ميقاتي صامد وعون يرفض حصة سليمان

تاريخ الإضافة الخميس 24 شباط 2011 - 5:03 ص    عدد الزيارات 2942    التعليقات 0    القسم محلية

        


الأسد إلى الرياض لتهنئة الملك
ميقاتي صامد وعون يرفض حصة سليمان

 

على الرغم من الجمود الذي يحيط بعملية تأليف الحكومة، فإن بيروت تشهد حركة دبلوماسية دولية تهدف الى استطلاع الوضع الداخلي في لبنان، والعوامل التي تضغط على اعادة انتاج السلطة وسط موجة الانهيارات المتلاحقة في المنطقة العربية·

 

ماكين وليبرمان لـ <اللواء>: نحذّر من المسّ بالمحكمة
ومن هيمنة حزب الله على حكومة ميقاتي
كتب نديم قطيش: أعرب السيناتور الجمهوري، عضو لجنة القوات المسلحة في الكونغرس، جون ماكين وزميله السناتورالمستقل جوزيف ليبرمان، رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الحكومية في الكونغرس الاميركي، عن قلقهما من تنامي نفوذ حزب الله، لا سيما داخل الحكومة العتيدة·

?ماكين وصف الوضع في لبنان بـ <الحرج لأننا أمام حكومة جديدة، إذ كان حزب الله السبب الاساسي وراء هذا التغيير· من الواضح ان حزب الله ضغط على بعض الاطراف بالحكومة السابقة لتغيير أصواتهم للاطاحة بحكومة الحريري وتشكيل حكومة جديدة>· كما اعتبر أن حراجة الوضع تتأتى من <النتائج المرتقبة للمحكمة الخاصة بلبنان>·?

واعتبر ماكين أنه <من الواضح أن رئيس الوزراء المكلف (نجيب ميقاتي) يواجه صعوبة في تشكيل حكومة· نريد أن يحظى الشعب اللبناني بحكومة تمثله فعليا لكن نحن قلقون جدا من انه لو تمكن حزب الله من السيطرة على الحكومة، قد يتمكنون من إنهاء الديمقراطية في لبنان>·

?ماكين قلل من جدية التعهدات التي سمعها من الرئيس المكلف حول تشكيل حكومة شاملة وديموقراطية معتبراً أن <حزب الله يقرر ما ستفعله هذه الحكومة في النهاية>·

?من جهته اعتبر ليبرمان أن شرعية ميقاتي وحكومته تعتمد بشكل رئيسي <على ما سيفعله الرئيس المكلف، وهذا ما قلناه له اليوم أنا والسيناتور ماكّين· إننا نحترمه كفرد ونعلم أنه كان رجل أعمال ناجح لكن ثمة انطباعا قد تغيره أفعاله وهو أن حزب الله يديره>·

?وإذ أكد ليبرمان أنه <يعود للشعب اللبناني حرية اختيار الحكومة اللبنانية> حذر من ان? لهذا الخيار تبعات <فإذا ما كان حزب الله سيلعب دورا مهيمنا في الحكومة التالية، حيث سيتم رفض قوانين المحكمة، ستكون التبعات سلبية جدا على العلاقة الاميركية اللبنانية>

· الى ذلك نفى ليبرمان أن يكون وضع البنك اللبناني الكندي?على القائمة الاميركية السوداء بذريعة تورط المصرف بتبييض أموال او صلات بمنظمات ارهابية هو رسالة الى حكومة ميقاتي، كاشفاً أن <القرار حصيلة تحقيقات عمرها خمس سنوات· أنا?طرحت هذا السؤال على المسؤولين عن هذه القضية في وزارة المالية ويقولون إن توقيت الدعوى القضائية كان مجرد صدفة>· وعن علاقة دمشق بإسقاط حكومة الحريري قال ليبرمان <من الجلي ان الحريري غير محبب من الحكم في دمشق وهذا وضع قائم وقديم لكن يهمني التشديد على أنه يجب اتخاذ القرار السياسي اللبناني داخل لبنان وليس في دمشق· الدور السوري في لبنان يتناقض مع حريته وسيادته إنه بلد مستقل ذو حضارة وتاريخ فريدين، ومن الافضل للجميع أن تترك سوريا للبنان حريته واستقلاليته>·

?وفي الموضوع نفسه إعتبر ماكين أن <سوريا تحقق من خلال حزب الله وسيطرته على الحكومة أهدافها بامتلاك سيطرة كبرى على لبنان بلا الحاجة إلى وجود عسكري>· ماكين وليبرمان أعربا عن املهما بأن تتأثر سوريا وإيران بموجة الثورات المطالبة بالحرية في المنطقة·? وقد اعرب ماكين عن أمله <أن تبلغ موجة الديمقراطية التي تكتسح المنطقة دمشق لأن ما لديهم هو حكومة قمعية ظالمة، ولربما يأتي شعب سوريا بتغييرات كما حدث في بلدان أخرى>· من جهته اعتبر ليبرمان أن سوريا وإيران تديران <أسوأ حكم ديكتاتوري في المنطقة>·

 

 

من <الداخلية> إلى الإستئثار بالمقاعد المسيحية إلى الإمساك بالثلث المعطل
عقد عون تطوِّق ميقاتي·· وخيار حكومة التكنوقراط يتقدم
كتب عمر البردان: يتبين بوضوح من سير المفاوضات التي يجريها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مع الاطراف المعنية بعملية تشكيل الحكومة، ان حجم العراقيل والعقبات الذي يؤخر الولادة بعد ما يقارب الشهر على التكليف، كبير الى درجة يستبعد معها اعلان الحكومة في الايام المقبلة، خاصة وانه استناداً الى ما رشح من المعلومات التي حصلت عليها <اللواء> من مصادرها الخاصة، فإن الرئيس ميقاتي يرى نفسه مطوقاً بشروط النائب عون التي لا حدود لها، حيث ان هذا الاخير لم يعد يريد الحصول على وزارة الداخلية فقط، وانما اشترط للمشاركة في الحكومة ان يحصل على كل حصص الوزراء المسيحيين في التشكيلة العتيدة، والا يعطي رئيس الجمهورية اي حصة وزارية، وهو الامر الذي رفضه الرئيس المكلف رفضاً مطلقاً، وابلغ ممثلي النائب عون ومن بينهم الوزير جبران باسيل انه لا يمكن ان يوافق على مطالب رئيس التيار الوطني الحر التي تتجاوز حدود المنطق، وانه مصر في المقابل على تشكيل حكومة متوازنة تضم كل الاطراف اللبنانية، على ان تكون حصة الرئيس سليمان مصانة بوزيرين كحد أدنى، وتحديداً في <الداخلية> و<الدفاع>، وهو ما أثار غضب النائب عون الذي يتهم الرئيس المكلف في مجالسه الخاصة بأنه يقف الى جانب رئيس الجمهورية في عدم الموافقة على تلبية شروطه ورفض اعطائه وزارة الداخلية·

وتشير المعلومات الى ان رئيس التغيير والاصلاح ابلغ الوسطاء الذين راجعوه في ما يتعلق بالاستحقاق الحكومي، انه ليس مستعجلاً على ولادة الحكومة اذا لم يُعطَ ما يريد، وانه يرى ان هناك انتقاصاً من حجمه التمثيلي السياسي والشعبي اذا لم تُلبَّ مطالبه، فهو يترأس اكبر كتلة نيابية في فريق قوى 8 آذار، ومن حقه الشرعي والطبيعي الحصول على وزارة الداخلية ووزارات اخرى، وبالتالي على من يعنيهم الامر ان يأخذوا هذه المطالب بعين الاعتبار لتسهيل الولادة الحكومية، وإلا فإن الامور مرشحة لأن تبقى في دائرة المراوحة، الى ان يقتنع الرئيس المكلف بأحقية مطالب عون ويعمل على تلبيتها·

في المقابل، تعترف اوساط مقربة من الرئيس المكلف بأن هناك صعوبات جدية تعترض تشكيل الحكومة، لكن الامور ليست مقفلة، فهناك اتصالات مكثفة تجري في اكثر من اتجاه لتجاوز هذه الصعوبات، بما يساعد على تسهيل عملية التأليف في اطار البرنامج الذي وضعه الرئيس ميقاتي ودون استبعاد اي طرف، لا سيما ان حكومة وحدة وطنية افضل بكثير من حكومة اللون الواحد، وخاصة في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها البلد·

وتقول ان المحاولات مستمرة مع النائب عون ومع غيره لتعبيد الطريق امام اصدار المراسيم في وقت قد لا يبدو بعيداً، ولكن بالتأكيد الى ما لا نهاية، لان الرئيس المكلف قد يجد نفسه مضطراً اذا استمرت حال المراوحة، والشروط والشروط المضادة ان يبحث عن خيارات اخرى بديلة، قد يأتي في مقدمها حكومة تكنوقراط مطعمة ببعض الوجوه السياسية كحل من الحلول المطروحة، وعندها على جميع الفرقاء ان يتحملوا مسؤولياتهم لانقاذ الوضع من الازمة الراهنة·

واذا ما وجد الرئيس المكلف ان عامل الوقت قد بدأ يلعب ضده، فإنه سيتحرك بالتأكيد نحو تشكيلة التكنوقراط بعد ان يكون قد استنفد كل المحاولات لجمع 8 و14 آذار في حكومة واحدة، لا سيما وان الاعتذار غير وارد عنده، لانه يدرك تماماً سلبيات مثل هكذا اعتذار علىالوضع الداخلي·

وعليه، فإن الرئيس ميقاتي على تنسيق متواصل مع الرئيس سليمان لاتخاذ الخطوة الضرورية والمناسبة لانقاذ الوضع الحكومي، واخراج البلد من هذه الازمة التي تتطلب تكاتف جميع الفرقاء لمواجهة الاستحقاقات الداهمة التي ينتظرها لبنان، وفي مقدمها تداعيات القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وفي ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة، بعد التحولات الكبيرة التي حصلت في عدد من الدول العربية·

 

 


 

 

 

 

 

وفي هذا الاطار، كشف مصدر رسمي لبناني لـ<اللواء> ان زيارة السيناتور الجمهوري، عضو لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الاميركي جون ماكاين وزميله السيناتور المستقل رئيس لجنة الامن القومي والشؤون الحكومية في الكونغرس جوزف ليبرمان الى بيروت، تندرج في اطار هذه الحركة الاستطلاعية مع نقل رسائل واضحة وتحذيرية، او ما يمكن وصفه برسم خطوط حمر للحكم الجديد في مسألتي المحكمة والسلاح غير الشرعي (راجع تقرير خاص عن الزيارة الاميركية في مكان آخر)·

في المقابل، نقل زوار العاصمة السورية دمشق ان المسؤولين السوريين ينصحون بالتريث في تشكيل الحكومة، طالما ان عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الى الرياض قائمة اليوم، وبانتظار بلورة نتائج بعض الاحداث الدائرة في المنطقة، حيث من المتوقع ان يقوم الرئيس السوري بشار الاسد بزيارة الى العاصمة السعودية لتهنئة الملك عبد الله بالسلامة، والبحث معه في اوضاع المنطقة، وخاصة ما يجري في لبنان والبحرين·

وتوقع هؤلاء الزوار أن تشهد عملية تأليف الحكومة مزيداً من التأخير، بانتظار نتائج زيارة الرئيس السوري، وفي ضوء ما ستنتهي إليه الاتصالات الداخلية حول حلحلة العقد التي تعترض تشكيل الحكومة، وفي مقدمها العقدة التي اصطلح على تسميتها بعقدة العماد ميشال عون·

ومعروف أن هذه العقدة ذات فروع ثلاثة، منها ما يتصل باصراره على أن تكون من حصته حقيبة الداخلية، ومنها اصراره أيضاً على ان يكون له الثلث المعطل في الحكومة ومنها أخيراً مطالبته بتسمية الوزراء المسيحيين، فيما يعارضه رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي توجه أمس إلى الفاتيكان لمشاركة البابا بنديكتوس السادس عشر بازاحة الستار اليوم عن تمثال القديس مارون في باحة الفاتيكان، بحجة انه لا يجوز للعماد عون التفرد بالتسمية، وخاصة للوزراء الموارنة ووزراء مسيحيين اخرين، ولا سيما بعدما وافق عون على اعتبار نائب زحلة الكاثوليكي نقولا فتوش من حصته، فيما ابقى النائب الارثوذكسي اسعد حردان من حصة القوى الأخرى في 8 آذار·

فضلاً عن ذلك، فان الرئيس سليمان يعتبر أن حقيبتي الداخلية والدفاع، يجب أن تكونا خارج الجدل بالنسبة إليه·

وأرفق عون مطالبه التي يتعذر إيجاد حل لها، بحملة جديدة على الرئيس سليمان بمعاونة الوزير السابق وئام وهّاب الذي اتهم رئيس الجمهورية بأنه <مرتبط بمسار سياسي معين> في إشارة الى قوى 14 آذار، داعياً إياه إلى أن يمعن التفكير بالواقع الجديد، والتوقيع على مرسوم تأليف الحكومة <حتى إذا كانت لا تناسبه>·

أما عون فقد اتهم سليمان بأنه <غير توافقي> وأنه <يطمح إلى لعب دور سياسي>، مشيراً إلى أنه <لا يحق له (أي الرئيس سليمان) استعمال نفوذه وهو في الحكم، وممنوع عليه استعمال السلطة وأن يؤلف لوائح ويقول أنه توافقي>·

وسأل: <كيف نعزز صلاحيات رئيس الجمهورية وهو الذي يلي الأحكام ولا يحكم؟ كما أن حضوره جلسات الحكومة ليس ضرورياً>، معتبراً أنه لا توجد حقوق لرئيس الجمهورية ولا نص دستورياً بإعطائه هذا الحق بالوزارات· مضيفاً: <ما حصل في العامين 2008 و2009 كان بمثابة سطو على حقوقنا، وهو (الرئيس سليمان) أخذ المركز الأول أي رئاسة الجمهورية والوزارات السيادية الأربع، وأصبحنا خارج إطار القرار، وهذا لن يحدث من الآن وصاعداً، فالقصة ليست إحسان بل حقوق، وبالقانون أفرض رأيي على كل العالم>·

ومن جهته، أكد الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، في دردشة مع الصحافيين أمس، أنه ليس في وارد الاعتذار عن التأليف، موضحاً أنه إذا كان الدستور لا يحدّد للرئيس المكلّف مهلة لتشكيل الحكومة، فإنه يعتبر أن هموم الناس ومشكلاتهم ضاغطة ولا يمكن تجاهلها، وتفرض السعي للإسراع في تشكيل الحكومة لإيجاد الحلول المناسبة لها، مكرراً قوله انه يطمح الى حكومة مؤلفة من كفاءات وتشكل فريق عمل متجانساً ويطغى عليها الطابع السياسي·

وعما اذا كان التفاوض مع فريق 14 آذار قد توقف، قال: <طالما ان مراسيم تشكيل الحكومة لم تصدر بعد، فإن باب التفاوض مفتوح، مستطرداً بأنه لا يمكن لاي حكومة في لبنان ان تكون من لون واحد ومن طرف واحد، ولا تمثل كل القوى السياسية، لأن التنوع هو ميزة النظام اللبناني·

يشار الى ان ميقاتي التقى امس النائب تمام سلام، وموفد من قوى 14 اذار لم يكشف النقاب عن اسمه، الاان اوساطاً في هذه الحركة لفتت انها ستبقى سياسة اليد الممدودة للرئيس ميقاتي، وهي في انتظار ما قد يقدمه لها من عروض لحثها على المشاركة، مشيرة الىان الحد الادنى المقبول يتمثل بالثلث الضامن والتزام بيان رئيس كتلة <المستقبل> النيابية الرئيس فؤاد السنيورة عقب الاستشارات·

وكانت الكتلة قد حذرت بعد اجتماعها الاسبوعي امس، برأسة الرئيس السنيورة، من انزلاق تشكيل الحكومة نحو خطوات احادية ذات لون واحد تأخذ البلاد الى مواقع الخطر، وتناقض اسس العيش المشترك والتوازن المطلوب>، مشيرة الى ان هذه مسؤولية الرئيس المكلف بشكل اساسي بالتعاون مع رئيس الجمهورية·

الى ذلك، علمت اللواء من مصادر وزارية ان رئيس <جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط يقوم بإتصالات مكثفة مع كل من الرؤساء سليمان ونبيه بري وميقاتي بهدف الإسراع في تشكيل الحكومة، نظراً لإستحقاقات داهمة على لبنان نتيجة ما يجري من تطورات في المنطقة العربية· وهو لهذه الغاية، أوفد منذ أيام قليلة الوزير وائل أبو فاعور للقاء الرئيس سليمان للبحث معه في صيغة مقبولة لموضوع الخلاف القائم بينه وبين العماد عون بخصوص حقيبة الداخلية، كما أن هناك إتصالات شبه يومية بين جنبلاط والرئيس المكلف· ويأتي تحرك جنبلاط هذا وغير المعلن بعد الزيارة التي قام بها الاسبوع الماضي الى سوريا ولقائه مساعد نائب رئيس الجمهورية اللواء محمد ناصيف·

ورفضت المصادر النيابية المتابعة تحديد اي موعد لولادة حكومة الرئيس ميقاتي، لكنها استبعدت في نفس الوقت، ان تطول عملية التأليف الى ما بعد 14 آذار، لان الاجواء التي تحيط بالمشاورات والاتصالات التي تتم بعيدا عن الاضواء تشير الى ان تشكيل الحكومة سيتم قبل 14 آذار·


المصدر: جريدة اللواء

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,164,247

عدد الزوار: 6,758,270

المتواجدون الآن: 114