استنفار أمني في 4 سفارات إسرائيلية خوفا من عمليات تفجير

تل أبيب: نظير مجلي
رفعت حالة التأهب لدرجة الاستنفار الأمني الأقصى في 4 سفارات إسرائيلية في العالم، واتخذت احتياطات أمنية عالية في عشرات السفارات الأخرى، وذلك تحسبا لتنفيذ عمليات تفجير ضدها اليوم أو في الأيام المقبلة. وادعى مركز مكافحة الإرهاب في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن معلومات ساخنة وصلت إليه عن نية عناصر إرهابية تابعة لإيران أو لتنظيم القاعدة وأذرعهما توجيه ضربات لإسرائيل عبر ممثلياتها في الخارج.

ومنعت الرقابة العسكرية في الجيش الإسرائيلي نشر أسماء العواصم التي تقع فيها السفارات الأربع، لأسباب أمنية. ولكن المركز نفسه كان قد حذر قبل أسبوعين من نوايا لتفجير في السفارة الإسرائيلية في كل من العاصمتين المصرية والموريتانية، مما جعل المراقبين يراهنون عليهما كاثنتين من السفارات الأربع المهددة.

وأفادت مراجع سياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، أمس، بأن رفع حالة التأهب في تلك السفارات أقرت في أعقاب وقوع «حوادث استثنائية خلال الأيام الأخيرة قرب هذه السفارات»، مما زاد المخاوف من احتمال استهدافها. وقالت إن مصدر التهديد الأساسي حاليا هو من جانب حزب الله اللبناني، حيث تصادف اليوم مناسبة مرور 3 سنوات على اغتيال عماد مغنية، القائد العسكري لحزب الله، وهو نفسه يوم الذكرى السنوية لاغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، عباس موسوي.

ولكن مصادر أخرى لم تستبعد أن تتم عمليات تفجير ضد هذه السفارات وغيرها على خلفية أخرى بعيدا عن حزب الله ورجاله. وقالت إن أوضاع الفوضى التي تسود العالم العربي، اليوم، تعتبر «تربة خصبة للإرهاب». وقد تبادر جهات معادية مثل تنظيم القاعدة إلى استغلال الفرصة لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل من جهة، وقد تكون تلك عناصر مصرية معينة مرتبطة بالجيش المصري، بغرض حرف الأنظار عن القضايا الداخلية.

وقررت الحكومة الإسرائيلية إغلاق هذه السفارات ريثما يزول التهديد عنها. وقالت وزارة الخارجية إن الجهات الأمنية المختصة في إسرائيل على اتصال وثيق مع نظيراتها في العالم للتعامل مع التهديد المذكور.

ولم يقتصر رفع حالة التأهب على السفارات المهددة بشكل مباشر فحسب، بل أصدرت هيئة مكافحة الإرهاب ووزارة الخارجية، إنذارا إلى جميع ممثليات إسرائيل في الخارج، بأخذ الحيطة والحذر، «خشية استهدافها إرهابيا، بسبب الاضطرابات الإقليمية الأخيرة وتزامنا مع إحياء حزب الله اللبناني ذكرى اغتيال قائديه مغنية وعباس». وأكدتا أن التحذير السابق، للمواطنين الإسرائيليين أن لا يدخلوا مصر والأردن وجميع الدول العربية وعشرات الدول الأخرى في آسيا وأفريقيا، ما زال قائما. وطالبت جميع السياح الإسرائيليين في تلك الدول بالعودة فورا إلى إسرائيل، كما أنها عممت تعليمات على المواطنين الإسرائيليين الموجودين في الخارج، بأن يتخذوا جانب الحذر في تعاملهم مع الغرباء، حتى لا يتعرضوا لحوادث خطف أو اعتداء.

وتطرق وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إلى هذه التهديدات ليقول إن المجتمع الدولي منشغل في ملفات يعتبرها أساسية بينما هو يتجاهل الخطر الحقيقي الذي يواجهه. وقال إن أخطر ما يهدد العالم اليوم هو «الإرهاب الإسلامي»، الذي ترعاه إيران ودول عربية وإسلامية مختلفة وإذا لم تتخذ إجراءات حازمة ضد التسلح النووي الإيراني فإن البشرية ستواجه خطر إرهاب نووي. ودعا ليبرمان المجتمع الدولي إلى طرح حلول حقيقية للملف النووي الإيراني، قبل توجهه إلى إسرائيل وممارسة الضغوط عليها في الشأن الفلسطيني. وأضاف أن إيران تمثل أكبر تهديد، سواء بالنسبة لإسرائيل أو للعالم أجمع. ورفض ما سماه «غض المجتمع الدولي الطرف عن هذا الواقع وممارسته الضغوط على إسرائيل»، ثم قال: «إن إيجاد الحلول للقضية الإيرانية سيسمح لإسرائيل بالمجازفة والمرونة وحتى تقديم التنازلات لأجل تسوية القضية الفلسطينية».

وبالروح نفسها، حذر النائب الأول لرئيس الوزراء وزير التطوير الإقليمي، سلفان شالوم، من «حالة تطرف عارمة في العالم العربي في أعقاب الهبات الجماهيرية في تونس مصر والتعامل الأميركي الخاطئ معها». وقال في حديث للإذاعة الإسرائيلية، أمس، إنه يلاحظ «جنوح دول عربية معتدلة في المنطقة إلى التطرف، لأن قادتها يخشون من تكرار تعامل دول الغرب مع نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك. فقد كان هذا النظام لاعبا أساسيا في محور الاعتدال العربي المتحالف مع الغرب. ولكن القناعة السائدة اليوم في هذه الدول ولدى قوى الاعتدال العربية هو أن الغرب جهة لا يمكن الاتكاء عليها، ولا يمكن اعتماده صديقا مخلصا».