الرياح التونسية تهبّ على مصر مئات الألوف خرجوا ضد مبارك

تاريخ الإضافة الخميس 27 كانون الثاني 2011 - 5:34 ص    عدد الزيارات 3284    التعليقات 0    القسم عربية

        




 

الرياح التونسية تهبّ على مصر مئات الألوف خرجوا ضد مبارك

متظاهرون في الاسكندرية يمزقون ملصقاً للرئيس المصري حسني مبارك أمس. (أ ب)
شهدت مدن مصر ومحافظاتها أمس، أكبر تحرك شعبي إحتجاجي منذ إنتفاضة الخبز العارمة الشهيرة التي تفجرت قبل 34 سنة في 18 و19 كانون الثاني 1977، وبدا في منتصف النهار كأن "أعراض" الثورة التونسية التي أطاحت الرئيس زين العابدين بن علي قد تسربت إلى مجتمع المصريين، إذ راحت الأخبار تترى مؤكدة أن مئات الألوف - جلهم من الشباب ومعهم آلاف آخرون من الناشطين السياسيين والنقابيين والمثقفين والفنانين ـ لبوا بحماسة دعوة كانت أطلقتها (عبر فضاء الأنترنت) حركات احتجاجية وقوى سياسية معارضة للخروج إلى الشوارع في يوم عيد الشرطة (أمس) والتظاهر سلميا من أجل حزمة المطالب المزمنة التي لا تبدأ بإطلاق الحريات الديمرقراطية والتغيير الجذري لنظام الرئيس حسني مبارك (83 سنة)، ولا تنتهي بضرورة محاصرة رؤوس الفساد المستشري في البلاد وضربها، ووضع حد للسياسات الاقتصادية والاجتماعية التي أتبعها الرئيس المصري طوال سني حكمه الثلاثين وأدت إلى تفشي البطالة وشيوع مظاهر البؤس في المجتمع بعدما بات أكثر من 40 في المئة من السكان دون خط الفقر، بينما تضخمت على نحو غير مسبوق ثروات شريحة ضئيلة العدد طفت على السطح بفعل ظاهرة زواج المال بالسلطة السياسية وخصوصاً منذ صعود جمال مبارك وتمتعه بوضع "الوريث الشرعي" لحكم والده الرئيس.
ولم توفر التظاهرات الصاخبة، التي بدأت ظهر أمس، أكثر المدن والمحافظات المصرية، واستمر بعضها مشتعلا (في القاهرة والأسكندرية والسويس) في ساعة متقدمة من الليل مخلفة ما لايقل عن ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى ومئات المعتقلين، وقد وحدت هذه التظاهرات جميعا هتافات وشعارات غاضبة ومنددة بنظام الرئيس مبارك، ومطالبة برحيله هو وأسرته أسوة بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي.
ففي القاهرة، تحدى عشرات الآلاف من المتظاهرين حشوداً من قوات الشرطة التي كانت تمركزت وانتشرت بكثافة منذ ليل الأثنين في أكثر الطرق والمحاور الرئيسية وخصوصاً في منطقة وسط المدينة، بينما تجمعت حشود كبيرة من الشباب في الكثير من أحياء العاصمة في الشرق والغرب والشمال والجنوب في أوقات متزامنة وتمكن بعض هذه الحشود من أختراق الحواجز الأمنية المنيعة والوصول إلى أماكن حساسة. وكادت إحدى التظاهرات العارمة التي بدأت في منطقة "المطرية" شرق العاصمة أن تقترب من "قصر العروبة" الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة لولا لم تهرع طوابير من قوات مكافحة الشغب إلى المنطقة، وتضرب طوقاً محكماً على كل الطرق المؤدية الى القصر الذي تعود الرئيس المصري استخدامه لقربه من منزله.
غير أن تظاهرة ضخمة أخرى نجحت في الوصول إلى مبنى مجلس الشعب ومقر مجلس الوزراء المتجاورين. وحاول آلاف من المتظاهرين أقتحام أسوار المبنى الأول بعدما قذفوه بالحجار وهم يهتفون "باطل... باطل" في إشارة إلى ما شاب الأنتخابات النيابية الأخيرة من عمليات تزوير وتلاعب واسعة النطاق، أنتهت إلى أحتكار الحزب الوطني الحاكم كل مقاعد المجلس عدا بضعة نواب ينتمون الى أحزاب رسمية هامشية. لكن قوى الأمن التي كانت تضرب حصارا صارما حول المنطقة استطاعت أبعاد المتظاهرين عن المبنى بعدما قصفتهم بعشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع.
وبعد بضع ساعات من بدء تظاهرات العاصمة، تحولت منطقة قلب المدينة إلى ما يشبه جبهة حرب حقيقية خالية تماما إلا من عشرات الآلاف من الشباب الغاضب الذين احتشدوا في مواجهة جيوش متراصة من الشرطة وعناصر تابعة لأنواع الأجهزة الأمنية التي تضخمت في العقود الثلاثة الأخيرة وزاد عديد المنتسبين اليها (ما يقرب من مليون و200 ألف رجل) عن ضعفي (تقريباً) عدد الجيش والقوات المسلحة.
ومع حلول الظلام أضحى "ميدان التحرير" أكبر واوسع ميادين القاهرة قبلة ومرفأ رست واستقرت فيه  نسبة كبيرة من حشود المتظاهرين، الذين نجحوا في الوصول أليه آتين من كل أحياء العاصمة، وافترش أكثر من 30 ألفاً منهم ساحته المترامية بنية الإعتصام فيه حتى "يذعن النظام لمطالب الشعب في الحرية والعدالة وعقاب المفسدين والفاسدين"غير عابئين لا بالمناوشات والاحتكاكات العنيفة التي أخذت الشرطة تجربها معهم من وقت لآخر، مما أسفر عن اصابة العشرات، ولا بالتهديد المتردد والخجول الذي تضمنه أول رد فعل رسمي على ما جرى في البلاد طوال يوم أمس وكان عبارة عن بيان أصدرته وزارة الداخلية في المساء ودعت فيه المتظاهرين إلى انهاء تجمعاتهم "تفاديا للإخلال بالأمن العام" و"عدم الأنسياق وراء شعارات زائفة يتبناها متزعمو (التظاهرات) الذين يسعون الى استثمار الموقف في تحد سافر للشرعية".
ولم تكن الصورة في الكثير من المدن والمحافظات المصرية الأخرى أقل صخبا وغضبا مما شهدته العاصمة. وعلى العكس بدا بعض المدن أشد أضطرابا وتمردا، ففي الأسكندرية أنطلقت تظاهرات من كل الأحياء الشعبية فيها وأخذت الحشود تتدفق طوال النهار الى قلب المدينة حتى غصت منطقة "المنشية" و"الرمل" و"سيدي جابر" بما يزيد عن 50 ألف متظاهر خاضوا أشتباكات عنيفة مع الشرطة اضطروا على أثرها الى الإرتداد إلى الأحياء والمناطق الداخلية، قبل أن يعودوا مساء للاحتشاد مجدداً وسط المدينة معلنين البقاء والاعتصام هناك، كما في القاهرة، الى أن يتم "تنفيذ مطالب الشعب".
وتكررت المشاهد الصاخبة عينها في مدن ومحافظات أبرزها كفر الشيخ والدقهلية والغربية والمحلة الكبرى والمنيا وبني سويف وأسيوط وأسوان والأسماعيلية والسويس، التي شهدت سقوط ثلاثة قتلى في اشتباكات عنيفة بين عشرات الألوف من المتظاهرين وقوات الشرطة.
واعتباراً من الساعة الاولى فجر اليوم بتوقيت بيروت، عملت اعداد كبيرة من رجال الشرطة لتفريق آلاف المعتصمين في "ميدان التحرير" بوسط القاهرة مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات.

القاهرة - من جمال فهمي     


المصدر: جريدة النهار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,702,426

عدد الزوار: 6,909,345

المتواجدون الآن: 85