اليمنيون انقسموا بين «جمعة الخلاص» و«جمعة الإخاء»

تاريخ الإضافة الأحد 3 نيسان 2011 - 7:25 ص    عدد الزيارات 3510    التعليقات 0    القسم عربية

        


صالح لمؤيديه: سأضحي بالغالي والنفيس من أجلكم.. والمعارضة ترد: نريد «تضحية وحيدة»
اليمنيون انقسموا بين «جمعة الخلاص» و«جمعة الإخاء»
صنعاء - لندن: «الشرق الأوسط»
قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمس، أمام أنصاره في ساحة «ميدان السبعين» بجنوب العاصمة صنعاء، إنه سيضحي بالغالي والنفيس من أجل شعبه، ومن أجل «الذين خرجوا من كل حدب وصوب في أمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية، للمشاركة في جمعة (الإخاء) والمسيرات الجماهيرية الكبرى لإعلان تأييدهم للشرعية الدستورية، ورفض أي محاولات للانقلاب عليها، وكذا تأكيد مباركتهم لمبادرات رئيس الجمهورية ودعواته المتكررة للحوار الوطني الشامل ورفض أي مشاريع تآمرية للانزلاق بالوطن نحو ويلات الفتن والشقاق والتشرذم».

وقال صالح بصورة توحي إلى استياء شديد لديه من تصريحات قيادات في المعارضة اليمنية في تكتل «اللقاء المشترك» والذين هددوا بالزحف إلى قصره والدخول إلى غرفة نومه، «لن أرد على أحد، ولكن الشكر والتقدير لأبنائي الشباب والشابات، لكل جماهير شعبنا العظيم، أنا أتعهد لكم أيها الجماهير أنني سأفدي هذا الشعب بالروح بالدم، سأضحي، إنني سأضحي بالدم والغالي والنفيس من أجل جماهير شعبنا اليمني العظيم»، رافضا الرد على «التصريحات غير اللائقة التي يطلقها قياديون في تكتل «اللقاء المشترك». وقال: «أتمنى أن يكون خطابهم حصيفا ومسؤولا، يخاطبون الجماهير دون أن يتلفظوا بألفاظ غير مسؤولة».

لكن المتحدث باسم المعارضة محمد الصبري قال لقناة «العربية» ردا على كلمة صالح، إن «الشعب يريد منه تضحية واحدة، وهي أن يتنحى».

وقد خرجت بموازاة ذلك جماهير يمنية غفيرة في مظاهرات مطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح، وأخرى مؤيدة له، في ظل انتشار عسكري وأمني غير مسبوق، تشهده العاصمة في يوم أطلق عليه تسميتان، الأولى «جمعة الخلاص» بالنسبة للمعارضين، والثانية «جمعة الإخاء» بالنسبة للمؤيدين.

وقدرت مصادر المعارضة عدد المشاركين في المظاهرات المناوئة لصالح بملايين الأشخاص، منهم فقط مليونا شخص في العاصمة صنعاء، وأكثر من مليون ونصف المليون في محافظة تعز.

وأكد رئيس حركة «شباب 3 فبراير» عادل الوليبي لـ«فرانس برس» أن «أعداد المتظاهرين اليوم تخطت تلك التي سجلت في مظاهرات سابقة، ونحن على كل حال سنواصل الضغوط من خلال اعتصامنا وسنحاول التوسع نحو مناطق جديدة».

وتابع أن «ردنا على الرئيس سيكون في الميدان، ونحن سنقدم أرواحنا في سبيل تحقيق الحرية والكرامة وطرد كل فاسد».

وسقط 5 أشخاص، على الأقل، في مهاجمة عناصر أمنية وأخرى تسمى بـالبلطجية، لـ«ساحة التغيير» في مدينة الحديدة غرب البلاد، وهي الساحة التي اختار المعتصمون والمتظاهرون أن تقام في «حديقة الشعب» بوسط المدينة. وقال شهود عيان، إن المهاجمين استخدموا الخناجر والعصي والحجارة بحق المعتصمين بهدف تفريق اعتصامهم وتظاهرهم.

على صعيد آخر، قامت قوة أمنية، فجر أمس، باعتقال الصحافي عبد الغني الشميري، الرئيس السابق لقطاع الفضائية اليمنية من منزله بعد مداهمته، وقد استنكرت نقابة الصحافيين اليمنيين الحادثة ووصفتها بأنها «اختطاف» للصحافي الشميري «من قبل الأجهزة». وقالت لجنة الحريات في النقابة في بلاغ صحافي لها إنها تحمل «السلطة المسؤولية الكاملة عن سلامته». وطالبت بـ«الإفراج الفوري» عنه، كما عبرت عن «قلقها لمصير الزميل الشميري»، داعية جميع المنظمات إلى الضغط على السلطة لسرعة إطلاق سراحه.

وأثارت التطورات المتصاعدة في اليمن مخاوف المجتمع الدولي، فقد دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون رعايا بلادها إلى مغادرة اليمن. وقالت إن «الوضع فيه يتدهور بشكل سريع»، كما طالبت بريطانيا أيضا، رعاياها بمغادرة اليمن.

وبدت العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، على خلاف العادة، في أكثر من اتجاه، مختلفة، شوارع مكتظة بالناس والسيارات والجند من مختلف الوحدات العسكرية والأمنية، لقد حولت «ثورة الشباب» في الساحات، اليمن إلى «خلية نحل» سياسية بامتياز، ونقلت الحراك السياسي من أروقة الأحزاب السياسية ومبانيها الإسمنتية إلى الشارع، الذي مر زمن طويل دون أن يشهد حراكا كما هو الحال عليه اليوم.

وأطلق المتظاهرون المطالبون برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح تسمية «جمعة الخلاص» على يومهم، وفي الضفة الأخرى من العاصمة صنعاء وتحديدا في «ميدان السبعين»، احتشد جمع غفير من مؤيدي الرئيس صالح من أجل تأييد «الشرعية الدستورية» في جمعة أطلقوا عليها تسمية «جمعة الإخاء».

ومنذ الصباح الباكر، شوهدت حشود كبيرة تتقاطر نحو الساحات المخصصة للاعتصام، هناك من يسير على أقدامه نحو «ساحة التغيير» في صنعاء، رجال ونساء من مختلف الاتجاهات المؤدية إلى الساحة، وهناك مشهد آخر لسيارات ومركبات تحمل أعدادا من المؤيدين للنظام تتجه نحو «السبعين» وهم يرفعون أعلام الجمهورية ورايات المؤتمر الشعبي العام الحاكم وصور الرئيس علي عبد الله صالح واللافتات المؤيدة لنظامه ولبقائه في الحكم والداعية إلى «الأمن والاستقرار»، وبين سيارة وأخرى، توجد سيارة عليها مكبرات صوت تنشد الأغاني الوطنية وبعضها يقول: «ما لنا إلا علي»، وأخرى تمجد اليمن وتاريخه الثوري.

وفي ردود الفعل الدولية، دعت فرنسا مجددا أمس (الجمعة) السلطات اليمنية إلى الإيفاء بتعهداتها وحماية كافة المتظاهرين واتخاذ قرارات «على وجه السرعة» للانطلاق في مرحلة انتقالية سلمية.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو في لقاء صحافي «لا بديل عن المرحلة السياسية الانتقالية التي دعت إليها السلطات اليمنية والمعارضة، والتي ينبغي أن تلبي تطلعات الشعب وتضمن السلم في اليمن ووحدته واستقراره».

وأضاف فاليرو أن فرنسا تطلب مجددا «من المواطنين الفرنسيين الموجودين في اليمن والذين لا ضرورة لبقائهم هناك مغادرة البلاد مؤقتا». ويقيم 840 فرنسيا في اليمن.

ويواجه الرئيس اليمني منذ نهاية يناير (كانون الثاني) حركة احتجاج شعبية تطالب بتنحيه اشتدت بعد مقتل 52 متظاهرا في 18 مارس (آذار) برصاص نسب إلى أنصاره، لكنه بعد فشل المفاوضات قرر البقاء في الحكم


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,103,397

عدد الزوار: 6,752,879

المتواجدون الآن: 100