هجوم الكوماندوس الأميركي

هجوم الكوماندوس الأميركي على الأراضي السوريّة نُسّق مع الاستخبارات العسكريّة السوريّة

تاريخ الإضافة الثلاثاء 28 تشرين الأول 2008 - 7:25 ص    عدد الزيارات 5590    التعليقات 0    القسم عربية

        


رونين بيرغمان - "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية

هجوم قوة الكوماندو الاميركية في الاراضي السورية على الحدود مع العراق، نسق مسبقا مع الاستخبارات العسكرية السورية، هكذا افاد مصدران اميركيان على صلة بالموضوع لصحيفة "يديعوت احرونوت". المصدران، الذي تبوأ احدهما حتى وقت قصير مضى منصباً رفيعاً في البنتاغون، قالا ان الاستخبارات السورية تتعاون منذ زمن مع الولايات المتحدة في الحرب ضد منظمة القاعدة وفروعها، وان المصادقة السورية على الهجوم الاميركي على الاراضي السورية كانت حلقة اخرى في سلسلة هذا التعاون وحسب التنسيق المسبق بين السي.اي.ايه واستخبارات الاسد فقد دخلت قوة الكوماندو المنقولة بالمروحيات الى سوريا، نفذت عمليتها التي استغرقت نحو 10 دقائق وخرجت عائدة مثلما جاءت.
بعد التقارير الاولى عن الهجوم لم يكن واضحاً كيف تسلل الاميركيون الى المجال الجوي السوري دون ان تطلق نحوهم طائرات مقاتلة، رغم حالة التأهب العالية الذي يوجد فيها جيش الاسد، وكيف عملت قوة الكوماندو على الاراضي السورية - في وضح النهار وامام ناظر السكان المذهولين - دون ان تستخدم ضدها اي قوة دورية محلية. في الشريط الصغير الذي بث امس في موقع الانباء السوري، والتقط بالهاتف النقال، بدت المروحيات الاميركية وهي تحوم في الجو دون عراقيل. من الصعب تصور صدفة كهذه من الظروف في دولة شرطة مثل سوريا.
ويبدو ان لهذه الاسئلة يوجد الان جواب. حسب معلومات اضافية وصلت امس من محفل استخباري اوروبي، فإن المروحيات الاميركية التقطت من منظومة الدفاع الجوي السوري المحلي ولكن عندما توجهت قوات مضادات الطائرات بطلب الى قيادة سلاح الجو في دمشق لفتح النار استجيبوا بأمر حازم بعدم القيام بذلك.
سوريا الرسمية واصلت امس اتهام الجيش الاميركي بتنفيذ "جريمة حرب ضد مواطنين ابرياء"، ولكن يبدو ان الهجوم لن يمنع وزير الخارجية السوري من ان يلتقي في لندن موظفين اميركيين كبار.
على مدى السنين يجري خلف الكواليس صراع شديد ومفعم بالانفعالات بين البنتاغون وبين السي.اي.ايه بالنسبة للموقف من سوريا. فعلى مدى زمن طويل ادعى رجال وزارة الدفاع وعلى رأسهم دغلاس فايت وبول ولفوبيتش بأن وكالة الاستخبارات المركزية تستعين سراً بالاستخبارات السورية في حربها ضد القاعدة وبالمقابل فإنها مستعدة لان تغض النظر وان تغفر للسوريين نشاطاً ضاراً يقومون به في قطاعات اخرى، مثلا في كل ما يتعلق بتزويد حزب الله بالسلاح.
وكانت الذروة عندما اتهمت وزارة الخارجية الاميركية السي.اي. ايه بأنها تخفي معلومات عن قيادة جهاز الامن الاميركي.
التعاون الحالي مع الاميركيين هو استمرار لسياسة الاسد الاب الذي حرص كل الوقت على ان يبقي قناة اتصال مفتوحة مع الولايات المتحدة رغم المصالح المتضاربة للدولتين. للاسد الابن هذا اسهل لان الدولتين تتشاركان في عدو مشترك - القاعدة.
لقد سبق للقاعدة ان عملت في الماضي عدة مرات ضد الحكم السوري، وفي كانون الاول 2006 حاولت تفجير السفارة الاميركية في دمشق. العملية، التي منعت فقط بفضل شجاعة الحراس السوريين، كانت ستحدث حرجاً كبيراً للحكم السوري.
وافادت مصادر اميركية امس بانه في عملية الكوماندو اول امس صفي نشيط القاعدة "ابو رضية" المسؤول الكبير في الذراع العراقي للمنظمة والذي كان يعمل على تهريب المال والسلاح والمقاتلين الاجانب، نشطاء الجهاد العالمي، من الاراضي السورية الى العراق، لمقاتلة القوات الاميركية.
كما ان ابو رضية هو لقب سليمان خالد درويش، النشيط الكبير في شبكة زعيم القاعدة للعراق السابق ابو مصعب الزرقاوي الذي صفاه الاميركيون. واذا كان الحديث يدور عن ذات الشخص فإن هذا هو الرجل الذي وقف ايضا خلف محاولة العملية في مقر المخابرات الاردنية في عمان في العام 2005، العملية التي احبطت في اللحظة الاخيرة. يحتمل ان يكون درويش هذا وقف ايضا خلف تفجير السيارة المفخخة قرب مقر المخابرات السورية، قبل شهر في دمشق، العملية التي قتل فيها نحو عشرين شخصا.


المصدر: موقع النشرة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,145,652

عدد الزوار: 6,756,968

المتواجدون الآن: 117