إنعقاد اللقاء الإسلامي الموسّع أول ردّ محكم للمستقبل في مرمى التحالف السوري- الإيراني

تاريخ الإضافة الأحد 13 شباط 2011 - 5:58 ص    عدد الزيارات 2625    التعليقات 0    القسم محلية

        


إنعقاد اللقاء الإسلامي الموسّع أول ردّ محكم للمستقبل في مرمى التحالف السوري- الإيراني
إعادة خلط الأوراق السياسية وحسابات تأليف الحكومة من جديد
لا شك أن اللقاء الاسلامي الموسّع الذي عقد في دار الفتوى مؤخراً، شكّل أول حدث سياسي وديني على هذا المستوى، إن لجهة المشاركين فيه أو للنتائج الثوابت الوطنية التي صدرت عنه بعد سلسلة التطورات السياسية المتسارعة التي بادر بها التحالف السوري - الإيراني بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية من جانب واحد متملصاً من كل تفاهمات تأليفها ومروراً بمصادرة الأكثرية النيابية التي إنبثقت عن الانتخابات النيابية بقوة سلاح <حزب الله> وانتهاءً بأسلوب فرض تسمية رئيس جديد للحكومة خلافاً لرغبة الأكثرية السنّية السياسية والشعبية على حدٍّ سواء، وكان بمثابة ردّ محكم من قبل القوى السياسية المشاركة فيه أو المرجعية الدينية التي دعت إليه على التجاوزات السياسية الخطيرة التي تحصل في لبنان لقلب موازين القوى السياسية القائمة خلافاً لتوجهات وخيارات أكثرية الشعب اللبناني ومنعاً لكل محاولات إعادة الأوضاع التي كانت سائدة عشية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005·

وقد أتت نتائج اللقاء الإسلامي الموسّع لتذكير الأطراف اللبنانيين وحلفائهم على حدٍّ سواء بالثوابت التي تحكم التعاطي مع موقع رئاسة الحكومة من كل الجوانب وترفض رفضاً قاطعاً أي محاولة لتجاوز هذه الثوابت من أي طرف أو جهة محلية أو إقليمية على حدٍّ سواء مع دق ناقوس الخطر بأن الامعان في تكرار مثل هذه التجاوزات التي يستقوي فيها البعض بالسلاح غير الشرعي في احيان كثيرة، قد يؤدي إلى تداعيات سلبية وأخطار جسيمة على لبنان كلّه إذا لم يتم وضع حدّ لما يحصل ووجوب التعاطي بين كل الأطراف اللبنانيين على أسس الأنظمة والقوانين المعمول بها·

كما أعاد اللقاء التذكير مجدداً بالإطار الذي يمكن من خلاله لأي رئيس حكومة يتحمل مسؤولياته الدستورية في التعاطي مع سائر الأطراف السياسيين وحدود هذه العلاقة انطلاقاً من الثوابت الوطنية التي اعلنها اللقاء والتي تعبّر عن توجهات أبناء الطائفة الحاضرين تجاه سائر الأطراف الآخرين وضمن الصلاحيات التي نص عليها الدستور المنبثق عن الطائف، لافتاً إلى أن أي تجاوز لهذا الإطار كما حصل مؤخراً لا يمكن السكوت عنه لأنه يُشكّل تجاهلاً لهذه الثوابت ويؤدي إلى اختلالات وتداعيات خطيرة على العلاقات التي تحكم أبناء الوطن الواحد·

والاهم أن اللقاء الإسلامي الموسّع أعاد كذلك في النتائج التي خلص إليها إلى خلط الأوراق السياسية من جديد، فأعطى إشارة مهمة لكل القائمين باللعبة السياسية وخصوصاً الذين حاولوا تجاهل أسس التفاهم الوطني وترسيخ منطق غلبة فريق سياسي على آخر بقوة سلاح <حزب الله> والسعي لتكريس هذا الواقع في تركيبة الحكومة العتيدة بقوة الامر الواقع، كما كشف عن ذلك اكثر من قيادي ومسؤول في الفريق المذكور، بأن مثل هذه المحاولات لن تمر مرور الكرام كما يظن البعض ذلك، بل ستواجه بكل ما يلزم لكي تستقيم الامور في النهاية في اطار ارساء علاقة منتظمة تراعي اسس العيش المشترك وسقف الدستور بين كل الاطراف والطوائف من دون استثناء·

ولذلك، فإن ما خلص اليه اللقاء الاسلامي الموسع وبمجمله لا يمكن ان يبقى خارج اطار عملية تشكيل الحكومة الجديدة الذي كان رئيس الحكومة المكلف احد المشاركين في هذا اللقاء وموافقاً على ما صدر عنه من توصيات، بل ستكون مؤشرات هذا اللقاء عاملاً مهماً في مسار عملية التشكيل بمجملها، لانه لا يمكن لاحد تجاهل مضمون هذه النتائج وكأنها لم تكن ويتحرك خارج دائرتها وبمعزل عن تأثيرها، بل ستكون حاضرة بقوة في حركة الرئيس المكلف تجاه كل الاطراف السياسيين بالرغم من محاولات بعض الاطراف المناوئين التقليل من اثار وفاعلية النتائج التي خلص اليها اللقاء الاسلامي في عملية تشكيل الحكومة الجديدة ومسار العملية السياسية في البلاد بالمرحلة المقبلة·

وإنطلاقاً من هذه الوقائع التي تعتقد بعض الاوساط السياسية ان اللقاء الاسلامي سجل نقطة مهمة في مرمى التحالف السوري - الإيراني الذي اعتقد في وقت سابق انه أصاب خصومه السياسيين بالشلل بعد نجاحه بالاستئثار بالأكثرية النيابية بقوة السلاح، في حين تتوقع هذه الاوساط ان تتخذ عملية تشكيل الحكومة بعد نتائج اللقاء الاسلامي بعداً آخر وتزداد التعقيدات بشأنها لا سيما بعد بروز رغبة كبيرة بتشكيل حكومة تشمل كل الاطراف السياسيين كما يسعى لذلك الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية في حين يعارض اطراف التحالف المذكور هذه الرغبة·

كما يشتد الصراع ايضا على رفض منح الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية والنائب وليد جنبلاط حصة الثلث المعطل في التركيبة الوزارية بما يزيد من التعقيدات التي تحيط بعملية تشكيل الحكومة الجديدة وتطيل الازمة الوزارية اكثر مما هو متوقع·

معروف الداعوق

 


 

المصدر: جريدة اللواء

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,043,945

عدد الزوار: 6,749,272

المتواجدون الآن: 89