نصرالله: تدابير استثنائية ووقائية

سيتخذها "حزب الله" لمواجهة المناورة الاسرائيلية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 19 أيار 2009 - 5:40 ص    عدد الزيارات 4409    التعليقات 0    القسم محلية

        


أعلن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله امس ان الحزب "معني باتخاذ كل التدابير والاحتياطات الاستثنائية والوقائية لمواجهة المناورة الاسرائيلية بين آخر هذا الشهر و4 حزيران المقبل، لكنه طمأن الى ان الانتخابات يجب ان تجرى في 7 حزيران.
لمناسبة الذكرى الـ61 لنكبة فلسطين قال نصرالله في إطلالة تلفزيونية ان "الكيان الصهيوني غير شرعي ولا يمكن اضفاء الشرعية عليه في أي حال من الأحوال، وايجاده في قلب منطقتنا العربية والاسلامية هو السبب الرئيسي لكل الحروب والمصائب والازمات، وكان على اجيالنا ان تتحمل نتائج زرع هذه الغدة السرطانية في المنطقة”. وشدد على ضرورة ادراك ان الحروب التي فرضها هذا الكيان بغطرسته وعدوانيته وما قام به اهل المنطقة من حكومات وجيوش عربية ومقاومات ردود فعل طبيعية على وجود الكيان الغاصب”.
واعتبر أن "منشأ الصراع هو مسألة فلسطين، وما جرى بعدها هي نتائج واثار وتبعات لهذا الصراع (...) لقد كان دائماً الرهان على تصفية القضية الفلسطينية، وان تصبح فلسطين نسياً منسياً بالنسبة اليها والى شعوب المنطقة والعالم، وكان يبذل الجهد لدفع الشعب الفلسطيني للإستسلام واليأس. ومنذ الخمسينات طرحت مشاريع التوطين والحكم الذاتي، في غزة والضفة وخارج فلسطين، اضافة الى العمل الدؤوب الخفي والمحسوب والناعم في تهجير الفلسطينيين افراداً وعائلات لئلا تبقى قضية فلسطينية ولا شعب فلسطيني.
واشاد بالشعب الفلسطيني وبمقاومته المسلحة وثباته وصموده طوال تلك المدة،  واشاد برفضه التوطين. واوضح ان الشعب الفلسطيني كان يقوم بالانتفاضات في الوقت الذي انتظر الجميع منه الاستسلام"، واشاد ايضاً بـ"تضحيات الشعوب العربية والاسلامية، والجيوش العربية ولا سيما الجيشين المصري والسوري اللذين قدما ملحمة بطولية في وجه اسرائيل لن ينساها التاريخ".
وذكر أحرار العالم، وبالخصوص الحكومات العربية، حيال فلسطين، خصوصاً حيال ما يعانيه الفلسطينيون اليوم من حروب واوضاع مأسوية على رغم ارادة المقاومة والصمود".

 

المناورات الاسرائيلية

وانتقل  للحديث عن المناورة الكبرى "نقطة تحول 3"، التي ستجريها اسرائيل نهاية هذا الشهر، معتبراً انه "منذ انتهاء حرب تموز كان هناك اجماع لدى اسرائيل على أنها أصيبت بفشل ذريع بعد الحرب على لبنان، وان تقرير لجنة فينوغراد خرج بوجود ثغر يجب معالجتها بعيد حرب تموز لذلك بدأوا مباشرة وضع خطط لاعادة ترميم الجيش واستقدام اسلحة جديدة".
وعدد نصر الله الكثير من التدريبات والمناورات الاسرائيلية التي قام بها الاسرائيليون بعد حرب 2006، مؤكداً ان اعمال تدريباتهم بالمئات اضافة الى المناورات المشتركة وخصوصاً مع القوات الاميركية، وفي السياق هناك استكمال لتأتي المناورة المقبلة "نقطة تحول 3" التي ستقام على مستوى اسرائيل كلها وليس في منطقة محددة وهي استكمال لمناورتي تحول - 1 وتحول - 2 اللتين نفذتا في الـ 2007 و 2008. وان اسرائيل تصفها بمحاولة الاستعداد لاي حرب مقبلة تكون فيها اسرائيل ساحة للحرب التي ستجري بكل مناطقها ومنشآتها ستكون جزءا من المعركة.
واوضح ان "هدف المناورة بحسب نائب وزير الحرب الاسرائيلي هو ادخال المواطن في ثقافة "الطوارئ"، ومن تاريخ 31 ايار الى 4 حزيران ستكون كل اسرائيل في حالة استنفار، لان هذه المناورة تملك ابعاداً جدية، مشيراً الى قول الجنرال فلنائي ان المناورة هي لتهيئة المواطن امام ثقافة الطوارئ وكأن البلد مقبل على حرب غداً ودولة كاملة ستتهيأ للحرب.
وتحدث عن ان "كل اسرائيل ستكون في حالة استنفار وان السيناريو المفترض هو مواجهة هجوم صاروخي واسع النطاق، من ايران وسوريا ولبنان وقطاع غزة، معدداً في هذا الاطار: "التعرض لقصف غير تقليدي، وحدث غير تقليدي في ايلات، وسقوط صواريخ في عدد من المدن داخل الكيان، وهذه أهداف عسكرية، ويتعلق الأمر باداء الحكومة كيف يكون مغايراً لما كانت عليه في حرب تموز، ولتدريب السكان للتعود على القصف الصاروخي، فحص قدرة المستشفيات على استيعاب أعداد كبيرة من المصابين".
وأشار الى ان المناورة ستشغل كل اسرائيل خمسة ايام، مضيفا: "اذا قرأنا هذه المناورة جيدا فلا يمكن فصلها عن مجموعة تطورات وتحديات حصلت على صعيد المنطقة، من خروج اسرائيل العام الفين من لبنان ثم انتفاضة الاقصى في فلسطين المحتلة وصولاً الى اضطرار اسرائيل الى الانسحاب الاحادي من غزة، ومن ثم حرب تموز وما تركته من تداعيات على الحكومة الاسرائيلية والجيش، اضافة الى التطور في حركات المقاومة. يضاف الى ذلك عدم نجاح التطبيع مع شعوب الدول حتى مع الدول التي عقدت اتفاقات سلام مع اسرائيل وخاصة مع الشعبين المصري والاردني.
وتحدث نصرالله عن ارتفاع في مستوى الوعي والرفض في الشارع العربي، والتأييد العريض للمقاومة ورموز المقاومة، اضافة الى تنامي قدرات ايران على كل صعيد، خصوصاً على مستوى التكنولوجيا وبالاخص النووية للاغراض السلمية، والذي تعتبره اسرائيل تهديداً وجودياً، كذلك فشل محاولات عزل سوريا وفرض الشروط عليها خلال السنوات الماضية، وفشل او تراجع المشروع الاميركي والقدرة الاميركية، خصوصاً في المرحلة المقبلة على شن حروب واسعة جديدة كالعراق، وايضاً انشغال العالم بالكثير من الازمات، مثل الازمة المالية العالمية، وتطور المقاومة تكتيكاً ومدرسة وتفكيراً".

 

اسباب المناورة

وأوضح نصرالله ان الاسرائيلي بدأ التصرف في شكل جدي على ان اي حرب سيقودها مع المقاومات، وخاصة مع المقاومة في لبنان ستدور على اراض واسعة وكل اسرائيل وليس في مناطق محددة فحسب، وان اسرائيل تعتبر حركات المقاومة تهديداً للامن الاستراتيجي لها لا للوجود كما تعتبر اسرائيل.
وعن اسباب اقدام اسرائيل على هذه المناورة تحدث عن اربعة احتمالات لا يمنع ان تجتمع مع بعضها.
اولاً: الهدف النفسي والمعنوي بعد اهتزاز الثقة بالجيش الذي لا يقهر واهتزاز الثقة بالحكومة وسقوط الحكومات المتتالية.
الاحتمال الثاني: اسرائيل تشعر بالقلق على وجودها، او بالحد الادنى تشعر بالقلق على امنها القومي والاستراتيجي، لذلك تقوم بكل ما هو لازم لمواجهة اي خطر، وتوضع كل اعمال التدريب والمناورات في الإطار الدفاعي.
الاحتمال الثالث: هو البعد الترهيبي ويرمي الى ارسال رسالة قوية الى الجميع بالعالم والمنطقة بأن اسرائيل ليست ضعيفة ومتراجعة، بل مقتدرة وقوية وجبارة وستقوم بمواجهة الجميع وقادرة على سحق الجميع وباستطاعتها ان تقوم بحرب على المنطقة ككل، وان نتنياهو وليبرمان لا يسلمان لمبدأ الدولتين، وهذه المناورة ترهب الفلسطينيين بانه ليس لهم من قدس والاستمرار في تهجير اهل القدس ومواصلة الاستيطان. وهذه ايضا رسالة الى سوريا التي تتطلع الى ارضها المحتلة، والى لبنان وايران بان اسرائيل لن تتسامح في الموضوع النووي لانه يشكل خطرا عليها.
الاحتمال الرابع، ولا يمكن تجاهله، ان تكون اسرائيل تحضر لحرب جديدة ومفاجئة، وانها تتحضر لعدوان امني او عسكري، وسيؤدي الى ردود فعل غير متوقعة، وبالتالي يريد ان يكون كيانه ومجتمعه جاهزين، لانه هو الذي سيبدأ بالعدوان، وبالتالي يخشى على كيانه من ردود الفعل، ولذلك يقوم اليوم بالمناورة".
واكد ان "المقاومة، من باب التحليل، لا تميل الى الاعتقاد بان اسرائيل ستشن حرباً عسكرية مفاجئة على لبنان"، وقال: "لا نملك معلومات بل نعتمد على التحليل، والتحاليل تقتضي منا ان نبني على اسوأ الاحتمالات".
السياسة الدفاعية
واشار الى انه وفي شكل مبكر "سلط الضوء على المناورة الاسرائيلية وحمل الموضوع الى طاولة الحوار، لا لكي نسجل نقاطا على احد، انما طلباً لسياسية وطنية دفاعية، فهذا الأمر يعني لبنان كله وليس لبنان وحده، بل يعني المنطقة كلها". لكنه اوضح ان "الامر للأسف الشديد لم نجد له الاهتمام اللازم، على مستوى الدولة كدولة، ولم تناقش هذا الموضوع في شكل جدي، ولا الحكومة اللبنانية”.
وطالب "بدولة قادرة قوية، وسلطة قادرة قوية”. وعبر عن الاسف لانه لم ير تصرفاً مسؤولاً مع هذا الامر، بل ان "بعضهم يقول ان الامر لا يعني لبنان، وبعضهم ايضا اتهم "حزب الله" بفبركة هذه المسألة والحزب يريد فعل شيء، وبدل ان تتصرف الدولة بطريقة مسؤولة، ذهب في الإتجاه الآخر”.
واكد "اننا في "حزب الله" معنيون باتخاذ كل الاحتياطات والتدابير الاستثنائية الوقائية لمواجهة هذه المناورة". واضاف: “اعلن هذا الموضوع لاطمئن الناس لانه اذا كان لدى اسرائيل اي خطط فنحن سنقول له ان عنصر المفاجأة فاشل والعدو يعرف من تجربته مع المقاومة انها لم تتراجع عن الدفاع عن شعبها". وتوجه الى الاسرائيلي قائلا: “عنصر المفاجأة غير موجود بالنسبة الى المقاومة".
وختم: “ليكمل الناس حياتهم الطبيعية، الا ان هناك اناسا سيكونون واعين على مدار الساعة والاصعدة كافة، والاحتضان الشعبي العريض للمقاومة ووجود الجيش اللبناني والقوى الامنية تشكل حالة ردع بالنسبة الى العدو. فزمن الهزائم ولى وجاء زمن الانتصارات".
 


المصدر: جريدة النهار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,621,554

عدد الزوار: 6,904,426

المتواجدون الآن: 94