ملامح أزمة بين الرئيسين و8 آذار ··· وعقبات خارجية تعيق التأليف

تاريخ الإضافة الخميس 10 آذار 2011 - 6:04 ص    عدد الزيارات 2968    التعليقات 0    القسم محلية

        


ملامح أزمة بين الرئيسين و8 آذار ··· وعقبات خارجية تعيق التأليف
الحريري يردّ على بري: لا معادلة تعلو إرادة الدولة
  الرئيس الحريري مصافحاً البطريرك صفير في بكركي (تصوير: جمال الشمعة)

تقدم الملف السياسي على الملف الحكومي، على وقع احتدام الجدال حول تداعيات انهيار ما يمكن وصفه بالاجماع على المحكمة الدولية وسلاح المقاومة والذي لم تتوقف تداعياته عند انهيار حكومة الوحدة الوطنية، والانتقال الى محاولة تأليف حكومة تكاد تبدو عصية على التشكيل ولو من لون واحد، وسط تعطل ظاهر لكل الوساطات الاقليمية والعربية والدولية التي كانت تعيد الانقسام اللبناني الى <سكة الوحدة>، حرصاً على الاستقرار الداخلي والاستقرار الاقليمي.

واذا كانت التصريحات الاخيرة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي قد احدثت حراكاً في <المياه الراكدة> داخل الفريق الذي رشحه لرئاسة الحكومة واهتزاز الثقة بين اطرافه فإن تردي العلاقات العربية - العربية، والعربية الاقليمية، فضلاً عن الممانعة القوية التي يبديها تحالف الرئيسين ميشال سليمان وميقاتي، لعدم اسقاط القوة الوازنة من ايديهما في الحكومة العتيدة، يشكل عاملاً من عوامل الابتعاد عن الملف الحكومي الى حين، اما صدور قرار بتحريكه او حدوث تطور كبير يستدعي السير بسرعة الى الحسم.

وراء هذه الخلفية، تحوّل الموقف من سلاح <حزب الله> الى عنوان تجاذب آخذ في الاتساع، حيث كثفت قوى 14 آذار من حملتها عشية اعلان الوثيقة السياسية غداً الخميس، والمهرجان الخطابي في ساحة الحرية الاحد المقبل، فيما تولى العماد ميشال عون، بعد الرئيس نبيه بري، الدفاع عن سلاح <حزب الله> مستخدماً تعابير وعبارات خالية من أي معنى سياسي.

اما رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، فقد كان واضحاً في اشارته الي معادلة السلاح والمحكمة، عندما سأل كل المتحاملين على الخطاب السياسي لـ14 آذار، ألا تشكل الحملة على المحكمة الدولية، وذلك الاصرار على تعطيل العدالة الدولية بشأن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري دعوة مباشرة الى التحريض وخرق قواعد الاجماع الوطني.

ورد على كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري بشأن معادلة <الجيش والشعب والمقاومة>، مؤكداً وقوفه الى جانب هذه المعادلة اذا كانت تحت سقف الدولة ولكن لن نكون معها اذا افترض البعض ان الجيش والشعب والدولة هم ادوات في يد أي سلاح.

وكرر الرئيس الحريري التأكيد على ان موقفه من غلبة السلاح ينطلق من خلفيات وطنية ولا يستهدف طائفة معينة، مشيراً إلى أن تصوير حملة المعارضة على انها تستهدف الطائفة الشيعية اكذوبة سياسية بامتياز، لأن الحملة لا تعني الطائفة الشيعية ودورها ومكانتها، بل تعني كل الجهات والأحزاب والتنظيمات اللبنانية وغير اللبنانية التي تجعل من السلاح وسيلة للابتزاز الداخلي والضغط على الحياة الوطنية والسياسية، لافتاً إلى ان الطائفة الشيعية هي أوّل المتضررين من هيمنة السلاح، وأن العمل الجاري على عسكرة هذه الطائفة الأساسية هو عمل يُسيء إليها ولدورها في النظام الديمقراطي اللبناني.

كتلة المستقبل وسبق هذا الموقف للرئيس الحريري، موقف لافت أيضاً لكتلة <المستقبل> النيابية، التي دعت بعد اجتماعها الأسبوعي برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة إلى أوسع مشاركة في الذكرى السادسة لانتفاضة الاستقلال في ساحة الحرية للدفاع عن لبنان يوم الاحد المقبل، إذ رأت الكتلة في الحملات الإعلامية التي تستهدف مواقفها ومواقف قوى 14 آذار من موضوع سلاح <حزب الله> محاولات هدفها تشويه الحقائق، مؤكدة أن تيّار المستقبل وقوى 14 آذار لم ينتقدا أو يطالبا بالتوقف عن مقاومة اسرائيل، بل كل منهما انتقد السلاح الموجه في اتجاه الداخل الى صدور اللبنانيين والمنتشرين في شوارع وأزقة بيروت والبلدات والقرى اللبنانية.

وقالت <ان السلاح المقاوم ضد العدو الإسرائيلي وتحت سلطة الدولة اللبنانية، هو سلاح مقبول ومرغوب، اما السلاح الموجه إلى صدور اللبنانيين فهو مرفوض شكلاً ومضموناً.

وتساءلت الكتلة، في سياق استعراضها لمسألة تمنع بعض الوزراء والمسؤولين عن التجاوب مع طلبات المحكمة الدولية، عن أسباب هذا الهلع الذي يبديه <حزب الله> أمام كل طلب من المحكمة الدولية؟ علماً أن ما قيل وما روّج عن طلبات تبين انه مسألة تمّ تضخيمها من دون مسوغ.

<ثورة الأرز - 2> ومن جهته، اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع أن وجود <حزب الله> العسكري خطر على لبنان، مشيراً إلى أن قوى 14 آذار بدأت <ثورة الأرز - 2> وستعلنها رسمياً يوم الأحد المقبل، وانه <من غير الممكن ان يستقيم الوضع في لبنان من دون ان تستقيم الدولة، وهي ليست كذلك بعد>.

تجدر الإشارة إلى أن قوى 14 آذار ستعلن غداً الخميس وثيقتها السياسية، خلال مؤتمر موسّع سيعقد في فندق <البريستول>، وذلك إيذاناً ببدء مرحلة سياسية جديدة.

وتعتبر الوثيقة، وهي المشروع السياسي لهذه القوى، بمثابة ا لجامع المشترك لكل مكونات هذه الحركة. وخطوة سياسية تسبق الحشد الشعبي الكبير في ساحة الشهداء يوم الأحد، حيث أكدت أوساط متابعة، أن الساحة ستشهد حشوداً كثيفة، وبات مؤكداً أنه ستكون هناك مشاركة من الجبل، رغم دعوات النائب وليد جنبلاط بعدم المشاركة.

عون: أزمة مع ميقاتي وإذا كان مشهد الأحد في 13 آذار، سيشكّل عامل ضغط لتسريع تشكيل الحكومة، بحسب ما تعتقد الأوساط المتابعة، فقد عكست تصريحات العماد عون، بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح، تراجع اهتمامه بموضوع الحكومة، بحيث تولى الرد على فريق المعارضة الجديدة بالنسبة لموضوع السلاح، معلناً بأن <سلاح المقاومة حافظ على كرامة اللبنانيين، ونحن نرفع رأسنا بسلاح المقاومة، لأنه رفع رأسنا في كل العالم>، مكرراً وصف هذا الفريق بأنهم <مصابون بالزهايمر الجماعي وفاقدون للذاكرة>، ملوّحاً بإدخالهم الى السجن.

وقال: <لا يعتقدن احد انه إن اغرق السفينة قد يغرق خصمه فيها، فهو اول من سيغرق (...) اذ لدينا قوارب احتياط تفوق كل التصورات>.، لافتا الى ان الحكومة ستتألف وفقاً لقواعد جديدة، لاننا لسنا هنا لنؤمن استمرارية الفساد ولا اعادة اعتبار للبعض، نسامحهم ونستقبلهم في المجتمع بعد ان ينالوا عقابهم>.

وفي سياق رده على اسئلة الصحافيين، اشار عون الى ان لا مشكلة لديه اذا اخذ الرئيس المكلف وقته، والى ان العقدة ليست عنده، بل عند غيره ممن تألف الاكثرية الجديدة، معتبرا الذين يقولون بأن لا حق له بالمطالبة بهذه الوزارة بأنهم قليلو الحياء>.

وعن رأيه بما قاله الرئيس ميقاتي بأنه يبحث عن 15 وزيراً يفتخر بهم، رد عون: <نحن لم نقدم اليه اسماء لا يخجل بها، ولا يفتخر بها، ولكن المعروف عنا ان لدينا معيارا معينا لا نبتعد عنه>.

وكان كلام الرئيس المكلف، في هذا الشأن، اثار حفيظة قيادتي <التيار الوطني الحر> وحزب الله اللتين وجدتا في هذا الكلام، <عقوقاً> في حق من اوصله الى رئاسة الحكومة.

وقال قيادي في الموالاة الجديدة ان هذا الكلام نزل كالصاعقة على قيادة التيار العوني، التي لم تخف على امتداد الايام الاربعين الماضية استياءها من آليات إدارة ميقاتي <معركة تشكيل حكومتنا>، مشيراً إلى أن عون صارح مقربين منه قبل أسبوعين أنه يستغرب اداء ميقاتي، وانه بدأ جدياً بالتفكير في <الخطة ب> في ضوء ما آلت اليه التشكيلة من مراوحة غير مفهومة.

وتساءل هذا القيادي عن معنى حديث ميقاتي عن صبر أبي الهول، ومن يعني بحكومة من لون واحد، والأمر يرمي في اشارته المزعجة إلى أنه يريد حكومة تضم على الأقل 10 وزراء أو 15 وزيراً افتخر بهم؟ فهل وزراء تكتل الإصلاح والتغيير وحزب الله وباقي مكونات فريق 8 آذار لا يفخر بهم وبتجربتهم الوزارية؟ وهل بات الفخر حكراً على الوسطية؟ ثم ماذا أراد ميقاتي من الغمز من قناة <حزب الله> في معرض حديثه عن <انهم يتركوننا رئيس الجمهورية وأنا نواجه الوضع بمفردنا؟ واي وضع هذا وهل بات من الصعب التفاهم مع عون شخصياً، وبقناة اتصال مباشرة، أم بات من الضروري على الرئيس المكلف أن يوسط حزب الله أو غيره لبت مقعد وزاري بالزايد أو بالناقص؟

ولم تستبعد مصادر مطلعة أن تسرع تداعيات هذا الكلام عقد لقاء قريب بين الرئيس المكلف وعون، وهو ما أكدته أوساط الرئيس ميقاتي، مشيرة إلى أن التواصل مستمر معه والعلاقة غير مقطوعة، لكن موعد اللقاء مرتبط بجدول مواعيد الرجلين.

تأخير التشكيلة الحكومية أسبابه أبعد من تقطيع المناسبات الوطنية وتقاسم الحصص الوزارية
عدم القدرة على اختراق 14 آذار بالتوزير وصعوبة توفير الغطاء العربي والدولي للحكومة الجديدة
<لم تعد مبررات تأخير تشكيل الحكومة يُقنع أحداً بعدما أوهم تحالف 8 آذار اللبنانيين بالقدرة على تشكيلها في غضون أيام>

ما هي مبررات تأخير تشكيل الحكومة الجديدة بعد مرور قرابة شهر ونصف الشهر على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيلها؟ لم تعد المبررات التي يعلنها تحالف قوى الثامن من آذار عن أسباب تأخير تشكيل الحكومة الجديدة تُقنع أحداً، بعدما أوهم هذا التحالف اللبنانيين بالقدرة على تشكيلها في غضون أيام معدودة عشية إسقاط حكومة الوحدة الوطنية خلال وجود رئيسها سعد الحريري في الولايات المتحدة الأميركية يتابع مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الجهود المبذولة لإنجاح مساعي الوساطة السعودية لحل الأزمة السياسية في لبنان·

فمن التذرّع بتمرير مناسبة الذكرى السادسة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط الماضي أولاً، ثم الحديث عن انتظار حلول ذكرى الرابع عشر من آذار ثانياً، وبعد ذلك ما يتردد عن ضرورة التريّث لصدور القرار الاتهامي في جريمة الاغتيال بعد أيام معدودة، وأخيراً بدأ الحديث يكثر عن انتظار ما ستؤول إليه ثورة الاحتجاجات العربية التي شملت دولاً عربية عديدة وما تزال تهدد دولاً في لائحة الانتظار المتوقعة، وهو ما يعني ترك مدة تأليف الحكومة مفتوحة دون تحديد أي أفق زمني محدد لها كي لا يشكّل موعداً ملزماً لا يستطيع تحالف قوى الثامن من آذار تنفيذه في ظل تنامي موجة الرفض المحلي لاسلوب اسقاط حكومة الوحدة الوطنية الذي يتنافى مع كل التعهدات والالتزامات التي قطعها اطراف هذا التحالف لدى اشراكهم في عملية التأليف، ومن بعدها فرض تسمية الرئيس المكلف بمعزل عن موافقة ستين نائباً يشكلون قرابة نصف المجلس النيابي وطرح جملة تساؤلات عربية ودولية عن امكانية التزام الحكومة الجديدة بالقرارات الدولية وعلى رأسها ما يتعلق بالمحكمة الدولية بعدما صدر اكثر من موقف عن <حزب الله> يؤكد بأن هذه الحكومة سيكون على رأس جدول اعمالها اسقاط المحكمة نهائياً·

ولكن يبدو انه لم يكن ممكناً ترجمة الشعارات والدعوة الى افعال على الارض في ظل الاشتباك السياسي الحاد الذي يشهده لبنان منذ ما قبل اسقاط الحكومة وحتى مرحلة ما بعد تكليف الرئيس ميقاتي·

فالاعتقاد السائد لدى تحالف قوى الثامن من آذار المدعوم علناً من دمشق وطهران، انه من خلال اسقاطه حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري نهاية العام الماضي بعد انقلاب بعض اطراف التحالف المذكور على اتفاق الوساطة التي رعته المملكة العربية السعودية والهادف الى عقد مؤتمر مصالحة شامل بين كل الأطراف اللبنانية في الرياض لحل الأزمة اللبنانية، فقد أصبح الظرف مؤاتياً لفرض معادلة سياسية جديدة ترتكز على الآتي:

أولاً: إقصاء تحالف قوى 14 آذار برئاسة سعد الحريري عن السلطة وتحويل الأكثرية النيابية إلى أقلية بعد ممارسة أقسى الضغوط على كتلة النائب وليد جنبلاط وإغراء الرئيس نجيب بتسميته رئيساً للحكومة الجديدة·

ثانياً: فرض تسمية ميقاتي رئيساً للحكومة العتيدة بالرغم من وجود ستين نائباً معارضاً ووضع الجميع أمام الأمر الواقع للتعايش مع هذا التحول الجديد·

ثالثاً: المراهنة على حدوث إختراق ما في صفوف تحالف 14 آذار لضم بعضهم إلى صفوف الحكومة الجديدة تحت شعارات <المشاركة> المزيفة وإغراءات بالمقاعد الوزارية لإضعاف المواجهة السياسية المحتملة وتحصين الحكومة أمام الرأي العام·

رابعاً: إيهام الرأي العام اللبناني بوجود دعم عربي وإقليمي للإنقلاب <الديمقراطي> في موازين السلطة يؤمن التغطية المطلوبة لإنطلاقة الحكومة الجديدة في التعاطي بصراحة مع الملفات والقضايا المعقدة كالمحكمة الدولية وغيرها وتجنب أي مواجهة محتملة بهذا الخصوص مع المجتمع الدولي· ولكن مع تقدم الوقت اكثر تبين ان حجم العقد والصعوبات التي تعترض تشكيل الحكومة الجديدة اكبر بكثير من التوقعات المطروحة ولا علاقة له بالتسابق المحموم على المقاعد الوزارية بين التيار العوني والرئيس المكلف او رئيس الجمهورية كما يتردد لان هؤلاء محكومون في النهاية بالاتفاق في اطار التفاهم القائم مع دمشق التي رعت عملية اسقاط الحكومة من بدايتها وحتى ما يحصل اليوم، ولا علاقة له بتمرير المناسبات الوطنية او القرار الظني وانما لها علاقة بجملة امور لم تتحقق واهمها:

اولاً: لم يتحقق الاختراق المفترض في صفوف قوى 14 آذار تحت شعار التوزير الجذابة وبقيت جبهة هؤلاء الحلفاء مرصوصة في مواجهة صلبة لكل ما حصل·

ثانياً: انتفاء تأمين الغطاء العربي المطلوب لتكريس الواقع السياسي بقوة هذا الغطاء ويلاحظ ان اي دولة عربية مؤثرة لم تؤيد هذه التبدلات السياسية المدعومة من جانب دمشق وطهران فقط·

ثالثاً: تريث الدول الغربية الفاعلة وتحديداً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في اعطاء اي انطباع ايجابي تجاه ما حصل، مع ابداء حذر ظاهري لا يوحي بتأييد التطورات الاخيرة لحين انتظار بلورة تركيبة الحكومة الجديدة وسياستها وتعاطيها مع المسائل المختلف عليها محلياً وإقليمياً ودولياً كالمحكمة الدولية وغيرها·

ويبدو ان هذه هي الاسباب الحقيقية التي تعيق تشكيل الحكومة الجديدة، وقد تؤثر في انطلاقتها وتجعلها هدفاً سهلاً لخصومها في ضوء الظروف والمعطيات القائمة حالياً والتي لا بد من مراعاتها واخذها بعين الاعتبار قبل انجاز التشكيلة الحكومية·

معروف الداعوق


 

 


 

كلام ميقاتي يُثير حفيظة قيادتي <التيار الوطني الحر> و<حزب الله>·· والناتج العام يميل سلباً
عون مستاء من آليات ادارة <حكومتنا> يتحدث عن <خطة ب> بديلة!
كتب المحلل السياسي: الصرخة التي أطلقها امس الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي عبر الزميلة <النهار> أخذت حيزا واسعا في النقاش السياسي، اولا لكثرة الرسائل التي حملتها، وثانيا لان الناتج العام من كل المراوحة الحاصلة في الملف الحكومي يميل الى السلبية المفرطة، وهو ما يثير تحديدا قوى الثامن من آذار وخصوصا <التيار الوطني الحر> الذي ينظر بريبة الى الخطوات التي يقوم بها ميقاتي وما ينسب اليه والى مصادره من كلام يراه التيار <عقوقا> في حق من <أوصله الى رئاسة الحكومة>·

يقول قيادي في الموالاة الجديدة ان الكلام الاخير للرئيس المكلف تشكيل الحكومة نزل كالصاعقة على قيادة <التيار الوطني الحر> التي لم تخف على امتداد الايام الاربعين الفائتة استياءها من آليات ادارة ميقاتي <معركة تشكيل حكومتنا>، اي قوى الثامن من آذار التي كان لها الفضل في اقصاء الرئيس سعد الحريري وجعل ميقاتي في نادي رؤساء الحكومات متقدما بين متساوين، ومن ثم <ترقيته> الى رئيس مكلف كان من المفترض ان يبت صيغته الحكومية الثانية في الاسبوع الثالث من تكليفه، حدا اقصى·

ويشير القيادي الى ان رئيس تكتل <الاصلاح والتغيير> النائب العماد ميشال عون يتحفظ شخصيا عن مجمل اداء الرئيس المكلف <الذي يفضل استئخار الحكومة بدل تشكيلها من القوى التي رشحته>، وهو صارح مقربين منه قبل اسبوعين انه يستغرب اداء ميقاتي وانه <بدأ جديا بالتفكير في <الخطة ب> في ضوء ما آلت اليه التشكيلة من مراوحة غير مفهومة الاسباب والمرامي>· وازداد هذا التحفظ على مدى الاسبوعين الفائتين الى ان بلغ السيل مكانا قد يدفعه الى <القول الكثير في ما يحصل>، خصوصا بعد كلام الرئيس المكلف لـ <النهار> والذي رأت فيه قيادتا <التيار الوطني الحر> و<حزب الله> رسائل سلبية في اتجاههما على اكثر من صعيد:

<أ- فما معنى ان يتحدث ميقاتي عن <صبر ابي الهول>؟ وهل صبره سببه التيار والحزب ام تردده في الحسم؟

ب- ومن يعني بـ <حكومة من لون واحد>؟ فهل قوى الموالاة الجديدة <هي التي دفعت قوى الرابع عشر من آذار الى مقاطعة حكومته>؟

وهل حكومة تضم كل تلاوين قوى الثامن من آذار، مضافا اليها ميشال سليمان ووليد جنبلاط وبعض من اختارهم ميقاتي نفسه، هي حكومة لون واحد؟ وهل من المفيد للرئيس المكلف قبل غيره ترداد الكلام الاميركي؟???

ج- وإلامَ يرمي في اشارته <المزعجة> الى انه يريد حكومة <تضم على الأقل 10 وزراء أو 15 أفخر بهم10 الى 15 وزيرا>؟ فهل وزراء تكتل <الاصلاح والتغيير> و>حزب لله> وباقي المكونات لا يُفخَر بهم وبتجربتهم الوزارية؟ وهل بات <الفخر> حكرا على <الوسطية> او من ينتمون اليها بصلة قرابة او عمل او سياسة؟ ام ان الدولة اللائقة محصورة في شخص ومكان وزمان محدد، حتى يوحي ان تجارب غيره اتت بحكومات غير لائقة عكست دولة غير لائقة؟

د- ثم ماذا اراد ميقاتي من الغمز من قناة <حزب الله>، في معرض حديثه عن <انهم يتركوننا رئيس الجمهورية وأنا نواجه الوضع بمفردنا>؟ أي وضع هذا؟ وهل بات من الصعب التفاهم مع عون شخصيا وبقناة إتصال مباشرة؟ ام بات من الضروري على الرئيس المكلف ان يوسّط حزب الله> او غيره لبت مقعد وزاري <بالزايد او بالناقص>؟

- هـ اما كيله المديح لرئيس الجمهورية <الحكيم المدرِك والذي يزين الأمور بدقة متناهية> فهو يعني في السياسة ما يعنيه، تحديدا تجاه العماد عون، من <مدح الرئيس في معرض الذمّ بالعماد>· لكن <من الذي زكاه بأصوات نوابه <سليمان الحكيم> ام عون بثاني اكبر تكتل نيابي تنتشر رقعته التمثيلية والتجييرية من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب>، يسأل قياديون في التيار؟

ويقول القيادي في الموالاة الجديدة ان كلام ميقاتي ورسائله هذه <تنذر بتغيّر قريب في الصورة>، اذ صار الانطباع لدى قيادتي التيار والحزب انه <يعتمد المماطلة والاستئخار ومن غير المستبعد ان يكون خياره الاخير الاعتذار، انما بعد ان تخرب البصرة ويتسبب بأذى شديد للقوى التي حملته الى رئاسة الحكومة، هذه القوى التي كاشفته اكثر من مرة انها المتضرر الاكبر من أي استئخار فكيف بالمماطلة والتسويف واللعب على حدّ سيف الوقت>·

ويرى ان الانطباع العام الراهن يؤشر بوضوح الى ان الحكومة عالقة الى اجل غير مسمى، وخصوصا في ضوء التطورات في اكثر من اتجاه عربي، والرغبة السورية في النأي موقتا عن أي تعاط في الجزئيات اللبنانية، في وقت تخوض القيادة السورية <معارك> على اكثر من جبهة، من احتمالات احياء التسوية السلمية بالواسطة، الى القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وليس انتهاء بالاستحقاقات الداخلية الاجتماعية والسياسية، مع الاشارة الى ان القيادة في دمشق توجّست في الاسابيع الاخيرة من <تحركات مشبوهة تديرها او تحرّض عليها اجهزة استخبارات>، بعضها ياخذ طابعا معيشيا وبعضها الآخر على شاكلة <انبات> جبهات معارضة، كتلك الاخيرة التي اعلن عنها في هامبورغ الالمانية وتضم من لا يتعدى عددهم اصابع اليدين، ومن لا تزيد ضوضاؤهم عن مساحة الغرفة التي يجتمعون فيها>!

 


 

 


المصدر: جريدة اللواء

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,662,942

عدد الزوار: 6,907,414

المتواجدون الآن: 107