هل «يتصالح» مقتدى الصدر مع السيستاني؟

تاريخ الإضافة الأحد 9 كانون الثاني 2011 - 6:15 ص    عدد الزيارات 4020    التعليقات 0    القسم عربية

        


بغداد- مازن صاحب:
كشفت مصادر نجفية مطلعة لـ «الوطن» ان عودة زعيم التيار الصدري الى النجف تقوي موقف حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي تواجه اشكالات حقيقية في استكمال تشكيلتها الوزارية، فيما استبعدت ان تكون هذه العودة نهائية فقط اذا استطاع مقتدى الصدر اعادة ترتيب دروسه لاستكمال بحثه الخارج في حوزة النجف الاشرف وصولا الى درجة الاجتهاد «اية الله»، وانتقد مقتدى الصدر اتباعه في بيان أصدره بتوقيعه بعد أن حاصره مؤيدوه أمام ابواب المرقد العلوي وهتفوا باسمه مرددين شعارات التيار الصدري، فنصحهم مقتدى بعدم تكرار ذلك لما يؤذيه، في إشارة ضمنية الى التدافع الذي حصل واجبر حمايته على إيجاد فسحه لإخراجه من بين الجماهير التي احتشدت لمشاهدته.

التزامات مذهبية
وأشارت المصادر في اتصال هاتفي مع «الوطن» ان الكثير من الالتزامات المذهبية والسياسية تتريب على عودة رجل الدين الشاب الى مدينته التاريخية، لاسيما وان الكثير من الترتيبات قد اتخذت من قبل مكتبه الذي انتقل من دار والده في الحنانة حيث المدينة القديمة الى احد احيائها الراقية الجديدة، بما يمثل فخامة المكان الذي يمثله مقتدى الصدر في وقت مازال كبار المراجع الشيعة يسكنون في المدينة القديمة قرب مرقد الامام علي بن أبي طالب ان «يتصالح» مع كبار مراجع النجف وعلى رأسهم المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، الذي ينتقد عادة من اتباع التيار الصدري لمواقفه المعتدلة من العملية السياسية، وكان له دوره البارز في احداث النجف خلال رئاسة إياد علاوي للحكومة، في حين ما يزال مقتدى الصدر ينتظر إذنه للمثول بين يديه والعمل على إعادة اللحمة بين لا يعرف بالمصطلح الحوزوي الدارج «البراني» للسيستاني الذي يدرس فيه طلابه دروسهم الحوزوية، دون تاريخ محدد لانتهائها، وتبدأ بالسطوح وتنتهي بالبحث الخارج الذي يمكن لطالب الحوزة طلب الاجتهاد لاستنباط الاحكام الفقهية عبره.

صراع زعامة
وكان مقتدى الصدر عاد الاربعاء الى النجف الأشرف، ويرجح طيف واسع من المراقبين انتقال زعامة البيت السياسي الشيعي من المجلس الإسلامي الاعلى وبيت آل الحكيم الى التيار الصدري وبيت آل الصدر، بعد انحسار المد السياسي للمجلس الاعلى اثر تسلم عمار الحكيم مقاليد الرئاسة فيه، فيما توسع تاثير ونفوذ التيار الصدري على القرار الشيعي بوجود 40 نائباً له في البرلمان الحالي وهو مايراه بعض نواب التيار اقل من استحقاق مدهم الجماهيري الواسع.
ويقول عبد الكريم الموسوي، الذي اكتفى بوصف نفسه احد أتباع «المولى المقدس» وهو الاصطلاح الشيعي لوصف والده محمد محمد الصدر، انه لايجد في عودة «السيد القائد مقتدى الصدر» إلا نموذجا لديمومة الاتصال بين الزعامة السياسية الدينية المتصدية للشأن العام في تشخيص مواقع الخلل في العملية السياسية والتي يرى قدرة واضحة في شخص مقتدى الصدر لحلها لاسيما بين كتلتي العراقية الوطنية بزعامة الدكتور إياد علاوي وكتلة التحالف الوطني بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي.

قمة سياسية
ويوضح ذلك بترجيح عقد عدة اجتماعات للقيادة السياسية في عراق اليوم، ولكن هذه المرة في النجف الأشرف وفي مكتب مقتدى الصدر وليس في أربيل أو في أية دولة عربية او اقليمية لبحث الحلول المتاحة للانتهاء من إعلان بقية التشكيلة الوزارية وأسماء حاملي الحقائب الامنية.
في المقابل، يصف الموسوي ما يدور من ردود افعال سياسية للوقوف عند حيثيات هذه العودة بانها تؤكد حالة الارباك التي تقض مضجع حكومة المالكي، على حد قوله، واضاف»هناك الكثير من الامور ستعاد الى نصابها الحقيقي بعودة السيد القائد (مقتدى الصدر) والوقت لم يمض بعد لاعادة هذا التريب في بقية التشكيلة الوزارية او في تسمية الحقائب الامنية، ربما لن يكون للتيار الصدري وجود فيها لكن حتما ستكون له موافقته وموقفه ممن يرشحون لها».
 
 

 


المصدر: جريدة الوطن الكويتية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,137,637

عدد الزوار: 6,756,233

المتواجدون الآن: 119