إطلالات متتالية اليوم لمجلس المفتين ونصرالله والرباعي الطرابلسي

الرئاستان الثانية والثالثة تتواجهان وجنبلاط يدعو الى "التشاور بهدوء"

تاريخ الإضافة الإثنين 24 كانون الثاني 2011 - 5:02 ص    عدد الزيارات 3005    التعليقات 0    القسم محلية

        


إطلالات متتالية اليوم لمجلس المفتين
ونصرالله والرباعي الطرابلسي، وجعجع يصف الصراع بـ"المحموم"
سليمان مع الاستشارات إلا... والأكثرية ماضية بترشيح الحريري
الرئاستان الثانية والثالثة تتواجهان وجنبلاط يدعو الى "التشاور بهدوء"

قبل 24 ساعة من الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية من سيتكلف تأليف الحكومة الجديدة، يبدو المشهد السياسي في لبنان في وضع بالغ التوتر، وعليه تتجه الأنظار اليوم الى سلسلة لقاءات واطلالات اعلامية في لبنان وفرنسا تتقاطع فيها التحركات الداخلية بالمعطيات الاقليمية والدولية من اجل مواكبة ما يجري في اليومين المقبلين لتحديد الاتجاه العام في البلاد التي تقف عند منعطف مصيري يتجه الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وحكومة تقرر من ستكون الاكثرية التي ستحكمه.

 

سليمان

رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وفي ظل ما تردد عن اتصالات داخلية وخارجية لتأجيل موعد الاستشارات، استبعد امام زواره امس، كما علمت "النهار" هذا التأجيل الذي وصفه بأنه "لا مبرر له باعتبار انه هو من دعا الى اجرائها ومن واجب كل من المعنيين ان يقوم بمسؤولياته وان يتحمل موجباتها"، واضاف "ان لا شيء يدعو الى القلق من تداعيات الازمة السياسية على الاقتصاد"، منبهاً الى ضرورة "عدم تأثير الازمة على الحياة اليومية للناس على ان يكون عنوان المرحلة المقبلة حقوق المواطنين ومطالبهم".
وخلال استقباله اعضاء السلك القنصلي اكد رئيس الجمهورية "ان احدا لا يستطيع تغييب احد وعلى الجميع ان يكون لديهم الاقتناع بالمشاركة في المسؤولية"، معتبراً انه على رغم "صعوبة الظرف الراهن فالغد سيأتي وتكون الأمور وجدت طريقها الى الحل".

 

اتصالات

وعلمت "النهار" ان اتصالات اقليمية تلاحقت في اليومين الماضيين من أجل تأجيل الاستشارات غداً وهي ستتضح أكثر فأكثر من خلال الاجتماع الرباعي الذي ستستضيفه باريس اليوم ويشارك فيه وزراء خارجية فرنسا والسعودية وتركيا وقطر.

 

بري- الحريري

وبدا لافتا ان السجال الذي اندلع امس عبر البيانات بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري أظهر ان الثقة بالنتائج التي ستنتهي اليها الاستشارات غداً وبعد غد مفقودة ولاسيما عند فريق 8 آذار، كما لاحظ المواكبون لهذه التطورات. فمن يضمن الفوز بالتكليف لا حاجة اليه للخوض في سجالات بالغة التوتر، كما عكسها البيان الصادر عن المكتب الاعلامي للرئيس بري الذي رد على بيان للمكتب الاعلامي للرئيس الحريري الذي كان يتناول ما نشرته وسائل الاعلام على خلفية "ورقة تسوية" اذاعها رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في مؤتمره الصحافي اول من امس. فقال بري في بيان مكتبه: "(...) كفى تحريضاً وتلطياً بالدفاع عن موقع رئاسة الحكومة والحقيقة هو دفاع عن مصالح وأزلام وتجيير مؤسسات لامارة وهمية بثوب من سندس وحرير. ليتأكدوا أننا نحن الحريصون على رئاسة الحكومة حرصنا على كل الرئاسات، ولكن من ضمن الكتاب، ومن ضمن الدستور ولأجل لبنان. المشكلة دائما في لبنان اننا نحاول ان نمتطي صهوة الطائفية والمذهبية لنقفز فقط فوق القوانين والدساتير".
وأتى الرد من مكتب الحريري ليقول: "(...) لا يرى ان هناك فائدة من الرد(...) خصوصا عندما يحاضر البعض عن النهب المالي القائم على قدم وساق منذ عقدين من الزمن(...) نأمل ان يكون البيان الاخير الصادر عنه خاتمة لأسلوب لا نتمناه لرئيس المجلس ولا نرغب الخوض فيه".

 

نصرالله

وسط هذا السجال أعلنت العلاقات الاعلامية في "حزب الله" فجأة مساء امس ان السيد حسن نصرالله الأمين العام للحزب سيطل عند الثامنة والنصف مساء اليوم على شاشة قناة "المنار" للتحدث عن "المستجدات والاوضاع الراهنة". ولم تتوافر معلومات عن السبب الذي جعل السيد نصرالله يتكلم اليوم بعدما كان مقرراً سابقاً أن يتحدث في مناسبة أربعين استشهاد الامام الحسين الثلثاء المقبل. لكن تبدو اطلالة نصرالله مترافقة مع معلومات لـ"النهار" تفيد ان اجتماعاً عاماً لكادرات الحزب سيعقد اليوم وسط تساؤلات عن اهداف هذا الاجتماع.
وأفادت أوساط في 8 آذار لـ"النهار" ان السيد نصرالله سيركز في اطلالته اليوم على موقف النائب جنبلاط ومسار التفاوض مع الرئيس الحريري وبنود التسوية التي ألمح اليها في اطلالته الاعلامية السابقة.
فيما يرى المراقبون ان ما سيقوله يترافق وما سينتهي اليه اللقاء الرباعي في باريس، وبالتالي فإن المواقف التي سيعلنها نصرالله قد تكون ذات صلة بنتائج لقاء باريس.
ولوحظ ان قراءة "حزي الله" التي نسبتها الى المعارضة عموماً تفيد "ان الامساك بالسلطة والسير بمحكمة مسيسة وبناء الآمال على قرار اتهامي مفبرك أمران لا يستويان في لبنان" على حد تعبير قناة "المنار".

 

جنبلاط

وليلاً صرّح النائب جنبلاط لـ"النهار" بالآتي: "من الجيد اننا نتشاور بهدوء، وخصوصاً اذا احتكمنا الى اللعبة الدستورية". وشدد على "ضرورة التخفيف من التصريحات التي سئم منها اللبنانيون".
وعن الردود على ما انتهى اليه قراره من الاستشارات قال: "أنا اتخذت قراري السياسي وهو مبنيّ على معطيات وطنية واقليمية واضحة. وسيرى اللبنانيون جواب اللقاء الديموقراطي في الاستشارات يوم الاثنين. وفي النتيجة فان قراري باختيار رئيس الحكومة سيكون ترجمة لخيار المقاومة وسوريا".
ورداً على سؤال قال: "اللقاء مع السيد نصرالله ممتاز جداً تناولنا أفكاراً عدة وهو من أكثر المدركين لخطورة الوضع في البلد".

 

مجلس المفتين

ويعقد مجلس المفتين اجتماعاً طارئاً برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في دار الفتوى وسيصدر بياناً وصفته مصادر قريبة بـ"المهم".
وسألت "النهار" مفتي الجمهورية عن طبيعة الاجتماع فأوضح انه "مخصص للبحث في ما آلت اليه الاوضاع بعد التطورات المتسارعة في الفترة الاخيرة، ونتيجة مساعي الاشقاء والاصدقاء لمساعدة لبنان على الخروج من الأزمة".

 

14 آذار

وأبلغ ركن بارز في قوى 14 آذار "النهار" ان قرارها هو "المضي حتى النهاية في ترشيح الرئيس الحريري في استشارات التكليف"، مؤكداً "ان البديل من الحريري هو الحريري نفسه مهما حاول فريق 8 آذار ترويج معطيات خاطئة".

 

جعجع

اكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان الاستشارات النيابية ستجري في ظل "صراع محموم من اجل كل صوت".
وقال في مؤتمر صحافي: "نحن في سياق صراع كبير جدا ومحموم على كل صوت في المجلس النيابي".
واضاف "سنسعى بكل قوتنا وبكل جهدنا لمحاولة تأمين الاصوات اللازمة حتى يتم تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة".
وفي سياق آخر، ينعقد اليوم "لقاء تشاوري" يشارك فيه قادة وسياسيون وشخصيات مسيحية في مقر حزب الوطنيين الأحرار في السوديكو. وسيوجه المجتمعون رسالة الى رئيس الجمهورية تتعلق بالاستشارات النيابية و"الضغوط" التي تمارس على الحياة الديموقراطية.
الى ذلك، تحول لقاء مقرر لكوادر وشخصيات مؤيدة لقوى 14 آذار تظاهرة رمزية في الاشرفية امام مقر الامانة لهذه القوى بعدما امتنعت ادارة فندق "لو غبريال" عن توفير قاعة لعقد اللقاء بناء على اتصالات بها من جهات معينة على ما ذكر المنظمون الذين حملوا بشدة في كلماتهم على "حزب الله" وحلفائه، محذرين من العودة الى ما قبل 14 آذار 2005 ومن مشروع انقلابي يبدأ بالحؤول دون تكليف الرئيس سعد الحريري.
وانتهى اللقاء بتوجيه "نداء الى شعب لبنان"، من اجل الدفاع عن "الجمهورية والميثاق والسيادة".

 

الرباعي الطرابلسي

الرباعي الطرابلسي الذي يضم الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي والنائبين قاسم عبد العزيز واحمد كرامي، سيعقدون اليوم اجتماعا ويصدرون بياناً يحدد الموقف من الاستشارات غداً، وسط معطيات تفيد ان توزيع الاصوات في الاستشارات بين الرئيس الحريري والرئيس عمر كرامي الذي ترشحه قوى 8 آذار سيكون حاداً والمعركة تقوم على صوت او صوتين لا أكثر.
 


 

أبقى جلساته مفتوحة "لمتابعة التطورات"
المجلس الشرعي: الحريري يمثل طائفة ويحظى بأوسع تأييد جماهيري ونيابي

جدد المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى دعمه لـ"الرئيس سعد الحريري بصفته رمزاً من الرموز السياسية للمسلمين والتي تمثل الطائفة وتحافط على حقوقها، وهو يحظى بأكبر مساحة من التأييد الجماهيري والنيابي".
عقد المجلس اجتماعاً امس بدعوة من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، في جلسة استثنائية، واصدر بيانا تلاه نائب رئيس المجلس الوزير السابق عمر مسقاوي اوضح فيه ان "المجلس تداول الوضع الخطير المستجد في البلاد، والناجم عن اسقاط حكومة التوافق الوطني وتمدد الحالة غير الطبيعية السائدة في البلاد منذ اشهر عدة، وبالنظر الى تعاقب الأحداث وتفاقم الأوضاع السياسية في لبنان يبدي المجلس الشرعي تمسكه برسالة سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني التي وجهها الى اللبنانيين في الخامس عشر من كانون الثاني، وبجميع البنود التي تضمنتها واعتبارها نهجا يعبر عن رؤية المجلس والمسلمين للحفاظ على العيش المشترك والعلاقات بين الطوائف".
وأعلن ان "المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى، الأمين على قيمه الاسلامية والحضارية وعلى كرامة المواطنين جميعاً وقيم المسلمين وعقائدهم، يرفض ويستنكر كل تطاول على رموزنا السياسية والدينية، ويعلن ثقته بدولة الرئيس سعد الحريري بصفته رمزا من الرموز السياسية للمسلمين والتي تمثل الطائفة وتحافظ على حقوقها وكرامتها ويحظى بأكبر مساحة من التأييد الجماهيري والنيابي".
وأعلن المجلس تأييده للبيان السياسي الذي ألقاه الرئيس اخيرا وترك للعملية السياسية الدستورية أن تأخذ مجراها وفقاً للدستور واتفاق الطائف، و"اذا كان العمل السياسي في لبنان قد بني على التوازن الطائفي، فان الوفاق الوطني هو عمود هذا التوازن، وحين ترجح كفة على أخرى بغير حق فانها تهدد وحدة البلاد".
ورأى ان "المنصات والمنابر التي ترفع اليوم لنشر الاحقاد والشائعات التي تهدد الأمن وتتعرض للقيم الدينية والعقائد بصورة غير مألوفة امر لا يستقيم به وطن حين تصبح حرية الرأي نوعا من الوقاحة واستفزاز المشاعر عبر شاشات التلفزة".
وشدد على ان "الخطاب السياسي الذي يستعلي على كل استقرار نفسي واجتماعي، فيما هذا الاستقرار هو الشرط الاساس لوحدة البلاد ووحدة الوطن، اذا لم يمسك بصورة جازمة وحاسمة، فان مآله سيؤدي الى تبديد كل المكتسبات التي حققها بناة هذا الوطن كواحة للأمن والازدهار والتعايش بين الطوائف في هذا الوطن...".
وقرر المجلس ابقاء جلساته مفتوحة لمتابعة التطورات وشكل لجنة للمتابعة.

"عودة فورد مساهمة مهمة للعلاقات الأميركية - السورية واستقرار المنطقة"
أوزيلديز لـ"النهار": أسباب عملية وصعوبة في التوفيق بين المواقف أوقفت الوساطة
اجتماع اسطنبول إشارة إلى الديبلوماسية التركية في أهمية مواصلة الحوار

عزا السفير التركي اينان اوزيلديز وقف الوساطة التركية-القطرية الى "اسباب عملية"، منها "جدول الاعمال المثقل" لوزير الخارجية التركي داود اوغلو وارتباطه بلقاءات مع مسؤولين رفيعين بينهم ايرانيون، الى "الصعوبة في التوفيق بين مواقف الطرفين". وقال في لقاء مع "النهار" في مركز السفارة في الرابية ان "الفكرة كانت بمواصلة المساعي على اساس المبادرة السعودية – السورية، لانها شكلت مرجعاً مهماً منذ وقت معين"، معتبراً انه "كان من المفترض مواصلة الجهود لمنع تدهور الوضع".
واذ رأى ان وصول الوساطة الى حائط مسدود يشكل "رسالة الى السيد الحريري بأن المعارضة لا ترغب في اعادة تكليفه"، قال ان بلاده" على اتصال منتظم مع الولايات المتحدة الاميركية وهم على علم بما نقوم به"، وكذلك الامر بالنسبة الى فرنسا، محذرا من ان تدهور الوضع اللبناني من شأنه ان يؤثر سلبا على بقية دول المنطقة. وفيما ابدى استعداد بلاده لدعم اي مبادرة عربية في هذا الشأن، اعتبر  ان الموقف السعودي الذي اعرب عنه وزير الخارجية سعود الفيصل "لم يكن موقفا جديدا (...) وقد يكون السعوديون انسحبوا انما عناصر النقاش ما زالت موجودة".
وفي الملف الايراني، رأى انه بمجرد حصول الاجتماع بين الدول الست وايران في اسطنبول، فذلك "اشارة الى الديبلوماسية التركية التي قادها وزير خارجيتنا منذ فترة، اي مواصلة الحوار بالسبل الديبلوماسية قبل فرض العقوبات وقطع العلاقات"، منوها باعادة السفير الاميركي الى دمشق.
في ما يأتي الحوار الذي اجرى مع السفير  اوزيلديز عشية حديث عن زيارة جديدة متوقعة لاوغلو لفرنسا حيث يتوقع ان تتطرق محادثاته مع المسؤولين الفرنسيين الى حصيلة لقاءاته حول الملف اللبناني:
• انطلق الاسبوع التركي- القطري في لبنان، بعد قمة دمشق وانتهى باعلان الوزير اوغلو ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني تعليق نشاطهما. إلام تعزو اسباب فشل المبادرة؟
- لا يمكن التحدث عن فشل في هذا الصدد، والواقع ان البيان تحدث عن وقف الاتصالات على ان يعود الوزيران الى بلادهما للوقوف على رأي حكومتيهما. اوقفنا اتصالاتنا نتيجة اسباب عملية.
• عزا الوزيران التوقف عن مساعيهما إلى "بعض التحفظات". ماذا تضمنت؟
- عقدت اللقاءات في اطار ضيق جدا، في حضور الوزيرين، ورافقهما احيانا مستشار واحد. ولكن عندما زرنا دمشق، كانت الفكرة مواصلة المساعي على اساس المبادرة السعودية – السورية، لانها شكلت مرجعا مهما، وتبودل عدد من النقاط او الافكار ضمن هذه المبادرة. كان من المفترض مواصلة الجهود لمنع تدهور الوضع وايجاد حل للأزمة السياسية المتعلقة بالحكومة.
• تردد ان الورقة التركية القطرية تضمنت الحصول على ضمان بإعادة تكليف الحريري على أن يسدد "متوجبات الحل" بعد التكليف الى وقف الحملات الإعلامية على اشخاص وتعديل طريقة التصويت في مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي وكلها مطالب كانت رفضتها المعارضة؟
- هذه طريقة تفسير، ولكننا لسنا طرفاً، ونتولى دور الوساطة بين المجموعتين لاننا لاحظنا نقصا على مستوى التواصل.
• هل شملت التدابير التي اثارتها المعارضة المطالب ذاتها على مستوى سحب القضاة اللبنانيين منها ووقف التمويل والتدخل الاميركي الاسرائيلي فيها والتنصل من قراراتها؟
- شملت المحادثات الى حد ما هذه المطالب.
• تحدث وزير الخارجية التركي لدى وصوله الى اسطنبول عن تحفظات ايضا مشترطا معاودة الكرة اذا تبنى الافرقاء نهجا جديدا. ماذا يعني ذلك؟
- انها ملاحظات تخصه وتأتي نتيجة الاتصالات التي قام بها (...). وأعتقد انه يشير الى الحاجة الى تحقيق تبدل معين في الاداء للتوصل الى نتيجة. ودون هذا التغيير والارادة في التوصل الى حل مشترك، لا جدوى من المعاودة (الوساطة).
• ولكن اوغلو اشار ايضا الى ان تجاهل الرئيس الحريري سيثير مشكلة كبيرة، في وقت نلاحظ ضغوطا لتبديل الاكثرية؟
- للبنان نظام سياسي خاص به، فهناك برلمان منتخب وفيه يعود القرار الى اللبنانيين ولا يمكن فرض حل.  واذا كانت هناك وسائل ديموقراطية لتشكيل حكومة جديدة، فلا يمكننا فعل شيء.
• الا تدعم انقرة الحريري في رئاسة الحكومة بهذا الكلام؟
- نحن ندعمه، ولكن النظام البرلماني والاستشارات التي ستجرى الاثنين من شأنها تحديد من سيكون رئيسا للوزراء.
• صدرت تحليلات عدة عن اسباب وصول المبادرة الى حائط مسدود. ما هي الرسائل التي قرأتها نتيجة ذلك؟
- انها رسالة الى السيد الحريري من دون شك، بأن المعارضة لم ترغب في اعادة تكليفه، وهذا هو رأيي الشخصي.

 

تنسيق دولي

• املت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في اشارتها الى الوساطات لحل الازمة اللبنانية في "ان تكون موجهة الى دعم الشعب اللبناني، وهو يتخذ القرارات التي تؤدي الى الاستقرار والامن والعدالة". هل قرأتم في ذلك رسالة الى جهودكم؟  
- لا اعتقد. نحن كأتراك على اتصال منتظم مع الولايات المتحدة الاميركية وهم على علم بما نقوم به، وحصل تنسيق على هذا المستوى.
• لوحظ ان ثمة دخولا قطريا تركيا سوريا على خط محاولات الحل بالتزامن مع اقتراح فرنسي دعا الى تشكيل مجموعة اتصال لدعم لبنان. اين يلتقي الطرحان، علما ان رئيس الوزراء التركي كان اعلن انضمام بلاده الى مجموعة الاتصال هذه؟
- هذه احدى ميزات لبنان، مع بروز ازمة سياسية يتدخل اللاعبون الاقليميون او الدوليون المهتمون لتسهيل الحل، سواء لجمع اللاعبين اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم او لاطلاق افكار او معادلات جديدة، وهذا ما شهدناه في الماضي عبر اتفاق الطائف او الدوحة. من غير المنطقي انتظار تدهور الوضع. ما قمنا به كأتراك كان بالتنسيق مع بقية الدول المهتمة بلبنان، من ضمنها فرنسا. وقد ايد رئيس الوزراء التركي قيام مجموعة الاتصال هذه، وبهذا المعنى تتكامل هذه المبادرات والاجراءات رغم اننا لم نتوصل الى حل ملموس او نوع من الاتفاق على غرار الدوحة او الطائف (...)، فالهدف هو في تحقيق مصلحة مشتركة تشمل كل المنطقة وخصوصا ان تدهور الوضع اللبناني من شأنه ان يؤثر سلبا على بقية الدول، ومن شأنه ان يضاعف ايضا الانقسامات الحالية والتي تؤثر على العالم عموماً كالمشكلة المسيحية - الاسلامية، والسنية - الشيعية. من جهة اخرى، يجب الا ننسى خصوصية لبنان الفريدة. فرغم المصاعب، اظهر لبنان امكان تعايش طوائف وإثنيات عدة.
• انتقد البعض غياب الرئيس ميشال سليمان عن قمة دمشق.
- كانت مبادرة من خارج لبنان، وهدفت الى مناقشة الوضع فيه بين الدول الثلاث وآليات الحل مستقبلا. ربما لم يكن الوقت لدعوة الرئيس سليمان ولكن هذا لا يعني ان اللبنانيين اقصوا عن المبادرة، لانه في اليوم التالي حضر رئيس الوزراء القطري ووزير خارجيتنا الى لبنان حيث شرحا للرؤساء الثلاثة ما تمت مناقشته في دمشق.

 

سوريا

• برز في موازاة ذلك حديث عن ممانعة سوريا اساسا لتحرككم في ظل رفضها مشاركة احد في القرار في لبنان. هل لمست انخراطا سوريا في هذا التحرك؟
- لسوريا مصلحة خاصة في لبنان ولا اعتقد انها ترغب في حصول تدهور في البلاد. فأي ازمة عميقة في لبنان من شأنها ان تؤثر على سوريا التي تحاول ايجاد حل للمشكلة ضمن الاولويات الخاصة بها ووجهات النظر الخاصة بها.
• ماذا سمع المسؤولان التركي والقطري من الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله؟
- انطلاقا من الصحف، فهو قال ان المعطيات تبدلت وهناك عنصر جديد تمثل برفع القرار الاتهامي، وهو حافظ على المواقف نفسها. ولكن هذا يدل ايضا على اهمية المبادرة (...).
• اشرت الى لبنان نموذج التعايش والاتفاقات السابقة لحل الازمة. كيف قرأت موقف وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي دعا الى رفع اليد عن لبنان محذرا من التقسيم؟ هل استهدف في جانب منه تحرككم؟
- لا يمكن التعليق على موقف اصدقائنا السعوديين لكننا نعلم انهم يدعمون وحدة الاراضي اللبنانية واستقلال لبنان. قد يعبر الامير عن خيبة السعوديين، ولكن اعتقد انهم لم يفقدوا اهتمامهم بكل ما يحصل في لبنان.
• رأى البعض في الموقف السعودي ايضا ردا على قمة دمشق وسعي الديبلوماسية التركية الى الاضطلاع بدور؟
- لا مشكلة معهم، وقد زار كما قلت، الامير الفيصل تركيا. وتعليقا على الموقف السعودي، قال الوزير اوغلو امام الصحافيين انه لم يكن موقفا جديدا. قد يكون السعوديون انسحبوا انما عناصر النقاش ما زالت موجودة (...).
• ثمة ايضا كلام مصري متكرر، وضمنه كلام للامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يدعو الى حل عربي للأزمة اللبنانية؟
- نحن على اتصال مع اصدقائنا المصريين ايضا، وقد تحدث (وزير الخارجية المصري احمد) ابو الغيط الى وزيرنا. ولو كانت هناك مبادرة مصرية او عربية لكنا مستعدين لدعمها ايضا.

 

"لا تُغضب حزب الله"

• في ملخص لأصداء المبادرة التركية القطرية في الصحف التركية، برز عنوان: "تركيا للحريري: لا تُغضب حزب الله". هل سعت أنقرة الى اقناع الحريري بالتخلي عن المحكمة لإعادة تكليفه؟
- شكل ذلك جزءا من المناقشات، بمعنى التوفيق في المواقف. قبل اشهر طلب الى الرئيس الحريري القيام بخطوات الى الامام في ما يتعلق بموقفه من المحكمة، كذلك الامر بالنسبة الى الفريق الآخر، للشروع في حوار وتبديد القلق والخشية (...).
• زار وزير الخارجية الايراني محمد صافي تركيا. ما هي الرسائل التي اوصلتموها اليه؟ ماذا سمعتم منه؟
- قلنا له الامر نفسه الذي قلناه للسوريين، اي التشديد على اهمية الحوار وتعزيز استقرار لبنان. لايران علاقات خاصة مع "حزب الله"، وطلبنا اليهم موقفا بنّاء من شأنه المساهمة في الحل في لبنان.
• من المتوقع ان يزور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تركيا الشهر المقبل ولبنان من الاولويات التي سيتناولها؟
- اذا استمر التشنج، ولكن نأمل في رؤية صيغ لتخطي الازمة قريبا جدا. واذا بقي لبنان في الموقع نفسه في جدول الاعمال الدولي، من الآن وحتى اواخر الشهر المقبل، فسنناقش المسألة في شكل مفصل (...).

 

إيران

• تتجه الانظار الى اسطنبول مع دخول إيران الجولة الثانية من المفاوضات مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، وبروز تصلب في مواقف الجانبين. هل انت متفائل؟
- طبعا، علما انني لا اتابع من كثب الملف. بمجرد ان الاجتماع حصل في اسطنبول، فنحن نعتبره اشارة الى الديبلوماسية التركية التي قادها وزير خارجيتنا منذ فترة اي مواصلة الحوار بالسبل الديبلوماسية قبل فرض العقوبات وقطع العلاقات.
• تتزامن زيادة التشنج في لبنان مع ارتفاع نسبة التشنج في الملف الايراني؟
- (...) انه دليل على مدى اهمية ملفات المنطقة، وحتى ان هناك بعض الروابط بين مشكلاتها ويجب ايجاد حل ثابت لها.
• تسلم وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالامس نسخة من اعتماد السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد. هل يشكل ذلك اشارة الى احتمال عودة الحرارة الى المسار السوري – الاسرائيلي في وقت لاحق في تقديرك؟
- الامر مهم، فغياب سفير اميركي عن دمشق لخمسة اعوام يمثل امرا سلبيا. وكأتراك شجعنا باستمرار تطور العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا. وقد يكون من المبكر معرفة اي دور سيضطلع به ولكن ذلك يشكل مساهمة مهمة جدا، ليس فقط على مستوى العلاقات السورية الاميركية بل على مستوى الاستقرار في المنطقة.

ريتا صفير     


المصدر: جريدة النهار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,778,459

عدد الزوار: 6,914,536

المتواجدون الآن: 118