تظاهرات من الشمال إلى الجنوب وتحطيم تماثيل... وإطلاق نار في حمص

«جمعة الإصرار» تحتل المشهد السوري وفيديو البيضا يحتل... وسائل الإعلام

تاريخ الإضافة الأحد 17 نيسان 2011 - 6:11 ص    عدد الزيارات 3304    التعليقات 0    القسم عربية

        


ذكر ناشطون حقوقيون ومواقع للمعارضة السورية على الانترنت ان تظاهرات للمطالبة بالحرية والوحدة الوطنية جرت في المدن السورية كافة، امس، من دون تدخل أمني في بعضها، في ما أطلقت عليه «جمعة الإصرار»، ردد المشاركون فيها شعارات مختلفة، إضافة إلى «الشعب يريد إسقاط النظام»، غداة الاعلان عن تشكيل حكومة جديدة سورية كلفت تنفيذ برنامج الاصلاحات المعلن لتهدئة موجة التظاهرات غير المسبوقة في البلاد وعن قرار رئاسي بالافراج عن كل الموقوفين على خلفية الاحداث.وكانت مقاطع من فيديو تظهر تعاملاً وحشياً من قوات أمنية مع معتقلي البيضا قرب بانياس هزّت العالم أمس، وكررتها وسائل الإعلام مراراً وفيها عناصر أمنية يضربون معتقلين في ساحة عامة ويأخذون الصور وهم يقفون على أجسادهم.
ويظهر الشريط، الذي تسرب من أحد عناصر الأمن، عشرات المواطنين السوريين مكبلين بعضهم فوق بعض، فيما يتسلى عدد من قوات الأمن بركلهم وضربهم على وجوههم ومختلف أجزاء أجسامهم من دون رحمة أو شفقة.
ويقول معارضون للنظام السوري إن غالبية سكان قرية البيضا، اقتيدوا عنوة، وتحت تهديد السلاح، إلى ساحة قريبة من المدينة، ليتم ضربهم وإهانتهم ووصفهم بأنهم خونة وعملاء.
واعتبر الفيديو أنه أحد أسوأ ما حصل للمتظاهرين السوريين منذ انطلاق شرارة الأحداث، خصوصاً في ظل تأكيد السلطات السورية أن الأمن موجود لحماية المدنيين وليس لقتلهم أو ترهيبهم وتعذيبهم.
وبثت شبكة «شام» مقاطع فيديو من مدن عدة، اكدت ان أحدها لتظاهرة في دمشق شارك فيها العشرات، رددوا هتافات تطالب بالحرية.
وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبدالكريم ريحاوي ان «عشرات الاشخاص تجمعوا أمام الجامع في برزة عند انتهاء الصلاة». واشار الى «اشتباك بين الشرطة والمتظاهرين قام على اثره المتظاهرون بإلقاء الحجارة على الشرطة».
وأفاد ناشط حقوقي، فضل عدم كشف اسمه، بأن «قوات الامن فرقت بالقوة نحو ألفي متظاهر قدموا من دوما وعربين وحرستا بينما كانوا يهمون بدخول العاصمة في حي جوبر» الواقع في الطرف الشمالي للعاصمة.
واضاف ان «القوات قامت بتفريق المتظاهرين باستخدام الهراوات واطلاق قنابل مسيلة للدموع».
وفي الكسوة، ظهر محتجون وهم يرفعون الأعلام السورية ويطالبون بفك الحصار عن بانياس، ويهتفون «شهداء بالملايين على الجنة رايحين»، و«الشعب يريد إسقاط النظام».
وفي منطقة دوما، رفع المتظاهرون شعارات تطالب بـ «الحرية» و«بدنا نحكي على المكشوف، حرامية ما بدنا نشوف»، و«يللي يقتل شعبه خائن».
كما تظاهر نحو 3 آلاف شخص في وسط درعا التي شهدت اعنف الاحتجاجات في البلاد منذ اندلاعها في 15 مارس.
وأكد ناشط حقوقي، طلب عدم كشف اسمه، ان «بين 2500 وثلاثة آلاف شخص تظاهروا في ساحة السرايا في وسط المدينة وهم يرددون شعارات مناهضة للنظام». وذكر ان من بين الهتافات «الموت ولا المذلة» و«حرية حرية... سلمية سلمية» و«الشعب يريد إسقاط النظام».
واشار الى ان هناك «المزيد من المتظاهرين توافدوا من القرى المجاورة للانضمام الى هذه التظاهرة»، وان قوى الامن «لم تتدخل».
وذكر الناشط انه لا وجود للجيش في المدينة منذ، ليل اول من امس، عقب اجتماع بين الرئيس بشار الاسد وشخصيات بارزة من المدينة.
وفي اللاذقية، تجمع متظاهرون وهتفوا «بالروح بالدم نفديك يا بانياس». وذكر ناشط حقوقي ان «نحو 1500 شخص تجمعوا أمام جامع ابو بكر في بانياس بعدما أقاموا صلاة الغائب على أرواح شهداء الاسبوع الماضي».
وفي حماه، طالب المتظاهرون بالحرية وبإرسال الجيش إلى الجولان المحتل.
كما شهدت حمص تظاهرة هتف خلالها المشاركون «الله أكبر» و«الشهيد حبيب الله».
وذكر ناشطون على موقع «فيسبوك» ان متظاهرين حطموا تماثيل للرئيس الراحل حافظ الأسد في بلدة رستن قرب حمص، كما أفيد عن مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين وإطلاق نار في حمص.
وذكرت مواقع المعارضة ان مدن حلب وادلب ودير الزور وطرطوس شهدت تظاهرات ردد خلالها المشاركون شعار «الشعب السوري واحد» و«الله سورية حرية وبس».
وفي شمال شرقي سورية التي يشكل غالبيتها الاكراد، جرت تظاهرات للاسبوع الثاني في مدن عدة.
واكد الناشط الحقوقي حسن برو ان «اكثر من 5 آلاف شخص خرجوا للتظاهر في القامشلي وساروا من جامع قاسمو في اتجاه دوار التمثال في جنوب المدينة وهم يحملون أعلاما سورية ولافتات».
واشار الى ان اللافتات كتب عليها «لا كردية لا عربية بدنا وحدة وطنية» ومن «القامشلي لحوران الشعب السوري ما بينهان». كما رددوا هتافات تنادي بالحرية والتضامن مع بانياس ودرعا.
واضاف ان «اكثر من ألفي شخص تظاهروا في ناحية عامودا والدرباسية التابعتين للحسكة».
كما فرقت قوات الامن السورية بالقوة الخميس تظاهرة احتجاجية شارك فيها نحو 300 شخص في السويداء معقل الدروز في جنوب سورية، للمطالبة باطلاق الحريات العامة. وهي اول تظاهرة تجري في منطقة درزية في سورية منذ بدأت الحركة الاحتجاجية ضد النظام منتصف مارس.
من ناحيته، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن السلطات الأمنية السورية افرجت، امس، عن المدون الشاب أحمد حديفة، الذي قال إنها اعتقلته الشهر الماضي من مكان عمله في دمشق نتيجة نشاطه على موقع «فيسبوك» لدعم الاحتجاجات في سورية.

واكد المرصد، ومقره بريطانيا، ان «الأجهزة الأمنية» افرجت أيضا عن الشاعر محمد محمود عيبو الذي اعتقلته الشهر الماضي على خلفية الاحتجاجات في بانياس.
الى ذلك، نفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية الخميس تدخل إيران في مساعدتها لقمع الاحتجاجات التي شهدها البلاد خلال الاسابيع الماضية.

 

 

المسيحيون بعد الأكراد ينضمون للاحتجاجات في «جمعة الصمود».. والقوى الأمنية تمنع متظاهرين من دخول العاصمة
أهالي حمص وحماة يحاولون إسقاط تمثالي حافظ الأسد.. وسكان درعا يدعون إلى إسقاط النظام
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
بعد يوم على إعلان تشكيل الحكومة الجديدة وقيام السلطات بإطلاق سراح عشرات المعتقلين في الأحداث الأخيرة، خرجت مظاهرات احتجاجية في مختلف أنحاء البلاد تطالب بالحرية، وتهتف لنصرة درعا وبانياس. وفي تطور لافت، أمس، انضم المسيحيون إلى المظاهرات للمرة الأولى، في قرية أزرع في درعا، حيث قالت مصادر محلية إن أبناء الطوائف المسيحية كانوا في مقدمة المتظاهرين. ولم يكن قد سُجل حتى الآن حضور يذكر لأبناء الطوائف الأخرى مع الغالبية السنية، باستثناء الأكراد الذين انضموا إلى المظاهرات الأسبوع الماضي.
وفي دمشق، تظاهر المئات أمام جامع في برزة عقب انتهاء الصلاة، وحصل اشتباك مع الشرطة وجرى تراشق بالحجارة، كما خرجت مظاهرات في عدة مدن في ريف دمشق عقب صلاة الجمعة، وتم إحراق صور للرئيس بشار الأسد في حرستا، ورفعت لافتات كتب عليها: «لا لعصابات الأمن» في مظاهرات حرستا التي التقت مع مظاهرات أخرى في دوما وعربين وزملكا وكناكر، كما رفعت لافتات في دوما كتب عليها: «لا للقتل.. لا للعنف.. لا للدم»، و«أرواحنا فداء لبانياس»، و«خلي عينك يا بلد.. الحرية بتتولد»، و«حرية.. حرية».
وقالت مصادر محلية إن قوات الأمن تمكنت من منع تدفق المحتجين القادمين من ريف دمشق الذين تجمعوا في جوبر وانطلقوا للاعتصام في ساحة العباسيين جنوب غربي دمشق. وقالت المصادر إن أعدادا كبيرة وفدت إلى الساحة وتمت مجابهتهم بجماهير من المؤيدين ورجال الأمن. وتعد ساحة العباسين من الساحات الكبيرة في دمشق، وأهم مداخل العاصمة، حيث يصب فيها الطريق القادم من حمص وعدة طرق أخرى حيوية.
وفرقت أيضا قوات الأمن السورية بالقوة مظاهرة شارك فيها محتجون قادمون من قرى دمشق لدى دخولهم من المدخل الشمالي الغربي للعاصمة. وقال ناشط حقوقي، فضل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «قوات الأمن فرقت بالقوة نحو ألفي متظاهر قدموا من دوما وعربين وحرستا، بينما كانوا يهمون بدخول العاصمة في حي جوبر»، الواقع في الطرف الشمالي للعاصمة. وأضاف الناشط أن «القوات قامت بتفريق المتظاهرين باستخدام الهراوات وإطلاق قنابل مسيلة للدموع».
وفي الكسوة في ريف دمشق، خرجت مظاهرة كبيرة تنادي بالحرية ونصرة جرعا وبانياس، وتتأسف لترك جبهة الجولان والتوجه لقمع درعا وبانياس. وفي الزبداني، في ريف دمشق خرج متظاهرون من مسجد الجسر الكبير يهتفون للحرية ويتضامنون مع باقي المدن والمحافظات السورية.
أما في مدينة بانياس الساحلية التي شهدت أياما دامية مؤخرا، وحصارا عليها، فقد تجمع المئات أمام جامع أبو بكر بعد أدائهم صلاة الغائب على أرواح شهداء الأسبوع الماضي. وهتف المتظاهرون: «حرية.. سلمية»، و«بالروح بالدم نفديك يا شهيد». وفي قرية البيضا في بانياس، جرى تشييع الشاب حكم حنا الذي قتل على يد عناصر الأمن، واتهموا المسلمين بقتله. إلا أن المسيحيين والمسلمين خرجوا معا في الجنازة يهتفون: «كلنا إيد واحدة».
وفي درعا، من حيث انطلقت المظاهرات في منتصف الشهر الماضي، خرج، أمس، آلاف المواطنين من الرجال والنساء والأطفال في مظاهرة سلمية عقب صلاة الجمعة في منطقة درعا البلد والمحطة، واعتصموا في ساحة السرايا مرددين هتافات لتحية «الشهيد» ولنصرة بانياس، وتدعو إلى إسقاط النظام، ومن الهتافات: «الموت ولا المذلة».
ولم يسجل حصول أي حوادث أو احتكاكات أو تدخل لقوات الأمن، بحسب مصادر إعلامية محلية. وجاء ذلك بعد يوم واحد من لقاء الرئيس السوري، بشار الأسد، بوفد من أهالي درعا، وتعهده بسحب الأمن والجيش من المدينة.
كما عمت المظاهرات قرى ومدن محافظة درعا من جاسم وانخل الحارة وغيرهما. وحاول أهالي القرى والمدن المجاورة الانضمام إلى المتظاهرين في درعا ودخول المدينة عبر طرق التفافية، إذ لا يزال الجيش يقيم حاجزا على مدخل المدينة يمنع دخول المتظاهرين. وفي قرية أزرع قالت مصادر محلية إن أبناء الطوائف المسيحية كانوا في مقدمة المتظاهرين في تطور جديد على المظاهرات التي لم تسجل حتى الآن حضورا يذكر لأبناء الطوائف الأخرى مع الغالبية السنية. وتركزت الهتافات على إسقاط النظام والمطالبة بالحرية. وفي قرية خربة غزالة خرجت أيضا مظاهرات تطالب بإسقاط النظام. وأطرف هتاف سمع في درعا الأغنية الشعبية المصرية الشهيرة «السح الدح امبو.. الواد طالع لأبوه»، و«ارحل.. ارحل»، ورفعوا لافتات كتب عليها: «سنية ومسيحية دروز وعلوية.. كلنا سورية»، وأخرى كتبوا عليها: «يا بانياس حقا نساءك رجال».
وفي مدينة طرطوس الساحلية التي تتبع لها بانياس، خرجت مظاهرة لنصرة بانياس، وهي أول مظاهرة تشهدها مدينة طرطوس. وفي حمص، قال شهود إنه سمع إطلاق نار كثيف خلف جامع خالد بن الوليد، حيث يتجمع نحو 4 آلاف متظاهر، كانوا يهتفون بإسقاط النظام. وانطلق نحو ألفي شخص من جامع النور عقب صلاة الجمعة باتجاه السوق والتقوا مع نحو 4 آلاف متظاهر قادمين من أحياء البياضة وباب عمرو ذات الأغلبية البدوية. وبدأت المظاهرة سلمية حيث لم تتدخل قوى الأمن إلا حين حاول المتظاهرون الوصول إلى ساحة الدوار حيث يوجد تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد، فتدخلت قوات حفظ النظام والأمن وجرى تفريق المتظاهرين بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع. فعاد المتظاهرون إلى جامع النور وتجمعوا مرة ثانية وانطلق نحو 10 آلاف شخص باتجاه السوق بعد ظهر يوم أمس، الجمعة، كما عمت المظاهرات غالبية الأحياء الحمصية؛ مقبرة الكتيب وباب سباع وعند جامع كعب الأحبار.
وعند نزلة وادي السايح كانت هناك مظاهرة أخرى جرى إطلاق رصاص في الهواء كثيف جدا لتفريق المتظاهرين. كما تم رمي قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وقالت مصادر محلية إن الدبابات بدأت بالانتشار في محيط دير بعلبة منذ الصباح حيث تتركز الأغلبية البدوية من السكان في ريف حمص. وقال ناشطون في حمص إنهم بدأوا حملة نظافة لإزالة صور رموز النظام من الشوارع. وفي قرية كفر لاها قام ناشطون بإزالة صورة الرئيس من مدخل القرية.
كما جرى إطلاق نار عند فرع الحزب بالسوق في حمص على آلاف المتظاهرين واستخدام رشاشات المياه والقنابل الغازية، ومنع الأمن الناس من دخول السوق، وشوهد دخان كثيف قرب جامع الدروبي والقيام باعتقالات بين صفوف المتظاهرين.
كما خرجت مظاهرات في بلدات ريف حمص في تلبيسة والحولة وتلدو، التي لم تهدأ فيها الأجواء لأكثر من 3 أسابيع. كما شهدت مدينة القصير القريبة من الحدود مع لبنان مظاهرة حاشدة انطلقت من الجامع الكبير وتوجهت نحو جامعين آخرين في المدينة، وانضم إليها الأهالي من مختلف الطوائف. ولم يسجل أي احتكاك مع قوات الأمن رغم وجودهم الكثيف في المنطقة حتى في الأحوال العادية؛ كونها منطقة حدودية. كما خرجت مظاهرات حاشدة في مدينة تلكلخ في محافظة حمص القريبة من الحدود مع شمال لبنان، وهتف المتظاهرون: «الشعب يريد إسقاط النظام».
وفي حماة خرج الآلاف في مظاهرة كبيرة للأسبوع الثاني على التوالي، وأبرز الهتافات تلك التي وجهت إلى مفتي الجمهورية، أحمد بدر حسون: «يا حسون يا حسون.. الشعب السوري ما بيخون»، و«سلمية.. سلمية»، والمظاهرات في حماة كانت حول جامع عمر بن الخطاب وجامع المناخ.
وشهدت مدن ريف حماة مظاهرات أخرى أكبرها كان في مدينة الرستن، مسقط رأس العماد مصطفى طلاس، وذلك بعد يوم على زيارته لمدينة حمص ولقائه وفدا من الرستن. وقام المحتجون في الرستن بالتوجه إلى الساحة لإسقاط تمثال الرئيس حافظ الأسد. ويشار إلى أن الاضطرابات لم تهدأ في الرستن منذ أكثر من أسبوعين حيث توعد الأهالي بإسقاط التمثال بعد فشل محاولاتهم أكثر من مرة، ووضع حراسة مشددة إلى جانب التمثال، لكن وبحسب الأنباء التي وردت من الرستن أن المحتجين أظهروا إصرارا كبيرا على إسقاط التمثال وتمكنوا من ذلك، بحسب ما ذكرته مصادر محلية. وجرى تفريق المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع.
وفي اللاذقية، تجمع «نحو ألف شخص في ساحة أوغاريت في مركز المدينة للمطالبة بإطلاق الحريات».
وفي شمال شرقي سورية، حيث تتركز الغالبية الكردية خرجت مظاهرات للأسبوع الثاني في عدة مدن. ففي القامشلي خرج عدة آلاف وانطلقوا من جامع قاسمو باتجاه دوار التمثال في جنوب المدينة وهم يحملون إعلاما سورية ولافتات كتب عليها: «لا كردية لا عربية.. بدنا وحدة وطنية»، و«من القامشلي لحوران.. الشعب السوري ما بينهان». كما رددوا هتافات تنادي بالحرية والتضامن مع بانياس ودرعا. وخرج المئات في بلدة عامودة الكردية والدرباسية التابعتين للحسكة. وخرج عشرات المتظاهرين في قرية رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة انطلقت من جامع الأسد باتجاه الدرباسية ولم يحصل أي احتكاك مع قوات الأمن التي لم تتدخل وانفضت المظاهرات سلميا.
وخرجت في دير الزور مظاهرة حاشدة تنادي بالحرية. وفي قرية محيميدة التابعة لدير الزور وقعت اشتباكات على خلفية منع المصليين من الدخول إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل علي العجيل الذي حاول منع دخول القوات الأمنية من اقتحام المسجد. وقرية محيميدة، مسقط رأس الشيخ نواف الراغب البشير شيخ البقارة الذي يعد من أبرز المعارضين للنظام في محافظة دير الزور.
وسجلت السلطات السورية، اليوم، تغيرا في طريقة التعاطي مع المتظاهرين، إذ بدت أقل عنفا بكثير، ولم تنقل أي معلومات عن إطلاق رصاص، كما جرى في الأسابيع الماضية. كما بث التلفزيون السوري صورا لبعض المظاهرات في دير الزور وأنحاء أخرى من البلاد في محاولة لإظهارها كمظاهرات محدودة الحجم وليست بالضخامة التي تبدو عليها في وسائل الإعلام الخارجي.
 
 
حلب العاصمة الاقتصادية.. متأخرة في اللحاق بركب المظاهرات
السلطات السورية أولت المدينة اهتماما إنمائيا خاصا
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
لم تتوافر أمس معلومات عن المظاهرات التي شهدتها حلب والتي تعد المدينة التي تأخرت في اللحاق بركب الاحتجاجات التي تشهدها المدن السورية الأخرى. ولم يتوافر إلا شريط بثته مواقع لناشطين سوريين بدت فيها مظاهرات خرجت أمس. وهناك من يرد تأخر انضمام حلب، إلى كون المدينة هي العاصمة الاقتصادية لسورية، وقد سبق أن تعرضت لأعمال عنف شديدة في الثمانيات كما حصل في حماه، لكن على نحو أقل إلى حد ما. ولكن السلطات السورية في عهد الرئيس بشار الأسد أولت اهتماما خاصا بمدينة حلب وطبقة التجار فيها، وتم التعامل معها بوصفها العاصمة الاقتصادية والبوابة الشمالية، وجرى إعادة ترميم القصر الجمهوري هناك، حيث يشهد القصر الكثير من النشاطات الرسمية واستقبال الشخصيات السياسية الأجنبية، كما أن أغلب النشاطات السورية - التركية تتم في حلب. ولعل هذا ما جعل مدينة حلب تتأخر إلى حد ما لولا مظاهرة الطلاب التي شهدتها الجامعة منذ أيام. ويظن المحتجون أن حلقة الاحتجاجات التي تعم البلاد لن تكتمل، ما لم تنضم إليها بقوة احتجاجات في كل من حلب ودمشق كبرى المدن السورية ومركز الثقل الاقتصادي والسياسي. وفي دمشق، لا تزال المظاهرات محدودة ويتم فضها على نحو فوري وبشكل سلمي، في حين أن ريفها مستمر في الاحتجاج منذ ثلاثة أسابيع.
وكانت مواقع لناشطين سوريين بثت مقطع فيديو لمجموعة من الشباب في حلب حاولوا ليل أول من أمس إزالة صور لرموز النظام من الشوارع، وغير واضح في الفيديو إذا كانوا قد نجحوا في ذلك.
 
الشيخ الصياصنة بعد لقاء الأسد: قلنا له إن اعتقال الشباب وقلع أظافرهم لا يطاق.. وثرنا لأن الكيل قد طفح
قال إن الأجهزة الأمنية نقلت له صورة مخالفة للواقع
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
بث موقع ناشطين على شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، مقطع فيديو للشيخ أحمد الصياصنة، إمام الجامع العمري في درعا الذي انطلقت منه الاحتجاجات بدرعا في 18 مارس (آذار) الماضي.. ويظهر في الفيديو الشيخ الصياصنة واقفا على منبر الجامع يخطب في جموع من أبناء درعا بعد صلاة المغرب يوم أول من أمس، يخبرهم بتفاصيل اللقاء الذي جرى بين وفد من أهالي درعا والرئيس السوري بشار الأسد ظهر يوم أول من أمس.
وعبر الصياصنة عن ظنه أن صورة الأوضاع لم تنقل على حقيقتها إلى رئيس الجمهورية وإنما نقل إليه الصورة «كما يريدها الأخ (ماهر الأسد)، وكما تريدها الأجهزة الأمنية». وقال: «صوروا له درعا على أنها بلدة متمردة، وصوروا له أهل درعا على أنهم لا يريدون الخير ودعاة تخريب وتدمير، فكان لا بد من الذهاب إلى رئيس الجمهورية».
وقال الصياصنة إن الاجتماع مع الأسد استمر نحو 3 ساعات من الحادية عشرة صباحا وإلى الثانية بعد الظهر، وإن الوفد شرح ما جرى في درعا منذ البداية والأسباب التي أدت إلى «الثورة». وأوضح الشيخ الصياصنة: «قلنا إن الظلم والاستبداد واعتقال الأطفال الصغار واعتقال بعض الشباب وقلع أظافرهم، أمر لا يطاق، والبلد ثار لأن الكيل قد طفح.. وإن الناس خرجوا وتظاهروا تظاهرا سلميا ولم يحملوا حجرا واحدا ولا سكينا، فكيف يقال عنهم إنهم مسلحون وهم منذ البدء هتفوا سلمية.. سلمية، وسمعها القاصي والداني؟!».
وتابع الشيخ يقول: «أكدنا له أننا نحن في درعا لسنا دعاة تدمير ولا تخريب سواء شاء خالد عبود (نائب عن درعا وصف شباب درعا بالزعران) أو غيره، فنحن رغم أنفه حضاريون ومتحضرون وهو الأزعر وهو الهمجي». ووصف الصياصنة النائب العبود بأنه «مجرم سافل»، لأنه «تهجم على درعا وعلى أهل درعا وسيلقى جزاءه». وأضاف: «قلنا له يا سيادة الرئيس، أهل درعا لم يحرقوا دار الحكومة ولا مقر سرياتيل ولا مركز مكافحة المخدرات.. أهل درعا متحضرون وحضاريون متعلمون ومثقفون يعرفون ما لهم وما عليهم وهم لا يحرقون هذه المرافق لأنها للبلد وهم لا يريدون تدمير البلد، وإنما يريدون الخير لهذا البلد، لهذا طالبوا بالحرية وبالحياة الحرة الكريمة». وتابع يقول إن الوفد أوضح للأسد كيف تعاملت الأجهزة الأمنية مع الناس، وكيف «كانوا يجرحون الإنسان ثم يقبلون عليه فيقتلونه»، كما أخبروه بما جرى لدى اقتحام الجامع العمري حيث اعتبره الصياصنة وصمة عار في جبين السوريين والإنسانية، وقال: «كيف يقتحم بيت الله وتطلق النار على الناس العزل وبعد ذلك يدخلون المسجد يغنون ويرقصون ويقولون قتلناهم؟!».
وكان ناشطون بثوا شريطا على موقع «يوتيوب» لعناصر الأمن السوري بعد اقتحامهم الجامع العمري في درعا، يظهر خلوه من السلاح واقتصار محتوياته على فرشات ومعدات طبية بعد تحوله إلى مستشفى ميداني. وكان رجال الأمن يغنون ويرقصون ويقولون «قتلناهم.. قتلناهم» ويقصدون المعتصمين الذين كانوا في الجامع ليلة 23 مارس الماضي. وكذب الصياصنة بذلك الرواية الرسمية التي تحدثت عن إلقاء القبض على عصابة مسلحة كانت تتخذ من الجامع العمري مكانا لها، وأنهم وجدوا في الجامع أسلحة وأموالا.
وقال إمام الجامع العمري: «أخبرنا الرئيس بكل ذلك وكان يبدي استغرابا ودهشة، وقال: لم يقل لي ذلك. قلنا لأن هؤلاء ليسوا أمناء على إيصال الحقيقة. وتحدثنا لمدة 3 ساعات. وفي النهاية قال الرئيس: كل طلباتكم مجابة».
وأشار الصياصنة إلى أن الوفد سأل الأسد: ما دام يريد الإصلاح فلماذا لا يهيئ الأجواء عن طريق «إبعاد قوى الأمن عنا؟! لقد مللناهم وهم أساءوا إليك وإلى الوطن وإلى البلد، فهم يدفعون البلد إلى المجهول. فوعد بسحب القوى الأمنية والجيش من درعا. وقال: سأطلق سراح المعتقلين، والمفقودون سنبحث في أحوالهم».
وعن المطالب التي تقدم بها الوفد، فقد كانت إلغاء قانون الطوارئ، ووضع قانون جديد للإعلام بأن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص في المجتمع، وإلغاء المحسوبيات والفساد وإقالة مدير الصحة لأنه منع نقل الجرحى والشهداء إلى المستشفيات. وأكد إمام الجامع العمري أمام الجموع أن رئيس الوزراء سيزور درعا ليطلع على أوضاعها. ووعد بتلبية مطالبهم، وقال: «غدا لن تجدوا أحدا من قوى الأمن والجيش في المدينة، والمعتقلون سيفرج عنهم والشهداء سوف ترعاهم الدولة، وإنه بعد تشكيل الحكومة سوف يلغى قانون الطوارئ ويوضع قانون للإعلام». وقال الصياصنة إنه أخبر الرئيس بأن «الإعلام السوري إعلام كاذب مضلل، حيث قال إن في درعا عصابات مسلحة وإنه عثر على أسلحة وأموال في الجامع العمري وهذا هراء وافتراء، الجامع العمري لم يكن فيه مال، لقد أرادوا أن يصمونا بوصمة الخيانة».
مثقفون لبنانيون وسوريون وعرب من بيروت: النظام السوري اختار «الحل القذافي» لتجاوز مأزقه
بيروت: «الشرق الأوسط»
أعلن نحو 130 من المثقفين والكتاب والصحافيين والفنانين والناشطين السوريين واللبنانيين والعرب في بيان وقعوه، أنه «لا يمكن المضي في الصمت على الطريقة الوحشية التي تخالف كل شرائع حقوق الإنسان، والتي تتعامل بها السلطات الديكتاتورية في سورية مع الحركة السلمية والمدنية المعبرة عن توق السوريين إلى حياة حرة كريمة»، لافتين إلى أن «أعمال القتل والترهيب والاعتقال العشوائي المصحوبة بإفراط في الدعاية الكاذبة والمفبركة التي تحتقر العقل، كل عقل، إنما تبرهن على أن النظام السوري لم يتعلم شيئا من تجارب الأنظمة التي سبقته إلى التهاوي».
وأضاف البيان: «لقد اختار النظام المذكور (الحل القذافي) لتجاوز مأزقه، من دون أن يتنبه إلى أن الحل المذكور لا يحل شيئا، بل يعمق مأزقه ذاته، ويقضي على ما تبقى من شرعيته الهزيلة أصلا، بينما يزيد عذابات الشعب السوري ومراراته، ويعرض خيرة أبناء سورية لقسوة ظالمة لا يستحقونها ولا يستحقها أي كان». وأشار البيان إلى أن «هذه الطريقة التي يسلكها النظام السوري، بما فيها من تجريم الحركة الشعبية وتخوينها بلغة تآمرية مبتذلة وممجوجة، لا تفعل سوى إضعاف سورية التي يزعم النظام أنه يدافع عن مناعتها وقوتها».
وتابع يقول: «لن يكون ممكنا، في آخر المطاف، الوقوف في وجه شعب أثبت المرة بعد المرة، أنه مصر على التضحية للوصول إلى الحرية والكرامة، شأنه في ذلك شأن الشعوب الحرة والكريمة كافة، كما لن يكون إلا عبثا توهم إبطاء المستقبل الذي تتجه نحوه بلدان الأرض قاطبة بقوة الماضي». وختم بالقول: «سورية حرة وديمقراطية مكسب للسوريين ومكسب للبنانيين أيضا، فضلا عن كونها مكسبا للحرية والديمقراطية في كل أنحاء المعمورة».
 
الرواية السورية الرسمية لـ«جمعة الإصرار»: تجمعات انفضت بسرعة.. وساد الهدوء والحياة الطبيعية
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
قالت السلطات السورية إن مجموعات متفرقة من المواطنين خرجت إلى الشوارع في عدة مناطق من المحافظات عقب صلاة الجمعة يوم أمس ورددوا هتافات «تنادي لسورية والحرية والشهيد دون تدخل من القوى الأمنية ولم تحدث أعمال شغب أو تخريب».
ونقلت وكالة «سانا» عن مراسليها في المحافظات تأكيدهم أن «معظم هذه التجمعات انفضت بعد وقت قصير وساد الهدوء والحياة الطبيعية في الأحياء السكنية ولم تسجل اعتداءات على الممتلكات العامة أو الخاصة». وقالت «سانا»: «وفي درعا تجمع آلاف الأشخاص في ساحة القصر العدلي بمدينة درعا عقب صلاة الجمعة ورددوا شعارات (حرية... حرية وسلمية.. سلمية) في ظل عدم وجود لقوى الأمن والجيش».
وذكر مراسل الوكالة أن «عددا من الوجهاء والمشايخ خاطبوا المتجمعين ودعوهم لحماية المنشآت العامة والخاصة لأنها ملك للشعب مؤكدين أن الاعتداء عليها غير مقبول أخلاقيا وشرعيا وطالبوهم بعدم إطلاق شعارات من شأنها أن تؤثر على الوحدة الوطنية والحرص على أن تأخذ المظاهرة طابعا حضاريا يعكس قيم وأخلاق المجتمع السوري».

المصدر: جريدة الرأي العام والشرق الاوسط

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,152,257

عدد الزوار: 6,757,417

المتواجدون الآن: 131