اقتراحات لتأجيل جديد والأكثرية تصرّ على الإستشارات في موعدها

الأحد 23 كانون الثاني 2011 - 6:00 ص     3112     0     محلية

زار نصرالله ليلاً وتقديرات متباينة لأصوات "اللقاء الديموقراطي" الذي أبقى اجتماعاته مفتوحة للتشاور
 جنبلاط باسم الإشتراكي: إلى جانب سوريا والمقاومة ورفض إلغاء أي طرف
اقتراحات لتأجيل جديد والأكثرية تصرّ على الإستشارات في موعدها

الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لدى استقباله مساء امس رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في حضور الوزير غازي العريضي. (العلاقات الإعلامية في "حزب الله")

إذا كانت أضواء النهار معقودة امس لرئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي أعطى فريق 8 آذار ما يرضيه وفريق 14 آذار ما لا يزعجه، فإن أضواء الليل اتجهت نحو حركة مشاورات متعددة داخلياً وخارجياً لتدارس الاحتمالات قبل 48 ساعة من موعد اجراء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الاستشارات النيابية الملزمة. وعلمت "النهار" ان فريق 14 آذار الذي يصرّ على إجراء الاستشارات في موعدها مع تكرار تأييده لترشيح الرئيس سعد الحريري، يواجه في ذلك اقتراحات بدأت ترد من خارج الحدود بإرجائها على خلفية ان النتائج التي ستنتهي اليها الاستشارات لن تكون في مصلحة المرشح الذي سيدعمه فريق 8 آذار.

 

وعلمت "النهار" ان "اللقاء الديموقراطي" ابقى اجتماعاته مفتوحة حتى يوم الاستشارات للتشاور مع التزام كل اعضائه عدم الادلاء بأي موقف. وقد توّج النائب جنبلاط نشاطه ليلاً بلقاء الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. واوضح بيان صادر عن العلاقات الاعلامية في الحزب ان اللقاء حضره الوزير غازي العريضي والحاج وفيق صفا و"جرى التباحث بالموقف الاخير الذي أعلنه رئيس اللقاء الديموقراطي (…) وآفاق المرحلة المقبلة على الصعيدين الحكومي والوطني".
وأبرزت قوى 8 آذار من مواقف جنبلاط في المؤتمر الصحافي الذي عقده عصر امس بعد رئاسته اجتماع "اللقاء الديموقراطي"، تأكيده "ثبات الحزب التقدمي الاشتراكي الى جانب سوريا والمقاومة آملاً ان تأخذ اللعبة الديموقراطية مداها بعيداً من التشنجات والاصطفافات المذهبية".
ورفع جنبلاط عالياً ورقة قال انها "ورقة التسوية" التي انجزها "التشاور الضيّق" بين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد وقرأ منها "الغاء ارتباط لبنان بالمحكمة الدولية من خلال الغاء بروتوكول التعاون ووقف التمويل وسحب القضاة". لكن الصورة التي تنشرها "النهار" في صفحاتها الداخلية تشير الى ان الورقة تضمنت بنوداً عدة أبرزها "سحب ملف شهود الزور والاستنابات القضائية والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتثبيت اتفاق الطائف ومعالجة البؤر الامنية في الداخل". اضف ان الورقة لا تحمل اية تواقيع. وحرص جنبلاط على القول "ان اي محاولة الغاء من طرف لطرف آخر هي مغامرة مستحيلة". ورفض ما قاله الرئيس الحريري من انه "معرض لاغتيال سياسي"، كما رفض "ما قاله احدهم في المعارضة من ان ما قبل القرار الاتهامي شيء وما بعده شيء آخر".

 

وافادت مندوبة "النهار" هدى شديد التي واكبت اجتماع "اللقاء الديموقراطي" نقلاً عن مصادر مطلعة في المعارضة ان اتفاقاً قد تمّ مع النائب وليد جنبلاط، وهو ملتزم بموجبه اعطاء سبعة اصوات من تكتله لمرشح المعارضة الرئيس عمر كرامي، مع العمل على تأمين النائب الثامن.
كما نقلت عن مصادر قوى 14 آذار ان النواب الذين ينتمون الى التكتل من غير الحزبيين ابلغوا جنبلاط خلال اجتماعه بهم انهم سيصوّتون للرئيس سعد الحريري، وهم: محمد الحجار، فؤاد السعد، هنري حلو، مروان حماده وانطوان سعد، وان النائب جنبلاط لم يؤمن سوى الاصوات الحزبية الخمسة الى نائب سادس قد يكون ايلي عون (المتردد في حسم خياره). في حين ان النواب الستة الآخرين هم الى جانب الرئيس الحريري، مع العلم ان النائب نعمة طعمة كان امس غائباً بداعي السفر.
وفي المعلومات المتوافرة ان جنبلاط الذي حسم خياره واتخذ قراره قبل اجتماعه بتكتله، أبلغ أعضاء اللقاء الاسباب الموجبة التي فرضت عليه هذا التوجّه، وابرزها "انه يفتدي الاستقرار الامني في البلاد، وانه يفتدي الرئيس سعد الحريري باختياره مواجهة سياسية من شأنها ان تتبدل وفقاً لمعطيات اقليمية ودولية في اي لحظة، وبوقوفه حاجزاً امام مواجهة امنية وفتنة اهلية تطلّ برأسها على البلد، وقد لا تكون نتائجها لا محسوبة ولا محسومة، وانه يفضل المواجهة السياسية على ان تسيل نقطة دم لمواطن واحد بعد الآن، وهذه مسؤولية يعتبرها تاريخية".

 

رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استقبل أمس في مقر الرئاسة الثانية بعين التينة مرتين وزير الدولة وائل أبو فاعور موفدا من جنبلاط كما علمت "النهار"، خص قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لـ"حزب الله" بتعليق على مواقف جنبلاط، فقال ان الاخير "لم يغير قناعته منذ بداية الازمة، لكنه كما حركة "أمل" و"حزب الله" وسائر الاطراف في المعارضة، أراد اعطاء فرصة للحل حتى اللحظة الاخيرة لما قبل صدور القرار الظني".
واضاف: "ان ما نشهده اليوم، هو مسار دستوري وقانوني يجب أن يستكمل حتى النهاية، حيث يفترض في الجميع الخضوع لأصول اللعبة الديموقراطية، ونحن ننظر الى مرحلة ما بعد التكليف".
وتحدث عن "قيام جنبلاط بمسعى جدي يوم الاحد الماضي، لو استجاب له رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري لتجاوبت المعارضة معه، لأن الهدف كان تقديم التسوية المستوحاة من الورقة السورية – السعودية على القرار الظني، لأن ما قبله يختلف عما بعده بالمفاعيل السياسية".
وحذر بري من "لجوء البعض الى الخطاب الطائفي"، مؤكدا انه "لا يفيد ولا يقدم ولا يؤخر... فكل الطوائف مش قليلة". وسئل عن المرشح المقبل لرئاسة الحكومة وعن ترشيح النائب سليمان فرنجية رئيس الحكومة سابقا عمر كرامي، فأجاب بأن "آل كرامي من البيوتات العريقة في الشمال وباعهم طويل مع رئاسة الحكومة وتحمل المسؤوليات الوطنية".

 

وقد سافر رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل امس الى القاهرة للقاء الرئيس المصري حسني مبارك.
وينعقد المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى قبل ظهر اليوم في دار الفتوى برئاسة المفتي محمد رشيد قباني لتدارس الاوضاع.
وتوجه وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال محمد الصفدي بعد ظهر أمس الى الرياض.
ويعقد رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ظهر اليوم في معراب مؤتمرا صحافيا.
وفي فندق "كواليتي إن" بطرابلس تجتمع اليوم 500 شخصية تقريبا من أطباء ومهندسين ومحامين وأساتذة جامعيين ومتعاطي شأن عام يؤيدون الرئيس الحريري وقوى 14 آذار. وسيتخذ المجتمعون موقفا باسم المدينة والقضاء من ترشيح الرئيس عمر كرامي لرئاسة الحكومة.
 

السعودية نفت تغيير موقفها وحمد بن جاسم في دمشق

أكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في تصريحات نشرت ليل الخميس- الجمعة ان المملكة مستمرة في دعم الغالبية النيابية في لبنان، مشيراً الى ان تصريحاته السابقة عن رفع يد الرياض عن وساطتها لا تعني تغييراً في سياستها حيال بيروت. أما وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط فطالب بما سماه "شبكة أمان عربية" من أجل مساعدة لبنان على الخروج من أزمته.
وغداة الزيارة التي قام بها امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لدمشق والمحادثات التي أجراها مع الرئيس السوري بشار الاسد، بثت قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية ان رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قد وصل الى دمشق في وقت متقدم أمس لاجراء محادثات مع المسؤولين السوريين.
ومعلوم ان حمد بن جاسم ووزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو قد أعلنا الاربعاء من بيروت تعليق الوساطة المشتركة التي كلفتهما القيام بها القمة السورية - القطرية - التركية التي انعقدت في دمشق مطلع الاسبوع للبحث في الأزمة اللبنانية.
 

ونقلت وكالة الانباء السعودية "و ا س" عن سعود الفيصل انه يأسف "لمحاولات اخراج تصريحه ... عن سياقه الصحيح وتقديم تفسيرات مغلوطة بان هنالك تغييراً في سياسة المملكة تجاه لبنان". وقال ان "هذا الامر عار من الصحة وان الذي تغير هو وقف الوساطة بين سوريا ولبنان، وان موقف المملكة سيظل مؤيدا للشرعية اللبنانية باعتبارها الاساس لاستقرار لبنان وحفظ امنه وسلامته". واكد خصوصا على "استمرار سياستها (السعودية) بتأييد الغالبية" في لبنان.
وكان وزير الخارجية السعودي قال في مقابلة مع التلفزيون السعودي الاربعاء ان الوضع في لبنان "خطير"، مشيراً الى ان المملكة "رفعت يدها" عن الوساطة التي قامت بها مع سوريا لحل الازمة في لبنان، مما أثار جدلاً في لبنان.
 

•في الكويت، قال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في مقابلة مع صحيفة "السياسة" الكويتية إن "هناك أزمة في لبنان، وهناك مساع للمساعدة في تسويتها، ولكن لست أميل إلى أن اللبنانيين سيعرضون استقرارهم للخطر بأيديهم، ربما يريد البعض من داخل لبنان وخارجه الدفع في هذا الاتجاه، ولكن لدي ثقة بحكمة اللبنانيين"، مضيفاً: "لا أريد للقلق أن يمسك بتلابيب اللبنانيين" .
وأضاف أن "مصر ترى ضرورة أن تلعب جامعة الدول العربية دورها لمساعدة اللبنانيين كما فعلت في الماضي، وقلت في شرم الشيخ إن لا بد للأمين العام عمرو موسى، أن يشارك في أي مساع... نفضل ان تكون مساعي التهدئة بين الأطراف العربية في المقام الأول، لأن ذلك أمر طبيعي ومنطقي... في كل الأحوال، مصر لا تمانع بالاهتمام الإقليمي أو الدولي، لكن الأصل هو شبكة الأمان العربية، التي يجب توفيرها للبنان للمرور من هذه الأزمة".
وسئل عن موقف مصر من تطورات الوضع فى لبنان، فأجاب: "ان مصر لها اتصالاتها بالأطراف اللبنانيين، كما أن لها اتصالاتها العربية والدولية، ونحن نستخدم هذه الاتصالات للتأكيد على عناصر الموقف المصري، والمساعدة في تحقيق المعادلة الصعبة، التي تقوم على المحافظة على الاستقرار في لبنان مع التمسك بتحقيق العدالة".
ورأى أنه "لن يتسنى للبنان أن يطوي صفحة الاغتيالات السياسية إلى الأبد، دون أن تتحقق هذه العدالة، والاستقرار اللبناني هو مطلب أساسي للجميع، والطرف الذي يريد أن يعبث به سيكون عليه أن يواجه خصوماً كثيرين، لبنانيين وعرباً وغيرهم".
وعن المطلوب من رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، قال: "نحن نعتقد أن الشيخ سعد الحريري اتخذ مواقف بناءة وإيجابية من أجل مصلحة بلده على مدار الأشهر الماضية، وسيكون من الإجحاف أن يطلب منه تبني مواقف تذهب إلى أبعد مما ذهب إليه، ومصر تتفهم وضع سعد الحريري تماماً وتقدر مواقفه، ونعتقد أن رؤيته للبنان يمكن أن ينضوي تحتها أكبر عدد ممكن من أبناء بلده، وهي رؤية تؤيدها مصر" .
وعما جرى في مشاوراته مع وزير الخارجية السعودي في شرم الشيخ، وما يتعلق منها بتعليق الرياض المبادرة السعودية ـ السورية، قال: "جرت مشاورات مفيدة مع الأمير سعود الفيصل أكدت الرؤية المشتركة، وبالذات في أهمية المحافظة على استقرار لبنان والعمل على ذلك".
ولفت الى أن "الجهد السعودي الذي توقف لا يعني انسحاب المملكة من الاهتمام بالشأن اللبناني... على العكس من ذلك، مصر والسعودية، مستمرتان في لعب دور مهم، مع أصدقائهما من اللبنانيين" .
 

• في باريس، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ردا على سؤال عن الوضع المتأزم في لبنان: "في الازمة الراهنة، تظل فرنسا متمسكة أكثر من أي وقت باحترام المؤسسات اللبنانية ونتيجة الانتخابات الديموقراطية. لا بد من الحفاظ على وحدة لبنان واستقراره وسيادته". واضاف: "ينبغي نبذ العنف، يجب ايجاد حل للازمة بالحوار وضمن احترام المؤسسات".
وذكر ان فرنسا "كانت دوماً ملتزمة العدالة الدولية ...نطلب احترام استقلال العدالة الدولية وخصوصاً المحكمة الخاصة بلبنان"، مذكراً بموقف فرنسا الدائم من حيث "التزامها التصدي للافلات من العقاب".

(و ص ف، أ ش أ)