاومة». وتتهم إيران الدول الغربية وبعض الدول العربية بتأجيج واستغلال الاضطرابات في سوريا، حيث قتل أكثر من 2200 شخص منذ بداية الاحتجاجات في مارس (آذار) حسب الأمم المتحدة.
وانتقد صالحي تصريحات المسؤولين الأميركيين المطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا ذلك خرقا للمواثيق الدولية وتدخلا سافرا في الشأن الداخلي السوري. وتابع وزير الخارجية الإيراني قائلا إن «أميركا تتصرف کقوات درك في العالم، وهذا الأمر يدل على أنها لا تزال تفكر بعقلية أنها القطب الأوحد في العالم، وهذا مدعاة للأسف». واستطرد صالحي «يجب علينا ألا نأخذ هذه التصريحات على محمل الجد، فلو كانوا قادرين من خلال التصريحات على حل المشاکل لتمكنوا من حل مشكلة أفغانستان على الأقل».
 
مبعوث روسي مهم يصل غدا إلى دمشق
لندن: «الشرق الأوسط»
يتوجه مبعوث روسي، غدا، إلى دمشق بعد اختبار قوة خاضتها روسيا مع الغربيين في مجلس الأمن الدولي بخصوص فرض عقوبات على النظام السوري، كما نقلت وكالة «إيتار تاس» عن سفير روسيا، فيتالي تشوركين.
وقال تشوركين، بحسب الوكالة: «إن مبعوثا مهما جدا من موسكو سيتوجه إلى دمشق في 29 أغسطس (آب)»، من دون مزيد من التفاصيل.
وقد يكون هذا المبعوث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، الذي تحادث الجمعة بشأن الوضع في سوريا مع السفير السوري في موسكو، كما ذكرت «إيتار تاس»، نقلا عن مصادر دبلوماسية.
وخاضت روسيا اختبار قوة مع الغربيين، أول من أمس، في مجلس الأمن الدولي لدى تقديمها مشروع قرار بشأن سوريا يلغي العقوبات التي يفرضها مشروع قرار آخر منافس للأوروبيين، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ولمحت موسكو، التي تكتفي بدعوة الرئيس بشار الأسد إلى تسريع الإصلاحات، إلى أنها قد تستخدم حقها في النقض (الفيتو) على أي قرار بفرض عقوبات يطرح للتصويت.
ورفض مندوبا روسيا والصين، الخميس، المشاركة في مشاورات غير رسمية حول مشروع القرار الأوروبي الذي ينص على تجميد أرصدة الأسد و23 شخصا آخرين و4 كيانات، لكن اسم الرئيس السوري ليس مدرجا على قائمة من 22 اسما، التي يحرم أصحابها من الحصول على تأشيرات سفر، كما يدعو النص إلى فرض حظر كامل للأسلحة.
أما مشروع القرار الروسي فيدعو الحكومة السورية إلى «تسريع تطبيق الإصلاحات»، لكنه أيضا «يطالب المعارضة بالبدء بحوار سياسي» مع نظام الأسد. واعتبر دبلوماسي غربي أن مشروع القرار الروسي يشكل «مناورة لتحويل مسار المفاوضات».
 
مصادر دبلوماسية تركية لـ «الشرق الأوسط»: الحوار مع النظام السوري متوقف
دعت المعارضة للتوحد.. وحذرت النظام من «مكان لا يريده أي منا»
بيروت: ثائر عباس
أكدت مصادر دبلوماسية تركية لـ«الشرق الأوسط» أن أنقرة أوقفت كل أشكال الحوار مع الجانب السوري، في انتظار وفاء النظام السوري بوعوده التي أغدقها على المسؤولين الأتراك وآخرهم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. بينما قال مصدر رسمي تركي إن بلاده «تقطع الأمل من النظام.. وأن الأمر أصبح الآن بيد الشعب السوري الذي عليه وحده أن يقرر مستقبله». بينما تتصاعد التكهنات في الشارع السياسي التركي حول وصول تركيا إلى نقطة اللاعودة في علاقتها مع النظام السوري، وهذا السؤال بات مطروحا بشدة في الأوساط التركية بعد وصول كل المبادرات التركية تجاه النظام السوري إلى «وعود بلا نتائج»، كما يقول مسؤولون أتراك، تبدو عليهم اليوم «خيبة الأمل» التي عبرت عنها القيادة السياسية التركية في أكثر من مناسبة على لسان رئيسها عبد الله غل ورئيس وزرائها رجب طيب أردوغان. وربما ترى أنقرة أن ما يطلبه منها المعارضون السوريون «غير واقعي» حتى الآن، فتركيا غير قادرة على دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرحيل «لأنها تكون عندئذ قد أدخلت نفسها في موقف لا تعود معه قادرة على مخاطبة هذا النظام»، كما يقول المحلل السياسي التركي إلهام تنير، الذي يقول إن عدم استجابة النظام قد تفقد تركيا ورقة «التدخل الدبلوماسي»، وهو ما لا يبدو أن أنقرة عازمة عليه حاليا، خصوصا أنها لا تبدو مرتاحة إلى وضع المعارضة السورية، بالإضافة إلى «ملاحظات» على الحراك الداخلي في سوريا واتساع رقعته، فالمعارضة السورية غير موحدة، ولا تزال عاجزة عن خلق بديل مقنع للنظام، ويقول تنير إن تركيا بالفعل قد تجاوزت نقطة اللاعودة في العلاقة مع النظام السوري، فهي قد أدركت، أو سوف تدرك قريبا أنه لا يمكنها أن تتابع القول لهذا النظام «أوقف القتل» فيرد «اهتمي بشؤونك»، ٍمشيرا إلى أن «لا بديل اليوم عن سعي المعارضة السورية إلى ملء الشوارع بالناس، مما يؤدي إلى مزيد من الدعم الدولي، وانشقاقات في النظام».
ويؤكد كبير مستشاري الرئيس التركي إرشاد هورموزلو أنه «يجب على الشعب والنظام والمعارضة في سوريا أن يدركوا أن ليس لدى أنقرة أي أجندات خفية في الشأن السوري». قائلا إن بلاده: «تساند الشعب السوري في كل مطالبه»، مشيرا إلى أن «بعض الأقوال الصادرة عن المهتمين بالشأن السوري من السوريين وغير السوريين، لا تعكس حقيقة الموقف التركي»، متمنيا على القوى الوطنية السورية (المعارضة) أن «توحد قواها وتكون قوية أمام العالم، وأمام الرأي العام السوري قبل الخارج»، مشيرا إلى أن «الأمر متروك بعد اليوم للشعب السوري الذي يجب أن تتوحد قواه الوطنية لأن وضعه الراهن يسيء إليه ويستفيد منه النظام». ووصف المصدر الوضع السوري بأنه «متأزم وخطير، والسيناريوهات كثيرة، ونحن نتحسب لأسوأ الاحتمالات وأحسنها».
وقال مسؤول في الخارجية التركية لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده «قلقة للغاية من التطورات السورية». ودعا المسؤول الذي رفض ذكر اسمه السلطات السورية إلى أن تتعامل «بلطف مع الاحتجاجات الشعبية ووقف سفك الدماء»، وحض السلطات على «القيام بالإصلاحات التي وعدوا بها، وهي إصلاحات – يضيف المسؤول التركي – لمصلحة شعبهم لا أي دولة أخرى». وقال: «لقد انتظرنا ما وعدونا به، بعد أن أخبرونا أنها ستحصل خلال أيام، لكن هذه الإصلاحات إما لم تأت، أو أنها أتت متأخرة». وجزم المسؤول بأنه «لا حوار مع السلطات التركية بعد اليوم، إلا إذا قامت هذه السلطات بتنفيذ وعودها في وقت معقول ومقبول». وعن المدة الزمنية التي تراها تركيا صالحة «البارحة، بل قبل ذلك بكثير. لكن خير أن تأتي الأمور متأخرة من ألا تأتي أبدا». وعن البدائل، في حال استمر «النظام السوري سريعا في القمع بطيئا في الإصلاح»، قال: «أعتقد أن المجتمع الدولي سيمضي قدما في خطواته التي قد تصل إلى مكان لا يريده أي منا». وفي السياق نفسه، أكد مصدر رسمي تركي أن لا جدوى من الحوار بعد اليوم، قائلا: «إن موضوع الكلام انتهى، والمطلوب هو الأفعال».
 
«الجيش السوري الإلكتروني» يشن حملة تقارير على «المندسين»
«المندسون السوريون الأحرار» يتحدون في مجموعات على «فيس بوك»
بيروت: كارولين عاكوم
انطلاقا من التهمة الجاهزة التي اعتاد النظام السوري أن يطلقها على الثوار، اختار هؤلاء الشباب أن ينطلقوا تحت لواء «الشعار» نفسه ليكملوا ثورتهم كعادتهم من خلال مجموعات جديدة انضمت إلى المجموعات الأخرى على موقع «فيس بوك» تجتمع كلها تحت صفة «المندسين». فولدت «منظمة المندسين السورية» التي عاد ولحق بها مجموعات أخرى حملت عنوان «نقابة المندسين السوريين» ثم «نقابة المندسين السوريين الأحرار» ثم أيضا «نقابة المهندسين المندسين».
يقول أحد مؤسسي «نقابة المندسين السوريين»، عمر الحمد، لـ«الشرق الأوسط»: «صفحتنا من أولى صفحات (المندسين) التي تم افتتاحها، وقد لاقت نجاحا لافتا، إلا أن (الجيش السوري الإلكتروني) قام بشن حملة تقارير على الصفحة؛ لأنهم كانوا منزعجين منها لدرجة كبيرة بسبب ما ننشره، مما أدى إلى إغلاقها وإعادة افتتاحها من جديد». ويضيف: «وتضم النقابة الشباب الثائرين على النظام تحت اسم منبثق من قلب النظام، ألا وهو النقابات التي صدعوا رأسنا بها، إنما شروط الانضمام إليها بسيطة ولا تحتاج إلى امتحان». وفي تعريفهم عن هذه النقابة التي يعتمد مؤسسوها أسلوب النقد الهزلي والتهكم على سياسة النظام يقولون: «إذا كنت مندسا أو سلفيا أو بندريا أو حريريا أو جرثومة أو أي كذبة من تلك التي يطلقها التلفزيون السوري، سارع بالانضمام إلى النقابة». أما الشروط التي يفترض أن تتوافر بأعضاء هذه المجموعة للانضمام إليها، فهي لا تبتعد أيضا عن السخرية من الواقع وهي مختصرة بالتالي: «أن تكون حاصلا على شهادة النيل من هيبة الدولة المشرشحة، وأن يكون لديك 3 صور محروقة للنعامة بشار، إضافة إلى لثام ولحية صناعية وشورت وملابس بحر لننفي أننا سلفيون. كما يمنع منعا باتا التعامل مع أي منتج من منتجات ديتول وأن يكون لديك روح الفكاهة والمسخرة على حكومة البعث الساقطة».
وفيما يتعلق بالتعاون بين «صفحات المندسين» والتواصل فيما بينها، يشير الحمد إلى أن «التواصل مستمر بين الأعضاء ومؤسسي الصفحات، لا سيما أننا نعتبر هذه الصفحات مدونات يتعدد فيها الكتاب والمراجع، لكن يبقى الهدف واحدا والقضية واحدة». وفي حين قد لا تختلف مجموعات المندسين عن المجموعات الأخرى كثيرا من حيث العمل الذي يقوم به «ثوار الـ(فيس بوك)»، يؤكد مؤسسو «منظمة المندسين» أن «المجموعة ليست إلا احتجاجا على الاسم الذي أطلقته الحكومة السورية على الشعب الأعزل مع الحرص على منع دخول المتخاذلين الشبيحة القتلة وكل من بشاكلتهم من العواينية والأبواق؛ لأنها موجهة فقط للثوار الشرفاء». وقد بلغ عدد الأعضاء في المنظمة نحو 4 آلاف، وهم يعملون، كالصفحات الأخرى، على نشر ما أطلقوا عليه «ملخصا يوميا» عن المظاهرات التي تنظم في مختلف المناطق السورية.
مع العلم أن عددا كبيرا من الأعضاء يحملون، كما في كل مجموعة للثوار السوريين، أسماء وهمية، إنما في مجموعة المندسين تدور معظمها في فلك الصفة نفسها، مثل «أكبر مندس سوري» و«ما لي علاقة» و«مدسوس حوراني» و«جرثومة سورية» و«سوري ولي الفخر» و«بريطاني مندس».. وفي نقابة المندسين السوريين هاهو حامل اسم «حمص أم كل البلاد» يرفع شعار «أنا مندس إذن أنا حر إذن أنا موجود».
وقد اعتبر المسؤولون عن «المندسين» أن «المشكلة في المجلس الوطني السوري هي أن هناك انتقائية في اختيار الشخصيات من دون أن يؤخذ بعين الاعتبار تأثيرها في الشارع السوري وبين شباب الثورة». وفي حين وافق عدد كبير من «المندسين» على هذا الرأي، اقترح أحدهم، الذي أطلق على نفسه «حمص العدية»، فكرة مفادها التعريف عن أهم الشخصيات المقترحة مع سيرتهم الذاتية ونشرها على كل المجموعات المنتشرة على «فيس بوك» ليتم بعد ذلك التصويت لها واختيار ما ينتخبه الشعب منهم.
وكان لاقتراح نجاد الأخير الذي قال فيه: «إذا كانت هناك مشكلة في البلاد بين الشعوب والمسؤولين يجب أن يجلسوا مع بعضهم ويصلوا إلى طريقة للحل بعيدا عن العنف»، وقعه أيضا في «منظمة المندسين»، فجاءه الرد التهكمي من «مدسوس حوراني» يقول فيه: «فلتخبروه أننا موافقون على طلبه، لكننا مشغولون الآن بإسقاط النظام»، بينما اعتبر «أحمد كينغ» أن «أهم إنجازات الثورة هي أنها كشفت عن أن رؤساء أغبياء يحكمون شعبا ذكيا». وكما وجه أحد الأعضاء رسالة إلى إسرائيل مفادها: «شكرا إسرائيل على قصف المفاعل النووي في سوريا؛ لأن الضربة في تلك الأيام حمتنا من وحشية النظام في هذه الأيام».
 
محمد رحال: مواجهة الغول تتطلب سلاحا.. والعالم لم يساند الانتفاضة السورية إلا بالكلام
رئيس المجلس الثوري للتنسيقيات ينتقد الحديث عن وساطة قطرية إيرانية لجمع المعارضة بالنظام
بيروت: بولا أسطيح
أعلن رئيس المجلس الثوري للتنسيقيات محمد رحال أن «المجلس اتخذ قرارا بالانتقال قريبا جدا للمرحلة الثانية من الثورة التي تقتضي تسليحها وتحولها باتجاه العنف». وقال رحال لـ«الشرق الأوسط»: «اتخذنا قرارا بتسليح الثورة التي ستتحول إلى العنف قريبا جدا لأن ما نتعرض له اليوم مؤامرة عالمية لا يمكن مواجهتها إلا بانتفاضة مسلحة». واعتبر رحال أن «الظروف لم تعد تسمح بالتعاطي بسلمية مع إجرام النظام كما أن مواجهة الغول الذي يحتمي بدول العالم باتت تتطلب سلاحا خاصة بعدما أصبح جليا للجميع أن العالم لم يساند الانتفاضة السورية إلا بالكلام»، وقال: «سنعلن الثورة بما نملك بأيدينا من سلاح وحجارة وسنستجيب لدعوات الجماهير بتسليح الانتفاضة».
وعن مصادر التسلح قال رحال: «الدول العربية التي من المفترض أن تساعدنا وتساندنا جبانة تأبى التصرف لذلك سنعتمد المثل الأفغاني إذ عندما سئلوا من أين ستأتون بالسلاح أجابوا طالما أن الأميركيين هنا فهناك سلاح». وتطرق رحال لإعلان تأسيس المجلس الوطني السوري، فاعتبر أن «من شكّل هذا المجلس أشباح تدعي أنّها تمثل قسما كبيرا من الشعب السوري في حين أن لا علاقة لها بالثورة لا من قريب أو من بعيد»، وقال: «نحن لسنا جزءا من المعارضة الخارجية. الثورة لها جسد داخلي هو يقرر مسارها».
واعتبر رحال أن «هناك قسما كبيرا من الدول يدعم وسيدعم المجلس الوطني وغيره من التجمعات التي تدعي أن لها صفة تمثيلية، كتركيا وغيرها لأن لها أطماعا واسعة في المنطقة». وأضاف: «نحن لا نريد أن نتخلص من إجرام بشار الأسد لنعلق بديكتاتورية أردوغان الزعيم التركي الذي يتآمر على القضية العربية لتأمين مصالحه الخاصة».
واستنكر رحال الحديث عن وساطة قطرية إيرانية لجمع المعارضة بالنظام، معتبرا أنّها «نوع من أنواع المؤامرات الخارجية على الثورة السورية»، جازما بأن «لا جلوس على طاولة واحدة مع الأسد»، داعيا الجانب القطري للجلوس معه إذا أراد ذلك. وقال: «نحن نرفض الإصلاح من رئيس مجرم أمعن بقتل شعبه. هدفنا وخيارنا الوحيد منذ اليوم الأول لانطلاق الانتفاضة كان إسقاط النظام ونحن لن نتراجع عنه ولن نحاور النظام». ولفت رحال إلى أن «كل من سيجلس إلى طاولة المفاوضات ليس له أي علاقة بالمعارضة لأن المعارضة الشريفة لا تبيع دماء شهداء الثورة»، وقال: «نحن نمثّل 90 في المائة من التنسيقيات الفاعلة على الأرض ولم ندع يوما إلى وسائل الإعلام القطرية، قطر تسعى لأن تخلق المعارضة التي تريدها هي والتي تتحكم بها ولكننا أوعى من كل ما يدبر لنا في الخارج من مؤامرات وسنستمر بالزخم نفسه الذي انطلقنا به في 14 مارس (آذار) الماضي كما سنفعّل عملنا بالانتقال إلى تسليح الثورة قريبا جدا»
 
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,779,752

عدد الزوار: 6,914,609

المتواجدون الآن: 118